المهدي المنتظر والشيعة الاثنى عشرية

هذا المجلس للحوار حول القضايا العامة والتي لا تندرج تحت التقسيمات الأخرى.
خليج ذمار
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 37
اشترك في: الاثنين إبريل 03, 2006 1:22 pm

المهدي المنتظر والشيعة الاثنى عشرية

مشاركة بواسطة خليج ذمار »

من هو هذا المهدي المنتظر عندهم ؟؟
أسماؤه : المهدي ، محمد ،القائم ، الغائب ، الصاحب ، الحجة ، الخائف ، الخلف، أبو صالح ، الناحية المقدسة ، وغيرها كثير حتى بلغ بها النور الطبرسي بعدد أسماء الله الحسنى تسعة وتسعين اسماً
إن حكاية المهدي في معتقد الشيعة الاثنى عشرية حكاية غريبة نسج الخيال خيوطها ، وصاغ أحداثها وأحوالها ، وتحولت بعد ذلك إلى أسطورة من أساطير الزمان إن القصة بدأت بدعوى ولد للحسن العسكري اختفى ، ثم تطورت إلى دعوى أخرى وهي أن هذا الولد إمام ، ثم تطورت فجاءت دعوى النيابة عن هذا الإمام ، ثم إدعاء أن هذا المختفي هو المهدي المنتظر .
إن غيبته عن الأنظار ، وعدم خروجه ، وقيادته للأمة ، سياسيا ، ودينيا ، يشكل تحديا كبيرا للقائلين بوجوده ، وتمثل تناقضا صارخا مع القول بضرورة وجوده .

ما هي عقيدتهم في المهدي ؟
قال الشهرودي - وهو أحد علمائهم : في كتابه " الإمام المهدي وظهوره " ص 325
" لا يخفى علينا أنه عليه السلام ، وإن كان مخفيا عن الأنام ومحجوبا عنهم ،ولا يصل إليه أحد ، ولا يعرف مكانه ، إلا أن ذلك لا ينافي ظهوره عند المضطر المستغيث به الملتجئ إليه ، الذي انقطعت عنه الأسباب ، وأغلقت دونه الأبواب ، فإنه إغاثة الملهوف ، وإجابة المضطر في تلك الأحوال ، وإصدار الكرامات الباهرة ، والمعجزات الظاهرة ، هي من مناصبة الخاصة ، فعند الشدة وانقطاع الأسباب من المخلوقين ، وعدم إمكان الصبر على البلايا دنيوية أو أخروية ، أو الخلاص من شر أعداء الإنس والجن ، يستغيثون به ، ويلتجئون إليه."

أدلة الشيعة على وجود المهدي :
أولا: أدلة العقل :
قالوا : ضرورة وجود إمام في الأرض ، عنده جميع علم الشريعة ، يرجع الناس إليه في أحكام الدين ، ثم ضرورة أن يكون هذا معصوما ، ثم ضرورة أن يكون من أولاد الحسين بن على ، ثم ضرورة الإيمان بوفاة الحسن العسكري ، ثم ضرورة القول بالوراثة العمودية ، يعني من نسل الحسين يأتي مباشرة – ثم ضرورة أنه لا معصوم إلا محمد بن الحسن العسكري ، [ وهو الإمام المهدي المنتظر ]
لكن من أين جاءت هذه الأمور كلها ؟! العقل يقول ذلك !!
ورووا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال للحسين :
" هذا إمام ، ابن إمام ، أخو إمام ، أبو أئمة تسعة ، تاسعهم قائمهم ، اسمه كاسمي ، وكنيته كنيتي يملأ الأرض عدلا ، كما ملأت جورا " .

وقالوا : هذا الحديث مشهور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد توارثته الشيعة في البلاد المتباعدة خلفا عن سلف ، وهناك أحاديث أخرى تدور حول هذا الموضوع بنفس هذه الروايات تقريبا .
ومن الأدلة على كذب هذا الحديث الذي استدلوا به ، أن كثيرا من الشيعة القدماء لم يكونوا على علم به فدل على أن هذا الحديث ، مصنوع موضوع ، وضع بعد ذلك بمدة طويلة .

ولذلك اختلف الشيعة تقريبا بعد وفاة كل إمام ، من يكون الإمام بعده ؟
وكذلك ما يدل على كذب هذا الادعاء أنهم يقولون ويروون إن الإمام السابق لا يموت حتى يعلمه الله إلى من يوصي ، وأن الإمام التالي يعرف إمامته ، في آخر دقيقة من حياة الأول ، وهذا موجود في كتاب تطور الفكر السياسي (ص64 )
جاء في الحديث : " لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من أهل بيتي اسمه على اسمي واسم أبيه على اسم أبي ، والرسول صلى الله عليه وسلم كما هو معلوم اسمه : محمد بن عبد الله ، والمهدي عندهم اسمه محمد بن الحسن فكيف يكون اسمه على اسم النبي ، واسم أبيه على اسم أبي النبي صلى الله عليه وسلم ، هذه إشكالية عظيمة !
ولهذا حل هذه الإشكالية أبو الحسن الأربلي فقال اسمعوا لهذا الجواب العجيب :

قال : كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم سبطان أبو محمد الحسن وأبو عبد الله الحسين ، ولما كان الحجة من ولد الحسين أبي عبد الله – الحجة يعني المنتظر من أولاد الحسين أبي عبد الله – وكانت كنية الحسين أبا عبد الله ، فأطلق النبي صلى الله عليه وسلم على الكنية لفظ الاسم ، لأجل المقابلة بالاسم في حق أبيه ، وأطلق على الجد لفظه الأب فكأنه قال : [ اسمه اسمي فأنا محمد وهو محمد ] هذه ما فيها إشكالية ، الإشكالية أين ؟ في اسم الأب [ وتواطئ كنية جده – الحسين هو أبو عبد الله ]
وهذا في كتابه كشف الغمة في معرفة الأئمة 2 / 443
انظر أين رجع ، هذه تصدق على كل أمه محمد ، كل رجل اسمه محمد فتش عن أحد أجداده من أبيه أو من أمه اسمه أبو عبد الله أو اسمه عبد الله كي يصدق عليه أنه المهدي المنتظر .
وكتاب الكافي كما هو معلوم ، هو أوثق كتاب عند الشيعة على الإطلاق ، فهذا كتاب الكافي للكليني يقول: عن الحسن بن على بن محمد بن الرضا لما اعتل الحسن العسكري فأمرهم بلزوم دار الحسن ، وتعرف خبره وحاله وبعث إلى نفر من المتطببين فأمرهم بالاختلاف إليه - الآن المريض الحسن العسكري ، الخليفة بعث ناسا ينظرون إلى الحسن العسكري حال مرضه ، وأرسل له الأطباء حتى مات الحسن العسكري يقول :
لما دفن أخذ السلطان والناس ، في طلب ولده يبحثون عن ولد للحسن العسكري – وكثر التفتيش في المنازل والدور ، وتوقفوا عن قسمة ميراثه ، ولم يزل الذين وكلوا بحفظ الجارية – أي جارية ؟ جارية من جواريه – شكوا أن تكون حاملا ، فإذا كانت حاملا ، فالولد إذن هو ابن للحسن العسكري – يقول :
حتى تبين بطلان الحمل ، فلما تبين بطلان الحمل قُسم ميراثه بين أمه وأخيه جعفر ".
إذن هذه رواية الكليني في الكافي 1 / 503 تثبت أنه لم يكن للحسن العسكري ولد .
ورووا عن أبي محمد الحسن العسكري أنه قال لأم المهدي :
ستحملين ذكرا واسمه محمد وهو القائم من بعدي " الأنوار النعمانية 2 /55
فمرة يقولون الحسن العسكري سماه محمد ، ومرة يقولون من ناداه باسمه فهو كافر
من الأدلة على عدم وجود هذا الشخص ، أمه لا تعرف : فأمه كما قال علمائهم : جارية اسمها سوسن وقيل جارية أسمها نرجس ، وقالوا : جارية اسمها صيقل ، وقالوا جارية اسمها مليكة ، وقالوا : جارية اسمها خمط ، وقالوا : جارية اسمها حكيمة ، وقالوا : جارية اسمها ريحانة ، وقيل : هي أمة سوداء ، وقيل :هي امرأة حرة اسمها مريم .... أمه لا تعرف !!!

متى ولد ؟
ولد بعد وفاة أبيه بثمانية أشهر ، ولد قبل وفاة أبيه سنة 252، ولد سنة255 ، ولد سنة 256 ، ولد سنة 257 ، ولد سنة 258 ، ولد في 8 من ذي القعدة ، ولد في 8 من شعبان ، ولد في 15 من شعبان ، ولد في 15 من رمضان .

كيف حملت به أم ؟
حملته في جنبها ليس كسائر النساء .

كيف ولدته أمه ؟
من فخذها على غير عادة النساء .

أشهر الروايات في ولادة المهدي :
رواية عمته حكيمة ، وهي رواية ضعيفة من حيث الإسناد ثم هي متناقضة جداً ، جاء في بعض روايات حديث حكيمة ، أنها جاءت تقلب سوسن بطنا لظهر ، فلا ترى أثرا لحمل ، فقال لها العسكري ، إذا كان وقت الفجر يظهر لك الحبل يعني الحمل .
وفي وراية فلم أر جارية عليها أثر الحمل غير سوسن ، وفي رواية تقول حكيمة : فأجابني في بطن أمه وسلم علي ، وفي رواية : اسمها سوسن وفي أخرى نرجس
.
كيف نشأ ؟
رووا عن أبي الحسن أنه قال : إنا معاشر الأئمة ننشأ في اليوم كما ينشأ غيرنا في السنة ...... تناقضات لا تنتهي

أين يقيم ؟
قالوا : في طيبة ، ثم قالوا : لا في جبل رضوى بالروحاء ،.... لا هو في مكة بذي طوى .... لا هو في سامراء

هل يعود شابا أو يعود شيخا كبيرا ؟
عن المفضل قال سألت الصادق : يا سيدي يعود شابا أو يظهر في شيبه ؟
قال : سبحان الله ، وهل يعرف ذلك ، يظهر كيف شاء وبأي صورة شاء … بحار الأنوار 53 / 7 .

ثم في رواية أخرى يظهر في صورة شاب موفق ابن اثنين وثلاثين سنة .
كتاب تاريخ ما بعد الظهور ص 360
ثم في وراية أخرى : يخرج وهو ابن إحدى وخمسين سنة . كتاب تاريخ ما بعد الظهور ص 361
ثم في وراية أخرى يظهر في صورة شاب موفق ابن ثلاثين سنة . كتاب الغيبة للطوسي ص 420 .
.... تناقضات لا تنتهي

مدة ملكه كم ؟
قال محمد الصدر : وهي أخبار كثيرة ولكنها متضاربة في المضمون إلى حد كبير حتى أوقع كثيراً من المؤلفين في الحيرة والذهول هذا في : تاريخ ما بعد الظهور ص 433 .

في رواية أخرى : ملك القائم منا 19سنة ، في رواية : سبع سنين يطول الله له في الأيام والليالي حتى تكون السنة من سنيه مكان عشر سنين فيكون سنين ملكه 70 سنة من سنيكم ……… تاريخ ما بعد الظهور ص 436 .
ورواية أخرى أن القائم يملك 309 سنين كما لبث أهل الكهف في كهفهم ... تناقضات لا تنتهي .

كم مدة غيبته ؟
كان مخترع فكرة الغيبة على درجة كبيرة من الدهاء ، وكان الشيعة في ذلك الوقت ينقسمون إلى قسمين لا ثالث لهما
القسم الأول : من رفض هذه الفكرة – فكرة الغيبة ، فكرة وجود ولد للحسن العسكري – وهم أكثر فرق الشيعة ، بل كل فرق الشيعة ما عدا فرقة واحدة .
القسم الثاني : من قبل هذه الفكرة ، وهم القلة الذين كانوا يُمنون أنفسهم بقيام دولة لهم ، وكانوا مخترعو يُمنون أتباعهم بقصر المدة ، فوضعوا روايات تفيد ذلك ، فلما لم يظهر ، جاءت روايات أخرى تزيد في المدة ، وهكذا حتى جعلوها غير محددة ، والعجيب أنهم يجدون من يصدق ……
روايات مضطربة ..... كيف الخروج من هذه الروايات ؟؟؟؟
للخروج منها جاءت الرواية الفاصلة التي تقطع الإشكال كله ، عن أبي جعفر أنه قال : إذا حدثناكم عن الحديث فجاء على ما حدثناكم به ، فقولوا : صدق الله ، وإذا حدثناكم الحديث ، فجاء على خلاف ما حدثناكم به ، فقولوا : صدق الله تؤجروا مرتين .

وللأسف وجدت هذه الرواية آذانا صاغية ، وقبلت هذه الرواية ، وهم كما يرون عن أبي الحسن أنه قال : الشيعة تربى بالأماني منذ 200 سنة ، وهذا في الكافي 1/ 396
وكان الحل للخروج من هذه المعضلة العظيمة سهل جدا ، وهو وضع حديث على أحد الأئمة ، وينتهي الأمر كله ، فروى عن أبي جعفر الصادق أنه قال:
إن للغلام غيبة ، قبل أن يقوم ، وهو المنتظر ، وهو الذي يشك في ولادته ، منهم من يقول مات أبوه بلا خلف ، ومنهم من يقول حمل ، ومنهم من يقول أنه ولد قبل موت أبيه بسنتين ، وهو المنتظر ، غير أن الله عز وجل يحب أن يمتحن الشيعة فعند ذلك يرتاب المبطلون .
رواية جاءت بالمقاس ، تماما على ما يحبون ، ولكن للأسف جاءت رواية أخرى تكذب هذه الرواية .

تقول الرواية : لو علم الله أنهم يرتابون ، ما غيب حجته طرفة عين أبدا .
وهذه في أصول الكافي
روايات معلبة وجاهزة ، وهي لحل جميع الإشكالات ، وما عليك إلا أن تختار أحد الأئمة ، وتنسبها إليه ، وتجد من يصدق ، بل ويصفق

المهدي المنتظر الغائب ، هل هو غائب عن الجميع أو يظهر لبعض الناس ؟
قال الطوسي : " إننا أولاً لا نقطع عن استتاره على جميع أولياءه ، بل يجوز أن يظهر لأكثرهم
ولذلك ادعى رؤية المهدي الكثير
طيب في حياة أبيه ... لما ولد المهدي في حياة أبيه هل رآه أحد ؟ عن العسكري أنه قال لعمته حكيمة – عمة أبو المهدي – لما جاءت تسأل عنه بعد ولادته – يعنى المهدي – بثلاثة أيام ، قال لها الحسن العسكري يا عمة هو في كنف الله أحرزه وستره حتى يأذن الله له ، فذا غيب الله شخصي وتوفاني ، ورأيتي شيعتي قد اختلفوا ، فأخبري الثقات منهم . كتاب التطور ص 145 .

إذن الأمر سري ، انتظري حتى أموت ، فإذا مت اخبري الناس بوجود المهدي ، إذن ما أحد رآه غيرها على ظاهر الرواية .
وكل هؤلاء في كتب الشيعة يدعون أنهم رأوا المهدي في حياة أبيه ، فهل يصدق بعد ذلك عاقل أن الولادة كانت سرية ، ووجوده كان سريا ، خوفا عليه من بطش الحكام الذين لم يتمكنوا حتى من مجرد العلم بوجوده .
بعد أن ادعوا أن المهدي موجود ادعوا أن له نواباً وأبواباً ، بعد أن أعلن عن وجود ولد مختف للحسن العسكري ، تبارى للناس في ادعاء النيابة عنه ، وذلك للمردود المادي والمعنوي لهذه النيابة ، لها مردود مادي – أموال تدفع إليهم حتى يوصلوها إلى المهدي - ، ومردود معنوي – بحيث أنه تميز بين الناس بصفته نائب الإمام المهدي ، ولذلك ادعى النيابة من المهدي أربعة وعشرون ، رضي الشيعة الاثنى عشرية منهم أربعة فقط ، النواب الأربعة الشرعيون في نظر الشيعة الاثنى عشرية هم :
- عثمان ابن سعيد العمري
- ولده الحسين بن عثمان العمري
- الحسين بن روح النوبختي
- علي بن محمد السيمري
هؤلاء هم الأربعة الشرعيون ، وهناك آخرون مدعون للنيابة
هؤلاء كلهم كذابون في نظر الشيعة الاثنى عشرية ماعدا الأربعة الأوائل .
نحن لو قلنا من جهتنا نكذب حتى الأربعة الأوائل ، والأدلة على كذبهم كثيرة جداً

حكاية ولادة المهدي أصلها امرأة ، لم يرويها غيرها ، ولم يعلم بغيبته إلا هذا المرأة الوحيدة ، التي هي حكيمة عمة الحسن العسكري ، رووا عن الحسن العسكري أنه قال لعمته حكيمة :
( لفإذا غيب الله شخصي وتوفاني ورأيتي شيعتي قد اختلفوا فأخبري الثقات منهم ، يعني عنده الخبر اليقين
فإن ولي الله يغيبه الله عن خلفه ، ويحجبه عن عباده فلا يراه أحد ، حتى يقدم جبرائيل فرسه ليقضى الله أمرا كان مفعولا )
وهذا عجيب !!
كيف يصدق الشيعة قول امرأة غير معصومة في أصل من أصول دينهم !!
كذلك فإن العاملي – وهو أحد كبار علماء الشيعة في الحديث يقول :
يستلزم من اشتراط العدالة في الرواة ، ضعف جميع أحاديثنا ، لعدم العلم بعدالة أحد من الرواة إلا نادرا . خاتمة وسائل الشيعة 260
روى الكليني في كتابه الكافي واحد وثلاثين حديثا في ولادة المهدي .
المجلسي في كتابه مرآة العقول حكم على اثنين وعشرين حديثا منها بالضعف ، فلم يبق إلا تسعة أحاديث ، ولا حديث من هذه الأحاديث التسعة فيها نص على ولادة المهدي أو وجوده ، بل كل هذه الأحاديث تقول : سمعنا مناديا ينادي ادفع المال الذي خبأته ، أموالك عددها كذا … وغير ذلك من الكلام ، فإن صح هذا فلا يبعد أن يكون هذا جني يكلم لناس ليضلهم عن سبيل الله تبارك وتعالى .
روايات مولد المهدي حديثيا وهي ست عشرة رواية :
- أول رواية رواية حكيمة التي قلنا أنها أشهر رواية في ولادة المهدي
- ثم الرواية الثانية رواية رجل من أهل فارس ، ومدارها على هذا الرجل وهو مجهول لا يعرف .
وبقية الروايات كلها ضعيفة واسنادها لمجهولين لا تسلم لهم ولا رواية واحدة .
اما الرواية السادسة عشرة فهي ظريفة جدا وخلاصتها :
– عن علي بن إبراهيم بن مهزيار - كان خادما للحسن العسكري عليه السلام
يقول : كان الحسن يأمرني بإحضار حجة الله من السرداب ، فأنا أحضره عنده ، ثم يأخذه ويقبله ثم أعيده مكانه ، يقول حتى كان يوم رجعت بالمهدي إلى مكانه فجئت إلى العسكري
فرأيت أشخاص من خواص المتعتمد العباسي – الخليفة-
عند الإمام يقولون :
إن الخليفة يقرئك السلام ويقول : بلغنا أن الله عز وجل
اكرمك بولد يعني المهدي المنتظر وكبر
فلما لا تخبرنا بذلك لكي نشاركك الفرح والسرور ولابد لك ان تبعثة الينا
فإنا مشتاقون إليه، قال ابن مهزيار : لما سمعت منهم هذه المقالة فزعت ،
وتضجرت ، وتفجرت ، واضطرب فؤادي ، فقال الإمام :
يا ابن مهزيار : اذهب بحجة الله إلى الخليفة ،خذه له ،
يقول : فرئى اضطرابي وحيرتي ، لأني كنت متيقن أن الخليفة أراد قتله ، فكنت أتعلل ،
وانظر إلى سيدي ومولاي العسكري عليه السلام ، يقول : فتبسم في وجهي وقال : لا تخف ، اذهب
بحجة الله إلى الخليفة ،
قال : فأخذتني الهيبة ورجعت إلى السرداب ، فرأيته يتلألأ نوره كالشمس
المضيئة ، فما كنت رأيته بذلك الحسن والجمال ، وكانت الشامة السوداء على خده الأيمن كوكبا دريا ،
فحملته على كتفي ، وكان عليه برقع ، فلما أخرجته من السرداب تنورت سامراء من تلك الطلعة الغراء
، وسطع النور من وجهه إلى عنان السماء ، واجتمع الناس رجالا ونساءً في الطرق والشوارع وصعدوا
على السطوح ، فانسد الطريق علي ، فلم أقدر على المشي إلى أن صار أعوان الخليفة يبعدون الناس
من حولي حتى أدخلوني دار الإمارة ، فرفع الحجاب ، فدخلنا مجلس الخليفة ، فلما نظر هو وجلساؤه
إلى طلعته الغراء وإلى ذلك الجمال والبهاء ، أخذتهم الهيبة منه فتغيرت ألوانهم ، وطاش لبهم ، وحارت
عقولهم ، وخرست ألسنتهم ، فصار الرجل منهم لا يتكلم ، ولا يقدر أن يتحرك من مكانه ، فبقيت واقفا
والنور الساطع والضياء اللامع على كتفي ، فبعد برهة من الزمان ، قام الوزير وصار يشاور الخليفة ،
فأحسست أنه يريد قتله ، فغلب علي الخوف من أجل سيدي ومولاي ، فإذا الخليفة أشار إلى السيافين أن
اقتلوه ، فكل واحد منهم أراد سل سيفه من غمده ، فلم يقدر عليه ، ولم يخرج السيف من غمده ، فقال
الوزير : هذا من سحر بني هاشم ، وليس هذا بعجيب ، ولكن ما أظن سحرهم يؤثر في السيوف التي
في خزانة الخليفة ، فأمر بإتيان السيوف التي في الخزانة فأتيت فلم يقدروا أيضا على إخراجها من
أغمادها ، وجاءوا بالمواسي والسكاكين فلم يقدروا على فكها ، ثم أمر الخليفة بإشارة من الوزير ،
بالأسود الضارية ، من بركة السباع ، فأتىّ بثلاثة من الأسود الضارية والسباع العادية
أسود ضارية وسباع عادية – لا تنسوا هذا

