أنفلونزا الطيور ... أو الخطر الداهم المتسلل المتخفي العابر للقارات ،، الذي بالطبع لن ينتظر تأشيرة بأي حدود قارية أو قطرية ... خطوات ربما تفصلنا عن الكارثة المحتملة أو الإفتراضية .. ولعل تسلله للإنسان لايزال متؤدا ولكنه بكل تأكيد قد وصل لبعض سيئ الطالع أو من ألقاهم حظهم العاثر بطريقه كعمال زرائب الطيور المدجنة ، أو القطط الأليفة والتي ربما صادت ما أفضى لحتفها ..
ومن البديهي ونحن باليمن يطحننا الفقر المدقع نتيجة للأزمة الإقتصادية والمقترنة بالإنفجار السكاني ... أن يلجاء أغلبنا لتناول لحوم الدواجن كونها زهيدة الثمن ، والإنفجار السكاني المريع يكاد السبب الحقيقي له هو قلة الوعي ... والوعي هو عكس الجنون ... والجنون فنون ، لكن يبقى جنون البقر الأكثر تميزا ولو ببيئتنا اليمنية ... حيث البقرة والثور تعتبر رمز السعد والخصوبة ... ولعل قدماء اليمنيين من السبائيين والقتبانيين حينما نحتوا بمنازلهم و على أضرحة قبورهم وجه الثور أو البقرة كان لما يتميز به هذا الحيوان من نفعية عالية للمجتمع اليمني ... وبالتالي فالبقرة اليمنية ينتفي عنها الجنون أو المجون فهي مبجلة وبالطبع ليس لحد مايذهب إليه أصدقائنا الهنود ... مبجلة في إطار المعقول ..
وإذا ما أردنا الحكم على الإنفجار السكاني بحكم مرحلة اللاوعي أو التوعية والتي كانت سقيمة خلال العقود الأربعة الماضية وأختصرت بعنتريات لاتسمن ولاتغني من جوع .. ففقد زمام السيطرة حتى على تدبير أمور المنزل ... وأصبح عدد أفراد الأسرة بالعشرات بعد أن كان أفرادا ،، والإنفراط العددي يختص به المولودين خلال هذه العقود الأربعة بجميع سلبياتهم من زواج مبكر وإنجاب دجاجي السمات ... فلم يبقى لإطعام الجيل الجديد سوى الدجاج رغم الإشاعات ... فعطسة الدجاجة سنشمتها وهي خيرا من فراغ المعدة المؤلم ..
بالطبع لم نسمع بجنون البقر سابقا حتى ظهر بأوروبا وبالبلدان التي نستورد منها حليبنا المجفف ... والمكتوب عليه بعناية وبالعربية أنه من حليب البقر ... فيتبادر للذهن مباشرة أن الرعيل الأول من جيل الأربعة عقود إرتوى بهذا الحليب ولذا كان تخطيطه الأسري أخرق وأحمق .. وهنا سيجتمع أمران أحلاهما مر وهما جيل جنون البقر يطعم أطفاله دجاجا مزكوما ... دون تفكير بالعواقب كيف وهو الذي يمضغ القات المبودر بالكيميائيات لساعات معها يهدر جهده وطاقته ومدخراته وعلاوة على ذلك تعريض صحته لأبشع العواقب كالسرطانات والفشل الكلوي .... ناهيك بالأسنان السوداء القذرة التي يتسم بها ماضغي القات ..
الإنفجار السكاني الرهيب أوردنا لأكثر من مأزق ... ولن أقول أن أم المآزق إن لم تكن أخطرها وأكبرها هو القات المبودر ...
أنفلونزا الطيور ، وجنون البقر ... والقات المبودر .
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 668
- اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
- اتصال: