الإمام علي بن الحسين ( ع) عند الزيدية

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي العزيز جعفري مرحبا بكم من جديد

تعرف اخي ان سي دي فيه أكثر من ثلاثة الف كتاب للاخوة الامامية قد يظهر مدى تسترك مع الاسف ..!

أخي الى لآن لم تأتي بجديد اعد النظر في مروياتكم جيدا وستعرف أن حساباتك الاخيرة تفتقر الى الضبط والصحة ..!

تأمل في تناقضك والذي سوف اظهر لك بعضه هنا

قلتم سابقا :
والدليل على أنه لم يبق من الرجال من ذرية الحسن والحسين أي أحد ما عدا علي بن الحسين (ع) وكان مريضاً أن بني أمية كانوا يقتلون كل من بلغ الرشد من بني هاشم ممن كانوا في كربلاء فلم يبقوا على أحد إلا الأطفال والنساء :
والآن تقول بالفم المليان
وإذا قلنا أن وفاته كانت في عام 83هجرية وهو توفي عن عمر سبعة وثلاثون عاماً فيكون عمره وقت معركة كربلاء خمسة عشر عاماً وليس ثمانية عشر عاماً كما تقول أنت .


ولا تكتفي بهذا بل عدت لتقول :
أقول : نفهم من هذا الكلام أن الحسن بن الحسن المثنى توفى في عهد الوليد بن عبدالملك وهذا قد تولى الحكم بعد أبيه عبد الملك في يوم الخميس في النصف من شهر شوال سنة 86هجرية .

فإذا كانت وفاة الحسن بن الحسن في سنة 86هجرية فيكون عمره في كربلاء عشر سنين على أكثر تقدير وربما أقل ويتأكد ذلك بمعرفة تاريخ وفاته الصحيح .
وتنسف ما جاء في كتبكم :
قال صاحب كتاب أعلام النساء المؤمنات في ترجمة ( فاطمة بنت الحسين ( عليها السلام )) :
من المعروف والمتسالم عليه أنّ الحسن المثنى بن الحسن السبط خطب من عمّه إحدى ابنتيه فاطمة أو سكينة ، فاختار له عمّه فاطمة قائلاً له : « إنّها أشبه الناس ب اُمي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، أما في الدين فتقوم الليل كلّه وتصوم النهار ، وفي الجمال تشبه الحور العين » (3) .
وعاشت فاطمة بجنب الحسن المثنى إلى أن دسّ إليه الوليد بن عبدالملك مَن سقاه سماً ، فمات وعمره خمس وثلاثون سنة ، ورأى في منامه قبل وفاته بقليل كأن بين عينيه مكتوب : قل هو الله أحد ، فاستبشر بذلك أهله وفرحوا ، فقال سعيد بن المسيب : إن كان رآها قلّما بقي ، فما أتى عليه إلاّ قليل حتى مات .

خطب من عمه الحسين يعني أن الامام الحسن بن الحسن خطب يد ابنت عمه ليتزوج منها جميل جميل جدا


خطب : فعل ماضي

الحسن بن الحسن : الفاعل مرفوع
يد ابنت عمه : المفعول به منصوب


اخي جعفري برك الله لنا فيك ..!

هل يعقل أن يطلب طفل في العاشرة من عمر ه أو كما تصور أنت ""عشر سنين على أكثر تقدير وربما أقل " هل يعقل أن يطلب يدَ ابنت عمه ليتزوجها ؟؟؟

وهل يعقل أن يدخل بها بعد عام من المعركة وينجب منها وهو في هذا السن ؟؟

وقول صاحب كتاب ( كشف الغمة ) :
ويقال : أنه أسر وكان به جراح قد أشفي منها

اقول تعليقا على هذا ..!

أولا :

الى الآن أنا لم ارجع الى اي مروياتكم للتفحص والمراجعة لما تنقله لنا انت بهذا الخصوص

وتانيا :

الجراحة التى كانت في الامام الحسن بن الحسن لها عدد معين كذا كذا طعنة ..! وانت تعرف أن من يشارك في المعارك إما أن يقتل أو يجرح أو يؤخذ اسير أو يفر بجلده أو يترك اذا كان طفلا في العاشرة حاله حال بقية الاطقال ...!

وهنا اقول لكم أن جراحة الامام الحسن بن الحسن دليل على

أنه كان في سن الرجولة ثمانية عشر أو تسعة عشر عام كما اسلفت سابقا لذا شارك في المعركة وجرح في اثنائها ولو لا عناية الله وتدخل خاله اسماء بن خارجة لستشهد وذلك بسبب هذه الجراحة

كما أنه طلب من عمه أن يزوجه من احدى بناته ومن يطلب الزواج لا بد أن يكون في سن معين سن الرشد والبلوغ والنضوج لا سن الطفولة يا مولانا بورك فيك ..!

اخي الكريم والعزيز جعفري

ابحث في كتبكم جيدا والى لقاء ..!
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

نقطة هامة لا بد من الاشارة اليها

كتب محمد الغيل :

اقتباس:
قبل البيعة التى رفضها الامام علي بن الحسين زين العابدين والتى عرضت عليه من قبل المختار الثقفي ..!

وكتب الاخ جعفري :
فهذه ليست منقصة في الإمام علي بن الحسين (ع) فهو إمام الحكمة ولا يفعل إلا ما فيه نفعاً للإسلام والمسلمين ولو كان الأمر فيه مصلحة للمسلمين لما تأخر عنه الإمام (ع) فهو رحمة الله المهداة للعالمين كما كان جده المصطفى ( صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين )
.


أولا:

هذه ليست منقصة بالفعل فمن هو الحقير الفاسق الكافر الجاحد الذي ينتقص من الامام زين العابدين و امام الساجدين علي بن الحسين صلوات الله عليه وعلى آله روحي له الفداء بأبي هو وامي وما املك ...! فذرة من تراب نعل رجله عليه السلام تزن وتعدل من امثالي مأة إن لم اقل الف ..!

وبالفعل هو امام العلم والحكمة وهو حر في تصرفاته وهو حر في قبول البيعة وفي رفضها ....! يفعل ما يشاء ويفعل ما يرى أنه يخارجه عند الله وبحسب نظرته للامور والى الاشخاص والى الاحداث وما يدور في خلالها ...! فرضي الله عنه وارضاه وحشرنا في زمرته ولا حرمنا من شفاعته آمين آمين

أخي جعفري بارك الله لنا بكم قولكم :
ولو كان الأمر فيه مصلحة للمسلمين لما تأخر عنه الإمام (ع) فهو رحمة الله المهداة للعالمين كما كان جده المصطفى ( صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين )
فيه تهجم واضح على امير المؤمنين الامام الحسن بن الحسن الذي قبل البيعة والتى لا مصلحة فيها للمسلمين في حينه فقد تعجل بهذا القبول ...!

وهنا والله قاصمة الظهر فلا تخاطبني بعد الآن بمفهوم المخالفة فهو اضعف المفاهيم وأغلب العلماء لا يأخذون به الا ما ندر ..!

لذا انا هنا من يحمل كلامكم على السلامة ...!

كما أني اعرف ان الاجال والاعمار بيد الله فلا تعد لمخاطبتي بهذا الا سلوب فقد عفى عليه الدهر ..!


تحياتي لك والى لقاء ..!
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

جعفري
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 63
اشترك في: الخميس يونيو 29, 2006 9:14 pm

مشاركة بواسطة جعفري »

الأخ / محمد الغيل

ما تذكره أنت في مشاركاتك ليس له مصدر وإنما هو كلام من عندك لا نعلم من أين أتيت به وما ذكرته لك من تحليل يحتمل الصح أو الخطأ لأنه اعتماذاً على ما تقوله أنت ولا أعلم من أين تأتي به !!!!!!!!! فاذكر مصدر رواياتك قبل أن تطلب منا مراجعة مروياتنا !!

أنت تقول أن عمر الحسن بن الحسن وقت معركة كربلاء كان تسعة عشر أو ثمانية عشر عاماً ( فما مصدر هذه المعلومة سيدي العزيز وكيف نصدقك وأنت تروي لنا روايات لا مصدر لها !!!!!!!!!!! ) .

وتقول أن الحسن بن الحسن مات بعد معركة دير الجماجم ولم تحدد سنة الوفاة ( فما مصدر هذه المعلومة يا أخ محمد ؟؟؟؟؟؟؟)

وحسب كلامك أثبتنا لك أنه مات في عام 80 هجرية ودير الجماجم حدثت في عام 83 هجرية أي بعد وفاته بثلاث سنين فكيف يكون هذا !!!!!!!!! مما يدل على خطأ بياناتك سيدي العزيز .

والآن لن أكمل الرد حتى تجيبني على هذا السؤال كيف حددت عمر الحسن بن الحسن بثمانية عشر عاماً أو تسعة عشر عاماً في كربلاء . أجبني على هذا السؤال بتحديد مصدر معلوماتك وأنا أجيبك على باقي ما جاء في مشاركيتيك الأخيرتين بعد ذلك !!!!!!!!!!!

باتنظارك وإلى اللقاء .

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

السلام عليكم اخي العزيز جعفري

نعم اخي قلتم :
ما تذكره أنت في مشاركاتك ليس له مصدر وإنما هو كلام من عندك لا نعلم من أين أتيت به


صحيح كلام سليم 100 %

وقلتم :
وما ذكرته لك من تحليل يحتمل الصح أو الخطأ لأنه اعتماذاً على ما تقوله أنت ولا أعلم من أين تأتي به


هذا الكلام غير دقيق

أنت من نقل لنا قول العلامة المحقق أبي الحسن علي بن عيسى بن أبي الفتح الأربلي في كتابه ( كشف الغمة في معرفة الأئمة ) ج2ص202:
حين قال
( وقبض الحسن بن الحسن ( ره ) وله خمس وثلاثون سنة ... )

وانت من نقل لنا قول صاحب كتاب أعلام النساء المؤمنات في ترجمة ( فاطمة بنت الحسين ( عليها السلام )) :

حين قال :
من المعروف والمتسالم عليه أنّ الحسن المثنى بن الحسن السبط خطب من عمّه إحدى ابنتيه فاطمة أو سكينة ، فاختار له عمّه فاطمة قائلاً له : « إنّها أشبه الناس ب اُمي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، أما في الدين فتقوم الليل كلّه وتصوم النهار ، وفي الجمال تشبه الحور العين » (3) .
وعاشت فاطمة بجنب الحسن المثنى إلى أن دسّ إليه الوليد بن عبدالملك مَن سقاه سماً ، فمات وعمره خمس وثلاثون سنة ، ورأى في منامه قبل وفاته بقليل كأن بين عينيه مكتوب : قل هو الله أحد ، فاستبشر بذلك أهله وفرحوا ، فقال سعيد بن المسيب : إن كان رآها قلّما بقي ، فما أتى عليه إلاّ قليل حتى مات .
فهذا هو نقلكم وهو من بعض مروياتيكم والتى تشهد على ما نومي ونشير به لكم اليه

ولذا كررت عليكم ان تبحثو اخي جعفري ففي مروياتكم جيدا ..!

قلتم اخي جعفري
ولا أعلم من أين تأتي به


طبعا الكلام الذي ذكرته لكم سابقا هو من خلال ثقافتي التاريخية ليس الا ..!