فأشار إليّ الخليفة وقال ألقه نحو الأسود ، فحار عقلي وطاش لبي ، وقلت في نفسي إني لا أفعل ذلك
ولو أني أقتل ، فقرب من أذني ، وقال لي لا تخف ، القني ، فلما سمعت من سيدي ومولاي ذلك القيتة –عجل الله فرجه –
نحو الأسود بلا تأمل فتبادرت الأسود وتسابقت نحوه وأخذوه بأيديهم في الهواء
ووضعوه على الأرض برفق ولين ، ورجعوا إلى القهقرى مؤدبين كأنهم العبيد في يدي الموالى واقفين
، ثم تكلم واحد منهم : فشهد بوحدانية الباري عز وجل وبرسالة النبي المصطفى وبإمامة على المرتضى
والزكي المجتبى والشهيد بكربلاء وعن الأئمة واحد واحدا –هذا الاسد –
ثم قال: أي اسد هذا الان
الأسود كلها ضارية ، سباع عادية –فقال هذا الاسد : يا ابن رسول الله لي إليك الشكوى فهل تأذن لي ،
فأذن له فقال : إني هرم [ قبل قليل سباع ضارية وأسود عادية ] وهذان يعني اللذان معه شابان ، فإذا
جيء إلينا بطعمه ما يراعياني ، ويأكلان الطعمة قبل أن أكمل ، فأبقى جائعا ،
قال: عجل الله فرجه :
مكافأتهما أن يصيرا مثلك وتصير مثلهما ، فلما قال هذا الكلام ، فإذا صارا كما قال ، وصار كما أراد ،
فعرض لهما الهرم ، وعاد له الشباب ، ما شاء الله ، ولما رأى الحاضرون ، كبروا جميعا بغير اختيار
، وفزع الخليفة ومن كان معه ، وتغيرت ألوانهم ، فأمر برده إلى أبيه العسكري عليه السلام ، فعدت
ضاحكا شاكراً لله ، حامداً له ، فأتيت به إلى أبيه وقصصت عليه القصة ، فأمرني برده إلى السرداب فذهبت به .
إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب الجزء الأول صفحة 356
ذو العقل يشتي في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم

لماذا قال الشيعة بالإمام الثاني عشر ؟؟؟
أن هناك ولد للحسن العسكري ، وأنه هو المهدي ، إن الشيعة الاثنى عشرية يشترطون أن تكون الإمامة في الأعقاب بعد الحسين بن علي ، ثم الحسن ، ثم أخوه الحسين ثم تكون في نسل الحسين في الأعقاب ، قالوا : ولا يجوز انتقالها لأخ أو عم أو ابن عم وهكذا ، لما مات الحسن العسكري ، ولم يكن له عقب ، وقعوا في حيص بيص ، وانسدت في وجوههم المخارج فهم بين ثلاثة أمور :
إما أن يتنازلوا عن هذا الشرط ، فيجعلونها في أخي الحسن – جعفر - وهذا مجموعة من الشيعة
قالوا به .
وإما أن يسلموا بانقطاع الإمامة بعد الحسن العسكري لانقطاع الولد ، وإما أن يخترعوا ولدا للحسن يقوم مقامه فكانت الثالثة .
ولذلك اختلف الشيعة بعد الحسن العسكري إلى عشرين فرقة
فرقة قالت : العسكري هو المهدي ولم يمت
وفرقة قالت : العسكري مات ثم عاش وهو المهدي
فرقة قالت : الإمامة لجعفر وأبطلت إمامة الحسن
فرقة قالت : الإمام بعده أخوه جعفر
فرقة قالت : بإمامة محمد بن على الهادي وأبطلت إمامة الحسن
فرقة قالت : للحسن ولد اسمه محمد ولد في حياة أبيه
فرقة قالت : ولد له بعد موته بثمانية أشهر ، وهكذا افترقوا حتى قالت الفرقة الثانية عشرة وهم الإمامية : لله حجة من ولد الحسن العسكري وليس للعباد أن يبحثوا في أمور الله ، ويقضوا بلا علم ، ويطلبوا آثار ما ستر عنهم ، ولا يجوز ذكر اسمه ، ولا يجوز السؤال عن مكانه ، وليس علينا البحث عن أمره ، لا يجوز البحث ،لا يجوز البحث ، لا يجوز السؤال انتهى البحث انتهى الإشكال ،هذه هي القصة
.
ولنا سؤال : لماذا لم يخرج المهدي إلى الآن ؟؟
كما هو معلوم ، عمر المهدي الآن سبع وستون ومئة وألف سنة ( 1167 سنة ) لمَ لم يخرج إلى الآن ؟ أجابوا بأجوبة كثيرة عن هذا التساؤل منها :
قالوا أنه خائف ، وهذا عليه أغلبهم إلى الآن ، ولذلك من أسمائه أو من ألقابه الخائف .
قال الطوسي : لا علة تمنع من ظهوره إلا خوفه على نفسه من القتل ، لأنه لو كان غير ذلك لما جاز له الاستتار . الغيبة ص 203 .
اذا إن كان الخوف من القتل فعليه ألا يظهر أبدا ولن يظهر

ثانيا : لمَ لم يغب الأنبياء والمرسلون ، والأئمة السابقون ، كيف وقد نص كثير من علماء الشيعة على أن جميع أئمتهم ماتوا إما مسمومين أو مقتولين ، وهل أعداءه إلا أعداء آبائه ، كلهم كانوا يموتون مسمومين أو مقتولين ، لماذا لم يخافوا ؟ لماذا لم يختفوا ؟ لماذا هو الوحيد الذي يخاف ، وهو الوحيد الذي يختفي ؟

ثالثا : إن نظرية الخوف بعيدة جداً عن أخلاق أهل البيت ، وحبهم للشهادة في سبيل الله ، خاصة وقد علم المهدي أنه يعيش إلى أن ينزل عيسى عليه السلام ، وأنه لا يقدر أحدا على قتله حتى يملأ الأرض عدلا ، ثم هل قاهر الأعداء ومزلزل الدول يخاف كل هذا الخوف ؟؟
هذا لا شك كلام باطل لا لب فيه ، والاختفاء مناف تماما لمنصب الإمامة ، الذي مبناه على الشجاعة والإقدام فهلا خرج وصبر حتى يكون الظفر .

رابعا : نقول قامت دول شيعية كثيرة كالفاطمية والبويهية والقرامطة الصفوية والبهلوية و الخمينية وغيرها ، فلمَ لم يخرج ؟
فيأنسوا بطلعته ، ويطمأنوا بصدق الوعد ، ويستفيدوا من علمه ، ثم إذا زالت دولتهم أو ضعفت ، غاب مرة أخرى ، ولا توجد مشكلة يطلع ثم يغيب ، لكن إذا صارت الدولة قوية لماذا لم يخرج ؟

خامسا : لا نعرف سببا مقنعا للخوف الذي من أجله غاب الإمام المهدي ، ما عٌلم أنهم أرادوا قتله أو غير ذلك ، كله كذب كما هو في الرواية السابقة .

سادسا : كيف يخاف ؟ وقد رووا عن الرضا أنه قال : إن القائم إذا خرج ، كان في سن الشيوخ ومنظر الشباب ، قويا في بدنه حتى لو مد يده : إلى أعظم شجرة على وجه الأرض لقلعها ، ولو صاح بين الجبال لتدكدكت صخورها يكون معه عصا موسى وخاتم سليمان ... هل مثل هذا يخاف ؟

سابعا : لماذا يخاف ؟ وقد جاءت الرواية التي تقوم :
إن الأئمة يعلمون متى يموتون ؟؟ ولا يموتون إلا باختيار منهم !!!

ثامنا : نقول ، لمَ لم يرحم المهدي الآلاف بل الملايين الذي يستغيثون به ليل نهار
نحن نرى الآن في زماننا ، وقبل زماننا كما قرأنا في الكتب أن الكثيرين من الكذابين ادعوا النبوة ، ادعوا المهدية ، ما قتلهم أحد ، تركوا ، حتى في زماننا هذا هناك ممن يقول أنا المهدي ما يقتله أحد ، خاصة في زماننا هذا لو خرج وقال : أنا المهدي من سيقتله ؟! ومن سيبحث عنه ؟!

ثم إن الحالة السياسية في وقت اختفاء المهدي تبطل ذلك ، كان الخليفة في ذلك الوقت هو المعتمد أحمد بن جعفر ، استمرت خلافته 23 سنة من 256 - 279 للهجرة ، العسكري توفي سنة 260 يعني عاش المهدي 19 سنة من خلافة المعتمد ، خلال هذه الفترة قامت ثورات وقلاقل كثيرة ، أولاً ثورة الزنج بالبصرة ، ثم استقلال الأندلس تحت حكم عبد الناصر الداخل ، ثم ثورة بني الأغلب في الشمال الأفريقي ، ثم ثورة يعقوب بن ليث الصفار في فارس والروم ، ثورة الحسن زيد العلوي ، ثورة القرامطة وأخذهم للحجر الأسود وعجز الخلفاء عن إعادته ، ثورة المادراني في الري وأقام فيها دولة شيعية ، ثورة الإسماعيلية في اليمن وأقاموا دولتهم هناك ، ثورة البويهين وسيطرتهم على بغداد ...
أين الخوف ؟
الدولة فوضى ، كل هؤلاء خرجوا ... لماذا لم يخرج كما خرج كل أولئك ؟!!
ومن أجوبتهم قالوا : غائب حتى لا تكون في عنقه بيعة لطاغوت ، وهذه طامة كبرى .
سئل الباقر والصادق والرضا عن سبب الغيبة فقالوا ، لئلا يكون في عنقه بيعة إذا خرج بالسيف " .
ثم يروون عن الصادق أنه قال : " كل بيعة قبل ظهور القائم فبيعته كفر ونفاق وخديعة ، لعن الله المبايع والمبايع له " أعوذ بالله ، بحار الأنوار 53 /8
ومن أجوبتهم : لحكمة مجهولة ، لا ندري ، غائب فقط ، لماذا ؟ لا ندري

هل كان الشيعة الأوائل يؤمنون أن هناك مهدي ؟! وأنه فعلاً غاب ؟!
إن من يتتبع كتب التاريخ يجد أن الثورات الشيعية خاصة ، عندما كانت تقوم ، كانت تدعو للرضا من آل محمد ، دون تحديد شخص باسمه ، وأنه لا بد أن يكون من أولاد الحسين بن علي المهم أن يكون رضا ، رضا يعني رضياً مقبولاً ، وأن يكون من آل محمد
كل هذه الفرق وكل هؤلاء الشيعة لم يقل أحد منهم أن محمد بن الحسن العسكري هو المهدي وهو الإمام الثاني عشر ، وأن الإمامة تنتهي عنده ، ومما يدل على أن فكرة المهدي قديمة ، أما تحديده بشخص معين وهو محمد بن الحسن فقد جاء هذا متأخراً ، وهذا بعد وفاة الحسن العسكري
.
ما الذي يدلنا على أن الروايات وضعت متأخرة ؟
روايات أخرى ، رووا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لعلي : يا علي ، إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماما من بعدهم اثنا عشر مهدياً ، إذن لا يوجد شيء اسمه اثنى عشر مهدى فقط - الغيبة ص 97
يروون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني واثنا عشر من ولدي ، وأنت يا علي زر الأرض ، يعني أوتادها وجبالها ( الكافي 1 /534 ) ، يعني كم يصيرون ؟! ثلاث عشرة إمام !!

المهدي عمره الآن 1167 سنة ، السؤال : هل تزوج أم هو أعزب إلى الآن ، وهل يجوز أن يبقى أعزب طوال هذه المدة ( 1167 سنة ) !! ، وإذا كان تزوج هل هي معمرة مثله أم كل 50 سنة يتزوج واحدة جديدة غير الأولى ؟ وهل عنده أولاد ؟ وهل هم معمرون ؟
أسئلة كثيرة لا تجد جواباً إلا عند صاحب كتاب الجزيرة الخضراء الذي قال : المهدي موجود في الجزيرة الخضراء وعنده أزواج وذرية ، وهم يملكون تلك الجزيرة ، لكن لا أحد يعلم أين هذه الجزيرة ،
وقالوا 90% هي مثلث برمودا .

إذ خرج المهدي ماذا سيفعل ؟
قالوا : أولا يأتي بقرآن جديد ، ما يعجبه هذا القرآن !! وإنما يأتي بقرآن جديد
عن أبي عبد الله قال : لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس على كتاب جديد ، على العرب شديد .. كتاب الغيبة للنعماني ص 102
وعن علي رضي الله عنه قال : كأني أنظر إلى الشيعة ، قد بنوا الخيام بمسجد الكوفة ، جلسوا يعلمون الناس القرآن الجديد ( الأنوار النعمانية / 95) 2 )
يهدم المسجد : عن أبي جعفر قال :
إذا قام القائم سار إلى الكوفة فهدم بها أربعة مساجد ( بحار الأنوار 52 / 339 )
يقيم الحد على أم المؤمنين عائشة : عن أبي جعفر قال : أما لو قام قائمنا ، وردت إليه الحميراء ، حتى يجلدها الحد وحتى ينتقم لابنة محمد فاطمة . ( بحار الأنوار 52 /314 )
يخرج أبي بكر وعمر من قبريهما ويصلبهما ويحرقها ( الأنوار النعمانية 2 /85 )
يبعثه الله نقمة : عن أبي جعفر قال : إن الله بعث محمداً رحمة ، وبعث القائم نقمة .
( بحار الأنوار /315 52 )
يقتل ذراري قتلة الحسين : قيل للرضا : يا ابن رسول الله ما تقول في حديث روي عن الصادق أنه قال :
إذا خرج القائم قتل ذراري قتلة الحسين بفعل آبائها ، قال : هو كذلك
قلت : وقول الله تعالى ولا تزر وازرة وزر أخرى
قال ذراري قتلة الحسين يرضون بفعال آبائهم ويفتخرون بها .
المهدي حريص على قتل العرب : عن أبي عبدالله قال : ما بقي بيننا وبين العرب إلا الذبح
نزعة فارسية ( الأنوار العمانية/ 349 ) 52 )
وعن أبي عبدالله قال : اتق العرب ، فإن لهم خبر سوء أما أنه لم يخرج مع القائم منهم أحد
( بحار الأنوار 52 / 333 )
عن أبي جعفر قال : لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لأحب أكثرهم ألا يروه ، مما يقتل من الناس ، أما إنه لا يبدأ إلا بقريش فلا يأخذ منها إلا السيف ولا يعطيها إلا السيف حتى يقول كثير من الناس ليس هذا من آل محمد ، لو كان من آل محمد لرحم . ( بحار الأنوار 52/ 354 )
سيذكرني قومي حين يجد جدهم
وفي الليلة الضلماء يفتقد البدر

هادي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 69
اشترك في: الخميس إبريل 20, 2006 1:38 pm
مكان: العراق

مشاركة بواسطة هادي »

أخي الكريم خليج ذمار

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لن أطيل في الرد على ما تفضلت به، وسأختصر بقدر الإمكان، وإن كان لديك أي إستفسار فعلى الرحب.

أخي الحبيب كل ما تفضلت به من تعليقات هي مجرد تفسيرات لك، وليس تحقيق لما يدور من معاني كانسان أكاديمي.

أخي الكريم عقيدة المخلص الذي يظهر في آخر الزمان أمر مسلم به لعدة أسباب، فهو أمر متواتر بين كل الأديان كالمسيحية، واليهودية، والبوذية وغيرهم!!

وأما بين المسلمين فهو متواتر ويؤمن به كل أهل المذاهب، ولكن يختلفون ببعض الأمور!!

إذاً نستنتج حتمية ظهور الإمام المهدي (ع) الذي سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً.

أبدأ معك بكتب أخواننا من أهل السنة:
لقد روى أحاديث المهدي جماعة من محدثي السنّة في صحاحهم كالترمذي وأبي داود والحاكم وابن ماجه وأسندوها إلى جماعة من خيار الصحابة كعلي (ع) وابن عباس وابن عمر وابن مسعود وطلحة وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري وأم سلمة وغيرهم ممن سمعوا الرسول يردد حديث مهدي أهل البيت بين الحين والآخر حسب المناسبات.

ففي صحيح الترمذي أن النبي (ص) قال: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث الله فيه رجلاً من أل بيتي يواطئ اسمه اسمي.

وفي مسند أحمد بن حنبل عنه أنه قال (ص): لا تنقضي الأيام ولا يذهب الدهر حتى يملك العرب رجلٌ من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي.

ويعتقد ابن تيمية بصحة الحديث الذي رواه ابن عمر عن النبي (ص) وجاء فيه: يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وذلك هو المهدي. وفي حديث له (ص): المهدي من عترتي ومن ولد فاطمة.

وفي رواية عن حذيفة اليمان أن رسول الله (ص) قال: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لبعث الله رجلاً اسمه اسمي وخلقه خلقي يبايع له الناس بين الركن والمقام يردّ الله به الدين ولا يبقى على وجه الأرض إلا من يقول لا لإله إلا الله، فقام إليه سلمان الفارسي وقال له: يا رسول الله من أي ولدك هو؟ فقال من ولد ابني هذا وضرب بيده على كتف الحسين.

فمامن محدّث من محدّثي الاِسلام إلاّ وقد أخرج بعض الاَحاديث المبشّرة بظهور الاِمام المهدي في آخر الزمان ، وقد أفردوا كتباً كثيرة في الاِمام المهدي خاصة.

وأما عن العلماء والمحدّثين الذين أخرجوا أحاديث المهدي أو أوردوها عمن تقدم عليهم على سبيل الاحتجاج بها فهم:

ابن سعد صاحب الطبقات الكبرى (ت|230 هـ) ، وابن أبي شيبة (ت | 235 هـ) ، وأحمد بن حنبل (ت|241 هـ) ، والبخاري (ت|256هـ) ذكر المهدي بالوصف دون الاسم، ومثله فعل مسلم (ت|261 هـ) في صحيحه، وأبو بكر الاسكافي (ت|620هـ)، وابن ماجة (ت|273 هـ)، وأبو داود (ت|275هـ)، وابن قتيبة الدينوري (ت|276 هـ)، والترمذي (ت|279هـ)، والبزار (ت|292 هـ)، وأبو يعلى الموصلي (ت|307هـ) ، والطبري (ت|310 هـ) ، والعقيلي (ت|322هـ)، ونعيم بن حماد(ت|328 هـ) ، وشيخ الحنابلة في وقته البربهاري (ت|329هـ) في كتابه (شرح السنّة) ، وابن حبان البستي(ت|354هـ) ، والمقدسي (ت|355 هـ)!!

أما بعض من صرح بصحة أحاديث المهدي عليه السلام من أعلام أهل السنة حسبما في مؤلفاتهم:

1 ـ الاِمام الترمذي (ت|279 هـ) ، قال عن ثلاثة أحاديث في الاِمام المهدي : « هذا حديث حسن صحيح »، وقال عن حديث رابع : « هذا حديث حسن ».

2 ـ الحافظ أبو جعفر العقيلي (ت|322 هـ) ، أورد حديثاً ضعيفاً في الاِمام المهدي ثم قال : « وفي المهدي أحاديث جياد من غير هذا الوجه بخلاف هذا اللفظ ».

3 ـ الحاكم النيسابوري (ت|405 هـ) ، قال عن أربعة أحاديث : « هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه »، وعن ثلاثة أحاديث : « هذا حديث صحيح الاسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه »، وعن ثمانية أحاديث : «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ».

4 - ابن تيمية (ت|728 هـ) ، قال في منهاج السنة : « إن الاحاديث التي يحتج بها ـ يعني : العلاّمة الحلي ـ على خروج المهدي ، أحاديث صحيحة »

وغيرهم كثير لن نتحدث عنهم لعدم الإطالة.

و تقول الزيدية : إنه لا بد من أن يملك الأرض فاطمي يتلوه جماعة من الفاطميين على مذهب زيد، و إن لم يكن أحد منهم الآن موجوداً.

فهذه المعاني المتجسدة في شخصية المهدي من الأمور المتفق عليها بين الفريقين العظيمين ، متواترة عن الراسخين في العلم من سائر المذاهب الإسلامية : سياسية كانت أو فقهية ولو حاولنا أن نحصي أقول الثقات وهم أهل اليقين في نظرنا - لخرجنا عن الخط الذي أردناه من كتابة هذا التقديم ويكفي أن نذكر من هؤلاء الراسخين المجلسي والطوسي من الجعفرية ، والسفاريني من الحنابلة ، والشوكاني من الزيدية ، وصديق حسن خان ، ومحمد ابن الحسين الآبري ، وهؤلاء جميعا إنما ينتمون في علمهم بشخصية الإمام المهدي إلى ما انتهى إليه أئمة الاجتهاد المطلق من أصحاب المذاهب الفقهية الثمانية وفي مقدمتهم الخمسة المعتمدون قبل غيرهم : وهم الإمام الصادق وتلميذاه مالك وأبو حنيفة ، فالشافعي فأحمد بن حنبل وكذلك بقية المذاهب الثمانية وهم : الزيدية المنسوبون إلى الإمام زيد ، والأباضية المنسوبون إلى أباض ، والظاهرية المنسوبون إلى داود الظاهر ، فإننا لا نعرف قولا لأحد هؤلاء الثلاثة ينكر فيه هذه الحقيقة.

أخي الكريم علينا أن نبحث الأمور من كل جوانبها قبل أن نحكم، وعلينا أن نفكر بحيادية في ما نراه يخالفنا عقيدتنا، كي لا نظلم ونعرف الحق دون تعصب.

نسأل الله أن يجعلنا ممن ينصرون الإمام المهدي الذي يخرج لنصر ة الحق

والحمد لله رب العالمين.
انصف الله و انصف الناس من نفسك و من خاصة اهلك و من لك هوى فيه من رعيتك فانك ان لا تفعل تظلم. و من ظلم عبدا لله كان الله خصمه دون عباده و من خاصمه الله ادحض حجته و كان لله حربا حتى ينزع و يتوب. أمير المؤمنين علي (ع)

علي الحضرمي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1036
اشترك في: الثلاثاء مايو 09, 2006 10:20 am

مشاركة بواسطة علي الحضرمي »

أخي الفاضل : خليج ذمار
انت تعرف أن هذه المجالس زيدية،
والكلام السابق كله يتم توجيهه إلى الإثني عشرية الجعفرية ولذلك ليس هناك أي فائدة من طرحكم لموضوعكم الطويل هنا !! لأن الأحاديث والأقوال المذكورة كلها مأخوذة من كتبهم؟؟!!

إخواني خليج ذمار وهادي :
أنتم يا إخواننا السنة والجعافرة ما شاء الله عليكم لديكم آلاف المواقع الإلكترونية من غير القنوات والإذاعات ؟ وما لقيتوا لطرح مواضيعكم وخلافاتكم الجدليةإلا هذا المكان!!!!!!

رجاءً خلونا من هذا الهدار وشاركوا بمواضيع وحوارات جادة ومهمة وهادفة !!!!!
ما معانا إلا هذا الموقع يجتمع فيه الزيود !!! بجاه الله خلونا حالنا !!!
:roll: :roll: :roll: :!:
آخر تعديل بواسطة علي الحضرمي في الأربعاء يونيو 14, 2006 5:03 pm، تم التعديل مرتين في المجمل.

علي الحضرمي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1036
اشترك في: الثلاثاء مايو 09, 2006 10:20 am

مشاركة بواسطة علي الحضرمي »

:D :D :D :D :D :D :D
:D :D :D :D :D :D :D

هادي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 69
اشترك في: الخميس إبريل 20, 2006 1:38 pm
مكان: العراق

مشاركة بواسطة هادي »

أخي الكريم المجاهد الصابر

مسألة الإمام المهدي لا تخص مذهباً واحداً!! وإنما تخص كل المسلمين، هذا أولاً.

ثانياً مشاركتنا في منتدياتكم هو دعم لمظلوميتكم، ووقوف بصفكم!

ثالثاً نحن كلنا مسلمون، ومن لم يهتم بؤمور المسلمين فليس منهم، هذا قول سيد المرسلين محمد (ص).

رابعاً أنا لم أطرح الموضوع، وإنما رددنا على الأخ الكريم بعنوان المشاركة فيما تفضل به ليس إلاّ.

وأخيراً إن كنتم لا تقبلون أخ لكم أحب دعمكم والتعريف بقضيتكم ومظلوميتكم بين الناس والعالم، فأنا أنسحب مع فائق التقدير والإحترام لكل من في المنتدى.

والحمد لله رب العالمين.
انصف الله و انصف الناس من نفسك و من خاصة اهلك و من لك هوى فيه من رعيتك فانك ان لا تفعل تظلم. و من ظلم عبدا لله كان الله خصمه دون عباده و من خاصمه الله ادحض حجته و كان لله حربا حتى ينزع و يتوب. أمير المؤمنين علي (ع)

علي الحضرمي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1036
اشترك في: الثلاثاء مايو 09, 2006 10:20 am

مشاركة بواسطة علي الحضرمي »

عفواً أخي :
أنا لم أقصد من كلامي السابق إلا أن أنبهكم إلى أن الموضوع الذي طرحه الأخ / خليج ذمار موضوع ليس من أولويات المواضيع التي تهمنا من وجهة نظري الشخصية !!
كما أني لم أقصد بذلك عدم قبولكم ومشاركاتكم أو ما شابه ! إطلاقاً !!!
وأنا لا أعبر إلا عن وجهة نظري فأنا مجرد مشترك في هذه المجالس ولست مشرفاً ولا مراقباً ولا غيره !!

على العموم أعتذر عن كلامي السابق إن كان فيه ما يزعجكم !! ودمتم سالمين

هادي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 69
اشترك في: الخميس إبريل 20, 2006 1:38 pm
مكان: العراق

مشاركة بواسطة هادي »

لا داعي للإعتذار أخي الكريم.

كلنا أخوة، ولا يمكن أن يجبر أحد الآخر على تفبل ما لا يُريد قبوله، ولا يسعني إلا أن أدعو الله ربي أن يعرفنا الحق حقاً فنتبعه، والباطل باطلاً فنجتنبه، وأن لا يجعله علينا متشابهاً فنتبع الهوى بغير هدى منه.

وصلة الفكرة، وفهمنا ما تقصد أخي الحبيب، وإنشاء الله نكون أخوة في السراء والضراء

أخوك هادي
انصف الله و انصف الناس من نفسك و من خاصة اهلك و من لك هوى فيه من رعيتك فانك ان لا تفعل تظلم. و من ظلم عبدا لله كان الله خصمه دون عباده و من خاصمه الله ادحض حجته و كان لله حربا حتى ينزع و يتوب. أمير المؤمنين علي (ع)

خليج ذمار
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 37
اشترك في: الاثنين إبريل 03, 2006 1:22 pm

مشاركة بواسطة خليج ذمار »

اخي الكريم هادي من العراق

اولا : كل ماذكرته موجود في كتب الاخوة الشيعة وليس مجرد تفسيرات من عندي ..
بل انها نقطة في بحر الموجود في كتبهم وما يعتقدونه .

ثانيا : انا لم انكر فكرة المنقذ و المخلص ( الامام المهدي ) ولكن ليس بهذه الطريقة الغريبة العجيبة .. ولد في تسع ساعات وعايش من 1170 سنة واكثر .. يظل يقتل في الناس بطريقة هستيرية .. لا يعجبه هذا القرآن وياتي بواحد جديد .. و إلى بقيه هذا الكلام

ثالثا : الافكار و المعتقدات التي دخلت على الاسلام من الاقوام و الاجناس المختلفة التي وظفت هذه الفكرة لخدمة مصالحها شر توظيف .. فالفرس مثلا يعتقدون أن اول شيئ يفعله مهديهم هو طرد العرب من إيران .. وهذه نقطة لا اعرف من أين اختلقوها و من وين جابوها .. يمكن انها فكرة تعبر عن مافي نفوسهم .. كما ان مهديهم لابد ان يكون نصف فارسي ساساني حفيد يزدجر !!
وهذا ليس شرط عن اهل السنة .. وأنت اكيد تعرف أكثر مني في هذا المجال
كما أن هذه الفكرة جعلت الكثير من الناس يدعون انهم المنقذ و المخلص و للاسف الشديد صدقهم الكثير من قليلي العقول
وللحديث بقية و كل الاماني الطيبة للعراق الحبيب و أهله
سيذكرني قومي حين يجد جدهم
وفي الليلة الضلماء يفتقد البدر

هادي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 69
اشترك في: الخميس إبريل 20, 2006 1:38 pm
مكان: العراق

مشاركة بواسطة هادي »

اخي الكريم خليج ذمار

السلام عليكم ورحمة الله

بالنسبة لما مذكور في الكتب فلم نتحدث عنه، وما عنيناه بتفسيراتك الغير منطقية، وغير أكاديمية يا أخي العزيز هي تعليقاتك على ما ورد في الكتب!

والكتب عند كل المذاهب قد تحمل ما هو صحيح ومشكوك به وما هو بعيد عن الحقيقة!

أما بالنسبة لما تعتقد أنها طريقة عجيبة، فإن الناس لم يكونوا ليعقلوا حكمة الله في مولد المسيح (ع)!! ونوح (ع) عاش أكثر من 1500 عام!! والخظر (ع) الى يومنا هذا يعيش بقدرة الله سبحانه وتعالى، وقد قتل الطفل الذي جهل نبي الله موسى (ع) الحكمة من قتله للطفل!! وعيسى (ع) الذي أبقاه الله حياً وأخفاه عن الناس ثم رفعه!!!

فكل هذه الأمور إعتقد الناس بغرابتها وعدم عقلانيتها، ولم يؤمنوا بها أيضاً!!!

وأما قولك في القرآن الكريم فأنت تفسره على ما فهمته، أو ما تريد فهمه يا أخي الكريم، فلم يذكر أي كتاب والعياذ بالله أنه لا يُعجبه القرآن الكريم!!!! وهذا الكلام فيه ظلم!!

وما نستطيع فهمه أن الإمام (ع) يُحي القرآن الكريم من جديد، ويفسر للمسلمين ما تشابهوا عليه!! فنشعر حينها وكأننا لم نعرف القرآن الكريم من قبل!!

أما ما تعتقده أنت يا أخي في أن مجموعة من الناس أو الطوائف توضف هذه الأفكار، فهو إعتقادك ليس إلا!! ولا تنسى أنه حتى القرآن الكريم لم يسلم من توضيف الناس له بما يخدم مصالحهم، ويتركون فيه ما لا يخدمهم، وهذا أمر شائع بين الكل!!

ومع ذلك فهذا الكلام الذي تفضلت به غير صحيح، بل إذا أخذناه عقلاً فهو منافي للعقل، لأن الإمام المهدي (ع) بكل بساطة هو عربي وجده هو أشرف الخلق وأفضلهم وهو رسول الله محمد بن عبد الله (ص)!! فكيف يطرد عربي العرب؟!

وأخيراً الإمام المهدي تؤمن به جميع الطوائف والمذاهب، ولكننا نختلف في كيفية ظهوره وبعض الأمور، ونستطيع من خلال ذلك أن نتفق على شيء، وهو حتمية قدوم الإمام المهدي (ع) وتحرير القدس ونزول عيسى (ع)، والنتوحد على ذلك كإخوة مؤمنين ومسلمين، وعند ظهوره من المؤكد بأنه سيكون الحكم فيما كنا نختلف عليه.

وفقنا الله وإياك لهديه، والعمل فيما يُرضيه.

أخوك هادي
انصف الله و انصف الناس من نفسك و من خاصة اهلك و من لك هوى فيه من رعيتك فانك ان لا تفعل تظلم. و من ظلم عبدا لله كان الله خصمه دون عباده و من خاصمه الله ادحض حجته و كان لله حربا حتى ينزع و يتوب. أمير المؤمنين علي (ع)

لــؤي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 3099
اشترك في: الخميس نوفمبر 17, 2005 4:22 pm
مكان: قلب المجالس

مشاركة بواسطة لــؤي »

أعتقد أن هذا البحث الذي كتبه الاخ العزيز الكَاظِم

سيفيدكم كثيرا ،،

وهذا الرابط:

http://www.al-majalis.com/forum/viewtopic.php?t=3351


الكاظم كتب:المَهدَويّة عِندَ الزّيدِيّة والجَعفَرِيّة

َبحثٌ يَتَكلّم عَنْ مَاهيّة وأبْعَاد

العَقِيدَة المَهدَويّة

الشّيعيّة


كَتَبَهُ / الكَاظِم الزّيدي .

========================================

قَال الإمام أمير المؤمنين القَاسِم بن إبراهِيم بن إسمَاعيل بن إبراهِيم بن الحَسن بن الحَسن بن عَلي بن أبي طَالِب (ع) :

(( أَدْرَكْتُ مَشْيَخَةَ آلِ مُحَمَّدٍ مِنْ وَلَدِ الحَسَنْ والحُسَينْ وَمَا بَيْنَهُمْ اخْتِلاف )) .


========================================

بسم الله الرحمن الرحيم



المَهدَويّة عِندَ الزّيدِيّة والجَعفَرِيّة


الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، سيدنا محمد النبي الأمين ، وعلى آله الغر الميامين ، ورضوانه على الصحابة الراشدين، والتابعين لهم بخيرٍ وإحسانٍ إلى يوم الدين .


وبعد :


قضيّة الإمام المهدي (ع) وظهوره في آخر الزّمان ، قضيّةٌ اتّفقَ عليها سواد وجمهور أمة محمد بن عبدالله (ص) ، السنّة والشيعة بجميع تياراتها ، واختلفوا في كيفية الظهور ، أَوِلادَةٌ في آخِرِ الزّمان فَظُهُور ، أو ظُهورٌ في آخِرِ الزّمان بِولادَةٍ مُسبَقَة تخَلّلَتهَا فترةُ الغَيبة ، والكلّ اتفقَ على صِفَتِه عِندَ الظّهور سَواءَ كان مِْن هذا الفريق أو ذاك ، فهُو بحميد الصّفات التي كان عليها الرّسول (ص) مُتحّلٍ ، وبِكَريم السّجايا والعَادات مُتخلِّق ، عِدَةُ اللهِ التي وَعَدَ بها رَسُولَه الكَريم (ص) ، بِهِ يَختِمُ الله كمَا بدأَ بِجَدّه وسَميّه وشَبيهِه في خُلقِه عليه وعلى آله أتم الصلاة والتسليم . وَقدَ وجَدنا كتابَة هذه الرسالة للتعريف بإمام الحق والهُدى محمد بن عبدالله (ع) ، ِمن وُجهّة نَظر الشيعة الزيدية ، والتّطرّق لما جاء فيه من الأخبار التي رواها مُحدّثوا الزيدية بأسانيدهِم المُتّصلَة والمُرسلَة إلى رسول الله (ص) وإلى أهل البيت (ع) عيونُ الأمّة المحمّدية ، و اكتفَينا بها عَن الرّوايات التي رَوتها العَامّة من أهل السنة والجماعة لتوفّرها وانتشَارها في مَظّانها ، والغَرضُ مِن ذلكَ إثباتُ مهديِّ آخر الزّمان ( محمد بن عبدالله ) (ع) عن طريق الزّيدية ومِن كُتُبها الحَديثيّة والعَقديّة المُعتبرَة عندهَم . أيضاً تطّرقنا بعدَ ذكرِ الروايات إلى ذكر صفات المهدي التي يكونُ عليه آخر الزّمان ، ثمّ تطّرقنا إلى الكلام عن الإمام المهدي (ع) بما يعتقدهُ فيه الشيعة الجعفريّة ، وخصصنا الأخيرَة بهذا لأنّا وأهل السنة نكادُ نتفّق على كُنهِ شخصه وحالِه (ع) ، فتكلّمنا عن المهدي عندَهُم وعرّفنا به برواياتهم ، ثمّ تكلّمنا عن الغيبة وفَلسَفَتِهَا وأسبَابِهَا ، وبيّنا أهمّ الإشكالات المكتنفَة لها ، ثمَّ أضفنا حواراً وَهمياً مع الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة (ع) ( ت 614هـ ) ، يدورُ رحاهُ حولَ الغَيبة والتّكليف واللّطف و مَدى مُوافَقَة الغَيبة لإتمَام الحجّة على العِباد ، ثمَّ نَاقَشنَا بَعضَ الاحتجَاجَات التي يتمسّك بها الجعفرية لإثبات الغَيبة ، وتَطرّقنا لحديثِ الاثني عَشر خَليفَة من طُرقِ أهل السنة ، وبيّنا أقصى ما يترتّب عليه ، وناقشنا بعضَ ما يثيرهُ الجعفرية حولَه من احتجاجات ، ثمّ تطرّقنا لحديث الإثني عشر خليفةً وإماماً من طُرُق الجعفرية ، مُركّزين على قضية عدم تبلور النّص فيما قبل عصر الغيبة بعددٍ مُعين من الأئمة ، وجَهْل المقَرّبين بِعَدد الاثني عَشر إمَامَاً ، وَرَبَطنَا مَضمْوَن رِواياتِ الجَعفَرية بِمَضمُون رِوايَات أهلِ السنّة وبيّنا التَناقُض ، وكانَ جلّ اعتمادنا على مروياتِ مُحدّثي الجعفرية ، أيضاً اسْتَفدنَا مِن كتَاب تَعليقَات على الإمَامة عندَ الإثني عَشريّة لمؤلّفه عبدالله حميدالدّين ونبّهنا عَلى ذَلك ، وبعدَ الحديث عن حَال الرّوايات الدّالة على ضَعفِ خَبر الإثني عشر وعَدم مَعقوليّته ، أشَرنَا إشَارَةً سَريعَة إلى مَوقع الإمام زَيد بن عَلي (ع) مِنَ الجهلِ بِالأئمّة وبِأعدَادِهِم وأسْمَاءهِم ، ثمّ واصلنَا الكَلام عَلى الاحتجَاجَات التي يتمسّك بها الجعفَريّة حولَ الغيبة ، و فِيهَا نَاقَشنَا عَدداً مِنَ الشُبهِ التي أثارَها أحدُ المُستبصرين ضدّ الزيدية فِيمَا يتعلّق بالغَيبة ، ثمّ تكلّمنا عَن الغَيبة والمدّة والظّهور لدَى الجعفرية وعلّقنا على بَعضِ روايَاتهم فِيها ، وفِيها أشَرنَا إشارةً سَريعَة لا يَستَغنِي عَنها البَاحِث حَول عَقيدَة البَدا عِندَ الجعفرية، ثمّ عُدنا للكَلام عَن المهدِي (ع) عندَ الزيدية ، فَبينّا مَا مَعنى أنْ يَكونَ كلّ إمامٍ فاطميِّ هُو مَهديُّ هذِه الأمّة ، وفِيهَا أشرنَا إلى عددٍ من التَرجِيحَات العَقليّة لِصحّة مَذهَب الزيّدية ، ومِنهَا تفرّع الكلام باختصار إلى قضَايا مُتعدّدة ليسَ لها علاقةٌ بالمهدويّة في آخر الزّمان ، مِنهَا حَصرُ الإمَامَة في البطنين والتعذّر بالعنصريّة العِرقيّة ، ومِنهَا إمِامَة المفضول بوجُود الفاضل وتَفنيدِ هذا الادّعاء عَلى الزيديّة ، ومِنهَا القول والتّصحِيح لإمَامَة مَن تقدّم أمير المؤمنين (ع) مِنَ المشائخ ، ومِنها إثباتُ تَفضيل بني فاطمة عليها وعليهم السلام لأمير المؤمنين على أبي بكرٍ فمَن بعدَه، ثمّ عَمِلنا عَلى تَجميع الكَلام ورَبطُ أولّه بآخِره بَالعَود إلى الكَلام على كُنهِ الموقفِ الذي يجبُ أن يتخذهُ العَاقل فِي حَال عَدمِ وجود المهدي (ع) ، وبِهَا نختمُ رسَالتنا المُتواضعَة ، التي اتّبعنَا فِيهَا أسلوبَ تَردِيد الكَلام في عَددٍ مِن المواضِع ، والتأكِيد تلَو التأكِيد ، والتّذكيرَ تلوَ التذكير ، وإن كانَ هذا من الممقُوت عندَ أهلِ الشأن، ولكنْ لحاجةٍ في نفسِ يعقوب ، حَرصنَا على هَذا الممقوت ، وأسألُ الله العلي القدير أن يُيسّرَ ويُحقّقَ ما انْطَوت عَليه نفسُ يَعقوب ، وأن يَجمَعنَا على العَقيدَة المحمديّة الصّحيحة وأن يُزين القِلّة المؤمنَة في أعْيُننَا ، ولا يَفتِننَا بالاغترار بِالكَثرَة المُبطلَة ، وأنْ يَجمَعَ كلمتَنا على العَدل والتّوحيد ، ويَجعَلنا مِن أتباع محمّد وآل محمّد ، وأن يُبلّغنا نُصرَة ولدِِ رَسوله محمّد بن عبدالله مهديّ هذه الأمة عليه وعلى آبائه الصلاة والسلام . وهذا أوان الشروع .

