ما العمل؟

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
عبدالله حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 163
اشترك في: الخميس ديسمبر 11, 2003 10:56 am

ما العمل؟

مشاركة بواسطة عبدالله حميدالدين »

ما العمل؟
سؤال يتكرر بتكرر لحظات المهتمين من هذه الأمة، فيجيب عنه واحد، في حين يجد آخر نفسه صامتاً في خضم فتنة
تترك الحليم حيران.
سؤال تصعب الإجابة عليه، وتزداد الصعوبة عندما نكون في مرحلة ضيق الخيارات من جهة، وتعدد الاحتمالات السيئة من جهة أخرى. لم يعد هنالك اليوم ما هو غير متصور من البلاء. صار كل أملنا مرتكز على عطف الغير بنا، أو على يقظة ضمير لديهم، أو على تضاد مصالح بين من يريد أن يفترسنا، أو على تردي أوضاعهم الداخلية وانشغالهم بأنفسهم بعض الشيء.
بقطع النظر عن كل شيء صرنا في واقع صنع قادتُنا وأرباب الشعارات جزءا كبير منه ، واقع قد استنفدنا فيه جل مواردنا، وفشلت فيه مختلف الأطروحات الغربية والشرقية والإسلامية. لا يهم في هذا السياق أسباب تلك الأطروحات، وكونها تعود إليها أم أمور خارجة عنها. في نهاية الأمر نحن فشلنا.
مع كل ذلك الواقع الأغبر لا خيار لنا إلا في 1. الصبر على مرارته، 2. والتعامل معه، 3. والسعي إلى تجاوزه ... بل 4. والإيمان التام بقدرتنا على ذلك. لا يمكن لحلقات صنعها بشر لبشر أن تستحكم إلى الحد الذي يستحيل معه الانفلات منها.
ولكن ما السبيل إلى هذه الأربعة الأمور؟
وكيف نوفق بين التعامل مع واقع وبين السعي لتجاوزه؟ فالتعامل معه يتطلب نوعاً من الاقرار به، والسعي إلى تجاوزه يستلزم رفضه.

ظاهر أنه لا توجد وصفة بسيطة للخروج مما نحن فيه. فلدينا واقع معقد شديد التعقيد، فيه متغيرات متعددة، وتفاعلات مختلفة، وأغلبها خارج عن سيطرتنا أصلاً.
إننا على حافة هاوية لا سبيل إلى تجاوزها إلا بالمشي على خيط رفيع للغاية. فالأزمات إذ تشتد تدفع نحو الاستسلام أحياناً، ووالانفجار أحياناً أخرى، وكلا الأمرين يؤديان إلى السقوط.
لتحديد معالم ذلك الخيط الرفيع، لنرجع إلى سؤالنا الأول، ونعيد طرحه واضعين في الاعتبار جانباً من الجوانب التي نلمس منها ما نحن فيه. وما أكثرها! فقر، وقهر، ومرض، وجهل... إلخ.
البدء بأي منها سيقودنا إليها جميعاً. فالمشاكل هذه تشكل نسيجاً مترابطاً، يقود كل منها إلى الآخر. وهو نسيج مثلث الشكل، يقع في أطرافه ثلاثة قضايا أساسية، تحيط بكل محنتنا، وتلتقي عندها جميع معاناتنا، وتبدأ بها محتلف مصائبنا. هذه القضايا هي: الهيمنة الخارجية، والاستبداد الداخلي، والثقافة المتخلفة. ثلاثة قضايا يقوم وجودها فينا، وفعلها علينا على علاقتها ببعض. فالهيمنة تعتمد في حدة وجودها فينا، وفي حجم تأثيرها بيننا على الاستبداد المحلي والثقافة المتخلفة. والأمر كذلك بالنسبة لهما. ولذلك فالسؤال "ما العمل؟" بإزاء أي واحد منها، سيؤدي في نهاية الأمر إلى إجابات تطالها جميعاً بشكل من الأشكال.
اخترت أن أبدأ من الهيمنة.
هيمنة تتزايد باطراد، تعمل على سلب ما بقي لنا من أنفسنا، وتقييد المقيد من إرادتنا، وفي الوقت نفسه فتح آفاق الحرية لنا في كل ما يتجه نحو إبقائنا في دائرة التبعية الثقافية، والحاجة التقنية، والغرائزية اللامسؤولة. هيمنة، لولاها، لكان لواقعنا شأن آخر، لا شك في ذلك. فكل ما لدينا من معطيات يدل بوضوح على أن تلك الهيمنة عملت على ترسيخ مشكلتنا المحلية الأشد، وهي غياب العدل في الحكم، ولا يوجد ما يؤذن بأي جديد.
فما العمل إزاء الهيمنة؟
أمامنا مجموعة من الحقائق، ولا بد من وضعها في الاعتبار عند البحث عن المطلوب عمله. حقائق دولية وأخرى محلية. على ضوء تلك الحقائق يمكن لنا طرح بعض المقترحات للخروج مما نحن فيه.
أول تلك الحقائق: إن الدول، العظمى وغيرها، أنانية، وجشعة، وتعمل ما أمكنها لأن تأخذ من الدول الأخرى ما أمكنها بأي أسلوب ممكن. وعليه فلا يجب أن نثق مطلقاً بجميع العبارات "الحلوة" والتي يطلقها قادة أي دولة حين يرسمون رؤيتهم للتعامل مع غيرهم. فتلك إنما توضع للاستهلاك المحلي أو الدولي، ولخلق الأطر الأخلاقية الملائمة لكل اعتداء وجبروت.
ثانيها: إن الشعوب لا تستطيع أن تغير من هذا الواقع كثيراً، على الأقل في الأفق المنظور. لقد قضت أوربا على نفسها في أوج وعي شعوبها. فمن الخطأ والحال هكذا أن نعول كثيراً أو قليلاً على حوار الحضارات، ومشاريع التعايش بين الشعوب. فعلى أهميتها، إلا أنها لا تعدوا كونها "أعمال إنسانية" ترمم هنا وهناك، ولكن لا تغير من جوهر الواقع شيئاً.
ثالثها: إن العالم اليوم له قطب واحد عسكرياً. وهذا القطب سيستمر إلى فترة طويلة بسبب عدم قدرة منافسيه على مجاراته. لقد اجتمع لدى هذا القطب موارد اقتصادية هائلة، وقوة عسكرية جبارة، ووحدة قرار في السياسة الخارجية، وعدم وجود جار يمكن أن يهددها عسكرياً. وهذا ما لم يحصل لدى أي من الصين أو روسيا أو الاتحاد الأوربي. وأي قوة عظمى تسعى دوماً إلى الهيمنة الكاملة والمطلقة وغير المشروطة على كل ما يمكنها. لقد كانت الولايات المتحدة في القرنين التاسع عشر والعشرين مهيمنة بشكل شبه مطلق على أمريكا الوسطى والجنوبية، ولم يحد من هيمنتها على بقية العالم إلا وجود أقطاب متنافرة معها من جهة، والمحيط المائي بها من جهة أخرى. وها هي اليوم قد هزمت كل قطب هدد مصالحها بدءا من ألمانيا واليابان وصولاً إلى الاتحاد السوفياتي. وهي تعمل جاهدة على تجاوز مشكلة البحار من خلال القواعد المتزايدة هنا وهناك.
رابعها: إن الولايات المتحدة مثلها مثل أي دولة ستعمل على الحصول على مصالحها بكل وسيلة ممكنة، مهما كان في ذلك خسارة على غيرها.
خامسها: الطبيعي هو أن الدولة تواجه الواقع الدولي بصفتها "دولة تامة" أي شعب محكوم بنظام. ما يحصل في العالم العربي مختلف. إننا نواجه الواقع بصفتنا أنظمة. والأدهى أنها أنظمة قلقة للغاية، حيث إنها تريد أن توازن بين متطلبات بقائها في الساحة الدولية، وبين ضرورات بقائها في الساحة المحلية، مما يعقد عملية التوازن بشكل منقطع النظير، ويؤدي غالباً إلى أن تعمل الأنظمة على موازنة الوضع الداخلي بالتحالف مع القوى الخارجية. أي توازن من هذا النوع لن تكون له إلا نتيجة واحدة حتماً: خسارة الجميع النظام على المدى البعيد، والشعب في كل الأحوال.
سادساً: إن العلاقات العربية العربية هي نفسها علاقات تهديد، وبالتالي فإن الأنظمة العربية تواجه تهديداً داخلياً، وإقليمياً، ودولياً.
سابعاً: ليس فينا دولة اجتمعت لديها الموارد المالية، والقدرات البشرية، والقوة العسكرية بحيث يمكنها الوقوف بشيء من الثقة أمام القوى العظمى. العراق كان يتجه في هذا الاتجاه، ولكن قضت عليه حماقات محلية، ومؤامرات إقليمية ودولية.

ما سبق جزء من الصورة الكلية التي نحن فيها، وقد يقلل بعضنا من أهمية بعض ما سبق، أو يشير إلى أمور غابت، أو يعدل من بعض تفاصيل ما رسم.
في كل الأحوال، فإن تصورنا للحقائق من حولنا، سيرسم لنا الطرق الممكن سلوكها للخروج من متاهتنا والتي أعظم ما فيها فقداننا لإرادتنا. ولا شك أن هذه الطرق ستختلف باختلاف الخلفية الفكرية والنفسية لكل منا، وأما ما هو صواب منها، فلا يمكن القطع به، مع ذلك يجب الحسم باتجاه أحدها، والسير عليه، وترك ما سواه، مع إعادة المراجعة بشكل متواصل. ثم إن الكلام في هذه الممكنات هذه أمر، والعمل على تنزيلها إلى عالم التحقق أمر آخر، وسيتعمد بدرجة كبيرة على الجزئيات التي يواجهها العمل السياسي حال تشكله.
1. أول ما تجب الاشارة إليه هو أننا لسنا في مرحلة مواجهة مباشرة. ليس فقط لضعفنا، وإنما لحاجتنا الماسة لما تبقى من مواردنا التي نحن بحاجة إليها لبناء أنفسنا. نحن مهزومون، ومن قبل قوة قاهرة، وفي ظروف ساحقة. وأي مواجهة مباشرة تعني استنزافاً نحن الخاسرون فيه.
2. علينا العمل بحرص شديد على تجنب المواجهة الداخلية المباشر منها وغير المباشر، والتي لا تستنزف الموارد فحسب، وإنما تقضي على كثير من مقومات وجودنا.
3. من الضروري تجنب المواجهات الإقليمية، بل والعمل على التحالفات الجادة العسكرية والسياسية والثقافية مع الدول الاسلامية غير العربية في المنطقة. حيث إنها تستطيع أن تكمل كثيراً من النقص الموجود لدينا حضارياً وتقنيا وبشريا وعسكريا.
4. لا يمكن أن نستعيد إرادتنا الدولية ما لم نستعيد إرادتنا المحلية. وهذه معضلة المعضلات.
5. لا بد لنا من بناء أرضية ثقافية فكرية أخلاقية قادرة على خلق العزيمة اللازمة لتجاوز الواقع، وفي الوقت نفسه على بث روح صبر على مرارته، بعيدة عن تبعية أو هزيمة من الداخل. فالفكر هو شرط صناعة الواقع. ولا مناص من أن يكون هذا الفكر ذا أصول دينية. فإضافة للقيمة الروحية لنحو هذا الأمر، فإن للفكر الديني قيمة عملية أساسية. إنه وحده القادر على التغلغل في أعماق وجداننا بحيث يحرك الكامن فيه. والمطلوب فكر ديني يثير العقل، ويحرك الإرادة، فهما أداة أي فعل خلاق. لا نريد أن نحرك وجداننا باتجاه القضاء على العقل وتخدير الإرادة. وخير لنا فكر "لا ديني" يحرك بعضاً منهما، من فكر ديني يقضي عليهما معاً.
هذه اقتراحات مترابطة، بحيث إن وجود كل واحد منها يقوم على وجود المقترحات الأخرى، وأي إزالة لأحدها يضعفها جميعاً. وهي بمجموعها، وضمن حقائق اليوم، تشكل بعض جواب على السؤال أولاً.

ياسر الوزير
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 404
اشترك في: الجمعة مارس 19, 2004 11:48 pm
مكان: النهرين

مشاركة بواسطة ياسر الوزير »

الحمد لله رب العالمين ؛
أهلاً وسهلاً بمن طال غيابه عن المنتدى وأرجو أن لا تكون هذه إطلالة عابرة منكم !
سيدي الكريم ؛
إن ما طرحتموه لا يتناسب مع الواقع حتى وإن كان صحيحاً 100% ، فمن الذي سينفذ هذه المقترحات برأيكم !! هل المفكرين والعلماء ونحوهم والذين يعمل بعض الحكام على إزاحتهم بشتى الوسائل !! أم هؤلاء الحكام !!
لا أقصد أني أخالفكم الرأي لكن الواقع الذي أشاهده أنا نعيش تحت أيدي حكام أقطاعيات واسعة لا يمكن طرح مشروعات لهم أبداً .
وإن كان يعنينا أن نبني قاعدة فكرية صحيحة تنفع كمشروع مستقبلي ،، حتى يكون لنا تصور عما نريد فعله ، وللآخرين كذلك تصور عما نريد فعله وتقديمه !!
إن حالنا الصعب يدعونا إلى أن نتأمل ملياً فيما يمكننا عمله كأفراد وأن نبحث عن أسس التغيير في الواقع ، وأنا أعتقد أن ربط قضية التغيير أو العمل بالحركات والتقلبات التي نشاهدها خطأ كبير ، لا بد وأن نفهم أنا يجب أن يكون لنا مشروع متكامل نسعى من أجل تطبيقه على أرض الواقع ، سواء كانت أمريكا أو إسرائيل وغيرهما موجودة أم لا ، وما هذه المواجهة إلا شعبة من شعب هذا المشروع الذي نريد طرحه .
لكن السؤال الذي ينبغي أن نسأله لأنفسنا نحن كأفراد هو : " ما العمل ؟" لكن الذي سيؤديه أفراد ؛ أنا وأنت .
أعتقد أنا لا بد أن نفهم أنا نحن الزيدية – ومن يمشي على خطٍ مواز لنا - كإسلاميين عقلانيين ثوريين .... إلخ القائمة العريضة ، لا بد أن نفهم أنا نمتلك مفارقات عن أولئك الذين لا يملكون إلا القعقعة بالكلمات الرنانة والذين يسمون أنفسهم مفكرين ، لا بد وأن نفهم أنا إذا ما طرحنا فكرة فإنا نحن لا غيرنا من سيطبقها ، ولا بد أن نفهم أنا يجب أن نلقى في سبيل تطبيق أفكارنا الكثير والكثير من المتاعب ! أما أن نقتصر على الكتابة والكلام دون تطبيق واقعي فهذا خروج عن المنهج الذي نتبناه ؛ هذا المنهج الذي ليس وليد اللحظة بل هو امتداد لتاريخ عظيم يمدنا فعلاً بالقوة والإرادة .
إذاً ؛ فعلينا أن نبحث عن المواطن التي يمكننا العمل فيها ، ولا يمكن إلا بعد تحديد الهدف ، وهذا لا يأتي إلا بعد تشخيص للواقع ، أي بعد شئ من العمل والاحتكاك بالواقع ، والواقع يشهد بقاعدة شعبية هائلة ؛ منزوعة الأخلاق والقيم ، خالية العقل من الفكر السليم ، إلى غير ذلك من الأسقام التي تختلف من مكان إلى آخر ، فما العمل الذي سنقدمه تجاه هؤلاء ، وأكرر أنا وأنت وكل حامل رسالة يريد أن يقدمها .
طبعاً الهدف هو تغيير حال المجتمع الذي نعيش فيه ؛
يقول علي شريعتي إن عوامل التغيير في المجتمعات تنحصر في خمسة أمور ؛ الشخصية ، الصفوة ، الناس ، الصدفة ، السنة ، وحسب تعبيره الناس هم المحرك الرئيسي وما على الشخصية إلا البلاغ ؛
إذا ما عرضنا هذا الكلام على سير الأنبياء الأولين – أو أغلبهم – صلوات الله عليهم أجمعين نجد هذه التعبير صحيحاً ، وإلا لقلنا إن الشخصية لم تؤد دورها ، أو إنها لم تكن على المستوى المطلوب ، وكلاهما باطلان .
لكن المتأمل لسيرة مولانا الحبيب المصطفى صلوات الله عليه وآله وسلم يجد أنه عمل على إيجاد الصفوة وهذا الصفوة هي التي حركت المجتمع وهي التي هزت العالم بأسره ، لأنها هي التي قادت التاريخ وغيرته ولم تنقد له أبداً .
إذاً فعلينا أن نسعى لإيجاد هذه الصفوة وبعثها من جديد لتؤدي دورها المنشود ، لكن مثل هذا العمل يجب ألا يكون عملاً مستهتراً عشوائيا بل عملاً منظماً وموجهاً له غاية محددة هي إخراج هذه الصفوة من أناس هم أعلى رتبة من الصفوة !! تأملوا ! وإخراجها بحسب المعايير المطلوبة ، وهذا ما لا نجده أبداً أبداَ .
إن الواضح أن أبناء المدرسة الزيدية لم ولن !! يمتلكوا ما يمتلكه غيرهم من مقومات مادية ودعم رسمي ، بل إنهم الآن لا يمتلكون تنظيماً بسيطاً - وهذه حقيقة لا بد وأن نستوعبها – بحيث يستطيع أطرف واحد أن يتحدث باسم الزيدية وينسب إليها ما ليس منها وأن يشوه معالمها بكل سهولة !!
لكن الزيدية تمتلك ما أعظم من هذا كله ، إنها تمتلك ما امتلكته دعوة سيد الأنبياء والمرسلين صلوات الله عليه وآله ، تمتلك دعوة العقل والروح ؛ نعم فهي تفتح للعقل آفاقاً رحبة ليحلق فيها باحثاً ومتأملاً حتى يصل إلى قناعته التي لن يجبره عليها أحد ولا تخاف الزيدية من إطلاق وثاق العقل لأنها تعرف أنها هي العقل ، وإن كان من آثار ذلك الغلو في التفكير ، والغباء في التفكير !! وكلاهما يأتي باسم العقل .
ثم من ناحية أخرى تفتح للروح كذلك أبواباً إلى مساكن علوية وإلى مستقبل مشرق عظيم مستقبل أعده رب العالمين سبحانه وتعالى .
أعتقد أن علينا إذا أردنا أن ننجح فعلاً ألا نفصل العقل عن الروح ؛ ففي العقل ما افتفدته كثير من المدارس الإسلامية ، وفي الروح ما افتقدته كثير من المدارس العلمانية .
يجب ألا نفصل بين هذه وتلك أبداً حتى ونحن نطرح كلامنا لمن لا يؤمن بجنة ولا نار لأن الإغضاء عن ذكر الروح هو انخلاع عن أصالتنا التي علمتنا حب الآخرة والعمل لها ، والتي علمتنا حب الشهادة والسعي إليها ، وتأملوا الأسلوب القرآني الذي يوضح هذه المعادلة والتي كانت تحيرني كثيراً ؛ تجدوا أن القرآن – وكذلك التربية النبوية – عملت على ربط جيل الصفوة ؛ جيل الصحابة بالآخرة ربطاً وثيقاً وهذا ما جعلهم ينطلقون في سرعة أذهلت التاريخ نفسه .

أستطيع أن أخرج مما تقدم بنتيجة هي أنا كأفراد أو تجمعات يجب أن نسعى على العمل من أجل حمل الرسالة وإيجاد أشخاص على مستوى حملها – وهؤلاء نجدهم في طاقة نضة كامنة وهائلة عند الشباب والتاريخ يشهد – وهذا الأمر يتطلب منا وضع برنامج علمي وتربوي متكاملين ، ووضع برنامج لكيفية تطبيق هذا البرنامج ، وهذا البرنامج نضعه لكي نطبقه نحن لا غيرنا ولا بد أن نفهم هذا جيداً لأن هذا العمل لن يخلق الله خلقاً من أجل أن يطبقوه ، فلا بد وأن نكون على المستوى المطلوب الذي يؤهلنا إلى القيام به ، والذي لم يصل إلى درجة تبني البرامج لا بد وأن يوطن نفسه على الانخراط في برنامج من هذه النوعية أو حتى يضع لنفسه برنامجاً ومشروعاً من هذا حتى يكون فرداً على مستوى العمل والمواجهة .
بعد وجود هذه الصفوة التي تحمل هذه الرسالة العظيمة يمكن طرح المشاريع وتبنيها بصورة واضحة وموجودة على الواقع فيما أعتقد .
أعتقد أنا يجب أن نعيش في واقعنا الحقيقي دون خروج عنه ولا تعدٍ له وأن تكون طموحاتنا التي نريد أن نتبناها بقدر أحجامنا حتى لا نخرج عن الحقيقة ونعيش عالم التفكير بعيداً عن الواقع ،،،
وما قدمته لا يتناقض كما أعتقد مع ما طرحه الأخ الكريم عبد الله أيدهم الله تعالى ،،،
والسلام عليكم ،،،
عسى مشربٌ يصفو فتروى ظميةٌ *** أطال صداها المنهل المتكدرُ

حيدرة الحسني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 144
اشترك في: الأربعاء ديسمبر 03, 2003 4:49 pm

الحمد لله رب العالمين

مشاركة بواسطة حيدرة الحسني »

أولا : أحمد الله رب العالمين على انن خرجنا من مواضيع الماضي و مناقشة واجبنا تجاه الشيخين

الى مناقشة الحاضر و الازمة المعضلة الحالية.

موضوع ممتاز تشكرون عليه.

و لكن ما هو المطلوب مني على المستوى الفردي الشخصي فأنا موظف غلبان و لكني اريد ان اساعد في بناء الامة.
قال عبد اللّه بن بابك: خرجنا مع زيد بن علي إلى مكة فلما كان نصف الليل قال: يا بابكي ما ترى هذه الثريا؟ أترى أنّ أحداً ينالها؟ قلت: لا، قال: واللّه لوددت أنّ يدي ملصقة بها فأقع إلى الاَرض، أو حيث أقع، فأتقطع قطعة قطعة وأن اللّه أصلح بين أُمّة محمّد (ص)

عبدالله حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 163
اشترك في: الخميس ديسمبر 11, 2003 10:56 am

مشاركة بواسطة عبدالله حميدالدين »

الأخوة الكرام ياسر وحيدرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بخصوص ما ذكرته أخي ياسر اسمح لي أن أرود هذه الملاحظات:

((لا يتناسب مع الواقع حتى وإن كان صحيحاً 100% ))
إذا كان صحيحاً 100% فعلينا إذا العمل على صناعة واقع يقبله.

(( فمن الذي سينفذ هذه المقترحات برأيكم))
أنت وأنا وكل من لديه قناعة بأنه لا سبيل لنا إلا من خلال إعادة صياغة طريقة تفكيرنا.
وأما وجود التحديات الكبيرة أمامنا فهذا أمر آخر لا شك فيه. لنرسم رؤية للخروج من الواقع، سواء أكانت هذه أم غيرها، ثم لنبحث في التحديات التي تواجهنا، ثم لنعمل على التفكير في كيفية مواجهتها. ولكن لا بد أولاً من رؤية للمسار الكلي الذي علينا أن نسلكه خروجاً من هذه المحنة التي نحن فيها.

((وإن كان يعنينا أن نبني قاعدة فكرية صحيحة تنفع كمشروع مستقبلي ،، حتى يكون لنا تصور عما نريد فعله ، وللآخرين كذلك تصور عما نريد فعله وتقديمه !! ))
لم أفهم تحديداً ما تقصده هنا. ولذا قد تكون ملاحظاتي في غير محلها.
نحن علينا أن نحدد رؤيتنا الخاصة للتغيير، وللآخرين رؤاهم، والرؤى عندها ستتكامل أو تتناقض وصولاً إلى واقع أحسن. وهذا حال الدنيا.


((إن حالنا الصعب يدعونا إلى أن نتأمل ملياً فيما يمكننا عمله كأفراد وأن نبحث عن أسس التغيير في الواقع))
هذا بالضبط ما أحاول أن أثيره من خلال ما طرحته. وما تعلمه أنت من خلال ملاحظاتك. المطلوب الخروج برؤية حل.

((وأنا أعتقد أن ربط قضية التغيير أو العمل بالحركات والتقلبات التي نشاهدها خطأ كبير لا بد وأن نفهم أنا يجب أن يكون لنا مشروع متكامل نسعى من أجل تطبيقه على أرض الواقع ، سواء كانت أمريكا أو إسرائيل وغيرهما موجودة أم لا ، وما هذه المواجهة إلا شعبة من شعب هذا المشروع الذي نريد طرحه.))
جزء مما نحن فيه هو الهيمنة والخضوع. وبالتالي فأي كلام عن الحل حتماً يعني الكلام عن وجود المهيمن علينا. وطبيعة الحل تعتمد على طبيعة القوى في الساحة. إضافة إلى اعتمادها قواعد مشتركة لأي تغيير أو إصلاح.

(( لا يملكون إلا القعقعة بالكلمات الرنانة والذين يسمون أنفسهم مفكرين))
التفكير أمر لا بد منه، والاستفادة من الأفكار ضروري حتى لو كانت أفكار رجال لا يقدمون ولا يؤخرون. صناعة الفكرة ليست بالأمر الهين، وصناعة الواقع كذلك صعبة للغاية، والكل بحاجة للكل. فكم من مفكر قادر على تشخيص الواقع وبيان الطريق اللازم للخروج منه، ولكنه لا يملك الإرادة أو الشجاعة لأي خطوة. هل هذا يقلل مما يقدمه؟
وكم من شجاع قادر على المواجهة ولكن لا يستطيع إلا تنفيذ أفكار غيره؟

بخصوص ما نقلته عن شريعتي فهو كلام في الوسيلة التي يمكن من خلالها تعميم الأفكار وإحداث النقلة الفكرية المطلوبة. والملاحظة ذاتها عن الأفكار حول ضرورة إيجاد أشخاص يحملون الفكر.
إن المطلوب في المرحلة الأولى تحديد الطريق العام لتحقيق الحل المطلوب. وأما إيجاد الكوادر التي تبني ذلك الطريق، أو تدعو له .. إلخ فأمر يأتي في درجة ثانية.

((بحيث يستطيع أطرف واحد أن يتحدث باسم الزيدية وينسب إليها ما ليس منها وأن يشوه معالمها بكل سهولة !!))
ليست قضيتنا الكبرى إيجاد متكلم باسم الزيدية. فالزيدية منهج فكري ولا يصح أصلا أن يوجد متكلم باسم منهج من مناهج الفكر. وكل من لديه فكرة فعليه أن يعمل على أن الكلام باسمها معتمداً على قوة الحجة والبيان، وليس على منصب رسمي اسمه "متكلم".

وجواباً على أخي حيدرة،
المطلوب منك سيدي الكريم أن تثقف نفسك وتثقف من حولك إما من خلال إثارة السؤال أو من خلال التثقيف المباشر أو من خلال توجيههم. كل منا يمكنه أن يعمل الكثير الكثير ضمن الدوائر التي هو فيها.
وللحديث بقية.

ياسر الوزير
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 404
اشترك في: الجمعة مارس 19, 2004 11:48 pm
مكان: النهرين

مشاركة بواسطة ياسر الوزير »

الحمد لله رب العالمين ؛
سيدي الكريم ؛ أعتقد أنا نتفق في الموضوع بشكل عام ، وهذا موضوع وسؤال بالغا الأهمية ،
قلت لكم :
" وإن كان يعنينا أن نبني قاعدة فكرية صحيحة تنفع كمشروع مستقبلي ،، حتى يكون لنا تصور عما نريد فعله ، وللآخرين كذلك تصور عما نريد فعله وتقديمه !! "
وقصدت أنا من المفترض باعتبار كوننا راغبين في إيجاد حلول أن نكون قد بنينا صورة متكاملة تتضح لنا أولاً ، وتتضح لمن حولنا ممن يعنيهم عملنا ويعنينا كذلك موضعهم وفهمهم لما نطرحه عليهم .
ولم أقصد في كلامي عمن يلتزم جانب الكلام دون التطبيق انتقاد أصحاب الأفكار لأنهم أصحاب أفكار ، بل أردت أنه منهج لا ينبغي لنا السير عليه وإن كنا قد نستفيد من أصحابه ولا تناقض بين هذا وذاك ، مع أن الأفكار الصحيحة بحاجة إلى احتكاك مع الواقع فالمشاهد تختلف نظرته عن المشارك وهذا معلوم !
وحول عملية التغيير ؛ قد أكون مخطئاً في اعتقادي أن التغيير بحاجة إلى جيل من الصفوة وعلينا البحث عن هؤلاء ، حيث بنيت كلامي على أن دورنا تجاه هؤلاء هو إعطائهم القواعد الأساسية للانطلاق في العمل والذي من ضمنه بناء الأفكار ، إذ ربما كانت لهم أفكار أكثر موضوعية وملائمة للواقع من أفكارنا ، وهذا الكلام مبني على أن جيل الصفوة الذين أتحدث عنهم أو معظمهم هم أهل فكر أي أن الفكر أحد توجهاتهم ، وقد أكون مخطئاً في هذا فأرجو منكم التوضيح .
قلتم إن بناء الكوادر يأتي في الدرجة الثانية وفي الدرجة الأولى بناء الأفكار ، لكن هذا الكلام بحاجة إلى تأمل إلى الأفكار التي نحتاجها في بناء الكادر ! وهل نحتاج إلى حلول سياسية عامة وخاصة في هذا البناء !
في اعتقادي سيدي أن المرض الذي تعاني منه أمتنا والذي تجيش لترسيخه الكثير من القوى بحاجة إلى مواجهة قوية ، وهذه المواجهة في اعتقادي لا يكفي لها فرد أو اثنين بل كتلة كبيرة من الأفراد قادرة على العطاء والإنتاج ، وهذه النقاط التي تفضلتم بطرحها والتي أشكركم عليها لن تغير شيئاً من الواقع وإن كانت واقعة في الإطار الذي يشمله كلامي في بداية هذه المداخلة ، واقعنا الذي قلتم أن نغيره ليلائم مع هذه الأفكار بحاجة إلى رجال وهو ما أتحدث عنه أخي الكريم ،،،
وحول التكلم باسم الزيدية ، هذا ما يحصل فعلاً وربما لم تكن المسألة عدم فهم بل تعمد !!! والله أعلم !
تحياتي وتقديري لكم ،،،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
عسى مشربٌ يصفو فتروى ظميةٌ *** أطال صداها المنهل المتكدرُ

أبو مجد الدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 294
اشترك في: الأحد ديسمبر 21, 2003 6:17 pm
مكان: الـمَـدْحِـيـَّـة
اتصال:

مشاركة بواسطة أبو مجد الدين »

أستاذي الكريم عبدالله؛
"ما العمل؟!" سؤال حيّر أمتنا بجميع شرائحها وطبقاتها وطوائفها، ولم يزل بين إصدارٍ وإيراد علّنا نجد له جواباً. وأعتقد أن جوابه يقع على كاهل طرفين، كل منهما يكمل الآخر. الأول هم الـمُنـَظِّـرون أو ما يُسمّى بالمفكرين، وما أكثرهم يا سيدي. والثاني هم المطبقون، وهؤلاء نادرٌ ما هم، وأكاد أجزم أن لا وجود لهم في حاضرنا المعاصر.

قلت يا أستاذي:
وكيف نوفق بين التعامل مع واقع وبين السعي لتجاوزه؟ فالتعامل معه يتطلب نوعاً من الاقرار به، والسعي إلى تجاوزه يستلزم رفضه.
نعم، نحن نريد تجاوز الواقع لأننا نرفضه، ورفضنا له آتٍ من سوءه -بِغَض النظر عن الأسباب والمسببات -. ما الذي يدفع الإنسان إلى تجاوز واقعه إلا سوء ذلك الواقع، وما عدا ذلك فهو نوع من البطرة و"الدلع"!. وحتى نتجاوزه ينبغي التعامل معه، وهنا بيت القصيد كما يقولون. إن كنتَ تعني أن الإقرار به يعني الاستسلام له، فهذا ليس تعاملاً، لأن التعامل يتطلب الاحتكاك. وإن كنتَ تعني الاعتراف به - أي أن نعترف بأن واقعنا مرير - وكشف مواطن الخلل، ودراسة الأسباب، فهذا خيط من بين عدة خيوط ستقودنا إلى تجاوز الواقع المرير المخزي.

وأما بالنسبة للزيدية، فأنا أتفق مع أخي وأستاذي ياسر الوزير، وما عشت أراك الدهر عجباً.

تحياتي وسلام الله يغشاكم ،،،
صورة


لن أنســـــــــــــــــــــــاك

عبدالله حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 163
اشترك في: الخميس ديسمبر 11, 2003 10:56 am

مشاركة بواسطة عبدالله حميدالدين »

موضوع قديم جديد ... أرفعه لفتح حوار حول السؤال: ما العمل؟

الامير الصنعاني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 792
اشترك في: الاثنين مارس 27, 2006 11:55 pm

مشاركة بواسطة الامير الصنعاني »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي

وانا اقرأ الموضوع استغربت من كلام اخي واستاذي الحبيب كاتب الموضوع عبد الله حميد الدين
وكذلك من الاخ المشرف ياسر با وزير
كلاهما ما شاء الله عليهما اصحاب ثقافة دينية واطلاع ووعي
لكن كما يقال لكل جواد كبوة

استاذتي الكرام
انكم تصورون الأمر
وكأن الاسلام عندما جاء أول مرة جاء ووراه جيوش من الملائكة الشداد
فلم تستطع قوى الشر الموجودة في العالم ان تفعل شيئا ففرض الاسلام نفسه فرضا

ثم فجئة ذهبت هذه الجيوش من الملائكة
فضعفنا جدا فاحترنا ولا ندري ما العملفاخذنا نفكر ونجتهد في ايجاد الحلول لضعفنا
====
يا اساتذتي
لسنا حالة فريدة في التاريخ
بل يوجد في تاريخ ممن سبقنا حالات مماثلة جدا جدا جدا لحالتنا وحالات اشد سؤا من حالتنا
ومع ذلك استطاع أهل الحق تجاوز واقعهم وتغييره
فلماذا هذه الفلسفة الزائدة
===
ابراهيم عليه السلام كان فرد في ميزان البشر لكنه كان أمة في ميزان الله
ومن قبله نوح
وهكذا هي سيرة جميع الرسل
وهذا سيد البشرية محمد بن عبد الله الصادق الامين صلى الله عليه وعلى اله وسلم
عايش واقعا صعبا جدا كل الناس ضده كل الامم والامبراطوريات كانت ضده
فلماذا لا ننهج نهجه في تغيير الواقع

قبل ان نعرف ما العمل وما الحل ؟
لا بد أن نعرف ما سبب ما نحن عليه ؟ فإذا عرفنا السبب عالجنا هذا السبب وازلناه فينصلح حالنا
والسبب قد قاله الصادق الامين
قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم
((يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها قالوا: أو من قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: إنكم كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل وليقذفن الله في قلوبكم الوهن قلنا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت)).

وقال عليه الصلاة والسلام
((ما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا))

ويروى في الاثر عن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه
((نحن قوم أعزنا الله بالاسلام فاذا أبتغينا العزة بغيره أذلنا الله ))

والاحاديث كثيرة
وكلها تفيد
أن ترك الجهاد وكراهية الموت هما سبب الذل والهوان الذي نعيشه الان

فما الحل اذاً؟
الاجابة موجودة في كتاب الله عز وجل
ما تركنا الله عز وجل بدون حلول ابداً
قال الله تعالى
صورة

لا بد من التبرء من الكفر والكفرة
لا بد من الكفر بالكفر بالكفرة
لا بد من العداوة والبغضاء من الكفر والكفرة

باختصار ساقول الحل في الجهاد
وسانقل لكم كلام اهل العلم من الفكر السلفي في الاجابة عن هذا السؤال
فهم قد وضحوا وبينوا فاجادوا وافادوا بارك الله فيهم
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين

الامير الصنعاني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 792
اشترك في: الاثنين مارس 27, 2006 11:55 pm

مشاركة بواسطة الامير الصنعاني »

بين منهجين "4"

[الكاتب: أبو قتادة الفلسطيني]

.........
......

أن العلاقة بين الحقّ والباطل وبين الشرِّ والخير، وبين السحر وأمر الله، وبين النور والظلمة، هي علاقة صراع، لا يقع الواحد إلا ويغيب الآخر، ولا يمكن أن يرضى أحدهما بوجود الآخر، ولو أراد أهل الحق التماس الإذن بوجودهم من الباطل - ولو أدى هذا الالتماس إلى إفراغ الحق من طبيعته (أي بكونه قذيفة) - فإن الباطل لن يأذن ولن يسمح، وصورة الإذن الوحيدة هي: {تلقف ما يأفكون}، و {نقذف بالحق على الباطل فيدمغه} و {جاء الحق وزهق الباطل}، أي بأن يقتلع الحق الباطل من جذوره ويخرج روحه منه بيده، وليس عن طريق انتظار أن تخرج روحه منه بنفسه.

وعلى هذا فإن كثيرا من الجماعات الإسلامية التي تنكر الجهاد في هذا العصر أو تدعو إلى (تأجيله) تتهم المجاهدين بأنهم يعطون المبرر للباطل بأن يضربهم ويقتلهم، وهؤلاء جدُّ واهمون، لأنهم جهلوا طبيعة الباطل، وجهلوا أن ذات الحق (دون حركته) لا يرضى عنه ولا بوجوده الكفرُ بحال.

وبين يدينا مئات الأمثلة منها: صراع لوط عليه السلام مع قومه، فلماذا عاداه أهل الفاحشة؟ هل لأنه حمل عليهم؟ أو كرَّ عليهم بليل؟ كل هذا لم يحدث، إنما علة محاربته: {أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون} الأعراف. وانظروا إلى هذا الحديث العجيب بين نبي الله شعيب عليه السلام وبين قومه، وتفكروا في عرض شعيب على قومه وماذا قال لهم: قال تعالى على لسان شعيب عليه السلام: {وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به وطائفة لم يؤمنوا فاصبروا حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين} الأعراف (87). رجل يقول لقومه: أنتم في حالكم ونحن في حالنا، طائفة آمنوا وطائفة لم يؤمنوا، فيا أيها الكافرون لا تعتدوا علينا ولا نعتدي عليكم حتى يقع أمر قدري لا بأيدينا ولا بأيديكم فيكون هو الفصل بين الطائفتين.

فماذا تتوقع أن يكون الجواب؟ الجواب؛ هو جواب كل طاغوت: {قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنّك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا} الأعراف (88)، نعم هذا هو جواب قومه (الطاغوت) وهو جواب لا يمكن أن يتخلى عنه الباطل أبدا. فأي ضلال وأي انحراف لرجل علم طبيعة الباطل ثم هو يطلب الإذن منه أن يعمل في نشر حقه؟.

ومن هنا فقد تبين لنا انحراف وجهل تلك الجماعات التي تخلت عن كثير من الحق في سبيل إرضاء الباطل ليقدم لها إذن العمل والممارسة.

وللحديث بقية إن شاء الله تعالى..


بين منهجين "5"

[الكاتب: أبو قتادة الفلسطيني]

إذا قلنا كما تقدم أن الباطل ليس له حقيقة في نفسه، بل هو يعني غياب الحق كما قال ابن القيم رحمه الله، فسيكون السؤال في الأذهان هو: ما معنى ظهور الباطل على الحق في جولات كثيرة نحسها في عين الزمان، ونراها في واقعنا؟ والجواب على هذا التساؤل يتشعب إلى عدة نقاط سنحاول في هذه العجالة أن نمر على بعضها إن شاء الله تعالى:

البيان الأول: اعلم أن الله قد قرر في كتابه أن الحق لا يهزم أبدا، وقرر سبحانه وتعالى أنه لن يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلا، قال تعالى: {ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا} النساء. والجاهل يظن أن هذه الآية تنخرم بعض الأحيان لما يرى من ظهور الكفر على الإسلام حينا، وهذا جهل عظيم في دين الله تعالى.

قال الإمام الشاطبي في الموافقات في قوله سبحانه وتعالى: {ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا} قال: إن حمل على أنه إخبار، لم يستمر مخبره، لوقوع سبيل الكافر على المؤمن كثيرا بأسره وإذلاله، فلا يمكن أن يكون المعنى إلا على ما يصدقه الواقع ويطرد عليه، وهو تقرير الحكم الشرعي. فعليه يجب أن يحمل. ا. هـ. (ج1،ص100،101). قلت: وهذه لفتة عظيمة من هذا الإمام كان ينبغي الالتفات لها منذ زمان بعيد، لأن ما نعيش فيه هذه الأيام يدل على أننا ابتعدنا كثيرا عن مفاهيم الكتاب والسنة، بسبب تلك الأفكار الدخيلة التي شوهت مفاهيم الإسلام العظيم.

ولتفسير كلام الشاطبي نقول: إن الآية فيها أمر من الله تعالى للمؤمنين أن لا يقبلوا الدنية في دينهم، وأن عليهم أن يبذلوا أقصى طاقاتهم لمنع حصول الذل، فإن حصل ظهور للكفرة عليهم فهو دال على أنهم قصروا في تطبيق أمر الله، فهنا في الآية على الصحيح أمر إلهي ووعد إلهي كذلك؛ أما الأمر: فهو أن يكونوا مؤمنين، والإيمان هنا يعني المدافعة والقتال وطلب الظهور والعزة، وهذا راجع إلى مفهوم أهل السنة لمسمى الإيمان، وقد وقع المعلق على كتاب الشاطبي وهو الأستاذ الفاضل عبد الله درّاز في خطأ حين ظن أن الآية بعريّها عن قوله: وعملوا الصالحات، تحمل على معنى آخر، وذلك لظنه أن الإيمان هنا هو الحكم وليس الدرجة والمرتبة، والصحيح أن قوله سبحانه وتعالى في هذه الآية (المؤمنين) هي قيامهم بواجب الإيمان وهو واجب الدفع والمدافعة، ومثل هذه الآية قوله صلى الله عليه وسلم: ((إذا تبايعتم بالعينة، واتبعتم أذناب البقر، وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلا لا يرفعه إلا أن تعودوا لدينكم)) حديث حسن، فمعنى الدين هنا هو معنى الإيمان في الآية السابقة، وهو الجهاد. فإن الذل لا يرفع بالصلاة، ولا بالزكاة، ولا بالحج، ولا بالذكر، وكلها دين وتساعد في رفع الذل، ولكن الذل لا يرفع إلا برفع السبب الذي حصل به الذل وهو ترك الجهاد في سبيل الله تعالى. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((ما ترك قوم الجهاد إلا ذلّوا)). وعليك أخي المسلم أن تتنبه إلى التنكير الموجود في قوله صلى الله عليه وسلم: (قوم)، لأن ترك القتال من قبل قوم (أي قوم) يؤدي إلى الذلّة، ومثله قوله صلى الله عليه وسلم: ((ما غزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا)).

وعلى هذا فإن الآية تطلب من المؤمنين أن يكونوا مؤمنين أي مجاهدين، كقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا آمنوا} ومثل قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات} وكقوله: {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا} وغيرها كثيرا من الآيات العظيمة ولا يظنن ظان أن قوله: {خذوا حذركم} وقوله: {اصبروا} هو أمر زائد عن مسمى الإيمان فإن هذا من غلط أهل البدع وفسادهم، لأنهم يقولون: إن الإيمان هو قول القلب فقط وبعضهم يزيد للدلالة على قول القلب قول اللسان. ولما انتشرت هذه البدعة المبيرة في الناس وهو قولهم: إن الإيمان في القلب. ذهبوا في تفسير هذه الآيات مذاهب شتى وكلها باطلة، فحملوا قوله تعالى: {ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا}على مفهوم الوعد فقط فقالوا: إذا حصل إيمان القلب (أي تصديقه) فإن الله سيدافع عنهم بقدرته دون أفعالهم (لأنها لم تذكر في الآية). فنسبوا إلى قول الله الخلف في وعده لما يرونه من الواقع الذي يكذبهم.

أما أنها وعد: فنعم، ولكن على المفهوم الذي تقدم، فإذا قام عباد الله بواجب الدفع والمدافعة، وشرعوا بالجهاد، واستكملت لهم أدواته، فلا بد أن يقع الوعد الإلهي لأن السبب والأثر -في حياة المؤمن- لابد من تلازمها، والتلازم بينهما تلازم مطلق في باب الوعد، بخلاف باب الوعيد، فالتلازم بينهما ولكنه غير مطلق.

والنتيجة: إذا تخلف الوعد دل لزوما على تخلف الأمر في نفس المكلف.
فهل بعد هذا يقول قائل ما معنى ظهور الباطل؟ إن ظهور الباطل مازال يعني غياب الحق. والحق هو الأمر وامتثاله. وظهور الحق هو وعد ترتب على اكتمال الحق وتمامه.

البيان الثاني: إن ظهور الباطل حينا هو مظهر من مظاهر الحكمة الربانية. فإنه لا يقع شيء في الكون إلا لحكمة، وفيه قصد إلهي عظيم ولو ذهبنا نستكشف الحكم الإلهية لضاق بنا المقام، ولكن لنسوق بعضها فيما تحتمله هذه الورقات:

أ - الحكمة الأولى : -وهي أعظمها وأجلها- قال تعالى: {حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازّينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون} يونس.

اعلم أخي في الله أن من أجلِّ أسماء الله تعالى وأعظمها: المتكبر. قال صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي عن ربه قال: ((العزة إزاري والكبرياء ردائي، فمن نازعني فيهما عذبته)) رواه مسلم. فقد سمى الله أشرف صفاته (الكبرياء)، وهذا الاسم هو عنوان ربوبية الرب، وعلى هذا فإن من مظاهر هذا الاسم في هذا الكون أن يأخذ أعداءه لحظة القدرة الكاملة لهم، وهذا من تمام ألوهية الإلهية الحقيقية، ومن تمام كبرياء الله تعالى، ومن تمام خداع الله تعالى للكافرين. قال تعالى: {وأملي لهم إن كيدي متين} الأعراف والقلم. فإذا تمكن الكافر واستعلى في الأرض، وادّعى لنفسه الربوبية فإن هذا من تمام حكمة الله فيه ليأخذه أخذا شديدا، لتعظم المصيبة فيه، وتظهر قدرة الله (الرب الحقيقي) لعباده المؤمنين.

