حوار الأسبوع3: الفهم وآليات التأويل والنص

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أضف رد جديد
عبدالله حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 163
اشترك في: الخميس ديسمبر 11, 2003 10:56 am

حوار الأسبوع3: الفهم وآليات التأويل والنص

مشاركة بواسطة عبدالله حميدالدين »

الفهم وآليات التأويل والنص

عبدالله المطيري


ترتكز كثير من الثقافات والتيارات الفكرية على ” نصوص ” مؤسسة و أولية متضمنة لتصورات معينة عن الكون والحياة والإنسان. وترمي هذه النصوص ، في ما ترمي إليه ، إلى رسم طريق محددة يسير عليها الإنسان من أجل تحقيق أهداف وأحلام غالية عليه يمكن له من خلالها جبر كسره في حياته الحالية و تعويض نواقصه فيها أو العثور على مبرر مسكّن لوجوده المتجدد في كل يوم وفي كل لحظة. كما أن هذه النصوص توفر للغالبية المصدر المعرفي الموثوق الذي يلبي لديه حاجة التعرف والبحث.

بعد المرحلة التأسيسية للنص واستقراره تبدأ فعاليته في العمل ويبدأ في التمركز كمرجعية للنظر و التفكير بالنسبة للمعتقدين به بمعنى أن يصبح مهيمنا كمرجعية لكافة التصورات والآراء والأفكار. ومن هنا تبدأ علاقة النص بالفعل وفق جدلية الإمكان والقدرة. ليصبح جزءا أو طرفا في الحراك الواقعي متأثرا ومؤثرا به. أي أن النص ينزل للعمل والتطبيق ويبدأ في مواجهة التغيرات والتحولات في الواقع وتبدأ مسائلته ومحاولة اكتشاف أبعاده أو توظيفه من الذين يعتمدونه.

ليصل النص إلى الفعل فإنه لا بد أن يمر بقناة الفهم ويتفرع من قنوات التأويل حيث يتأثر بها ويؤثر بها في نفس الوقت مما ينتج بعد ذلك ” نصا ” هو خليط بين ” النص ” الأول وفعل الفهم والتأويل له. هذه العملية تتكرر باستمرار مع ذات النص ولكن بأفعال فهم أخرى و مسارات تأويل مختلفة مما يسفر عن ” نصوص ” جديدة تقترب أو تبتعد عن النص الأول. بمعنى أن النص ” الواحد ” في ظاهره يتعرض للتعدد والتنوع من القراء. النصوص المتولدة تسمى أحيانا التفاسير أو الشروحات والتي تصل في أحيان كثيرة ، بفعل مريديها ، إلى فعالية و أثر النص ذاته.

تصدر الرؤية الكلاسيكية ( التقليدية ) لفعالية النص عن إغفال لتأثر النص بالواقع وعن عملية توليد ” نصوص” باستمرار وعن فكرة تجرد الذات عن رغباتها وتصوراتها واستيهاماتها وظروفها حين تصديها للنص فهما و تأويلا وتفعيلا. ومن ثم فهي تراهن على حضور النص الأصلي كما كان في حالته الأولى متترسة خلف سلطته ومشروعيته وساحبة لها على ذاتها. بوصفها ، وكل مدرسة تدعي ذلك ، هي الوحيدة التي تمثل ” حقيقة ” النص ومعناه النهائي والأصلي وأنها الوحيدة التي حافظت على نقائه وحمته من التدخلات الخارجية. وبالضرورة فإنها تنظر إلى التأويلات والأفهام الأخرى على أساس أنها خارجه عن النص ولا تتصل به بل أنها خطر عليه يجب الوقوف ضده وحاربته.