مدخل :

تذاكرتُ مع أحد الإخوة أعز الله شأنه ومقداره ، حول مسألة المهدي المنتظر عليه السلام ، فقال : إنَّ الزيدية لا تقول بخروج مهديٍّ بعينه آخر الزمان ، وأنّ كل إمامٍ قائمٍ منهم هُوَ مهديُّ زمانه ، وأنَّ المتأخرين دونَ المتقدمين من الزيدية هُم مَن تكلَّمَ وأثبتَ وجود مهديٍّ في آخر الزمان بعينه ورسمه ، ولَم يكن مُستندهم أقوال أهل البيت بل أقوال وروايات العامة من أهل الحديث، وأضافَ أنَّ مصادر الزيدية إنّما تكلّمت عن المهدي درايةً بدون رواية ، بمعنى تقريراً واستنتاجاً وفَهماً من أفعال أشخاص أئمتهم دونَ قولهِم وروايتهم ، كموقف أهل البيت مع النفس الزكية (ع) ، واستدلَّ بنصٍّ اقتبسهُ من كتاب ( الزيدية قراءة في المشروع وبحث في المكونات ) للسيد العلامة عبدالله بن محمد حميد الدين أعلا الله مقداره ، وكان نصّ كلامه ما يلي :

(( من اللافت للانتباه أنّهُ لَو بُحِثَ في قديم مؤلّفات الزيدية لن يجد الباحث الكثيرَ عن المهدي ، بَل لَعلّهُ لن يجدَ أكثرَ مِن بضعِ صَفحات . وأمَّا ما رُويَ عنه في فتراتٍ متأخرة فمأخوذةٌ مِن كُتُب الحديث التي رواها غير أهل البيت ، بل غير الزيدية عموماً . والظاهر من النصوص أنَّ أهل البيت يقولون بأنَّ هُناكَ مهدياً مخصوصاً ، هذا يظهرُ مِن موقفهم من محمد بن عبدالله النفس الزكية ، فقد اعتُقِدَ فيه أنّه هُو المهدي ، فلعلَّ أمر المهدي ممّا يتناقلُ بينهُم معرفةً وليس رواية . . كما تكلم فيه الإمام القاسم بن إبراهيم، وأشار إليه وإلى كريم أوصافه الإمام الهادي يحيى بن الحسين. ولكن أيضاً نجد أن الزيدية لم تكثر من وضع المؤلفات عنه وعن أحواله. ولعل السبب يعود إلى رؤية الزيدية لمفهوم المهدية. هذه الرؤية نجد أصلها في كلام إبراهيم بن عبدالله بن الحسن (ت145هـ) لما سئل عن أخيه، أهو المهدي؟ فقال : المهدي عدة من الله لنبيه وعده أن يجعل من أهله مهدياً لم يسمه بعينه ولم يوقت زمانه، وقد قام أخي بفريضته عليه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن أراد أن يجعله الله المهدي الذي يذكر فهو فضل الله يَمُنُّ به على من يشاء من عباده، وإلا فلم يترك أخي فريضة الله عليه لانتظار ميعاد لم يؤمر بانتظاره. يدل النص على أن موضوع المهدي ليس إلا فضلاً من الله يسعد به من جاءه، ولكنه ليس الأمل الوحيد المعقود عليه في إحداث التغيير وبالتالي فإن حضوره في الثقافة الزيدية لم يتجاوز كونه فضلاً من الله يؤتيه من يشاء. بخلاف المهدي عند الفرق الأخرى التي أصبح هو الأمل المنشود والوحيد للتغيير في المجتمع المسلم. إن الحق يمكن أن يعود، والعدل يمكن أن يقام بغياب المهدي. توجب الزيدية السعي إلى أن يكون لكل عصر مَهْدِيُّهُ الذي يملأ زمانه عدلاً وقسطاً.)) [1] انتهى بحروفه.

وهُنا سنُحاول جاهدين لتوضيح غامض كلام السيد عبدالله حميد الدين قدر المستطاع ، على أنّ كلامه ما خلا من إشارات لوجود نصوص زيدية تُثبت إماماً مهديّاً في آخر الزّمان ، وليسَ فيه ما يجعلُ الباحث يقطع بانتفاء مثل هذه العقيدة عن سادات أهل البيت (ع) ، فنقول وعلى الله التكلان :


[ الإمام المهدي عند سادات أهل البيت الزيدية ]



اسمه : محمد بن عبدالله ، من ولد فاطمة الزهراء (ع) . من أبناء الحسن أو الحسين (ع).


قال الإمام عبدالله بن حمزة (ع) ، لمَّا تظاهرَت الروايات في هل هُو من أبناء الحسن أو الحسين : ((وقد أجملَ كثيرٌ من الأئمة عليهم السلام في هذا الباب، وذَكَروا أن المهدي مِن ولَد فَاطِمَة عليها السلام، ولَم يَعنوا بِمَا ورَاء ذَلك، وهَل هُوَ مِن ولَدِ الحسن أو من ولدِ الحسين عليهم السلام ، لأنَّ الكلَّ مَعدنُ الإمَامَة ومَحلّ الرئاسة والزّعَامَة ))[2].

ولادته و مكان ظهوره : يولَدُ في آخر الزمان ، ويُظهرهُ الله وينصرهُ على عدّوه ، وهو أحد علامات الساعة الكبرى ، ويظهرُ في اليمن ، وقيل في مكة .

مدة ملكه واستحكامه : يعيش بعد أن يملكَ ويستحكم على الأرض ، سبع سنين ، وقيل ثمان ، وقيل عشرين سنة .[3]


[ روايات سادات أهل البيت الزيدية في المهدي (ع) ]


أ‌- [ما أُثِرَ عن الرسول (ص) ]


1. عن أبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على نفرٍ من أهل بيته فبكى، فقال بعضهم: ما أبكاك يا رسول الله؟ فقال : (( إنَّا على ذلك أهل بيتٍ اختار الله تعالى لنا الآخرة على الدنيا، إن أهل بيتي سيلقون بعدي أثرة، وبغضاً من الناس، وتشريداً في البلاد، ثم يفرج الله عنهم برجل منا. ))[4] .


2. عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((نَحْنُ سَبْعَةٌ بَنُو الْمُطَّلِبِ سَادَاتُ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنَا، وَأَخِي عَلِيٌّ، وَعَمِّي حَمْزَةُ، وَالْحَسَنُ، وَالْحُسَيْنُ، وَالْمَهْدِي ))[5]


3. عَنْ فَاطِمَةَ -عَلَيْهَا السَّلاَمُ- أَنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ، قَالَ لَهَا: (( الْمَهْدِيُّ مِنْ وَلَدِك))[6] .


4. عن عبدالله بن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال : (( لا تَذهَبُ الدّنيا حَتّى يَمْلِكَ العَرَبَ رَجُلٌ مِن أهْلِ بَيتِي ، يُواطِئُ اسْمُهُ اسْمِي ، واسْمُ أبيهِ اسْمُ أبِي ، يَمْلأُ الأرضَ قِسْطَاً وعَدْلاً ، كَمَا مُلئَتْ جَوْارَاً وظُلمَاً ))[7] .

5. عن أم سلمة قالت: قلتُ: يا رسول الله (ص) مِمَّن المَهْدِي؟ قالَ: (( مِنْ بَنِي هَاشِم، قُلتُ: مِنْ أيِّ وَلَدِ بَنِي هَاشِم؟ قَالَ: مِنْ وَلَدِ عَبْدِ المطَّلِب، قَالَت: قُلتُ: مِن أيّ وَلَدِ عَبدِ المُطَّلِب؟ قَالَ: مِن بَنِي فَاطِمَة))[8].


6. عن ابن عبّاس قال : قالَ رسول الله (ص) : (( أوّلُ سبعةٍ يَدخلونَ الجنّة : أنَا ، وحَمزَة ، وجَعفَر ، وعَلي ، والحَسَن ، والحُسين ، والمهدي محمد بن عبدالله ))[9] .


7. عن أبي أيوبٍ الأنصاري : أنَّ رسولَ الله (ص) مَرِضَ مَرضاً شديداً ، فاشتَدَّ عليهِ مَرَضُه ، فَدَخَلَت عليه ابنتهُ فاطمة تعودُه ، وقَد كانَ ناقِهَاً من مَرَضِه ، فلمَّا رأت ما برسولِ الله (ص) من الجَهْد خَنَقَتها العَبرةُ حتَّى جَرَتْ دَمعَتُهَا على خَدِّها ، فقال لها .... : ( يا فَاطِمَة ، إنَّا أهلَ بَيتٍ أعطَانَا اللهُ سبعَ خِصالٍ ، لَم يُعطِها أحداً مِنَ الأوّلين ، ولَنْ يُدرِكَها أحدٌ من الآخرين َ غيرَنا : نَبِيُّنَا أَفْضَلُ الأَنْبِيَاء وهُوَ أبُوك ، وَوَصِيّنَا خَيرُ الأوصِياء وهُوَ بَعلُك ، وشَهِيدُنَا خَيرُ الشّـهَدَاء وهُو حَمْزةٌ عَمُّك ، ومِنَّا مَنْ لَهُ جَنَاحَانِ خَضِيبانِ يَطِيرُ بِهِمَا فِي الجنّةِ حَيثُ يَشَاء ، وَهُوَ جَعفَرٌ ابنُ عَمِّك، ومِنَّا سِبطَا هَذِهِ الأمَّةِ وهُمَا ابْنَاكِ الحسنِ والحُسين ، وَمِنّا والذَي نَفْسِي بِيدِه مَهْدِيُّ هَذِه الأمّة ))[10] .


8. عن أبي الطّفيل ، عن عليّ (ع) ، أنَّ النبي (ص) قال : (( لَو لَم يَبقَ في الدّنيا إلاّ يومٌ واحِد ، لطوَّلَ الله ذلكَ اليَوم ، حتَّى يَبعثَ اللهُ رَجلاً مِن أهلِ بيتي يملاهَا عدلاً كما مُلِئَت جَوراً ))[11] .


9. عن عليٍّ (ع) ، قال : سَمعتُ النبي (ص) يقول : (( مَهَدِي أمُتِي مِن أهلِ بيتِي جوادٌ بالمالِ رحِيمٌ بِالمَساكِين ))[12] .


10. وبرواية القاسم بن إبراهيم ، قال رسول الله (ص) : ((المهدي اسمهُ باسمي، واسمُ أبيهِ باسمِ أبي، سَخِي على المال، شديدٌ على العمال، رحيمٌ بالمساكين ))[13] .


11. وعن الأمير شرف الدين الحسين بن بدرالدين (ع) ، ينقل العلامة أحمد بن محمد الشرفي (ع) ، قول الرسول (ص) : (( يخرجُ المَهدِي فِي أُمّتِي يبعثهُ اللهُ غياثاً للنّاس ، تَنعُمُ الأمّة وتعيشُ الماشية ، وتُخرِجُ الأرضُ نباتَها ، ويُعطَى المالُ صحاحاً ))[14] .


12. وعن الإمام الحسين بن القاسم العياني (ع) ، ينقل العلامة أحمد بن محمد الشرفي (ع) ، قول الرسول (ص) : (( يظهرُ في آخر الزَّمان رجلٌ يُسمَّى أميرَ الغَضبِ لله ( وقيلَ أميرَ العُصَب ) ، لهُ أصحابٌ مَنحُوون مَطرودونَ عن أبواب السلاطين ، مُصونَ يجتمعونَ إليه مِن كلِّ أوبٍ كما يجتمعُ قزعُ الخريف ، يُمَلِّكهُ الله مشارقَ الأرضِ ومَغارِبها ))[15] .


ب‌- [ما أُثِرَ عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ]


13- عن عليٍّ (ع) ، أنّه قال : (( المَهديُّ مِنّا أهلَ البَيت ، يًصلِحهُ اللهُ في ليلَة ))[16] .


14- وعن الإمام أحمد بن سليمان (ع) ، ينقل العلامة مجدالدين بن محمد المؤيدي (ع) ، قول أمير المؤمنين (ع) : (( أولّنا مُحمَّدُ بن عبدالله ، وأوسَطُنَا مُحمَّدُ بن عبدالله ، وآخرُنا مُحمَّدُ بن عبدالله )) ، فالأوّلُ مُحمَّدُ بن عبدالله النبي (ص) ، والأوسَطُ مُحمَّدُ بن عبدالله النفس الزكية (ع) ، والآخرُ مُحمَّدُ بن عبدالله المهدي[17] .


ج- [ما أُثِرَ عن زيد بن علي بن الحسين (ع) ]


15- عن أبي خالد، قال: سألنا زيد بن علي عليهما السلام عن المهدي أكائنٌ هو؟ فقال: نعَم، فقيل له: أمِنْ ولَدِ الحسنِ أم مِن ولَد الحُسين؟ فقال زيد عليه السلام: (( أما أنّهُ مِن ولَدِ فَاطمة صلوات الله عليها، وهو كائنٌ مِمَّن شَاءَ الله مِن وَلَدِ الحَسنِ ، أمْ مِن وَلَدِ الحُسَين صلوات الله عليهم ))[18] .


16- حدثنا سفيان ابن خالد الأعشى، قال: دخل نفر من أهل الكوفة على زيد بن علي حين قَدِمَ الكوفة، فقالوا: يا بن رسول الله، أأنت المهدي الذي بلغنا أنه يملؤها عدلاً؟ قال: لا، قالوا: فنخشى أن تكون علينا مفتاح بلاء، قال: ويحكم وما مفتاح بلاء؟ قالوا: تَهدِمُ دُورَنَا، وتَسبِى ذَرارِينا، ونُقَّتلُ تَحتَ كِل حَجَر، قال: (( ويحَكُم ! أمَا عَلِمتُم أنَُّه لَيسَ مِن قَرن تَمشُوا إلاَّ بَعثَ الله عز وجل مِنَّا رَجُلاً ، أو خَرَجَ مِنا رجُلٌ حُجةٌ عَلى ذلك القرن، عَلِمَهُ مَن عَلِم وجَهِلَه مَن جَهِل ))[19] .


17- حدثنا قاسم بن محمد بن عبدالله بن عقيل بن أبي طالب، قال: قال زيد بن علي: (( المهدي حقٌ، وهو كائن منَّا أهل البيت، ولَن تُدركُوه وذَلكَ يَكونُ عِندَ انقطاعٍ مِنَ الزمَن، فلا تنكلوا عَن الجِهَاد مَعَ الدَّاعِي منَّا إلى كِتَابِ الله وسُنّةِ رسَولِه القَائم بذلك المَوثوق به، إمِامٌ لَكُم وحُجَّةٌ عَليكُم فَاتبعوهُ تَهتَدوا ))[20] .


د- [ما أُثِرَ عن عبدالله بن الحسن بن الحسن (ع) ]


18- روى أبو العبّاس الحسني بسنده ، إلى رجل من أصحاب عبدالله المحض (ع) ، أنّه قال: (( أتيناه –يعني عبدالله بن الحسن- وهُوَ في المحمَل وقَد حَمَلَهُ أبو جَعفر، فَقُلنَا لَهُ: يا بنَ رَسول الله ، محمّد ابنكَ المهدِي، فَقَال: يَخرُج محمّد مِن هَاهُنا؛ وأشَار إلى المدينة؛ فَيكونُ كَلحس الثّور أنفه حَتى يُقتَل، ثمّ يَخرُج إبراهيمُ مِن هَاهُنا فَيكون كلحسَة الثّور أنفه «حتّى يُقتل»، ولكنْ إذَا سَمِعتُم بالمأثور قَد خَرَجَ بخراسان فَهوَ صَاحبُكم ))[21] .


هـ- [ما أُثِرَ عن إبراهيم بن عبدالله بن الحسن بن الحسن (ع) ]


19- عن طاهر بن عبيدٍ، عن إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن (ع) ، أنهُ سُئِلَ، عَنْ أخِيهِ مُحَمَّد (ع) ، أهُوَ المَهْدِي الذِي يُذكَر ؟ ، فَقَالَ (ع) : (( المَهدِي عِدَةٌ مِنَ الله تعالى لِنَبيّهِ (ص) ، وَعَدَه أنْ يَجعَلَ مِن أهلِه مَهدِياً ، لَمْ يُسَمِّهِ بِعينِه ، ولَمْ يُوقِتْ زَمَانَه ، وقَدْ قَام أخِي للهِ بِفَريضَتِه عليه فِي الأمْرِ بالمَعروفِ والنهي عَن المنكر، فإنْ أرادَ الله تَعَالَى أن يَجعَلَهُ المهدِيَّ الذِي يُذكَر ، فَهُو فَضْلٌ مِن الله يَمُنُّ بِه على مَن يَشَاءُ مِن عَبادِه، وإلاَّ فَلَم يَترُك أخِي فَريضَة اللهِ عَليهِ ، لانتظَارِ مِيعَادٍ لَم يُؤمَر بِانتظارِه ))[22] .

قال الإمام عبدالله بن حمزة (ع) :

(( وقولُ الإمام إبراهيم بن عبدالله (ع) : المَهدِي عِدَةٌ مِنَ الله وَعَدَها نبيّه، أنْ يَجعَلَ مِن ذُريّتهِ رَجلاً مَهدِياً ، لَمْ يُسَمِّهِ بِعينِه ، ولَمْ يُوقِتْ زَمَانَه ، ولا إشكَالَ فِيه، نَقول : إنّهُ لَمْ يُعَيّنهُ ، فَيَقُول : هُو مُحَمَّدٌ هَذَا ، ولا يَقَولُ : إنّهُ يَخْرُجُ لِسَنَةِ كَذَا، وكَذَا ))[23] .

قلتُ : والسؤالُ وُجّهَ للإمام النفس الرضية (ع) ، قبلَ أن يُقتَلَ أخوه النفس الزكية (ع) .


