التاريخ: 2006/07/29

في ظاهرة جديدة على الإعلام الغربي، بادرت إحدى القنوات في الدنمارك بظهور مذيعة محجبة على شاشاتها تدعى "أسماء" ذات الأصل الفلسطيني، ويعد ذلك نوعاً من التغير وملاءمة الواقع، حيث أن قرابة 14بالمئة من الدنماركيين يدينون بالإسلام وأكثر نسائهم محجبات، لذلك أدركت الحكومة والإعلام أن تجاهل تلك الشريعة أمر غير واقعي، وذلك في الوقت الذي تصر فيه بعض التلفزيونات العربية على إبقاء صورة المذيعة كما هي منذ خمسين عاماً.. شعرها ومكياجها الصارخ البعيد عن الواقع الاجتماعي الذي يعيشه المجتمع العربي في تحد لظاهرة طبيعية موجودة تفيد بأن أكثر من 80% من النساء العربيات محجبات. تقول "منى عبدالغني" الممثلة والمذيعة في القنوات الدينية في هذا الصدد: انه عندما عدت للتمثيل بعد حجابي، اضطررت لقبول الأدوار الدينية فقط بعيداً عن المسلسلات الاجتماعية، رغم أنها الأقرب إلى قلوب الناس ومشاهدتهم، إلا أن المسلسلات الاجتماعية تبعد عن مضمون الحجاب وتصفه كنوع من التشدد الديني، وطالما ظهر الحجاب على رؤوس الممثلات في الماضي في مشاهد الصلاة ، أما الآن فبات الحجاب أمراً عادياً سواء في المسلسلات الدرامية أو البرامج على الفضائيات، ومن نراهم في الحياة العادية نشاهدهم على الشاشات بعيداً عن تكلف الشعر المصبوغ والوجه الملون، الذي اتسمت به مذيعات القنوات العربية ما عدا الفضائيات الدينية التي حرصت على الشكل الوقور لمذيعاتها بعيداً عن التكلف، مع الاهتمام بالحجاب كشكل ليس مميزاً للمذيعات فحسب، بل كملابس منتشرة في أوساط جميع طبقات المجتمع، وأتمنى تطبيقه أو قبوله كملبس لمعظم فتيات العرب، خاصة على شاشات التلفزيونات الأرضية، التي مازالت ترفض ظهور المذيعات المحجبات على اعتبار أن الحجاب مظهر ديني متشدد فيظل الواقع بعيداً عن الشاشات. وترى "دعاء فاروق" المذيعة في قناتي اقرأ وART أن الحجاب لم يعد مقتصراً على المتدينات أو المتطرفين في الدين، كما كان في الثمانينات فالآن نجد طالبات المدارس والجامعات معظمهن محجبات من دون تكلف أو تظاهر بالدين، فصورة المرأة في الحياة اليومية بالحجاب هي السائدة وهي الأقرب للرؤية، وبالتالي فوجودها على الشاشة سيكون أكثر وقعاً وقرباً من المشاهد، حتى لا يحدث انفصال نفسي بين ما يراه وبين ما يعيشه، فلم يعد من المقبول أن نرى المسلسلات العربية صورة للأم في الأسرة العربية ـ متكلفة بكامل زينتها والشعر مصبوغ ومصفف لدى مصفف محترف، فليس الأمهات كذلك، وليس ما نراه محاكياً لواقع فكيف نصدقه، وعندما نرى المذيعة بالحجاب والملابس المحتشمة تكون ضرورة لبرنامج ديني أو قناة دينية، فكيف يكون ارتداء الحجاب وهو الحد الأدنى من الملابس موضوعاً للتطرف أو الزهد في الحياة ومتاعها، فصورة المرأة الصحيحة على الشاشة لابد أن تتغير سواء بالبرامج أو الدراما، فبرامج الدين لها من يتحدثون فيها، أما برامج المنوعات والأخبار ومذيعات الربط فعليهن محاكاة الطبيعة، وما نراه في حياتنا العادية كل يوم بعيداً عن التكلف غير الواقعي. أما المذيع "أحمد عبدون" مقدّم برامج في قناة "دريم"، فيرى أن الحجاب كان مرادفاً لملابس الشيوخ من جبة وقفطان وطاقية على الرأس، حتى انتشر في أواخر التسعينات والألفية، فأصبح هو الملبس السائد للبنات والنساء العربيات، وأزيحت عنه صفة التشدد فأصبح هو عين الاعتدال بعيداً عن فوضى العُری، التي لا يختلف اثنان أنها دخيلة على ثقافاتنا وتقاليدنا، بينما الحجاب من صميم حياتنا اليومية، ففي أفلام الأبيض والأسود مثلاً ،عندما كانت تظهر المرأة الأرستقراطية بمظهر التكلف في التجميل والفلاحات بملابس مزركشة ومنديل الرأس كان هذا جزءاً من الطبيعة، أما الآن فالنظرة لم تتغير فلم نعد نرى صورة المرأة الأرستقراطية، وكذلك الفلاحة في حين تغير هذا الشكل، فلم تعد الفلاحات متمسكات بالملابس ذات الألوان الصارخة أو منديل الرأس أو البساطة في التفكير والحديث، لذا فالنظرة لم تتغير منذ أكثر من خمسين سنة كذلك مذيعات التلفزيون، فمنذ إنشائه لم تتغير صورة المذيعة