الحافظ ابن الوزير اليماني بين الزيدية وأهل السنة والجماعة

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
عزام
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 70
اشترك في: الاثنين إبريل 17, 2006 9:26 am

مشاركة بواسطة عزام »

أخي الكريم الكاظم :

أشكرك على مجهودك الطيب في هذا البحث .


ولقد كانت قرآتي له هي الدافع للتسجيل في هذه المجالس .


واسمح لي أن أخالفك الرأي في كثيرٍ من جوانب بحثك .


أولها :


أنك أغفلت بعض جوانب العقيدة التي تكلم عن ابن الوزير ، خصوصاً وأنها تجعل منه سنيّاً أقرب من كونه زيدياً .


كمبحث الوعد والوعيد ، الذي أوضح فيه ابن الوزير بلا تقية موافقته لمذهب أهل السنة فيه .

واحسب هذه نقطة أولى لسنيّة ابن الوزير .


ومبحث قبول السنة النبوية ، والاعتداد بأهل الحديث فيها ، وتبجيل أئمتهم ، والرد على الطاعنين فيهم ؛ رأيتك أشرت إليه دون وقوفٍ على أثره في الحكم بقرب ابن الوزير من أهل السنة .


والحق ، أنه موقفه من السنة ، واستبساله في الدفاع عن أهل الحديث ، وآرائهم في علم الحديث من أجلى الأدلة على سنيّته أو قربه .

.
.

.

يتبع ...


عزام
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 70
اشترك في: الاثنين إبريل 17, 2006 9:26 am

مشاركة بواسطة عزام »

ثانيها : مبحث الأسماء والصفات .


وقد استدللت على عدم سنيته بما لا يصح لك دليلاً ، وأغفلت جوانب أخرى في نفس المسألة تقرّب ابن الوزير قطعاً من أهل السنة في هذه المسألة بعينها .


أما أدلتك فهي :

ابن الوزير ، لا ينفي التأويل .

ابن الوزير لا يأخذ بالظاهر .



والجواب :

لا أظنك تجهل أن هذين الأمرين لا يخرجان عن أن يكونا رأياً لجمهور أهل السنة من الأشاعرة وغيرهم .


والذي يجعل ابن الوزير سنيّاً أقرب منه زيدياً هو ما أغفلته وهو :


أخذه بالتفويض ، الذي هو عقيدة السلف ومنهجم كما يقرره كثيرٌ من أهل السنة .

وكون البعض كمحمد علاء المصري يرى أن هذا ليس من مذهب أهل السنة ، فهو غلطٌ منه .


ولا أخالك تجهل أن جمهور أهل السنة يقررون التفويض منهجاً للسلف .


أمرٌ آخر :


هو قبوله للأحاديث التي ظاهرها التجسيم والتشبيه عندكم . وإمراره له مع التفويض ، وإحجامه عن تأويلها .

مع أن منهجكم هو ردها ، وتكذيب رواتها .

فأي سنيّة فوق هذه ؟؟!!

وماذا بقي في ابن الوزير من زيديةٍ أو اعتزال ؟!!


خصوصاً إذا أضفنا إلى ذلك مبحث إثبات الرحمة على الحقيقة في إيثار الحق الذي وافق فيه منهج أهل الحديث .

عزام
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 70
اشترك في: الاثنين إبريل 17, 2006 9:26 am

مشاركة بواسطة عزام »

ثالثها : مبحث الرؤية .

وقد أصبت في تخطئة من نسب إليه التصريح بالقول بها .

فكلامه واضحٌ في أنه لم يصرّح برأيه .


لكنك ذكرت ثلاث قرائن لاحتمال نفيه الرؤية :

الأولى : موافقته لعقيدة أهل البيت .


وهي منقوضة بكونه قد خالفهم في مسائل ، فلا يبعد مخالفته هنا لهم كذلك .

وبأن ذلك لا يثبت إلا إذا صحّ عند ابن الوزير إجماع آل البيت على النفي ؛ لأننا وجدناه يخالف الجمهور منهم لرأي بعضهم .

والآثار الواردة عن بعض آل البيت في إثباتها مما يضعف هذه القرينة .


الثانية والثالثة : نفي أخيه ، وتلميذه نسبة هذا القول لابن الوزير .

وهذا ضعيفٌ ؛ لأنهم أخبروا بما يعلمونه ، وهو عدم قوله بالرؤية .

وهذا قد صرّح به ابن الوزير ، وهو أنه لن يقول معتقده في ذلك . فبنوا على الأصل .


وليس من نسب إليه القول بعدم الرؤية بأولى بمن ينسب إليه القول بها . لعدم تصريح صاحب الشأن .


أما نحن فنرى أن ابن الوزير كان أحوج ما يكون للرد عن التهم التي يوجهها إليه خصومه بمخالفته لأهل البيت .

ولو كان يعتقد عدمها ؛ لجاهر بذلك كما فعل في مسألة خلق أفعال العباد .


فكيف لابن الوزير أن يصرّح في بداية العواصم بأنه سيسلك مسلك التقية في كلامه ، ثم يأتي لمبحث الرؤية ، ويعرض أدلة الجانبين ، ويمتنع من التصريح بمذهبه واعتقاده ؟!!

إن ذلك لقرينة على موافقته لأهل السنة أقرب بكثيرٍ من احتمالك .


والله أعلم .

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

مرحباً بكم ... أخي في الله ( عزام ) .... مشاركتكم أسعدتنا ، فالغرض الاستفادة .

* وقبل التعقيب على كلامكم سيدي ( أستمحيكم العذر في عدم الرد عليكم مُستقبلاً ، إلاّ بعد الحين البعيد ، القريب بإذن الله ) ، لظروفنا ، لا لعدم أهمية الحوار .

عزام كتب :
واسمح لي أن أخالفك الرأي في كثيرٍ من جوانب بحثك .



سيدي ، ستجد أنّ الخلاف بيننا حول شخص ابن الوزير ، قليل بإذن الله .

عزام كتب :
أنك أغفلت بعض جوانب العقيدة التي تكلم عن ابن الوزير ، خصوصاً وأنها تجعل منه سنيّاً أقرب من كونه زيدياً .

كمبحث الوعد والوعيد ، الذي أوضح فيه ابن الوزير بلا تقية موافقته لمذهب أهل السنة فيه .

واحسب هذه نقطة أولى لسنيّة ابن الوزير .
سيدي ، ليسَ هذا منّا إغفالاً ، لهذه العقائد ، فبحثنا ما زال مُستمراً ، بمعنى : غير مُكتمل الطرح ، فنحنُ ما طَرحنا إلاّ عقائد ابن الوزير في :

(1) عقيدة ابن الوزير في الأسماء والصفات بين الزيدية وأهل السنة والجماعة .
(2) عقيدة ابن الوزير في مسألة أفعال العباد ( من مسائل العدل ) :
(3) عقيدة ابن الوزير في معاصي العباد وإضافتها إلى الله سبحانه وتعالى :
(4) عقيدة ابن الوزير في الرؤية في حق الله سبحانه وتعالى في الآخرَة :
(5) يأتي بإذن الله .
(6) يأتي بإذن الله .
(7 يأتي بإذن الله .


عزام كتب :
ومبحث قبول السنة النبوية ، والاعتداد بأهل الحديث فيها ، وتبجيل أئمتهم ، والرد على الطاعنين فيهم ؛ رأيتك أشرت إليه دون وقوفٍ على أثره في الحكم بقرب ابن الوزير من أهل السنة .

والحق ، أنه موقفه من السنة ، واستبساله في الدفاع عن أهل الحديث ، وآرائهم في علم الحديث من أجلى الأدلة على سنيّته أو قربه .
بلى ، سيدي أشرنا إلى مغزى كلامك ، عندما قلنا :
هو فعلاً كذلك ، تأثر بمنهج وطريقة المحدثين الحديثية ، تأثر بجهودهم في تدوين الحديث ، واستخراج الضعيف من الصحيح ، والحسَن من المُنكر ، تأثر بجهودهم في الاهتمام بأحوال الرجال والرواة ، التوثيق والتضعيف . ولكنَّ البعض قَد يُصحِبُ هذا التأثر من ابن الوزير بطريقة المحدثين الحديثية ، بتأثره بعقائدهم الإلهية التي يدينون بها ربّهم ، وهذا وَهم ، وهذا من أبرز الأخطاء التي يقع فيها مَن يَنسب ابن الوزير إلى السنية .
.

