بسم الله الرحمن الرحيم
و لأن المحاورين من الزيدية تهربوا واحدا تلو الآخر من النقاش
حول حديث المنزلة
فأنا هنا أجمع الحجج التي تهربوا منها
ليراها الجميع و يعلموا مدى ضعف أصحابهم
و تهربهم في النقاش حول عقائدهم
و أقول
استدلال الزيدية هو التالي
أولا
حديث المنزلة متواتر
ثانيا
اسم الجنس المضاف للمعرفة من ألفاظ العموم و الاستثناء (إلا أنه لا نبي بعدي) معيار العموم
فينتج أن لعلي من محمد كل منازل هارون من موسى و تستثنى النبوة
ثالثا
من هذه المنازل
الخلافة
و دليلها " اخلفني في قومي"
فيكون علي خليفة محمد
و منها الشركة في الأمر
فيكون علي شريك محمد في أمره الذي منه الإمامة
لكن هذا مخصص في حياة الرسول فيبقى بعد مماته
فيكون علي الإمام بعد ممات الرسول
فيلزم أن عليا هو الخليفة
---------------------------
---------------------------
---------------------------
---------------------------
الرد
أولا
حديث المنزلة غير متواتر عند أهل السنة و لا المعتزلة
بل منهم من قال بوضعه
و هو الجاحظ من المعتزلة (راجع العثمانية ص 153)
و الآمدي من أهل السنة (راجع أبكار الأفكار)
و عامة أهل السنة على أنه حديث آحاد
و الدليل عليه
أن ابن عساكر استوعب كل طرق الحديث في كتابه تاريخ دمشق
و من بين كل هذه الطرق لم يثبت الحديث إلا من طريق سعد بن أبي وقاص و أسماء بنت عميس
فيكون هذا الحديث حديث آحاد عزيز
و مثله لا يحتج به في العقائد
و هذا الحكم أي أن الحديث آحاد
وافق عليه طائفة من أئمة الزيدية
منهم الإمام مانكديم
إذا قال :
قال في ص 766:
اقتباس:
و من ذلك قول النبي -ص- :" أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي"
......... و في ساداتنا من ادعى بأن الخبر متواتر و منهم من قال أنه متلقى بالقبول و هو الصحيح.
و ليلاحظ أن كل المحاورين لم يقدموا دليلا واحدا على أن الحديث متواتر عند الزيدية
---------------
---------------
---------------
ثانيا
الشق الأول
اسم الجنس و العموم
أ
اسم الجنس المضاف للمعرفة لو كان من صيغ العموم دائما
لكانت التعبير بهذه الآيات الكريمة خاطئا
و هي
"" إني
عبد الله أتاني الكتاب ..." عبد اسم جنس مضاف إلى معرفة = الله
"" فقال لهم رسول الله ناقة الله و سقياها " رسول و ناقة أسماء جنس مضافة إلى معرفة = الله
"و أذكر أخا عاد إذ أنذر قومه " أخ اسم جنس مضاف إلى معرفة = عاد
""إذ قالوا ليوسف و أخوه أحب إلينا ..." أخ اسم جنس مضاف إلى معرفة = الهاء
"" و اعلموا أن ما غنمتم من شيء فإن لله خمسه ..." خمس اسم جنس مضاف إلى معرفة = الهاء
فيلزم أن احتجاجهم باطل
---
ب
حتى لو كان اسم الجنس المضاف إلى معرفة من صيغ العموم
فإن علماء الأصول
قالوا
أن اسم الجنس المفرد المعرف بأل و الجمع المعرف بأل و الفرد المضاف و الجمع المضاف
تحمل على العموم
ما لم يتحقق عهد
المرجع
جمع الجوامع ج2 و غيره الكثير من كتب أصول الفقه
بل إن جمعا من النحويين ذكروا أن الأصل في تعريف الأضافة هو العهد
المرجع مختصر المعاني - سعد الدين التفتازاني - ص 99
و عليه
فلا يتم الدليل على العموم
إلا بنفي تحقق عهد
و نحن نقول
1- احتمال تحقق العهد قائم و نفيه مستحيل إذ تحتاجون لنقل الحوار السابق لهذا الحديث بالتواتر و هذا ما لم يقدر عليه أحد الآن بعد 1400 سنة و ذلك لنفي العهد الخارجي و تحتاجون لنقل نية الرسول -ص- بالتواتر و أنها لم تكن قاصدة العهد و هذا ما لم يقل به أحد
2- ما ذكره البخاري و مسلم عندنا من قرينة العهد و هو قول علي

( اتخلفنى في النساء والصبيان ))
فيلزم أن دعوى العموم باطلة
---
ج-
إن حمل المنزلة على العموم يلزم عنه أن يكون رسول الله -ص- كاذبا و حاشى لله ذلك
بيانه
أن من منازل هارون أنه أخ نسبي لموسى
دليله
1- الآيات القرآنية التي صرحت بأخوتهم و هي أكثر من أن تحصى
2- الآيات القرآنية التي صرحت بأن هارون ابن أم موسى " يا ابن أم "
لكن علي ليس أخا نسبيا لمحمد بل هو ابن عمه
فلو حملنا الحديث على العموم لزم المحظور
فلم يبق إلا
الاطلاق أو العموم المخصوص
فعلى الاطلاق ينهار قولكم لأنه يكون حينها منزلة واحدة غير معينة
و على العموم المخصوص ينهار قولكم
لأنه كما قرر علماء الأصول
فإن حجية العام المخصوص في البقية إما ضعيفة أو لا حجة له و بكليهما ينهار قولكم
------
------
------
الشق الثاني
الاستدلال بالاستنثاء على العموم
الرد
نقول الاستثناء لا يكون معيارا للعموم إلا إذا كان متصلا
و هو هنا منقطع
دليله
أن المستنثى (( إنه لا نبي بعدي )) جملة خبرية ، وقد صارت تلك الجملة بتأويلها بالمفرد بدخول إن في حكم (( إلا عدم النبوة )) وظاهر ان عدم النبوة ليس من منازل هارون حتى يصح أستثناؤه لأن المتصل يكون من جنس المستثني منه وداخلاً فيه والنقيض لا يكون من جنس النقيض وداخلاً فيه ، فثبت أن هذا المستثني منقطع جداً
و الاستثناء المنقطع ليس دليلا على العموم
أو نقول
إلا حرف له معاني متعددة
منها الاستثناء
و منها لكن
المرجع كتاب الأزهرية في علم الحروف تأليف علي الهروي ص 173-177
فيحتمل أن يكون معناها لكن
فتكون أسلوب استدراك
و لم يقل أحد أن الاستدراك معيار للعموم
-------------
-------------
-------------
------------
------------
ثالثا
الاستدلال على أن الخلافة منزلة هارون
أولا الاستدلال الأول
بآية " اخلفني في قومي"
و الرد
من وجوه كثيرة جدا نذكر منها
(1)
لم قلت أن اخلفني في قومي يقتضي أن يخلفه على الدوام
إن قلت لأنه أمر مطلق
قلنا : نفس هذا الكلام لم يقله موسى و إنما قال معناه في العبرية
فمن أين أنه أطلق و لم يقيد
و ليس من المفترض من القرآن أنه إذا نقل قصة إن ينقل كل تفاصيلها
بل هو يغير اللفظ تبعا للسياق
خذ مثلا
"هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ 24 إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلاماً قَالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ 25 فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ 26"الذاريات
"وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ 51 إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلاماً قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ 52" الحجر،