وأعظم مثال على ذلك هو فرعون، قال تعالى: {إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين}. وفرعون هو الذي قال: {ما علمت لكم من إله غيري} وهو الذي قال: {أنا ربكم الأعلى} فهذه خصومة بين رب حقيقي، له صفات الكمال المطلق، وبين رب مزيف كذاب (استخف قومه فأطاعوه).

فما هي النتيجة؟ هي مظهر من مظاهر ربوبية الرب الحقيقي الدالة على كبريائه وعظمته وعلوه فوق خلقه.

قال سبحانه وتعالى: {ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون وجاءهم رسول أمين، وأن لا تعلوا على الله إني آتيكم بسلطان مبين...إلى قوله تعالى.. فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين} الدخان.

فيا الله ما أعظمك وما أجل حكمتك.

ب - الحكمة الثانية: قال تعالى: {الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيّكم أحسن عملا} الملك. فإن الله خلق عباده للابتلاء والامتحان، وأشد الناس بلاء وامتحانا هم المؤمنون. قال صلى الله عليه وسلم: ((يبتلى الرجل على قدر دينه)) رواه الترمذي. فمن ابتلاء الله المؤمنين أن يمتحنهم بغلبة الكافرين وبظهورهم عليهم، ليعلم الرب من آمن به حق اليقين، وممن في قلبه شك ودخن. وهذا من تمام حكمته وعظمته، فإن الرب لا يرضى من العبد إلا أن يخلص له فلا يكون في قلب العبد إلا الله. وعلى هذا اقرأ قصة قارون وعلوه في الأرض في سورة القصص، وكيف كان كثرة ماله فتنة للناس، وثبت فيها أهل العلم بالله تعالى ثم عقب عليها بقوله: {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين}.

جـ- الحكمة الثالثة: ومن ابتلاء الله للمؤمنين بعلو الكفر حينا عليهم، ذلك ليرى من يطيعه بقتالهم ومنابذتهم ثقة بوعد الله تعالى، وممن يستكين للكفر ويذل له، كما حدث للصحابة رضي الله عنهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في حركة الردة، فكان الصحابة هم أهل الإيمان واليقين وهم أحق به وأهله.

فارتفاع الكفر حينا هو فرصة ذهبية للمؤمن ليظهر صدق دعواه في تعلقه بعبودية الرب الحق قال تعالى: {ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض} محمد، وقال الله تعالى لنبيه في الحديث القدسي: ((إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك... إلى قوله... استخرجهم كما استخرجوك، واغزهم نغزك وأنفق عليهم فسننفق عليك، وابعث جيشا نبعث خمسة مثله، وقاتل بمن أطاعك من عصاك)) رواه مسلم.
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين

الامير الصنعاني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 792
اشترك في: الاثنين مارس 27, 2006 11:55 pm

مشاركة بواسطة الامير الصنعاني »

وللشيخ الشهيد يوسف العييري رحمه الله نحسبه كذلك والله حسيبه
كلام جميل في بيان ما هو واجب المسلمين اليوم كافراد وكدماعات
متوفر على ملف بي دي اف اطرحه للاستفادة
http://www.ic.sunysb.edu/Stu/halgibha/who/7.pdf
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين

عبدالله حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 163
اشترك في: الخميس ديسمبر 11, 2003 10:56 am

مشاركة بواسطة عبدالله حميدالدين »

أولاً أخي الكريم قبل أن تقرأ ما سيلي، أريد أن أقول إننا متفقون على المبدأ ، ولكن مختلفين فقط في تطبيقه.

قلت أخي الكريم ((انكم تصورون الأمر وكأن الاسلام عندما جاء أول مرة جاء ووراه جيوش من الملائكة الشداد
فلم تستطع قوى الشر الموجودة في العالم ان تفعل شيئا ففرض الاسلام نفسه فرضا))
لم نقل هذا، ولم نصور هذا، فكيف فهمته؟

قلت ((لسنا حالة فريدة في التاريخ بل يوجد في تاريخ ممن سبقنا حالات مماثلة جدا جدا جدا لحالتنا وحالات اشد سؤا من حالتنا ومع ذلك استطاع أهل الحق تجاوز واقعهم وتغييره فلماذا هذه الفلسفة الزائدة ))
ما هي علاقة هذه الملاحظة بما قلته أنا او الأخ ياسر؟
عندما قدم الرسول صلوات الله عليه وآله إلى بدر، ألم يفحص المنطقة التي كان فيها، وألم يختر موقعه في المعركة بناء على طبيعة الواقع؟
أم أنه أهمل كل هذا؟
عندما قدم أحداً، هل وزع الجيوش بلا تفكير ولا تامل، أم أنه وزع القوى بناء على معادلات محددة، وكان مدركاً أن مخالفة تلك المعادلة قد تؤدي إلى الهزيمة... وفعلاً كان ذلك.
في الخندق، هل خطط لمواجهة الكفار أم أنه انتظر ...

والساحات ليست باضرورة ساحات جغرفاية فحسب، فهناك ساحات سياسية واجتماعية واقتصادية والعمل فيها يتطلب فهمها. وهذا كان من أغراض الموضوع فهم تلك الساحات لمعرفة الموقع الذي يأخذه الواحد منها.

أما قولك ((لماذا هذه الفلسفة الزائدة))
فلا تعليق عليه.


((فلماذا لا ننهج نهجه في تغيير الواقع ))
وهل قال أحد بخلاف هذا؟

((والسبب قد قاله الصادق الامين))
أولاً البلاء الذي حل بالأمة لم يبدأ من الاستعمار، وإنما من ظلم أنفسنا لبعض. وقتل الحسين بن علي عليه السلام ليس بأهون مما يحصل اليوم، وكذلك المقاتل التي تلت والمظالم التي تعاقبت.
ثانياً ما قاله سيدنا محمد سبب من الأسباب، يصف حالة من الأحوال، ولكنه هل يصف جميع الأحوال.

((والاحاديث كثيرة وكلها تفيد أن ترك الجهاد وكراهية الموت هما سبب الذل والهوان الذي نعيشه الان))
صحيح، هو من الأسباب ولكنه ليس وحدها.


((باختصار ساقول الحل في الجهاد))
يا اخي لا خلاف أن الجهاد مطلب. ولكن المسألة ليست بهذه السهولة. أنت تقول نتبع النبي في نهجه، فهل بدأ بالجهاد؟
بل حتى جهاده صلوات الله عليه وآله تفاوت شدة ونوعاً حسب الظرف الذي هو فيه.

((وسانقل لكم كلام اهل العلم من الفكر السلفي في الاجابة عن هذا السؤال))
تقولها كأنه لم يتكلم في هذه المسألة غيرهم، مع أن أصحاب الفكر السلفي هم من أصول البلاء في هذه الأمة، فهم قد شرعوا للظلم وسوغوا وجوده وهاك أحاديث طاعة الظالمين بين أيديكم... وحديث حذيفة يغني عن كل حديث.
((أخرج مسلم في صحيحه(رقم الحديث (1847) عن حذيفة بن اليمان (قلت يا رسول الله إنا كنا بشر فجاء الله بخير فنحن فيه فهل من وراء هذا الخير شر ؟ قال: نعم، قلت: هل من وراء ذلك الشر خير؟ قال نعم، قلت: فهل من وراء ذلك الخير شر؟ قال نعم، قلت: كيف؟ قال: يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهدي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس قال قلت كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت لك ؟ قال: تسمع وتطع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع))

وأما موقفهم من الكفار، فقد تأخر قليلاً. فبعدما شرعوا للظلم والجبروت، وبعدما استفاد الظلم من الحصانة التي منحهم إياها اهل الحديث وسلفهم السلفية، أتى الكفار على أمة منهكة لا إرادة لها.
مشكلة الفكر السلفي أنه لم يستطع التعامل مع الحالات المحلية، مع الظلم المحلي، ولذلك لما أراد السلفية مواجهة الظلم المحلي، ماذا عملوا: كفروا المجتمع، وكفروا الحكام، وهكذا... لم يستطيعوا مواجهة الظلم المحلي إلا بتكفيره، لأن الأحاديث حمت ذلك الظلم.

أما الجهاد، فهو واجب ولكن بشروطه. الجهاد معركة، والمعركة تخاض بشروط... ولو كان الأمر على الاطلاق لما خطط النبي للحظة واحدة.

أما قوله تعالى {ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا} فلا اختلاف مع ذلك التفسير. ولكن تحقيق وجوب أن لا نجعل للكافر على المؤمن سبيلا له شروط أيضاً. فالله فرض أموراً كثيرة، ولكنها فروض مقيدة بشروط وظروف.

