العقيدة السلفية في كلام رب البريةوكشف أباطيل المبتدعة الردية

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أضف رد جديد
عبدالله حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 163
اشترك في: الخميس ديسمبر 11, 2003 10:56 am

العقيدة السلفية في كلام رب البريةوكشف أباطيل المبتدعة الردية

مشاركة بواسطة عبدالله حميدالدين »

بسم الله الرحيم الرحمن الرحيم

هذه ملاحظات على كتاب:
العقيدة السلفية في كلام رب البرية وكشف أباطيل المبتدعة الردية
تأليف عبدالله بن يوسف الجديع.
(دار الإمام مالك ط2 1416-1995)

هدفي من وضعها هو ذكر كيف أن السلفية مع كل تقريرها ((أن أساس الدين هو المنقول وليس المعقول.(ص35-37).)) إلا أنها مع ذلك قد أسست قضاياها الدينية على قواعد من "غير المنقول".

الكتاب هدف إلى ما يلي من القضايا:
1-تقرير أن كلام الله غير مخلوق.
2-صحة إطلاق هذا اللفظ على القرآن ، وإن لم يرد به الشرع.
3-تبيين معنى هذه العبارة على ضوء قراءتنا وكتابتنا للمصحف.

أما القضية الأولى فقررها من خلال ما يلي:
1- إثبات أن من أضيف إليه أمر لا يقوم بذاته فذلك الأمر صفة لمن أضيف إليه.(321)
2- إثبات أن من فعل فعلا فذلك الفعل صفة للفاعل.(180)
3- التفريق بين الفعل والمفعول في كل حال. فكل فعل له مفعول مباين له.(180)
4- إثبات أن الصفة لا تقوم بنفسها. (135-136)
5- إثبات أن من اتصف بصفة فلا بد من أن تقوم الصفة به.(135-136)
6- إثبات أن من تكلم (فعل الكلام) ، أو أضيف إليه الكلام فهو متصف بصفة الكلام.
7- إثبات أن حال صفة الكلام تابعة لحال الموصوف بها.(135-136)
8- إثبات أن الله تعالى متكلم، وأنه قد أضيف إليه الكلام.(أوضح من أن يحتاج إلى أن يتوسع في الاستدلال عليه)
9- إثبات أن لله تعالى صفة الكلام.
10- إثبات أن حال صفة الكلام تابعة لذات الله.(135-136)
11- تقرير أن صفة الكلام يصح أن تتجزأ ويتبعض.(80،188)
12- تقرير أن كلام الله يصح أن ينزل. (129)، ويجئ بعضه(124)
والنتيجة أن كلام الله غير مخلوق.(135-136)

القضية الثانية : صحة إطلاق هذا اللفظ على القرآن ، وإن لم يرد به الشرع. وقررها مستدلاً بأفعال السلف.

القضية الثالثة : تبيين معنى هذه العبارة على ضوء قراءتنا وكتابتنا للمصحف. وذلك على أساس ما يلي:

1- وضع تمييز بين اللفظ والملفوظ، والتلاوة والمتلو ، والكتابة والمكتوب.
2- تقرير جواز هذا التمييز من كلام السلف.
3- اعتبار أن اللفظ مخلوق ، والملفوظ غير مخلوق. والتلاوة مخلوقة والمتلو غير مخلوق. والكتابة مخلوقة والمكتوب غير مخلوق.
4- اعتبار أن صفة الملفوظ تتحدد بنية اللافظ، فإن نوى أنه يلفظ كلام الله كان الملفوظ غير مخلوق ، وإن نوى أنه يلفظ كلام غير الله فإن ملفوظه غير مخلوق.
5- إثبات أن قراءتنا لكتاب الله لها وجهان : وجه مخلوق هو كونها من فعلنا ، ووجه غير مخلوق هو كون المقروء كلام الله.
6- وبنحو ما سبق إثبات أن كلام الله بعينه هو في مصاحف المسلمين.