و- [ما أُثِرَ عن إدريس بن عبدالله بن الحسن بن الحسن (ع) ]


19- وذلكَ أنهُ قالَ في رسالته الشهيرة لأهل المغرب ، مُتكلّماً عن المهدي العباسي : (( ثم مَلَكَ بَعدَهُ ابنهُ الضّال، فَانتَهَكَ الحُرمَات، واتّبعَ الشّهَوات، واتّخَذَ القَينَات، وحَكَمَ بِالهَوَى، واسْتَشَارَ الإمِاء، ولَعِبَت بِه الدّنيا، وزَعَمَ أنّهُ المَهْدِيُّ الذَي بَشَّرَت بِهِ الأنْبيَاء .. ))[24] .


ز- [ ما أُثِرَ عن القاسم بن إبراهيم الرسي (ع) ]


20- قالَ القاسم بن إبراهيم (ع) : (( ودلّ [ الرسول (ص) ] على المَهدِي باسْمِه ونَسَبِه وفِعلِه ))[25] .


21- أنشأ الإمام القاسم (ع) مُتأملاً دولةَ المهدي (ع) :

عَسَى بالجنوبِ العارياتِ سَتكتَسي ***** وبِالمُسْتذلِّ المُستَظَامِ سينصرُ
عَسَى مشرب يَصفو فتـروى ظميـة ***** أطالَ صَداهَا المنهل المتكدرُ
إلى قوله :

عَسى الله لا تـيأس مِـنَ الله إنّهُ ***** يسيرٌ عليهِ ما يعزُّ ويكـبرُ
إلى قوله :

عَسَى فرجٌ يأتي بهِ اللهُ عاجـلاً ***** دولَةِ مَهدِيٍّ يقومُ فيظـهرُ[26]


ح- [ ما أُثِرَ عن الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين (ع) ]


22- قال يحيى بن الحسين (ع) ، بعد أن تشكَّى من الزمان ، وظهور علامات الفساد: (( فكأنّي بيعسوبِ الدّينِ قَدْ ضربَ بِدِينِهِ ، وَجَأَرَ إلى رَبّهِ ، فأجابَ اللهُ دَعوتَهُ ، ..، بِرَجُلٍّ مِن أهلِ بيتِ نبيِّهِ ، .. ، ويُحِييَ الله بِبَرَكَةِ الطّاهِرِ المهدِي دَعْوةَ الحَقّ، ويُعْلِنَ بِه كَلِمَةَ الصِّدق))[27] .


23- أنشأ الإمام الهادي (ع) يمتدحُ المهدي (ع) :

كَريمٌ هَاشميٌ فَاطِميٌّ جَامِعُ القلـبِ ***** رؤوفٌ أحمديٌّ لا يَهابُ الموتَ في الحربِ
تَرَى أَعداؤهُ مِنهُ حذار الحتف في الكرب ***** شُجاعٌ يُتلفُ الأرواحَ في الهَيجاءِ بالضَّر
رَحيمٌ بأخي التّقوى شَديدٌ بأخي الذّنب***** حَكيمٌ أوتيَ التّقوى وفَصلُ الحُكم والخطب

بِعَدْلِ القَائِمِ المَهْدِيِّ غَوثُ الشّرقِ والغَربِ[28]


صفات الإمام المهدي (ع) ، وحالهُ حالَ خروجه :


* قال الإمام الهادي إلى الحق (ع) :

(( فكأنّي بِيعْسوبِ الدّينِ قَدْ ضربَ بِدِينِهِ ، وَجَأَرَ إلى رَبّهِ ، فأجابَ اللهُ دَعوتَهُ ، ورَحِمَ فَاقَتهُ ، وكَشَفَ غُمّتَهُ ، وأنْزلَ نُصرَتَهُ ، وأظهَرَ حُكمَهُ ، وانتَعشَهُ بعدَ هلاكِه ، وأحياهُ بعدَ وفاتِهِ ، وقوَّاهُ بَعدَ ضَعفِهِ ، بِرَجُلٍّ مِن أهلِ بيتِ نبيِّهِ ، فَيُظهرُهُ في بَعضِ أرضِهِ ، ويُقيمُ به عَمودَ الدّين ، ويُعِزَّ به المؤمنين ، ويُقِلُّ الكافرين ، ويُذِلُّ الفاسقين ، ويَحَكُمُ بكتابِ ربِّ العَالَمين ، يُمَكِّنُ اللهُ لهُ في أرضِه وطأته ، ويُظهرُ كَلِمَتَهُ ، ويُعزُّ دَعوتَه ، ويُشبِعُ بهِ البُطونَ الجائعة ، ويَكسُو به الظهورَ العارية ، ويُقوّي بهِ ضعفَ المُستضعفين ، ويُزيلُ به ظُلمَ الظَّالمين ، ويَرُدًّ بهِ الظُّلاماتِ ، ويَنفي بهِ الفاحشات ، ويُطفئُ به نارَ الفِسق ، ويُعلي بهِ نورَ الحق ، ويُؤيدهُ بالنصر ، وينصرهُ بالرّعُب ، ويُعزُّ أولياءه ، ويُذلُّ أعداءه ، فَكُلَّّ ما مَلكَ منَ الأرضِ بلداً ، دعاهُ الغضبُ لربّهِ إلى طَلَبِ غيرِه حتَّى يَملِكَ البلادَ كُلَّها ، ويَطأَ الأمُمَ بأسرِها ، بعونِ اللهِ وتوفيقِهِ ، ونَصرهِ وتأييدِه ، فَيَملأُ الأرضَ عدْلاً وقِسطاً ، كمَ مُلِئَت جوراً وظُلماً ، لا تأخذهُ في الله لومةُ لائم ، يجتمعُ إليهِ أعوانهُ ويَلتئمُ إليهِ أنصارُه مِن مَناكِبِ الأرضِ كُلِّهَا ، كَما يجتمعُ قزعُ الخريف في السماء .

هَاهٍ هَاهْ !! كَأنّي بِه يَقْدُمُ الألُوف، ويَجْدعُ مِن أعْدَائهِ الأنُوف، ويَخُوضُ الحُتُوف، ويَفُضُّ الصُّفُوف، بِعَسَاكِرٍ كَثِيرَةُ الغَوائِل، فِيهَا حُمَاةُ الليوثُ القَواتِل، تَطِيرُ بِالضَّربِ ذَواتُ الأنَامِل، وتَفرِي بِالبِيضِ شُهبُ المَحَافِل، حَتَّى إذَا تَنَازَلَ الفُرسَان، وظَهَرت دَعوةُ الرّحمن، ودَعَا إلى الحقّ كُلُّ إنسَانٍ، وتَنَاوشَ الأقْرَان، واخْتَضَبَ المِرَان، وحَمِيَ الطِّعَان، وَطَاحَ الهَام، واخْتَلَطَ الأقْوَام، وقَهَرَ الإسْلام، وظَهَرَتْ دَعوَةُ مُحَمَّدٍ عليه السلام، ونُصِرَ هُنالِكَ المؤمنُون، وخُذِلَ الكَافِرون، ومَن بَغَى عَليهِ لَينْصُرَنّهُ الله إنَّ الله لَقَويٌّ عَزيز.

فَحِينَئذٍ يَتِمُّ نَصرُ الله لِلمُحِقّينْ، ويَصِحُّ خِذلانُه و هَلاكُهُ للفَاسِقِين، ويَجْتَثّ الله أصْلَ أئمةِ الجورِ الضّالين، ويُحْييَ الله بِبَرَكَةِ الطّاهِرِ المَهْدِي دَعْوةَ الحق، ويُعْلِنَ كَلِمَةَ الصّدق، وَيَمُنُّ بذلكَ ويَتَفَضّلُ به عَلَيه، ويُحسِنَ تَأييدَهُ وتُوفِيقَهُ فِيه . )) [29] .


******

[ الإمام المهدي (ع) ، وفلسفة الغيبة ]

ثبتَ ظهورُ المهدي (ع) ، في آخر الزّمان عن طريق الشيعة الزيدية ، وعن طريق العامّة من السنة والإمامية في غير مقام ، واختُلِفَ في الماهية لهذا الظهور ، أظهورٌ هُوَ بدون حياةٍ وغيبةٍ مُسبَقة ، أو ظُهورٌ بغيبةٍ وحياةٍ مُسبَقة ، والأخيرُ هُو قولُ الإمامية ، وهُو محورُ كلامنا ، لأنّا وأهل السنّة نتفّق في كيفية الظهور ، فيُتوجَّهُ الكلام إلى الإمامية من الشيعة ، القائلين بغيبة الإمام الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري (ع) .

وبادئَ ذي بدء ، يجب أن يعَلمَ الجاهل ، ويتذكَّر المُتعلّم ، ويُركّز المُثقّف ، أنَّ قضية المهدوية والغيبة ، ما ادّعاها قومٌ في إمامٍ لهم ، إلاَّ وشنّعَت عليهم الأمّة بأسرها ، أيَّما تشنيع ، لأنّهُ لا دليلَ عليها لا من الكتاب ، ولا مِنَ السّنة ، ولا مِنَ العقل ، ولا يضيرنا أن ننعتَ من اعتقدَ بهذا الاعتقاد من شواذّ الزيدية من غيبة النفس الزكية (ع) ، أو محمد بن القاسم الطالقاني (ع)، أو الحسين بن القاسم العياني (ع) ، بأشد وأردى النّعوتات ، لأنّهم خالفوا المعلوم ضرورةً من الدين ، ومَا لهؤلاء الأئمة مِن ذنبٍ إلاّ أنّ هؤلاء الغلاة أتباعُهم ، والله المُستعان .

وهذه ردّة فعل الإمامية الجعفرية أنفسهم ، مع مَن قال بغيبة الإمام جعفر الصّادق (ع) ، أو قال بغيبة موسى الكاظم (ع) ، أو قال بغيبة الإمام علي الرضا ، ولعلَّ هذه الفرقة من الشيعة أكثرُ فرقةٍ ادّعت المهدوية والغيبة في أئمتها ، إلى أنَّ استقرَّ بها النّوى بالقول بغيبة ومهدوية ابن الحسن العسكري ، وكلَّ مهدويةٍ من مهدوياتهم تُبطلُ التي قبلها ، وهذا والله من أكبرِ ما يُصادم مصداقيّة نصّهم الإثني عشري في أئمة أهل البيت ، إذ هُو يُعبّر عن جهل مُركّب صادرٍمن أتباع هؤلاء الأئمة ، عندما يَقِفُونَ على غيبة الإمامِ بَعدَ الإمام ، وكأنّهم لَم يَسمعوا عن نصٍّ ظاهرٍ مشهورٍ تزعمه الإمامية في أئمتهم بأسماءهم وأعيانهم ، فيا ليتَ قومي يعلمون ، ويشحنوا العقول ، بما فطرها عليه ربّها ، وهو حسبنا ونِعمَ الوكيل .

مدخل :

[ المهدي ( محمد بن الحسن ) ، عند الإمامية ] :

1- اسمه : محمد بن الحسن .


2-ولادته : سنة 255 للهجرة .



3- أمّه : نرجس ، وقيلَ سوسن ، وقيلَ صقيل ، وقيلَ ريحانة ، وقيلَ حكيمة ، وقيلَ مليكة ، وقيلَ مريم[30] !! ، فهلَ بلغَ الغموض إلى هذه الدّرجة معشر الإمامية في اسم أمّ المهدي !! .


4- الحمل ، والولادة ، وما بعدَ الولادة :

قبل إيرادِ ما جاءت به الأخبار الإمامية عن ولادة المهدي م ح م د ! ابن العسكري ، نطلب استلهامَ مقولة : (( أنَّ دين الإمامية بالمنقول ، والزيدية بالمعقول )) .

* قال الشيخ الطبرسي ، في كتابه إعلام الورى ، في ميلاد المهدي (ع) :

1- (( فَمِنَ الأخبار التي جَاءت فِي مِيلادِه عليه السلام : ما رَواه الشيخ أبو جعفر بن بابويه ، عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن محمد بن يحيى العطّار ، عن الحسين بن رزق الله ، عن موسى بن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال : حدثتني حكيمة بنت محمد بن علي الرضا عليهما السلام، قَالَت : بَعَثَ إليَّ أبو محمد الحسن بن علي عليهما السلام فَقال : « يَاعَمّة ، إجْعَلِي إفْطَارَكِ الليلَة عِندَنَا ، فِإنَّها لَيلةُ النِّصفِ مِن شَعبَان ، فِإنَّ الله تَعالى سَيُظهِرُ فِي هِذِهِ اللّيلًة الحُجّة ، وهُوَ حُجَّتُه فِي أرْضِه » .
قالَ : فقلتُ لَه : وَمَنْ أُمّه ؟
قال : « نَرجِس » .
قلتُ لَه : جَعَلَنِي الله فِدَاك ، مَا بِهَا أثَرْ!
فَقال : « هُو مَا أقُولُ لَكِ » .
قَالَت : فَجِئتُ فَلمّا سَلَّمْتُ وَجَلَسْتُ ، جَاءتْ تَنْزِعُ خُفّي ، وقَالَت لِي : يَا سيّدتِي كَيفَ أَمْسَيتِ ؟
فَقُلتُ : بَلْ أنْتِ سَيّدَتِي وسَيّدةُ أهْلِي .
قالَت : فَأَنْكَرَتْ قَولِي ، وقَالَتْ : مَا هَذَا ؟!
فَقلتُ لها : يَا بُنيّة ، إنّ الله تَبارَكَ وتَعالى سَيَهَبُ لَكِ فِي لَيلَتِكِ هَذِه غُلامَاً سيّداً فِي الدّنيا والآخِرَة .
قَالَت : فَخَجِلَتْ واسْتَحيتْ ، فَلَمَّا أنْ فَرغْتُ مِن صَلاةِ العِشَاء الآخِرة ، أفْطَرتُ وأخَذْتُ مَضْجَعي ، فَرَقَدت ، فَلَمَا أنْ كانَ فِي جَوفِ الليل ، قُمتُ إلى الصّلاة ، فَفَرغتُ مِن صَلاتي وهِي نَائمةٌ لَيس بِهَا حَادِث ، ثُمَّ جَلَسْتُ مُعقبة ، ثُمَّ اضْطَجَعتُ ، ثم انْتَبهْتُ فَزِعَة وهِي راقِدَة ، ثمّ قَامَت فَصَلّت ونَامَتْ .
قَالَت حَكيمة : وخَرَجتُ أتَفَقّدُ الفَجر ، فإذا أنَا بالفَجرِ الأوّل كَذَنبِ السّرحان ، وهِي نائمة ، قَالَت حَكِيمة : فَدَخَلتْني الشّكُوك ، فَصَاح بِي أبو مُحمّد مِنَ المَجلِس ، فَقال : « لا تَعجَلي يَا عَمّة ، فَهَاكَ الأمْرُ قَد قَرُب » .
قالَت : فَجَلَستُ فَقَرأتُ « الم السجدة » و« يس » فَبينَمَا أنَا كَذَلِك ، إذْ انتبهْتُ فَزِعَة فَوثَبْتُ إليهَا ، فَقلتُ : اسْم الله عَليك ، ثمّ قُلتُ لَهَا : هَل تحسّين شيئاً ؟ قالَت :نَعَم .
فَقلتُ لها : اجْمَعِي نَفْسَكِ ، واجْمعِي قَلبَكِ ، فَهُو مَا قُلتُ لَك .
قَالت حَكِيمة : ثمَّ أَخَذتني فترة وأخَذَتهاْ فترة ، فَانْتبهْتُ بِحِسّ سيّدي ، فَكَشَفْتُ الثوبَ عَنهُ ، فإذا بِهِ عليه السلام سَاجِداً يَتَلقّى الأرْضَ بِمَسَاجِدِه ، فَضَمَمْتُه إليَّ ، فإذَا أنَا بِه نَظيفٌ مٌنَظّف ، فَصَاح بِي أبو مُحمّد عليه السلام : « هلمّي إلف ابْنِي يَا عمّة » .
فجئت بِهِ إليه ، فَوَضَع يَديهِ تَحتَ إلْيتيه وظَهره ، وَوَضَعَ قَدَميهِ عَلى صدرِه ، ثمّ أدلى لِسَانَه في فِيه ، وأمَرهَ يَدَهُ عَلى عَينيه ، وسمَعَهُ ومَفَاصِلَه ، ثمَّ قَال : « تَكلّمْ يَا بُنيّ » .
فقالَ : « أشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلاَّ الله ، وأشهَدُ أنّ مُحمَّداً رَسُولُ الله »، ثمّ صَلَّى على أميرِ المؤمنين ، وعَلى الأئمَة عليهم السلام ، إلى أنْ وَقَفَ عَلَى أبيهِ ، ثمَّ أحْجَم .
ثمَّ قالَ أبو محمد عليه السلام : « يَا عمّة اذْهَبي بِه إلى أُمّهِ لِيُسَلِّمَ عَلَيهَا ، وائتِنِي بِه »، فَذَهبتُ بِهَ فَسَلّمَ ، وَرَدَدْتُه وَوَضَعتُه فِي المَجِلِس ، ثمَّ قالَ عليه السلام : « يَا عَمَّة إذِا كَانَ يومَ السَّابِعِ فَائِتينَا » .
قَالَت حَكِيمة : فَلَمَّا أصْبَحتُ جِئتُ لأُسَلَّمَ عَلَى أبي محمد عليه السلام ، وَكَشَفْتُ السِّترَ لأتَفَقَّدَ سَيّدّي فَلَم أرَه ، فَقُلتُ لَه : جُعِلتُ فِدَاكَ مَا فَعَلَ سَيّدي ؟
قَالَ : « يَا عَمَّة اسْتَودَعنَاهُ الذّي اسْتَودَعَت أمّ مُوسَى مُوسَى » .
قالَت حَكيمة : فَلَمّا كَانَ يومُ السّابِع ، جِئتُ وسَلَّمتُ وجَلَستُ ، فقالَ : « هَلُمّي إليّ ابْني » ، فَجِئتُ بِسَيَّدِي عليه السلام وهُو فِي الخِرقَة ، فَفَعَلَ بِه كَفِعلَتِه الأولَى ، ثمّ أدْلَى لِسَانَه فِي فِيهِ كأنَّمَا يُغَذّيه لَبَنَاً أو عَسَلاً ، ثم قَالَ : « تَكَلَّمْ يَا بُنَي » .
فقالَ عليه السلام : « أشهدُ أن لا إلهَ إلاّ الله » وثَنَّى بِالصَلاةِ عَلَى مُحمَّدٍ وعَلَى أمير المؤمنين عليهما السلام ، وعَلَى الأئمة ، حَتى وقَفَ عَلى أبيهِ عليهم السلام ، ثمَّ تَلا هَذِهِ الآية : { وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُون } .

قَالَ مُوسَى : فَسَألتُ عُقبَة الخَادِم عَن هَذا ، فَقَالَ : صَدَقَت حَكيمة . ))[31] انتهى بحروفه .

2- قال الطّبرسي :

(( قال إبراهِيم بن محمد : وَحَدّثني نَسِيم الخادم ، قَال : قَالَ لِي صَاحِب الزّمان - وقَدْ دَخَلتُ عَليهِ بَعْد مَولِدِه بِلَيلَة !! ، فَعَطَسْتُ - فقالَ : « يَرحَمُكَ الله » ، قَالَ نَسِيم : فَفَرِحتُ بِذَلك . فقالَ : « ألا أُبشّركَ بالعُطَاس ؟ » ، فَقُلتُ : بَلَى .فَقالَ : « هُو أمَانٌ مِن الموتِ ثلاثةَ أيام » )) [32] انتهى بحروفه.

تعليق : التعليقُ لأولي الحجا ، والنُهى ، على هذه الولادة التي لا بيانٌ فيها لأثرِِ الحَمْل ، إلاّ في عشيةٍ وضُحاها ، بل ولادةٌ مُباشَرة !! ، والرسول (ص) مكثَ في بطن آمنة بنت وهب رضي الله عنها ، ما شاء الله أن يَمكُث ، وتأمّل الكلام مِن م ح م د !! في المهدِ مع أبيه ، ومعَ نسيم الخادم ، والله المُستعان . والعجبُ واللهِ كُلُّ العَجب ، من العُقلاء يَردّون أحاديثَ وضعِ الرّب جلا وعلا قَدَمهُ في النّار ، إلى أن تقولَ : " قَطٍ قَطْ " ، ولا يتخيّلونَ هذا ، ويُعزونهُ إلى الإسرائيليات ، وهُم يُصدّقون بهذا الحديثِ وأمثاله ، وكُلّما عِشتَ أراكَ الدّهرُ عَجباً إلى عَجَب .