وهو يحتمل الصواب و نقيضه

أخي جعفري

إن كان كلامي صائبا وهذا قد دل عليه دليل و اثر وهو ما جاء في بعض مروياتكم فكتفي اخي به ..!

وإن كان كلامي غير صائب " خطاء " ودعوى وفرية

فتفضل اخي ادفع هذه الدعوى وهذه الفرية من خلال مروياتكم أو من خلال مروياتنا

أما أن تحجم عن الرد علينا وتصحيح معلوماتنا وتتهرب من تعليمنا وتعريفنا وتثقيفنا تاريخيا باسلوبك التحليلي ... !

فهذا ياخي فيه اجحاف وجفاء أ و فيه والله اعلم ضعف وعدم احاطة بالمعلومات التاريخية والتى أنتم بصدد التحدث عنها هنا وعن مجريات الاحداث التى كانت في حينه من تلك الحقبة الزمنية ..!

وتذكر أخي اني قرأت هنا وفي هذا المبحث أنه اذا تم اثبات إمامة الامام زين العابدين علي بن الحسين صلوات الله عليه بالمفهوم الذي ترونه انتم معشر الامامية ... فسوف ينهدم المذهب الزيدي على رؤس اصحابه .. !

سيدي مع احترامي لك اسمح لي أن اسطر هنا بيتا من الشعر سمعته قبل فترة من الزمن يقول هذا البيت :

من تحلى بغير ما هو فيه .... فضحته شواهد الامتحان


انا اطلقت دعوى يا اخي فيما سبق نصها كما يلي :

الامام المثنى الحسن بن الحسن السبط كان موجودا وليس غائبا كما تتصور أو تحاول ان تصور ...!

كما انه كان شابا يافعا في سن الزواج والنضوج وليس طفلا كما تذهب اليه أنت فيما بعد ..!

كما أن الامام الحسن بن الحسن قد قبل البيعة حين رفضها الامام زين العابدين

ومعنى قبوله للبيعة أنه الامام مفترض الطاعة في حينه وانه امام زمانه

وقد دعاء له الامام زين العابدين في الصحيفة السجادية حين قال : صلوت الله عليه
وَابْسُطْ يَدَهُ عَلَى أَعْدَائِكَ ، وَهَبْ لَنا رَأْفَتَهُ وَرَحْمَتَهُ وَتَعَطُّفَهُ وَتَحَنُّنَهُ.
وَاجْعَلْنَا لَهُ سَامِعِينَ مُطِيعِينَ، وَفِي رِضَاهُ سَاعِينَ، وَإلَى نُصْرَتِهِ وَالْمُدَافَعَةِ عَنْهُ مُكْنِفِينَ، وَإلَيْكَ وَإلَى رَسُولِكَ صَلَواتُكَ اللَّهُمَّ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِذَلِكَ مُتَقَرِّبِينَ
.
وهذه الدعوات دليل على صحة امامته صلوات الله عليه كما انها تشير الى أنه كان في موقع الجهاد وخوض المعارك القاسية مع فراعنة اهل زمانه من بني امية ..!

كما أن معنى قبول الامام الحسن بن الحسن للبيعة - وهذا ما اشرت اليه أنت بل وسلمت به أنت فيما سبق حين قلت :
وأما قولك :
اقتباس:
قبل البيعة التى رفضها الامام علي بن الحسين زين العابدين والتى عرضت عليه من قبل المختار الثقفي ..!


فهذه ليست منقصة في الإمام علي بن الحسين (ع)
-

غياب النص الذي تدعي الامامية أنه نص متواتر تعم به البلوى علما ..!

ولعمري كيف يقبل الامام الحسن بن الحسن أن يتقدم على امام زمانه المنصوص على امامته من قبل رسول الله جده فيقبل البيعة ..!

أم كيف يقبل البيعة ويكون امير ا للمؤمنين وهناك نص يحصر الامامة في ابناء بني عمه الحسين ......!

أم كيف يخالف ما سمعه من ابيه الحسن وعمه الحسين عن جده امير المؤمنين عن رسول الله صلى الله عليه وآله ..!

كل هذا يقود المنصف المتأمل في التاريخ والسير الى أن النص الذي يحصر الامامة في اثنتى عشر من اولاد الامام الحسين لم يكن حاضرا ولم يكن متواترا تعم به البلوى علما وهنا اتمنى عليك أن تقف طويلا للتأمل والمراجعة وترك المبررات التى تحمل العديد من التناقضات .. !

اخي جعفري سلام الله عليك ولن اعلق بعد الآن احتراما لكم ونزولا عند رغبتكم سيدي

نرجو منكم الدعاء لنا كما نرجو منكم الدعاء للاخوان في لبنان فهذا الاسبوع سيكون صعبا عليهم نوصيكم بالدعاء لهم وتلاوة ما تيسر من القرآن كما نفعل فهذا اقل ما يمكن أن نتقرب به الى الله من اجلهم والنصر آت آت آت إن شاء الله والمسامحة منكم والسلام عليكم ..!
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

جعفري
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 63
اشترك في: الخميس يونيو 29, 2006 9:14 pm

مشاركة بواسطة جعفري »

الأخ / محمد الغيل المحترم

قلت :
طبعا الكلام الذي ذكرته لكم سابقا هو من خلال ثقافتي التاريخية ليس الا ..!
وهو يحتمل الصواب و نقيضه.
وهذه الصراحة تشكر عليها وأحيي فيك هذه الخصلة

اخي العزيز هناك نقاط هامة تستحق الوقوف عندها والبحث والتمحيص وهناك نقاط ليس لها ذاك التأثير فلا تحتاج منا إلى إضاعة الوقت لإثباتها .

من الأمور التي ليس لها تأثير هي مسألة عمر الحسن بن الحسن في كربلاء وهل قاتل أم لم يقاتل وإذا أثبت أنت أنه قاتل وكان في مبلغ الرجال أو أثبت أنا العكس أو وافقتك فماذا يضر بالموضوع أو ماهو النفع العائد من ذلك فإن التاريخ قال استصغر الحسن بن الحسن فلم يقتل ثم سكت عن ذلك ، وقال كان عمره حين وفاته خمس وثلاثون عاماً وتوفي في المدينة وسكت ولم يحدد سنة الوفاة فنحن لا ندري بالضبط كم كان عمره في كربلاء لنقول أنه قاتل أم لم يقاتل حيث لم يذكر لنا التاريخ أنه قاتل بل قالوا كان به جراحات وأنه أخذه أسماء بن خارجة من بين الأسرى وليس من أرض المعركة أو نقدر عمره بناء على تقدمه لخطبة ابنة عمه الحسين ( ع) فما يضيرنا من ذلك أخي العزيز فلن نخرج من ذلك بفائدة فلنغض الطرف عنه ونتكلم في الأمور المهمة .

من الأمور المهمة هي : هل ادعى الحسن بن الحسن الإمامة لنفسه أو ادعاها له أحد أو لم يحصل ذلك أوأن الإمامة كانت لعلي بن الحسين (ع) لنقول أن الإمامة لم تنقطع في نسل أولاد فاطمة أو لم تكن هناك إمامة أصلاً طوال الفترة من مقتل الحسين (ع) وحنى ظهور زيد هذا هو المهم أخي وليس تلك الأمور فلنبحث في هذه النقطة فهي جوهر الموضوع .

سنبدأ كلامنا في ذكر أولاد الحسن بن علي ( عليه السلام ) فنقول بعد التوكل على الله :

قال الشيح المفيد في الإرشاد ( باب : أولاد الحسن عليه السلام ) :

أولاد الحسن بن علي ( عليه السلام ) خمسة عشر ولداً ذكر وأنثى :

1- زيد بن الحسن 2- أم الحسن بنت الحسن 3- أم الحسين بنت الحسن ( وهؤلاء أمهم أم بشير بنت أبي مسعود عقبة بن عمرو بن ثعلبة الخزرجية ) .
4- الحسن بن الحسن ( المعروف بالحسن المثنى ) وأمه خولة بنت منظور الفزارية .
5- عمرو بن الحسن 6- القاسم بن الحسن 7- عبدالله بن الحسن 8- عبدالرحمن بن الحسن ( وهؤلاء أمهم أم ولد ) .
9- الحسين بن الحسن ( الملقب بالأثرم ) 10- طلحة بن الحسن 11- فاطمة بنت الحسن ( وهؤلاء أمهم أم اسحاق بنت طلحة بن عبيدالله التيمي ).
12- أم عبدالله بن الحسن 13- فاطمة بنت الحسن 14- أم سلمة بن الحسن 15- رقية بنت الحسن ( وهؤلاء لأمهات شتى )

أقول : فيكون أولاد الحسن (عليه السلام ):

ثمانية ذكور وهم ( زيد – الحسن – عمرو – القاسم – عبدالله – عبدالرحمن – الحسين – طلحة ) .

وسبع أناث وهن ( أم الحسن – أم الحسين – فاطمة – أم عبدالله – فاطمة – أم سلمة – رقية ) .

وقيل أنه كان لديه من الذكور ثلاثة غير هؤلاء وهم أبوبكر بن الحسن ، عبدالله الأصغر ، أحمد بن الحسن وهؤلاء استشهدوا في كربلاء بين يدي عمهم الحسين (ع) بالإضافة إلى استشهاد القاسم وعبدالله .
أما عمر بن الحسن فكان من ضمن الأسرى هو والحسن بن الحسن
وقيل أن زيد بن الحسن كان مع عمه في كربلاء حسب قول أبي الفرج الأصبهاني في كتابه مقاتل الطالبيين ص97 بينما نفى الشيخ المفيد ذلك على ما سيأتي

قال الشيخ عباس القمي في كتابه ( منتهى الآمال في تاريخ النبي والآل ) :ص461
لا يخفى أنه لم يعقب من أبناء الحسن عليه السلام غير الحسين الأثرم ، وعمر ، وزيد ، والحسن المثنى ، أما الحسين وعمر فلم يولد لهما ولد ذكر فانقطع نسلهما لذلك ، وكان أحفاد الإمام الحسن ( عليه السلام) من زيد والحسن المثنى ، وينتهي نسب السادة الحسنية إليهما . – انتهى

قال الشيخ عباس القمي في كتابه ص 460
وأما الحسين بن الحسن فإنه مع فضله وشرفه لم يذكر في التواريخ ولم نر له حديثاً وهو الذي لقب بالأترم أو الأثرم وهو الذي سقطت ثناياه من مقدم أسنانه أو الذي كسرت أحد أسنانه الأربع التي في مقدم الفم .

وأما طلحة بن الحسن فهو بطل شهم معروف بالجود والبذل والسخاء وكان يقال له طلحة الجود .- انتهى -

وسوف نتكلم عن زيد والحسن المثنى فنقول :

أولاً : زيد بن الحسن ( عليه السلام ) :

هو أبو الحسن زيد بن الحسن (ع) وهو أول أولاد الإمام وقد قال الشيخ المفيد في كتابه الإرشاد ص194 ( باب ذكر أولاد الحسن) :

( وأما زيد بن الحسن (عليه السلام) فكان يلي صدقات رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) وأسن بني الحسن ، وكان جليل القدر ، كريم الطبع ، ظريف النفس ، كثير البر ، ومدحه الشعراء ، وقصده الناس من الآفاق لطلب فضله ، وذكر أصحاب السيرة أن زيد بن الحسن كان يلي صدقات رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) فلما ولي سليمان بن عبدالملك كتب إلى عامله بالمدينة : (( أما بعد فإذا جاءك كتابي هذا فاعزل زيداً عن صدقات رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وادفعها إلى فلان بن فلان – رجل من قومه – واعنه على ما استعانك عليه والسلام )).
فلما استخلف عمر بن عبدالعزيز إذا كتاب قد جاء منه : أما بعد فإن زيد بن الحسن شريف بني هاشم وذو سنهم ، فإذا جاءك كتابي هذا فاردد عليه صدقات رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) واعنه على ما استعانك عليه والسلام )) .

