علماء يطالبون باستتابة الترابي ويتهمونه بالزندقة

هذا المجلس للحوار حول القضايا العامة والتي لا تندرج تحت التقسيمات الأخرى.
أضف رد جديد
Nader
مشرفين مجالس آل محمد (ع)
مشاركات: 1060
اشترك في: السبت إبريل 09, 2005 6:22 pm

علماء يطالبون باستتابة الترابي ويتهمونه بالزندقة

مشاركة بواسطة Nader »

صورة

اتهم علماء سودانيون الزعيم الإسلامي الدكتور حسن الترابي بـ"الزندقة والردة والخروج عن الملة" بعد إصداره فتاوى مثيرة للجدل.

وطالب العلماء بعقد جلسة لاستتابة الدكتور الترابي لعودته إلى الإسلام وتبرؤه من فتواه بجواز إمامة المرأة وزواج المسلمة من غير المسلم نصرانيا أو يهوديا وإنكاره وجود نصوص من القرآن والسنة تمنع ذلك.

وأضافوا أن أفكار الترابي ليست جديدة, لكنها تأتي في وقت تحتاج فيه الأمة للتوحد لا للتفرقة, محذرين في الوقت ذاته عامة الناس من اتباعه وذلك بالبعد عنه ومفارقته.

زندقة
وفي هذا الشأن قال الشيخ صالح التوم أستاذ الثقافة والعلوم الإسلامية بجامعة الخرطوم إن "الرجل معروف بزندقته وهو من الرؤوس الجهال الذين حذرنا الإسلام منهم".

وأضاف الدكتور التوم في تصريحات للجزيرة نت أن الترابي يسعى إلى ما أسماه تضليل البسطاء من الناس, ناصحا المواطنين إلى "اتخاذ موقف قوى تجاه هذه الأحاديث التي أنكر فيها الترابي نزول المسيح وظهور المسيخ الدجال", مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الترابي سبق له أن سب الصحابة رضي الله عنهم.

كما أعلن بأن كثيرا من البسطاء يتبعونه دون دارية ويسوقهم إلى الضلال والزندقة معتبرا إياه بأنه "ضال عن الطريق المستقيم ويجب عقد جلسة توبة عاجلة لاستتابته والنظر بأمره", لمخالفته نهج الأئمة وعلماء المسلمين.

مخالفة صريحة
من جانبه قال الشيخ يوسف الكودة إن المتتبع لنهج الترابي في تناوله للقضايا الفقهية يجد أنه مخالف مخالفة صريحة, قائلا "إذا أخطأ العالم أو المجتهد فليس ذلك بغريب عليه, ويمكن أن يراجع, لكن ما هو مرفوض أن يجتمع الشر كله في هذا العمل بإنكار ما هو في الدين".

وأكد الكودة أن ما أفتى به الترابي لا علاقة له بالاجتهاد الشرعي, معتبر كل تلك الفتاوى بأنها "باطلة" لأنها ناشئة عن باطل وأنه لا مكان لتخرصات الترابي وأقواله الغريبة عن الأمة.

من جانبه قال الداعية الإسلامي الشيخ صادق محمد إن فتاوى الدكتور الترابي فيها "جرأة على الدين وتقول على الله بغير علم".

وأشار في حديث للجزيرة نت أن تلك الفتاوى تلزم قائلها التوبة والرجوع إلى الله وعدم الخوض في مثلها من جديد.

أقاويل موثقة
أما الأمين العام للرابطة الشعرية للعلماء والدعاة الشيخ علاء الدين الزاكي فقد قال إن "أقاويل الترابي قالها من قبل وأعادها هذه الأيام رغم أنه كان يتوارى ويحاول نفيها لكنها, أصبحت هذه المرة موثقة لا تحتمل الخداع وهي تمثل جرما جديد في حق الدين".

وأوضح للجزيرة نت أن الترابي لا يعظم النصوص وينكر السنة جملة وتفصيلا لأنه لا يفرق بين الأمر الشرعي والأمر الكوني القدري وبين نزول عيسى عليه السلام رغم أنها أمور كونية.

وأضاف الشيخ الزاكي أن إنكاره لسنة الرسول عليه الصلاة والسلام تترتب عليها كثير من القضايا الثابتة بالجملة باعتبار أنه "يحكم عقله في مقام النصوص, وأي نص لا يتفق معه يرفضه وهذا عمل إبليس", كما أن هذه أعظم شبهة سرت في الأمة.

وأشار أيضا إلى أن الترابي أصبح "ينتهج نهج المعتزلة وهو يقدم العقل على النصوص لذلك يجب أن يواجه مواجهة شرعية, إما التوبة وإما يحاكم محاكمة عادلة باعتباره أصبح عبئا ثقيلا على الدعوة في السودان ويثير ما يرتضيه النصارى من تخرصات".

وتأتي ردود الأفعال هذه بعد أن أقدم الترابي على إصدار فتاوى في ندوة أخيرة بالخرطوم حضرها حشد من السياسيين وعلماء الدين, أجاز خلالها زواج المرأة المسلمة من الرجل الكتابي مسيحيا أو يهوديا, وقوله إن شهادة المرأة تساوي شهادة الرجل تماما.

وبالنسبة للحجاب اعتبر الترابي أن الحجاب للنساء يعني الستار وهو الخمار لتغطية الصدر وجزء من محاسن المرأة.
ـــــــــــ

المصدر: الجزيرة
صورة

نشوان الحميري
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 625
اشترك في: الأربعاء أكتوبر 06, 2004 10:39 pm
اتصال:

مشاركة بواسطة نشوان الحميري »

كلما غنيت باسم امرأة
سحبوا جنسيتي عني
وقالوا:
لم لا تكتب شعرا للوطن؟
وهل المرأة شيئ آخر غير الوطن؟

آه لو يعلم من يقرءني
أن ما أكتبه في الحب مكتوب لتحرير الوطن!!!!


ذكرت هذه الكلمات لنزار قباني عندما قرأت هذا
:? :?
{رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ }{وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ }{وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ }الشعراء83-85
صورة

Nader
مشرفين مجالس آل محمد (ع)
مشاركات: 1060
اشترك في: السبت إبريل 09, 2005 6:22 pm

مشاركة بواسطة Nader »

كنت أعلم أنك أول من سيعقب على هذا الموضوع..
صورة

نشوان الحميري
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 625
اشترك في: الأربعاء أكتوبر 06, 2004 10:39 pm
اتصال:

مشاركة بواسطة نشوان الحميري »

:D
وقد أكون آخر من يعقب :wink:
{رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ }{وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ }{وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ }الشعراء83-85
صورة

لــؤي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 3099
اشترك في: الخميس نوفمبر 17, 2005 4:22 pm
مكان: قلب المجالس

مشاركة بواسطة لــؤي »

نسأل الله أن يرجع عقل الترابي فربما يحتاجه مستقبلا ...
رب إنى مغلوب فانتصر

صاحب ذمار
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 7
اشترك في: الأحد إبريل 23, 2006 11:03 pm
مكان: صنعاء-اليمن

مشاركة بواسطة صاحب ذمار »

0000امين 000أكيد أنه سيحتاجه

أبو بدر الدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 58
اشترك في: الاثنين ديسمبر 05, 2005 2:58 pm
مكان: ذمـــــــــــار

مشاركة بواسطة أبو بدر الدين »

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين
يا جماعة الخير ادعوا للدكتور الترابي بالشفاء
والله من حين ما خرج من الحبس وهو يرحم القلب
عيحكم الله عليك يا عمر البشير قرشت نوعة الرجّال لاما جننته!
جلاوزة النظام السوداني خباث الله يكفي اخواننا السودانيين شرهم
ويكفينا في اليمن الميمون نحن واياكم وعلمائنا الكرام واخواننا المحبوسين ظلما شر كل ذي شر
ويكفينا شر علي عبدالله صالح وشر جلاوزته الظالمين انه سميع مجيب آمين آمين
علام الدمع والحسرات هذي ؟*** فقلت :لكم شفى دمعاً حزينا !
ستسلو ، قلت : لاأسلو دياري *** ستنسى ،قلت لن أنسى القطينا!
عدمت الدمع ، إن لم أنتزفه *** دماً بعد اللواتي . واللذينــا

نشوان الحميري
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 625
اشترك في: الأربعاء أكتوبر 06, 2004 10:39 pm
اتصال:

دفاعا عن الترابي

مشاركة بواسطة نشوان الحميري »

لابن القيم تفصيل في زواج المسلمة بغير المسلم، والثوري والنخعي أنكرا حد الردة، والشيخ أبو زهرة أنكر حد الرجم
الشنقيطي يكتب: دفاعاً عن الترابي
21/05/2006
محمد بن المختار الشنقيطي ، نقلا عن مجلة العصر:

كتب الشيخ يوسف القرضاوي جوابا على سؤال عن بقاء المرأة الكتابية التي تعتنق الإسلام في عصمة زوجها الكتابي الذي يرفض الإسلام: "كنت لسنوات طويلة أفتي بما يفتي به العلماء الذين ذكرهم السائل في سؤاله. وهو أن المرأة إذا أسلمت يجب أن تفارق زوجها في الحال أو بعد انتهاء عدتها، لأن الإسلام فرق بينهما، ولا بقاء لمسلمة في عصمة كافر. وكما لا يجوز لها أن تتزوج غير المسلم ابتداء، فكذلك لا يجوز لها الاستمرار معه بقاء. هذا هو الرأي السائد والمشهور والمتعالم عند الناس عامة، والعلماء خاصة.
وأذكر منذ نحو ربع قرن: كنا في أمريكا، وفي مؤتمر اتحاد الطلبة المسلمين هناك، وعُرضت قضية من هذا النوع، وكان الدكتور حسن الترابي حاضراً، فلم ير بأساً بأن تبقى المرأة إذا أسلمت مع زوجها الذي لم يسلم، وثارت عليه الثائرة، ورد عليه عدد من الحاضرين من علماء الشريعة، وكنت منهم، وقد اعتمد الرادون عليه: أنه خرج على الإجماع المقطوع به، المتصل بعمل الأمة"... ثم بين الشيخ القرضاوي أنه اطلع فيما بعد على تفصيل حسن لابن القيم في هذه المسألة جعله يعيد النظر فيها، ويقول بما أنكره على الترابي من قبل، بناء على أن "المسلم يظل بطلب العلم من المهد إلى اللحد، وليس هناك أحد أحاط بالعلم كله".
صحيح أن الترابي تجاوز في آرائه الجديدة ما أقره عليه القرضاوي، لكني تمنيت لو أن الذين يردون على الترابي اليوم بلغة مقذعة، تحلوا بشيء من التواضع الذي تحلى به الشيخ القرضاوي.
وهذه ملاحظات عجلى على هامش الضجة التي أثارها الترابي بآرائه الجديدة، وهي ملاحظات لا تهدف إلى تصويب آراء الترابي أو تخطئتها، فالمقالات الصحفية ليست مكان تحرير المسائل الفقهية والاعتقادية، والتوسع في محاكمة الآراء دون تقص ليس من الحكمة. وإنما الغاية هنا هي محاولة تحوير الخطاب السائد الآن في هذه المسألة، والارتفاع به إلى مستوى خطاب شرعي يتنزه عن محاكمة الضمائر، ويفتح الباب لحوار الأفكار في وضح النهار..
ليس من الصعب على المطلع على مجمل الإنتاج الفكري للدكتور الترابي منذ الستينات إلى الآن، أن الرجل يمتاز بعقل تحليلي تركيبي نادر، قادر على سبر المسائل الشرعية والسياسية، والغوص على أصولها، والتنقيب عن أسسها وفحصها بدقة دون خوف من انهيار البناء، مع قدرة منهيجة على التمييز بين الوحي والتاريخ في المرجعية، وهو تمييز عزيز في أيامنا هذه التي يسود فيها الخلط الضمني بين الوحي والتاريخ.
وفي ذلك يقول الترابي: " … ولكن تسمى بالسلفية آخرون يرون الدين متمثلا في تاريخ المتدينين، فهم بحسن نية يتعصبون لذلك التاريخ، وينسون أن مغزاه في وجهته لا في صورته، ويقلدون السلف لا في مسالكهم من التدين اجتهادا وجهادا، بل يحاكون حرف أقوالهم وأعمالهم، ويرون الإتباع لا في المضي قدما إلى الله، بل في الوقوف عند حد الأولين ومبلغهم"، ثم يعقب مصححا هذا الانحراف المنهجي: "ومهما يكن تاريخ السلف الصالح امتدادا لأصول الشرع، فإنه لا ينبغي أن يُوَقَّر بانفعال يحجب تلك الأصول" (الترابي: قضايا التجديد، نحو منهج أصولي ص 82-83).
وهذه الرؤية منهجية التي يقدمها الترابي هنا في ثوب نقدي يفتقر إليها العديد من حملة العلم الشرعي اليوم، ممن استمرأوا التعويل على المتقدمين والثقة فيما ورثوه عنهم دون تمحيص، والريبة تجاه المتأخرين واستنكار ما يصدر عنهم دون تثبت.
