الإتحاد الاوروبي المحترمون تحية طيبة،
وبعد
تشاهدون استنتاجات الدراسات، والإستطلاعات، والتقارير المتعددة، الصادرة من عدد كبير من المنظمات الدولية، والبنوك الدولية، والمعاهد، وجهات البحث والاستطلاع الدولية، خلال العامين الماضيين، وكذلك ماتكتبه الصحافة الداخلية والخارجية، حول فساد النظام في بلادنا المالي، وفشله الاداري، ومايقوم به من مصادرة للحريات العامة، ومواصلته حرب الابادة الجماعية في محافظة " صعدة " وانتهاكه هناك لكل الحقوق الإنسانية، وكونه نظاما عسكريا، قمعيا، يرفض التوجه الحقيقي نحو الاصلاح والحكم المدني، طوال هذه المدة الطائلة.
ولولا الجهود والمساعدات التي تقدمها الدول المانحة وعلى رأسها الاتحاد الاوروبي، لما عرفنا انتخابات برلمانية، ولاتنسمنا نفسا من حرية، علما بأنها في مجملها مجرد مظاهر يستغلها النظام لتدفق مساعداتكم المالية عليه، بينما هو قد أفرغها من محتواها، وخير دليل على ذلك هذه المدة التي حكم فيه الرئيس علي عبد الله صالح البالغة 28 عاما.
إننا نشعر في اليمن أنكم تحاولون أن تشتروا منه الحرية لتهدوها لنا، ولكنه يتحايل عليكم، إنه لاوجود لحزبية حقيقية، ولا صحافة حرة، لتدخل السلطات للحد من نشاطاتها، وها انتم ترون كيف ان الصحافة لا تقدم على الكتابة عن احداث
" صعدة " إلا وفق ما تريده السلطات، وكيف أغلقت صحيفة الشورى، وسجن الخيواني لأجلها، بل حتى مراسلي القنوات الفضائية الخارجية، لايقدمون على نشر ما يخالف رغبة السلطة، بل أنظروا إلى وضعنا نحن الزيديين الذين نشكل حوالى نصف السكان، كيف أنا لا يوجد لنا حزب، ولا صحيفة، ولا حتى جمعية، لأنا كلما نعمل شيئا يجبرنا النظام على تركه، فربما سمعتم ببعض إرهاب السلطة لنا في الأعوام 1992 إلى 1994 من تفجير منا زلنا ومنازل الكثير من قيادات حزب الحق، وضربها بالبوزيك ليلا ، وإحراق محالنا التجارية، وملاحقتنا أنا ووالدي وإخواني لقتلنا، وانزال الحملات العسكرية على مناطقنا، والزج بالكثير من أصحابنا في السجون، حتى اضطررنا للتخلي عن حزبنا الذي أسسناه، والذي انظم اليه أكثر من 25000 في فترة قياسية جدا، بل أنظرواالى هذه الحرب التي يشنها علينا بكل قوته العسكرية ودونما أي مبرر.
كما أن السلطات كلها بيد شخص واحد هو الرئيس علي عبد الله صالح، وكل الحكام في المحافظات والمديريات من العسكريين الذين يعينهم هو، والذين لا يعرفون الاالاعتقالات، والقتل والتدمير، حتى مجلس النواب يتحكم فيه، لتزويره الانتخابات، وإرهاب من يعارضه بصورة جدية، ولذلك ترون معظم اعضاء المجلس شيوخ قبائل، كما لم يخف على مسامعكم ما يحدث من اغتيالات الرجال الشرفاء ، كل حين،وما يحدث من ضرب الكتاب والمفكرين في الشوارع، من قبل ناسه الملثمين.
ونحن إذ نقدر عاليا مشاعركم الطيبة تجاه الشعب اليمني، وما تقدمونه من مساعدات سخية، من أجل تنمية الحريات العامة، والتخفيف من الفقرـ الذي صنعته السلطة لاستغلال الشعب ـ إلا أننا نحب أن نؤكد بأن ما يشعر به الشعب، هوان المستفيد من تلك المساعدات هو شخص الرئيس وليس الشعب، ولن يسمح بأن يتحسن وضع الشعب على أي منحى من هذه المناحي، بل إنه وإخوانه يستقوون بها ليستمروا في الحكم، وهاأنذا بحدذاتي دليل على ماأقول، خضت الانتخابات النيابية الماضية، بصفة مستقل، ونافسني الحزب الحاكم، مستخدما كل المخالفات القانونية ضدي، واضطررت للخروج، حيث تعرضت لخمس محاولات قتل كلها تدبرها السلطة بتوجيه الرئيس،أوعلي محسن الاحمر، وبعدأن قتلوا من إخواني 6 وابني الكبير، والبقية بين مطارد،أومعتقل، وحينما تنفست الصعداء، في أوروبا، وتحدثت عن بعض ما يحدث لاهلنا في "صعدة " قطعوا مرتباتي وحقوقي من مجلس النواب، لاجل ان اسكت ولا اتكلم مع ان هذا الاجراء مخالفة قانونية ، كما ان ضررذلك سيكون على اطفالي والايتام الذين يعيشون على هذه المرتبات،علما بان مرتبات إخواني مقطوعة من بداية الحرب، كما أننا مهجرون من بيوتنا ، في مران، ومن بين اصحابنا، كما أن من يُعرف بمساعدة أطفالنا يلقى القبض عليه ويسجن بحجة التعاطف، ولم نعلم بأن أحدا في العالم عوقب بهذه الحجة الافي ظل هذا الحكم .
وعليه فإني أترجى فيكم إنسانيتكم، أن تمارسوا ما يمكنكم من الظغوطات على هذا النظام لرفع الظلم عنا، ووضع مساعداتكم في أبوابها المخصصة لها، حتى لايستقوي بها على الاستمرار في الظلم، وحتى يستفيد منها الشعب، وتقبلوا خالص تحياتي.
يحيى بدر الدين الحوثي / عضو البرلمان اليمني
عن الدائرة المنكوبة2006/1/31
نص رسالة السيد يحي الحوثي للإتحاد الاوروبي
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 3099
- اشترك في: الخميس نوفمبر 17, 2005 4:22 pm
- مكان: قلب المجالس
نص رسالة السيد يحي الحوثي للإتحاد الاوروبي
رب إنى مغلوب فانتصر