وقال في ص195 :
( فتولى زيد الصدقات مرة أخرى ومات زيد بن الحسن وله تسعون سنة فرثاه جماعة من الشعراء وذكروا مآثره وذكروا فضله ، فمن رثاه قدامة بن موسى ، فقال :

فإن يك زيد غالب الأرض شخصه *** فقد بان معروف هناك وجود

وخرج زيد بن الحسن من الدنيا ولم يدع الإمامة ، ولا ادعاها له مدع من الشيعة ولا غيرهم ، وذلك لأن الشيعة رجلان إمامي وزيدي ، فالإمامي يعتمد في الإمامة على النصوص ، وهي معدومة في ولد الحسن ( عليه السلام ) باتفاق منهم ولم يدع ذلك أحد منهم لنفسه فيقع فيه ارتياب .
والزيدي يراعي في الإمامه بعد علي والحسن والحسين ( عليه السلام ) الدعوة والجهاد وزيد بن الحسن كان مسالماً لبني أمية ومتقلداً من قبلهم الأعمال وكان رأيه التقية لأعدائه والتألف لهم والمدارة . وهذا يضاد عند الزيدية علامات الإمامة كما حكيناه .- انتهى -

قال الشيخ عباس القمي في كتابه ( منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل )ج1ص457 :
( واعلم أن المشهور هو عدم مشاركة زيد لعمه الحسين في سفره إلى العراق ، وقد بايع عبدالله بن الزبير بن العوام بعد استشهاد الحسين ( عليه السلام ) لما ادعى عبدالله الخلافة فبايعه زيد وذهب معه لأن أخته أم الحسن كانت زوجة عبدالله بن الزبير ، فلما قتل عبدالله أخذ أخته وجاء بها من مكة إلى المدينة. )- انتهى –

ثانياً : الحسن بن الحسن :

قال الشيخ عباس القمي في كتابه ( منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل )ج1ص457 :

وأما الحسن بن الحسن المعروف بالحسن المثنى ، فكان جليلاً رئيساً فاضلاً ورعاً ، وكان يلي صدقات جده أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في وقته ، ولما ولي الحجاج المدينة من قبل عبد الملك بن مروان أراد أن يشرك عمر بن علي عليه السلام مع الحسن بن الحسن في الصدقات ، فامتنع الحسن وقال : هذا خلاف شرط الوقف ولا أدخل فيها من ليس بداخل .

فقال الحجاج : إذاً أدخله أنا معك شئت أم أبيت . فسكت الحسن ثم خرج من المدينة وذهب إلى الشام حين غفل عنه الحجاج ، فدخل على عبد الملك بن مروان فرحب عبدالملك به وأحسن مجالسته ثم سأله عن سبب قدومه ، فقص الحسن عليه حكاية الحجاج ، فقال عبدالملك : لم تكن هذه الحكومة للحجاج وليس ذلك له ، فكتب كتاباً إليه يأمره أن لا يتجاوز شرط الوقف ، فخرج الحسن من عنده بعطاء كثير معززاً مكرماً .

واعلم أن الحسن لازم ركاب عمه الإمام الحسين ( عليه السلام ) يوم كربلاء ، - انظر الآن إلى هذه العبارة - فلما قتل الحسين عليه السلام وأسر أهل بيته كان الحسن فيهم فانتزعه أسماء بن خارجة الفزاري من بين الأسرى – وكانت بينهما قرابة من الأم - وقال : والله لايصل إلى ابن خولة مكروه أبداً .
فقال عمر بن سعد : دعوا لأبي حسان ابن أخته ، وذلك أن أم الحسن المثنى خولة كانت من قبيلة فزارة ، كما كان أبو حسان أسماء بن خارجة من فزارة ومن قبيلة خولة ، - انظر هذه العبارة - ويقال أنه كانت بالحسن جراحات كثيرة فجاء به أسماء إلى الكوفة فداواه حتى برأ منها فذهب إلى المدينة بعد شفائه .

قال الشيخ المفيد في الإرشاد ص197 :
( وكان الحسن صهر الإمام الحسين ( عليه السلام ) تزوج فاطمة بنت عمه ، وروي أن الحسن المقنى لما خطب إلى عمه الحسين عليه السلام ( فاطمة وسكينة ) قال له الحسين ( عليه السلام ) : اختر يابني أحبهما إليك )) فاتحى الحسن ولم يحر جواباً فقال له الحسين ( عليه السلام ) : (( فاني قد اخترت لك ابنتي فاطمة فهي أكثرهما شبهاً بأمي فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم )

قال الشيخ عباس القمي في كتابه ( منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل )ج1ص459

( فتزوجها وولدت له ... وتوفى بالمدينة وهو ابن خمس وثلاثين سنة ، وجعل وصيه ابراهيم بن محمد بن طلحة أخاه من أمه ، ودفن بالبقيع .)

وقال في نفس الصفحة : ( ... ولم يدع الحسن المثنى الإمامة في حياته قط ولم يدع أحد إمامته ... )


إذاً هاهو الشيخ المفيد يذكر أن زيد بن الحسن لم يجاهد الأمويين بل كان مسالماً لهم وكان يدخل عليهم ويخرج وهذا دليل أن لم يجاهدهم وبذلك يخرج من دائرة الإمامة فعندنا لم يرد فيه نص وعندكم لم يجاهد .

وأما بالنسبة للحسن بن الحسن فمن السرد الذي ذكرناه عن طريق الشيخ المفيد يتبين أنه لم يجاهد الأمويين حيث اشتكى الحجاج إلى عبدالملك فاستقبله عبدالملك ورحب به وحل مشكلته وأعطاه عطاءاً كثيراً حيث قال الشيخ المفيد :

( فسكت الحسن ثم خرج من المدينة وذهب إلى الشام حين غفل عنه الحجاج ، فدخل على عبد الملك بن مروان فرحب عبدالملك به وأحسن مجالسته ثم سأله عن سبب قدومه ، فقص الحسن عليه حكاية الحجاج ، فقال عبدالملك : لم تكن هذه الحكومة للحجاج وليس ذلك له ، فكتب كتاباً إليه يأمره أن لا يتجاوز شرط الوقف ، فخرج الحسن من عنده بعطاء كثير معززاً مكرماً .)

فإذا كانت هذه منزلة الحسن بن الحسن عند عبد الملك بن مروان فهل تتوقع منه أن يقوم بحرب ضده وكيف يتوافق هو والمختار وخطاهما مختلفان فالمختار يريد الإنتقام من قتلة الحسين (ع) والحسن بن الحسن هذه علاقته مع عبدالملك بن مروان فمتى حاربه ؟؟؟؟؟!!!

هل أصبحت علاقته مع الأمويين جيدة بعد محاربتهم ؟ أم كانت علاقته معهم جيدة ثم قاتلهم بعد ذلك ؟؟؟؟؟؟؟

أما الحالة الأولى فمستحيلة لأنه لو كان جاهدهم منذ البداية أي من قتل الإمام الحسين (ع لما أمنوا له ولقتلوه .

وأما الحالة الثانية فأيضاً مستحيلة فكيف ينقلب بين ليلة وضحاها من كان مسالماً لهم ليصبح عدواً لهم وهذا لايمكن أيضاً .

وعليه فإنه لم تكن هناك موافقة بين المختار والحسن بن الحسن فكل واحد منهما طريقه مختلف عن الآخر .

ووفاة الحسن بن الحسن بالسم تدل على أنه اغتيل بغدر ودون علم من عبد الملك بن مروان حيث قتله الحاقدون عليه بالسم .

وأما لو جئنا إلى الإمام علي بن الحسين فنجده على العكس من ذلك تماماً فهو لم يجالس الظلمة ولم يتملقهم وكان يجاهدهم طوال حياته ويطلب من غيره الإبتعاد عنهم كما حصل مع الزهري ونعيد هنا خطبة الإمام لإتمام الفائدة :

... أما بعد.. كفانا الله وإياك من الفتن ، ورحمك من النار ، فقد أصبحت بحال ينبغي لمن عرفك بها أن يرحمك ، فقد أثقلتك نعم الله بما أصحَّ من بدنك ، وأطال من عمرك ، وقامت عليك حججه الله بما حمّلك من كتابه ، وفقّهك من دينه ، وعرّفك من سُنّة نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، فرضي لك في كلِّ نعمة أنعم بها عليك ، وفي كلِّ حجّة احتج بها عليك.. فانظر أي رجل تكون غداً إذا وقفت بين يدي الله ! فسألك عن نعمه عليك ، كيف رعيتها ؟ وعن حججه عليك ، كيف قضيتها ؟! ولا تحسبنَّ الله قابلاً منك بالتعذير ، ولا راضياً منك بالتقصير ! هيهات.. هيهات ! ليس كذلك إنّه أخذ على العلماء في كتابه إذ قال : ( لتبيننه للناس ولا تكتمونه ) (23). واعلم أن أدنى ما كتمت ، وأخفّ ما احتملت أن آنست وحشة الظالم ، وسهلت له طريق الغيّ بدنوّك منه حين دنوت ، وإجابتك له حين دُعيت. فما أخوفني أن تبوء بإثمك غداً مع الخونة ، وأن تُسأل عما أخذتَ بإعانتك على ظلم الظلمة ! إنّك أخذتَ ماليس لك ممن أعطاك ، ودنوت ممن لم يردّ على أحد حقاً ، ولم تردّ باطلاً حين أدناك ، وأحببت من حادّ الله

ثم يتساءل الاِمام السجاد عليه السلام مستنكراً مستفهماً دقيقاً حين يقول « أوليس بدعائهم إياك حين دعوك جعلوك قطباً أداروا بك رحى مظالمهم ، وجسراً يعبرون عليك إلى بلاياهم ، وسلّماً إلى ضلالتهم.. » لاحظ...
ويواصل عليه السلام رسالته هذه قائلاً : « داعياً إلى غيّهم ، سالكاً سبيلهم ، يدخلون بك الشك على العلماء ، ويقتادون بك قلوب الجهال إليهم.. فما أقلَّ ما أعطوك في قدر ما أخذوا منك ، وما أيسر ما عمّروا لك ! فكيف ماخرّبوا عليك ، فانظر لنفسك ، فإنّه لا ينظر إليها غيرك وحاسبها حساب رجل مسؤول ... انظر كيف شكرك لمن غذاك بنعمه صغيراً وكبيراً ؟ فما أخوفني أن تكون كما قال الله في كتابه : ( فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب ، يأخذون عرض هذا الاَدنى ويقولون سيغفر لنا ) (24) !