وكل من درس كتب االترابي بإمعان وترو —وأزعم أني منهم- يدرك أن الرجل هضم التراث الإسلامي في مجال علم الأصول والكلام والتفسير هضما كاملا، حتى أصبح يتنفس هذه العلوم تنفسا في لغته الجزلة وصياغاته المنطقية وإيحاءاته المرجعية، كما يدرك أن الترابي قد اطلع اطلاعا واسعا على الفقه والأحكام، وخصوصا الفقه السياسي.
فالذين يتهمونه اليوم بالجهل بعلوم الشرع، وعدم الاطلاع على مواردها ومصادرها هم أبعد الناس عن معرفة مصادر فكره وثمرات قلمه. لكن هذه التهمة لها ما يبررها، وهو مبرر لا صلة له بالجهل، بل بالأسلوب.
فالذي يبدو لي أن أكبر خطأ ارتكبه الدكتور الترابي في حق نفسه أولا، ثم في حق مستمعيه وقرائه بعد ذلك، هو أنه يقدم نتائج قراءاته الواسعة واجتهاداته الجريئة دون بيان لمقدماتها، فيلقي المسائل إلقاء من غير توضيح لمواردها ومصادرها، ويقذف بالآراء الجريئة المثيرة للجدل دون توثيق لها من كتب التراث، رغم أن أكثر آرائه التي تبدو للقارئ غير المطلع بدَعا مستحدثة لها أصول سابقة في آراء المتقدمين من علماء السلف، ممن لهم هيبة في العقل المسلم المعاصر، المولع بتقديس اجتهاد الأموات واحتقار اجتهاد الأحياء.
ولو أن الترابي خاطب حملة الثقافة الفقهية الحاضرة بلغتهم التراثية السائدة لنآى بنفسه عن سهام الاتهام، ولوجد من يتفهم مقالاته وإن لم يتبنها، ومن يقبل بها رأيا اجتهاديا مشروعا، وإن لم يوافقه عليها. لقد جنى الترابي على نفسه وعلى الخطاب الشرعي عموما حينما قدم آراءه واجتهاداته مجردة عن الإسناد والتوثيق، فبدت للقارئ غير المطلع إرسالا للكلام على عواهنه، وخروجا على المرجعية الشرعية.
فلو أن الترابي مثلا ذكر لقرائه قول عمر في الرهط المرتدين من بني بكر بن وائل: "كنت أعرض عليهم الباب الذي خرجوا منه، فإن أبوا استودعتهم السجن" (رواه عبد الرزاق وصحح إسناده ابن تيمية في الصارم المسلول).. ولو أنه بين لمستمعيه أن اثنين من أعلام التابعين هما الثوري والنخعي أنكرا حد الردة وقالا بالاستتابة أبدا.. وأن الأحناف لا يقتلون المرأة بالردة مما يرجح كونها جريمة سياسية لا اعتقادية.. وأن الصحابي عبد الله بن أبي أوفى —كما في صحيح البخاري- يشك في أن النبي رجم بعد نزول آية الجلد مما يفتح المجال لاحتمال نسخ الرجم بالجلد.. وأن حديث أم ورقة يتضمن تعيين مؤذن لها مما يرجح صلاة رجل واحد على الأقل خلفها.. وأن إمامة المرأة الرجال في التراويح والنوافل قول مشهور لبعض علماء الحنابلة.. وأن عليا وعمر رضي الله عنهما يقولان ببقاء الكتابية إذا أسلمت في عصمة زوجها الكتابي الذي يسلم أو تخييرها في ذلك على الأقل.. وأن علماء الكلام اختلفوا اختلافا عريضا في معنى عصمة الأنبياء: هل هي عصمة للرسول أم للرسالة، وهل هي بمعنى الصيانة من الذنب ابتداء أو تصحيحه انتهاء، وهل هي تشمل كل فترة حياة الأنبياء أم حياتهم النبوية فقط لا ما قبلها.. وأن المفسرين اختلفوا في معنى قوله تعالى لعيسى عليه السلام: "إني متوفيك ورافعك إلي" هل الموت سابق على الرفع أم لاحق به... الخ لو أن الترابي فعل ذلك فبين لقرائه المولعين بآراء المتقدمين مأخذ آرائه من مصادرها التراثية، لكان استقبالهم لما يقوله أرفق، وتقبلهم له أقرب.
وليس من اللازم أن يوافق القارئ على آراء الترابي، ولست أنا بالذي يدعوه لذلك، وإنما أبين هنا أن مشكلة الترابي تكمن ـ على ما يبدو- في أسلوبه لا في مضامين كلامه. ولو أن الترابي قدم آراءه في لغة فقهية لما جر على نفسه كل هذا التحامل.