أيضاً نلاحظ أنه صحح القول ((بأن القرآن بدأ من الله وخرج منه)) وهذا لأن السلف قالوا به..(193، 199-200)

وكما ذكر بعض الاستدلالات القرآنية على كون الكتاب العزيز غير مخلوق:
1- قوله تعالى : (ألا له الخلق والأمر). بالعطف بين الخلق والأمر يُفهم أن الأمر غير الخلق. وحيث أن الخلق هو المخلوق(123) فمعنى الآية أن الله له الأمر وله المخلوق. فيفهم منها أن أمر الله شئ غير المخلوق. وبما أنه شئ غير المخلوق فهو غير مخلوق. والأمر هو القرآن(123) ، فالقرآن غير مخلوق. فمعنى الآية : "إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض، ثم استوى على العرش ، ثم سخر الليل والنهار والشمس والقمر بالقرآن". ثم يقرر الله :" أن له تعالى جميع المخلوقات وله القرآن" تأكيد للمعنى السابق. (أو على تفسير من فسر أن الخلق صفة الله (122) والأمر صفة أخرى(122) . فبما أن صفة الأمر غير صفة الخلق فإذن صفة الأمر غير مخلوقة.)

2- قوله تعالى : (الرحمن علم القرآن) فما دام الله تعالى علم القرآن فإذن القرآن من علمه تعالى ، وعلمه تعالى غير مخلوق. (124)

3- قوله تعالى : (جاءك من العلم) فالقرآن من علم الله تعالى وعلم الله تعالى غير مخلوق.

ملاحظات أولية :
1- يلاحظ مما سبق أن الدليل النقلي إنما أضاف لفظة الكلام إلى لفظة الجلالة.(كلام الله)، أو نسب فعل التكلم إلى الله جل جلاله.
2- يلاحظ أن الذي سوغ له الانتقال من ما قرره الشرع ـ من أن الله تعالى متكلماً ، ومن إضافة لفظ الكلام إلى لفظ الجلالة ـ إنما هي الأدلة العقلية ، وإلا فالشرع لم يقل أن لله تعالى صفة الكلام.
3- يلاحظ أن الدليل اعتمد على مبدأ قياس الغائب على الشاهد. مثلاً في الشاهد: "الصفة لا بد لها من موصوف تقوم فيه" ؛ فعلى هذا قلنا" "لا بد من أن صفة الله تعالى (وهذا كلام عن الغائب) قائمة به". وهذا قياس الغائب على الشاهد. فما دليلنا أن الصفة القديمة تحتاج إلى ما تحتاجه الصفة المخلوقة؟
4- رزق الله هو فعل الله وهو صفة لله تعالى، والمفعول هو المرزوق المخلوق الذي ننتفع به نحو المطر والنبات والأرض… وخلق الله هو فعل الله، والمفعول هو المخلوق نحو السماء والأرض … وكلام الله هو فعل الله ، فهل المُتكلَّم هو القرآن؟
5- في قوله تعالى (كلام الله) ، لِم لا يقال أن المراد بالمصدر هنا المفعول أي المُتكلّم ، نحو قوله تعالى (هذا خلق الله) أي هذه مخلوقات الله؟
6- يلاحظ أن الاستدلال بقوله تعالى (الرحمن علم القرآن) على أن القرآن غير مخلوق يوجب كون كل علوم الإنسان غير مخلوقة قال تعالى (علم الإنسان ما لم يعلم).

أخيراً، مع أنني إنما ذكرت كتابا واحداً، إلا أن أي استدلال للسلفية في الصفات لا يخلو من بعض القواعد المذكورة ضمن تقريرات القضية الأولى. وبالتالي فإن أي دعوى بأنهم لا يعملون إلا من خلال المنقول مجرد مغالطة.
والحقيقة إنه يستحيل حكماً واحداً فهم أي نص مهما كان مصدره من دون اعتماد قواعد خارجة عن النص وسابقة له. وهذه القضية مستقلة وربما يفرد لها بحث خاص.

الكاسر
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 20
اشترك في: الجمعة يوليو 07, 2006 10:23 pm

مشاركة بواسطة الكاسر »

نفسي لك الفداء يابن رسول الله .. إلى الأمام وعين الله ترعاك.. لقد أُثبت سيدي في جميع ماتكتب أنك بالفعل من تحتاجه هذه الأمة كي تتخلص من خزعبلات هؤلاء الذين لطالما كانوا سببا في نكباتها المتلاحقة..إنني من كل قلبي أشكرك
فإما حياة تسر الصديق *** وإما ممات يغيض العدا

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“