بعدها يروح الاِمام السجاد عليه السلام يحذّره الله والآخرة ، ويذكّره بما ينبغي أن يتذّكره ، أو يذكّر به فيقول : « إنّك لست في دار مقام ، أنت في دار قد آذنت برحيل ... طوبى لمن كان في الدنيا على وجل ، يا بؤس من يموت وتبقى ذنوبه من بعده . إحذر فقد نُبئت ، وبادر فقد اُجّلت . إنّك تُعامل من لايجهل ، وإن الذي يحفظ عليك لا يغفل . تجهّز فقد دنا منك سفر بعيد ، وداو دينك فقد دخله سقم شديد ... ولا تحسب أني أردتُ توبيخك وتعنيفك وتعييرك ، لكني أردت أن يُنعش الله ما فات من رأيك ، ويردّ إليك ما عزب من دينك ، وذكرت قول الله تعالى : ( وذكّر فإنّ الذكرى تنفع المؤمنين ). أغفلت ذكر من مضى من أسنانك وأقرانك ، وبقيت بعدهم كقرن أعضب.. اُنظر : هل إبتلوا بمثل ما ابتُليت به ؟ أم هل وقعوا في مثل ما وقعت فيه ؟ أم هل تراهم ذكرتَ خيراً أهملوه ؟ وعلمت شيئاً جهلوه ؟ بل حظيت بما حلَّ من حالك في صدور العامّة ، وكلفهم بك ، إذ صاروا يقتدون برأيك ، ويعملون بأمرك ، إن أحللت أحلّوا ، وإن حرّمت حرّموا ، وليس ذلك عندك ، ولكن أظهرهم عليك رغبتهم فيما لديك ذهاب علمائهم ، وغلبة الجهل عليك وعليهم ، وحبّ الرئاسة ، وطلب الدنيا منك ومنهم . أما ترى ما أنت فيه من الجهل والغرّة ؟ وما الناس فيه من البلاء والفتنة؟ ! قد ابتليتهم ، وفتنتهم بالشغل عن مكاسبهم مما رأوا ، فتاقت نفوسهم إلى أن يبلغوا من العلم ما بلغت ، أو يدركوا به مثل الذي أدركت ، فوقعوا منك في بحر لا يُدرك عمقه وفي بلاء لا يقدر قدره ، فالله لنا ولك ، وهو المستعان... » .

بعد ذلك يروح الاِمام السجاد محذّراً منذراً ، مذكّراً منبّهاً ، ينتقل من الدنيا إلى الآخرة ومن الاَرض إلى السماء ، ومن الغيب إلى الواقع ومن الواقع إلى الغيب ، لا تفوته إشارة إلاّ لمّح لها ولا يترك فراغاً إلاّ ملأه ، فيقول : « أما بعد ... فأعرض عن كل ما أنت فيه حتى تلتحق بالصالحين الذين دُفنوا في أسمالهم ، لاصقةً بطونهم بظهورهم ، ليس بينهم وبين الله حجاب ، ولا تفتنهم الدنيا ولا يُفتنون بها. فإن كانت الدنيا تبلغ من مثلك هذا المبلغ ، مع كبر سنّك ورسوخ علمك ، وحضور أجلك ، فكيف يسلم الحدث في سنّه ؟ الجاهل في علمه ؟ المأفون في رأيه ؟ المدخول في عقله ؟ ! ... على من المعوّل ؟ وعند من المستعتب ؟ نشكو إلى الله بثّنا ، وما نرى فيك ! ونحتسب عند الله مصيبتنا بك...
فاُنظر : كيف شكرك لمن غذاك بنعمه صغيراً وكبيراً.. ! وكيف إعظامك لمن جعلك بدينه في الناس جميلاً ! وكيف صيانتك لكسوة من جعلك بكسوته في الناس ستيراً !! وكيف قربك أو بعدك ممن أمرك ان تكون منه قريباً ذليلاً !!
مالك لا تنتبه من نعستك ؟ وتستقيل من عثرتك ؟ فتقول : والله ما قمت لله مقاماً واحداً أحييت به له ديناً ! أو أمّتُ له فيه باطلاً ! ! أفهذا شكرك من استحملك ؟ ! ما أخوفني أن تكون كما قال الله تعالى في كتابه : ( أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيّاً ) (25)استحملك كتابه ، واستودعك علمه ، فأضعتهما ! فنحمد الله الذي عافانا مما ابتلاك به ! والسلام...
(26) .

وهكذا يتّضح من سطور هذه الرسالة وحروفها وكلماتها ، أنّ الاِمام السجاد عليه السلام دخل في مواجهة مكشوفة مع السلطة الحاكمة ، عبر تنديده العلني هذا بأحد رموزها ، المقربين من بلاطها ، أي عبر تحذيره وإنذاره وتوبيخه وتأنيبه له : « مالك لا تنتبه من نعستك ؟ ولا تستقيل من عثرتك؟ » ... « أما ترى ما أنت فيه من الجهل والغرّة ؟ وما الناس فيه من البلاء والفتنة ؟ » .

إذن ، وبايجاز جليّ وواضح ، وكلمات ساطعة صادحة ، كشف الاِمام ، من خلال هذه الرسالة ، كل الخيوط المخفية التي يتستر بها وعّاظ السلاطين عادة ، للتعتيم على نفعيتهم ووصوليتهم ولصوصيتهم .

« لقد سهّلت له طريق الغيّ بدنوّك منه ، وأنك سوف تُسأل عمّا أخذت بإعانتك على ظلم الظلمة.. » الذين « جعلوك قطباً أداروا بك رحى مظالمهم ، وجسراً يعبرون عليك إلى بلاياهم وسلّماً إلى ضلالتهم » ! وغير ذلك مما يعدّ وثيقة سياسية دقيقة جداً ومعبّرة جداً لكلِّ من يحاول تبرير قربه من الظلمة أو إدعائه إصلاحهم بوعظه وإرشاده ونصائحه...

ولعلّ الموقف من أعوان الظلمة هذا هو أدّق الخيوط في نسيج التعامل السياسي الذي ينبغي غزله أو السير فيه بدّقة وحذر متناهيين...


وبالنسبة لموقف الإمام زين العابدين من دعوة المختار الثقفي فقد ذكرناها سابقاً حيث قلنا :
ولعلّ ثورة التوابين بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي ، وكذلك ثورة المختار ، كانتا أبرز الاَمثلة على تعضيد الاِمام سرّاً لمثل هذه الحركات ، ولو بدرجة من الدرجات ، رغم أنّه لم يعلن ارتباطه المباشر معها ، ولكنه ترك الاَمر لعمّه محمد بن الحنفية لكي يتعامل مع روادها بحكمة ودقّة ، مشيراً إليه باختصار : « يا عم ، لو أن عبداً تعصّب لنا أهل البيت ، لوجب على الناس مؤازرته ، وقد أوليتُك هذا الأمر ، فأصنع ما شئت .. » (6).
ويُشير العديد من المؤرخين أنّه ( لما أرسل المختار برؤوس قتلة الاِمام الحسين عليه السلام وأولاده وأصحابه إلى الاِمام ، خرّ الاِمام ساجداً ودعا له وجزّاه خيراً ) (7) .
أما ما ينقله بعض المؤرخين من سلبية موقف الاِمام السجاد من المختار وثورته فإنّه يمكن أن يُقرأ من ثلاثة أبعاد :
الاَول : هو محاولة هؤلاء المؤرخين تشويه تلك الثورة التي أدخلت السرور على بنات المصطفى ونساء الرسالة (8) ، وإن جنحت في بعض مقاطعها انفعالاً وشططاً.
الثاني : هو قيام الاِمام السجاد عليه السلام بأداء دور كان لابدّ له أن يؤديه ، لكي يُبعد عن أذهان الاَمويين المتربصين به ارتباطه بهذا الثائر العظيم ، وبالتالي تبرير استهدافه وقتله من قبلهم ، أو السماح لهم بتسويغ هذا الفعل ، أي منحهم التبرير لذلك ، قبل إتمام أهدافه واستكمال المهمة التي يريد أن يأتي إلى آخر مشوارها أو آخر شوطٍ فيها.
الثالث : عدم تحمّله عليه السلام مسؤولية الاِسراف في القتل الذي يُرافق الثورات الانتقامية أو الثأرية عادةً ، وخاصة تلك البعيدة عنه ، والتي لم ينسّق رجالها معه لا في الاِعداد ولا في التنفيذ...
ومن هنا كان موقفه المعروف من المختار حين جزّاه خيراً من جهة ، ولكنه رفض استلام أمواله أو قبول بيعته من جهة اُخرى ، كما تقول الروايات التاريخية .. (9).
وهذا ما أراد تثبيته فعلاً من مواقف في ثورات اُخرى ، كان لا ينبغي أن تحسب عليه مقاطع الحرق والتعذيب وقطع الرؤوس والتمثيل بالاَجساد والشماتة ، وما إلى ذلك.
إذن بعد كل هذا من الذي يستحق الإمامة بعد مقتل الإمام الحسين (ع) ؟؟؟ هذا سؤال نوجهه لكل منصف فهل من مجيب ؟؟؟؟؟

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

:|

تنويه :
الرجاء من الادارة ترك كلام اخي جعفري بدون حذف


لي عودة للرد عليه بحول الله :|
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

السلام عليكم اخي جعفري


المعذرة لن اتمكن من الرد عليك الليلة لعذر يتعلق بحساسية في العين

على العموم انتظر ردي قريبا وتقبل فائق تحياتي

قمت بنسخ كلام اخي جعفري كما ورد في مكان ما حرصا مني على سهولة تصفح الموضوع

قريبا ترى الرد أخي جعفري .. !
آخر تعديل بواسطة محمد الغيل في الجمعة أغسطس 04, 2006 8:12 pm، تم التعديل مرة واحدة.
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

جعفري
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 63
اشترك في: الخميس يونيو 29, 2006 9:14 pm

مشاركة بواسطة جعفري »

الأخ /محمد الغيل المحترم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الرجاء تفنيد ما جاء في هذا الرابط

http://www.14masom.com/14masom/06/mktba6/book06/5.htm


مع تمنباتنا لك بالتوفيق

أخيك الجعفري

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

بسم الله الرحمن الرحيم

آسف على تأخر ردي وذلك لظرف ما :)

على العموم مرحبا بكم اخي جعفري من جديد

هنا معلم جديد على الطريق ستكتشفه اخي جعفري

معلم ونقطة صافية وصفحة بيضاء شفافة في تاريخ الامام الحسن بن الحسن تقول :

إن الامام الحسن بن الحسن عليه السلام كان من اتقى عباد الله شهد له بهذا الامام المعصوم الذي يعلم الغيب المكنون بحسب منظوركم انتم وعقيدتكم انتم في الائمة حيث ان الامام الحسين قبل الامام الحسن زوجا لبنته بل ان هذا القبول في حد ذاته يظفي عليه شيئا من القداسة من يوم ميلاده الى تاريخ وفاته عليه السلام

تأمل موفقا اخي جعفري بارك الله لنا فيكم

أولا : قد ثبت ولله الحمد أن الامام الحسن بن الحسن قد حضر مع عمه الحسين ارض كربلاء وقاتل معه عليه السلام وتم اصابته بالعديد من الجراحات وايضا ثبت أن الامام الحسين زوجه من ابنته فاطمة بعد أن طلب الامام الحسن من عمه الحسين أن يزوجه احدى بناته .