فمفتي مصر الشيخ علي جمعة لا يرى بأسا بإمامة المرأة الرجال إذا قبلت جماعة المصلين بذلك ولم نسمع من اتهمه بالردة، والشيخ أبو زهرة أنكر حد الرجم ـوهو من هو في الاطلاع على موارد الفقه ومصادره- ولم نجد من اتهمه بالردة... وللعديد من علمائنا المعاصرين آراء واجتهادات خارجة عن خط الجمهور، مخالفة لما استقرت عليه الفتوى لدى المذاهب الأربعة السنّية المشهورة، لكن لا أحد يتهمهم بالتهم التي يثيرها خصوم الترابي ضده، لأن أولئك الأعلام صاغوا آراءهم بلغة فقهية تنتسب إلى تراث الأمة، ولا تظهر بمظهر الخارج عليه المستهتر به، أما الترابي فلا يهتم بتلك الصياغة.
ويبدو أن بعض من ردوا على آراء الترابي الأخيرة تعجلوا مع ذلك في بعض خلاصاتهم دون تمحيص، فرابطة دعاة السودان حكمت على حديث أم ورقة بالضعف، رغم أن ابن القيم صححه، والألباني حسنه. ومفتي السعودية احتج على منع إمامة المرأة الرجال بحديث "ألا لا تؤمَّنَّ امرأة رجلا"، رغم أن جمعا من الأهل الحديث صرحوا بضعفه، منهم المقدسي والمزي والنووي وابن الملقن وابن كثير وابن حجر والشوكاني والألباني... الخ وهو أمر مستغرب حقا، نظرا لصرامة النقل السائدة في الثقافة الإسلامية في بلاد الحرمين، وعزوف علماء تلك البلاد عادة عن الاستدلال بالضعيف في الأحكام. وليست صحة الحديثين دليلا على أن ما استنبطه الترابي منهما صحيح -شأن الاستنباط غير شأن الرواية- وإنما هذا تنويه فقط على ضرورة التحرير والتدقيق في مواطن الخلاف. وقد كان في وسع الرادين على الترابي أن يستدلوا عليه بأدلة أقوى من هذا.
أما تهم الكفر والردة التي أطلقها البعض، ورفع الدعاوى الجنائية بسبب الخلاف في هذه المسائل، فهو الخطأ الأكبر الذي ارتكبه بعض خصوم الترابي، وكان الأولى بهم أن يرتفعوا بمستوى خطابهم الشرعي، وأن يتجنبوا محاكمة الضمائر. فالترابي -مهما تكن نقاط ضعفه العلمية والعملية- مسلم موحِّد، وهو رجل بذل زهرة شبابه عاملا لنصرة الإسلام، مجتهدا في سبيل رفعته. وقد سلخ من عمره سبع سنين في السجن مصابرة في سبيل التمكين للإسلام في السودان، يوم كانت ظلال الشيوعية الحمراء تخيم على تلك البلاد الطيبة. وليس الصبر على السجن سبع سنين بالتضحية السهلة، خصوصا عند يتذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم المتفق عليه: "لو لبثت في السجن طول لبث يوسف لأجبت الداعي"..
فإهدار فضائل المسلمين بما يصدر عنهم من هفوات عملية أو آراء علمية ليس من العدل والإنصاف الذي يوجبه الإسلام، وتقتضيه مكارم الأخلاق. فإذا صدر ذلك الإهدار عمن ينتسبون إلى الدعوة والعلم الشرعي كان مصيبة بحق. وليت هؤلاء يتعلمون من ثناء ابن تيمية على علماء المعتزلة، ودفاعهم عن حياض الدين بالحِجاج القوي والبرهان الساطع، رغم نقده الشديد لمنهج المعتزلة في الاعتقاد.
وتبقى محنة الترابي الفكرية كامنة في الأساليب لا في المضامين، فعسى أن يتدارك ذلك الخلل قبل أن ينهدم ما بناه خلال عمر مديد من الاجتهاد والجهاد..
والله الهادي إلى سواء السبيل..







http://www.newsyemen.net/show_details.a ... 05_21_8877
{رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ }{وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ }{وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ }الشعراء83-85
صورة

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس العام“