يا سيدي الزيدية جعلت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أصول الدين، فما بعد هذا من التأكيد على أهمية الجهاد.
وما يلي نص من كتاب عن الزيدية:

((أغلب المسلمين جعلوا موضوع الدولة من فروع الدين،وأكدوا أنها لا يجب أن تحتل المكانة العليا. كان ذلك على أساس أن كل قضية عملية، غير اعتقادية، فهي من الفروع. يتضح وفق ما سبق أن الدولة لا يصح إلا أن تكون من أصول الدين، وأنها تختلف نوعاً عن جميع الأعمال الأخرى العبادية وغيرها، حيث إنها جميعاً تعتمد على الدولة العادلة في بقائها ذا معنى. فكل ما نقوم به يجب أن يؤول إلى تحقيق مصالح العباد، فإذا كانت الدولة جائرة، أو لم تكن تعمل على تحقيق العدل بين الناس، فإن كل ما دون ذلك يضيع معناه. إضافة إلى ذلك فإن النفع العائد من الدولة يعود على الأمة أجمع، بخلاف غيرها والعبادات على وجه الخصوص والتي يعود نفعها على الفرد أو بعض الأفراد. وقد أشار إلى هذا الخبر المرفوع:((لو أن عبدا قام ليله، وصام نهاره، وأنفق ماله في سبيل الله عِلْقاً عِلْقاً، وعبد الله بين الركن والمقام، ثم يكون آخر ذلك أن يذبح بين الركن والمقام مظلوماً لما صعد إلى الله من عمله وزن ذرة؛ حتى يظهر المحبة لأولياء الله، والعداوة لأعداء الله)) وأولياء الله تعالى هم الدعاة إلى الحق والعدل ومحبتهم تكون بنصرتهم. وأما أعداؤه فهم الظالمون المتعدون على حقوق العباد وحرمات الله، وعداوتهم بإزالة ظلمهم وجورهم. ومنه ما قاله يحيى بن الحسين
(ت 298هـ) حيث قال في معرض كلام له عن أولوية الوقوف أمام الظالمين على بقية الطاعات: ((وكيف لا يكون الجهاد أعظم فرائض الرحمن، وهو عام غير خاص لجميع المسلمين؟ وعَملُ من عمِلَ به شامل لنفسه ولغيره من المؤمنين؛ لأن الجهاد عز لأولياء الله، مخيف لأعداء الله، مشبع للجياع، كاسٍ للعراة النياع، نافٍ للفقر عن الأمة، مصلح لجميع الرعية، به يقوم الحق، ويموت الفسق، ويرضى الرحمن، ويسخط الشيطان، وتظهر الخيرات، وتموت الفاحشات. والمصلي فإنما صلاته وصيامه لنفسه، وليس من أفعاله شيء لغيره، وكذلك كل فاعل خير فعله لنفسه لا لسواه وكيف لا يكون الجهاد في سبيل الله فُضِّل على جميع أعمال المؤمنين؟ وبه يحيا الكتاب المنير، ويطاع اللطيف الخبير، وتقوم الأحكام، ويعز الإسلام، ويأمن الأنام، وينصر المظلوم، ويتنفس المهموم، وتنفى الفاحشات، ويعلو الحق والمحقون، ويخمل الباطل والمبطلون، ويعز أهل التقوى، ويذل أهل الردى، وتشبع البطون الجائعة، وتكسى الظهور العارية، وتقضى غرامات الغارمين، وينهج سبيل المتقين، وينكح الأعزاب، ويقتدى بالكتاب، وترد الأموال إلى أهلها، وتفرق فيما جعل الله من وجوهها، ويأمن الناس في الآفاق، وتفرق عليهم الأرزاق)).))

ثم انظر إلى صفات الإمام الذي تجب طاعته عند الزيدية:
قال الإمام الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم (ت 298هـ) في وصفه للإمام المفترضة طاعته من أهل البيت: ((الإمام الذي تجب طاعته هو أن يكون من ولد الحسن أو الحسين× ويكون ورعاً، تقياً، صحيحاً، نقياً، وفي أمر الله عز وجل جاهداً، وفي حطام الدنيا زاهداً، فَهِماً بما يحتاج إليه، عالماً بملتبس ما يَرِدُ عليه، شجاعاً، كمياً، بذولاً، سخياً، رؤوفاً بالرعية، رحيماً، متعطفاً متحنناً، حليماً، مواسياً لهم بنفسه، مشاركاً لهم في أمره، غير مستأثر عليهم، ولا حاكم بغير حكم الله فيهم، رصين العقل، بعيد الجهل، آخذاً لأموال الله من مواضعها، راداً لها في سبلها، مفرقاً لها في وجوهها التي جعلها الله لها، مقيماً لأحكام الله وحدوده، آخذاً لها ممن وجبت عليه ووقعت بحكم الله فيه، من قريب أو بعيد شريف أو دني، لا تأخذه في الله لومة لائم، قائماً بحقه، شاهراً لسيفه، داعياً إلى ربه، مجتهداً في دعوته، رافعاً لرايته، مفرقاً للدعاة في البلاد، غير مقصِّر في تأليف العباد، مخيفاً للظالمين، مؤمِّناً للمؤمنين، لا يأمن الفاسقين ولا يأمنونه، بل يطلبهم ويطلبونه، قد باينهم وباينوه، وناصبهم وناصبوه، فهم له خائفون، وعلى هلاكه جاهدون، يبغيهم الغوائل، ويدعو إلى جهادهم القبائل، متشرداً عنهم، خائفاً منهم، لا تردعه ولا تهوله الأخواف، ولا يمنعه عن الاجتهاد عليهم كثرة الإرجاف، شمري مشمر، مجتهد غير مقصِّر. فمن كان كذلك من ذرية السبطين الحسن والحسين× فهو الإمام المفترضة طاعته الواجبة على الأمة نصرته)).

آفاق
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 37
اشترك في: الاثنين مايو 08, 2006 10:45 pm

مشاركة بواسطة آفاق »

أوافق الأخ عبد الله تماما

فبناء النفس روحيا وفكريا وعلميا هو ما نحن بحاجة إليه قبل أي شيء.

فلو استفدنا من دروس التاريخ والسيرة النبوية لوجدنا بأن الدعوة بقيادة سيد الخلق قد ركزت فترة ثلاثة عشر عام على البناء النفسي. فكان كل التركيز على بناء القوة التحتية التي من شأنها ان تتسلح بالقوة التي لا يمكن قهرها. رغم التضييق والمعاناة التي كان يعانيها المسلمون قبل الهجرة إلا أنها قوبلت بالصبر وإكمال مايلزم للبناء. فلم يدافع المسلمون عن أنفسهم حينها لعدم وجود القوة المكافئة وانتظروا حتى ضاقت بهم الأرض ذرعا ثم قرروا الهجرة وليس الجهاد. ولم يبدأ الجهاد إلا كنوع من الدفاع بعد أن هوجموا بالسلاح. ولو لم يبدأ المشركين بالقتال لما كان منهم الرد. ثم أنهم لم يبادروا بالرد إلا بعد أن أصبح وضعهم في المدينة المنورة شرعياً ولهم صلاحيات كبيرة وأصبحوا في مأمن بل كان للنبي الكريم سلطة ونفاذ على أهلها الذين نصروه وآزروه.

ثم أن الدعوة بدأت سراً وبحذر شديد حتى يكون البناء راسخا وتتكون القيادات القوية التي يمكن أن تحدث تغييرا في أوساطها. أما أن نبدأ الجهاد دون أن تتواجد لدينا أدنى مقوماته فذلك مما يمكن ان يطلق عليه بإلقاء النفس إلى التهلكة.

حدث كل ذلك التخطيط من سيد المرسلين في هجرته وكل معاركه وهو يعلم يقينا بأن الله ناصره لكنه كان لا بد أن يأخذ بالأسباب فهو معلمنا ومعلم الأجيال.

فأنا أوافق بأن التركيز على البناء الفكري والعقائدي يجب أن يصبح الهدف الأول و الخطوة الأولى للتغيير. وبعد أن نشعر بالاستغناء (ليس بالضرورة الاستغناء الكامل) والاكتفاء بقدراتنا المادية والمعنوية والفكرية بعد ذلك يمكنا أن نقف بقوة وثقة وبعد أن نتأكد بأن الله ناصرنا. وقد قال تعالى : (لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم). فهذه أية لم تكن عبثاَ فلن يبدأ التغيير ولن نحضى بنصر الله حتى نبدأ بأنفسنا.

يجب أن نكون على يقين من سلامة عقيدتنا ويجب أن نثقف أنفسنا بالعلم ونوظف ما أعطانا الله تعالى من ملكات فكرية وقدرات عقلية نميز فيها بين الحق والباطل ولا نركن إلى ما توصل إليه غيرنا ويجب أن يشعر كل فرد بواجبه تجاه ما يعتقده وما يؤمن به. بعد ذلك يمكنا الانخراط في حركات منظمة يمكننا من خلالها التأثير على أكبر قدر ممكن في الأوساط كل بحسب أمكانياته. ليس بالتأجيج على الجهاد بل من حيث الدعوة للإحياء الفكري لنتمكن من إيجاد قاعدة جماهيرية صلبة يمكنها أن تحدث التغيير الناجح وتصبح هي المسيطرة. ليس عسكرياً فحسب بل علميا وفكريا لأن هذه هي القوة الحقيقية التي يمكنها فعلا السيطرة إن أردنا أن نحقق خلافة الله على أرضه.

العملية تحتاج الكثير من الجهد والصبر والتخطيط لمدى أبعد أما أن نصبح كفقاعات الصابون فلن نصل إلى شيء وسوف تسحق كل ما لدينا من موارد كما تفضل الأخ عبد الله ولن يمكن أن نصبح الأعلون !
(( أفلا يتدبّرون القرءان أم على قلوب أقفالها )) صدق الله العظيم.