وثانيا : اخي جعفري

انتم معشر الامامية تقولون أن الامام الحسين معصوم وأنه يعلم الغيب المكنون ولأنه كذلك من خلال منظوركم العقائدي في الائمة عليهم السلام

اطرح عليك هذا السؤال المركب والذي اتمنى أن تجيب عليه ..!

اخي جعفري بارك الله لنا بكم

إن كان الامام الحسن بن الحسن كما تقولون عنه وكما جاء في مروياتكم وكما تستنتج انت حيث تقول
أما الحالة الأولى فمستحيلة لأنه لو كان جاهدهم منذ البداية أي من قتل الإمام الحسين (ع لما أمنوا له ولقتلوه .
وأما الحالة الثانية فأيضاً مستحيلة فكيف ينقلب بين ليلة وضحاها من كان مسالماً لهم ليصبح عدواً لهم وهذا لايمكن أيضاً .

وعليه فإنه لم تكن هناك موافقة بين المختار والحسن بن الحسن فكل واحد منهما طريقه مختلف عن الآخر .
ووفاة الحسن بن الحسن بالسم تدل على أنه اغتيل بغدر ودون علم من عبد الملك بن مروان حيث قتله الحاقدون عليه بالسم .

وأما لو جئنا إلى الإمام علي بن الحسين فنجده على العكس من ذلك تماماً فهو لم يجالس الظلمة ولم يتملقهم وكان يجاهدهم طوال حياته ويطلب من غيره الإبتعاد عنهم

كما جاء في مروياتكم التى قمت أنت بنقلها لنا :| ...! -

اقول : إن كان الامام الحسن بن الحسن كما قلتم ..!

فكيف قبله الامام المعصوم الثائر على الظلم و الطغيان الامام الحسين بن علي زوجا وبعلا لابنته وفلذت كبده فاطمة ...؟؟

الم يكن من الخطيء أن يقبل الامام الحسين هذا الشخص زوجا لابنته ..؟؟

ثم كيف يقبل الامام - المعصوم الذي يعلم الغيب ومكنونه وما سيكون في المستقبل المغيب - هذا الشخص زوجا لابنته ....!

إما ان الامام الحسين جاهل لما في الغيب حاله حال اي اب ...لا يعلم الغيب وايضا غير معصوم من الخطاء ولذا قبل بهذا الزواج لابنته من رجل صنف في ما بعد على أنه من علماء البلاط ...!

وهنا يا اخي جعفري ينهد ركنان هامان من عقائد الامامية في ائمتها ..!

الاول : أن الامام المعصوم الذي لا يصدر عنه خطاء مطلقا في تعامله ودينه غير معصوم ..!

والثاني : أن الامام الذي يعلم الغيب ليس كذلك ..!
فقد زوج الامام الحسين ابنته فاطمة من رجل لا يستحقها وليس في مقامهاوليس كفاء لها فهو من علماء البلاط كما توحي نصوصكم وكما تستنتجون أنتم ...!
وهو ايضا ممن يسالم بني امية وحاله يختلف عن حال ابن عمه الامام علي بن الحسين والذي لم يجالس الظلمة ولم يتملقهم وكان يجاهدهم طوال حياته ويطلب من غيره الإبتعاد عنهم ..!!
اذا كان الاحرى والاجدر بالامام الحسين المعصوم الذي يعلم الغيب المكنون و يعلم ماكان ويعلم ما سيكون أن يزوج ابنته من رجل افضل من هذا على الاقل ...!

أو كان الاجدر به ايضا أن يرفض هذا الطلب كون من طلبه يد ابنته ليس كفاء لها..!




وإما أن يكون الامام الحسن بن الحسن بخلاف ما قلتم ..! ؟

اجبني اخي على هذا السؤال وبعدها سترى ردا مناسبا على كل ما جاء في مداخلتك تحياتي لك اخي جعفري والى لقاء ..!
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

جعفري
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 63
اشترك في: الخميس يونيو 29, 2006 9:14 pm

مشاركة بواسطة جعفري »

الأخ محمد الغيل المحترم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قلت :
أولا : قد ثبت ولله الحمد أن الامام الحسن بن الحسن قد حضر مع عمه الحسين ارض كربلاء وقاتل معه عليه السلام وتم اصابته بالعديد من الجراحات وايضا ثبت أن الامام الحسين زوجه من ابنته فاطمة بعد أن طلب الامام الحسن من عمه الحسين أن يزوجه احدى بناته .
أقول : نعم حضر الحسن بن الحسن ( رضي الله عنه ) مع الحسين أرض كربلاء ولكنه لم يقاتل فمن أين أثبتم ذلك وأنتم لم تأتوا بشيىء سوى كلام من عندكم ليس له مصدر بل من ثقافتكم التاريخية كما تزعمون فهذا غيركاف سيدي العزيز بل المطلوب منك أن تدعم ذلك بالدليل من مصادركم أم أنه ليس لديكم تاريخ تعتمدون عليه !!!!!!!!!!

وقولكم أن الحسن بن الحسن إمام فهذا خطأ فهو ليس بإمام ولوكان إماماً للزيدية لجعلتموه أول إمام من أئمتكم فهو قبل زيد بن علي ( رضي الله عنه ) فلماذا لم يكن ضمن أئمة الزيدية فاتقوا الله فالإمامة منزلة رفيعة واختيارها من الله وحده ( كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا ) .

نعم لقد ثبت تاريخياً أن الحسن بن الحسن ( رضي الله عنه ) تزوج ابنة الإمام الحسين (عليه السلام ) .

وقلت :
اقول : إن كان الامام الحسن بن الحسن كما قلتم ..!
فكيف قبله الامام المعصوم الثائر على الظلم و الطغيان الامام الحسين بن علي زوجا وبعلا لابنته وفلذت كبده فاطمة ...؟؟
الم يكن من الخطيء أن يقبل الامام الحسين هذا الشخص زوجا لابنته ..؟؟
ثم كيف يقبل الامام - المعصوم الذي يعلم الغيب ومكنونه وما سيكون في المستقبل المغيب - هذا الشخص زوجا لابنته ....!
أقول : إن الحسن بن الحسن ( رضي الله عنه ) ليس إمام كما ذكرت لك فهو من الصالحين العابدين ولكن لم يرفع سيفاً في وجه الأمويين وهذا ظاهر من الروايات ومن التاريخ حيث لم يذكر التاريخ أنه رفع سيفاً وواجه الأمويين وقاتلهم وأطلب منك أن تثبت ذلك فأنت إلى الآن لم تثبت شيئاً !!!!!!!!!!
ولكن الحسن بن الحسن ( رضي الله عنه ) شأنه شأن العباد الصالحين الخيرين فهو من مقتصد كما ذكرت آية الإصطفاء ( ثم أورثنا الكتاب ... ) . ومن هذا المنطلق زوج الإمام الحسين (ع) ابنته إليه فقد قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه .
ومن هذا المنطلق زوج الإمام الحسين (ع) ابنته إلى ابن أخيه هذا كل ما في الأمر .

وأقول لك لو كنت تعرف الإمام الحسين حق المعرفة لما قلت هذا الكلام على سيد شباب أهل الجنة نعم الحسين علمه الله ما كان وما يكون إلى يوم القيامة وهذا اعتقادنا في أئمة أهل البيت عليهم السلام فهو كان يعلم بأنه سيقتل في كربلاء ومتى وعلى يد من ومصير من معه وما سيحصل على ذريته من بعده فهذا هو الحق وأنت حر في أن تصدق أو لا تصدق فلن يغير هذا في الأمر شيء .

وأود أن أسئلك أنت تتمسك بالحسن بن الحسن وتسميه إماماً ظلماً وزوراً وبدون دليل فأنا أطرح عليك السؤال التالي :

إذا كان عمرالحسن بن الحسن ( رضي الله عنه ) في كربلاء تسعة عشر عاماً ( حسب قولك ) وهو توفى عن خمس وثلاثون عاماً حسب ما تذكر ه كتب التاريخ أي أنه عاش بعد كربلاء ستة عشر عاماً أي أن وفاته كانت في عام 77 هجرية .

فإذا كان الحسن بن الحسن إماماً كما تدعي فأسألك

من سنة 77 هجرية وحتى وفاة الإمام زين العابدين عليه السلام في سنة 95 هجرية أي خلال ثمانية عشر عاماً من كان الإمام في هذه الفترة حيث أنه لابد وفي كل أوان أن يكون هناك إمام مؤيد من قبل الله حسب ما جاء في خطبة الإمام زين العابدين ( عليه السلام )؟

باتنظار ردك والسلام .

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه استعين على كظم غيظي وستر عيبي والنظر في امري


اللهم الهمني الرشاد وجعلني من صالحي العباد واعصمني من الكذب والبهتان وقول الزول ياربنا بحق محمد وآل محمد الحنفاء الشهداء آمين ياربنا آمين ..!



ثم بعد هذا اقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخي جعفري ..

وسامحكم الله فقد تجنيتم علينا هذه المرة بردكم هذا لكن لا مشكلة ...فصبر جميل ..!

اعتقد أن خلق الائمة المطهرين يظهر في طباع اتباعهم فله الحمد والمنة ان جعلنا من اتباع اهل البيت المطهرين وممن سلك دربهم و نهج نهجهم ونسائل الله لنا ولكم الهداة من بعد هذا

حسنا اخي


ثبنت الآن ان الامام الحسن بن الحسن المثنى حضر كربلاء وكان في سن الزواج كما انه ثبت الآن انه رجل من الصالحين ومن القائمين بالقصد ولم يكن من علماء البلاط بدليل أن الامام الحسين المعصوم زوجه من ابنته فاطمة ولله الحمد ..!
حسنا اخي الفاضل الكريم

قلتم :
ولكنه لم يقاتل فمن أين أثبتم ذلك..................المطلوب منك أن تدعم ذلك بالدليل من مصادركم أم أنه ليس لديكم تاريخ تعتمدون عليه !!!!!!!!!!

نعم اخي

بلى قاتل واليك دليل على انه قاتل من كتبكم اولا :

من كتاب عباس القمي ( منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل )ج1ص457 والذي نقلته لنا انت
ويقال أنه كانت بالحسن جراحات كثيرة فجاء به أسماء إلى الكوفة فداواه حتى برأ منها فذهب إلى المدينة بعد شفائه .



والجراحة التى كانت في جسده الشريف سلام الله عليه كانت بسبب المشاركة الفعلية في ارض المعركة ...! فمن المستحيل ومن غير المعقول أن يصاب الامام الحسن بهذه الجراحات الكثيرة هكذا بدون سبب أو داعي ا ومبرر معقول ..!

ثانيا : من كتبنا

أولا : ما يدل على انه كان في سن الزواج وانه حضر مع عمه كربلاء وانه طلب من عمه ان يزوجه من احدى بناته ما جاء في كتاب مطمح الآمال للقاضي الحسين بن ناصر النيسائي الشرفي المعروف بالمهلا والذي قال فيه :

وخطب إلى عمه الحسين [عليه السلام] إحدى ابنتيه فاطمة [31ب]وسكينة.

- فقال: اختر يا بني أحبهما إليك؛ فاستحى الحسن ولم يجب؛ فقال له عمه الحسين: قد اخترت لك بنتي فاطمة فهي أكثر شبهاً بأمي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فزوجها منه، وحضر الحسن بن الحسن مع عمه الحسين[عليه السلام] بـ(كربلاء)
فلما قتل الحسين [عليه السلام] وأسر الباقون من أهله، أسر الحسن بن الحسن من جملتهم، فجاء أسماء بن خارجة فانتزع الحسن من بين الأسرى وقال: والله لا يوصل إلى ابن خولة أبداً، فجزى الله (ابن خارجة) خيراً. أ.هـ بلفظه

ثانيا : رواية اوسع واشمل وتنص على ما طلبتم اخي جعفري هذه الرواية الصحيحة والواضحة جاءت في كتاب المصابيح من أخبار المصطفى والمرتضى والأئمة من ولدهما الميامين الأطهار.
تأليف الإمام المناظر الفقيه المحيط بألفاظ العترة النبوية المطهرة السيد: أبي العباس أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن علي بن إبراهيم بن محمد بن سليمان بن داود بن الحسن بن الحسن السبط بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين.[جهاده (ع) تحت لواء عمه الحسين (ع)] [193]

أخبرنا محمد بن جعفر القرداني بإسناده عن أبي مخنف لوط بن يحيى أن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قاتل بين يدي عمه الحسين عليه السلام وهو فارس، وله يومئذ عشرون سنة، وقيل: تسع عشرة سنة، وأصابته ثمان عشرة جراحة حتى ارْتَث ووقع في وسط القتلى، فحمله خاله أسماء بن خارجة الفزاري، ورده إلى الكوفة وداووا جراحه، وبقي عنده ثلاثة أشهر حتى عوفي وسلم، وانصرف إلى المدينة، فبنى بعد انصرافه بسنة بفاطمة بنت الحسين بنت عمه، وكان عمه الحسين زوجه إياها فولد له منها عبد الله، وإبراهيم والحسن بنو حسن بن حسن وأم كلثوم وزينب. أ هـ بلفظه

وهنا دعني استشهد بقول امير المؤمنين الامام الاعظم عبد الله بن حمزة حين قال :
كــم بين قولي عن أبي عن جده * وأبــو أبي فهو النبي الهادي
وفـتى يقول : حكـي لنا أشياخنا * مـا ذلك الإســناد من إسنادي
مـا أحسن النظر البليغ لمنصف * في مقـتضي الاصدار والايراد
خــذ ما دنى ودع البعيد لشأنه * يغـنيك دانـيه عـن الأبعاد


نعم قلتم اخي
وقولكم أن الحسن بن الحسن إمام فهذا خطأ فهو ليس بإمام ولوكان إماماً للزيدية لجعلتموه أول إمام من أئمتكم فهو قبل زيد بن علي ( رضي الله عنه ) فلماذا لم يكن ضمن أئمة الزيدية


اين قلنا ذلك اخي هذه دعوى بغير دليل هاتو برهانكم لتكونو من الصادقين :)

وقلتم :
أقول : إن الحسن بن الحسن ( رضي الله عنه ) ليس إمام كما ذكرت لك فهو من الصالحين العابدين ولكن لم يرفع سيفاً في وجه الأمويين وهذا ظاهر من الروايات ومن التاريخ حيث لم يذكر التاريخ أنه رفع سيفاً وواجه الأمويين وقاتلهم


اي تاريخ ..؟؟؟

تاريخ بني امية ..؟؟؟ أم تاريخ الامامية والاسماعيلية ...؟؟؟ أم تاريخ الزيدية ..؟؟؟

وقلتم :
وأطلب منك أن تثبت ذلك فأنت إلى الآن لم تثبت شيئاً !!!!!!!!!!


صحيح كلام سليم الى الآن لم اثبت ذلك ولكنك في نفس الوقت لم تقدر أنت على نفي الدعوى التى اقمتها عليك بل نقلت لنا نصوصا من مراجعكم بشكل مقتضب فقد اخذت منها ما يخدم فكرتك هل ترغب في كشف ذلك ؟؟

اخبرني وانا مستعد

على العموم سوف ترى قريبا ردا مناسبا لما طلبت ومن خلال كتب الزيدية ومراجعها التاريخية الهامة فلا تتعجل ورتقب ثم بعد هذا فصطبر... :)

وقلتم

وأود أن أسئلك أنت تتمسك بالحسن بن الحسن وتسميه إماماً ظلماً وزوراً وبدون دليل فأنا أطرح عليك السؤال التالي :

إذا كان عمرالحسن بن الحسن ( رضي الله عنه ) في كربلاء تسعة عشر عاماً ( حسب قولك ) وهو توفى عن خمس وثلاثون عاماً حسب ما تذكر ه كتب التاريخ أي أنه عاش بعد كربلاء ستة عشر عاماً أي أن وفاته كانت في عام 77 هجرية .

فإذا كان الحسن بن الحسن إماماً كما تدعي فأسألك

من سنة 77 هجرية وحتى وفاة الإمام زين العابدين عليه السلام في سنة 95 هجرية أي خلال ثمانية عشر عاماً من كان الإمام في هذه الفترة حيث أنه لابد وفي كل أوان أن يكون هناك إمام مؤيد من قبل الله حسب ما جاء في خطبة الإمام زين العابدين ( عليه السلام )؟


بالفعل ضربت معلم هنا اشكال تاريخي وكلامك يحتاج مني الى تأمل فنتظر مني ردا قريبا ..!


الآن


حان دوري سوف اقوم بمناوشات فكرية مثل العادة اخي جعفري فسمح لي :)

قلتم اخي جعفري
وأما لو جئنا إلى الإمام علي بن الحسين فنجده على العكس من ذلك تماماً فهو لم يجالس الظلمة ولم يتملقهم وكان يجاهدهم طوال حياته ويطلب من غيره الإبتعاد عنهم كما حصل مع الزهري ونعيد هنا خطبة الإمام لإتمام الفائدة :
حسنا

اعتقد أن من ذكرت اخي تنطبق عليه مواصفات الشخصية الزيدية الرسالية :king:

اشكر لك هذا الانصاف بالفعل والذي هو روح مذهب الزيدية ودينها في الامام السجاد علي بن الحسن روحي له الفداء

كما اني اشكر لك هذا الانصاف والذي هدم ركنا من اركان الجعفرية أعني دين التقية " التقية ديني ودين آبائي " وراجع مروياتكم يا سيدي جعفري لتعرف الفرق بيننا وبينكم ...!
والى لقاء بحول الله اتمنى لك التوفيق والسلام عليكم الخي الفاضل .. !
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

عبد المؤمن
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 103
اشترك في: السبت فبراير 11, 2006 4:33 pm

مشاركة بواسطة عبد المؤمن »

صبرك الله يا اخ جعفرى مع الادلة المفحمة التى اتى بها الاخ محمد الغيل

1- انه شارك بالمعركة .
2- زوجه عمه الحسين عليه السلام

فعلى ذلك يكون هو امام للزيدية ياعينى على الادلة

انتم مذهبكم اسمه المذهب الزيدى اى انه بداية من الامام زيد بن على رضى الله عنه وليس الحسن المثنى
فلماذا تقاتل على اثبات امامة الحسن المثنى رضى الله عنه وبانه امام للزيدية

المفروض ان مذهبكم اسمه المذهب الحسنى لا الزيدى

ثم لم تجب على تساؤال الجعفرى
وقولكم أن الحسن بن الحسن إمام فهذا خطأ فهو ليس بإمام ولوكان إماماً للزيدية لجعلتموه أول إمام من أئمتكم فهو قبل زيد بن علي ( رضي الله عنه ) فلماذا لم يكن ضمن أئمة الزيدية


ومع كل ما قلته يا اخ محمد الغيل يبقى الامام علي بن الحسين عليه السلام هو كل آل البيت فى زمانه وهو عميدهم واكبرهم .

والامام على بن الحسين عليه السلام معذور ان لم يشارك فى القتال مع ابيه لانه عليل ولا قتال عليه - وقد اسر من مكان الى مكان بينما الحسن المثنى وجد من اعانه ولم يبقى مع الاسرى ولم يعانى ما عاناه الآخرون .

الآن وبدون الادلة الركيكة واثبت ان الحسن المثنى امام بالسبق والجهاد .
ولماذا لم يسمى مذهبكم باسمه ؟

المتوكل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2274
اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
مكان: صنعاء
اتصال:

مشاركة بواسطة المتوكل »

عبد المؤمن كتب:صبرك الله يا اخ جعفرى مع الادلة المفحمة التى اتى بها الاخ محمد الغيل

1- انه شارك بالمعركة .
2- زوجه عمه الحسين عليه السلام

فعلى ذلك يكون هو امام للزيدية ياعينى على الادلة

انتم مذهبكم اسمه المذهب الزيدى اى انه بداية من الامام زيد بن على رضى الله عنه وليس الحسن المثنى
فلماذا تقاتل على اثبات امامة الحسن المثنى رضى الله عنه وبانه امام للزيدية

المفروض ان مذهبكم اسمه المذهب الحسنى لا الزيدى
:shock:
أخ عبدالمؤمن
هل هذه إعتراضات منطقية !!!!!!!!!!!؟

هل التسمية مشروطه بأن تكون لأول إمام !!!!؟
طيب
أول أئمتنا هو أمير المؤمنين عليه السلام .... وأول أئمتكم أيضاً
فلماذا سميتم أنفسكم الجعفرية !؟؟ وليس العلوية !!؟؟


راجع نفسك
صورة
صورة

عاقل مجنون
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 451
اشترك في: الأحد إبريل 23, 2006 9:11 am
مكان: مستشفى الجنان

مشاركة بواسطة عاقل مجنون »

- فقال: اختر يا بني أحبهما إليك؛ فاستحى الحسن ولم يجب؛ فقال له عمه الحسين: قد اخترت لك بنتي فاطمة فهي أكثر شبهاً بأمي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فزوجها منه، وحضر الحسن بن الحسن مع عمه الحسين[عليه السلام] بـ
أوردها ايضاً مؤمن الشبلنجي الشافعي في كتاب (نور الأبصار) ,وذكر وصية الحسن المثنى إلى زوجتة فاطمة بنت الحسين بإن لاتتزوج بعدة عبدالله بن عمرو بن عثمان بن عفان فحلفت له ان لاتفعل , ولكن بعدة سنة كاملة من وفاة الحسن المثنى أرسل عبدالله بن عمرو بن عثمان بن عفان يخطبها فأرسلت له , إن كيف بالإيمان فأرسل إليها إن لكي من كل شيء إثنين , فكفرت وتزوجتة ووووو ....... الخ
,,,,( لو إنني اليوم مجنون وبس,, إنني بخير )!
:srh2: :srh2: :srh2:
قالوا : المجنون يتكلم ..
قلنا : والعاقل يسمع ..
********* ********* *********
مجنون يتكلم ولا عاقل أخرس .!؟

عبد المؤمن
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 103
اشترك في: السبت فبراير 11, 2006 4:33 pm

مشاركة بواسطة عبد المؤمن »

الحسن المتوكل كتب:
أخ عبدالمؤمن
هل هذه إعتراضات منطقية !!!!!!!!!!!؟

هل التسمية مشروطه بأن تكون لأول إمام !!!!؟
طيب
أول أئمتنا هو أمير المؤمنين عليه السلام .... وأول أئمتكم أيضاً
فلماذا سميتم أنفسكم الجعفرية !؟؟ وليس العلوية !!؟؟


راجع نفسك
بعد ان راجعت نفسى وجدت ذلك:


الزيديّة وامامة علي بن الحسين السجاد ( عليهما السلام )
ومحمد بن علي الباقر (عليهما السلام) :


فالذي يظهر من كلام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين (المتوفّى 298) أنه يلتزم بإمامة السجاد (عليه السلام) بالنصّ على الوصية إليه حيث ذكره باسمه الصريح، فقد قال: إن الله عز و جل أوصى بخلقه على لسان النبي إلى عليّ بن أبي طالب، والحسن، والحسين، وإلى الأخيار من ذريّة الحسن والحسين، أولهم علي بن الحسين، وآخرهم المهدي، ثم الأئمة في ما بينهما (39)
,وهذا الكلام صريح الدلالة على أن الوصية كانت إلى الإمام السجاد (عليه السلام) كما كانت لأبيه وعمّه وجدّه، بالتعيين من الله تعالى فهو (عليه السلام) من الأوصياء الذين اختارهم الله للإمامة وثبتت لهم بالاختيار الإلهي.