إلى هنا سأقف عن التعقيب ، لأنّ كلامكم اللاحق يحتاج لتطويل ، أكيعُ عن اختصاره ، لعدم ضماني إيصال الفكرة المرجوّة ، معَ إبرازٍ أمرٍ مهم :

وهُوَ أنّ ابن الوزير رحمه الله تعالى ، كان يتكلّم عن فرقة ( أهل السنّة والجماعة ) بعموم ، دون تخصيصٍ الأشاعرة من غيرها ، ولكنّ غالب الظن الكثير على صفحات مجلداته ، هُو أنّه يقصد الأشاعرَة بالكلام ، وقد أشرنا إذلى هذا سابقاً ضمن مداخل الأستاذ محمد الغيل ، نعم ! نقول هذا ، مؤكّدين على أنّه يتكلّم وينتصرُ لغيرهِم (الأشاعرة) من فرق أهل السنة والجماعة ، وليس أدلّ عليه ، إلاّ محاولته تخفيف التهويل عن أولئك السنيين القائلين بخلق أفعال العباد ، وقطعاً ليسوا سنّةً أشاعرة .

توضيح / لا نعني بقولنا انتصارَ ابن الوزير لأهل السنة ، إلاّ بمعنى ، تخفيف ما هُوّلَ عليهم ، كاتهام القائلين بخلق أفعال العباد بالجبر المحض ، وكتوضيح ما يترتب على الإيمان الأشعري بالكسب ، لا أنّه يُدافعُ عن تبيين عقائدهم ، بمعنى أنّهُ مُعتقدُ لها ، ولو رُوجِعَ مبحث أفعال العباد ، لوُجِدَ هذا جليّاً جليا .

أخي في الله ( عزام ) ، نطلب منكم الانتظار ، لحين الفراغ ، ولكم منّا الاحترام مع الاهتمام ، احتراماً لشخصكم ، واهتماماً بِطَرحِكم .تحياتي .
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

عزام
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 70
اشترك في: الاثنين إبريل 17, 2006 9:26 am

مشاركة بواسطة عزام »

أخي الكريم الكاظم :

ما زلت في انتظارك ، وأرجو أن تعجل بردك للاستفادة ، وجزاك الله خيراً .

karraar
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 49
اشترك في: الاثنين ديسمبر 08, 2003 12:09 am

مشاركة بواسطة karraar »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الرجاء من الاخوة الكرام وأخص أستاذنا الباحث العزيز الكاظم مواصلة البحث في شخصية السيد محمد بن إبراهيم الوزير وفكره, حيث أن السيد يمثل كما أشار عدد من الباحثين في الزيدية بداية التيار الزيدي المنفتح على أهل السنة ... فاستيفاء دراسة فكر السيد محمد بن إبراهيم الوزير سوف تفسح المجال وتسهل دراسة بعض الأعلام المنتسبين إلى هذا التيار الزيدي المتسنن من أمثال السيد ابن الأمير الصنعاني والسيد الحسن الجلال والقاضي الشوكاني... بغض النظر عن مدى قرب المذكورين من الزيدية أو بعدهم عنها بعد ذلك.


وأرجو التركيز على موضوع علم الحديث ومصادر الحديث,
على أي أساس نصر السيد قواعد المحدثين عند أهل السنة؟
هل لقصور في هذا العلم عند الزيدية؟ أم لتميزه عند أهل السنة؟
إلى أي حد وصل موافقة السيد لمحدثي أهل السنة في قواعدهم ؟ إلى الموافقة التامة ؟ أم الموافقة بشكل مجمل؟ ولماذا؟
إذا وافق السيد محدثي أهل السنة في قواعدهم الحديثية , فلماذا لم يطبق تلك القواعد على مصادر الزيدية الحديثية ويعتمدها بشكل رئيسي في مؤلفاته , أي لماذا لم يعتمد على مصادر الزيدية الحديثية مطبقا عليها قواعد محدثي أهل السنة التي نصرها ودافع عنها؟
هل لتميز مصادر أهل السنة ؟ أم لخلل رآه في مصادر الزيدية الحديثية ؟


الرجاء من الجميع المواصلة في هذا الموضوع الهام وتحية للأخ عزام على مداخلاته واهتمامه بالموضوع...



ولكم جزيل الشكر


وصلى الله على نبينا محمد المختار وآله الأطهار

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد ...

المعذرة سادتي على التأخير ... .

الأخ عزام ... بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

* نحنُ هنا عندما نترجمُ لابن الوزير فليس يهمّنا إلاّ إبراز عقيدة الرجل (كما أرادَ هُوَ ) ، لا كما أريدُ أو تُريد ، أو يُريد إسماعيل الأكوع ، أو الأستاذ الحربي .

* ابن الوزير قد يُقارب أهل السنة (أشاعرة أو غيرهم ) ، وقد يُقارب الزيدية ، ولكن هذه المُقاربة في بعض المسائل ليسَت دليلاً على أشعريّة أو زيدية أو سنيّة الرجل ، السنيّة الصِّرفَة ، أو الأشعرية الصَّرفَة ، أو حتّى الزيدية الصِّرفَة . ألا ترى أخي ، أنّ المذاهب الإسلامية قد تلتقي في بعض العقائد الإلهية ، الزيدية مع الجعفرية ، والإباضية مع المعتزلة ، والسنة مع الأشاعرة ، ... إلخ . ولا يكون هذا دليلاً على أنّ الجميع لهم مذهبٌ واحد بسبب هذا التقارب في (بعض) العقائد.

* سيدي عزام ، قُلتَ : ((أنك أغفلت بعض جوانب العقيدة التي تكلم عن ابن الوزير ، خصوصاً وأنها تجعل منه سنيّاً أقرب من كونه زيدياً )) . والحق سيّدي أنّي أغفلتُ تصريحات قوبة لابن الوزير في متابعة أئمة الزيدية . ( وسنأتي عليها قريباً بإذن الله تعالى ، وسنأتي على تلك الأمور التي استنتجتَ سنيّة ابن الوزير أو مقاربته للسنة منها ، كمبحث الوعد والوعيد ) .

* عزام كتب :
والذي يجعل ابن الوزير سنيّاً أقرب منه زيدياً هو ما أغفلته وهو :


أخذه بالتفويض ، الذي هو عقيدة السلف ومنهجم كما يقرره كثيرٌ من أهل السنة .

وكون البعض كمحمد علاء المصري يرى أن هذا ليس من مذهب أهل السنة ، فهو غلطٌ منه .


ولا أخالك تجهل أن جمهور أهل السنة يقررون التفويض منهجاً للسلف .
سيدي عزام ، تنبّه أنّ مَن ألصقَ عقيدة التفويض بابن الوزير هو محمد علاء المصري ( وليسَ نحن ) ، لأنّا لهذا مُخالفون .

* عزام كتب :
أمرٌ آخر :


هو قبوله للأحاديث التي ظاهرها التجسيم والتشبيه عندكم . وإمراره له مع التفويض ، وإحجامه عن تأويلها .

مع أن منهجكم هو ردها ، وتكذيب رواتها .

فأي سنيّة فوق هذه ؟؟!!

وماذا بقي في ابن الوزير من زيديةٍ أو اعتزال ؟!!


خصوصاً إذا أضفنا إلى ذلك مبحث إثبات الرحمة على الحقيقة في إيثار الحق الذي وافق فيه منهج أهل الحديث .

سيدي عزام ، ابن الوزير لا يقول بالتفويض المُطلَق ، وليسَ يُفهمُ من إحجامه عن تأويل الأحاديث المتشابهة ، أنه يقول بظاهرها أو يُفوّض معناها تفويضاً مُطلقاً ، وأيضاً ليسَ يُفهم من عدم ردّه لأحاديث التشبيه والتجسيم أنّه يُفوّض معناها بلا تأويل ، فهذا وهم . وإليك هذا البيان .

لو قال زيد : لي يد في هذه المشكلة .

فقال عمرو : عنَى زيد بكلامه هذا ، أنّ له قُدرَة على حلّ المشكلة .
فردّ عليه سعد : بل عنى أنّ له قوّة على إدارة هذه المشكلة .

وعمروٌ وسعد يصبّ كلامهما في مصبّ واحد ، وهو مقدرة زيد على حل المشكلة ، ولكنّهما اختلفا في تأويل معنى كلمة اليد ،آلقوة عنى ، أم القدرة قصَد .

وهذا رحِمَكَ الله لسان حال ابن الوزير ، فابن الوزير لا يردّ قول زيد هذا ، وإنّما يُحجمُ عن تحديد التاويل الصحيح المعنى لقوله ، مع إيمانه بأنّ كلام زبد (( لفظة اليد )) ليسَت على ظاهرها ، وإنّما لها تأويلٌ مُعيّن ، ويؤمنُ أيضاً أنّ تأويل عمرو وسعد كلاهما مُحتمَل ، ولكن ليسَ يُقطَعُ لأحدِهِما بالصحّة المُطلقَة في تأويله المعنوي ، وإن اتّفقا على مقصدٍ واحد لزيد ، وهو حلّ المُشكلَة .