بملابسها وشعرها وتجميلها البالغ حتى بات الأمر قراراً غير رسمي، بعدم ظهور المذيعات بملابس الغالبية من نساء الشعب، مثلهن مثل مضيفات الطيران، رغم تغيير الواقع الاجتماعي للناس، إلا أن الصورة الواقعية له أن نرى مذيعاتنا وفناناتنا في واد وعامة الشعب في واد آخر، من حيث الشكل والنظرة العامة، ما أدى إلى انصراف الناس والمشاهدين عن تصديق المحتوى الإعلامي. وتعتبر الفنانة العائدة حديثاً من الاعتزال "عبير صبري" أن الحجاب فرض نفسه على المجتمع في جميع طبقاته، فلا يعقل أن يظل الإعلام مستمراً في ابتعاده عن هذا الواقع، وكأنه يؤذن في واد مختلف أو يترك المجال لضعاف النفوس ممن يلصقون بالحجاب تهمة التشدد والتطرف كعنوان لفساد داخلي وتطرف خارجي مثل فيلم "أسرار البنات" الذي أدان بصورة غير مباشرة سلوك الأم المحجبة وتربيتها الدينية المتشددة، لابنتها لصالح الأم غير المحجبة والتربية المنفتحة لابنتها، وكأنما يدين إدانة غير مباشرة حجاب الرأس كحجاب للعقل، فعندما ندخل الجامعات والمدارس الثانوية نجد أكثر من 80% من الطالبات محجبات وكذلك بالبنوك والمستشفيات، حتى ضابطات الشرطة بالمطارات وبعض شركات الطيران، فلماذا هذا التجاهل من قبل الإعلام لشريحة هي الأكبر على الإطلاق من النساء المحجبات في العالم العربي، فقد أصبح الحجاب هو الصورة الأقرب والأنسب من العُری وفوضى تقليد الغرب في الملابس، على الأقل فالمحجبات من ثقافتنا وبيئتنا، ولا نبعد عنه كثيراً كبعدنا عن المظاهر الأخرى مثل التكلف في الملابس والتجميل. وتؤكد المذيعة في قناة "اقرأ"، "دعاء عامر" أن تجاهل مظهر المرأة بالحجاب كشكل اجتماعي، وليس دينياً بات أمراً صعباً، فالواقع يفرض نفسه مهما كانت الظروف، وقد بادرت القنوات الفضائية قبل الأرضية بالترحيب بظهور المحجبات فيها ببرامج اجتماعية وغير دينية كتحد لنظرة سائدة منذ أكثر من نصف قرن، بعيداً عن التطرف والمغالاة في التجمل في صورة تبعد عين المشاهد عن الواقع وتؤدي لانصرافه لعدم تصديقه الشكل فكيف سيصدق المضمون. ويقول الإعلامي جمال الشاعر رئيس قناة النيل الثقافية إنه لابد من وضع شروط في المظهر الذي يجب أن تكون عليه المذيعة بالتلفزيون، ومن ثم تعلن هذه الشروط على كل من تتقدم للعمل في هذا المجال، ولأن العقد شريعة المتعاقدين يجب أن تتقيد المذيعة بهذه الشروط، ولكن العاقل يقر بأن هذه الشروط لا يمكن أن تحوي بين طياتها عدم ارتداء الحجاب، نظراً لأن ذلك يخالف تعاليم الإسلام والشريعة الحاكم لهذا البلد والمصدر الأساسي للتشريع القانوني. ويشير الشاعر إلى أن الموقف المعلن في بعض المحطات التلفزيونية الرافض لظهور المذيعات المحجبات من المواقف التي تحتاج إلى إعادة النظر فيها، فالمذيعات المحجبات هن الأقرب للصورة العامة للمرأة العادية في الشارع والطالبة في الجامعة والموظفات في المكاتب. ومن جهته، يقر الإذاعي "سعد المطعني" كبير المذيعين في إذاعة القرآن الكريم أن الموقف الرافض الذي تتخذه بعض قنوات التلفزيون المصري تجاه بعض المذيعات المحجبات من الأمور التي تدعو للحزن والأسى، خاصة في هذا التوقيت الذي انتشرت فيه عادات غربية مدمرة لقيم وعادات الشعب العربي المحافظة. ويقول المطعني إن الوقت الحالي يحتاج منا سعياً للحفاظ على تقاليدنا وأمورنا الاجتماعية والدينية والتي أرى أن الحجاب أهمها، كفرض إسلامي على كل مسلمة بالغة، وهذا ما تسعى إليه بعض الفضائيات العربية في الآونة الأخيرة من خلال السماح بظهور بعض المذيعات المحجبات الناجحات في برامج المنوعات والبرامج الإخبارية البعيدة كل البعد عن الدين بصورة جزئية، فالحجاب لا يرتبط كما يطعن البعض بالبرامج الدينية فقط.
http://arabic.irib.ir/pages/culture/det ... 99&sub=Cu1
----------------



هنا اتوجة بتحية كبيرة للمذيعة والاعلامية العظيمة "خديجة بن قنة" التى ظهرت على قناة الجزيرة بحجابها الاسلامي قبل غيرها من الاعلاميا ت وذلك بعد أن منع ارتداء الحجاب الاسلامي في المدارس واماكن العمل في فرنسا رسميا من قبل السلطات هناك ...!