المدرسة الزيدية داخل البيت الاسلامي!

[ابو عز الدين]

بسم الله الرحمن الرحيم

المدرسة الزيدية داخل البيت الاسلامي!

الحديث عن المدرسة الزيدية التى تأسست داخل البيت الاسلامي منذ فجر الاسلام أو منذ أن قامت دولة الاسلام هو في الحقيقة حديث عن الاسلام نفسه وبكافة ابعاده ومكوناته .
فمن خلال قراءة واقعية منهجية للابعاد الفكرية التى قامت عليها المدرسة الزيدية ومقارنتها بنفس الابعاد الفكرية التى قامت عليها الدولة الاسلامية الحقة سنجد أن الفرق بينهما إن لم يكن منفيا بالكيلة فهو في حكم العدم المحض .

تميزت المدرسة الزيدية عن غيرها من المدارس الفكرية داخل البيت الاسلامي بالعديد من الابعاد الفكرية ذات الطابع المنهجي المتجدد والذي يكفل لهذه الامة نهضتها وعزتها وكرامتها وتفعيل دورها الحضاري والانساني داخل البيت العالمي وكذا سائر الامم والحضارات الانسانية بشكل شامل وعام !

اهم هذه الابعاد ما يلي :-

البعد الاول : وضوح الرؤية
في ظل وجود مشروع فكري سياسي له اجندة واضحة المعالم تحمل في طياتها نظرية ذات معطيات مكتملة ثم التصديق بها من خلال العمل الميداني والتجربة على ارض الواقع .

البعد الثاني : اعتماد المشروع الفكري السياسي على نظرية اجمع على صحتها العقلاء ايضا هذه النظرية أكتسبت مشروعيتها من خلال الفهم الصحيح لروح وجوهر الاسلام ومقاصد الشرعية !

البعد الثالث : تنفيذ المشروع الفكري السياسي
ونقل النظرية من مرحلة التنظير الى مرحلة التطبيق والتجربة واسقاط المشروع عمليا على ارض الواقع .

البعد الرابع : اكتمال المشهد
في ظل وجود اجندة تحمل في طياتها رؤية واضحة و نظرية مجمع على صحتها وفعاليتها وتجربة ناجحة صورت لنا من خاضها وطبقها على نفسه على أنه قائد يحضى بالاحترام والتقدير من كل الاطياف داخل البيت الاسلامي فهو محل اجماع و قدوة ومثال يحتذى به ومرجع يرجع اليه كل هذه المعطيات جعلت المشهد يكتمل وبصفة مستمرة فالعرض مازال قائما حتى يومنا هذا ويكشف ايضا جميع ابعاد المشروع الفكري السياسي وبنفس الصفة

ومما يجدر الاشارة اليه أن اسقاط المشروع السياسي على ارض الواقع وتطبيق النظرية عمليا وخوض التجربة بكل ما تحمل من ابعاد واكتمال المشهد كل هذه المعطيات افرزت العديد من النماذج الرائعة داخل البيت الاسلامي بشكل عام وداخل المدرسة الزيدية بشكل خاص تلك النماذج تعتبر نتائج هامة و ناجحة لتلك الابعاد الاربعة المذكورة سابقا .
اهم هذه النماذج ما يلي :-
1 / ظهور حركات سياسية اصلاحية متتالية ومتعاقبة قام بها ابناء المدرسة الزيدية داخل البيت الاسلامي اهم هذه الحركات السياسية الاصلاحية :-
أ- ثورة الامام الحسين بن علي بن أبي طالب بعد موت معاوية .
ب- قيام الامام الحسن بن الحسن بن أبي طالب وقبلوله للبيعة وموته مسموما في المدينة بعد معركة الجماجم المشهورة
ج- ثورة الامام زيد بن علي عليه السلام عام 122م
د- ثورة الامام محمد بن عبد الله النفس الزكية واخيه الامام ابراهيم بن عبد الله النفس الرضية عليهما السلام بعد ثورة الامام زيد سلام الله عليهم اجمعين
هذا وهناك العديد من النماذج الحركية الاصلاحية التى جادت بها المدرسة الزيدية داخل البيت الاسلامي ايضا لكن تركت ذكرها خوفا من الاطالة .