وهنا فابن الوزير ليس يُحجمُ عن التأويل ، إلاّ لكيعانه (لجُبنهِ) عن الإتيان بالمعنى التأويلي السليم الثابت الصحيح بمعنى الحديث أو الأثر ، لا لأنّه يَرى أن الحديث يجبُ أن يُؤخذَ بظاهره بدون تأويل ، أو أن يُقال فيه بالتفويض . ومعَ ذلك فقد كان يُأوّل على سبيل الظنّ لا الجزم ، مُعتبراً بسياق الأثر ، فمثلاً أوّل إتيان الله يوم القيامة ، الوارد في خبر ابي هريرة ، بقوله : ((المُرادُ أتاهُم مَلَكٌ مِن ربِّ العَالَمين ، أو أتَاهُم رسولُ ربِّ العَالمين)) . وهُنا تجدُ ابن الوزير لا يقطعُ بتأويل مُعيّن للحديث ، وإنّما يُأوّل باحتمالات قريبَة المعنى ، (كما أوّل سعد وعمرو في مثالنا ، لفظة اليد ، بالقدرة والقوة ) ، ولكن يَبقى السؤال المهم ، هل يَشترِط ابن الوزير في أحاديث التشبيه والتجسيم المروية في كتب المحدثين أن تُقبَل بلا تأويل ؟! وهُنا تأمّل جواب ابن الوزير على شيخه ، تجده يقول رادّا على شيخه ردّه لأحاديث المُحدّثين المحتملة للتجسيم أو الجبر :

(( أقول : هذا مقامٌ وَعِر قَد تعرَّض السيدُ له ، وأبدَى صَفحتَه ، وأرادَ أن يُكَذِّبَ الرّواةَ فيما لَم يَفهَم تأويلَه وهذا بحرٌ عميق ، لا يصلُحُ رُكوبُه إلاّ في سفين البراهين القاطعة ، وليلٌ بَهيمٌ )) .

ومن جواب ابن الوزير تجدُ جواباً على سؤالنا ، من أنّه لا بدّ على القارئء أن يتمحّص الحديث المُفيد للتشبيه أو التجسيم أو الجبر ، وأن يُئوّلَه حتّى يُرجِعَه للأصول الصحيحه ، قبل أن يقطع بردّه ، وتكذيب رواته ، هكذا بلا نظر . وبمعنىً آخر نقول: أنّ ابن الوزير يحثّ على التأويل لمُتشابه القرآن والسنّة ، قبل الردّ للأحاديث والآثار . وهنا يطرأ سؤالٌ آخر ( يُبيّنُ هل كان ابن الوزير مُفوّضاً) وهو : هل كان ابن الوزير يقبل أخبار وأحاديث المحدثين من أهل السنة التي تُفيدُ التشبيه والتجسيم أو الجبر ، ثمّ لا يستقيمُ معها التأويل ، (أي لا تَقبلُ التأويل )؟! ، وهُنا تأمّل جواب ابن الوزير على شيخه ، تجدهُ يقول :

((المقدمة الأولى :

الاعتراف بانَّ كلَّ ما خالَفَ الأدلّة القاطِعَة المعلومَة مِنَ العقل أو السَّمع ، وكانَ مِن أحاديث الآحاد المظنونة ، فإنّهُ غيرُ مَعمولٍ به . فإن ثبتَ دليلٌ على انّهُ لا يُمكنُ تأويلُه ، وَجبَ ردّهُ على راويه ، على ما يأتي بيانه في مراتب الرّد ، وإن لَم يَقُم دليلٌ على امتناع تأويلِه ، تُرِكَ غيرُ مَعمولٍ به ولا مَقطوعٍ بِكَذِبِه . )) .

وهذا منه (ع) ، فواضح التصريح في عدم قبوله جميع أخبار المحدّثين التي لا تقبل التأويل ، وهذا أيضاً منّا تلخيصٌ قدر الإمكان ، لموقف ابن الوزير من التأويل والتفويض ، والأخذ بالظاهر، فإن أنتَ فهمتَهُ ، أحطتَ بجانب كبير من عقيدة ابن الوزير رحمه الله تعالى .

================

* نعم ! ثمّ تكلّمت سيدي ( عزام ) عن مبحث الرؤية ، واعترضتم على ترجيحاتنا لنفي ابن الوزير الرؤية الأخروية عن الله سبحانه وتعالى ، وتمشايت مع ما أوردناهُ ، فقُلتَ :
لكنك ذكرت ثلاث قرائن لاحتمال نفيه الرؤية :

الأولى : موافقته لعقيدة أهل البيت .

وهي منقوضة بكونه قد خالفهم في مسائل ، فلا يبعد مخالفته هنا لهم كذلك .

وبأن ذلك لا يثبت إلا إذا صحّ عند ابن الوزير إجماع آل البيت على النفي ؛ لأننا وجدناه يخالف الجمهور منهم لرأي بعضهم .

والآثار الواردة عن بعض آل البيت في إثباتها مما يضعف هذه القرينة .
والجواب رحمك الله : أنّه قد صحّ إجماع أهل البيت (ع) على نفي الرؤية ، وقد ذكرنا على لسان ابن الوزير أنّه مؤمنٌ بأنّ قُدماء العترة لا يقولون بالرؤية ، وذلك عندما قال : ((وحاصلُ الكلام : أنَّ القُدمَاء مِنَ العِترة عليهم السلام لَم يُنقَل عنهُم مذهبُ المُعتزلَة أنَّ الرؤية من المُحالات التي لا تدخُل في مقدور الله تعالى ، بل مُقتضى عبارتهم : أنَّ اللهَ لا يُرى لِعَظَمَتِه ، وعِزَّتِه ، وكبريائه )) ، وليسَ يهمّنا هُنا مُناقشَة سبب عدم الرؤية ، ألعدم المقدرة الإلهية ، أم للعظمة الإلهية ، ولكنّ المهم هُنا هو إثبات ابن الوزير أنّ قُدماء أهل البيت (ع) ، لا يقولون بالرؤية الأخرويّة في حقّ الله تعالى ، وقد نقلَ الشريف الحسني في كتابه الجامع إجماع فضلاء أهل عصرهم من آل رسول الله (ص) ، على عدم الرؤية فقال : قال أحمد [بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين ] والقاسم [ بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن ] والحسن [ بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين ] ومحمد [ بن منصور المرادي ]: (( ليسَ نَرى الله فِي الدّنيا ولا فِي الآخرَة )) . وقال الشريف الحسني : قال الحسن [ بن يحيى ] : (( إنَّ الله سُبحَانَهُ مَدَحَ نَفسَه فِي كِتَابِه بِمَدحِه وهُوَ حَقيق ، لا تَنقَطِعُ مِدحَتَهُ فِي الدّنيا ولا فِي الآخِرَة، فقال: {لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} ، وقَالَ مُوسَى: {رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي} ، ومَا قَالَ الله فَهُوَ كَمَا قَالْ )) . وقال الشريف الحسني : قَال أحمَد [ بن عيسى ] ومحمد في قوله: (( { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ } قَالا: ناعِمَة ، { إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} ، تنتظرُ الثواب مِن ربّهَا )). وقال الحسن بن يحيى : (( نَاظِرَة ، تَنتَظِرُ ثَوابَ ربّهَا )). . وهذا كما ترى إجماعٌ على نفي الرؤية من سادات أهل زمانهم وهم المؤتمون على على علوم أسلافهِم من سادات أهل البيت (ع) .

أمّا عن تلكَ الآثار التي قد تَرِد عن بعض أهل البيت في إثبات الرؤية ، فإنّ ابن الوزير لو أثبتَها فلن يتعامَل معها إلاّ بالتأويل الراجع إلى أصول أهل البيت (ع) ، وهو نفي الرؤية ، كأن يُقال : أنّ رؤية الله تعالى يوم القيامه ، هي رؤية ما وعدَ أهل الدّنيا به يوم القيامة . وقد ناقشنا هذا بتوسّع في أصل بحث الرؤية السّابق ، فراجعه ، فليس يعني أن ينقل ابن الوزير رواية عن شخص من آل البيت تفيد عقيدة ما ، ليس يعني هذا أن ابن الوزير يُصحح هذه الرواية أو يقول بها ، فراجع هذا في مكانه ستجده واضحاً بإذن الله تعالى .

* ثم قال الأخّ عزّام ، مُستطرداً مُناقشة ترجيحاتنا نفي الرؤية عن ابن الوزير :
الثانية والثالثة : نفي أخيه ، وتلميذه نسبة هذا القول لابن الوزير .

وهذا ضعيفٌ ؛ لأنهم أخبروا بما يعلمونه ، وهو عدم قوله بالرؤية .

وهذا قد صرّح به ابن الوزير ، وهو أنه لن يقول معتقده في ذلك . فبنوا على الأصل .


وليس من نسب إليه القول بعدم الرؤية بأولى بمن ينسب إليه القول بها . لعدم تصريح صاحب الشأن .
والجواب : أنّ كلام هؤلاء الأئمّة ( الهادي بن إبراهيم الوزير (اخوه) ، ومحمد بن عبدالله بن الهادي الوزير (حفيده وتلميذه) ، في تبرئة ابن الوزير من إثبات الرؤية ، لا يُشترطُ أن يكونوا قالوه بناءً على كتابه العواصم هذا ، أو مُختصَره ، أو غيرهما من مؤلفاته ، بل قد يكونوا قالوه عن مُعايشَة ومُعاصَرة ، ومُدارسَة ، وخصوصاً أنّ الجميع ذوي باع في العلم ، وخصوصاً إذا كانَ الحفيد تلميذاً عند الجد محمد بن إبراهيم ، فإنّه يكون أدقّ من غيره في نقل عقيدة جده (ع) . وقد بنيتَ أخي الكريم كلامك الأخير على عدم تصريح ( ووضوح ) عقيدة ابن الوزير في الرؤية في كتابه العواصم ، ولهذا ضعّفت قول أخو ابن الوزير وحفيده ، وهذه مُجازفَة ، إذ قد يكون الأخ والحفيد عرفوا عقيدة ابن الوزير عن طريق المُشافهَة أو عن أي طريقٍ آخر غير كُتبه أو رسائله .

================

* نعم ! ثمّ واصل الأخ عزام ، قائلاً :
أما نحن فنرى أن ابن الوزير كان أحوج ما يكون للرد عن التهم التي يوجهها إليه خصومه بمخالفته لأهل البيت .

ولو كان يعتقد عدمها ؛ لجاهر بذلك كما فعل في مسألة خلق أفعال العباد .


فكيف لابن الوزير أن يصرّح في بداية العواصم بأنه سيسلك مسلك التقية في كلامه ، ثم يأتي لمبحث الرؤية ، ويعرض أدلة الجانبين ، ويمتنع من التصريح بمذهبه واعتقاده ؟!!

إن ذلك لقرينة على موافقته لأهل السنة أقرب بكثيرٍ من احتمالك .


والله أعلم
والجواب رحمك الله : أنّ مَن يحتجّ بالتقيّة فيما يُوافقُ فيها ابن الوزير (ع) الزيدية ، ويُخالفُ غيرَهُم من السنة والجماعة ، فإنّه يُغضي عن حال ابن الوزير وواقعهِ الذي عاصرَه بشكل مُلفت للنظر ، والتقيّة تكادَ تكون أبعد ما يكون عن رجل كابن الوزير رحمه الله تعالى ، ولستُ أدري ماهذا التصريحُ الذي صرّح به رحمه الله تعالى في مقدّمة العواصم ومختصره الروض الباسم ، ومَن تطلّع لتاريخه وجده رجلاً بعيداً جداً عن التقيّة ، وهُنا سأطرحَ لك أخي القارئ إشكالات على تقيّة ابن الوزير وعلى إنصافك الحكم :

[ إشكالات حول تقيّة ابن الوزير رحمه الله : ]

1- ابن الوزير ، خالَفَ على رجلٍ له مكانته الدينية والاجتماعية في الوسط الزيدي ، وجرَى بينهما من الملاسنات والمُنازعات ما سَطَّرتهُ الكُتُب . وهذا الفعلُ منه رحمه الله خلاف التقية .

2-ابن الوزير ، ألَّفَ المُجلّدات الضخام في الرد على شيخه ابن أبي القاسم ، ولو أنّهُ انتهجَ منهجَ التقية لاكتفى بالإغضاء والسكوت ، ولقالَ كما قال أبو هريرة ، فيما رواهُ عنه البخاري في الصحيح : ( حَفِظتُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم وِعاءين ، فأمّا أحدُهُما فبثثتُه ، وأمّا الآخَرُ فلو بثثتُهُ قُطِعَ هذا البلعوم ) ، وفي هذا ردّ على الأستاذ علي الحربي في كتابه ( ابن الوزير آراؤهُ الإعتقادية وجهودُ في الدفاع عن السنة النبوية ) ، عندما طابقَ تقية ابن الوزير بتقيّة أبو هريرة . انظر ابن الوزير للحربي 1/123 ، .

3- ابن الوزير ، اتّجهَ إلى الإقذاع بالكلام على شيخه ابن أبي القاسم ، وتطاوَلَ عليه في أكثر من موضعٍ في عواصمه ، بل ونسبه إلى الجهالات في بعض المرات ، وهذا مُخالفٌ للتقية . و يتجاهل القاضي إسماعيل بن علي الأكوع في كتابه ( الإمام محمد بن إبراهيم الوزير وكتابه العواصم والقواصم ) هذه العبارات الصادرة من ابن الوزير في حق شيخه ، ويُركّز على عباراته رحمه الله التي يقولها في غير موضع ، أعني لفظة" قال السيد أيده الله " وأمثالها ، فجعلَ الأكوع هذه العبارة من ابن الوزير دليلٌ على التقيّة وعبارت الإقذاع والتسفيه لا أدري أينَ ذهبَ بها إنصاف الأكوع .

4- ابن الوزير ، كانَ مدرسةً في حدّ ذاته ، تُشدّ إليه الرحال للانتهال من مَعين علمه ، وتخرّج على يديه عشراتٌ من جهابذَة عصورهم وعلى رأسهم حفيده الهُمام محمد بن عبدالله بن الهادي بن إبراهيم الوزير ، والذي عاصرَه ثلاثون عاماً ، وهُوَ الذي برّأَ شيخه وأستاذهُ وجَدَّهُ ممّا نَسبَهُ إليه ابن أبي القاسم مِن مُخالَفَة الزيدية ومُتابَعة أهل السنة والجماعَة ، أوردَ هذه التبرئة القاضي إسماعيل الأكوع ص 28 و 29 من كتابه ، فليُراجَع . نَعم فأينَ التقيّة التي نَصِفُ بها مَن كانَ مَدرسةً لطلبةِ العِلم في زمانه .

5-ابن الوزير ، لَم يَتّقِ في الأمور الفروعية الفقهية ، كعَدم المُجاهرَة المُطلَقة بالبسملة في الصلاة ( مع العلم أنَّ ابن الوزير لا يُخافت مُطلقاً على منهج أهل السنة ، ولا يجهرُ مُطلقاً على مذهب الزيدية ، وإنّما كان يجهر بحيث يُسمعُ نفسَه ومَن بجانبه ) ، نعم لم يتقّ في هذه الأمور ، والكلّ يَعلمُ أنَّ هذا الفعل من ابن الوزير ، سيُثير ويُؤلِّبُ عليه العامّة من ذوي الجهل والعصبية، ومعَ العلم أنَّ ابن الوزير يرى أنَّ الاختلاف في الأمور الفروعية الفقهية ليسَت بذي شأن ، وأنَّ المجال فيها واسع ، ومعَ ذلكَ واصلَ عباداته الفقهية بما أدَّى إليه اجتهاده المُخالِف لما عليه أهل عصره من الزيدية ، وقد حاولنا الإجابة على أنفسنا في هذا الأمر ( بأنّ ابن الوزير يعلمُ أن العُلماء لَن يُشنعوا عليه اجتهاده ومخالفته لهم في الفروع ، فَعَمِلَ على إظهار هذه الاجتهادات دونَ تقيّة ) ، ولكنَّ هذا الكلام يبدو ضعيفاً ، وخصوصاً إذا تأمّلنا قصيدته الدالية التي أوردها الأكوع في كتابه ، والتي أُوردَت أيضاً في مقدمة العواصم والقواصم ، فإنّه رحمه الله تشكّى من تشنيع الناس عليه اجتهاده في الفروع ، ومع ذلكَ لَم يأبَه ولَم يتَّقِ ، وهذا مُخالفٌ لمنهج التقية.

6- ابن الوزير ، صدَّرَ ديباجة الروض الباسم والعواصم بعبارات استخدامه للتقية ، فإن كانَ هذا هُوَ العُذر الذي سيتعذّرُ به الواقف على عقائد ابن الوزير الموافقة للزيدية والمُخالفة للسنة والجماعة ، فإنَّ ابن الوزير لم يُصرح بهذا في كتابه ( ترجيح أساليب القرآن على أساليب اليونان ) ، وكتابه ( إيثار الحق على الخلق) والذي يظهرُ من اسمه أنّه سيُظهرُ الحق على كل الخلق ، وهذا فالتصادم بعينِه ، لأنّ التقية إظهار غير الحق ، كيفَ إذا عُلِمَ أنَّ هذا الكتاب من آخر ما ألّفه ابن الوزير رحمه الله ، وهُو مُصرّح بمخالفة أهل السنة والجماعة .

8- ابن الوزير ، صرَّحَ في مجلداته ببعض ما يعتقده تصريحاً لا يَقبلُ الشك ، أو حتى مُحاولة الشك ، كتصريحه بعدم الأخذ بظاهر ما تشابه من الآيات والأحاديث ، وبعدم نفي التأويل ، وبعدم إرادة الله للشرور والمعاصي ، وبعد خلق الأفعال ، وهذا كلّه من أصول العدل والتوحيد الموفقة لعقيدة الزيدية والمخالفة لما سواها . واستخدام شمّاعَة التقيّة في صريح صريح أقوال ابن الوزير رحمه الله ، يُعدّ من المُكابرَة ، ولا ينخرط في سلك الإنصاف .

بهذا القدر من الإشكالات الواردَة على نظرية التقيّة أكتفي ، وبها وبالصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين أختم كلامي هنا .

================

تحياتي لكم سيدي عزام ، وإن شاء الله يحتوي هذا الموضوع على إجابات شافية تُغطي ما طرحتموه أخي في الله (karraar) .
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

خادم الحسنين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 97
اشترك في: الاثنين يوليو 10, 2006 9:15 pm
مكان: مصر المحروسة

مشاركة بواسطة خادم الحسنين »

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الإمام بن الوزير اليماني في كتابه (ترجيح أساليب القرآن):

(ومن أجازها ممن جوز التأويل بصفتين ووسمهم بسمتين :إحداهما :إبتغاء الفتنة وثانيهما إبتغاء التأويل فثبت تحريم التأويل..فكيف نجعل التأويل التي دلت على تحريمه الآية واجبا ..والمتأول التي دلت عليه الآية ممدوحا؟(إنتهى كلام بن الوزير)

هذا ما كتبه بن الوزير في كتابه...فكيف تأتي وتقول إن ابن الوزير يقول بالتأويل؟؟!!!

أضف إلى ذلك أن هذا كتاب إبن الوزير مليئ بالإستشهاد بكلام شيخ الإسلام بن تيمية ومدحه

قال إبن الوزير (وقد ذكر صاحب العوارف طرفا من ذلك صالحا في الباب السابع والأربعين من العوارف, وصنف شيخ الإسلام بن تيمية مصنفا سماه:(الفرق بين الأحوال الربانية والأحوال الشيطانية وهو كتاب نفيس في هذا المعني والحمد لله)

(إنتهى كلام بن الوزير)

تأمل يستشهد بكلام بن تيمية ويسميه شيخ الإسلام..في الوقت الذي كان يسميه أهل الفرق المنحرفة الناصبي المجسم بن تيمية!!..فتأمل


وأورد بن الوزير كلام أئمة أهل البيت المتقدمين في ذم المعتزلة وأهل الكلام...فكيف يكون معتزلي كما تقول أنت؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


ولي عودة

والسلام
%روى أحمد بن عيسى في الأمالي:
قال أبو جعفر: سألت أبا عبدالله (ع) عن أفاعيل العباد مخلوقة؟! قال نعم مخلوقة، وقد سُئل الإمام علي فقال: هي من الله خلقا ومن العباد فعلاً ، لا تسأل أحداً بعدي، قال أبو عبدالله: إنما يعذب العباد على فعلهم لا على خلقه. "أهـ

الحقيني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 6
اشترك في: السبت ديسمبر 23, 2006 7:20 pm

مشاركة بواسطة الحقيني »

احسنت اخوي الكاااااظم



وجعلها في موازين حسناتكم
صورة

عمرو الغزلانى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 30
اشترك في: الأربعاء يناير 17, 2007 5:17 pm
مكان: القاهرة
اتصال:

مشاركة بواسطة عمرو الغزلانى »

أخي الكريم انت لو نظرن الي عقيدة اهل السنة لوجدت انهم هم والزيديين القدامي اصح العقائد لذلك الامام ابن الوزير اليمني العلوي دافع عن السنة وعقائد الاسلام التي دخل فيها الاعنزال والاعتزال ما هو الا تطاول علي الله عز وجل لانهم لا يرضون بفدر الله وفد قال الرسول القدرية مجوس هذه الامة والقدرية خصماء الله في القدر
اللهم ارض عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن والحسين وذرييتهما, لقد كنت سني ثم اصحت شيعي زيدي ثم الآنسني علي نهج الرسول الكريم

خادم الحسنين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 97
اشترك في: الاثنين يوليو 10, 2006 9:15 pm
مكان: مصر المحروسة

مشاركة بواسطة خادم الحسنين »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الأستاذ الفاضل الكاظم حفظه الله

لقد لاحظت في بحثك القيم ، أنك قد اعتمدت على كتاب (العواصم من القواصم) فقط ولم تعتمد على جميع كتب ابن الوزير ، ولا شك أن هذا خطأ منهجي كما لا يخفى عليك
لأن ما يمكن أن يذكره ابن الوزير مجملا في موضع ، قد يذكره مفصلا في موضع آخر،
كما قد يكون هذا الكتاب من أوائل مؤلفاته مثلا ، أو تعمد فيه التقية كما ذكر ، ومسايرة مذهب المعتزلة ، لأنه كان يخاطب ناس من الصعب أن يأخذهم من مذهب التأويل المحض إلى مذهب الإثبات

فهناك أستاذي الفاضل ، عوامل كثيرة يجب أن تضعها في اعتبارك قبل أن تحكم على عقيدة ابن الوزير ، ومن أهم ذلك مطالعة كل كتبه ، وليس كتاب دون كتاب

وأنا هنا سوف أنقل لك ما يدل على خلاف ما وصلت إليه من بحثك:

من أدلة أن ابن الوزير أقرب إلى السنة من الزيدية

1- أنه نقل في كتابه (ترجيح الأساليب) كلام سلف أهل البيت في ذم المعتزلة ، وأوضح أن الإعتزال هو فكر دخيل على مذهب أهل البيت لم يعرفه السلف الأوائل
بل ونقل أشعار أهل البيت في ذم المعتزلة كما سأبين الآن

أ-قال ابن الوزير وهو ينفي تهمة الإعتزال عن أهل البيت (( أما ماصنفه بعض العجم منهم عليهم السلام ، وتبع فيه قاضي القضاه من شرح الأصول_أي في الإعتزال_ ، فإنه شئ نادر فيهم ليس من شأنهم مع أنه متأخر، وإنما الكلام في قدمائهم والذي يشهد أن من بسط التأليف في ذلك من متأخريهم على ندوره لم ينقل لهم في دقائق الكلام اختلافا ، ولا اتفاقا كما لم ينقل عن للسلف المتفق على صلاحهم ، وإنما ينقلون كلام شيوخ الإعتزال ، وانظر إلى كتب اللطيف من الكلام مثل تذكرة ابن متويه وما شاكلها ، فإنه لا ينقل عنهم عليهم السلام )) إنتهى
(الترجيح ص29)

من النقل السابق ، تجد أن ابن الوزير يؤكد أن الإعتزال ليس من مذهب أهل البيت ، وأن بعض المتأخرين منهم الذين صنفوا في الإعتزال لم ينقلوا عن سلفهم ، إنما نقلوا عن شيوخ الإعتزال..فتأمل!

ثم يذكر إبن الوزير قصيدة طويلة للسيد العلامة يحيى بن منصور بن المفضل عليه السلام في ذم المعتزلة :

ويرون ذلك مذهبا مستعظما ** من طول أنظار وحسن تفكر
ونسوا غنا الإسلام قبل حدوثهم ** عن كل قول حادث متأخر
ما ظنهم بالمصطفى في تركه ** ما استنبطوه ونهيه المتكرر
أعلى الصواب أم على الخطأ مضى ** فمن المصيب سوى البشير المنذر
----
ب_ ونقل عن السيد العلامة حميدان بن يحيى القاسمي هذه القصيدة :

زل أهل التفعيل والإنفعال ** وأزيل التطريف بالإعتزال
حرفوا محكم النصوص فصاروا ** قدوة التلبيس والإضلال
ولهم في التوحيد أقوال زور ** مزريات من الزور للأقوال
إلى آخر قصيدته

ونقل ابن الوزير أيضا عن المتوكل على الله المطهر بن يحيي قصيدة طويلة قد سماها المتوكل (المزلزلة لأعضاء المعتزلة)

ولولا خشية الإطالة لذكرتها ، ولكن يكفي إسمها لكل ذي لب !!