الامير الصنعاني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 792
اشترك في: الاثنين مارس 27, 2006 11:55 pm

مشاركة بواسطة الامير الصنعاني »

اخي استاذي الحبيب عبد الله
اختي الاستاذة افاق
اسمحا لي بالتعليق

استاذي عبد الله
تقول اننا متفقين على البمدء
استاذي قد نكون متفقين على المبداء ان شاء الله
لكن موضوعك الاصلي مخالف لمبدأي
فاذا سلمت لك انك وافقتني على مبدأي معناته انك تراجعت عن مبدأك في اصل موضوعك
لماذا؟
استطيع توضيح ذلك لكن باختصار شديد اقول لك
ما قلته اخي الكريم
يمكن ان يصدر من اصحاب التوجهات العلمانية الغير اسلامية
بل بصراحة اخي الكريم واعذرني على قولي لا اظنه يصدر الا من اصحاب القومية والعلمانية
بل من يدري فكلاامك هذا قد يكون قاله بمعناه احد المفكرين الغربيين المحاولين لاصلاح بلدهم
فللذلك استغربته من مثلك يا طيب

استاذي الكريم المسلم يعتقد ان دينه فيه صلاح كل شيء
ويعتقد انه لا يوجد شيء فيه صلاح للبشرية ولم يذكره ديننا

فلذلك تجد المفكر المسلم يحلل الامور المعاصرة مهما كانت بقال الله قال رسوله

في الطرف المقابل تجد العلماني يحصر الدين في المسجد في الصلاة
اما في نظرته الى التعاملات الدنيوية فتجده يستند الى توجهات بشرية ماركسية كانت او رأس مالية او توجهاته والشخصية

فكيف يا اخي الكريم تكتب موضوع بهذه الاهمية ما العمل؟ ثم لا اجد في موضوعك اية واحدة ولا حديث واحد

أرأيت استاذي لو كان موضوعك عن الصلاة اكنت تستطيع ان تتحدث عن الصلاة من منطلق شخصي بحت دون ذكر لقول الله وقول رسوله

فعندي ما العمل جوابه موجود بالدن كما هو جواب ما الصلاة
بل جواب ما العمل ركز عليه الدين اكثر مما ركز على جواب مالصلاة

وبصراحة اخي الكريم العلمانية اثرت في عقولنا
واثرها واضح فينا وفي تفكيرنا واعمالنا

انظر اخي الكريم الى المنتديات تقريبا جميع المنتديات تقسم اقسامها الى
القسم الاسلامي
القسم السياسي او ما شابه من هذه التقسيمات
وهل السياسة شيء والاسلام شيء اخر

الكثير منا يقسم المواضيع الى موضوع ديني وموضوع سياسي وقد يتبرأ من العلمانية في كلامه
لكنه لا يشعر بتاثيرها عليه في تفكيره او على الاقل في مصطلحاته ان صلح تفكيره
========


وبخصوص قولك انه بالنظر الى السيرة النبوية نجد ان رسول الله ركز في بداية دعوته ركز على البناء النفسي مدة 13 سنة الخ كلامك في هذه النقطة

اقول استاذي الحبيب
كلامك هذا سمعته بتفصيل اكثر من الشيخ الالباني عفى الله عنه
وخلاصة هذا الكلام هو
ايها المسلمون اننا الان واقعنا يشبه العهد المكي الذي مر به رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم
فعلينا ان نلتزم بنهج رسول الله في تعامله مع ذلك العهد المكي ونترك التشريعات الاخرى التي جائتنا بعد العهد المكي حتى يتغير واقعنا من العهد المكي الى ما يشبه العهد المدني عهد الدولة المسملة

وهذ الكلام رغم ما في زاهره من منطقية لكنه في نظري كلام غلط
والسبب
هو ان الله عز وجل اكمل لنا الدين فلا يجوز ولا يصح لنا ان ناخذ بما كان في العهد المكي فقط
فالله سبحانه وتعالى قد قال
فاصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين
فلا يجوز لنا ان نتغاضى عن هذه الاية ونعمل نفسنا في عهد قبل نزول الاية الكريمة

وبصراحة اصحاب هذا الكلام يستخدمون هذه الحجة لاسقاط الجهاد في عصرنا
فيقولون الجهاد لا يصح الان

وامثال هؤلاء
ملزمون باجازة الخمر وترك الصلاة
لان الخمر والخمس الصلوات لم تكن في ذلك العهد فرضا

فان قالوا لا يجوز شرب الخمر ولا ترك الخمس الصلوات فناقضوا انفسهم وترك الصيام
فناقضوا انفسهم
فالله قال
كتب عليكم القتال
وقال
كتب عليكم الصيام
ولم يقل تعالى
كتب عليكم القتال اذا كنتم في العهد المدني

وتجد بعض غلاة هذا المنهج
عندما يدعون الكفار الى الاسلام لا يبينون لهم حرمة الخمر في البداية
فيدعون المسلم حديث العهد بالدين يشرب الخمر بداية اسلامه
ثم يتدجون معه كما تدرح القران
فيخبروه بعد فترة ان الخمر ضررها اكبر من نفعها
ثم بعد فترة يخبروه ان الخمر حرام
فيظن هؤلاء انهم ماشون على السنة وهم مخطئون مخطئون
===
على العموم قد صح عن رسول الله قوله في ما معنى كلامه
ما تزال طائمة من امتي يقاتلون في سبيل الله لا يضرهم من خذلهم ولا يخافون في الله لومة لائم
نسئل الله ان نكون منهم

========
اما مسألة السلفية والسكوت عن الظالم
فالسلفية بريئة من هذا القول
وقد ناقشنا هذه المسئلة مع بعض الاخوة في موضوع الزيدية وحقيقة الخروج على الظالم راجعه استاذي
========

اما قولكم استاذي
ان ترك الجهاد هو من الاسباب غير ان هنالك اسباب اخرى منها ظلم انفسنا
فاقول لك اخي الكريم
قال رسو الله
من لم يغزو او لم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق او كما قال رسول الله
والقصد اخي الكريم
الجهاد فيه تمحيص للمسلمين
فتجد المنافقين اول من ينفضح وينكشف امرهم
وبعد ذلك ضعفاء الايمان
فلا تظن اخي الكريم ان الجهاد يقدر عليه المنافقين وضعفاء الايمان
بل الجهاد هو الحل لكل مشاكلنا الحالية
لانه بالاضافة الى ما فيه من عز لنا
فهو في تصفية لاهل النفاق من صفنا وفضحهم امام المسلمين فنتخلص من سمومهم
وفيه اكتشاف لضعفاء الايمان واصحاب المناهج الخاطئة ليقفوا مع انفسهم وقفة صادقة فيصححوا منهجهم ويلحقوا بركب الجهاد او فلينظموا الى زمر النفاق


اما قولك الزيدية جعلت الامر بالمعروف والنهي عن المنكر من الاصول
فلا اعلم الا الرافضة من جعلوا التقية والنفاق اصل الدين عوضا عن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
وكذلك بعض مدعيي السلفية الانبطاحيين الذين جعلوا من اصل الدين الامر بالمعروف والنهي عن المنكر اذا كان الكلام عن العامة المساكين
اما ولي الامر فلا مجال لكلام عنه
الا سمعا وطاعة مولانا
======

المهم قلت سيدي ان الجهاد لا بد له من شروط
فما هي شروط الجهاد
افيدونا افادكم الله
تحياتي
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين

ابو قنديل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 148
اشترك في: الخميس فبراير 23, 2006 7:39 pm
مكان: المنزل

حوار جيد

مشاركة بواسطة ابو قنديل »

السلام عليكم
اخواني الكرام السيد عبد الله حميد الدين واخي الكريم الامير الصنعاني
انتما الاثنان تتكلمان بوعي وادراك وللله الحمد
وانا اري انه لاداعي للاختلاف بينكم لانكم ببساطه اتفقتم علي موجبات النهوض بالامه
واختلف كل منكم بايهما البدأ
فالسيد عبد الله حميد الدين فهمت انا من كلامه انه ينبغي اصلاح شان الامه ومراعاه ظروفها الاقتصاديه والسياسيه والاجتماعيه وخصوصا انظمه الحكم وهو محق
والاخ الامير الصنعاني يري بان الجهاد هو المصفاه التي تفرز الابطال وتظهر اهل العزم من اهل النفاق وان الجهاد هو السبيل لنهضه الامه والاخ الصنعاني محق

وحينما ينظر اي شخص لكلا الامرين يري بان الامه تدور في حلقه مفرغه فبعض المسلمون يرون الراي الاول والبعض يري الراي الثاني
ولرايي انا شخصيا بكلا الامرين معا وفي نفس الوقت تنهض الامه
فالراي الاول مثل الدفه لمركب والراي الثاني مثل الشراع الذي تمخر به تلك المركب (السفينه )
بحار الظلمات لتصل لشط الامان
هل تستطيع سفينه الابحار بدون دفه سليمه واشرعه قويه بالطبع لا
لذلك ان اردنا الحل لمشكلاتنا يجب استخدام الرأيين معا فلا المركب يستغني عن الشراع ولا عن الدفه
واشكر السيد عبد الله حميد الدين واخي الكريم الامير الصنعاني علي وجتي نظرهم الصحيحتان
والسلام عليكم
لا اله الا الله - محمد رسول الله
اللهم صلي علي محمد وعلي ال محمد كما صليت علي ابراهيم وعلي ال ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد

الامير الصنعاني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 792
اشترك في: الاثنين مارس 27, 2006 11:55 pm

مشاركة بواسطة الامير الصنعاني »

استاذي الكريم ابو قنديل
اتمنى ان الامر كما قلت
بس الاهر شيء ثاني
الظاهر ان استاذنا عبد الله يقول الجهاد ليس وقته الان بل وجوده الان يصعب الحل

فيبقى السؤال
ما شروط الجهاد؟
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“