2/ قيام العديد من الدول الزيدية داخل الوطن العربي والعالم الاسلامي .
فقد نشأت ثلاث دول في كلا من :-

أ‌- المغرب العربي و تعرف بدولة الادارسة مؤسسها هو الامام ادريس بن عبد الله الكامل سنة 127هـ.

ب- في ايران أو بلاد فارس أو طبرستان ومؤسس هذه الدولة هو الامام الناصر الاطروش سنة 250هـ .

ج- في اليمن ومؤسس هذه الدولة هو الامام الهادي الى الحق يحيى بن الحسين سنة 280هـ .

3/ تعزيز الانتماء الى روح الاسلام والرجوع الى منابعه الصافية فالنظرية ظهرت في وقت مبكر والاسلام في عز قوته وشبابه ولذا فإن النظرية كانت وما زالت تستمد مرجعيتها من خلال مكونات الحضارة الاسلامية وجوهرالدين الاسلامي الحنيف فهي لم تستمد مرجعيتها من خلال مشروعات لحضارات مندثرة قد انتهى وغاب ذكرها ايضا لم تستمد مرجعيتها من خلال مشاريع حضارية معاصرة كانت قائمة ولهاتأثير و هيمنة ونفوذ على الحضارات الاخرى في نفس الحقبة التاريخية .

4/استمرار العطاء فالمدرسة الزيدية مازالت تجود بالعديد من النماذج الحية فتطبيق النظرية عمليا وميدانيا على ارض الواقع جعل هذه المدرسة الفكرية تمنح كل الحقب الزمنية المتواترة نماذج حية مازال الكثير يستفيد منها حتى يومنا هذا


5/ معالجة العديد من المشاكل الفكرية والسياسية داخل البيت الاسلامي من خلال رؤية موضوعية علمية واقعية للعديد من القضايا ذات الطابع الديني والثقافي والاجتماعي والاقتصادي فالمدرسة الزيدية تعتمد في هذا المجال على عنصرين هامين هما :-
الاول :ثوابت العقل ومسلاماته
الثاني : ثوابت الادلة الشريعية
هاذان البعدان مكنا المدرسة الزيدية من معالجة العديد من المشاكل العالقة داخل البيت الاسلامي مثل :-
* سلبية فهم النص والتي ينجم عنها العديد من المشاكل اهمها:-
أ‌- اتساع الهوة بين العقل والنقل والغاء دور العقل .
ب‌- الخلط بين المفاهيم العقلية الحسن والقبيح ...
ج‌- تشبية الخالق بالمخلوق
د‌- سلب الارادة من المكلف ونسبة الفعل الى غير فاعله
هـ - تعظيم من لا يستحق التعظيم و فقدان الهوية و ضعف الانتماء والشعور بالدونية والغربة .
كما تمكنت المدرسة الزيدية من معالجة
* مشكلة شرعنة الامر الواقع "الطاعة العمياء أو ثقافة وجوب طاعة الامير وإن انتهك حرمات اتباعه "
* مشكلة فقدان الاصول التاريخية "الغربة المستدامة أو ثقافة انتظار المخلص "
* مشكلة الازمة الفقهيه وحل أهم معضلة فيها من خلال فتح باب الاجتهاد بمصراعيه .

معالم النظرية
اهم الاركان التى قامت عليها النظرية هي :-
1/ التأكيد على أهمية قيام نظام سياسي عادل يستمد مرجعيته من روح الدين الاسلامي ومن خلال فهم مراد الله.
2/ نشر قيم العدالة من خلال التطبيق والعمل لا التنظيروالتقول وتعميق مبدأ المساواة بين افراد الامة
3/وجوب مشاركة ممثلي الامة - وهم اهل الحل والعقد والابرام أو مراجع الامة في - العملية السياسية لتنصيب الحاكم الشرعي والذي يتمتع بمواصفات شرعية معينة وترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطة في الاطر الشرعية المعلومة .
4/ وجوب محايدة السلطة لتكون مرجعا لكل الاطياف داخل التركيبة الاجتماعية في البيت الاسلامي أو خارجه .
5/ التأكيد على قضية عولمة أو عالمية الدين الاسلامي وتفعيل وتحريك عنصر الدعوة الى الله واستفراغ الوسع من خلال قنوات الحوار المتنوعة و الممتدة على نطاق واسع لتشمل كافة شبكات الحوار في اجواء صافية رحبة .

[محمد النفس الزكية]

البعد الثالث : تنفيذ المشروع الفكري السياسي
ونقل النظرية من مرحلة التنظير الى مرحلة التطبيق والتجربة واسقاط المشروع عمليا على ارض الواقع .

أحسن الله إليكم سيدي العزي ، تعليقا على ما سبق اقتباسه .. لم يكن هناك فاصل بين التنظير و التطبيق البته ! ، الزيدية هي محمد بن عبد الله (ص) هي أمير المؤمنين (ع) هي الأئمة الذين كانوا يمثلون قرآنا ناطقا في حياتهم و تصرفاتهم بل ربما سبق التطبيق التنظير فجاء المنظرون يستقون ممن قد طبق قبلهم ! ، علينا فهم و تدبر هذا الشئ كثيرا .. الإسلام أو الزيدية ليسا كتابا نكتفي بطبعه و قرائته و تزيين مكتبة البيت به ، الإسلام ماهو إلا حركة و أمر بمعروف و نهي عن منكر و إقامة للعدل ، و القرآن و الرسول و أمير المؤمنين خير شاهد على ذلك ،،

[الموسوي]

السلام عليكم و رحمة الله

الأخ العزيز!
قلت:

أ‌- المغرب العربي و تعرف بدولة الادارسة مؤسسها هو الامام ادريس بن عبد الله الكامل سنة 127هـ.
ب- في ايران أو بلاد فارس أو طبرستان ومؤسس هذه الدولة هو الامام الناصر الاطروش سنة 250هـ .

التاريخين المذكورين غير صحيحين قطعا
فإن إدريس لم يهاجر إلى المغرب الأقصى إلا بعد وقعة فخّ في سنة 169 فكيف أسّس دولته هناك في سنة 127؟!

و أما في إيران فإن الإمام الناصر الأطروش لم يؤسّس دولته إلا بعد استشهاد الداعي محمد بن زيد في سنة 287. و على هذا فإذا كان المراد دولة الناصر الأطروش فليس إلا بعد ذاك التاريخ بل كانت متأخرة إلى سنة 301.
و أما في سنة 250 فإن المؤسس لدولة الزيدية لم يكن إلا الداعي الكبير الحسن بن زيد الحسني رضوان الله عليهم أجمعين.
و تحياتي

[مواطن صالح]

الزيدية روح الإسلام _______________________________________
http://www.yemenm7bh.com/vb/showthread. ... 14#post214

[عاقل مجنون]

إذا كان معك كتاب أو جريدة ، وشعرت أن أحداً يريد قراءته فأعرض عليه ذلك أو على الأقل أمسك في يدك الكتاب أو الجريدة بطريقة تسمح له بالقرءة معك ..

[ابو عز الدين]

اولا: الشكر موصول للسيد الموسوي

والشكرموصول لكل من شارك وتفاعل هنا مع هذا الموضوع
واخيرا الى اخي عاقل مجنون اقول :
لا يكلف الله نفسا الا وسعها ..... دمت لنا والسلام عليك!!

[خادم الحسنين]

جزاكم الله خيرا

[الحوراء]

سلام الله عليك سيدي وأستاذي يا أبا عزالدين
سلام الله على كل اخوتي في المجالس


هناك أخوتنا الأبطال يقدمون دماهم ينقشون في تراب أرضهم التضحيات
وهنا أنتم تقدمون لنا أغلى الكلمات التي من يعيها ويصدق فهمها وجوهرها العظيم ينطلق الى أعنان السماء بروحه وعمله بها صلاح الدنيا والآخرة

تحياتي لكم أخوتي

[ابو عز الدين]

السلام عليكم اختي الحوراء ومرحبا بكم من جديد وعودا حميدا وسلامي الكثير للوالد والوالدة وبقية افراد العائلة الكريمة المحترمة كلا بسمه وشخصه والسلام عليكم .!