(2)
ثم لم لا يكون استخلفه على شرط معين أو إلى وفت معين و إن لم يذكر في السياق
و أيضا
(3)
لم لا يقال أن السبب للاستخلاف كان بمثابة الشرط أو التوقيت
فحين يغيب الحاكم عن قومه لظرف و يستخلف أحدهم فيعلم عرفا أنه لن يبقى خليفة حين يرجع و إنما تنتهي مهمته بانتهاء سبب الاستخلاف
(4)
و أيضا
لم لا يقال
أن في الشريعة الموسوية قانون و هو
إذا غاب الحاكم عن قومه و قال لأحدهم اخلفني في قومي فيقتضي هذا أن يقوم المستخلف بالخلافة فترة الغياب و أن ينتهي الاستخلاف بعودة الحاكم و أن لا يقتضي ذلك أن يتولى أي خلافة مستقبلية إلا بأمر منفصل
و اعلم أن الشيعة لو اجتمعت على أن ينقضوا هذا الأمر الآخير ما نقضوه و لو جاؤوا بمثلهم معهم .........:d
(5)
و أيضا لم لا يقال
أن هارون تنحى طواعية
فلا يلزم العزل
(6)
و أيضا
لم لا يقال
أن الله بعث نبيا جديدا هو أفصل من هارون اسمه يوشع بن نون فصار هو المستحق للأمر بعد موسى و عندكم أن تقديم الافصل واجب
(7)
و أيصا لم لا يقال
أن موسى عزل هارون
لكن فيم الاشكال ؟
هل العزل اهانة
دعوى
فأثبتوا
و لم لا يقال أنه لظروف صحية لهارون
أو فلتكن اهانة من قال أنها ممتنعة
ألم يجر موسى رأس هارون
أليست هذه اهانة
فلتكن هذه مثل تلك
--------
--------
--------
-------
-------
------
الشق الثاني
الاستدلال بالشركة في الامر
و الرد
موسى دعا الله قائلا :" اشركه في أمري"
قبل أن تكون الخلافة و الرئاسة أمرا له
فهو دعا ذلك قبل ذهابه إلى فرعون
و لم يكن هناك دولة و لا خلافة و لا ما يحزنون
فلما لم تكن الرئاسة داخلة لا يجوز حملها عليه
و ايضا
أمر اسم جنس مضاف للمعرفة
و دعوى أنه يشتمل كل أمر منقوض بكل الكلام الذي قيل سابقا عن اسم الجنس المضاف للمعرفة
و أيضا
هناك أمور كثيرة لموسى لم يشركه فيها هارون
منها ذهابه لمناجاة ربه
---------
---------
-------
الشق الثالث
أن من منازل هارون الخلافة في الحياة
لكن النبي استثنى
قائلا إلا أنه لا نبي بعدي
فقد نفى النبوة بعد موته
فيجب أن يكون المثبت كذلك بعد موته
فتكون الخلافة بعد الموت
الرد::::
نقول كل هذا لا دليل عليه من اللغة فيكون دعوى لا يعلم صحتها
ثانيا
كون الرسول قال بعدي
لا يقتضي بعد موتي
و إنما يجوز بعد نبوتي
فموسى مثلا قال :
وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا
خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ(150)
و لا يعقل أن تكون بعد موتي لأنه حي يخاطبهم
بل بعد ذهابي إلى الميقات
و مثله في الحديث
فيجوز أن يكون بعد نبوتي
فينهار استدلالكم
و أيضا
لو النبوة بعد الموت ليست من منازل هارون لأنه مات قبل موسى
و أيضا
من منازل هارون النبوة خلال حياة موسى فإذا كان المصقود بلا نبوة بعدي أي لا نبوة بعد موتي فلا تكون النبوة خلال الحياة مستثناة
فيلزم أن يكون عليا نبيا مع محمد
و هذا كفر
-----------
-
--
--
إلى هنا
و فيه الكفاية
و ليعلم الجميع
أن كل هذه الأمور لم يرد عليها
و ليعلموا هشاشة أصولهم
سلاما