3- ثمّ انظر حكيمة تزور الحسن العسكري أبو محمد بعدَ أربعينَ يوماً من ولادة الحجة المهدي ، فتقول : بَعدَ أن كانَ أربعونَ يوماً دَخلتُ عَليه فإذَا أنَا بِصَبيٍّ مُتَحَرِّك ، يَمشِي بَينَ يَدَيه ، فَقُلتُ : سَيِّدِي هَذَا ابنُ سَنَتين ؟ فَتَبَسَّمَ ثمَّ قَال : (( إنَّ أولادَ الأنبياءِ والأوصياء إذا كَانُوا أئمةً ، يَنْشَؤون بِخِلافِ مَا يَنشَأ غَيرُهُم ، وإنَّ الصَّبي مِنَّا إذَا أتَى عَليهِ شَهرٌ كَانَ كَمَن يَأتِي عَليه سَنة ، وإنَّ الصبيَّ مِنَّا لَيتَكلَّمُ فِي بَطنِ أمِّه ، ويَقرأُ القُرآن ، ويَعبُدُ ربَّه عز وجل ، وعِندَ الرّضَاع تُطيعُه الملائكة ، وتَنزِلُ عَليهِ كُلَّ صَباحٍ ومَسَاء . فَلَمْ أزَلْ أرَى ذَلك الصَّبي كُلَّ أربَعينَ يَومَاً ، إلى أنْ رأيتُه رَجلا قَبْلَ مُضِيِّ أبي مُحمّد بَأيَّامٍ قَلائل ، فَلَم أعْرِفْهُ، فقلتُ لأبي محمد : مَنْ هَذا الذي تَأمُرني أنْ أجْلِسَ بَينَ يَديْه ؟ فَقَال : ابنُ نَرجِس ، وهُو خَليفَتي مِن بَعدي )) ([33]) .

تعليق : انظُر هذا الأثر عن الحسن العسكري (ع) ، وكيفَ أنَّ الإمامية اضطروا لاختلاقهِ على لسانه ، عندما عَرفُوا أنَّ في قولهم بإمامةِ فتىً ماتَ والدهُ وهُوَ في الخامسة من عُمُرِهِ ما يُدخلُهُم في دّواماتٍ لا انقطاع لها ، أمامَ عُقلاء الأمّة ، سُنيّها وشيعيّها ، فأتى هذا النّص الذي ينمو فيه أبناء الأوصياء في الشهرِ بقدرِ السَّنة ، ليَحُلَّ الإشكال ، فيكونُ المهدي عند موت والده ، قد بلغَ مبلغَ الرجّال ، وبهِ يُردّ على المُشكّك من هذا الوجه . ولكنّا نتسائل إن كانَ أبناء الأوصياء ينمون في الشهر بقدر السنة ، فكَم بلَغت أعمار أجداد المهدي ، الحسن العسكري ، ومحمد الجواد ، وجعفر الصادق ، وزين العابدين ؟! ، هَل وَصلَت أعمارهم إلى المئات أوالآلاف من السنين؟! ، أم أنّ هُناك روايةً جعفرية تقولُ أنَّ أعمارَهُم تتوقّف في النّمو شهرياً إذا بلغوا ، مبلغاً مًعيناً من العمر ؟ .

5- المهدي ، وعدم التصريح باسمه :

1- روى الإمامية عن الإمام الباقر (ع) أنّهُ قال : (( سأل عمر أمير المؤمنين عن المهدي قال : يا ابن أبي طالب أخبرني عن المهدي ما اسمه ؟ قال : أما اسمه فلا ، إن حبيبي وخليلي عهد إلي أن لا أحدث باسمه حتى يبعثه الله عز وجل وهو مما استودع الله عز وجل رسوله علمه )) [34] .

تعليق : تأمّل كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ، وكيفَ أنَّ الرسول (ص) عهِدَ إليه ، عدم التصريح باسم الإمام الثاني عشر ، ثمَّ نجدُ بعد ذلكَ ادعاءاتٍ كثيرة حول الأحاديث التي تدلَّ على الأئمة الإثني عشر بالاسم والعدد ، والله المستعان .

2- وعن أبي خالد الكابلي قال : دخلت على محمد بن علي الباقر فقلت : جعلت فداك قد عرفت انقطاعي إلى أبيك وأنسي به و وحشتي من الناس ، قال : صدقت يا أبا خالد ، تريد ماذا ؟ قلت : جعلت فداك قد وصف لي أبوك صاحب هذا الأمر بصفته لو رأيته في بعض الطرقات لأخذت بيده قال : فتريد ماذا يا أباخالد ؟ قال : أريد أن تسميه لي حتى أعرفه باسمه ، فقال : سألتني والله يا أبا خالد عن سؤال مجهد ، ولقد سألتني عن أمر ، ما لو كنت محدثا به أحدا لحدثتك ، ولقد سألتني عن أمر لو أن بني فاطمةَ عَرَفوه حَرِصُوا على أن يُقَطّعوه بِضعَةً بِضعَة!! [35] .

تعليق : أينَ علمُ الغيب ، أو الإلهام الغيبي ، الذي تدّعيه الإمامية ، في الباقر وغيره من الأئمة ، حتّى قامَ يُكررّ اللماذا على الكابلي لمعرفة سؤالِه ؟ ثمّ انظر الكلام في أن لو عرفهُ بني فاطمة لقطّعوهُ ، والله المُستعان ، فإن دلَّ هذا فإنّما يدلّك على عقيدةٍ سيئّة في بني فاطمة عند سلفِ الإمامية ، وحتماً نحنُ لا نعني به الباقر لأنّه منه براء ، وإنّما عَنينا واضعَ هذا الأثر عن الباقر ، والله المُستعان ، ولا يفوتك جهل الكابلي باسم المهدي ، ففيه مغمزٌ على النّص ، هذا على انقطاعه وملازمته لزين العابدين ، والله المستعان .

3- وعن المفضل بن عمر قال : كنت عند أبي عبدالله في مجلسه ومعي غيري فقال لي : يا أبا عبدالله إياكم والتنويه ، يعني باسم القائم[36] .

تعليق : تأمّل قول الصادق (ع) ، الحجّة الظاهرة المشهورة على أهل عصره ، الذي بمعرفته يموت المرء ميتة أهل الإسلام ، وباقتفاء نهجه يأمنُ المرء من العذاب والخسران ، كيفَ يحثّ النّاس على إخفاءِ أمرٍ كهذا ، وكأنّ الله لن يتكفّل بنصرة مهديّ عباده ، وكانَّ الصادق خائفٌ على المهدي أن يُقتلَ ، كما خافَ الباقر في الرواية السابقة عليه من بني فاطمة أن يُقطّعوه قطعةً قطعة ، وكيفَ للمعصومين أن يقولوا هكذا مقال ، وهُم على علمٍ من أنَّ أمّة لا إله إلاَّ الله لن تستطيع أن تردَّ أمرَ الله ، بقتلهِم ابن الحسن العسكري مهديَّ هذه الأمة ، ثمَّ لا يفوتكُ أن تتأمّل أنّ الأئمة بخوفهم على القائم المهدي من القتلِ عندما لم يُشهروا ويُظهروا اسمه ، ينفونَ نظرية الغيبة المزعومة ، فالمعصومون يجوّزون عليه القتل عند الاشتهار ، فلَو أنّه اشتهر لقُتِلَ ، فأين الغيبة يا أصحاب الغيبة حينها ؟ إلاَّ أن تقولوا أنّه سيعودُ بعد القتل ، فنقول : قد انقلبَ الغيابُ رجعةً! ، والله المُستعان.

4- وعن أبي عبدالله أنّه قال : المهدي من ولدي الخامس من ولد السابع يغيب عنكم شخصه ولا يحل لكم تسميته[37] .

تعليق : وهل النصَّ الظاهر المشهور على الأئمة بأسمائهم ، وأعدادهم ، التي شحنَ بها القمي كتابه كفاية الأثر ، وادّعى ورودها من عدّة طرق مُعتبرَة ، بحاجَة إلى هذا التعتيم من الإمام الصادق روحي له الفداء .

5- وعنه أيضا قال : صاحب هذا الأمر رجل لا يسميه باسمه إلا كافر[38] .

6- وعن الكاظم أنه قال : يخفى على الناس ولادته ولا يحل لهم تسميته[39] .

تعليق : انظر هذا الخبر ، ظاهر الوضع ، إذ أنَّ النّاس فعلاً قد اشتبَهت عليهم ولادته ، فهم بينَ موقنٍ وشاكٍّ ونافٍ ، فجاءت هذه الرّواية ، تمويهاً على الأغمار ، وسدّا للفجوة وموضع الخلل .

5- وعن الرضا قال : لا يٌرى جِسمه ولا يُسمّى باسمِه[40] .

6- وعن الجواد قال : القائم هو الذي يخفى على الناس ولادته ويغيب عنهم شخصه ويحرم عليهم تسميته ، وهو سمي رسول الله صلى الله عليه وسلم و كنيّه [41].

تعليق : انظر الإمام الجواد (ع) ، يُحرّم تسميته على النّاس ، ثمّ يقول هُو سميّ رسول الله. لله درّ العقول ، ولو قال القائل ، قد يصحّ هذا اللفظُ ، فنقول : نعلمُ أنّه قد يصح ، ولكن أعزّ الله ابن علي الرضا منه ، ومنه ركاكته ! .

7- وعن أبي هاشم الجعفري قال : سمعت أبا الحسن العسكري يقول : الخلف من بعد الحسن ابني فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف ، قلت : ولم جعلني الله فداك ؟ فقال : لأنكم لا ترون شخصه ولا يحل لكم ذكره باسمه ، قلت : فكيف نذكره ؟ فقال : قولوا : الحجة من آل محمد[42] .

8- بل روى الإمامية ذلك عن المهدي نفسه ، عن علي بن عاصم الكوفي أنّهُ قال : خرج في توقيعات صاحب الزمان : ملعون ملعون من سماني في محفل من الناس .[43]


6- الغيبة ، فلسفتها وأسبابها :


فلسفتها :



1- غيبته الصغرى : بدأت بعدَ موتِ والده سنة (260هـ) ، حيثُ كانَ في هذه الفترة على اتصالٍ خاصٍّ مع أربعةِ أشخاص من شيعته ، يُطلقُ عليهم السُفراء الأربعة ، وهُم عثمان بن سعيد العمري، وابنه محمد بن عثمان بن سعيد العمري، والحسين بن روح النوبختي، وعلي بن محمد السمري . وعن طريقهم يتواصلُ مع شيعته .

مدتها : في الفترة التي توفّي فيها الإمام العسكري (260هـ ) ، إلى أن ماتَ آخرُ سفيرٍ وهُو علي بن محمد السمري (329 هـ ) . فتكون 69 سنة ، معَ العلم أنّه قد غابَ عن النّاس قبلَ الغيبة الصغرى حيثُ كانَ الحسن العسكري (ع) قد أخفاهُ مُدَّة خمس سنوات بعدَ ولادته .

2- غيبته الكُبرى : وهي الغيبة التي تَلت الغيبة الصغرى ، مُباشرةً ، والتي نعيشها اليوم ، وعاشها أجدادنا من قبلنا ، وسيعيشها أبناءنا من بعدِنا !! ، الغيبةُ التي يظهرُ فيها في آخر الزمان فيملأها عدلا كما مُلئَت جوراً .

مُدتها : من ( 329 هـ إلى ... ) .

أسبابها :

السبب الأول : [ الخوفُ مِنَ القتل ]

1- روى الإمامية عن رسول الله (ص) أنّه قال : لا بدَّ للغُلام مِن غيبة ، فقيلَ له : ولِمَ يَا رَسُولَ الله ؟ قَال : يَخَافُ القَتل ([44]) .

2- وعن زرارة قال : سمعت أبا جعفر يقول : إنَّ للغُلامِ غيبة قبلَ ظُهورِه ، قُلتُ : ولِمَ ؟ قَال : يَخَافُ وأومَأ بيدِه إلى بَطنِه ، قالَ زُرَارَة : يَعنِي القَتْل ([45]) .

تعليق : أمّا خوف الأئمة من القتل ، فقد استوفينا الكلام حولهُ في رسالة حجج العقول ، وخلاصتها أنَّ الإمام المعصوم ، المُرسلُ بأمرِ الله ، وبه ينعشُ الله دين الإسلام ، بعد أن يكادُ يَندثِر ، وقَد أخبرَ به رسول الله (ص) ، والله ورسوله صادقين ، لا يُردّ لهم قولٌ ولا تقرير ، وبهذا فإنَّ التعلّل بالخوف على النّفس من القتل باطل ، لأنّه لو اجتمعت قريشٌ على قتل محمد بن عبدالله (ص) لما استطاعَت حتماً ، لأنّ في قتلِه قهرٌ وردٌّ لأمرِ قد سطرهُ الله تعالى في علمهِ الأزلي الذي لا يتغيّر ولن يتغيّر بقدرة إنسانٍ حقيرٍ ذليلٍ مملوكٍ مغلوبٍ على أمرِه ، وكذلكَ مع الأئمة الإثني عشر بعموم ، والإمام الثاني عشر المهدي المنتظر خصوصاً ، فإنَّ الأمة الإسلامية وغير الإسلامية لو اجتمعت على قتله أو قتلهم ما استطاعت ، كيفَ لا ورسولُ الله (ص) يُخبرُ ويُبشّر به وبظهورهِ في آخر الزّمان ، وهُو الصادق المصدوق الذي لا ينطقُ عن الهوى ، وكيفَ يفوتُ هذا على الصادق (ع) فيتعلّل بهذا العُذر ، بل كيف يفوتُ على الرّسول (ص) ، وبمعنى أصحَّ وأدقّ ، كيف فاتَ هذا على مَن وضعَ هذا الحديث ، لأنَّ الرسول والصادق صلوات الله عليهما منهُ بريئان ، أمْسِك أيها الإمامي : هل تستطيعُ قوةٌ اليوم أن تقتلَ المهدي (ع) ؟ لَو حُوصِرَ في بيتٍ كما حُوصِرَ رسول الله في بيته ، هَل كانَ المُحاصِر سيقدرُ عليه ؟ فأمّا نحنُ فنقولُ : لا . لأنَّ في قتلهِ وقتلِ الرّسول ردٌّ لأمرٍ كانَ مفعولاً ، والله المستعان .

السبب الثاني : [ لئلاّ يكونَ له بيعةٌ في عنقِ خليفة ]

1- روى الإمامية رسالةً من المهدي المنتظر على يد سفيره محمد بن عثمان ، فتقول الرواية: عن إسحاق بن يعقوب أنّه قال : أنُه وردَ عَليه مِنَ النّاحِيَة المقدَّسَة على يَدِ محمد بن عثمان : وأما عِلَّةُ مَا وقَعَ مِنَ الغيبة فإنَّ الله عَزَّ وجل يقول : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللّهُ عَنْهَا وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ } ، إنُّه لَم يَكن أحَدٌ مِن آبائي إلاَّ وَقَعَت فِي عُنُقِه بَيعَةٌ لطَاغِيةِ زَمَانِه ، وإنّي أخْرجُ حِينَ أخْرُج ولا بَيعَةَ لأحَدٍ مِنَ الطَّواغِيتِ فِي عُنُقِي ([46]) .

2- وعن أبي عبدالله قال : صاحب هذا الأمر تعمى ولادته على الخلق لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج([47]) .

تعليق : هذا عُذرٌ معَ ذمٍّ خفيٍّ عندَ الإماميةِ جليٌّ عندَ الزيدية ، ولَن يَعرفَ مقدارَ هذا الذّم إلاّ الذي عرفَ معنى الحجيّة والصبغة القدسية التي أحاطَ الإمامية أئمتَهُم بها ، ولَن يُعللّوا هذا العُذرَ إلاّ بالقول بالتقيَّة كالعَادَة! ، مُتناسينَ أنَّ أفعالَ الأئمة حُجّة ، مُتناسينَ أنَّ لنا أن نَقتدي بهِم ، فنُبايعَ الطّغاة ونُسالِمَهُم ، لأنّي أستطيعُ أن أقول قد بايعَ الصّادق والكاظم !! طغاةً وهُم خيرُ أسوة ، وبهذا تسقطُ فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأعلى مراتبها وأفضلها ، وبهذا نُسقطُ الأجر الجزيل من الرّب الجليل ، بقولِ اتّق الله للمُسيئ ، لا لسبب يُذكَر ! إلاَّ هذه الرواية وأمثالها ، والله المُستعان . ثمَّ إنَّ قول المهدي على لسان السفير أنّه ما مِن أحدٍ من آبائه إلاَّ ولهُ بيعةٌ في عنق ظالم ، فأينَ بيعة الحسين (ع) ليزيد اللعين ؟ .

السبب الثالث : [ ما حَجبهُ إلاَّ سوء أعمالِ العباد ]

وبهذا يؤمنُ بعض الجعفريّة ، وفيه أنّ العِباد يجب أن يكونوا مهُيّئين لقيام المهدي ، ونُصرَته، وأن يكونوا أصحابِ أعمالٍ صالحَة ، وسيَر حسنَة ، واجتماعٍ لا اختلافٍ وتشرذُم .

تعليق : عودٌ إلى التناقض ، فالرسول (ص) باتفاق الأمّة ، يقول بما معناه : أنَّ الإمام المهدي يظهرُ آخر الزّمان وقد مُلأت الأرض جوراً فيملأها عدلاً، والإمام علي (ع) ، يذكرُ علامات السّاعة فيذكرُ علامات الفساد على أهل الزّمان ، والأمّة مُتفقة على ظهور الفساد آخر الزّمان ، وأنَّ القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر ، والشيعة الجعفرية ، تجعلُ علامات الصلاح والاستقامة بين النّاس علاماتٍ لظهور المهدي (ع) ، فإن كان ذلكَ كذلك ، فأيّ فائدةٍ في ظهوره ، أليسَ أهل الإسلام حينها على طريق الصلاح والاستقامة ، ولن يكونوا كذلك إلاَّ وهُم على الإسلام حريصون ، وعلى أعداءهم وأعداء ربهم ورسوله ظاهرون ، وهُم إلى القوّة أبعدُ منهم إلى الضعف ، وهذا قولٌ من الجعفريّة باطلٌ يُعرضهُ ما أجمعَت عليه الأمّة من صفة المهدي صلوات الله عليه وخروجه في آخر الزمان ، والله المُستعان .

السبب الرابع : [ لا ندري ما السبب ؟! ]

1- يروي الإمامية أنَّ الإمام المهدي م ح م د ابن العسكري قال : أغلقوا أبواب السؤال عما لا يعنيكم ، ولا تتكلفوا على ما قد كفيتم ، وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج ([48]) .

تعليق : وبعدَ كلِّ الروايات السابقة المُتناقضة ، تأتي هذه الرواية على لسان المهدي وتنقضها جميعاً ، وتأمُر الجميع بالسكوت عن السؤال ، والإيمانُ المُبهَم بالغيبة ، والانقياد الأعمى لها ، والدّعاء بتعجيل الفرَج ! .

والعجيبُ أنَّ الروايات في سبب الغيبة كثيرة ، ذاتُ معانٍ ومشاربُ مُتعدّدة ، كُلّ سببٍ ومشرب بعيدٌ عن الآخر ، بل ويُناقضهُ في بعض الأحيان ، ولا يكادُ حملهُ على مَحملٍ صحيح إلاَّ ويظهرُ ما يعيبهُ ، فيتمّ اللجوء إلى غيره ، حتّى استقرّ النوى بهذه الرواية الأخيرة التي يأمر فيها المهتدي الغائب شيعته بالسكوت ! .


[ مع المنصور بالله أمير المؤمنين عبدالله بن حمزة ابن رسول الله ]

رحلةٌ قصيرةٌ مع إمام المعقول والمنقول ، ابن حمزة (ع) ، من خلال بعض كتبه ( العقد الثمين في أحكام الأئمة الهادين و شرح الرسالة الناصحة بالأدلّة الواضحة ) ، والأسئلة حولَ الغيبة بتصرّفنا ، والإجابات منه (ع) .

المنصور بالله عبدالله بن حمزة يُجيب :

1- إن قيل : ما قول الإمام المنصور بالله في مَن أثبتَ الغيبة للإمام ، وأثبتَ حاجة الأمّة إليه ، ولزوم طاعته ؟

قال المنصور بالله (ع) : (( نَقُولُ ولا قوّة إلا بالله: الذي يَدُلُّ عَلى بُطلانِ دَعوَى الانكِتَام والغيبَة مَعَ شِدّة الحَاجَة إلى الإمَام قَول الله -سبحانه وتعالى- فِيهِ خُصوصَاً، وفِي العُلماء عُموماً: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}[فاطر:28] ، وقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا}[البقرة] ، وهَذا غَايَةُ التّهديد والذّم، كَمَا تَرى، والأئمّة مِنْ أخْشَى النّاس لله -تعالى- والمَعصِية عِندَ المُخَالِفِ لا تَجوزُ عَليهِم.

وعِندَنَا فِيمَا تَعلّق بِهِ الوَعيد تَسقُطُ إمَامَتُهُم، والبَيَانُ لا يَكونُ مَعَ الانكِتَام عِندَ جَميعِ العُقلاء. وعِندَنَا أنّه أُرِيدَ لأمُورٍ شَرعيّة لا يَقُومُ بِهَا سِواه، وعِندَهُم أنّه مَنوطٌ بِهِ مَصَالِحُ الدّين والدّنيا، حَتّى لا يُستَغنَى عَنهُ فِي شَيءٍ مِنَ الأشيَاء، فَالحَاجَة كَمَا تَرى إلى ظُهورِهِ واشْتِهَارِهِ عَلى قَولِهِم أقْوى، ويُؤدّي إلى أنْ لا يَجوزُ عَليهِ الانكِتَام طَرفَة عَين، إذْ مَا بِهِ وَقْتٌ إلاّ والحَاجَةُ إِليهِ دَاعِيةٌ لاسْتغرَاقِ الحَوائجِ فِي الدِّينِ والدّنيَا بِجَميعِ الأوقَات. والحَكيمُ - سُبحَانَه - لا يُخْرِجُنَا إلى أمْرٍ فِي دِينِنَا إلاّ ويَجْعَلُ لَنَا إليهِ سَبيلاً؛ ولأنّ الاقتدَاء بِالنّبي -صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم- واجِبٌ عَلى الأئمّة مِن وَلَدِه -عليه وآله السلام- خُصُوصَاً، ولِمَ لا !! وقَد قَال تعالى: {فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ}[النور:63] !؟، والأمْرُ يَشمَلُ القَولَ والفِعل، وذَلكَ مَعنى الإقتدَاء. وعُلِمَ وُجُوبِ اتّباعُ مِنهَاجِهِ مِن دِينِه ضَرورة، ولَمْ يَزل -صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم- شَاهِراً لِنَفْسِهِ، دَاعيَاً إلى ربِّه، بَأحْسَنِ الموعِظَةِ، والدّعَاء مِنَ الابتِداء إلى الانتهَاء مِن لِقاء ربِّه تعالى. وكَذَلكَ عليٌّ وولدَاه -عَلَيْهم السَّلام- شَهَرُوا نُفُوسَهُم لإيجَابِ الحجَّة على الأمّة حتّى لَقُوا الله -تعالى- وكَيفَ يَكْتُمونَ أنْفُسَهُم وهُمُ المَفْزَعُ فِي الغَوامِضِ والمُشكِلاتِ لطُلابِ الدّين !؟، فَلو كِيْدَ الدّينُ لم يُكَدْ بَأكْثرَ مِن مَغِيبِ أرْبَابِهِ، وَوَرَثَةِ كِتَابِه، وكَيفَ يُضَافُ ذَلِكَ إلى اخْتيارِهِم أو اخْتيارِ الله فِيهِم !؟. )) .

2- إن قيلَ : أنَّ الإمام المهدي المنتظر ، حيٌّ غائبُ ، يَرى ولا يُرى ، حاضرٌ مع الجماعة ، وأنّه حجّة الله على العباد ، ومُنقِذهُم من الهلاك والوبال ؟ فما تقول يا إمام ؟

قال المنصور بالله (ع) : (( فأيُّ ذَنْبٍ عَلى المُتحيّرِ إذَا كَانَتْ هَذِهِ صِفَةُ الحُجّة، ولَمْ يَجِد طَريقَاً إلى الاتصالِ بِهَا، فَمَا جُرمُه عِندَ ربّه، وعَلى أنَّ الأئمَة يَجِبُ عَليهَا إقَامَة الحُجَّة ونُصْحِ الأمَّة ، ولا سِيَّمَا مَنْ كَانَ رَاغِباً فِي حُضُورِها سَاعِياً فِي تَغْلِيظِ جُمهُورِهَا )) .

3- إن قيل : رَوى النعماني بإسناده إلى رشيد بن ثعلب عن أم هانئ : أنّها قالَت : قلتُ لأبي جَعفر (ع) ، مَا مَعْنَى قَولُ الله عزَّ وجل: ﴿ فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ﴾؟ ، فقـالَ لِي: (( يَا أمَّ هَاني، إمِامٌ يَخنسُ نَفسَه ، حَتّى يَنقَطِعَ عِلمُه عَن النَّاس سَنةَ سِتيّن ومَائتين، ثمَّ يَبدو كَالشهابِ الواقِد في الليلَة الظَّلماء ، فإنْ أدْرَكْتِ ذَلكَ الزَّمَان قرَّت عَينُك )) .

قال المنصور بالله (ع) : (( أمَّا الحديث .. الذي رَوَوا فِي تَفسيرِ قَولِه تَعالى: ﴿فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ﴾، وإنّهُ إمِامٌ يَخنس ، فَنَقُول: لا تَسْتَقِيم ، لأنَّ التَفسيرَ لا يَكونُ إلاَّ مِنَ العَقلِ أو النقل أو اللغَة، فأمَّا العَقل فَلا دَلِيلَ فِيه عَلَى هَذَا ولا غَيرِه، وأمَّا النّقل فَهُو مَا جَاء مِن رسول الله (ص) لأنّهُ يَأتي بِه مِنَ الله تعالى، وأمَّا اللّغَة فَبَحرُهَا مَسجُور، وعِلمُهَا مَشهُور، فِي المَنظُومِ والمَنثُور، فَلا يُسَمَّى الإمامُ خنساً لُغَةً ولا عُرفاً ولا شَرعاً، ولأنّهُ تعالى قَال: ﴿الْجَوَارِ الْكُنَّسِ﴾، فَجَعَلَهُ بِلَفظِ الجمْع، ولَو كَانَ وَاحِداً لقَال: الخَانِس أو الخنَّاس، وهَذه صِفَة الشّيطان شَرُفَ عَنهَا أولياءُ الرّحمن، وَكَذَلِكَ فِي قَوله: والجوار ، جَمع جَارِية الكنس لازمات الكناس، وقَد قِيلَ فِي تَفسيرِ الآية: إنَّ المُرادَ بِهَا النّجوم، وَكُنوسُها غَيبُوبَتها فِي النَّهار ، كَمَا تَغيبُ بَقر الوحش في الكناس، وبَعضُهُم قَال: إنّها بَقر الوحش وهي خنس الأنوف وهنَّ مَوصُوفَات بِالجَري ، وتُشبِّهُ العَربُ بِهَا المهَارى وهُو في الشِّعِر كَثِير، ولزُومُهنَّ للكناس مَعروف، وفَائدةُ القَسَم بِهِنَّ مَا يَتَضَمَّنُ خَلْقَهُنَّ وأحْوالَهنَّ مِنَ الدلائل عَلى الله تعالى، لأنَّ فِي خَلقِهنَّ عَجَبَاً عَجَيباً يَدُلُّ عَلى الصَّانِع الحَكيم كُلّ لَبيب، وكَذَلِكَ فِي تَعيينِه لِغَيبته سَنَةَ سِتين ومَائتين ، هُوَ فَرعٌ عَلى وجُودِه، والخِلافُ واقعٌ فِي أمرِه على ما يُذكرُه فِي مَوضِعِه، ولأنَّ الإمَام لا يَجُوزُ لَهُ أن يخنس عَن الأمّة، لأنُّه يُريدُ تَقويمَهَا، فَكَيفَ يُقُوّمُهَا ويُصلِحُهًا مَعَ الخنوسِ عَنها؟!، فَهَذا مِمَّا يَدلُّ عَلى ضَعْفِ الخَبَر ، لأنّهُ مُعارِضٌ للكتابِ والسنّة، لأنَّ الله تَعَالى أمَرَ الأئمةَ خاصَّة بَالأمرِ بِالمعروفِ والنهي عَن المنكر، وأمَرَ المسلمين عَامَّة، وأمَرَ الأئمة خَاصّة دُونَ غَيرِهم بإقامَة الحدود، وحِفظِ البَيضَة، وسِياسَة الجمهُور، وسَدِّ الثّغُور، والغَيبة تُنافٍي ذَلكَ كُلَّه )) .

4- إن قيل : روى الإمامية عن عبدالله بن عطاء أنّه قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام: أخبرني عن القائم، قال: والله ما هو أنا ولا الذي تمدون أعناقكم إليه، ولا يعرف ولا يؤبه له، قلت: فَبِما يسير؟ قال: بسيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هَدر ما قبله واستقبل .

قال المنصور بالله (ع) : (( والكلامُ عُلى هُذا الخبر عُلى نُحو مُا تقدَّم، لأنّهُم رُوُوا عَنه (ع) أنهُ قال: لا يُعرَفُ ولا يُؤبَه لَه، ومَتَى لَمْ يُعرَف لَمْ يَلزَم فَرضُه الكافّة، لأنَّ الله لا يتعبَّد الخلق بِمَا لا يَعلَمُون، إذِ التعَبّد بِمَا لا يُعلَم قَبيح، والله تَعَالى لايَفعلُ القَبيح لِعلمِه بِقُبحِه، وغِنَاءهُ عَن فِعلِه، وعِلمِه باسْتغنائهِ عَنه )) .

5- فإن قيل : رَوى الإمامية عن إسحاق بن عمار الصيرفي ، أنّه قال : سمعت أبا عبدالله (ع) يقول: للقائم غيبتان: إحداهما: طويلةٌ، والأخرى: قصيرة.فالأولى منهما: يَعلَمُ بِمَكَانِه فيها خَاصّةٌ مِن شيعته. والأخرى: لا يَعلَم بمكانه فيها إلاَّ خاصَّةٌ مِن موالي دينه.

قال المنصور بالله (ع) : (( [فَهَذِه] روايةٌ كَمَا تَرى لا تَصِحّ مَالَمْ يَقُم الدّليل عَلى جَوازِ الغيبة وصِحّة الإمِامَة مَعَها، ثمَّ يَقَع الحديث فِي ذَلكَ بِسُقُوطِ الفَرْضِ عَن الأمّة بِاعتقَادِ إمَامَتِه، لأنّهُ لا يَجُوز لهُم اعتقَادُ مَالَم يَعلَمُوا، ولا يَلزمُ ذَلكَ إلا مَن عَلِمَهُ مِن شِيعَتِه أوّلاً، ومَنِ مَواليه ثانياً، ولا قَائلَ بِذَلِكَ إلا أنْ تَكونَ الجمَاعَةُ مِنَ الشّيعَة، والمَوالي عِدّةٌ يَلَزم بِخَبَرِهِم العَلم ، فَإنَّ مَن بَلغَه ذَلك لَزِمَه فَرضُه، ومَن لَم يَحصُل لَه العِلمُ سَقَطَ عَنه، ولا قَائلَ بِهَذا، فَإذاً الحديثُ مُختلٌ لِمُنَاقَضَة الأدلّة، والأدلّة لا تَتَناقَض)) .

6 - فإن قيل : روى أبو بصير ، أنّ قال : قلتُ لأبي عبدالله عليه السلام أكان أبو جعفر يقولُ: لقائم آل محمد غيبتان أحداهما أطول من الأخرى؟ فقال: نعم، ولا يكون ذلك حتى تختلف سيف بني العباس، وتضيق الحلقة، ويظهر السفياني، ويشتد البلاء، ويشمل الناس موت وقتل، ويلجؤا فيه إلى حرم اللَّه، وحرم رسوله .

قال المنصور بالله (ع) : (( [هذا] كَمَا تَرى تَحقِيقُ وُقُوعِ الغَيبتين عِندَ اخْتلافِ سَيفِ بَني العبّاس، وظُهورِ السُفيانِي، وإلى الآنْ لَم يَظْهر السّفياني، فإذاً لا وقُوعَ للغَيبتين بَعَد، وهَذَا خِلافُ مَذهبِ القَوم، فَتأمّل ذَلك .. تَجِدهُ كَمَا قُلنا إن شاء اللَّه تعالى )) .

قلتُ : يُريدُ الإمام ، أنّ الخبر لم يُتقِن وضعَهُ مَن وضعَه ، لأنَّ الصادق يُشير إلى أنّ الغيبتان لا تكونان إلاَّ عند اختلاف سيف بني العبّاس وظهور السفياني ، والسّفياني إلى الآن لَم يَظهر ، إذا فالغيبة لَم تحصُل بَعد !! .

7- إن قيل : إنَّ الإمامَ لُطف ، وكانَ المَنعُ فِي ظُهورِه مِن قِبَلِ الأمّة.

قال المنصور بالله (ع) : أنّهُ (( لابُدَّ إمَّا مِن حُصولِ اللّطف، أو مِنَ التّمكِين مِنهُ ، كَمَا نَعلمُ أنَّ اللَّه تعالى قَد مَكَّنَ الكَافِرَ مِنَ المَعرِفَة فَأُتِيَ مِن قِبَلِ نَفسِهِ فِي تَركِ الإسْتِدلال، ولَيسَ كَذَلِكَ الإمَام، فإنَّا نَحنُ والإمَامِية فِي نِهَايةَ مَا يكونُ مِن طَلَبِ الإمَام عَلى الوجهِ الذي ذَكَرُوهُ بِكِلَّ وَجْه ، فَمَا تَمَكّنَا نَحنُ ولا هُم مِن ذَلك، فَهَلْ يَجُوزُ حُصولُ لُطفٍ لا طَريقَ للمُكَلَّفِينَ إليه، ولا يَفَعَلُه اللَّه تَعالى ابتداءً؟ هَذَا مَا لَمْ يَقُل بِه أحَدٌ مِن أهلِ العِلم ، وقَد تَقرّرَ مِن مَذهَبِ أهلِ العِلمِ بالأصُول أنَّ اللطفَ إذا وَقَفَ عَلى فِعلِ الغَير، وعَلِمَ اللَّه أنّ ذلكَ الغَير لا يَفعلُ ذَلكَ الفِعل ، فإنَّ اللَّه تَعالى لا يَتَعَبَّدُ المُكَلَّفَ بِذَلكَ التّعَبّد ، إلاَّ أنْ يَكونَ قَد فَعَلَ لَه مَا يَقومُ مَقَامَه ، إنْ كانَ ذَلكَ في المَعلوم، وأهُلُ المَعرِفضة بالأصول مِنهُم لايُنكِرونَ هَذهِ الجُملَة )) .

8- إن قيل : إنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، قَد غَابَ فِي الغَار ، فإذّا جَوَّزتُم ذَلكَ فِي المُدّةِ القَصِيرَة ، فَجَوِّزُوهُ فِي المُدّة الطَويلَة.

قال المنصور بالله (ع) : (( لا يَجوزُ أنْ يَتَعلَّقَ بِظُهورِه [ص] فِي تِلكَ المُدة مَصلَحة ، بَل لا يَمْتَنِعُ أنْ يَكونَ ظُهورُه [ص] في تِلكَ الحَالَةِ يُنَافِي المَصلَحَة، .. ، ولأنَّ الغَيبة القَليلِة ، لاتُسَاوي الكَثيرَة فِيمَا نَعلَمْ فِي المُشَاهدَة، لأنَّ الرئيسَ المُهِيب مَتَى غَابَ غَيبةً يَسيرَة لَمْ يَمتَنِع أنْ تَكونَ هَيبَتُه فِي القُلوب أعْظَمُ مِن هَيبَتِه حَالَ حُضُورِه، فإنْ غَابَ غَيبةً طَويلَة، وَتمَكَّنَ فِيهَا عَدّوهُ مِن كُلِّ مُرَاد ، فإنَّ ذَلكَ يُسقِطُ هَيبته فِيمَا يَعلَمُهُ العُقَلاء، ويَنسِبونَه إلى الإهمَال، أو إلى العَجزِ المُنافِي للهَيبةِ الموجِبَة للتعظِيم والإجلال )) .

9- إن قيل : يَجِبُ بَقاءُ الإمَام للحَاجَةِ إليه ، لأجْلِ جَوازِ الخَطأ عَلى الأمّة ، فَلا بُدّ مِن إمِامٍ مَعصومٍ يَرُدّهُم إلى الصَواب.

قال المنصور بالله (ع) : (( قَد ثَبتَ وجُوبِ تَكْليفِهِم [ أي الأمّة] مَع غَيبته عِندَكُم، وفُقِدَ التّنبِيهُ، والرّدُّ عَن الخَطأ ، فَهَلاَّ ثَبتَ التّكليفُ مَع مَوتِه ؟.))

قلتُ : يُريدُ الإمام (ع) ، أنّ الغائب في هذا الحال والميّت سواء ، والله أعلم .

10- فإن قيلَ : فماذا ترى أيّها الإمام في الغيبةِ في حقِّ الإمام ، وماذا تقولُ للجعفرية في هذا ، باختصار ؟

قال المنصور بالله (ع) : (( ألَمْ يَعلَمُوا أنَّ الإمِامَ المُستحِقّ للإمَامَةِ لَو احْتَجَبَ عَن رَعِيّتِه حِجَابَاً غَليظاً لَبَطَلَتْ إمَامَتُه ، ولَو أهْمَلَهَا مِن تَعلِيمِ مَا يَلزَمُ تَعلِيمُه مِن مَعالِمِ دِينِها لَبَاءَ بِإثمِهَا، ولَو عَطَّلَ الحُدودَ لَخَالَفَ الحُكْم، وعَصَى الأمْر، ولَيسَ ذَلك يَجوزُ في آحادِ المُسلمِين فَكيفَ في إمَامٍ مُرتَضَى. وقَد كَان أمير المؤمنين (ع) على انحرافِ الأمّة عَنه، واسْتبدَادِهَا بِالأمْرِ دونَه ، لا يَتَأخَّرُ عَن المحَافِل، ولا يُغضِي فِي المَقَامَات عن إيرادِ الحُجّة، وإبِلاغِ الموعِظَة، والنّصحِ فِي التّذكِرَة، وذَلكَ مَعلومٌ مُدوّنٌ فِي خُطُبِه، ومَقَامَاتِه، ومَواعِظِه، ورِسَالاتِه، فَمَا يَكونُ حُكمُ إمامٍ لايَقفُوا أثرَ عليٍّ بن أبي طالب أمير المؤمنين (ع)؟ مَا يكونُ حُكمهُ عِندَ المُسلمين؟ )) .

المنصور بالله عبدالله بن حمزة يسأل :

1- قال المنصور بالله (ع) : هَلْ اعْتقَادُ الغيبة، والإمَامَة، والانْتظَار فَرضٌ خَصَّكُم اللَّه بِه مَعْشَر الإمَامية ؟ ، أمْ هُوَ فَرضٌ مِنَ اللَّه تَعالى عَلَى جَميعِ المُكلَّفين ؟.
فإن قالوا: خَصَّهُم اللَّه به ، وهُم لا يَقٌولونَه .
قلنا: فَلا تُلزِمُوا العِباد مَالَم يُكَلَّفُوا بِه .
وإن قالوا: فَرضٌ عَام .
قلنا: فَلابُدَّ أنْ يَنصِبَ اللَّه عَلَى هَذَا الفَرضِ دَليلاً مَعْلُوماً لايَعَلَمُهُ بَعضُ المُكَلَّفِينَ دَونَ بَعْض، ولا يُخَالَفُ فِي وقُوعِه، وإنْ خَالَفَ فِي مَعنَاه، وهَذهِ الأخْبارُ التِي رَوَوهَا عَلى كَثرتِها لَم تَجْمَع شُروطَ أخْبَارِ الآحَاد!! ، فَكيفَ تُوصِلُ إلى العِلمِ المُوجِبِ للاعتقاد؟!. وقَد بيَّنا مَا فِي بَعضِهَا مِنَ التّناقُضِ والاختِلال ! .