وقد بوب ابن الوزير فصلا كاملا أسماه (شعر آل االعترة في ذم المعتزلة)

فأي اعتزال يبقى له بعد هذا ؟!!!

2- من الأدلة أيضا على سنية ابن الوزير أنه قد ذهب إلى أن الراسخين في العلم لا يعلمون تأويل المتشابه ، ونقل كلاما كثيرا عن سيدنا علي وزيد بن علي وغيرهم في أن المتشابه لا يعلمه إلا الله ، وبوب فصلا كاملا في ذلك
ومن المعلوم أن ذلك مناقض لمذهب المعتزلة الذين يرون التأويل ، فأي دليل أكبر من هذا على سنيته!!

3-قال ابن الوزير معلقا على قوله تعالى (وأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله)

قال رحمه الله
( من جوز التأويل فقد وصفهم بصفتين ووسمهم بسمتين :إحداهما :إبتغاء الفتنة وثانيهما إبتغاء التأويل فثبت تحريم التأويل ،فكيف نجعل التأويل التي دلت على تحريمه الآية واجبا ..والمتأول التي دلت عليه الآية ممدوحا؟(إنتهى (ترجيح أساليب القرآن ص 135)

تأمل قول ابن الوزير (فثبت تحريم التأويل)

4- أن ابن الوزير يقول بالظاهر خلاف ما ادعيت أخي الفاضل

يقول ابن الوزير في (الترجيح) : (( إنما منعنا من تأويلها_أي الصفات ، والخوض فيها بغير برهان من الإيمان بها والتصديق لظاهرها حيث لا قبح فيه ،)) ص156

5_الذي يقول بأن ابن الوزير مفوض ، فقد أخطأ ويكذب ذلك قول ابن الوزير التالي

قال ابن الوزير ((إن التأويل له معنيان : أحدهما معرفة المعنى ، وهذا مما لا نمنعه حيث تحصل عليه دلالة تفيد العلم أو الظن ، بل ويجب التفسير به فيما يحتاج إلى معرفته .......وثانيهما التأويل بمعنى معرفة وجه الحكمة في دقائق التحسين ، والتقبيح، وماهية الأمر، وحقائقه في دقائق الجائزات، والمحالات ، وما يمتنع على القول تصوره من المجازات وهذا هو الذي لا يعلمه إلا الله ، وإن علمنا معنى اللفظ والدليل على ذلك نص القرآن في قصة الخضر وموسى عليهما السلام وهو قول الخضر ((سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صيرا)) ثم إنه بين له وجه الحكمة ، لم يكن تأويله بما يدل على أن قتل الغلام كان مجازا ، أو خرق السفينة كان استعارة!! )) إنتهى ، راجع (ترجيح الأساليب ص157 تحت فصل التأويل له معنيان)
----
ولي عودة للتعقيب على موضوع الرؤية

لكن أرجوا منك الرد والتعقيب على صحة إستنتاجي ، وجزاك الله خيرا

والسلام عليكم ورحمة الله
%روى أحمد بن عيسى في الأمالي:
قال أبو جعفر: سألت أبا عبدالله (ع) عن أفاعيل العباد مخلوقة؟! قال نعم مخلوقة، وقد سُئل الإمام علي فقال: هي من الله خلقا ومن العباد فعلاً ، لا تسأل أحداً بعدي، قال أبو عبدالله: إنما يعذب العباد على فعلهم لا على خلقه. "أهـ

المتوكل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2274
اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
مكان: صنعاء
اتصال:

مشاركة بواسطة المتوكل »

خادم الحسنين كتب:ثم يذكر إبن الوزير قصيدة طويلة للسيد العلامة يحيى بن منصور بن المفضل عليه السلام في ذم المعتزلة :

ويرون ذلك مذهبا مستعظما ** من طول أنظار وحسن تفكر
ونسوا غنا الإسلام قبل حدوثهم ** عن كل قول حادث متأخر
ما ظنهم بالمصطفى في تركه ** ما استنبطوه ونهيه المتكرر
أعلى الصواب أم على الخطأ مضى ** فمن المصيب سوى البشير المنذر
----
ب_ ونقل عن السيد العلامة حميدان بن يحيى القاسمي هذه القصيدة :

زل أهل التفعيل والإنفعال ** وأزيل التطريف بالإعتزال
حرفوا محكم النصوص فصاروا ** قدوة التلبيس والإضلال
ولهم في التوحيد أقوال زور ** مزريات من الزور للأقوال
إلى آخر قصيدته

ونقل ابن الوزير أيضا عن المتوكل على الله المطهر بن يحيي قصيدة طويلة قد سماها المتوكل (المزلزلة لأعضاء المعتزلة)

ولولا خشية الإطالة لذكرتها ، ولكن يكفي إسمها لكل ذي لب !!


وقد بوب ابن الوزير فصلا كاملا أسماه (شعر آل االعترة في ذم المعتزلة)
عزيزي / خادم الحسنين

لقد اختلط عليك الحابل بالنابل للأسف !!!

فما نقلته يحكي خلاف الزيدية مع المعتزلة في دقائق علم الكلام ، و في مسألة الإمامة ، وفي تفضيل أمير المؤمنين علي عليه السلام على باقي الصحابة الكرام !

وليس خلاف حول التأويل وما يدور حول ذلك !

فمثلاً :
في مجموع السيد الإمام حميدان بن يحيى القاسمي
تجد كتاباً بعنوان : ( حكاية الأقوال العاصمة من الإعتزال )
ولكن العنوان يحكي خلاف ما تظنه
وهذا رابط الكتاب للإطلاع عليه :
http://www.azzaidiah.com/aqeedah/majmo% ... hemain.htm

وهذا رابط قصيدة ( المزلزلة لأعضاد المعتزلة ) فتأملها :-
http://www.azzaidiah.com/aqeedah/majmo% ... amah/1.htm


وهذا رابط القصيدة التي يقول في مطلعها :
زالَ أهلُ التفعيلِ والانفعالِ *** وأديلَ التطريفُ بالاعتزالِ

http://www.azzaidiah.com/aqeedah/majmo% ... amah/5.htm


وأيضاً كتاب : ( تنبيه الغافلين على مغالط المتوهمين ) .. يحكي الخلاف حول دقائق علم الكلام .. وهذا رابطه :-
http://www.azzaidiah.com/aqeedah/tanbee ... hemain.htm


ولا تتسرع في المرات القادمة .. بالإحتجاج بمجرد العنوان . دون علم بما يحويه من بيان !


تحياتي
صورة
صورة

خادم الحسنين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 97
اشترك في: الاثنين يوليو 10, 2006 9:15 pm
مكان: مصر المحروسة

مشاركة بواسطة خادم الحسنين »

السلام عليكم ورحمة الله

جزاك الله خيرا أخي الفاضل المتوكل ، ولم نختلف كثيرا

فالغرض الإفادة و الإستفادة أولا وأخيرا ،

لذلك فيجب أن تنتبه إلى أن الموضوع في الأصل عن ابن الوزير ، وأنا نقلت هذه الأشعار عن ابن الوزير ، كي أثبت أنه يستنكر مذهب المعتزلة
فابن الوزير كان يتكلم عن علم الكلام ، وأوضح أن الذين اشتغلوا من آل البيت بعلم الكلام ، قلة ،، حتى من صنف منهم في علم الكلام ، لم ينقل أي قول عن أهل البيت المتقدمين بل كل نقله عن أئمة المعتزلة فحسب. ..هذا ما قاله ابن الوزير

ثم بدأ بن الوزير في سرد أشعار آل العترة في ذم المعتزلة

فالشاهد أخي الكريم ، أن نقطة الحوار هي عن عقيدة ابن الوزير نفسه التي يحاول الأستاذ الكاظم أن يوهم القراء بأنه لم يرجع عن مذهب الكلاميين وليس قصدي من مشاركتي هو إثبات أن أهل البيت مختلفون معكم ، فهذا موضوع جانبي

وما دمت تطرقت لهذا الموضوع فلا بأس للنقاش فيه

فقصائد أهل البيت التي نقلها ابن الوزير ، فهي واضحة في إستنكار مذهب المعتزلة بالكلية
وليس الخلاف في الدقائق كما تقول

إذ لو كان الخلاف لفضيا أو في الدقائق ، لما وصف الإمام المطهر المعتزلة بأئمة التلبيس و الإضلال ، بل إن أهل السنة لا يصفون الأشاعرة بأئمة الضلال ،
فكيف يصف هذا الإمام من يوافقوه في معظم المعتقد_على حد زعمكم_ بأنهم أئمة الإضلال !!