الفهم ، الذي هو طريق الفكرة إلى الواقع والفعل ، ليس بريئا ولا محايدا كما يعتقد الكثير بل هو صاحب القدر الأكبر من التأثير وصاحب الهيمنة في كثير من الأحيان على ذات النص. هذا الفهم حين يتأسس ويحظى بتقعيد و ينظّر له يصبح ” منهجا ” خاضعا لحيثيات متعددة ليس أقلها السياسية والأيديولوجية ولعبة الصراعات والمصالح. ولعل هذا ما يفسر لنا الصور المتعددة لذات النص. وكذلك يمكن أن يفسر عمليات الإخفاء والتجاهل والتغاضي التي تمارسها كثير من التيارات والمذاهب ” النصيّة ” مع أجزاء من النص ذاته.

ولذا يرى الكثير من الباحثين أن الانهمام بدراسة المناهج وطرق التأويل والفهم للنصوص هو الأقدر على فهم التيارات والمذاهب والفرق ، حيث تضع هذه الدراسة كل الظروف والتداخلات تحت النظر مما يعطي تصور أكثر واقعية وقرب مما لو تصورنا الأمر أن الحلقة متصلة ومباشرة بين النص والفعل. وبالتالي فإن ما يميز التوجهات الفكرية والمذاهب ليس بالدرجة الأولى المرجعيات النصية أو النصوص المؤسسة بقدر ما هو المنهج القابع خلف عمليات الفهم والقراءة لذلك النص.

هل يقع النص أسيرا للمنهج وفقا لهذه الرؤية ؟ يذهب هذا التحليل إلى هذه النتيجة ويدعمها من خلال النظر إلى كثير من التجارب المندرجة في هذا السياق. لو أخذنا المدارس الإسلامية مثلا و حاولنا قراءة تفاعلها مع النص القرآني لاتضحت هذه الصورة أكثر. نجد أن الفلاسفة المسلمين قد تعاملوا مع النص القرآني على خلاف ما تعاملت به المدرسة السلفية فحين بدا منفتحا و رحبا ومجازيا عند الفلاسفة فإنه بدا ذو دلالات محددة وواضحة ومربوطة بالفهم الأول عند السلفية. كما يمكن أن نلاحظ أن دلالات القرآن عند المتكلمة هي غيرها عند المتصوفة و الباطنية وهكذا. وقبل ذلك وخلال النزاع السياسي الأول كان القرآن الكريم هو مرجع الخوارج كما كان مرجعا لمناوئيهم في نفس الوقت وهذا ما عبر عنه علي بن ابي طالب حين قال ” أن القرآن حمال أوجه “.

في سياق آخر ، مسيحي هذه المرّة ، نجد أن النص المقدس ذاته يبدو منغلقا و معيقا في المدارس الشرقية الأرثوذوكسية وفي حقبة القرون الوسطى عند الكاثوليك بينما نجده منفتحا خلاقا متسامحا في القراءة البروتستانتية . فذات النص كان راية للحروب الصليبية حينا فيما أصبح رمزا للسلام والتسامح في أحيان أخرى. مالفرق ؟ إنه المنهج ، منهج القراءة والفهم. هذا المنطق ينطبق أيضا على الفلسفات والمذاهب الفكرية ، فالماركسية مثلا ، المتأسسة على نصوص كارل ماركس ، قد أخذت اتجاهات متباينة ومتنوعة حتى أن كارل ماركس نفسه تبرأ من كثير من التأويلات اللاحقة لنظرياته الفلسفية.

في السياق العربي الإسلامي هناك حاجة ماسة لمراجعة فكريّة واسعة تشمل كل التوجهات الفكرية ، خصوصا منها ذات التأثير الواسع في المجتمع كالتيارات الدينية واسعة الحضور والأثر. تنطلق هذه الحاجة من عجز الفكر الحالي عن الإجابة على الأسئلة الحالية التي يفرضها الواقع المرير للإنسان في هذه المنطقة التي تبدو شاذة عن التطورات التي يشهدها العالم بأسره. هذه المراجعة رغم معيقاتها السياسية والاجتماعية ورغم أخطار الغلو والتطرف والعنف إلا أنها لا تهتم ، إلا في حالات محدودة ، بنقد المناهج التي تقبع خلف تلك القراءات وتوجها. وبالتالي فإنها تبقى في حدود القشور لا تكاد تتجاوزها إلى لب الإشكال والمعضلة.

إذا تم لنا أن المشكلة هي مشكلة فهم ومنهج فإن هذا سينقل جل تفكيرنا إلى العقل بوصفه آلة الفهم والتأويل ومؤسس المناهج وسنكتشف بالتالي فقر ما لدينا في هذا المجال ، فالفلسفة التي هي فعل العقل لم تكن في مرجعا للتفكير والفهم في جل المذاهب ذات الأثر والفعالية في ساحة الفكر العربي والإسلامي كل ما لدينا أفراد لم تتكون معهم مدارس مستمرة تؤسس لمنهج عقلي في التفكير يمكن أن يخرج هذا الفكر من حالة ركوده وعقمه الحالية.

سيف الإسلام
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 154
اشترك في: الأربعاء مارس 01, 2006 9:07 pm
اتصال:

مشاركة بواسطة سيف الإسلام »

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمحوا لي في البداية ان اتوجه بالتحية لكاتب الموضوع... وانا هنا اسجل إعجابي بجمالية ماطرح.. شاكرا لسيدي الفاضل عبدالله تفضله بطرح الموضوع للنقاش والحوار
فقط لفت انتباهي بعض الامور التي قد تتضح من خلال هذه المداخلة المتواضعة

وهذا ما أولا : قوله : (القرآن الكريم هو مرجع الخوارج كما كان مرجعا لمناوئيهم في نفس الوقت عبر عنه علي بن ابي طالب حين قال ” أن القرآن حمال أوجه “).في الواقع يجب أن نفرق بين نصوص قد تتعدد دلالاتها وبالتالي قراءاتها وتكون كل هذه الدلالات والقراءات صحيحة وان تفاوتت من حيث مستوى الصحة وبين نصوص اخرى وهي إما ان تكون محكمة أي لاتحتمل التأويل أو متعددة الدلالة لكن وبفعل نصوص اخرى محكمة حددت المراد منها وانهت بالتالي وجود هذه التعددية .. الامام علي كان يدرك جيدا هذه الحقيقة في حين غفلت الخوارج عنها وبالتالي كان يجب اظهار ان الخوارج قد انطلقوا من نصوص قرآنية متشابهه بينما انطلق الامام علي (ع) من المحكم وهنا ك فارق بين المستندين
ثانيا:قوله:( إذا تم لنا أن المشكلة هي مشكلة فهم ومنهج فإن هذا سينقل جل تفكيرنا إلى العقل بوصفه آلة الفهم والتأويل ومؤسس المناهج وسنكتشف بالتالي فقر ما لدينا في هذا المجال).. أود الاشاره هنا الى أن تعددية النص من حيث الدلالة الى جانب تعدد الافهام وطرائق التفكير ..هي حكمة الله التي تظهر لنا – كمسلمين – سماحة هذا الدين الحنيف كسر من اسرار عظمته وسعة مضامينه وعالميته وواقعيته ...هذه الحكمة غابت عن كثير من مدارسنا الاسلامية - ( المدارس التي تعول على النص ) – فراحت كل مدرسة تقدم فهمها للنص على أنه الاسلام وما دونه الكفر .. وهنا يتجلى الفقر الذي قصده الكاتب (المطيري)
في حين كان بإمكانه(المطيري ) إكتشاف كم نحن أغنياء ومتشبعون فلسفيا وعقليا لو انه عرج على المدارس الاسلامية الاخرى (العدلية ) والتي من ابرزها واقدمها المدرسة الزيدية
.. هذه المدرسة ادركت المراد الالهي من تعددية الافهام ودلالات النصوص ومضت – وفق منهج عقلي متميز- تترجم سماحة وسعة وعالمية هذا الدين ولهذا لم تعرف لغة التكفير او رفض الاخر أو اقصائه والغاءه .. ولم تعاني –كغيرها-من ازمة حيال تاصيل الواقع بل كان منهجها يمكنها من الغوص عميقا تحت سطح النصوص فتستنبت تشريعا جديدا ومتجددا له خاصية ومنطقية النص ذاته .. فهي -(الزيدية)- تفرض الاجتهاد بقوة وتحرم التقليد على مجتهديها .. اضف الى ذلك ان منهجها يقدم العقل على النص لايمانها بان هذا الدين هو دين العقل مادام انه قد جعل العقل مناط التكليف في كل احكامه وادبياته .. ولهذا نجد احد أئمتها –وهو الامام الرسي رحمه الله – يجلس لمناظرة الملاحدة الذين لايؤمنون أصلا بما لدينا من نصوص فيقدم لهم الاسلام في اطروحات عقلية ومنطقية
تنتهي بإسلام هؤلاء وهكذا.. إعتمدت الزيدية المنهج العقلي وارست دعائمه منذو وقت مبكر يعود الى ماقبل الامام زيد .. ومن يطلع على الموروث الفكري الزيدي -الذي ربما
يتجاوز الثلاثة مليون مخطوط – يدرك بالفعل كم ان المسلمين اثرياء بما لدى هذه المدرسة من فكر ومنهج .. وكيف ان هذا الفكر وهذا المنهج قد مثل الخط الوسط الذي يمكن ان يسع الجميع وان مقولة :(الزيدية سنة الشيعة وشيعة السنة)لم تأت من فراغ وانما جاءت من منهج قدم الدليل على ان الدين هو دين العقل الذي هو دين الوسط للامة الوسط ( وكذلك جعلناكم امة وسطا ....الاية)
وعليه يبدو من المفيد لنا كمسلمين ان نحاول إستثمار هذا الموروث الذي لافقر معه من خلال رفده بكل اسباب الظهور والانطلاق فهو –ولاشك- يستحق اصطفاف واهتمام الجميع لكونه سوف يسهم –بفاعليه- في انعتاق المسلمين من صيغهم الراهنة التي تسودها السولياريه كما يسودها الركود والتخلف وشكرا للاخ المطيري وللاخ عبدالله مرة اخرى على إثارتهما لهذا الموضوع معتذرا ان كنت اطلت فليس لدي وقت للايجاز والسلام عليكم ورحمة الله
إلهي ماذا فقد من وجدك !! وماذا وجد من فقدك..!

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

بسم الله الرحمن الرحيم

"الفهم وآليات التأويل والنص"

العنوان في حد ذاته محتاج الى نظر .. أخي وسيدي واستاذي عبد الله !
أعتقد أنه من المفيد أن ابين أمرين :
الاول : العقل والذي هو " الفهم وآليات التأويل" يظهر هذا فيما بعد إن شاء الله ..!
الثاني : النص والذي له أكثر من قسم ....
فالنص له اقسام كما افهم :

1- نص من الله "وحي " وله حينئذ اقسام ايضا :

• نص "محفوظ" سليم لم يحرف مثل "القرآن"
• نص "محرف" اعتراه التحريف مثل بقية الكتب السماوية التى تحتوي على حق وباطل !
• نص "محكم" له معنى واحد ..!
• نص "متشابة" له العديد من المعاني.. أو يحتمل أكثر من معنى ...!
• نص "مطلق" يقابله في الغالب نص يقيده"المقيد" ..!
• نص "عام" ايضا يقابله في الغالب نص يخصصه "الخاص".!
• نص "منسوخ" يقابله حتما نص ناسخ"الناسخ" ..!
• نص "مجمل" يقابله ايضا نص مبين "المبين "...!


اذا هناك نصوص من "الكتاب" ونصوص من "السنة"..!
ايضا هناك نصوص من المفيد أن اشير اليها تأتي من خلال اجماع "الامة" أو تأتي من خلال اجماع "العترة" ..!
للاول: معرف وهو "الاجماع الاكبر "..!
وللثاني :ايضا معرف "الاجماع الاصغر " ...!
وهنا اتذكر قاعدة من المفيد ايضا أن انقلها لكم تقول " من فوائد الاجماع سقوط البحث عن الدليل...!"
ويبقى النص الناتج من "القياس" والذي يتولد من خلال اربعة عناصر ..!
(اصل – فرع – حكم – علة )
ما اريد أن اصل اليه هنا هو أن مجموع هذه النصوص
اعني الكتاب والسنة والاجماع والقياس هي مكونات "الدليل الشرعي "..!
والنص الشرعي إما أن يكون :
1- "متواتر أو اصلي " "خبر الجماعة "
2- "احادي أو فرعي" "خبر الافراد " أو العدل الضابط
الاول: أعني المتواتر مثل الكتاب "القرآن " وجزء من السنة ..
الثاني :أعني اخبار الاحاد مثل السنة التى تم نقلها عن الافراد
الافراد "صحابي" "تابعي" ..... وهكذا !
الفارق بين الاول وبين الثاني أن الاول "المتواتر " يفيد العلم .. بينما الثاني "خير الاحاد" يفيد الظن !

2- نص من المكلف ... !

وهنا تبرز المشكلة كما فهمتُ أنا من هذه الكتابة أو كما اشار اليه الكاتب عبدالله المطيري...!
اعتقد أن المكلف عندما ينطلق في "خطابه النصي" ينطلق من خلال ثقافته التى تشبع بها ... ابو حنيفة والشافعي - وغيرهما من ابناء هذه الامة أو "اصحاب المدارس الفقهيه " _ انطلاقا من خلال ثقافة دينية معينة ..!

المدرسة الفلسفية الاسلامية أو مدرسة "علم الكلام" "الزيدية" مثلا... والتى اشاراليها الكاتب عبدالله المطيري من خلال نص خجول قال :" وهذا ما عبر عنه علي بن ابي طالب حين قال ” أن القرآن حمال أوجه* “."....- ايضا انطلقت من خلال مكونين هامين :
الاول :مسلمات العقل
الثاني : مسلمات الشرع


ارى الآن أو ادعي أن العقل والنص "المحفوظ أو السليم " يسيران في خط واحد لا تعارض بينهما البته ..!
هناك برهان لهذه الدعوى أو هناك دليل وهو أن "العقل في حد ذاته طريق الى الله "كما هو حال النص "المحفوظ" فهو ايضا طريق الى الله !
"المدارس الشرقية الأرثوذوكسية الكاثوليكية المنغلقة " "والمدرسة البروتستانتية الاكثر انفتاحا " مع الاسف ينطلقان من خلال ثقافة أو نصوص محرفة وهذه هي نقطة ضعف في ما كتبه الكاتب عبد الله المطيري .......... ! "قياس مع فارق "
"المدرسة السلفية المنغلقة سابقا " و "مدرسة الخوارج سابقا " انطلاقتا من خلال فهم محرف لا من خلال نص محرف..ادعوكم اخوتي هنا للوقوف والتأمل لمعرفة الفارق ...!
وهنا ايضا من المفيد أن اشير الى بعض المؤشرات التى تدل على أن المدرسة السلفية حاليا تشهد نوعا من الانفتاح على منهج الزيدية فقد شاهدنا منهم من يستفيد من منهج الزيدية في مسألة الخروج على الظالم .... أو شاهدنا من يخرج على ثقافة "الطاعة العمياء للامير " ..!
وكما هو حال المدرسة الامامية فقد شهدت هي الاخرى انفراجا نوعيا ملحوظا وإن كان ولاية الفقيه غطاء نابع من ثقافة التقية ليس الا ...!

ايضا المدرسة الاباضية " أعدل فرق الخوارج " هي الاخرى في مرحلة بناء وتأسيس وسيأتي اليوم الذي نرى لها دور وظهور واستفادة من منهج اهل الحق ......................! تحياتي لكم سادتي

----
تنويه

* نص الامام علي ليس بهذه الصيغة ..كما اظن ..! :king:
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

عبدالله حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 163
اشترك في: الخميس ديسمبر 11, 2003 10:56 am

مشاركة بواسطة عبدالله حميدالدين »

سلام الله تعالى على الجميع

عندي مجموعة من الملاحظات، وأعتذر على تأخيرها:
أولاً: كتابة المطيري، وغيرها من الكتابات المتشابهة ترتكز على خليط من القضايا التي تحتاج إلى بسط لكي يمكن تناولها.
1. قضية النص والمناهج في فهم النصوص: هذه تعتمد على مجموعة من القضايا أهمها:
أ‌. دلالة النص: هل النص يدل على معنى خارجه أم لا؟ فهناك مدارس لغوية معاصرة تعتبر أن المدلول ليس أمراً خارج النص، وإنما الدلالة تؤخذ من خلال علاقة الكلمات بعضها ببعض. المسألة طويلة، والذي أريد لفت الانتباه إليه هو أن هذه المسألة تطورت بسبب تطورات نظرية المعرفة عند الغرب. وهي القضية الثانية المهمة في هذا الأمر.
ب‌. المعرفة: هل المعرفة بالواقع ممكنة أم لا؟ منذ القرن الثامن عشر وإلى اليوم تطورت تدريجياً نظريات معرفية اعتبرت أنه لا يمكن معرفة الواقع كما هو. هذا المناخ هو الذي أفرز النظريات اللغوية السابق ذكرها. طبعاً القول بأن المعرفة ممكنة لا يعني أبداً أن الوصول إليها ممكن أو ميسور. كما لا يعني أن المعرفة المنتجة بريئة وغير مسيسة، ولكن بلا شك يعني أن السعي مشروع، وأن قياس صحة المعرفة من عدمها يعتمد على مطابقة المعرفة للواقع.
2. في العالم اليوم لدينا تيارات: منها ما يريد عزل الله عن الفعل البشري، ومنها ما يريد عزل العقل عن الفعل البشري، وبين التيارين ما يرى أن الله تعالى هو مالكنا وأصل وجودنا، وأنه تعالى قد حدد لنا بعض أفعالنا، ولكنه ترك لعقولنا تحديد اغلبها. كثير من هذه الصراعات هي في نهاية الأمر صراع حول الله في حياتنا، وكيفية وجود الله في حياتنا.

ثانياً: كيف نعرف المجاز؟
نعرف الواقع أولاً، ثم ندرك أن ظاهر اللفظ لا يطابق الواقع. إذا معرفة المجاز في القرآن تعتمد على معرفتنا السابقة بالموضوع الذي يتكلم عنه القرآن، أو قدرتنا على معرفة الواقع الذي يتكلم عنه القرآن. الخلاف بين المناهج الإسلامية اعتمد على الخلاف على تلك القدرة العقلية ومداها. فمن كان يرى أن العقل يدرك كل شيء، كان يقيس المجاز وفق الوقائع التي أدركها عقله. ومن كان يرى العقل لا يدرك شيئاً، كان يقيس المجاز وفق ذلك. وبين الطرفين هناك مواقف مختلفة.

ثالثاً: كلمة الإمام علي يجب أن لا تُخرج عن سياقها. هي ليست منهجاً في فهم القرآن، وإنما هي منهج في الجدل وطرقه. بمعنى آخر الإمام يقول لنا هنا: في سياق جدل سياسي محموم، بعيد كل البعد عن الهدوء والتأمل، ولا يحتمل التأخير والتريث، فإنه لا يمكن الاستدلال مطلقاً بالنصوص ذات طبيعة مجازية ولا بد من اللجوء إلى القضايا الحاسمة الواضحة.

رابعاً: بخصوص التقسيم الذي ذكره سيدي الغيل: النص له أقسام، ولكن الأقسام المذكورة فيها تداخل والمقسم فيها غير متحد. فمثلاً المحفوظ يشمل المطلق، والمتشابه قد يكون مقيداً، والعام قد يكون محكماً. ثم إن هذه القسمة غير ذات صلة بالموضوع. فالنص أي نص يحتاج إلى أدوات لفهمه واستخراج المعاني الكامنة فيه. ثم إن القياس لا ينتج نصوصاً، وإنما ينتج أحكاماً. مثلاً الآيات في تحريم الخمر نصوص تحتاج إلى فهم وتحليل. أما تحريم النبيذ قياساً على الخمر، أو أخذاً بعموم (ما أسكر كثيره...) فهو حكم.