2- قال المنصور بالله (ع) : هَل تَقولونَ بِاستِمرَارِ التّكليف عَلى المُكَلّفِينَ بِالشّريعَة مَع غَيبة الإمِام ، أمْ لا؟
فإن قالوا : بِاسْتمرارِ التّكليفِ ، وهُو قَولُهُم .
قيلَ: فَقَد اسْتُغنِيَ عَن الإمَام .
وإن قَالوا: لا تَكليفَ عَلينَا بالشّريعَة ، خَرجَوا مِن دينِ الإسلام، ولا قَائلَ بِذَلك .

3- قال المنصور بالله (ع) : لِمَا يُرادُ الإمَام ؟ .
فإن قالوا: لإقَامَة الحُدود، وحِفظِ البَيضَة، وإقِامَة الجُمُعَة، وأخْذِ الأمَوالِ طَوعاً وكُرهاً.
قلنـا: فالغَيبة تُنافِي ذَلكَ كُلّهُ بالاضطِرار، ومَا يَكونُ حُكمُ الإمَامِ إن ضَيَّعَ حَدّاً مِن حُدودِ اللَّه تعالى ؟ وتَرَكَ إقَامَته ؟ أو فرَّطَ فِي صَلاة الجُمُعَة ؟ أو فِي أمْرٍ بِمعروفٍ ؟ أو فِي نَهيٍ عَن مُنكَر ؟ أو تَركِ إرشَادِ ضَالٍّ ؟ أو جَوابُ سَائل ؟ مَا يَكونُ حُكمُه ؟ لأنَّ هَذا فَرضُ الله عَليه، ومَن تَركَ الفرضَ عَصَى !! .
فإن قالوا: إنّمَا تَرَكَهُ لِعَدَمِ النّاصِر والمُعِين.
قلنـا: عليهِ تَبيينُ مَكانِه ، لِيَجِبَ عَلَى الأمّة نُصرَتُه، فإنْ تَأخّرَتْ [الأمة] كَانَ الإثمُ عَلَيها دونَه، وإنْ كَتَمَ نَفَسَهُ كَانَ الإثمُ عَليهِ دُونَهَا.
فإن قالوا : لا يجدُ مَكَاناً يُظهِرُ فيهِ نَفَسَه.
قلنـا: هذا لا يَصِحُّ مَع سِعَة الدّنيا، وتَبايُنِ أطْرَافِهَا، وكَثرَةِ الأولياءِ لأهلِ البَيتِ (ع) فِي كَثيرٍ مِن أقطَارِهَا، وقَد قَامَ كَثيرٌ من آلِ رسول اللَّه (ص) مِن وَلَدِ الحَسَنِ، والحُسَينِ (ع)، وأنْفَذُوا الأوامِر، وأمْضَوا الأحْكَام، وأقَامُوا الحُدود ، فِي كَثيرٍ مِنَ البُلدَان، ولَم يَتَمَكَّنْ مِنهُم الظَالمونَ مِن الجنودِ العباسيّة، ومَا زَالُوا غَالبينَ عَلى جِهَاتِهِم حَتّى صَارُوا إلى رَحمَةِ اللَّه .

وإلى هنا ، نتوقّف مع الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة بن سليمان (ع) ، والتي اقتبسنا مُداخلاته من سفره العظيم (العقد الثمين في أحكام الأئمة الهادين و شرح الرسالة الناصحة بالأدلّة الواضحة ) ، ونتوجّه لذكرِ شُبهٍ حديثةٍ وقديمةٍ ، يحتجّ بها القوم ، غيرُ ما قَد ذُكِر أعلاه ، لإثبات حياة وغيبة م ح م د ابن العسكري المنتظر ، ومنها :
رب إنى مغلوب فانتصر

هادي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 69
اشترك في: الخميس إبريل 20, 2006 1:38 pm
مكان: العراق

مشاركة بواسطة هادي »

أخي الحبيب بارك الله بك على نقلك هذه المعلومات ذات الفائدة الكبيرة

أخي الكريم ما يهم في الأمر، أننا نتفق على ظهور الإمام المهدي (ع)، سواء كان سيولد، أم ولد وغيبه الله كما غيب عيسى (ع)، والخظر (ع)!!

الحديث الشريف المنقول عن خاتم الرسل محمد (ص) عن أبي الطفيل عن أمير المؤمنين علي (ع) (لو لم يبق في الدنيا إلاّ يوم واحد، لطول الله ذلك اليوم، حتى يبعث الله رجلاً من أهل بيتي يملأها عدلاً كما ملئت جوراً)

فسواء كان المهدي مولوداً، أم لم يكن فإن الله قادرُ على أن يطول ذلك اليوم ليهيء لظهوره، أو ولادته حتى يكبر!!

وإذا أردنا أن نتحدث عن ما يُعقل وما لايُعقل، فهل في قدرة الله ما لا يُعقل يا تُرى؟؟!

تطويل يوم من الأيام ليُصبح سنيناً ودهوراً، هو قد يكون أيضاً مما لا يُعقل!!!

فلماذا عقلنا هذا، ولم نعقل غيبة وتطويل عمر إنسان؟؟!

وكما ذكرنا سابقاً، عن نبي الله عيسى (ع)، مالحكمة من رفع الله سبحانه وتعالى له وتغييبه عن البشر حتى يختار الله اليوم الذي ينزل به عيسى (ع)؟؟؟!! هل نعتبر ذلك مخالفاً للعقل؟؟ أم نعتبر أنه والعياذ بالله لا حكمة فيه؟!

وهنالك أمور كثيرة وعديدة نستطيع أن نستشهد بها، كالخظر (ع)، فعله لم يكن ليُعقل حتى من قبل نبي مرسل!!!!! ولكن فعله لم يكن سوى إرادة الله وحكمته، جهلها حتى النبي المرسل موسى (ع)!!

وأيضاً غيب الله الخظر (ع) فلم يره سوى بعض البشر من أنبياء وصالحين!! وهنالك روايات كثيرة تقول بحياته إلى يومنا هذا!!!!!!!!

أما بالنسبة للولادة، فأبسط ما نستطيع أن نتحدث عنه هي ولادة عيسى نبي الله!! حيث أخفى الله الحمل والولادة عن البشر!!

وبما أننا نؤمن بقدرة الله الذي ذكر خاتم الرسل والأنبياء محمد (ص) في الحديث أنه يطول يوماً من اجل أن يُظهر إماماً، فلا غرابة في إخفاء حملٍ وولادة من أجل حفظ إمام، والتهييء لظهوره!!!

ونحن بإذن الله لا نأخذ بالمنقول فقط، بالعكس، نحن نؤمن بالحديث القائل إن كان الحديث يخالف العقل والقرآن، فاضربوا به عرض الحائط!! والعقل أن نُنصف في وصف الأمور، وأن نُطيل التفكر في الحكم على ما هو غريب علينا.

وما يهم في الأمر يا أخي العزيز، أن نؤمن بحتمية ظهور الإمام المهدي الذي سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً، ونتوحد جميعاً على ذلك، حتى يظهر (ع) سواء بعد ولادة أو بعد غيبة، فالمهم أنه يظهر وننصره ونثبت معه!

أليس كذلك؟

ونحن كلنا مسلمون وأخوة، وأنا أرى أننا نلتقي في أهم الموارد، عكس باقي المذاهب، ولذلك نحن أقرب لكم وأنتم أقرب إلينا إنشاء الله، وما تؤمنون به في مذهبكم قد يكون فيه الحق، وما نؤمن به في مذهبنا قد يكون فيه الحق أيضاً، وكلٌ منا يعتمد على حجج وبراهين، والمهم في ذلك الإعتماد على الوحدة والوقوف جنباً إلى جنب في مجابهة الظلم والطغيان والهجمة على الإسلام.

والتوكل على الله، ونصرة الحق، ونصرة الإمام المهدي الذي سيأتي قريباً بإذن الله.

أخوكم هادي
انصف الله و انصف الناس من نفسك و من خاصة اهلك و من لك هوى فيه من رعيتك فانك ان لا تفعل تظلم. و من ظلم عبدا لله كان الله خصمه دون عباده و من خاصمه الله ادحض حجته و كان لله حربا حتى ينزع و يتوب. أمير المؤمنين علي (ع)

المتوكل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2274
اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
مكان: صنعاء
اتصال:

مشاركة بواسطة المتوكل »

أخي الكريم / هادي

بخصوص سيدنا عيسى صلوات الله عليه فقد توفاه الله تعالى ، وكل الأخبار التي تحكي رجوعه في آخر الزمان غير منطقيه ( كما أن سيدنا عيسى ليس بحجه على أمتنا ، بعكس المهدي الغائب في عقيدتكم ) .

ونفس الشيئ ينطبق على الخضر عليه السلام ، فلا يوجد دليل على حياته حتى الآن ، كما أنه ليس بحجه على أمتنا ، بعكس المهدي الغائب في عقيدتكم .


تحياتي
صورة
صورة

هادي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 69
اشترك في: الخميس إبريل 20, 2006 1:38 pm
مكان: العراق

مشاركة بواسطة هادي »

أخي العزيز الحسن المتوكل، أسعدني تعليقك.

أخي الحبيب كما سبق وأن قلت، ما يهم في الأمر يا أخي العزيز، أن نؤمن بحتمية ظهور الإمام المهدي الذي سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً، ونتوحد جميعاً على ذلك، حتى يظهر (ع) سواء بعد ولادة أو بعد غيبة، فالمهم أنه يظهر وننصره ونثبت معه!

وكل الأنبياء والمرسلين وقصصهم حجة علينا، و القرآن الكريم والقصص القرآنية بالتأكيد كلها حجة علينا وعلى أمتنا!! ولا يوجد قول بعدم حجية الأنبياء والمرسلين وما مذكور من قصص قرآنية في القرآن الكريم على أمتنا!!!!!!!!

المهم يا أخي الكريم، سيدنا عيسى (ع) قد قال الله تعالى فيه في القرآن الكريم:

{وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا } (158) سورة النساء

فهو الذي رفعه الله إليه، و حفظه من كيدهم، فقد رفع عيسى بجسمه و روحه، ولم يرفع روحه فقط!! فهذا الرفع نوع التخليص الذي خلصه الله به و أنجاه من أيديهم.

وليس من المستحيل أن يحفظ الله حياة الإمام المهدي على نحو لا ينطبق على العادة الجارية عندنا!! فسائر ما يقصه القرآن الكريم من معجزات عيسى نفسه في ولادته و حياته بين قومه، و ما يحكيه من معجزات إبراهيم و موسى و صالح و غيرهم، كل ذلك يجري مجرى واحد يدل على ثبوتها وإمكانيتها، إلا ما تكلفه بعض الناس من التأويل تحذرا من لزوم خرق العادة و تعطل قانون الدنيا العام!!

ثم قال سبحانه وتعالى {وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} (159) سورة النساء

فهذه الآية لا تخلو عن الدلالة على حياة عيسى (ع) و عدم توفيه بعد. ويؤيد ذلك أن إرجاع ضمير «قبل موته» إلى عيسى يعود إلى ما ورد في بعض الأخبار أن عيسى حي لم يمت، و أنه ينزل في آخر الزمان فيؤمن به أهل الكتاب من اليهود و النصارى، و هذا يوجب تخصيص عموم قوله «و إن من أهل الكتاب»!! وقد اتفق اكثرية المفسرين على ذلك!

فنزول عيسى بن مريم عليهما الصلاة والسلام في آخر الزمان ، قد جاء فيه آيات من القرآن ، وتواترت الأحاديث عن النبي بالإخبار بنزوله، وأنه يقتل الدجال ويكون في هذه الأمة حكما عدلا وإماما مقسطا، وجاء في ذلك آثار كثيرة عن الصحابة والتابعين، وذكر بعضهم الإجماع على نزوله، وأنه لم يخالف فيه أحد من أهل الشريعة، وإنما أنكره الفلاسفة والملاحدة ممن لا يعتد بخلافهم!!

وقد جاء في نزول عيسى عليه الصلاة والسلام أكثر من خمسين حديثا مرفوعا أكثرها من الصحاح والباقي غالبه من الحسان!!

وعيسى عليه الصلاة والسلام إذا نزل في آخر الزمان لا يأتي بشرع جديد، ولا يحكم بالإنجيل، وإنما يحكم بكتاب الله تعالى، وسنة رسوله محمد، ويكون واحدا من هذه الأمة، ويكون أحد قادة الإمام المهدي (ع) فقد روى الإمام أحمد والبخاري ومسلم والكثير من الرواة أن رسول الله (ص) قال ( كيف أنتم إذا نزل عيسى بن مريم فيكم وإمامكم منكم ) !!

وفي ما يخص الخضر (ع) فهو حي أيضاً وفي ذلك أيضاً روايات كثيرة، لسنا في صددها كي لا نشتت الموضوع، وكي لا نطيل، ولكن أبسط ما نأخذه هو طول حياته إذا لم نتفق على بقائه حياً إلى يومنا هذا، وعمله الذي لم يستوعبه النبي المرسل موسى (ع).

المهم أخي الحبيب أسأل السؤال التالي، إذا أراد الله أن يُغيب إنساناً ويمد في عمره، فهل هو قادر سبحانه وتعالى على ذلك؟ وهل في ذلك ما لا يُعقل؟!


أخوك هادي
انصف الله و انصف الناس من نفسك و من خاصة اهلك و من لك هوى فيه من رعيتك فانك ان لا تفعل تظلم. و من ظلم عبدا لله كان الله خصمه دون عباده و من خاصمه الله ادحض حجته و كان لله حربا حتى ينزع و يتوب. أمير المؤمنين علي (ع)

الفرزدق
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 118
اشترك في: الثلاثاء يناير 17, 2006 7:13 pm
مكان: صنعاء
اتصال:

مشاركة بواسطة الفرزدق »

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

أخي الحبيب هادي , اسمح لي أن أشاركك هذا الموضوع .
أخي الحبيب كما سبق وأن قلت، ما يهم في الأمر يا أخي العزيز، أن نؤمن بحتمية ظهور الإمام المهدي الذي سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً، ونتوحد جميعاً على ذلك، حتى يظهر (ع) سواء بعد ولادة أو بعد غيبة، فالمهم أنه يظهر وننصره ونثبت معه!

أخي الحبيب هادي , كلامك هذا يسعدني جداً و يشعرني بتفاؤل كبير , إلا أن لدي استيضاح أريد أن أطرحه عليك و لا ألزمك به في نفس الوقت.
الشيعة الإثني عشرية يقولون بخروج المهدي من مكان معين, من مغارة أو ما شابه , هذا المكان موجود في إيران. فهل يا ترى إن ظهر رجل يحمل صفات ما تواتر من الأحاديث و لكنه لم يخرج من تلك المغارة , ثم ادعى بأنه الإمام المهدي(ع) , فهل يا ترى سوف ينصره الشيعة الإثني عشرية أم أنهم سوف يحاربونه بدعوى أنه مدع ما ليس له بحق؟!




{وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا } (158) سورة النساء



سيدي الكريم اسمح لي أن أخالفك في مفهوم هذه الآية , مع أني لم أتوصل بعد إلى ما يشبع اقتناعي بأنه مات أو لم يمت . و ليس لي في ذلك مبحث. إلا أن قوله تعالى( و ما قتلوه يقيناً ) ليس بدليل على أنه لم يمت , فالقتل شيئ و الموت شيئ , أعني أن الموت أعم , فالله تعالى يقول ( و ما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإين مات أو قتل )

و في اللغة لا يعطف الشيئ على مثله. فما كان بسبب المخلوق فهو قتل , و ما كان بسبب الخالق فهو موت, و ذلك جلي في القرآن لمن تأمل.

المهم أخي الحبيب أسأل السؤال التالي، إذا أراد الله أن يُغيب إنساناً ويمد في عمره، فهل هو قادر سبحانه وتعالى على ذلك؟ وهل في ذلك ما لا يُعقل؟

سيدي الحبيب , أرجو ألا نقحم قدرة الله في الحوار , لأن ذلك لا يجدي , فالله على كل شيئ قدير , و نحن هنا نلتزم بما ثبت بالدليل من المعقول و المنقول , لأنا إن أقحمنا قدرة الله فلن يكون للحوار جدوى. و إلا فالكل سوف يثبت ما يعتقده بحجة أن الله قادر.

و في الأخير تحياتي للجميع و لشخصك الكريم.
(سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم ...) الأنعام آية (148)

هادي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 69
اشترك في: الخميس إبريل 20, 2006 1:38 pm
مكان: العراق

مشاركة بواسطة هادي »

أخي الحبيب الفرزدق، لقد أسعدني تعليقك، وكلامك جميل ومنطقي.

أخي الفاضل بالنسبة لسؤالك فالإجابة عليه كالتالي:

الإمام المهدي (ع) عندنا لا يظهر من مغارة ولا من إيران كما تقول! قد يكون هنالك مغالين أو ما شابه، قد تحدثوا عن مثل هذه الأفكار، ولكنني بصراحة لم اسمع بها، وإن مرت علي فلن أكترث لها لأنه كلام غير ثابت ومن المؤكد أنه باطل.

ثانياً متى ما ظهر الإمام المهدي (ع) في أي مكان غير ما نعتقد به، وقد تبين لي أو لنا أنه هو فعلاً، فبالتأكيد سننصره دون تردد، فأيضاً كان اليهود يعتقدون بقدوم عيسى (ع) من صلب رجل، ولكن الله مكر مكره وجاءت ولادته مفاجئة لهم!!

وعلى هذا الأساس فاننا نتوقع ظهور الإمام المهدي (ع) في أي وقت، وفي أي مكان!

وكما ورد عندنا عن الإمام (ع) "إن أمرنا بغتة"

المهم يا أخي الحبيب وبإختصار أننا بإذن الله سننصر الإمام الذي تواترت في صفاته الأحاديث مهما كان مكان ظهوره وزمانه. نسأل الله أن يوفقنا لذلك، وأن يجعلنا من الثابتين معه.

أما بالنسبة لتفسير الآية الكريمة، وقولك باحتمالية موته ووفاته من الله سبحانه وتعالى، فقولك لا إشكال فيه، ولكن تبقى الآيات تحتمل عدة إحتمالات، ومنها بقائه حياً، وبالإستناد إلى ما تواترت فيه الأحاديث النبوية، والتي بلغت ما يُقارب الخمسين حديثاً نجد حتمية نزول نبي الله عيسى (ع).

وأما بالنسبة لسؤالنا، فأنا معك في ما تقول أيضاً، ولكننا مع ذلك نتفق أن الله قادر على أن يطيل عمر الإنسان كما أطال في عمر نوح (ع)، والخضر (ع)، وأنه بقدرته تمت معجزات كثر سواء للأنبياء أو للأئمة (ع).

وأما ما يخص المعقول، فمن المعقول أيضاً معجزات الأنبياء، وغيره مما أنعم الله به على الأنبياء والمرسلين من أمور خارجة عن طبيعة الإنسان.

وأما المنقول فلا أشكال بذلك، بشرط أن لا يُخالف القرآن الكريم، والعقل كما ذكرت، ومن المنقول فعل العبد الصالح الخضر (ع)، وطول حياته، وطول حياة نوح (ع) ومعجزات نبي الله عيسى، وموسى ... الخ.

ونعود إلى ما يهمنا في ذلك الأمر، ألا وهو حتمية ظهور الإمام المهدي (ع)، نتفق على ذلك، والنترك ما نختلف عليه إليه أو إلى الله سبحانه وتعالى يحكم فيه، والنسعى لنصرته، وأن ندعو الله لإظهاره ليجعل كلمة الله هي العليا، وكلمة الشيطان السفلى.

وأن يكسر شوكة الشيطان الأمريكي والإسرائيلي، وينصر عباده المؤمنين.

وفقنا الله وإياك للتوحد تحت راية الحق.

أخوك هادي
انصف الله و انصف الناس من نفسك و من خاصة اهلك و من لك هوى فيه من رعيتك فانك ان لا تفعل تظلم. و من ظلم عبدا لله كان الله خصمه دون عباده و من خاصمه الله ادحض حجته و كان لله حربا حتى ينزع و يتوب. أمير المؤمنين علي (ع)

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس العام“