بل ويقول في تأويلاتهم :

حرفوا محكم النصوص فصاروا ** قدوة التلبيس والإضلال

ويقول عنهم في التوحيد:

ولهم في التوحيد أقوال زور ** مزريات من الزور للأقوال

فبالله عليك ، يا أخي ، هل يقول عاقل بعد ذلك أن الخلاف بين أهل البيت والمعتزلة خلاف في الدقائق البسيطة
بل إني قرأت للأستاذ الكاظم كلاما يزعم فيه بأن المعتزلة والزيدية أخذوا من منبع واحد لذلك فمعتقدهم واحد ، بل الأستاذ قطب الشروني قال بأن الزيدية معتزلة في العقائد

وأين من كان يتغنى بعشق توحيد المعتزلة أمثال قطب الدين الشروني!!

فيا ليت قطب الدين كان قد قرأ هذا الكلام قبل موته !! فوالله إني لمشفق عليه ، رحمه الله وعفى عنه


أخي كن صادق مع نفسك

يقول الإمام المطهر في ذم تأويلات المعتزلة:

وهبهم بزعمهم لم يعرفوا *** ما عطّلوا من حجة وحرفوا
فلم أتوا بغير ما قد كلفوا؟ *** ما بالهم بالمصطفى لم يكتفوا؟


ويقول منكرا عليهم إنكار السنة النبوية:

في لبسهم لمحكم التنزيلِ ** ومستفيض سنة الرسولِ

ويقول عنهم في ذمهم لأهل السنة منكري الـتأويل:

ما ادعوا من منكر التأويلِ ** والحكم بالرأي على الأصولِ

-----------------------

فهل يعقل بعد كل هذا أن الخلاف في الدقائق؟؟ :wink:


وجزاك الله خيرا على تكرمك لمناقشة هذا الموضوع

والسلام عليكم ورحمة الله
%روى أحمد بن عيسى في الأمالي:
قال أبو جعفر: سألت أبا عبدالله (ع) عن أفاعيل العباد مخلوقة؟! قال نعم مخلوقة، وقد سُئل الإمام علي فقال: هي من الله خلقا ومن العباد فعلاً ، لا تسأل أحداً بعدي، قال أبو عبدالله: إنما يعذب العباد على فعلهم لا على خلقه. "أهـ

المتوكل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2274
اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
مكان: صنعاء
اتصال:

مشاركة بواسطة المتوكل »

عزيزي / خادم الحسنين

للأسف لا زلتَ تتعلق بالألفاظ الموهمه ، في أشعار أئمتنا عليهم السلام .
وأقول " موهمه " نتيجة أخذك بمجرد العنوان تارة .. ونتيجة أخذك بمجرد جزء منها تارة أخرى !

فقد قصدتُ بـ " الدقائق " تفاصيل التفاصيل .. وإقحام المعتزلة للناس في ذلك !
وهو ما لم يقل به المعتزلة في العصور الأولى كواصل بن عطاء .

فالسيد الإمام حميدان بن يحيى القاسمي .. ذم المعتزلة المتأخرين .. الذي دخلوا في تفاصيل التفاصيل وشتتوا الناس بفلسفاتهم ! وذمهم أيضاً في تبريراتهم وتأويلاتهم في مسألة الإمامة .


وللعلم :
فإن فتشت كتب أئمتنا (ع) .. فلن تجد ذماً لمن تأول " يد الله " أو " وجه الله " ....الخ .

فلو قرأت كتاب ( مجموع السيد الإمام حميدان القاسمي) لوجدته هو أيضاً ممن يأول تلك الآيات المتعلقه باليد أو الوجه في حق الله تعالى .

وستعلم حينها أن أئمتنا (ع) .. لم يذموا متأخري المعتزلة على التأويل إطلاقاً !
وإنما اختلفوا معهم في مواضع التأويل .. وذمّوهم على مواطن الإختلاف تلك .

لأن القول بالتأويل إطلاقاً .. دون قرينة عقلية أو لغوية .. هو تأويل الباطنية وأشباههم .
كما أن ابن الوزير اليماني في كتابه ( ترجيح أساليب القرآن على أساليب اليونان ) عارض تأويل البعض للحروف المجزأة في القرآن مثل : ( الم ، الر ، كهيعص ، ...الخ ) .

ولم ينكر ابن الوزير التأويل إطلاقاً .

فقد قال ابن الوزير .. في سياق حديثه عن القرائن المجوّزه للتأويل .. ما يلي :-
(( وهي ثلاثة قرائن لا رابع لها :
أحداها العقليه : وهي ما يعلم المتخاطبون إستحالة ظاهره من غير كلفه ، مثل قولهم إن البلاد في أيدي الملوك ، وأن الكلام الحسن الترصيف درراً منظوم من الملاحه في سلوك ، ومنه تسمية الشجعان بالأسود الأسود ، والكرماء بغيث الوفود ، ومنه واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها ، أي اهلها .
ثانيها القرينة العرفية : وهي ما جاز في العقل وامتنع في العرف ، مثل مباشرة الملوك الكبار لبعض الأعمال ، "تقول عمر الخليفة بنى داراً" أي أمر بذلك ، ومنه قوله تعالى " ياهامان ابن لي صرحاً" أي مُر من يبني .
ثالثها القرينة اللفظية : كقول الشاعر :
لدى اسد شاكي السلاح مقدف *** له لبد أظفاره لم تقلم
فقوله شاكي السلاح قرينة لفظية تدل على أن الممدوح رجل شجاع لاسبع .
ومنه قوله تعالى ( الله نور السموات والأرض ) أي منورهما ، بدليل قوله تعالى ( مثل نوره ) إضافة النور اليه تدل على انه رب النور وخالقه )) .


راجع " ترجيح أساليب القرآن على أساليب اليونان " لابن الوزير اليماني - صفحه 191 - طبعة مطبعة القاهرة سنة 1349 هجرية .



هدانا الله وإياك للحق
آمين اللهم آمين


تحياتي
صورة
صورة

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

بسم الله الرّحمن الرحيم

اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد ........

أخي (خادم الحسنين) ، وفّقك الله تعالى ، في كلام أستاذنا (المتوكّل) ردٌّ قويّ مُجوّد لو تأمّلتموهُ برويّة ، وزيادةً في البسط والتوضيح أقدّم بمقدّمة حول نظرة ابن الوزير وتشنيعه على أهل الاعتزال ، ثمّ أذكرُ جُملاً من أقوالِه (ع) في هذا المَعنى .

كيف ينظرُ (ماذ يَنعَى) ابن الوزير اليماني (ع) إلى عقيدة الاعتزال :

اعلم أخي القارئ أنّ من يُشنّع على المعتزلة ، فإنّه إمّا أن يُشنّع عليهِم قولَهُم بعلم الكلام والتعمّق فيه ، وقولَهُم بالعدل التوحيد ، (وفرقة أهل السنّة والجماعَة تنظرُ بهذا المنظَار) . وإمّا أن يُشنّع على المُعتزلة ، لمكانِ قولهِم بالتعمّق في علم الكلام ، دونَ قولهِم بالعدل والتوحيد ، (والفرقة الزيدية تنظرُ بهذا المُنظار كما حكاه ابن الوزير) .

نعم ! والسّؤال عن نظرَة ابن الوزير وتشنيعِه على المُعتزلة ، هل لأنّهم قائلون بعلم الكلام ، ولقولهِم بالتوحيد والعدل في العقائد ؟! فيكونُ بهذا ينظر من منظورٍ سنّي ، أم أنّه يُشنّع عليهِم لقولهِم بالتعمّق في علم الكلام ، دون قولهِم بالعدل والتوحيد في العقائد ؟! فيكون بهذا ينظرُ من مَنظورٍ زيدي ؟! .

نحنُ نقول أنّ ابن الوزير لم يكُن يُشنّع على المعتزلة إلاّ لقولهِم بعلم الكلام والتعمّق فيه ، ولا يُشنّع عليهِم قولَهُم بالعدل والتوحيد ، ودليلُنا على ذلك عدّة أمور ، منها :

الأمر الأوّل : أنّ ابن الوزير اليماني نفسَه قائلٌ بكثيرٍ من عقائد أهل التوحيد والعدل ، كنفي الصّفات عن الله سبحانه وتعالى ، وكعدم القول بخلق الله لأفعال العباد ، وكعدم القول بإرادة الله للمعاصي ، ويُرجّحَ عنهُ نفي الرؤية الإلهية يوم القيامة .