خامساً: هل الخروج على الظالم استفادة من الزيدية، أم عودة إلى رأي بعض التابعين في الموضوع؟ المسألة لك تكن إجماعاً بين أهل السنة إلا في مراحل متأخرة. والأمر نفسه بخصوص الإمامية. لا أظن أنهم استفادوا منا في هذا، ومجرد التشابه لا تعني الاستفادة. ويؤسفني أن أقول أنه من الصعب أن نعتبر أن أحداً يستفيد منا، وذلك لسبب بسيط جداً: غيابنا!
أسأل الله تعالى أن يتغير هذا الأمر، وأن نقدم للأمة ما لدينا من كنوز تحتاجها لتغير حالها.

شكراً لمساهمات الكل ومتابعتهم.

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

احسنتم سيدي

نقاط ايضا ربما تفيد هنا
• الحكم الناتج من القياس قد يسمى نصا بعتبار قائله فالقائس يقول كلاما مفيدا وقد يطلق عليه نصا ولو مجازا . "مثال حي يدعم كلمات عبدالله المطيري هنا " :wink: :D


• سير الأئمة عليهم السلام "دروس حفرها الائمة في ذاكرة علماء هذه الامة " خصوصا المتقدمين منهم مثل الامام زيد والامام الكامل والامام النفس الزكية والنفس الرضية والامام يحيى بن عبد الله وغيرهم الكثير كل هذه الدروس والدماء شكلة رافدا ثقافيا لعلماء الامة فقد كان لها اثرها وصداها في كل المدارس الفكرية كما أن هذا الرافد ظل يتوزع على كل الحقب التاريخية كما أن سلسلة و مسيرة الثورات التى قادها أئمة الزيدية والتى استمرت لفتراة مترامية ايضا كان لها تأثير إن لم يكن حتمي وواقعي فهو حينذٍ ثانوي ولا يمكن اختزاله بهذا الشكل .. مع احترامي لكم
أما عن غيابنا فهذا امر قد يكون واقعا سيدي لكنه جاء في فترة متأحرة تقريبا ... كما أن لواقع الامة نصيب في هذا الغياب فمظلومية آل محمد وشيعتهم لم تتوقف حتى الآن فما زالت مستمرة والمجلس السياسي هنا فيه الكثير وشاهد عيان ....
سيدي أنا وغيري هنا نشكر لكم جهودكم الجبارة التى تقدمونها من اجل ترثنا وكنوزنا المدفونة في رفوف المكاتب ودورها ومكتباتها العامة والخاصة فبارك الله لكم اعمالكم ورفع قدركم آمين
:)

• النصوص التى انزلها الله انزلها رحمة بعبادة تجمعهم ولا تفرقهم فهي نصوص يقدر العباد على فهما والاستفادة منها كما أن عقولهم قادرة على فهم مراد الله من خلالها ..
صحيح إنها تحتاج الى تعمق نوعي في دراسات معينة لكن كل ذلك مقدور عليه فكما نعلم أن اغلب عظماء التفسير مثل الزمخشري وغيره جاءوا من محيطات وبيئات معروفة ومع هذا استطاعوا أن يظهر لنا كأئمة علم ولغة وتفسير " الله لم ينزل علينا كيماء لا تفهم "
وعودة الى موضوعكم سيدي فإن المشكلة حول فهم النص تأتي من خلال فهم المكلف لا من خلال النصوص نفسها وهذا صحيح ويعني ايضا ومن خلال مفهوم ضمني أن هناك مدرسة حق ومدرسة باطل قطعا ....

تحياتي وحترامي لكم ولمن يتابع
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“