أحداث صعدة

[أبو القاسم اليوسفي]

بسم الله الرحمن الرحيم
عجبت للدهر في تسهيله الخطرا و من رجال أثاروا الحرب و الشررا
و استبدلوا سلعة الرحمن مخسرة بالمال ويلهمو من أنذل البشرا
أعماهمو حبهم للمال ألبسهم ثوب المذلة حتى أصبحوا خسرا
إذ ناصروا حزب إبليسا لشقوتهم على أخيهم فلا يبقوا له أثرا
ويلا لمن صدق الشيطان في عمل به يذل عباد الله فاعتبرا
يا من رأى قدرة فيه على أحدٍ تذكر الله جبارا لمن مكرا
إن كنت تحسب أن الناس كلهمو سهل الملاك فلا تفخر بذا الخبرا
فإن قوما رسول الله جدهموا مر المذاق لهم لحما كذا عسرا
كذاك شيعتهم قوما إذا وثبوا لكالأسود لهو صوتاً إذاهدرا
أفق من النوم يا من لست ذا ثقة بالله و اترك حبال الكبر والبطرا
و انظر إلى ما اقترفت اليوم من عمل و امحوه بالخير كي تسلم من السهرا
أشار بوشا عليكم بالبنان فلبيم رسالته نصا بلا خفرا
أذلكم ترككم للآل أبعدكم عن رحمة الله و استقحمتم العسرا
من ينحرف عن طريق الحق يلحقه ما قد جناه و تمسكه يد القدرا
فشر إبن أتى من بعد والده يهد ما قد بنى في لمحة النظرا
حمقا يشوه في تاريخ سابقه من الأئمة و الأعلام و الخيرا
فليس خوفا أقله إنما حطة فلا أخاف سوى من للسما فطرا
فمن يردنا بشر كان يكمده في صدره سوف يلعق دونه الصبرا
النور حراسه منا فليس لكم أن تطفأوه فإن الله منتصرا
كم من إمام لنا ضحوا بأنفسهم كي يحفظوه من التدليس والضررا
لاقوا الكثير من الأهوال وحدهمو و واجهوها فهم في وجهها حجرا
بالقتل في الحرب و التسميم أمتحنوا و الصلب في ظلم و الرم في حفرا
و سمر الضد ايديهم و أرجلهم فلم يأنوا و كانوا وقتها صبرا
عباد لله في ليل تهجدهم تالون للذكر حتى يطلع السحرا
يجيب دعوتهم إن هم دعوه إذا ظلمتموهم فإن الله منتصرا
لا تشمخوا بأنوف الذل يا فئةً تسعى إلى النار سعي الفاقد البصرا
ثم الصلاة على المختار سيدنا محمد المصطفى من خيرة الأسرا
و آله من لهم في القب منزلة ما غرد الطير في جو السما سحرا