الأمر الثّاني : أنّه كان يُشيدُ بطريقة أئمّة الزيدية في استنباط العقائد الإلهيّة من غير طريقِ علم الكلام ، وأئمّة الزيدية هؤلاء قائلون قطعاً بالتوحيد والعَدل ، ولكنّ منهُم من شنّع على المعتزلَة تعمّقهم في علم الكلام ، فتمثّل ابن الوزير بهِم ، وأشادَ بهِم ، لمّا وافقَت آراؤهُم رأيَهُ في التشنيع على المعتزلة في علم الكلام ، ولو كان ابن الوزير يُشنّع على المعتزلة لقولِهم بالعدل والتوحيد إلى جانب علم الكلام ، لشنّعَ (ع) على أئمة الزيدية وعلماء أهل البيت (ع) ، ولكنّ هذا لم يحصُل ، بل حصلَ العكس ، وفيه اعلم أنّ ابن الوزير لم يُخالف على المُعتزلة في مُجمل قولهِم بالتوحيد والعَدل ، بل كان يُخالفهم في الطريقة التي يستنبطونَ بها عقائدهم هذا ، ولذلك ألّف كتابه (ترجيح أساليب القرآن على أساليب اليونان) ، فكانَ (ع) يرى أنّ استنباط عقائد أهل العدل والتوحيد من القرآن والسنّة النبويّة أظهر من استنباطِه بالعلوم الكلامية ، نعم ! ونحنُ هُنا فساردون أقوال ابن الوزير المُشيدةَ بعلماء الزيدية وأئمّتها القائلين بالتوحيد والعدل ، والمُشنّعين على المعتزلة سلوكَهم التعمّق في علم الكلام في إثبات العقائد ، فمن قول ابن الوزير (ع) :

ما قالَه ، مُثنياً على قصيدة الإمام حميدان بن يحيى القاسمي (ع) ، التي أوردَها في ذمّ المعتزلَة ، وتعمّقهم في العلوم الفلسفيّة :

((إلى آخر ما ذكرَهُ في الأرجوزة ، وله رحمه الله رسائلٌ كثيرةٌ في مُجلّدٍ محتوٍ على ترك التعمّق في الكلام ، والبِدع في الإسلام ، على ما لا مزيدَ عليه ، وفي "مجموعه" هذا تقريرُ أئمّة أهل البيت وساداتهم عليهم السلام لما ذكرَهُ ، وتقريرهُ أنّه مَذهبُ أهلهِم ، وممّن روى ذلكَ عنهُ : الإمام المهديّ الشهيد أحمد بن الحسين القاسمي ، والإمام المتوكّل المطهّر بن يحيى عليهما السلام،.....، وأفادَ وأجادَ رحمهُ الله تعالى ، وما زالَ عُلماء أهل البيت عليهم السلام على هذا (تأمّل) قديماً وأخيراً ، (تأمّل جيداً) ومن الشّواهِد لذلك أنّه ليسَ لهم في علم الكلام مُصنَّفٌ مبسوط ، كتواليف المُتكلِّمين الحافلَة ، إلاّ ما صنّفه بعض العجم منهم في ذلك مُتابعةً لقاضي القضاة ، وهُو السيّد ما نكديم ، وهُو الكتابُ الموجود في ديار الزّيدية في اليمن المسمّى (شرح الأصول الخمسة) ، ويدلّ على انفرادِه بذلكَ من بين سلفه ، أنّه لم يَنقُل عنهُم حرفاً واحداً ، وإنّما نقلَ كلام شيوخ الاعتزال ، ومذاهِبَهثم ، وأدلّتَهُم ، إلاّ أن يكونَ حكىَ مَذهبَهُم وأدلّتهُم في فروع الكلام السمعيّة ، كالأسماء ، والشّفاعة ، والإمامة. وإذا كانَ هذا كلامُ أهل البيت من الزيدية والشيعة ، فما ظنّك بأهل البيت من أهل الأثَر ، والفرق الأربع ، ويوضّح ذلكَ تأليفهم المُختصرات المشهورَة في ذلك ، واقتصارُهُم على الإجمال والإشارات، مِن أشهرِ ذلك ما أودَعَهُ محمّد بن سليمان رحمه الله في أوّل (المنخب) على مذهب الهادي عليه السلام ، فإنّه سألَهُ عليه السلام عن ما يكفي في معرفة الله تعالى ، ودليلِ ذلك ، فأوجزَ له الكلام في مقدار عشرة أسطُر. وكذلك كلامات علي عليه السلام في ذلك. وللمؤّيد بالله في ذلك كتاب (التّبصرَة) مُختصرٌ جداً ، وله في آخر (الزّيادات) تزهيدٌ في هذا الفنّ كثير ، وقد نقلتُه بألفاظهِ في كتابي " ترجيحُ أساليب القرآن على أساليب اليونان" ، وبَسطتُ القَولَ في هذا المعنى ، فليُراجَع هُنالِك وبالله التوفيق)) [العواصم من القواصم:3/414-420] ، وانظره [ترجيح أساليب القرآن على أساليب اليونان:36-38] .

تعليق : وهُنا تأمّل أخي القارئ كيف أنّ ابن الوزير كان يُشيدُ بعقائد مَن ذكرَ من أهل البيت (ع) ، سادات الزيدية ، واعلم أنّه إنّما آخذَ الإمام مانكديم عندما لم يتمثّل بمثال المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (ع) ، وذلك عندما تعمّق في علم الكلام وشرحَ كلام القاضي عبدالجبّار ، ولم يُؤاخذهُ ابن الوزير على قوله بالعدل والتوحيد ، لأنّ جميع مَن ذكرَهُم ابن الوزير من أئمة أهل البيت (ع) قائلون بالتويحد والعدل ، فتفهّم هذا جيداً .

نعم ! أكتفي بهذا النّقل في إيضاحِ مُرادِ ابن الوزير (ع) عندما يُشنّع على المُعتزلَة ، وأنّه إنّما يُشنّع عليهم طريقَهُم المؤيدة إلى عقائدهِم ، لا أنّه مُشنّع على عقائدهِم (التوحيد والعَدل) ، ولو كانَ هذا كذا ، لشنّع على أئمة الزبدية في كلامه القريب ، فافهم ذلك ، يزيدهُ بياناً أن نَذكُر لك أنّ ابن الوزير (ع) كان يفتخرُ بمُتابعَتهِ لأئمّة الزبدية (ع) ، فمن أقوالهِ في هذا :

(( ولي في ذلك أبياتٌ قد فاتتني ، لكنّي أحفظُ منها قَولي :

ها إنَّها حَدَثَت أمُو*******رٌ عُمِّيَت في المَعالِم
فالجاهِلُ السَّفسَاف في**** أمشَاجِها بالظَّن راجِم
لكنّني لا أرتَضي ****** إلاّ مَقالات الفَواطِم
لا سيَّمَا علاَّمَتَيْ ****** ساداتنا يَحيى وقاسِم))

[العواصم من القواصم: 3/112ٍ]

نعم ! ومن قصيدة شهيرة للإمام ابن الوزير (ع) يظهرُ أنّه أنشأها في أواخر حياته ، بعد فترة الانعزال والانقطاع عن النّاس ، فأتاهُ بعضُ الأحباب والخلاّن ، يعيبونَ عليه ، ويلومونَهُ ، عندما انقطعَ عن المجالس ، فأجابَهُم الحافظ ابن الوزير (ع) ، بما فيه إثباتٌ على رجوعه عن بعض اجتهاداته الأصولية المُخالفة لمذهب أهل البيت (ع) ، أنشأ قصيدةً يردّ عليهم بها ، منها :

((وقد قلتُ في ذلكَ مُجيباً على مَن لامَ وعابَ ، من الأهل والأحباب :

لامَني الأهل والأحبّة طرّاً******في اعتزالي مجالس التّدريس
قلتُ لا تَعذِلوا فما ذاك منّي**** رغبةً عن علوم تلكَ الدّروس
هي رياضُ الجنان من غيرشكٍّ*** وسنَاها يُزري بنور الشّموس
غير أنّ الرّياض تأوي الأفاعي*** وجوار الحيّات غير أنيس
حبّذا العلم لو أمنت وصاحبـ **** ـت إماماً في العلم كالقاموس
غير أنّي خبرتُ كل جليس **** فوجدتُ الكِتابَ خيرَ جليس
وَرضيتُ المَرويَّ عن جدّي القـ ***ـاسم من جامِع علوم الرّسوس
فدعوني فقد رضيتُ كتابي ***** عِوضاً عن أُنس كلّ أنيس))

[ترجيح أساليب القرآن على أساليب اليونان:62] .

تنبيه : إّن ما نذكرُه أعلاه عن علم الكلام ، والنّظرة الزيدية لهذا العلم ، إنّما هُو منقولٌ حسبَ فهم ابن الوزير اليماني له ، وإلاّ فهو بحاجَة إلى تفصيل ، لأنّ منه المحمود والمذموم ، ونقد أهل البيت (ع) فلا يتوجّه إلاّ للمذموم منه ، وهُو ما كانَ في غلوّ وإسرافٌ في النّظر واستخدام العقول ، فاحفظ هذا .

اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد ........
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“