لكنّ بعض العلماء المعاصرين، من فضلاء الزيدية حاول صرف هذا الكلام عن صريح لفظه، إلى أن سيد الساجدين علي بن الحسين صلوات الله عليه من دعاة الأئمة(40) ولم يذكره في عداد الأئمة فبالرغم من عدم قرينة على هذا الحمل، فإنه يقتضي أن يكون المهدي أيضاً من دعاة الأئمة، وهو ما لا يلتزم به أحد من الأمة .


ونقل السيّد بدر الدين الحوثي عن القاسم (عليه السلام) ما نصّه: وجرى الأمر في ولد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الصفوة بعد الصفوة، لا يكون إلا في خير أهل زمانه وأكثرهم اجتهاداً وأكثرهم تعبّداً و أطوعهم لله وأعرفهم بحلال الله و حرامه وأقومهم بحقّ الله وأزهدهم في الدنيا وأرغبهم في الآخرة وأشوقهم للقاء الله، فهذه صفة الإمام، فمن استبان منه هذه الخصال فقد وجبت طاعته على الخلائق، فتفهّموا وانظروا:
هل بيننا وبينكم اختلاف في علي بن أبي طالب ثم بعده الحسن بن علي ?
أو هل اختلفنا من بعده في الحسين بن علي ?.
أو هل اختلفنا في علي بن الحسين ?.
أو هل اختلفنا في محمد بن علي ?.
أو هل ظهر منهم رغبة في الدنيا ? أو طلب أموال الناس ?.
إلى قوله (عليه السلام): فلو أردنا أن نجحد الحقّ لجحدناهم من بعد الحسين بن علي، وصيّرناه في أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عامّةً (41)
وهذا النصّ أصرح في التزام الزيدية بإمامة علي بن الحسين السجاد ومحمد بن علي الباقر (عليهما السلام)، حالهم حال الإمامية بلا خلاف في القول بامامتهم الخاصة.

ـــــــــــــــــ

(39 كتاب فيه معرفة الله والعدل والتوحيد، للهادي، مطبوع في رسائل العدل والتوحيد -2: 82-. وأورده بنصه في المجموعة الفاخرة (ص 221). ونقله السيد بدر الدين الحوثي في رسالة (الزيدية في اليمن) (ص 17).
(40 التحف شرح الزلف (ص 25).
(41) الزيدية في اليمن - ص 17- 18-عن كتاب (الردّ على الروافض من الغلاة) المخطوط ص 264



وأصرح من ذلك قول الإمام الحاكم أبو سعد الجِشُميّ المحسَن بن محمد بن كرامة البيهقيّ الشهيد غيلة بمكة عام (494) في كتابه (جلاء الأبصار) في المجلس السابع عشر ما نصّه وكان إمام هذه الطائفة - بعد أمير المؤمنين، والحسن، والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي زيدُ بن علي (عليهم السلام) (42)

والذي يظهر من تتبع أقوال خبراء الملل والنحل أنَ الزيدية القدماء كانوا يلتزمون بإمامة السجاد (عليه السلام)، ولم يختلف الشيعة في إمامته: فالشهرستاني لما ذكر الاختلاف في الإمامة، وذكر مَنْ قال بالنصّ على الحسن والحسين قال: ثم اختلفوا: فمنهم من أجرى الإمامة في أولاد الحسن (عليه السلام)، فقال بعده بإمامة ابنه الحسن المثنى ثم ابنه عبد الله....
ومنهم من أجرى الوصية في أولاد الحسين، وقال بعده بإمامة ابنه علي بن الحسين زين العابدين، نصّاً عليه، ثم اختلفوا بعده: فقالت الزيدية بإمامة زيد.

وأمّا الإمامية فقالوا بإمامة ابنه محمد بن علي الباقر، نصّاً عليه (43).

وقال في الجارودية: فساق بعضهم الإمامة من علي إلى الحسن، ثم إلى الحسين، ثم إلى علي بن الحسين زين العابدين، ثم إلى ابنه زيد...(44)

وقال القاضي النعمان المصري: الزيدية من الشيعة زعموا أنَ مَنْ دعا إلى الله عزَ وجلَ من آل محمد فهو إمام مفترض الطاعة.
قالوا: وكان علي إماماً حين دعا الناس إلى نفسه، ثم الحسن والحسين، ثم زين العابدين، ثم زيد بن علي...(45).

ـــــــــــــــــ

(42 جلاء الأبصار (مخطوط)نقل عنه السيد مجد الدين في لوامع الأنوار (ج 2 ص 18-
(43 الملل والنحل (1: 27).
(44 الملل والنحل (1: 158).
(45)شرح الأخبار للقاضي (3: 317).


ويظهر التزام زيد بإمامة أبيه من الحوار الذي جرى بينه وبين أخيه الإمام الباقر، والذي نقله الشهرستاني، فإنّ زيداً كان يرى الخروج شرطاً في كون الإمام إماماً، فقال له الباقر يوماً: مقتضى مذهبك: والدك ليس بإمام فإنه لم يخرج قطْ ولا تعرّض للخروج (46). فلو لم يكن زيد ملتزماً بإمامة والده السجاد (عليه السلام)، لم يتمّ إلزامُه بما في هذا الحوار.


لكنّ الزيدية المتأخّرين خالفوا ذلك: ففي المعاصرين مَنْ لم يلتزم بإمامة السجاد (عليه السلام) بل يَعُدهُ من دعاة الأئمة.
وهؤلاء يسوقون الإمامة من الحسين (عليه السلام) الشهيد في كر بلاء (سنة 61) إلى الحسن المثنى بن الحسن المجتبى (عليه السلام) ويلقبونه ب الرضا ثم إلى زيد (47).

ويبدو أن الالتزام بعدم إمامة السجاد (عليه السلام) أصبح مذهباً للجارودية في الفترة المتأخرة عن عهد الهادي إلى الحق، فإنّ الشيخ المفيد نقل إنكارهم أن يكون علي بن الحسين (عليه السلام) إماماً للاُمة بما توجَب به الإمامة لأحد من أئمة المسلمين (48

وقال السيد ما نكديم أحمد بن الحسين بن هاشم الحسيني ششديو، في تعيين الإمام:
إعلم أن مذهبنا أن الإمام بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): علي بن أبي طالب، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم زيد بن علي، ثم مَنْ سار بسيرتهم (49)
والملاحظ عدم ذكره للحسن المثنى..

ـــــــــــــــــ

(46) الملل والنحل (1: 156).
(47) التحف شرح الزلف (ص 22 و 24 -25).
(48 أوائل المقالات (ص 47) ولاحظ أجوبة ابن قبة الرازي على كتاب (الإشهاد) لأبي زيد العلوي الزيدي المطبوع في إكمال الدين (ص 113 إذ قال له: وأنت لا تعترف بإمامة مثل علي بن الحسين (عليه السلام)، مع محله في العلم والفضل عند المخالف والموافق.
(49) شرح الاصول الخمسة، للقاضي (ص 757).



ومع أن هذه النصوص تدلّ على الخلاف الكبير بين الزيدية في تعيين الإمام بعد الحسين (عليه السلام)، فإنا يمكننا الوصول إلى رأي واحد من خلال الملاحظات التالية:

فعلى الرأي الأخير، فإن منصب الإمامة يبقى شاغراً عمّن يتولاه من سنة 61 مقتل الإمام الحسين (عليه السلام)، إلى سنة 121 مخرج زيد (عليه السلام).

وحتّى على الرأي الثاني، فالمنصب يبقى شاغراً من سنة 61 إلى سنة 83 مخرج ابن الأشعث ودعوته إلى الحسن المثنى، على الفرض (50)

ومن المعروف وحسب الأحاديث الصريحة أنّ الأرض لا تخلو من حجّة(51).

ودلالة الأحاديث المشهورة: من مات لا يعرف إمامه أو وليس له إمام، مات ميتةً جاهلية (52) على أنّه لابدّ للاُمَة في كل زمانٍ من إمام عدل يعرفونه، ويدينون بإمامته وولايته، وأن الجاهل بالإمام خارج عن ملّة الإسلام، واضحة صريحة.

فخلوّ الفترة بين (61) إلى (83) أمر لا ينطبق على هذه الاصول.

على أنّ القول بإمامة الحسن المثنّى، وإن التزم به بعض المتأخّرين من الزيدية، استناداً الى ما قيل من أن:

عبد الرحمن بن الأشعث قد دعا إليه، وبايعه، فلمّا قُتِلَ عبد الرحمن توارى الحسن حتّى دُسّ إليه من سقاه السمَ، فمات، وعمره ثلاث وخمسون سنة (53)، وهو أمر لم يثبت.
لأنّ الشيخ المفيد قال: ومضى الحسن [ المثنّى [ ولم يدّع الإمامة، ولا ادّعاها له مدّعٍ (54).

ـــــــــــــــــ

(50) ولا يمكن الالتزام بإمامة الحسن ولا زيد قبل خروجهما، إذا كان الخروج شرطاً للإمامة، كما يقول هؤلاء، وحسب تفسيرهم للخروج.
(51) الكافي (1 ص 6 12) والإمامة والتبصرة (ص 157 -163) ب (2) وإكمال الدين (ص 10)
(52) الكافي (1 ص 308) والإمامة والتبصرة (ص 219 -220) ب (18 وح 50 ب 11 وانظر: بحار الأنوار (ج 23 ص 76 -95) ورواه في (الجامع الكافي) كما في الاعتصام (5: 409) وقال: رواه الهادي في الأحكام (2: 466) ودرر الأحاديث اليحيوية (ص 177) ورواه المفيد في الإفصاح (ص 28 وعبّر عنه بالمتواتر، وعبّر عنه الشهيد الثاني بقوله: من مشاهير الأحاديث
بين العامّة والخاصّة وقد أوردها العامّة في كتب اُصولهم وفروعهم جاء ذلك في كتاب: حقايق الإيمان (ص 151). ورواه من العامة الحاكم في المستدرك على الصحيحين (1: 77 و 117) والطبراني في المعجم الكبير (10: 350) رقم (10687) وبلفظ (بغير إمام) في (19: 388) رقم (910) ومجمع الزوائد (5: 225) وقد جمع الحديث بألفاظه المختلفة الشيخ مهدي الفقيه في كتابه (شناخت إمام) باللغة الفارسية وهو مطبوع.
(53) عمدة الطالب (100 -101) وانظر هامشه.
((54 الإرشاد إلى ائمة العباد للمفيد (ص 197) وقد فصل الحديث عنه وقال: كان جليلاً رئيساً فاضلاً ورعاً وكان يلي صدقات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في وقته، وله مع الحَجاج خبر رواه المفيد في الإرشاد ص (196



ولو فرضنا صحّة الدعوة منه، أو اليه، فهل مجرّد الدعوة ثمّ الاختفاء والموت يكفي لإسناد منصب الإمامة العظيم إلى شخص ?
وهل يقنع العقل بمجرد ذلك لإسناد الإمامة إلى شخص غير الإمام السجاد (عليه السلام) ? فكيف يُعرض عن ملاحظة الإنجازات السياسية والدينية الهائلة التي قدّمها الإمام السجاد (عليه السلام) طيلة فترة إمامته (61- 95
والتي سنستعرضها في الفصول القادمة ?.
وهل تُقاس هذه الجهود بمجرد الدعوة ثم الاختفاء والموت ?
وهل مثل تلك الدعوة على قصرها تحقّق المطلوب من روح شرط الخروج ?
مع أنّ الإمام السجاد (عليه السلام) قد أعلن الدعوة صريحة إلى إمامة نفسه، وعلى رؤوس الأشهاد، وعلى مدى أربع وثلاثين عاماً كما سيأتي.
وأما العامّة:
فقد قال الذهبي في ترجمة الإمام السجاد: السيد الإمام، زين العابدين، وكان له جلالة عجيبة، وحقّ له ذلك، فقد كان أهلاً للإمامة العظمى: لشرفه، وسؤدده، وعلمه، وتالّهه، وكمال عقله(55).
وقال المناوي: زين العابدين، إمام، سند، اشتهرت أياديه ومكارمه، وطارت بالجوّ في الوجود حمائمه، كان عظيم القدر، رحب الساحة والصدر، رأساً لجسد الرئاسة، مؤمّلا للإيالة والسياسة (56
وقال الجاحظ: أمّا علي بن الحسين بن علي: فلم أر الخارجي في أمره إلا كالشيعي ولم أرَ الشيعي إلا كالمعتزلي ولم أرَ المعتزلي إلا كالعامي، ولم أرَ العامي إلا كالخاصيّ، ولم أجد أحداً يتمارى في تفضيله ويشكّ في تقديمه (57).
وقال الجاحظ أيضاً: وأمَا علي بن الحسين (عليه السلام) فالناس على اختلاف مذاهبهم مجمعون عليه لايمتري أحد في تدبيره، ولا يشكّ أحد في تقديمه(58
وقد ترجَمَ له (عليه السلام) أعلام العامة فلم يذكروه إلا بالسيادة والشرف، والتقى والعلم، والعبادة والفضل، والحلم والكرم، والتدبير والحكمة، وكثير منهم وصفه بالإمامة (59
وهل يشكّ مسلم مؤمن بالكتاب والسنة، ومزدان بالعقل والعدل، في تقدّم هذا الإمام على خُلَفاء عصره، وأولويّته بالإمامة والخلافة والحكم ?

ـــــــــــــــــ

(55) سير أعلام النبلاء (4: 398).
(56) الكواكب الدريّة (2: 139).
(57) عمدة الطالب (3 -194) عن (رسالة)الجاحظ في فضل بني هاشم، وانظر العلم الشامخ للمقبلي (ص 10).
-58-رسالة الجاحظ، ونقله عنه في كشف الغمَة (1: 31).
(59) انظر: طبقات ابن سعد (5:211) المعارف لابن قتيبة (ص 214) حلية الأولياء (3: 133) تذكرة الحفاظ (1: 74) تهذيب التهذيب (7: 304) النجوم الزاهرة (1: 229) وغيرها.



الإشارة إلى إمامة السجاد (عليه السلام)

ولنختم هذا البحث بحديث اتفقت المذاهب الإسلامية الكبيرة على روايته ونقله:
1- فمن طرق الإمامية ما رواه الشيخ أبو جعفر الصدوق محمّد بن علي ابن بابويه القمّي، مسنداً، عن الصادق جعفر بن محمد عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين زين العابدين ? فكأنّي أنظر إلى ولدي عليّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب يخطر بين الصفوف (60)
وروى الصدوق أيضاً، مسنداً عن عمران بن سليم، قال: كان الزهري إذا حدّث عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: حدّثني زين العابدين علي بن الحسين فقال له سفيان بن عُيَيْنة: ولِمَ تقول له: زين العابدين ?
قال: لأنّي سمعت سعيد بن المسيّب، يحدّث عن ابن عبّاس أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إذا كان...(61) وروى الحديث بلفظه.
ورواه في العلل أيضاً مسنداً إلى الصادق (عليه السلام) موقوفاً عليه (62).

ـــــــــــــــــ


(60) أمالي الصدوق (ص 272) نهاية المجلس (53) وعنه في بحار الأنوار (46 ص 3).
(61) علل الشرائع (ص 87) وعنه في بحار الأنوار (46 ص 2 3) وعوالم العلوم (ص 17).
(62) علل الشرائع (1: 229) وعنه بحار الأنوار (46 ص 3).



ومن طرق العامة ما رواه الحافظ ابن عساكر، بسنده، عن سفيان بن عُيَيْنَة، عن أبي الزبير قال: كنّا عند جابر، فدخل عليه علي بن الحسين، فقال له جابر: كنت عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فدخل الحسين، فضمّه إليه وقبّله وأقعده إلى جنبه، ثم قال: يولد لابني هذا ابن يقال له علي بن الحسين إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ من بُطنان العرش: ليقم سيّد العابدين فيقوم هو (63).
وروى ابن المديني عن جابر أنه قال للإمام الباقر محمد بن علي، وهو صغير: رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يسلّم عليك فقيل له: وكيف ذاك ? قال: كنت جالساً عنده، والحسين في حجره وهو يداعبه، فقال: يا جابر، يولد له مولود اسمه عليّ، إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ: ليقم سيّد العابدين فيقوم ولده، ثم يولد له ولدُ اسمه محمد، فإنْ أدركْتَه يا جابر فأقرئه منّي السلام (64).
و من طرق الزيدية: ما رواه السيد الموفق بالله قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد: أخبرنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله: أخبرنا الحسن بن علي بن زكريا: حدثّنا العباس بن بكّار: حدثّنا أبو بكر الهذلي، عن أبي الزبير، عن جابر قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: يُولَد للحسين ابن يُقال له علي، إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ: ليقم سيّد العابدين(65).
ورواه الشهيد المحلّي أنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إذا كان يوم القيامة نادى مناد: ليقم سيّد العابدين فيقوم عليّ بن الحسين (66)
أما دلالة الحديث فإنه مع تعدّد طرقه وشواهده، التي يؤيّد بعضها بعضاً، فيه الإشارة إلى الإمام السجاد، من نوع النصّ الخفيّ الذي يلتزم به كثير من الزيديّة على إمامته، وإلا فدلالته على تشخّصه وفضله وشرفه على أهل عصره، مما لا يُرتاب فيه. وفي بعض النصوص أنه (عليه السلام) خير أهل الأرض فقد روي عن الباقر (عليه السلام) عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال لابنه الحسين لمّا أخذ شَهْربانُوَيْه اُمَ علي بن الحسين: يا أبا عبد الله، لتلدنَ لك خير أهل الأرض. فولد عليّ بن الحسين (عليه السلام) (67).ومن المعلوم أن خير أهل الأرض في عصره لابدّ أن يكون هو الإمام، لأنه الأفضل.

ـــــــــــــــــ

(63)تاريخ دمشق ص 26 الحديث 34 (من ترجمة الإمام زين العابدين (عليه السلام)) ومختصره لابن منظور (17: 234).
(64)الصواعق المحرقة (ص 120) ولسان الميزان (5: 168).
(65) كتاب الاعتبار و سلوة العارفين (ص 185).
(66) الحدائق الوردية (ص 137).
(67) الكافي للكليني (1: 466) وإثبات الوصيّة للمسعودي (ص 145) وانظر: محاضرات الراغب الأصفهاني (1: 347) ط بيروت وقد نقله في العوالم (ص 6) عن بصائر الدرجات للصفار (ص 335 355) وانظر البحار (46 -19 2).



دعوة الإمام إلى إمامة نفسه:

ثم إنّ الإمام السجاد (عليه السلام) قد دعا إلى إمامة نفسه في كثير من أقواله وتصريحاته ومنها قوله: نحن أبواب الله، ونحن الصراط المستقيم، ونحن عيبة علمه، ونحن تراجمة وحيه، ونحن أركان توحيده، ونحن مواضع سرّه -68 -
وغير ذلك من النصوص التي سنذكر بعضها (69)

ـــــــــــــــــ

-68 معاني الأخبار للصدوق (ص 31).
(69) لاحظ نهاية الفصل الثاني من كتابنا هذا.
ويبدو أنّ البحث عن إثبات إمامة السجاد قد كانَ مُثاراً منذ القرن الرابع فقد قام واحد من كبار علماء الإماميّة وهو العيّاشي السمرقندي محمد بن مسعود السلمي صاحب التفسير المعروف، بتأليف كتاب باسم إثبات إمامة علي بن الحسين ذكره النجاشي في رجاله (ص 352)
رقم (944) وانظر الفهرست للطوسي (ص 164) رقم (605) ولاحظ الفهرست لابن النديم (ص 325).


ومهما يكن: فلو التزمنا بإمامة الإمام السجاد (عليه السلام)، كما تقول به الشيعة الإمامية، وقدماء الزيدية.
أو التزمنا بأهليّته للإمامة، كما نصَ عليه العامة.
أو قلنا إنه من دعاة الأئمة، كما يقول به المعاصرون من الزيدية.
فإن حياة مثله لا يمكن أن تفرّغ من التحرّك السياسي، الذي عرفنا أنه من مهمات الإمامة بل من صميم معناها.

وبعد:

فلو أعرضنا عن كل ذلك، فإن ما نستعرضه في الفصول القادمة، تعطينا الأدلة والبراهين الصادقة، والشواهد العينية البيّنة، على أنّ الإمام السجاد (عليه السلام)، لا أنّه لم يعتزل السياسة ولم يبتعد عن شؤونها، فحسب، بل إنه خطّط لعمله السياسي أدقّ الخطط، ودخل معمعة السياسة من الأبواب الواسعة، والخطيرة، بما حقّق أهداف الإمامة بأحسن شكل.
وأهم ميزات هذه الخطط أنّها كانت دقيقة حتّى أنّها خفيت على الكثيرين من المؤرّخين والدارسين، فراحوا ينكرونها وينفونها.

وأمّا الحكّام والساسة المعاصرون للإمام، فقد أربكتهم تلك السياسة الدقيقة، ولم يتمكّنوا من مقاومتها، ولا الوقوف في وجهها، فلم يكن منهم إلا مسايرتها، والتسليم أمامها، وبالتالي التراجع عن كثير من مواقع السلطة التي بنوا عليها نظام حكمهم، وأسّسوا عليها أساس
ظلمهم وغصبهم للخلافة .

مغلق

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“