من بشارات التوراة بذبيح الفرات الإمام الحسين بن علي
التوراة : سفر أرميا 46 : 5-11
------------------------------------------------
لا ينكر أهل السنة و الجماعة أستشهاد الإمام الحسين و قتله أبشع قتلة و التمثيل بجثته و قطع رأسه و الطواف بها و قتل آل محمد من أخوته و أبناءه و أبناء أخيه و هتك حرمة رسول الله و سبى نساؤه و بناته فى كربلاء يوم العاشر من المحرم . و مع ذلك لا يجدون حرجا فى تعظيم هذا اليوم و أعتباره عيدا و يوما يكرم حيث يرجعون فضل هذا اليوم الى روايات متضاربة يعتقدون ان فضل تلك الروايات المتناقضة يوجب تعظيم ذلك اليوم حتى لو ذبح آل محمد جميعا فى هذا اليوم .
و كى يدعم أهل السنة و الجماعة الأساس الهش لبدعة تعظيم شأن يوم مذبحة آل البيت فى يوم عاشوراء فأننا نجد الدجالون قد وضعوا العديد من الأوهام و الخرافات لإيهام الجهلة من أهل السنة و الجماعة ببركة هذا اليوم فذهب أهل السنة و الجماعة لأشواط بعيدة :
قالوا أنه اليوم الذى خلق الله فيه السموات و الأرض و الشمس و القمر و النجوم و الجنة و أقام العرش و الكرسى و هو اليوم الذى أمطرت فيه السماء لأول مرة
و قالوا هو اليوم الذى خلق فيه آدم و فيه دخل الجنة و فيه تاب الله عليه ( أقول : هل معنى هذا أن آدم مكث فى الجنة سنة كاملة على الأقل ؟! )
و هو اليوم الذى رفع فيه أدريس مكانا عليا
و هو اليوم الذى رست فيه سفينة نوح فصامه النبى نوح و جميع من معه حتى الوحوش و البهائم ! ( أقول : نعم القدوة ! )
و هو اليوم الذى ولد فيه أبراهيم و فيه جعل الله النار بردا و سلاما عليه
و هو اليوم الذى خرج فيه يوسف من السجن
و هو اليوم الذى فيه رد على يعقوب بصره
و هو اليوم الذى أنجى الله فيه موسى و أغرق فرعون
و هو اليوم الذى ولد فيه المسيح عيسى بن مريم ( أقول : المثير أن النصارى أنفسهم ما بين كاثوليك و أرثوذكس لم يتفقوا على يوم ميلاد المسيح ! )
و غير ذلك من الخرافات و الخيالات التى تضحك العقلاء و لا تزال تتلى فى مساجد أهل السنة و الجماعة و دروسهم
و بديهيا فالأمر واضح لكل عاقل بأن كل ما سبق لا يعدو سوى أوهاما فكاهية نرجو من القارئ أن يتعامل مها بأعتبارها نكتة !
أما المضحك المبكى فى تلك المأساة هو أن منابر أهل السنة و الجماعة تزدحم أيام عاشوراء بالروايات السالفة عن نوح و موسى و إسرائيل و غير ذلك من البلاهات الغامضة و تتناسى تلك المنابر كارثة رسول الله فى ذلك اليوم التى أفنت فلذات أكباده .
تعديل بتاريخ 4 مايو 2006 :
المقصود بقولى البلاهات الغامضة ليس أبدا مطلقا أصول تلك الروايات الصحيحة الصادقة التى أخبرنا بها الصادق الأمين بوحي من رب العالمين فى القرآن الكريم ..
و المقصود أنما ما روى من أكاذيب و بلاهات التى ألصقها الكذابون بتلك الروايات الحقيقة ليفتعلوا بركة ما ليوم عاشوراء
كبلاهة أن الوحوش صامت يوم عاشوراء

أو ما زعمه الكذابون أنه اليوم الذى خلق الله فيه السموات و الأرض و الشمس و القمر و النجوم و الجنة و أقام العرش و الكرسى و هو اليوم الذى أمطرت فيه السماء لأول مرة
أما المثير حقا أن يوما بكل هذه الفضائل الأسطورية التى أنعم الله بها على كل أنبياؤه و كل شرائعه كما يزعم أهل السنة و الجماعة لا نجد له أى ذكر مطلقا فى القرآن الكريم ! رغم أن الله قد أكرم بالذكر فى القرآن الكريم أياما و ليالى و أشهرا مثل يوم الجمعة و أيام الحج و ليلة القدر و الليال العشر و شهر رمضان و الأشهر الحرم الأربعة .
و بالجملة لم يترك أهل السنة و الجماعة نبيا أو رسولا إلا و ألصقوا معجزته أو علامته بيوم عاشوراء .... إلا محمد بالطبع !
و السبب واضح :
إذ لم يستطيعوا تدليس فضيلة واحدة ليوم عاشوراء تكون قد حدثت فى حياة رسول الله فى ذلك اليوم حيث أن سيرة رسول الله معروفة الأحداث معروفة الأيام بخلاف كل تلك الأيام المبهمة السالفة الذكر . فالله الذى يدعون أن أكرم كل أنبياءه فى هذا اليوم لم يجعل من هذا اليوم يوم ميلاد محمد و لا بعثته و لا ليلة القدر و لا جهره بالدعوة و لا أسراءه و لا معراجه و لا هجرته و لا يوم بدر و لا حتى أى غزوة غزاها النبى أو سرية أرسلها و لا فتح مكة و لا تحطيم الأصنام و لا حتى وفاته !
و لنا أن نسأل :
كيف جعل الله هذا اليوم مباركا على كل أنبيائه من آدم الى عيسى إلا محمد فجعله الله عليه يوم شؤم فذبح فيه سبطه و آل بيته ؟
و صدق الله تعالى إذ قال :
أنظر كيف كذبوا على أنفسهم و ضل عنهم ما كانوا يفترون ( الأنعام 24 )