هل يصلح العطار ما أفسد الدهر ... هي الجملة الإستفهامية التي يكمن طرحها عن صعدة ومحافظها الجديد /القديم السيد يحى الشامي ..
بالعودة للتاريخ نجد أن صعدة كان لها نصيب الأسد بالتاريخ الإسلامي ، ولم يكن أقل منه بالتاريخ اليمني القديم .. وبالتالي فإن صعدة لها مكانا خاصا تتربع عليه بالتاريخ اليمني ،، ثقافة ، وسياسة وإقتصادا .. ولاأعتقد أن هناك من ينفي دور صعدة بالتاريخ اليمني ،، صعــــــــــدة الغراء إرتبطت بالإرث اليمني الحضاري وبالتالي فإنها لم تخرج عن المألوف يمنيا وإنما صقلت ما بالجعبة وصانت ماوصلها وصهرته بأصناف بني جنسه من عناصر التميز الحضاري اليمني ... وبالتالي كانت صعدة يمنية صرفة ،، كيف ؟ وهي التي لها اليد الطولى بالماضي واليد التي لم تصافح الأجنبي ... أو تعتنق أفكارا تتميز بالنشاز عن المحيط اليمني ولاتساير خطوطه .. هكذا هي صعدة ومناخها اليمني السمات المتسم بتقديس الذات ،، كونها المقدسة يمنات .. فعدت عليها العاديات وأمطرتها بما استطاعت من المنغصات والمحبطات .. ونحن هنا نصل لإقتناع أن من يخاصم اليمن كأمة وثقافة وسياسة فالبداية ستكن صعدة ..
لم يكن لصعدة حظا جيدا بالتاريخ المعاصر لليمن فقد حرمت من كل تنمية خلال العصر الماضي ولكن ذلك كان مع بصيص من الأمل أن يتبدل الأمر ... وتغيرت الأمور فظاقت الصدور وقبل بادئ ذي بدئ العصر الجديدأهدى صعدة عشرات الأطنان من قنابل الطائرات المصرية ولم يكتف بل أمطروها بوابل من قنابل المدفعية وحتى الغاز السام تم تجريبه بصعدة .. حيث أُعتقد أن صعدة تقف حاجزا يعيق للتقدم لحقول النفط بالشمال والشرق .. وهكذا شاء حظ صعدة العاثر أن تكن بؤرة للصراع الذي تم توريط مصر الشقيقة به .. التي تورطت ونحن حُرقنا .. وبسعير جهنمي إستمر أكثر من خمسة أعوام ..
وبعد جهود أهل الحكمة زالت النقمة ولكن مؤقتا .. وتعهد العصر الجديد أن يعوض صعدة ويجعل نومها بين وسائد الحرير والديباج ويدللها كما تدلل الأم طفلها بالمهد .. وأن يمسح دموع اليتامى ويكسي الأرامل ويبني بيوت العلم وبيوت الله .. لكن العصر الجديد ما إن أستتب له الأمر حتى عاد يعسف أهل الحكمة الذين ساعدوه و أدخلوه ويتنصل عن وعوده وعهوده .. وعوضا عن يتيم واحد بالقرية بمآسي الماضي أتانا الجنرالين أحمر / قمش ليجعل قرانا تعج بمئات اليتامي وألوف الأرامل ... مئات القرى الخربة ويخرب المرافق التعليمية التي جلها من تبرعات الأهالي ويخيف بيوت الله ويساهم بمنع الدخول إليها وبالتالي دمارها ويحارب العلم والعلماء .... ويساهم بتسيد الصعاليك والجانحين ويشجع الفساد والمفسدين ويتحالف معهم .. ويوليهم الأمور ويجعلهم يورثونها ...
هكذا تعامل العصر الجديد مع صعدة التي دخلت طواعية معه في إطار الدولة اليمنية ...
حصارفكري علمي خارق للعادة بحيث أنه يمكن الحصول على كتب ماركسية إلحادية أو كتب الشعوذة ... لكن لايمكن بيع كتاب واحد يكن مؤلفه زيديا صعديا ...
إستيراد إيدولوجيات بمختلف إتجاهاتها ولعل أهمها التيار التكفيري والذي من حسن حظ صعدة أن هذا التيار تصادم مع أميريكا التي رعته سابقا ... فتقزم وضعه يمنيا ،،، ربما مؤقتا .. ولكنه لازال متواجدا بصعدة تحت عدة مسميات ...
إهمال لكل تنمية ،،، ومنها إهمال حتى المنشأءات المقامة فعلا كالمدارس ... أما المرافق الصحية التي أقامها الأهالي فهي فارغة من الكوادر الطبية وتعتمد محافظة صعدة على مستشفى السلام الذي هو تبرعا من أهل الخير ... وبواسطة أحد أبناء صعدة البررة ،،، وكانت الدولة اليمنية تحاول من المانح أن يبنيه بمكان آخر .. ولكن هي مشئة الله وسعي المخلصين تم بنائه بصعدة رغما عن السلطة ..
وحدثت الأحداث الأخيرة بصعدة ... وحدث التعتيم الإعلامي ومراقبة الهواتف وفصل الموظفين ... بل والتحرش بالمدنين خلال تفتيش الهوية فعندما يكن هاشميا تكال له الإهانات .... الخ .
تدخل الجنرال علي محسن بكل صغيرة وكبيرة ومنها تعيين الموظفين والمدرسين ... وأصبح المحافظ مجرد قفاز ...
كانت سياسة السلطة تقضي بتدمير كل جميل بصعدة من إهمال لإرثها الثقافي والتاريخي وتسليط اللصوص لنهبه وتشويهه وعندما تعل الأصوات يتم وأدها بالوعود العرقوبية ... ووعود إثر وعود وكلها مقت ،، وتجرع السكان كأس المرارة مرات ولدغوا من نفس الجحر عشرات حتى إختفت الثقة وأنتفت المصداقية ..
بكل تأكيد صعدة هي دمار في دمار ومهمة المحافظ الجديد الشامي صعبة للغاية ... وخاصة إذا ماكان مسيرا بالريموت من قبل الجنرال ألأحمر ،،، فإن ذلك يعني كارثة خاصة لمن يعرف الشامي سابقا فهو مثال الإستقامة والنزاهة والإدارة المهنية الناجحة ... ففي خلال توليه هذا المنصب سابقا تصادم مع الجانحين الذين كانت السلطة تشجعهم ... وحاليا نأمل أن لايستخدم كقفاز إما ينهي الهاشميين أو يموت دون ذلك ... هذا إذا كانت النظرة تشأئمية أما التفائل فإننا ننتظر الكثير من الشامي وأولها ،، تخليص محافظة صعدة من نفوذ الجنرال أحمر وأتباعه ... وإعماد النظام والقوانين والتصرف بموجب الدستور والقانون اليمني .. وإعادة بناء جسور الثقة المفقودة ... بناء حقيقيا ،، فقد كان المسؤلون يأتون لصعدة بالمناسبات ويفتتحون منشأة فنجدها منشأة قمعية إما معسكر أو مقر للإستخبارات في حين أن المنشآءات التعليمية إن وجدت ، في حال يرثى لها .. نتفائل أن تلعب الضروف الدولية والمحلية المحيطة بالمنطقة دورا يتيح لمحافظنا المخلص النزهيه ،، العمل على لئم جراح صعدة المزمن ....
صعـــدة ، جرح اليمن الغائر .... و المحافظ الجديد .
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 668
- اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
- اتصال: