اليوم الحكيمي .. غداً دور من ؟؟ [ مرفق جميع مقالات الحكيمي ]
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 1041
- اشترك في: السبت مارس 19, 2005 9:03 pm
اليوم الحكيمي .. غداً دور من ؟؟ [ مرفق جميع مقالات الحكيمي ]
أعتقد أنه من اللازم على جميع الأوساط السياسية والحقوقية والاجتماعية التحرك لوقف العمليات الإجرامية التي تعرض لها أخيراً الكاتب الكبير عبد الفتاح الحكيمي وتعرض لها من قبل القاضي يحيى موسى .
لا بد من وقف العمليات الهمجية التي تهدف إلى استمرار الوضع المأزوم والتوغل بالوطن إلى أعماق النفق المظلم .
فما حدث للأستاذ الحكيمي اليوم لا نستبعد منه أحداً من السياسيين وحتى غيرهم من الشخصيات المرموقة في المجتمع ، وبالذات من كان له موقف قوي في أحداث صعدة ، خاصة بعد التهديدات التي تعرض لها عدد منهم ، وعلى سبيل المثال الأستاذ علي الديلمي الذي هدد بسيارة قد تدهسه في أحد الشوارع إذا لم يتوقف عن التحرك في قضية شقيقه السيد العلامة المجاهد يحيى الديلمي .
هل سنظل دون تحرك ، ننتظر أن نقرأ في صفحات الجرائد خبراً سيئاً عن كاتب أو مفكر أو ناشط حقوقي أو حتى عالم دين ، فهذا صدمته سيارة وذاك اختطف والثالث تعرض لطعنة من مجهولين في شارع عام !!!
أي إنتاج فكري أو غيره يستطيع أن يقدمه لنا الأستاذ عبد الكريم الخيواني مثلاً وهو يمشي وهو متوجس يترقب رصاصة أو سيارة طائشة ؟ القائمة عريضة لا نستبعد منها حتى من هو مقيم بالخارج ، وحتى الكاتبات الشجاعات كالقيلي .
لا بد من التضامن والتكاتف وتحريك القضايا بشكل واسع وكبير ..
عبد الفتاح الحكيمي لم ينزل من السماء ولم يخرج من خلف جبل ، عبد الفتاح الحكيمي قلم يمني وطني حر ونزيه ، عبر عن رأيه بكل صراحة وشجاعة ، وضحى في سبيل ذلك بوظيفته المرموقة وبلقمة عيشه وتلقى التهديدات والمضايقات ولم يتنازل لأنه مؤمن بمبدأه ، وعلينا جميعاً أن نتضامن معه ، ولنعد نشر كتاباته ليعرف الجميع جناية عبد الفتاح الحكيمي .
لا بد من وقف العمليات الهمجية التي تهدف إلى استمرار الوضع المأزوم والتوغل بالوطن إلى أعماق النفق المظلم .
فما حدث للأستاذ الحكيمي اليوم لا نستبعد منه أحداً من السياسيين وحتى غيرهم من الشخصيات المرموقة في المجتمع ، وبالذات من كان له موقف قوي في أحداث صعدة ، خاصة بعد التهديدات التي تعرض لها عدد منهم ، وعلى سبيل المثال الأستاذ علي الديلمي الذي هدد بسيارة قد تدهسه في أحد الشوارع إذا لم يتوقف عن التحرك في قضية شقيقه السيد العلامة المجاهد يحيى الديلمي .
هل سنظل دون تحرك ، ننتظر أن نقرأ في صفحات الجرائد خبراً سيئاً عن كاتب أو مفكر أو ناشط حقوقي أو حتى عالم دين ، فهذا صدمته سيارة وذاك اختطف والثالث تعرض لطعنة من مجهولين في شارع عام !!!
أي إنتاج فكري أو غيره يستطيع أن يقدمه لنا الأستاذ عبد الكريم الخيواني مثلاً وهو يمشي وهو متوجس يترقب رصاصة أو سيارة طائشة ؟ القائمة عريضة لا نستبعد منها حتى من هو مقيم بالخارج ، وحتى الكاتبات الشجاعات كالقيلي .
لا بد من التضامن والتكاتف وتحريك القضايا بشكل واسع وكبير ..
عبد الفتاح الحكيمي لم ينزل من السماء ولم يخرج من خلف جبل ، عبد الفتاح الحكيمي قلم يمني وطني حر ونزيه ، عبر عن رأيه بكل صراحة وشجاعة ، وضحى في سبيل ذلك بوظيفته المرموقة وبلقمة عيشه وتلقى التهديدات والمضايقات ولم يتنازل لأنه مؤمن بمبدأه ، وعلينا جميعاً أن نتضامن معه ، ولنعد نشر كتاباته ليعرف الجميع جناية عبد الفتاح الحكيمي .
آخر تعديل بواسطة ابن المطهر في الأحد إبريل 23, 2006 4:13 pm، تم التعديل مرة واحدة.
عندما نصل إلى مرحلة الفناء على المنهج القويم ، أعتقد أنا قد وصلنا إلى خير عظيم .


-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 1041
- اشترك في: السبت مارس 19, 2005 9:03 pm
(ورطة السلطة)
عبدالفتاح الحكيمي
( 30/06/2004 )
عندما فتح النظام الحاكم في اليمن ابواب البلاد للامريكان بعد أحداث 11 سبتمبر قال الرئيس (إننا جنبنا البلاد ضربة عسكرية).. والحقيقة هي ان النظام قد جنب نفسه السقوط المبكر قبل الرئيس صدام حسين.. اما البلاد فقد سقطت ادارياً بيد الـ«سي. آي. إيه» والـ«إف. بي. آه». عندما قبلت السلطة تنفيذ أوامر الامريكان بالريموت كونترول دون رفض يذكر.
تحول النظام إلى شرطي داخلي لملاحقة وهم المنتمين إلى تنظيم القاعدة، فوجد رموز الحكم ان بقاءهم في السلطة مرهون بافتعال معارك طويلة ضد ما يسمى بـ«الإرهاب» وهم على استعداد للنفخ في روح الارهاب وبعثه من القبور ما دام الامريكيون يحتاجون إلى شرطي (وطني) لمواجهته.
أظهر النظام شطارته في تجفيف منابع الارهاب بعد أن كان يصنعها بيديه، واستدرك أخيراً أن معركته لم تبدأ مع الإرهاب وان تجربته القمعية طوال ثلاث سنوات في مأرب وتعز وذمار وعدن وحضرموت كانت مجرد بروفات. فالمعركة الجديدة أطلت مؤخراً من محافظة صعدة التي تخبئ لها مفاجآت خاصة، فالنظام أمريكي أكثر من امريكا وإن الهتافات بموت أمريكا وإسرائيل التي ينادي بها اتباع العلامة حسين بدر الدين الحوثي نذير شؤم لموت النظام في اليمن نفسه.
منذ عام اعتقلت السلطة 600 شخص من انصار العلامة الحوثي وقضى بعضهم تحت التعذيب وتصوَّر الاجهزة اليمنية للأمريكان ان هؤلاء الشباب المؤمن هم عبارة عن قنابل بشرية في طريقها إلى تدمير واشنطن ونيويورك وعلى السلطة سحقهم بكاتيوشا علي محسن الأحمر وطائرات محمد صالح الأحمر الذين زجوا إلى المعركة بجنود معظمهم من أبناء المحافظات الجنوبية للدفاع عن السلطة في معركة من طرف واحد رغم اعلان الحوثي احترامه للرئيس.
قبل أسابيع حاولت السلطة شق الجماعات الزيدية الرافضة للظلم، التي ينتمي إليها الحوثي حفظه الله، عندما حاولت انتزاع بيان عابر ينتقد آراء العلامة حسين بدر الدين. واعتبرت السلطة ذلك النقد العادي فتوى تبيح تصفية العلامة واتباعه، ونشرت صحيفة 26 سبتمبر البيان قبل 3 أسابيع من قرار السلطة الغاشم بالحملة العسكرية، وتحول البيان الى مبرر من بعض أهل المذهب لجواز الحملة التي استنكروها فيما بعد، وأوضحوا ان السلطة قد استغلت ما ورد في البيان من اختلاف في الرأي لم يهدف إلى مؤازرة السلطة على ظلمها.
السلطة في ورطة فلا هي استطاعت شق وحدة أهل المذهب الزيدي الاصيل ولا هي أقنعت الناس بادعائها ان العلامة حسين الحوثي ادعى لنفسه الإمامه. والسؤال الأهم لماذا تعجلت السلطة بالحشود العسكرية الضخمة باتجاه صعدة خلال يومين بينما شهدت المناطق الأخرى، من قبل، مواجهات بطيئة و(ناعمة) ضد ما يسمى بـ«الإرهاب».
هل نجح الناقدون في توجيه الانظار إلى صعدة لبراءة ذمتهم من ملف الإرهاب في اليمن؟.
عبدالفتاح الحكيمي
( 30/06/2004 )
عندما فتح النظام الحاكم في اليمن ابواب البلاد للامريكان بعد أحداث 11 سبتمبر قال الرئيس (إننا جنبنا البلاد ضربة عسكرية).. والحقيقة هي ان النظام قد جنب نفسه السقوط المبكر قبل الرئيس صدام حسين.. اما البلاد فقد سقطت ادارياً بيد الـ«سي. آي. إيه» والـ«إف. بي. آه». عندما قبلت السلطة تنفيذ أوامر الامريكان بالريموت كونترول دون رفض يذكر.
تحول النظام إلى شرطي داخلي لملاحقة وهم المنتمين إلى تنظيم القاعدة، فوجد رموز الحكم ان بقاءهم في السلطة مرهون بافتعال معارك طويلة ضد ما يسمى بـ«الإرهاب» وهم على استعداد للنفخ في روح الارهاب وبعثه من القبور ما دام الامريكيون يحتاجون إلى شرطي (وطني) لمواجهته.
أظهر النظام شطارته في تجفيف منابع الارهاب بعد أن كان يصنعها بيديه، واستدرك أخيراً أن معركته لم تبدأ مع الإرهاب وان تجربته القمعية طوال ثلاث سنوات في مأرب وتعز وذمار وعدن وحضرموت كانت مجرد بروفات. فالمعركة الجديدة أطلت مؤخراً من محافظة صعدة التي تخبئ لها مفاجآت خاصة، فالنظام أمريكي أكثر من امريكا وإن الهتافات بموت أمريكا وإسرائيل التي ينادي بها اتباع العلامة حسين بدر الدين الحوثي نذير شؤم لموت النظام في اليمن نفسه.
منذ عام اعتقلت السلطة 600 شخص من انصار العلامة الحوثي وقضى بعضهم تحت التعذيب وتصوَّر الاجهزة اليمنية للأمريكان ان هؤلاء الشباب المؤمن هم عبارة عن قنابل بشرية في طريقها إلى تدمير واشنطن ونيويورك وعلى السلطة سحقهم بكاتيوشا علي محسن الأحمر وطائرات محمد صالح الأحمر الذين زجوا إلى المعركة بجنود معظمهم من أبناء المحافظات الجنوبية للدفاع عن السلطة في معركة من طرف واحد رغم اعلان الحوثي احترامه للرئيس.
قبل أسابيع حاولت السلطة شق الجماعات الزيدية الرافضة للظلم، التي ينتمي إليها الحوثي حفظه الله، عندما حاولت انتزاع بيان عابر ينتقد آراء العلامة حسين بدر الدين. واعتبرت السلطة ذلك النقد العادي فتوى تبيح تصفية العلامة واتباعه، ونشرت صحيفة 26 سبتمبر البيان قبل 3 أسابيع من قرار السلطة الغاشم بالحملة العسكرية، وتحول البيان الى مبرر من بعض أهل المذهب لجواز الحملة التي استنكروها فيما بعد، وأوضحوا ان السلطة قد استغلت ما ورد في البيان من اختلاف في الرأي لم يهدف إلى مؤازرة السلطة على ظلمها.
السلطة في ورطة فلا هي استطاعت شق وحدة أهل المذهب الزيدي الاصيل ولا هي أقنعت الناس بادعائها ان العلامة حسين الحوثي ادعى لنفسه الإمامه. والسؤال الأهم لماذا تعجلت السلطة بالحشود العسكرية الضخمة باتجاه صعدة خلال يومين بينما شهدت المناطق الأخرى، من قبل، مواجهات بطيئة و(ناعمة) ضد ما يسمى بـ«الإرهاب».
هل نجح الناقدون في توجيه الانظار إلى صعدة لبراءة ذمتهم من ملف الإرهاب في اليمن؟.
عندما نصل إلى مرحلة الفناء على المنهج القويم ، أعتقد أنا قد وصلنا إلى خير عظيم .


-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 1041
- اشترك في: السبت مارس 19, 2005 9:03 pm
من جورجيا إلى صعدة
السلطة والبحث عن شرعية للقتل
عبدالفتاح الحكيمي ( 07/07/2004 )
لا اميل إلى تصديق سياسة الامريكان في اليمن الا في حالة واحدة، هي تلك التي اعلنها السفير الأمريكي بصنعاء ادموند هول الاثنين قبل الماضي أنه لا يوجد دور للسفارة في الاحداث التي تورطت فيها السلطة في صعدة.
توقيت الجريمة التي ادارها الرئيس شخصياً بحسب صحيفة الناس العدد (202) 2004/6/28م الصفحة الأخيرة يقدم مقاربة واقعية على ان الرئيس قد حصل على ضوء أخضر من واشنطن للقيام بالمجزرة بعد عودته من ضيافة قمة الدول الثماني في 15 يونيو 2004م.
ولم يخف الرجل على وسائل الإعلام انه قد التقى بقيادة الـ (سي. آي. إيه) والـ(إف. بي.آي) في نيويورك قبل ذهابه الى جورجيا، وهو لم يكن مدعواً للقمة أصلاً بل تقدم بطلب حضور لها بحسب تصريح مستشارة الأمن القومي الامريكي (كونداليزا رايس) التي اكدت في حديث متلفز ان اليمن هو الذي تقدم بطلب حضور قمة الدول الثماني.
والارجح ان طلب الرئىس حضور الزفة كان للتغطية الاعلامية على المهمة الاصلية الخاصة بمقابلة قيادة المخابرات والتحقيقات الفيدرالية.
الدلالة لا تخفي بأن الرئىس مكلف شخصياً بادارة أي عمليات عسكرية تطلبها امريكا.. والتزم في نوفمبر 2002م ان يكون اليمن شريكاً في مكافحة ما يسميه (الارهاب).
السفير الامريكي بصنعاء قد لا يكون على علم بتدبير السلطة للعملية العسكرية على صعدة لكن لقاء الرئيس اليمني باجهزة الامن الامريكية في مؤتمر الثماني قد وفر الغطاء السياسي الخارجي للجريمة على صعدة واتباع الشيخ العلامة المجدّد حسين بدرالدين الحوثي، المناخ الدولي أظهر أمريكا وكأنها صاحبة الفكرة وليس النظام الذي استغل زيارته الاخيرة لواشنطن لتصفية حسابات شخصية تتعلق بمستقبل الحكم مع تيار ديني مؤثر يخشى من شعبيته على شرعية السلطة وبقائها.
البحث عن شرعية
نجحت السلطة في توفير مظلة الشرعية السياسية للجريمة ولو على طريقة (أكل الثوم بفم الآخرين) وأصبح الامريكان وسفيرهم في اليمن المتهم رقم (1) ما دام شعار الحرب على الارهاب امريكي المنشأ والاصل.
ومن عادة الامريكان عادة ان لا يترددوا في الاعلان عن العمليات التي يقفون وراءها في اليمن أو في أي مكان من العالم، وجريمة مقتل ابو علي الحارثي و 6 آخرين في 3 نوفمبر 2002م واحدة من العمليات التي أقرت الادارة الامريكية بأنها كانت تقف وراءها، وعلق الناطق باسم البيت الأبيض بعد ساعتين فقط على العملية (أنها كانت عملية تكتيكية ناجحة).
الفارق الاهم ان الامريكان في مأرب غطوا على مشاركة السلطة اليمنية وأجهزتها في توفير المجال الاستطلاعي العسكري والاستخباري (الاهم) الذي توفر لطائرة الـ(بريديتور) بدون طيار التي انطلقت من القاعدة الامريكية في جيبوتي بحسب تأكيد الدكتور عبدالكريم الإرياني المستشار السياسي للرئيس بعد شهرين من المؤامرة.
على النقيض الاعلامي في عملية صعدة استغلت السلطة الحاكمة المناخ الدولي للايحاء بوجود أصابع امريكية وراء الجريمة في إطار (الحرب على الارهاب).
وتبع ذلك قرار الحكومة اليمنية بإغلاق ما تبقى من مدارس تحفيظ القرآن واعتقال مجموعة من خطباء المساجد المحسوبين على الزيدية والتضييق على المخيمات والمراكز الصيفية وملاحقة القائمين عليها في خطوة تعتبر امتداداً للإجراءات العسكرية التي رافقت الحملة على جبال (مران) بصعدة اعتباراً من 18 يونيو 2004م.
مهما كان نفي السفير الامريكي شخصياً انه لم يكن للسفارة أي دور في استهداف صعدة الا أن التوقيت والاجراءآت التي اتخذتها السلطة الحاكمة للتضييق على المساجد والتعليم الديني تستدعي إلى الذهن بالضرورة المطالب الامريكية نفسها منذ عام 2001م إلى اليوم ولا يهم السلطة في اليمن حياة السفير الامريكي بعد أن وجهت انظار الداخل والخارج بصورة أو بأخرى من خلال نوع الاجراءات ان له ضلعاً في جريمة صعدة مثلما كانت أصابع السفير حاضرة في مأرب في 3 نوفمبر 2002م قبل يومين من حلول أول أيام شهر رمضان المبارك، ولكن هل وفر لقاء الرئيس بإدارة الامن الامريكية في قمة الثماني الشرعية السياسية الخارجية لجريمة صعدة؟
السلطة في اليمن أقنعت نفسها بهذه الأوهام على طريقة (أكذب ثم أكذب حتى تصدق نفسك ثم أكذب حتى يصدقك الناس).
نفي السفير ادموند هول لعلاقة السفارة الامريكية بأحداث صعدة الاخيرة ينطوي بداخله على ادانة دولية لجريمة السلطة وشهادة كبرى على ان السلطة في اليمن تستغل شعار الحرب على الارهاب لتصفية المعارضين السياسيين والتيارات الاجتماعية المؤثرة.
إستغلال الدين
أثبت العلامة المجدد حسين بدرالدين الحوثي بلاغته الفكرية في اضفاء صبغة تجديدية دينية داخل ما يسمى مجازاً بـ(المذهب الزيدي) القائم على مبدأ التجديد وقبول التنوع.
وفي اختلافه مع الآخرين اعتبر العلامة ان الاصول التي تؤطر مذهب الجميع في النهاية هي (كتاب الله وسنة رسوله) باعتبارها مصادر التشريع التي لا تستنفذ اغراضها بالتقادم، وان اختلاف مواقف البعض مع العلامة الشاب لا تعرض إلا على القرآن والسنة.
أما أصل الخلاف بين السلطة واتباع الحوثي فيقوم على شأن من شئون الدنيا وهو موالاة النظام الحاكم للعدوان الامريكي والظلم الخارجي المسنود من الداخل على أهل الحق والدعاة والصالحين من الشباب المؤمن الذين يهتفون بالموت لأمريكا واسرائيل بعد كل صلاة جمعة في مناطق عديدة من اليمن.. لكن السلطة أضفت على موقف الحق والعدل هذا صبغة مذهبية من عندها وارادت تحميل رفض المعارضين لسياسة موالاتها لامريكا نكهة دينية خالصة، ليسهل لها بذلك التخلص من كل علماء وأتباع المذهب الزيدي أحد مذاهب أهل السنة وله من الانصار والاتباع في مناطق الجهة المحسوبة على الشافعية (مجازاً) ما يجعل الفوارق المذهبية في اليمن مجرد أوهام وضلالات، فالمذاهب في اليمن لا تقوم على التعصب بل على اختلاف الرحمة والتنوع.
كادت السلطة ان تفرغ الزيدية الاصيلة من محتواها الانساني الثوري بضرب أهل المذهب بعضهم ببعض وتأويل رأي عابر قديم لبعض العلماء اختلفوا فيه مع الحوثي في موضوع آخر.. ونشرت صحيفة 26 سبتمبر بتاريخ 28 مايو 2004م مقتطفات من البيان واعتبرته فتوى من أهل المذهب نفسه يجيز تصفية العلامة الحوثي واتباعه على الرغم من ان الموضوع مجرد رأي في مسألة فقهية خلافية بين أي علماء.
ومثلما توهمت السلطة ان شعار الحرب على الارهاب امريكي الاصل يمنحها الشرعية السياسية الخارجية فإن هذا الرأي الفقهي بعد استغلاله وتحريفه من السلطة سوف يضفي على جريمتها شرعية دينية في الداخل وكأن السلطة عملت على تطبيق فتوى بطلب من العلماء لا على اساس هوى شيطاني في نفس بعض رموز العائلة الحاكمة.
بتاريخ 26 يونيو 2004م بعد ثلاثة أسابيع حين قررت السلطة تصفية العلامة الحوثي واتباعه كشفت عن كيدها عندما دست من جديد في اعلانها الرسمي وصحفها البيان القديم للعلماء وأسمته (بيان من علماء الزيدية يدينون فيه الحوثي) نشر في الصحف الرسمية بتاريخ 26 يونيو 2004م.
وهو دليل على اثارتها للنعرات المذهبية، وهو أيضاً تلفيق أفصح عن ان السلطة لا يهمها أمر العلماء ومكانتهم إلا بقدر تسويغ وتبرير جرائمها وتحليل الحرام لها.
وتصدى للبيان المدسوس علماء منهم سيدي العلامة محمد أحمد المنصور، حمود عباس المؤيد، أحمد الشامي، وقالوا عن استغلال البيان القديم (ان ما يجري من قتال في محافظة صعدة بين القوات العسكرية وحسين بدرالدين الحوثي بذريعة ما صدر من بيان لبعض العلماء حول حسين بدرالدين فهذا شأن العلماء فلهم آراء واقوال تخالف اقوال البعض الآخر منهم -ولذلك فإنه لا يجوز ان يتخذ البيان غطاء لسفك الدماء وإزهاق الارواح) 22 يونيو2004م.
وبإدانة السلطة من قبل العلماء المحسوبين (ظاهراً) على الزيدية لجأ رموز الحكم العائلي إلى معاقبتهم على ذمة كلمة حق قالوها ولم تعجب السلطة.
اجتمع مجلس الوزراء بتاريخ 29 يونيو 2004م لاصدار قرار بإغلاق مدارس ومعاهد تحفيظ القرآن الكريم التي يشرف علىها بعض العلماء الذين قالوا كلمة حق وصدق في وجه سلطان جائر يبحث في ضمير أهل العلم عن دين يوافق هواه ومزاجه الشخصي.
استغلال العلماء
لم تفرق السلطة في رد فعلها بين محاربة العلماء الموقعين على البيان وبين محاربة الدعوة إلى الله.. أما دعوة سيدي الحسين بدرالدين الحوثي حفظه الله إلى رفض الظلم ورفض موالاة الامريكان فلم تكن دعوة مذهبية زيدية أو شيعية إذ هي دعوة شعبية تنبع من ضمير الامة خالصة لوجه الله لا إرضاء لسلطان جائر، رفعت كتاب الله وسنة رسوله بديلاً لكل المذاهب المعروفة في اليمن، لكن السلطة عمدت إلى إضفاء صبغة مذهبية عليها في إعلامها لاضعاف وجه الحق الساطع فيها، لكن السلطة فشلت.. ثم فشلت ثم حبطت اعمالها.
لم يوفر العلماء للسلطة الشرعية الدينية فاستدركت مطابخ اعلام السلطة نغمة حماية الدستور والقانون لتبرير جريمة صعدة بشعار جديد.
فالسلطة لا تتذكر الدستور والقانون الا عندما تريد التخلص من خصومها وحررت بعد ان بدأت باعتدائها باسبوع أمر قبض قهري على العلامة حسين بدرالدين بعد أن توهمت رموز الحكم العائلي ان الرجل واتباعه ربما ينازعون السلطة على الحكم بعد صمودهم أكثر من أسبوعين في جبال مران بصعدة.
لعل أهمية صرخة الحوثي انها لا مذهبية إذ هي دعوة حق والسلطة تبحث عن شرعية مفتعلة لحربها على الشباب المؤمن (انهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى) الكهف.
فتظهر هذه الشرعية المتطفلة تارة على ذمة فتوى العلماء وتارة أخرى باسم الدستور والقانون.
وواجب العلماء الذين شوهت السلطة اراءهم مقاضاة رموز الحكم الذين استغلوا اراء علماء الزيدية لاضفاء شرعية على عدوانهم الغاشم في صعدة باسم المذهب الذي يحاربونه بالخفاء.
هذه السلطة هي نفسها التي حولت اراء شخصية الى فتاوى لحرب 1994م تبيح دماء واموال ابناء المحافظات الجنوبية والشرقية، وما أشبه الليلة بالبارحة في صعدة.
عندما رفض العلماء توفير الغطاء الديني المذهبي لجريمة السلطة في صعدة لجأت إلى اغلاق مدارس التعليم الديني باسم الخطر على المجتمع للضغط على العلماء والمساومة معهم في المستقبل.. إما أن يكونوا علماء للسلطة وإما يتم احراقهم بالطريقة التي تجيدها السلطة.
وظهر الرئيس بتاريخ 3 يونيو 2004م يدعو إلى رفض المذهبية تحت أي غطاء زيدي أو شافعي بعد أن يئس من استثمار هذه النعرات في صعدة بل لعله قد اكتشف ان الحق لا مذهب له وان السلطة اعجز من أن تضحك على العلماء الحقيقيين، أو تستثمر مواقفهم ومكانتهم الروحية المؤثرة لحسابها الخاص.
زامل الشرعية
ادعت السلطة الحاكمة في حربها الظالمة على العلامة حسين بدرالدين واتباعه انهم قد تمردوا على الشرعية، ورفع النظام شعار الدفاع عن الدستور والقانون كما فعلت جماعة معاوية مع قميص عثمان، بينما شرعنت السلطة الحاكمة في اليمن من طرف واحد لتصفية المخالفين باسم شرعية لا تستند إلى حق أو دليل، حرب ظالمة وضع فيها الرئيس واقاربه أنفسهم بموازاة واحدة مع شرعية المؤسسات الوطنية المصادرة، واسند لابنه واخوته وابناء أخيه واخواله وابناء عمومته في الحرس الجمهوري والطيران وسلاح الدروع والصواريخ والمدفعية وغيرها مهمة هذه الحرب الحرام تحت غطاء القضاء على التمرد والدفاع عن شرعية الدستور والقانون، ولا نعلم كيف اعطت هذه الشرعية الملفقة للرئيس حق التصرف الشخصي بالقوات المسلحة وجعلها تحت تصرف اشخاص في قيادة الجيش والامن خلطوا بين ولائهم الخاص للقرابة العائلية بالحاكم وبين ادعاء تثبيت الشرعية التي لم يتمرد عليها العلامة الحوثي، فالسلطة الحاكمة هي التي افتعلت معه المواجهة لتصفيته والانتقام منه، فالمؤسسة العسكرية تخضع لنزوات الحاكم واقاربه في تركيع المتضررين من أسلوب وتركيبة الحكم العائلية المخالفة للدستور وكل شرائع الارض.
النظام الحاكم هو آخر من يحق له الكلام عن تمرد الآخرين على الشرعية، فهو أول من يخالف مبدأ العدالة والمساواة الاجتماعية بين المواطنين، ويمارس التمييز العائلي خارج الدستور والقانون والاعراف.
تحول شعار (الشرعية) المفترى عليها إلى زامل يصاحب هدير الطائرات والكاتيوشا وقصف المدافع، وربما اسلحة محرمة في الجبال تستخدمها السلطة ضد الشباب المؤمن ودعاة العدل والحق.
على السلطة التخلي عن عادة تضليل وخداع الناس باسم الدستور وإعاة النظر بالتركيبة العائلية الطاغية داخل المؤسسة العسكرية حتى نستطيع التمييز بين ان ما تخوضه السلطة هو دفاع عن السلطة أم غير ذلك. وحتى كتابة هذه المقالة وصل عدد الذين قتلتهم السلطة في جبال مران إلى 350 شخصاً لا لذنب الا أنهم قالوا الموت لامريكا.. الموت لاسرائيل العزة لله وللرسول والمسلمين.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
السلطة والبحث عن شرعية للقتل
عبدالفتاح الحكيمي ( 07/07/2004 )
لا اميل إلى تصديق سياسة الامريكان في اليمن الا في حالة واحدة، هي تلك التي اعلنها السفير الأمريكي بصنعاء ادموند هول الاثنين قبل الماضي أنه لا يوجد دور للسفارة في الاحداث التي تورطت فيها السلطة في صعدة.
توقيت الجريمة التي ادارها الرئيس شخصياً بحسب صحيفة الناس العدد (202) 2004/6/28م الصفحة الأخيرة يقدم مقاربة واقعية على ان الرئيس قد حصل على ضوء أخضر من واشنطن للقيام بالمجزرة بعد عودته من ضيافة قمة الدول الثماني في 15 يونيو 2004م.
ولم يخف الرجل على وسائل الإعلام انه قد التقى بقيادة الـ (سي. آي. إيه) والـ(إف. بي.آي) في نيويورك قبل ذهابه الى جورجيا، وهو لم يكن مدعواً للقمة أصلاً بل تقدم بطلب حضور لها بحسب تصريح مستشارة الأمن القومي الامريكي (كونداليزا رايس) التي اكدت في حديث متلفز ان اليمن هو الذي تقدم بطلب حضور قمة الدول الثماني.
والارجح ان طلب الرئىس حضور الزفة كان للتغطية الاعلامية على المهمة الاصلية الخاصة بمقابلة قيادة المخابرات والتحقيقات الفيدرالية.
الدلالة لا تخفي بأن الرئىس مكلف شخصياً بادارة أي عمليات عسكرية تطلبها امريكا.. والتزم في نوفمبر 2002م ان يكون اليمن شريكاً في مكافحة ما يسميه (الارهاب).
السفير الامريكي بصنعاء قد لا يكون على علم بتدبير السلطة للعملية العسكرية على صعدة لكن لقاء الرئيس اليمني باجهزة الامن الامريكية في مؤتمر الثماني قد وفر الغطاء السياسي الخارجي للجريمة على صعدة واتباع الشيخ العلامة المجدّد حسين بدرالدين الحوثي، المناخ الدولي أظهر أمريكا وكأنها صاحبة الفكرة وليس النظام الذي استغل زيارته الاخيرة لواشنطن لتصفية حسابات شخصية تتعلق بمستقبل الحكم مع تيار ديني مؤثر يخشى من شعبيته على شرعية السلطة وبقائها.
البحث عن شرعية
نجحت السلطة في توفير مظلة الشرعية السياسية للجريمة ولو على طريقة (أكل الثوم بفم الآخرين) وأصبح الامريكان وسفيرهم في اليمن المتهم رقم (1) ما دام شعار الحرب على الارهاب امريكي المنشأ والاصل.
ومن عادة الامريكان عادة ان لا يترددوا في الاعلان عن العمليات التي يقفون وراءها في اليمن أو في أي مكان من العالم، وجريمة مقتل ابو علي الحارثي و 6 آخرين في 3 نوفمبر 2002م واحدة من العمليات التي أقرت الادارة الامريكية بأنها كانت تقف وراءها، وعلق الناطق باسم البيت الأبيض بعد ساعتين فقط على العملية (أنها كانت عملية تكتيكية ناجحة).
الفارق الاهم ان الامريكان في مأرب غطوا على مشاركة السلطة اليمنية وأجهزتها في توفير المجال الاستطلاعي العسكري والاستخباري (الاهم) الذي توفر لطائرة الـ(بريديتور) بدون طيار التي انطلقت من القاعدة الامريكية في جيبوتي بحسب تأكيد الدكتور عبدالكريم الإرياني المستشار السياسي للرئيس بعد شهرين من المؤامرة.
على النقيض الاعلامي في عملية صعدة استغلت السلطة الحاكمة المناخ الدولي للايحاء بوجود أصابع امريكية وراء الجريمة في إطار (الحرب على الارهاب).
وتبع ذلك قرار الحكومة اليمنية بإغلاق ما تبقى من مدارس تحفيظ القرآن واعتقال مجموعة من خطباء المساجد المحسوبين على الزيدية والتضييق على المخيمات والمراكز الصيفية وملاحقة القائمين عليها في خطوة تعتبر امتداداً للإجراءات العسكرية التي رافقت الحملة على جبال (مران) بصعدة اعتباراً من 18 يونيو 2004م.
مهما كان نفي السفير الامريكي شخصياً انه لم يكن للسفارة أي دور في استهداف صعدة الا أن التوقيت والاجراءآت التي اتخذتها السلطة الحاكمة للتضييق على المساجد والتعليم الديني تستدعي إلى الذهن بالضرورة المطالب الامريكية نفسها منذ عام 2001م إلى اليوم ولا يهم السلطة في اليمن حياة السفير الامريكي بعد أن وجهت انظار الداخل والخارج بصورة أو بأخرى من خلال نوع الاجراءات ان له ضلعاً في جريمة صعدة مثلما كانت أصابع السفير حاضرة في مأرب في 3 نوفمبر 2002م قبل يومين من حلول أول أيام شهر رمضان المبارك، ولكن هل وفر لقاء الرئيس بإدارة الامن الامريكية في قمة الثماني الشرعية السياسية الخارجية لجريمة صعدة؟
السلطة في اليمن أقنعت نفسها بهذه الأوهام على طريقة (أكذب ثم أكذب حتى تصدق نفسك ثم أكذب حتى يصدقك الناس).
نفي السفير ادموند هول لعلاقة السفارة الامريكية بأحداث صعدة الاخيرة ينطوي بداخله على ادانة دولية لجريمة السلطة وشهادة كبرى على ان السلطة في اليمن تستغل شعار الحرب على الارهاب لتصفية المعارضين السياسيين والتيارات الاجتماعية المؤثرة.
إستغلال الدين
أثبت العلامة المجدد حسين بدرالدين الحوثي بلاغته الفكرية في اضفاء صبغة تجديدية دينية داخل ما يسمى مجازاً بـ(المذهب الزيدي) القائم على مبدأ التجديد وقبول التنوع.
وفي اختلافه مع الآخرين اعتبر العلامة ان الاصول التي تؤطر مذهب الجميع في النهاية هي (كتاب الله وسنة رسوله) باعتبارها مصادر التشريع التي لا تستنفذ اغراضها بالتقادم، وان اختلاف مواقف البعض مع العلامة الشاب لا تعرض إلا على القرآن والسنة.
أما أصل الخلاف بين السلطة واتباع الحوثي فيقوم على شأن من شئون الدنيا وهو موالاة النظام الحاكم للعدوان الامريكي والظلم الخارجي المسنود من الداخل على أهل الحق والدعاة والصالحين من الشباب المؤمن الذين يهتفون بالموت لأمريكا واسرائيل بعد كل صلاة جمعة في مناطق عديدة من اليمن.. لكن السلطة أضفت على موقف الحق والعدل هذا صبغة مذهبية من عندها وارادت تحميل رفض المعارضين لسياسة موالاتها لامريكا نكهة دينية خالصة، ليسهل لها بذلك التخلص من كل علماء وأتباع المذهب الزيدي أحد مذاهب أهل السنة وله من الانصار والاتباع في مناطق الجهة المحسوبة على الشافعية (مجازاً) ما يجعل الفوارق المذهبية في اليمن مجرد أوهام وضلالات، فالمذاهب في اليمن لا تقوم على التعصب بل على اختلاف الرحمة والتنوع.
كادت السلطة ان تفرغ الزيدية الاصيلة من محتواها الانساني الثوري بضرب أهل المذهب بعضهم ببعض وتأويل رأي عابر قديم لبعض العلماء اختلفوا فيه مع الحوثي في موضوع آخر.. ونشرت صحيفة 26 سبتمبر بتاريخ 28 مايو 2004م مقتطفات من البيان واعتبرته فتوى من أهل المذهب نفسه يجيز تصفية العلامة الحوثي واتباعه على الرغم من ان الموضوع مجرد رأي في مسألة فقهية خلافية بين أي علماء.
ومثلما توهمت السلطة ان شعار الحرب على الارهاب امريكي الاصل يمنحها الشرعية السياسية الخارجية فإن هذا الرأي الفقهي بعد استغلاله وتحريفه من السلطة سوف يضفي على جريمتها شرعية دينية في الداخل وكأن السلطة عملت على تطبيق فتوى بطلب من العلماء لا على اساس هوى شيطاني في نفس بعض رموز العائلة الحاكمة.
بتاريخ 26 يونيو 2004م بعد ثلاثة أسابيع حين قررت السلطة تصفية العلامة الحوثي واتباعه كشفت عن كيدها عندما دست من جديد في اعلانها الرسمي وصحفها البيان القديم للعلماء وأسمته (بيان من علماء الزيدية يدينون فيه الحوثي) نشر في الصحف الرسمية بتاريخ 26 يونيو 2004م.
وهو دليل على اثارتها للنعرات المذهبية، وهو أيضاً تلفيق أفصح عن ان السلطة لا يهمها أمر العلماء ومكانتهم إلا بقدر تسويغ وتبرير جرائمها وتحليل الحرام لها.
وتصدى للبيان المدسوس علماء منهم سيدي العلامة محمد أحمد المنصور، حمود عباس المؤيد، أحمد الشامي، وقالوا عن استغلال البيان القديم (ان ما يجري من قتال في محافظة صعدة بين القوات العسكرية وحسين بدرالدين الحوثي بذريعة ما صدر من بيان لبعض العلماء حول حسين بدرالدين فهذا شأن العلماء فلهم آراء واقوال تخالف اقوال البعض الآخر منهم -ولذلك فإنه لا يجوز ان يتخذ البيان غطاء لسفك الدماء وإزهاق الارواح) 22 يونيو2004م.
وبإدانة السلطة من قبل العلماء المحسوبين (ظاهراً) على الزيدية لجأ رموز الحكم العائلي إلى معاقبتهم على ذمة كلمة حق قالوها ولم تعجب السلطة.
اجتمع مجلس الوزراء بتاريخ 29 يونيو 2004م لاصدار قرار بإغلاق مدارس ومعاهد تحفيظ القرآن الكريم التي يشرف علىها بعض العلماء الذين قالوا كلمة حق وصدق في وجه سلطان جائر يبحث في ضمير أهل العلم عن دين يوافق هواه ومزاجه الشخصي.
استغلال العلماء
لم تفرق السلطة في رد فعلها بين محاربة العلماء الموقعين على البيان وبين محاربة الدعوة إلى الله.. أما دعوة سيدي الحسين بدرالدين الحوثي حفظه الله إلى رفض الظلم ورفض موالاة الامريكان فلم تكن دعوة مذهبية زيدية أو شيعية إذ هي دعوة شعبية تنبع من ضمير الامة خالصة لوجه الله لا إرضاء لسلطان جائر، رفعت كتاب الله وسنة رسوله بديلاً لكل المذاهب المعروفة في اليمن، لكن السلطة عمدت إلى إضفاء صبغة مذهبية عليها في إعلامها لاضعاف وجه الحق الساطع فيها، لكن السلطة فشلت.. ثم فشلت ثم حبطت اعمالها.
لم يوفر العلماء للسلطة الشرعية الدينية فاستدركت مطابخ اعلام السلطة نغمة حماية الدستور والقانون لتبرير جريمة صعدة بشعار جديد.
فالسلطة لا تتذكر الدستور والقانون الا عندما تريد التخلص من خصومها وحررت بعد ان بدأت باعتدائها باسبوع أمر قبض قهري على العلامة حسين بدرالدين بعد أن توهمت رموز الحكم العائلي ان الرجل واتباعه ربما ينازعون السلطة على الحكم بعد صمودهم أكثر من أسبوعين في جبال مران بصعدة.
لعل أهمية صرخة الحوثي انها لا مذهبية إذ هي دعوة حق والسلطة تبحث عن شرعية مفتعلة لحربها على الشباب المؤمن (انهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى) الكهف.
فتظهر هذه الشرعية المتطفلة تارة على ذمة فتوى العلماء وتارة أخرى باسم الدستور والقانون.
وواجب العلماء الذين شوهت السلطة اراءهم مقاضاة رموز الحكم الذين استغلوا اراء علماء الزيدية لاضفاء شرعية على عدوانهم الغاشم في صعدة باسم المذهب الذي يحاربونه بالخفاء.
هذه السلطة هي نفسها التي حولت اراء شخصية الى فتاوى لحرب 1994م تبيح دماء واموال ابناء المحافظات الجنوبية والشرقية، وما أشبه الليلة بالبارحة في صعدة.
عندما رفض العلماء توفير الغطاء الديني المذهبي لجريمة السلطة في صعدة لجأت إلى اغلاق مدارس التعليم الديني باسم الخطر على المجتمع للضغط على العلماء والمساومة معهم في المستقبل.. إما أن يكونوا علماء للسلطة وإما يتم احراقهم بالطريقة التي تجيدها السلطة.
وظهر الرئيس بتاريخ 3 يونيو 2004م يدعو إلى رفض المذهبية تحت أي غطاء زيدي أو شافعي بعد أن يئس من استثمار هذه النعرات في صعدة بل لعله قد اكتشف ان الحق لا مذهب له وان السلطة اعجز من أن تضحك على العلماء الحقيقيين، أو تستثمر مواقفهم ومكانتهم الروحية المؤثرة لحسابها الخاص.
زامل الشرعية
ادعت السلطة الحاكمة في حربها الظالمة على العلامة حسين بدرالدين واتباعه انهم قد تمردوا على الشرعية، ورفع النظام شعار الدفاع عن الدستور والقانون كما فعلت جماعة معاوية مع قميص عثمان، بينما شرعنت السلطة الحاكمة في اليمن من طرف واحد لتصفية المخالفين باسم شرعية لا تستند إلى حق أو دليل، حرب ظالمة وضع فيها الرئيس واقاربه أنفسهم بموازاة واحدة مع شرعية المؤسسات الوطنية المصادرة، واسند لابنه واخوته وابناء أخيه واخواله وابناء عمومته في الحرس الجمهوري والطيران وسلاح الدروع والصواريخ والمدفعية وغيرها مهمة هذه الحرب الحرام تحت غطاء القضاء على التمرد والدفاع عن شرعية الدستور والقانون، ولا نعلم كيف اعطت هذه الشرعية الملفقة للرئيس حق التصرف الشخصي بالقوات المسلحة وجعلها تحت تصرف اشخاص في قيادة الجيش والامن خلطوا بين ولائهم الخاص للقرابة العائلية بالحاكم وبين ادعاء تثبيت الشرعية التي لم يتمرد عليها العلامة الحوثي، فالسلطة الحاكمة هي التي افتعلت معه المواجهة لتصفيته والانتقام منه، فالمؤسسة العسكرية تخضع لنزوات الحاكم واقاربه في تركيع المتضررين من أسلوب وتركيبة الحكم العائلية المخالفة للدستور وكل شرائع الارض.
النظام الحاكم هو آخر من يحق له الكلام عن تمرد الآخرين على الشرعية، فهو أول من يخالف مبدأ العدالة والمساواة الاجتماعية بين المواطنين، ويمارس التمييز العائلي خارج الدستور والقانون والاعراف.
تحول شعار (الشرعية) المفترى عليها إلى زامل يصاحب هدير الطائرات والكاتيوشا وقصف المدافع، وربما اسلحة محرمة في الجبال تستخدمها السلطة ضد الشباب المؤمن ودعاة العدل والحق.
على السلطة التخلي عن عادة تضليل وخداع الناس باسم الدستور وإعاة النظر بالتركيبة العائلية الطاغية داخل المؤسسة العسكرية حتى نستطيع التمييز بين ان ما تخوضه السلطة هو دفاع عن السلطة أم غير ذلك. وحتى كتابة هذه المقالة وصل عدد الذين قتلتهم السلطة في جبال مران إلى 350 شخصاً لا لذنب الا أنهم قالوا الموت لامريكا.. الموت لاسرائيل العزة لله وللرسول والمسلمين.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
عندما نصل إلى مرحلة الفناء على المنهج القويم ، أعتقد أنا قد وصلنا إلى خير عظيم .


-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 1041
- اشترك في: السبت مارس 19, 2005 9:03 pm
وسواس السلطة!
عبدالفتاح الحكيمي
( 14/07/2004 )
قبل عام ونصف سأل أحد الأشخاص في صعدة العلامة حسين بدرالدين الحوثي (هل تسعون إلى الإمامة؟) وكان جواب العلامة (لا أسعى إلى الإمامة فشروطها 14 أما الرئاسة فشروطها أقل بثلاثة شروط فقط، هي أن تكون يمنياً، أن تجيد القراءة والكتابة ان لا يقل عمرك عن 40 سنة).
وعندما سألت صحيفة الشورى العلامة الحوثي قبل أسبوع عن رأيه حول تهمة ادعاء الإمامة كان جوابه (إنه يؤمن ان وسيلة التغيير عن طريق الانتخابات وان الدستور والقانون يحكم الجميع).
فالرجل في كلا الحالتين نفى عن نفسه الاتهام بادعاء الإمامة لكنه لم يتنازل ضمناً عن حقه الدستوري والقانوني في الترشيح لمنصب رئاسة الجمهورية إذا ما فكر في تقديم نفسه لأي انتخابات رئاسية قادمة.. وكل ذلك يفسر أحد الأسباب الشخصية التي أشعلت روح الانتقام الدموي ضد الرجل من رموز السلطة الحاكمة في البلاد.. وهي الرموز نفسها التي أصدرت أوامر قتل وإبادة المدنيين في صعدة، ابتداءاً من الرئيس ومروراً بأخوته وابنه وأقاربه الآخرين.
ولا ريب أن العلامة حسين بدرالدين لا ينازع الرئيس على سلطته، لكنه من حق أي مواطن الاحتفاظ بحقه الدستوري والقانوني بترشيح نفسه، وإن كان الغرض الظاهر على ما يبدو من تصريحات العلامة ضمناً بشأن موضوع الرئاسة هو الضغط على السلطة للإفراج عن أتباعه ومؤيديه من الشباب المؤمن، حيث يقبع أكثر من 800 شخص منذ عام ونصف في السجون بعد أن رددوا هتافات (الموت لأمريكا.. الموت لاسرائيل.. العزة للإسلام).
فالراجح اذن أن الحوثي حفظه الله قد استغل كل وسائل التعبير السياسية السلمية للإفراج عن المعتقلين، ابتداءاً من الحوار مع السلطة ومراجعة أجهزتها البوليسية، إلى التلويح ضمناً بالمنافسة على كرسي الرئاسة.. لكن السلطة فقدت السيطرة على اعصابها بغض النظر عن مشروعية مطالب العلامة في الإفراج عن المظلومين، ولابد من تصفية الجميع وإفساد الحرث والنسل ما دام الامر قد وصل الى درجة ان يفكر مواطن بترشيح نفسه للرئاسة، خصوصاً إذا كان المرشح يحظى بتأثير مقبول بين أوساط الناس..
إذا كانت هذه الهواجس والوساوس تدفع السلطة إلى تصفية كل من يفكر بترشيح نفسه للرئاسة، ولو من باب العناد والضغط السياسي على صاحب ومالك السلطة فلا ضرورة إلى رفع شعار التداول السلمي للسلطة.. وحتى هذه اللحظة بلغت النفوس البريئة التي أزهقتها السلطة في صعدة أكثر من 570 شخصاً، أطفالاً ونساءً وشباباً وشيوخاً وجنوداً أبرياء..
ومن المفارقات المريبة ان قاتل الأستاذ جارالله عمر أيضاً بدأ بالهمس من داخل زنزانته انه ضمن أسباب قتل الرجل هو احتمال ترشيح نفسه للرئاسة!!
نحن نقول لاصحاب السلطة: اهنأوا بجنون السلطة، ولكن لا تنازعوا الله على سلطانه في الأرض.
(إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً ان يُقتَّلوا أو يُصلَّبوا..) «المائدة 33» صدق الله العظيم.
عبدالفتاح الحكيمي
( 14/07/2004 )
قبل عام ونصف سأل أحد الأشخاص في صعدة العلامة حسين بدرالدين الحوثي (هل تسعون إلى الإمامة؟) وكان جواب العلامة (لا أسعى إلى الإمامة فشروطها 14 أما الرئاسة فشروطها أقل بثلاثة شروط فقط، هي أن تكون يمنياً، أن تجيد القراءة والكتابة ان لا يقل عمرك عن 40 سنة).
وعندما سألت صحيفة الشورى العلامة الحوثي قبل أسبوع عن رأيه حول تهمة ادعاء الإمامة كان جوابه (إنه يؤمن ان وسيلة التغيير عن طريق الانتخابات وان الدستور والقانون يحكم الجميع).
فالرجل في كلا الحالتين نفى عن نفسه الاتهام بادعاء الإمامة لكنه لم يتنازل ضمناً عن حقه الدستوري والقانوني في الترشيح لمنصب رئاسة الجمهورية إذا ما فكر في تقديم نفسه لأي انتخابات رئاسية قادمة.. وكل ذلك يفسر أحد الأسباب الشخصية التي أشعلت روح الانتقام الدموي ضد الرجل من رموز السلطة الحاكمة في البلاد.. وهي الرموز نفسها التي أصدرت أوامر قتل وإبادة المدنيين في صعدة، ابتداءاً من الرئيس ومروراً بأخوته وابنه وأقاربه الآخرين.
ولا ريب أن العلامة حسين بدرالدين لا ينازع الرئيس على سلطته، لكنه من حق أي مواطن الاحتفاظ بحقه الدستوري والقانوني بترشيح نفسه، وإن كان الغرض الظاهر على ما يبدو من تصريحات العلامة ضمناً بشأن موضوع الرئاسة هو الضغط على السلطة للإفراج عن أتباعه ومؤيديه من الشباب المؤمن، حيث يقبع أكثر من 800 شخص منذ عام ونصف في السجون بعد أن رددوا هتافات (الموت لأمريكا.. الموت لاسرائيل.. العزة للإسلام).
فالراجح اذن أن الحوثي حفظه الله قد استغل كل وسائل التعبير السياسية السلمية للإفراج عن المعتقلين، ابتداءاً من الحوار مع السلطة ومراجعة أجهزتها البوليسية، إلى التلويح ضمناً بالمنافسة على كرسي الرئاسة.. لكن السلطة فقدت السيطرة على اعصابها بغض النظر عن مشروعية مطالب العلامة في الإفراج عن المظلومين، ولابد من تصفية الجميع وإفساد الحرث والنسل ما دام الامر قد وصل الى درجة ان يفكر مواطن بترشيح نفسه للرئاسة، خصوصاً إذا كان المرشح يحظى بتأثير مقبول بين أوساط الناس..
إذا كانت هذه الهواجس والوساوس تدفع السلطة إلى تصفية كل من يفكر بترشيح نفسه للرئاسة، ولو من باب العناد والضغط السياسي على صاحب ومالك السلطة فلا ضرورة إلى رفع شعار التداول السلمي للسلطة.. وحتى هذه اللحظة بلغت النفوس البريئة التي أزهقتها السلطة في صعدة أكثر من 570 شخصاً، أطفالاً ونساءً وشباباً وشيوخاً وجنوداً أبرياء..
ومن المفارقات المريبة ان قاتل الأستاذ جارالله عمر أيضاً بدأ بالهمس من داخل زنزانته انه ضمن أسباب قتل الرجل هو احتمال ترشيح نفسه للرئاسة!!
نحن نقول لاصحاب السلطة: اهنأوا بجنون السلطة، ولكن لا تنازعوا الله على سلطانه في الأرض.
(إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً ان يُقتَّلوا أو يُصلَّبوا..) «المائدة 33» صدق الله العظيم.
عندما نصل إلى مرحلة الفناء على المنهج القويم ، أعتقد أنا قد وصلنا إلى خير عظيم .


-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 1041
- اشترك في: السبت مارس 19, 2005 9:03 pm
أجنحة جنرالات صعدة!
28/7/2004
عبد الفتاح الحكيمي
عندما يتعلق الامر بتوريث كعكة الحكم يكون الإبن في هذه الحال عبارة عن (مواطن) يمني صالح، له كامل حقوق المواطنة، ويكون الاخوة وأبناء العم والأنساب والأصهار عندما يتعلق الموضوع بتسلق واحتكار المواقع القيادية الحساسة، كلهم في عربة المواطنة المتساوية والحقوق المشروعة التي يزعمون ان الدستور كفلها لهم (دون شرط العدالة).. اما عندما يتعلق الامر بمحاسبة ومقاضاة بعض هؤلاء وتقديمهم للعدالة والتحقيق معهم في قضايا منسوبة اليهم فإنهم لا يعترفون لا بدستور ولا قانون ولا مواطنة. اختصر هؤلاء مبدأ المساواة مع غيرهم في حالة واحدة فقط، هي ترشيح أنفسهم للرئاسة وتوارث مفاصل الحكم والنفوذ والمال، أما محاسبتهم على الاخلال بالوظيفة فلا تقربوها (عليها خط أحمر) وتحتها حقول الغام قابلة للانفجار، في وجه كل من تسول له نفسه الاقتراب من مملكة العائلة.
جريمة صعدة هي مثال حي لقياس مدى مصداقية السلطة الحاكمة في احترامها لشعار المواطنة المتساوية، حيث يفترض على الرئيس تقديم المتسببين بالجريمة من العسكريين، بمن فيهم قيادات الوحدات من أقاربه إلى القضاء، إذ لا يعقل ان يقوم الطيران الحربي بقتل المواطنين الابرياء في الاسواق والبيوت وتدك المدفعية والصواريخ الثقيلة جدران المنازل والمساجد أكثر من شهر على رؤوس السكان والمصلين، ثم تتوج المسألة باعتذار شفوي يتيم من الرئيس، يذكرنا باعتذار مقدمي برامج التلفزيون عندما يحدث خلل فني في الصوت والصورة، وكأن الجريمة على المستأمنين الأبرياء من بدايتها كانت شرعية وقانونية. في بلدان علمانية مثل اليابان وايطاليا والنرويج واسبانيا سقطت حكومات ورؤساء بسبب اخطاء طفيفة من كبار المسؤولين، أما في بلد اسلامي مثل اليمن قاتل أهله من أجل تثبيت شرعية أحكام الاسلام فلا نطالب اليوم بسقوط رئيس البلاد أو الحكومة، بل نطمع بتقديم جنرالات صعدة لمحاكمة قضائية عادلة عن كل ما حدث بسببهم. وبدلاً من أن يكون إعلام الحزب الحاكم منصفاً أو حتى محايداً لم يجد ما يعلق به على هذه الجرائم سوى نشر تقرير في «المؤتمر نت» يتحدث عن حق الرئيس في 14 عاماً أخرى في الحكم.. هل يكون الرئيس عادلاً هذه المرة وهو رئيس لليمن وليس باعتباره زعيم أسرة أو شيخ عشيرة، وهو يعلم ان الذين انتخبوه في مناطق اليمن للرئاسة عام 1999م بما فيها محافظة صعدة هم أضعاف من انتخبوه في المناطق المحسوب عليها الرجل اجتماعياً. هل يتذكر الرئيس كلام الله تعالى ويذعن لصوت الحق بدلاً من الاستكبار وحكم الاهواء ونزغات الشياطين التي تحول بين المرء وربه. وللذين لا تعجبهم نصيحتنا ليتأملوا كلام الله المنزَّه عن الهوى: (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقاً من الذين اوتوا الكتاب يردوكم بعد ايمانكم كافرين).. آل عمران. (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوَّامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والاقربين).. النساء. (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ان لا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى).. المائدة. (يا داوود انا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله).. ص. (إن الله يأمركم بالعدل والاحسان).. (وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل).. النساء.
28/7/2004
عبد الفتاح الحكيمي
عندما يتعلق الامر بتوريث كعكة الحكم يكون الإبن في هذه الحال عبارة عن (مواطن) يمني صالح، له كامل حقوق المواطنة، ويكون الاخوة وأبناء العم والأنساب والأصهار عندما يتعلق الموضوع بتسلق واحتكار المواقع القيادية الحساسة، كلهم في عربة المواطنة المتساوية والحقوق المشروعة التي يزعمون ان الدستور كفلها لهم (دون شرط العدالة).. اما عندما يتعلق الامر بمحاسبة ومقاضاة بعض هؤلاء وتقديمهم للعدالة والتحقيق معهم في قضايا منسوبة اليهم فإنهم لا يعترفون لا بدستور ولا قانون ولا مواطنة. اختصر هؤلاء مبدأ المساواة مع غيرهم في حالة واحدة فقط، هي ترشيح أنفسهم للرئاسة وتوارث مفاصل الحكم والنفوذ والمال، أما محاسبتهم على الاخلال بالوظيفة فلا تقربوها (عليها خط أحمر) وتحتها حقول الغام قابلة للانفجار، في وجه كل من تسول له نفسه الاقتراب من مملكة العائلة.
جريمة صعدة هي مثال حي لقياس مدى مصداقية السلطة الحاكمة في احترامها لشعار المواطنة المتساوية، حيث يفترض على الرئيس تقديم المتسببين بالجريمة من العسكريين، بمن فيهم قيادات الوحدات من أقاربه إلى القضاء، إذ لا يعقل ان يقوم الطيران الحربي بقتل المواطنين الابرياء في الاسواق والبيوت وتدك المدفعية والصواريخ الثقيلة جدران المنازل والمساجد أكثر من شهر على رؤوس السكان والمصلين، ثم تتوج المسألة باعتذار شفوي يتيم من الرئيس، يذكرنا باعتذار مقدمي برامج التلفزيون عندما يحدث خلل فني في الصوت والصورة، وكأن الجريمة على المستأمنين الأبرياء من بدايتها كانت شرعية وقانونية. في بلدان علمانية مثل اليابان وايطاليا والنرويج واسبانيا سقطت حكومات ورؤساء بسبب اخطاء طفيفة من كبار المسؤولين، أما في بلد اسلامي مثل اليمن قاتل أهله من أجل تثبيت شرعية أحكام الاسلام فلا نطالب اليوم بسقوط رئيس البلاد أو الحكومة، بل نطمع بتقديم جنرالات صعدة لمحاكمة قضائية عادلة عن كل ما حدث بسببهم. وبدلاً من أن يكون إعلام الحزب الحاكم منصفاً أو حتى محايداً لم يجد ما يعلق به على هذه الجرائم سوى نشر تقرير في «المؤتمر نت» يتحدث عن حق الرئيس في 14 عاماً أخرى في الحكم.. هل يكون الرئيس عادلاً هذه المرة وهو رئيس لليمن وليس باعتباره زعيم أسرة أو شيخ عشيرة، وهو يعلم ان الذين انتخبوه في مناطق اليمن للرئاسة عام 1999م بما فيها محافظة صعدة هم أضعاف من انتخبوه في المناطق المحسوب عليها الرجل اجتماعياً. هل يتذكر الرئيس كلام الله تعالى ويذعن لصوت الحق بدلاً من الاستكبار وحكم الاهواء ونزغات الشياطين التي تحول بين المرء وربه. وللذين لا تعجبهم نصيحتنا ليتأملوا كلام الله المنزَّه عن الهوى: (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقاً من الذين اوتوا الكتاب يردوكم بعد ايمانكم كافرين).. آل عمران. (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوَّامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والاقربين).. النساء. (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ان لا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى).. المائدة. (يا داوود انا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله).. ص. (إن الله يأمركم بالعدل والاحسان).. (وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل).. النساء.
عندما نصل إلى مرحلة الفناء على المنهج القويم ، أعتقد أنا قد وصلنا إلى خير عظيم .


-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 1041
- اشترك في: السبت مارس 19, 2005 9:03 pm
صعدة.. من الاختطاف إلى الانفجار !
عبد الفتاح الحكيمي
الشورى : العدد 494 الأربعاء 04 أغسطس 2004 م
لابد أن تشكل أحداث صعدة الاخيرة لليمنيين، داخل منظومة السلطة وخارجها، واحدة من الدروس التاريخيةالتي ينبغي لها أن ترسم معالم في الطريق، باتجاه اعادة النظر بتطبيق مفهوم المواطنة المتساوية بين الحاكم والمحكوم والتداول السلمي للسلطة، على إفتراض بديهية معروفة، هي ان الخطاب الإعلامي للسلطة الحاكمة قد رسخ في الاذهان، منذ 18 يونيو الماضي، أن أحد اسباب الصدام هو سعي الطرف الاخر، العلامة حسين بدر الدين الحوثي للوصول إلى الحكم، او مااسمته السلطة رسمياً (ادعاء الامامة، وتنصيب نفسه أميراً للمؤمنين). والمعروف ان السبب الحقيقي للصدام بين الحوثي وأتباعه وبين السلطة هو لجوء أجهزة الحكم قبل عام ونصف على الأحداث إلى اعتقال 800 شخص من انصار العلامة المجدد، وماتبع ذلك من احتقان، ثم انفجار مفاجىء للموقف من صعدة.. الواضح من مجريات الحدث وحدته أنه فعل احتجاج إنساني على ظلم فادح وقع بدءاً على مئات الأبرياء وطرد مئات آخرين من وظائفهم واعمالهم في محافظة صعدة. ثم خرجت الأمور عن السيطرة باستمرار تضييق السلطة واجهزتها على جماعة (الشباب المؤمن) التي يتزعمها الحوثي نفسه. وإذا صح أن اتباع الرجل بدأوا يرددون قبل ثلاثة أسابيع من اندلاع الأحداث القول (لا طاعة لولي الامر ما عصي الله) للتعبير عن سخطهم من التعذيب النفسي والمعنوي في سجون الامن السياسي، فإن هذا التعبير لايرقى إلى مستوى مبدأ الخروج على الحاكم الظالم المعروف ضمن نهج المذهب الزيدي الاصيل.
خطة سرية
أعدت السلطة قبيل اندلاع الأحداث على نطاق واسع خطة عسكرية سرية بهدف اختطاف الزعيم الديني حسين بدر الدين. وفي ظهيرة 18 يونيو 2004م دخلت الخطة حيز التنفيذ، عن طريق ثلاثة أطقم عسكرية بعد أن بلغ إلى علم السلطات، أن العلامة الحوثي يتواجد بمنطقة ضحيان في أحد البيوت، وهو ماثبت بطلانه فيما بعد، حيث تأكد بعد انفجار الموقف أن الرجل لا يزال في منطقة (مران)، لكن الأطقم العسكرية تعرضت فجأة لاطلاق نار كثيف من بعض مهربي السلاح الذين توجسوا خطأ بان هذه الأطقم أرسلت لملاحقتهم، وعندما قتل 4 من رجال الأمن على يد المهربين، ألقت السلطة بالاتهام على أتباع الحوثي.. وعلى هذا الأساس بدأ تجيهز الحملة العسكرية الكبرى من قبل قائد المنطقة الشمالية الغربية بعد أن بدأ أمن صعدة في ملاحقة ومواجهة أتباع زعيم الشباب المؤمن. يؤكد العلامة حسين الحوثي أنه في بدء الحملة كان يتواجد على سطح منزله، وأكد (للشورى) بأنه فوجىء بالحملة العسكرية في يومها الأول وهي تطلق القذائف على منزله وهو على سطح المنزل(1). وعندما قال الرئيس للرجل (سوف أسلط عليك من لايرحمك) هل كان يقصد بذلك أنه قد تم نقل العميد محمد صالح طريق من إدارة أمن محافظة عدن، إلى إدارة أمن صعدة للغرض نفسه قبل شهر واحد فقط من الأحداث، أم أن الرئيس يقصد بذلك الرهان على قائد المنطقة الشمالية الغربية (علي محسن الأحمر)..؟. وبفشل عملية الاختطاف يوم 18 يونيو، تحرك الحوثي من سطح منزله للتحصن مع بعض أتباعه في مجاهل جبال مران، وفشلت أيضاً خطة السلطة في تطويق وحصر رقعة الأحداث والاشتعال، واتسعت رقعة العنف والمواجهات بعد ذلك بين الشباب وأجهزة أمن السلطة المحلية، قبل أن تصل الحملة العسكرية الضاربة التي جهز لها قائد المنطقة الشمالية الغربية، الأخ علي محسن الأحمر بتاريخ 20 يونيو 2004م، بعد مضي يومين على فشل عملية اختطاف الشيخ حسين بدر الدين. الإعلام الرسمي قدم صورة معكوسة لبداية الأحداث، وأظهر أن الأطقم العسكرية هي المعتدى عليها، وليس من بدأ العدوان في محاولة اختطاف فاشلة. ظلت صورة الوضع قبل الانفجار في حالة احتقان لفترة طويلة بين سجون تكتظ بمئات المظلومين وبين سلطة مكابرة في تصحيح أخطاء الأجهزة وإطلاق الشباب من معتقلاتهم. وزاد تعقيد الأمر شعور المعتقلين أن السلطة تمارس الإذلال والتركيع ضدهم مرتين، الأولى في إيداعهم السجون دون دليل شرعي أو سند قانوني، والثانية أن السلطة أرادت انتزاع إقرار منهم تحت الإكراه بعدم لجوئهم إلى ترديد الهتاف (الموت لأمريكا.. الموت لاسرائيل.. العزة للإسلام) وعندما عجزت السلطة عن ابتزاز المعتقلين استدعت ذويهم لكفالتهم الأدبية مقابل خروجهم من المعتقلات، فرفضوا وطلبوا معرفة أسباب اعتقالهم كل هذه المدة خارج القانون. وساطات سرية في أوآئل مايو 2004م قابل العلامة محمد بن محمد المنصور حفظه الله الرئيس علي عبدالله صالح، وناقشوا ضرورة اقناع العلامة حسين الحوثي بلقاء الرئيس، وشرح موقفه من استمرار إعتقال أنصاره والخروج إلى حل يحفظ ماء الوجه.. ونقل يحيى بدر الدين لأخيه رسالة الرئيس.. إلا أن العلامة الحوثي ينفي أن الرئيس دعاه للحوار.. ومناقشة مسألة الاعتقال، وأكد لوسائل الإعلام (أن الرئيس قبل شهرين أرسل أخاه يحيى عضو مجلس النواب ليبلغه (أنه اذا لم تتوقفوا عن ترديد الشعارات سوف يسلط علينا من لايرحمنا) أو (وإلا فسيسلط علينا من لايرحمنا (2) وإذا صحت أقوال الحوثي فإن الأمور بين الطرفين دخلت في منتصف مايو الماضي مرحلة حرجة، خصوصاً أن الرئيس بدأ يفسر تلكؤ الرجل في الوصول إليه بدار الرئاسة وكأنه عدم اعتراف بولايته أو هي بداية خروج. وما دام الرئيس قد أعطى الحوثي (وجه الأمان) بواسطة العلامة المنصور فإن العلامة حسين الحوثي يدرك أن السلطة تضمر له في نفسها مكيدة.. قال الرئيس بتاريخ 3 يوليو 2004م غداة لقائه بالعلماء بعد استمرار المواجهات العسكرية ونفاد صبره، «مضى الأسبوع الأول وجاء الثاني والثالث وهو لم يأت، وقلنا خيراً ولكن بدأت تحركاته غير معتادة» (3). أما العلامة حسين بدرالدين، فقد قال بعد ذلك (أقسم انهم لم يقوموا بوساطة.. كانوا فقط يبعثون رسلآً لطلب مقابلة بيني وبين الرئيس صالح وطلبت إرسال مفاوض للتفاوض لكنهم رفضوا) (4). اعتبر الرئيس تأخر وصول الحوثي إلى دار الرئاسة من باب كسر عظم السلطة، دون النظر بتجرد إلى شرعية مطالب الشباب المؤمن وأهاليهم بالإفراج عن المعقتلين وإعادة المفصولين إلى وظائفهم. وهي حقوق مكفولة دينا وشرعا لأناس أبرياء، لكن انكار السلطة لهذه الحقوق الانسانية وسع الفجوة بين الطرفين، حتى أن صحيفة الشموع بدأت توجه الاتهام لمحافظ صعدة في إشعال الأحداث، دون أن تشير إلى تورط الأطراف الأخرى.. وبالفعل شكا العلماء للرئيس في لقائه الأول معهم من مبالغة المحافظ في قمع الشباب، حيث أشار العلامة أحمد الشامي إلى (سوء التصرف من قبل الأخ محافظ صعدة خلال العام والنصف الماضي) (5). عاد الرئيس من جورجيا بعد مشاركته في قمة الثماني، وبدا حزنه واضحا بعد المشاركة في تشييع الرئيس رونالد ريجان، لكنه بدا أكثر تصلباً من ذي قبل، ونقل أحد القريبين منه أنه بعد عودته من أمريكا رفض استقبال مكالمة من العلامة حسين الحوثي وقال (خلوه يسلم نفسه). قبل ذلك قال الرئيس نفسه انه انتظر قدوم الحوثي الأسبوع الأول والثاني والثالث. لا نعلم لماذا نفد صبر الرئيس المعروف بسعة الصدر وتجاوز الصغائر والتواضع.. لكن صحيفة 26 سبتمبر نشرت قبل أسابيع من الأزمة في 3 يونيو 2004م خبر رد بعض العلماء على الحوثي في مسائل فقهية وردت في بعض ملازمه، ورأى انها أمور تعيق العلماء عن القيام بواجبهم تجاه الدين، وماسببه ركونهم إلى تدريس أصول الفقه وإهمال الكتاب والسنة إلى تراجع دورهم في حياة الأمة. تبع ذلك نزول وزير الأوقاف حمود عباد، إلى صعدة ضمن حملة تطبيع دينية (رسمية) تدعو الشباب إلى طاعة ولي الامر، ضمن محاضرات خاصة كثيرة. وكان رد بعضهم على أصحاب المحاضرات وعلماء السلطة، (نطيع الحاكم ما أطاع الله) وكأنهم بذلك يستذكرون قول الإمام أبي بكر الصديق (عليه السلام) يوم توليه الخلافة: (أطيعوني ما أطعت الله فيكم (6). هل يجيز الشرع الإسلامي اختطاف المخالفين للحاكم وتجهيز حملات عسكرية لفرض الطاعة بالقهر، مع ظلم الحاكم وسجن الأبرياء وتصفية دعاة العدل والحق من الجهاز الوظيفي للدولة.. وهل مارست السلطة اجراءاتها ضد المعتقلين والمفصولين وفق الدستور والقانون أو حتى الأعراف والأخلاق.. وهل الاحتجاج السلمي على الظلم يتوافق مع تهمة (قلب نظام الحكم؟). انتخاب الرئيس في انتخابات 1999م الرئاسية اختار أهل صعدة الرئيس علي عبدالله صالح على ضوء الدستور باعتباره الحكم وأساس البيعة والمرجع في الخلاف بين الناخب والرئيس، لكن السلطة أخلت بأهم شروط عقد احترام المواطنة في الدستور، من خلال الاعتقالات الظالمة خارج القانون، دون أن نعني بذلك التحريض ضدها وإجازة العنف في التعبير عن المعارضة لها. أما صبر الرئيس فقد نفد هذه المرة من وصول زعيم الشباب المؤمن إلى دار الرئاسة غير أن الوساطة كما أوضحها الأخير حملت طيها تهديدات واستقواء بالسلطة لإذلال الآخرين أكثر من بوادر حسن النية. حرص العلامة حسين الحوثي في ظل الترقب والحذر على حساب تحركاته وعدم كشف ظهره خلال الشهرين السابقين للأحداث بحجة (أن امريكا سوف تضربه في الطريق). وهذا الكلام ورد على لسان الرئيس علي عبدالله صالح غداة لقائه الأول بالعلماء يوم 3/ يوليو /2004م. لم يكن اختطاف الحوثي مستبعداً بعد أن أعلن بعض أتباعه عدم رضاهم بأسلوب الحكم (وليس الحاكم) فيما رأى الرئيس وأجهزته ذلك انتقاصا من شرعيته تستوجب العقاب والثأر من أصحابها. مكرمة الاختطاف ومنذ عام 2000م انتهجت السلطة أسلوب الاختطاف لكل من يوجه النقد إلى أداء وظيفة رئيس الجمهورية، ابتداء بالضحية (علي جار الله) الذي تقدم إلى النائب العام بدعوى لمحاكمة الرئيس ثم جرى اختطافه اليوم التالي في ظروف غامضة لمدة ستة أشهر من أواخر عام 2001م إلى اوآئل، 2002م قبل أن يقدم على قتل جار الله عمر في 2002/12/28م تحت تأثير ظروف السجن والاعتقال. وفي حالات اعتيادية لا تمثل أي تهديد حقيقي للحاكم مثل قضايا النشر في الصحافة، رأينا كيف قامت إحدى الفرق الخاصة باختطاف الكاتب المعروف عبدالرحيم محسن من شارع عام في صنعاء وإخفائه في زنزانة تحت الأرض لأكثر من شهرين، منتصف عام 2002م، دون علم أهله بسبب كتاباته عن تركيبة الحكم القائم. وكذلك ساقت الأجهزة السرية الكاتب المعروف إبراهيم حسين محمد في يوليو 2002م من مقيل التجمع يوم جمعه إلى جهة غير معروفة، بوجود الدكتور محمد علي السقاف.. وظهر الرجل بعد أسبوعين. وتكررت بركات الاختطاف الرئاسي للصحفي المعروف سعيد ثابت سعيد في مارس هذا العام، من ذات الأجهزة قرابة عشرة أيام وبالوسيلة ذاتها. أما الحادثة الطازجة المثيرة فهي قيام الأجهزة باختطاف المعارض الاشتراكي في الخارج أحمد سالم عبيد من مقر لجوئه في القاهرة، وإخفائه في صنعاء قرابة ثلاثة أشهر في مكان مجهول، دون علم أهله، والسبب أن عبيد وجه شتائم غير لائقة للرئيس مباشرة أثناء لقائه بأبناء الجالية اليمنية في مصر أوائل هذا العام. ولنا أن نتصور مع مشاهد الاختطاف المذكورة كيف سيكون رد فعل السلطة من المخالفين، عندما يتعلق الأمر بتفسير أجهزة الحكم لمطالب الشباب المؤمن وزعيمهم على أنها تهدف إلى الانتقاص من شرعية الحاكم، وهو ما ترجح في الموقف من تعامل السلطة الغاشم والعنيف في أحداث صعدة التي لم تميز حتى بين المدنيين الأبرياء، على الرغم من أن معارضة الشباب ورفض الظلم جاء في إطار المعارضة السلمية المكفولة، بدليل دعم الرئيس لهم، من البداية، أما النهاية فهي حملة إبادة ومقابر جماعية وهدم قرى كاملة في ساعة شيطانية أصابت قمة الحكم ورجاله. تشويه القانون تحول القانون عند السطة إلى وسيلة كيدية لإذلال ومعاقبة المخالفين والمتضررين من ظلم وفوضى النظام. والاستدعاء المتأخر عبر النيابة للعلامة حسين الحوثي هو في نفس الاتجاه من باب الكيد واستغلال السلطة والنفوذ لإذلال الصادقين، والتغطية على انتهاك السلطة المسبق لحقوق الإنسان والمواطنة المتساوية. دروس صعدة كثيرة، ومنها تسويق السلطة للشائعة القائلة أن الحوثي ادعى لنفسه بالإمامة، على أساس الانتساب لآل البيت (عليهم السلام) وقصر السلطة على البطنين من نسل (الحسن والحسين) وذلك امر يدحضه جملة وتفصيلاً بيان علماءالزيدية عام 1990م، الذين اعتبروا ان التاريخ له خصائصه في المراحل السابقة وان الوصول إلى السلطة والرئآسة بحسب العلماء لايكون الا عبر الانتخاب وصناديق الاقتراع. واذا صحت مزاعم السلطة في موضوع الحق بالحكم العائلي الوراثي، اليست تركيبة الحكم العائلي الحالية القائمة على العنصرية والمناطقية والتمييز في المواطنة، هي التي توفر المبررات للآخرين بادعاء الحق بالحكم، ولو من باب مساواتهم في المواطنة مع الحاكم وأسرته، فالحكم في اليمن اصبح لايتسع لاكثر من بطن واحد، وهومالم يفهمه من يدعون ان الحكم في البطنين، الذي يعتبر اكثر تقدمية وانسانية من ابتلاع السلطة في البطن الواحد الذي يحكم اليمن اليوم. المصادر والهوامش (1) صحيفة (الشورى) 7 يوليو 2004م العدد (490) ص1 (2) صحيفة الايام 20 يوليو 2004م العدد (4231) ص1 (3) صحيفة (14 اكتوبر الرسمية) 4 يوليو 2004م العدد (12742) ص3 (4) صحيفة الايام 21 يوليو 2004م العدد (4232) ص1 نقلاً عن مقابلة لوكالة فرانس بريس مع حسين الحوثي. (5) صحيفة «البلاغ» 6 يوليو 2004م العدد (575) ص7(من كلام غير منشور للعلماء مع الرئيس في 2004/7/3م (6) راجع صحيفة الشورى 2004/6/16. العدد (487) مقال (محمد عايش) ص8 (الدين لازال موظفاً لدى القصر).
عبد الفتاح الحكيمي
الشورى : العدد 494 الأربعاء 04 أغسطس 2004 م
لابد أن تشكل أحداث صعدة الاخيرة لليمنيين، داخل منظومة السلطة وخارجها، واحدة من الدروس التاريخيةالتي ينبغي لها أن ترسم معالم في الطريق، باتجاه اعادة النظر بتطبيق مفهوم المواطنة المتساوية بين الحاكم والمحكوم والتداول السلمي للسلطة، على إفتراض بديهية معروفة، هي ان الخطاب الإعلامي للسلطة الحاكمة قد رسخ في الاذهان، منذ 18 يونيو الماضي، أن أحد اسباب الصدام هو سعي الطرف الاخر، العلامة حسين بدر الدين الحوثي للوصول إلى الحكم، او مااسمته السلطة رسمياً (ادعاء الامامة، وتنصيب نفسه أميراً للمؤمنين). والمعروف ان السبب الحقيقي للصدام بين الحوثي وأتباعه وبين السلطة هو لجوء أجهزة الحكم قبل عام ونصف على الأحداث إلى اعتقال 800 شخص من انصار العلامة المجدد، وماتبع ذلك من احتقان، ثم انفجار مفاجىء للموقف من صعدة.. الواضح من مجريات الحدث وحدته أنه فعل احتجاج إنساني على ظلم فادح وقع بدءاً على مئات الأبرياء وطرد مئات آخرين من وظائفهم واعمالهم في محافظة صعدة. ثم خرجت الأمور عن السيطرة باستمرار تضييق السلطة واجهزتها على جماعة (الشباب المؤمن) التي يتزعمها الحوثي نفسه. وإذا صح أن اتباع الرجل بدأوا يرددون قبل ثلاثة أسابيع من اندلاع الأحداث القول (لا طاعة لولي الامر ما عصي الله) للتعبير عن سخطهم من التعذيب النفسي والمعنوي في سجون الامن السياسي، فإن هذا التعبير لايرقى إلى مستوى مبدأ الخروج على الحاكم الظالم المعروف ضمن نهج المذهب الزيدي الاصيل.
خطة سرية
أعدت السلطة قبيل اندلاع الأحداث على نطاق واسع خطة عسكرية سرية بهدف اختطاف الزعيم الديني حسين بدر الدين. وفي ظهيرة 18 يونيو 2004م دخلت الخطة حيز التنفيذ، عن طريق ثلاثة أطقم عسكرية بعد أن بلغ إلى علم السلطات، أن العلامة الحوثي يتواجد بمنطقة ضحيان في أحد البيوت، وهو ماثبت بطلانه فيما بعد، حيث تأكد بعد انفجار الموقف أن الرجل لا يزال في منطقة (مران)، لكن الأطقم العسكرية تعرضت فجأة لاطلاق نار كثيف من بعض مهربي السلاح الذين توجسوا خطأ بان هذه الأطقم أرسلت لملاحقتهم، وعندما قتل 4 من رجال الأمن على يد المهربين، ألقت السلطة بالاتهام على أتباع الحوثي.. وعلى هذا الأساس بدأ تجيهز الحملة العسكرية الكبرى من قبل قائد المنطقة الشمالية الغربية بعد أن بدأ أمن صعدة في ملاحقة ومواجهة أتباع زعيم الشباب المؤمن. يؤكد العلامة حسين الحوثي أنه في بدء الحملة كان يتواجد على سطح منزله، وأكد (للشورى) بأنه فوجىء بالحملة العسكرية في يومها الأول وهي تطلق القذائف على منزله وهو على سطح المنزل(1). وعندما قال الرئيس للرجل (سوف أسلط عليك من لايرحمك) هل كان يقصد بذلك أنه قد تم نقل العميد محمد صالح طريق من إدارة أمن محافظة عدن، إلى إدارة أمن صعدة للغرض نفسه قبل شهر واحد فقط من الأحداث، أم أن الرئيس يقصد بذلك الرهان على قائد المنطقة الشمالية الغربية (علي محسن الأحمر)..؟. وبفشل عملية الاختطاف يوم 18 يونيو، تحرك الحوثي من سطح منزله للتحصن مع بعض أتباعه في مجاهل جبال مران، وفشلت أيضاً خطة السلطة في تطويق وحصر رقعة الأحداث والاشتعال، واتسعت رقعة العنف والمواجهات بعد ذلك بين الشباب وأجهزة أمن السلطة المحلية، قبل أن تصل الحملة العسكرية الضاربة التي جهز لها قائد المنطقة الشمالية الغربية، الأخ علي محسن الأحمر بتاريخ 20 يونيو 2004م، بعد مضي يومين على فشل عملية اختطاف الشيخ حسين بدر الدين. الإعلام الرسمي قدم صورة معكوسة لبداية الأحداث، وأظهر أن الأطقم العسكرية هي المعتدى عليها، وليس من بدأ العدوان في محاولة اختطاف فاشلة. ظلت صورة الوضع قبل الانفجار في حالة احتقان لفترة طويلة بين سجون تكتظ بمئات المظلومين وبين سلطة مكابرة في تصحيح أخطاء الأجهزة وإطلاق الشباب من معتقلاتهم. وزاد تعقيد الأمر شعور المعتقلين أن السلطة تمارس الإذلال والتركيع ضدهم مرتين، الأولى في إيداعهم السجون دون دليل شرعي أو سند قانوني، والثانية أن السلطة أرادت انتزاع إقرار منهم تحت الإكراه بعدم لجوئهم إلى ترديد الهتاف (الموت لأمريكا.. الموت لاسرائيل.. العزة للإسلام) وعندما عجزت السلطة عن ابتزاز المعتقلين استدعت ذويهم لكفالتهم الأدبية مقابل خروجهم من المعتقلات، فرفضوا وطلبوا معرفة أسباب اعتقالهم كل هذه المدة خارج القانون. وساطات سرية في أوآئل مايو 2004م قابل العلامة محمد بن محمد المنصور حفظه الله الرئيس علي عبدالله صالح، وناقشوا ضرورة اقناع العلامة حسين الحوثي بلقاء الرئيس، وشرح موقفه من استمرار إعتقال أنصاره والخروج إلى حل يحفظ ماء الوجه.. ونقل يحيى بدر الدين لأخيه رسالة الرئيس.. إلا أن العلامة الحوثي ينفي أن الرئيس دعاه للحوار.. ومناقشة مسألة الاعتقال، وأكد لوسائل الإعلام (أن الرئيس قبل شهرين أرسل أخاه يحيى عضو مجلس النواب ليبلغه (أنه اذا لم تتوقفوا عن ترديد الشعارات سوف يسلط علينا من لايرحمنا) أو (وإلا فسيسلط علينا من لايرحمنا (2) وإذا صحت أقوال الحوثي فإن الأمور بين الطرفين دخلت في منتصف مايو الماضي مرحلة حرجة، خصوصاً أن الرئيس بدأ يفسر تلكؤ الرجل في الوصول إليه بدار الرئاسة وكأنه عدم اعتراف بولايته أو هي بداية خروج. وما دام الرئيس قد أعطى الحوثي (وجه الأمان) بواسطة العلامة المنصور فإن العلامة حسين الحوثي يدرك أن السلطة تضمر له في نفسها مكيدة.. قال الرئيس بتاريخ 3 يوليو 2004م غداة لقائه بالعلماء بعد استمرار المواجهات العسكرية ونفاد صبره، «مضى الأسبوع الأول وجاء الثاني والثالث وهو لم يأت، وقلنا خيراً ولكن بدأت تحركاته غير معتادة» (3). أما العلامة حسين بدرالدين، فقد قال بعد ذلك (أقسم انهم لم يقوموا بوساطة.. كانوا فقط يبعثون رسلآً لطلب مقابلة بيني وبين الرئيس صالح وطلبت إرسال مفاوض للتفاوض لكنهم رفضوا) (4). اعتبر الرئيس تأخر وصول الحوثي إلى دار الرئاسة من باب كسر عظم السلطة، دون النظر بتجرد إلى شرعية مطالب الشباب المؤمن وأهاليهم بالإفراج عن المعقتلين وإعادة المفصولين إلى وظائفهم. وهي حقوق مكفولة دينا وشرعا لأناس أبرياء، لكن انكار السلطة لهذه الحقوق الانسانية وسع الفجوة بين الطرفين، حتى أن صحيفة الشموع بدأت توجه الاتهام لمحافظ صعدة في إشعال الأحداث، دون أن تشير إلى تورط الأطراف الأخرى.. وبالفعل شكا العلماء للرئيس في لقائه الأول معهم من مبالغة المحافظ في قمع الشباب، حيث أشار العلامة أحمد الشامي إلى (سوء التصرف من قبل الأخ محافظ صعدة خلال العام والنصف الماضي) (5). عاد الرئيس من جورجيا بعد مشاركته في قمة الثماني، وبدا حزنه واضحا بعد المشاركة في تشييع الرئيس رونالد ريجان، لكنه بدا أكثر تصلباً من ذي قبل، ونقل أحد القريبين منه أنه بعد عودته من أمريكا رفض استقبال مكالمة من العلامة حسين الحوثي وقال (خلوه يسلم نفسه). قبل ذلك قال الرئيس نفسه انه انتظر قدوم الحوثي الأسبوع الأول والثاني والثالث. لا نعلم لماذا نفد صبر الرئيس المعروف بسعة الصدر وتجاوز الصغائر والتواضع.. لكن صحيفة 26 سبتمبر نشرت قبل أسابيع من الأزمة في 3 يونيو 2004م خبر رد بعض العلماء على الحوثي في مسائل فقهية وردت في بعض ملازمه، ورأى انها أمور تعيق العلماء عن القيام بواجبهم تجاه الدين، وماسببه ركونهم إلى تدريس أصول الفقه وإهمال الكتاب والسنة إلى تراجع دورهم في حياة الأمة. تبع ذلك نزول وزير الأوقاف حمود عباد، إلى صعدة ضمن حملة تطبيع دينية (رسمية) تدعو الشباب إلى طاعة ولي الامر، ضمن محاضرات خاصة كثيرة. وكان رد بعضهم على أصحاب المحاضرات وعلماء السلطة، (نطيع الحاكم ما أطاع الله) وكأنهم بذلك يستذكرون قول الإمام أبي بكر الصديق (عليه السلام) يوم توليه الخلافة: (أطيعوني ما أطعت الله فيكم (6). هل يجيز الشرع الإسلامي اختطاف المخالفين للحاكم وتجهيز حملات عسكرية لفرض الطاعة بالقهر، مع ظلم الحاكم وسجن الأبرياء وتصفية دعاة العدل والحق من الجهاز الوظيفي للدولة.. وهل مارست السلطة اجراءاتها ضد المعتقلين والمفصولين وفق الدستور والقانون أو حتى الأعراف والأخلاق.. وهل الاحتجاج السلمي على الظلم يتوافق مع تهمة (قلب نظام الحكم؟). انتخاب الرئيس في انتخابات 1999م الرئاسية اختار أهل صعدة الرئيس علي عبدالله صالح على ضوء الدستور باعتباره الحكم وأساس البيعة والمرجع في الخلاف بين الناخب والرئيس، لكن السلطة أخلت بأهم شروط عقد احترام المواطنة في الدستور، من خلال الاعتقالات الظالمة خارج القانون، دون أن نعني بذلك التحريض ضدها وإجازة العنف في التعبير عن المعارضة لها. أما صبر الرئيس فقد نفد هذه المرة من وصول زعيم الشباب المؤمن إلى دار الرئاسة غير أن الوساطة كما أوضحها الأخير حملت طيها تهديدات واستقواء بالسلطة لإذلال الآخرين أكثر من بوادر حسن النية. حرص العلامة حسين الحوثي في ظل الترقب والحذر على حساب تحركاته وعدم كشف ظهره خلال الشهرين السابقين للأحداث بحجة (أن امريكا سوف تضربه في الطريق). وهذا الكلام ورد على لسان الرئيس علي عبدالله صالح غداة لقائه الأول بالعلماء يوم 3/ يوليو /2004م. لم يكن اختطاف الحوثي مستبعداً بعد أن أعلن بعض أتباعه عدم رضاهم بأسلوب الحكم (وليس الحاكم) فيما رأى الرئيس وأجهزته ذلك انتقاصا من شرعيته تستوجب العقاب والثأر من أصحابها. مكرمة الاختطاف ومنذ عام 2000م انتهجت السلطة أسلوب الاختطاف لكل من يوجه النقد إلى أداء وظيفة رئيس الجمهورية، ابتداء بالضحية (علي جار الله) الذي تقدم إلى النائب العام بدعوى لمحاكمة الرئيس ثم جرى اختطافه اليوم التالي في ظروف غامضة لمدة ستة أشهر من أواخر عام 2001م إلى اوآئل، 2002م قبل أن يقدم على قتل جار الله عمر في 2002/12/28م تحت تأثير ظروف السجن والاعتقال. وفي حالات اعتيادية لا تمثل أي تهديد حقيقي للحاكم مثل قضايا النشر في الصحافة، رأينا كيف قامت إحدى الفرق الخاصة باختطاف الكاتب المعروف عبدالرحيم محسن من شارع عام في صنعاء وإخفائه في زنزانة تحت الأرض لأكثر من شهرين، منتصف عام 2002م، دون علم أهله بسبب كتاباته عن تركيبة الحكم القائم. وكذلك ساقت الأجهزة السرية الكاتب المعروف إبراهيم حسين محمد في يوليو 2002م من مقيل التجمع يوم جمعه إلى جهة غير معروفة، بوجود الدكتور محمد علي السقاف.. وظهر الرجل بعد أسبوعين. وتكررت بركات الاختطاف الرئاسي للصحفي المعروف سعيد ثابت سعيد في مارس هذا العام، من ذات الأجهزة قرابة عشرة أيام وبالوسيلة ذاتها. أما الحادثة الطازجة المثيرة فهي قيام الأجهزة باختطاف المعارض الاشتراكي في الخارج أحمد سالم عبيد من مقر لجوئه في القاهرة، وإخفائه في صنعاء قرابة ثلاثة أشهر في مكان مجهول، دون علم أهله، والسبب أن عبيد وجه شتائم غير لائقة للرئيس مباشرة أثناء لقائه بأبناء الجالية اليمنية في مصر أوائل هذا العام. ولنا أن نتصور مع مشاهد الاختطاف المذكورة كيف سيكون رد فعل السلطة من المخالفين، عندما يتعلق الأمر بتفسير أجهزة الحكم لمطالب الشباب المؤمن وزعيمهم على أنها تهدف إلى الانتقاص من شرعية الحاكم، وهو ما ترجح في الموقف من تعامل السلطة الغاشم والعنيف في أحداث صعدة التي لم تميز حتى بين المدنيين الأبرياء، على الرغم من أن معارضة الشباب ورفض الظلم جاء في إطار المعارضة السلمية المكفولة، بدليل دعم الرئيس لهم، من البداية، أما النهاية فهي حملة إبادة ومقابر جماعية وهدم قرى كاملة في ساعة شيطانية أصابت قمة الحكم ورجاله. تشويه القانون تحول القانون عند السطة إلى وسيلة كيدية لإذلال ومعاقبة المخالفين والمتضررين من ظلم وفوضى النظام. والاستدعاء المتأخر عبر النيابة للعلامة حسين الحوثي هو في نفس الاتجاه من باب الكيد واستغلال السلطة والنفوذ لإذلال الصادقين، والتغطية على انتهاك السلطة المسبق لحقوق الإنسان والمواطنة المتساوية. دروس صعدة كثيرة، ومنها تسويق السلطة للشائعة القائلة أن الحوثي ادعى لنفسه بالإمامة، على أساس الانتساب لآل البيت (عليهم السلام) وقصر السلطة على البطنين من نسل (الحسن والحسين) وذلك امر يدحضه جملة وتفصيلاً بيان علماءالزيدية عام 1990م، الذين اعتبروا ان التاريخ له خصائصه في المراحل السابقة وان الوصول إلى السلطة والرئآسة بحسب العلماء لايكون الا عبر الانتخاب وصناديق الاقتراع. واذا صحت مزاعم السلطة في موضوع الحق بالحكم العائلي الوراثي، اليست تركيبة الحكم العائلي الحالية القائمة على العنصرية والمناطقية والتمييز في المواطنة، هي التي توفر المبررات للآخرين بادعاء الحق بالحكم، ولو من باب مساواتهم في المواطنة مع الحاكم وأسرته، فالحكم في اليمن اصبح لايتسع لاكثر من بطن واحد، وهومالم يفهمه من يدعون ان الحكم في البطنين، الذي يعتبر اكثر تقدمية وانسانية من ابتلاع السلطة في البطن الواحد الذي يحكم اليمن اليوم. المصادر والهوامش (1) صحيفة (الشورى) 7 يوليو 2004م العدد (490) ص1 (2) صحيفة الايام 20 يوليو 2004م العدد (4231) ص1 (3) صحيفة (14 اكتوبر الرسمية) 4 يوليو 2004م العدد (12742) ص3 (4) صحيفة الايام 21 يوليو 2004م العدد (4232) ص1 نقلاً عن مقابلة لوكالة فرانس بريس مع حسين الحوثي. (5) صحيفة «البلاغ» 6 يوليو 2004م العدد (575) ص7(من كلام غير منشور للعلماء مع الرئيس في 2004/7/3م (6) راجع صحيفة الشورى 2004/6/16. العدد (487) مقال (محمد عايش) ص8 (الدين لازال موظفاً لدى القصر).
عندما نصل إلى مرحلة الفناء على المنهج القويم ، أعتقد أنا قد وصلنا إلى خير عظيم .


-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 1041
- اشترك في: السبت مارس 19, 2005 9:03 pm
اليمن.. موسم الجنون والغضب
عبد الفتاح الحكيمي
الشورى : العدد 495 الأربعاء 11 أغسطس 2004 م
بينما كان العلامة محمد المنصور يتأهب مع وفد الوساطة للإنتقال من منطقة حيدان إلى جبال مران على متن طائرة هيليو كوبتر (عمودية) ظهيرة يوم الاربعاء 2004/8/4م فجأة تغير الموقف كما يقول أرباب السياسة، فقد تلقى العلامة وزملاؤه العشرة إشارة بالتوقف عن المساعي الحميدة، ومنعت طائرة الوفد من التحرك. في الوقت نفسه كانت ثلاث طائرات حربية نوع ( Aكا) روسية شبيهة بالأباتشي تقصف موقع لجنة الوساطة المصغرة في مكان اللجنة المصغرة الموجودة في ضيافة الزعيم الديني حسين بدر الدين الحوثي في جبال مران.
قصف الوساطة بدأت لجنة الوساطة الموسعة (33) عضواً مساعيها يوم 2004/7/26م بعد أن أصدر الرئيس علي عبدالله صالح بعد يوم واحد توجيهاته الخاصة بإضافة أسماء جديدة إلى قوام اللجنة السابقة، لتتمثل مختلف ألوان الطيف السياسي والاجتماعي في اليمن، وهذا التشكيل يقارب في مجموعه عدد أعضاء الحكومة. وصلت القوات اليمنية إلى مرحلة الانسداد وفقدان الأمل في إحراز أي تقدم عسكري على الارض بعد 50 يوماً من القتال بمواجهة أتباع العلامة حسين الحوثي المتحصنين في مناطق آل شافعة، ساقين، مران، الرازمي وغيرها. والواضح أن لجنة الوساطة التي شكلها ووسعها الرئيس جاءت مجرد غطاء تكتيكي من السلطة لكسب الوقت وتعزيز الامتدادات والحشود العسكرية داخل مناطق محافظة صعدة كلها والتظاهر أمام الرأي العام داخلياً وخارجياً بحسن النوايا. لم يدم وقف إطلاق النار بين الطرفين أكثر من 24 ساعة بين يومي الاربعاء والخميس 2004/7/29-28م فيما تواصل زحف القوات العسكرية نحو مواقع الحوثي وأتباعه بأسلحة جديدة ومتطورة هذه المرة، من بينها 12 طائرة (Aكا) الروسية التي تعاقدت اليمن على شرائها من روسيا قبل ثلاثة أشهر ضمن صفقة طائرات أخرى (سوخوي) بـ250 مليون دولار، وأكثر من 30 ألف جندي جرى تحشيدهم خلال فترة التفاوض، يمثلون مختلف وحدات المشاة والدبابات والصواريخ والطيران. لا تملك لجنة الوساطة أي صلاحيات، بما في ذلك حق طلب وقف إطلاق النار بين الطرفين أو مراقبته على الأقل، لجنة أشبه بجوقة في فرقة موسيقية عهد إليها توصيل رسالة واحدة مقتضبة من الرئيس هي (المطلوب منك تسليم نفسك يا حسين بدرالدين).. مطالب الحوثي نجح الرئيس بدرجة كبيرة في تحويل اللجنة إلى ناطق شخصي باسمه في الموضوع من جهة، وشاهدة على نفسها من جهة ثانية.. واللجنة أيضاً ممنوعة من الكلام أو التصريح منذ وصولها إلى صعدة بعشرة أيام بحجة تأثير أي لغو على المساعي الحميدة. وبعد أن فقدت اللجنة حتى نعمة الكلام لم يسمح لها بالحركة أيضاً لمعرفة الطرف الذي خرق وقف إطلاق النار، بل تعمدت السلطة إخفاء حجم الدمار والخراب الذي لحق بالمنطقة وأهلها فوضعت ذلك في حسابها أثناء تنظيم تنقل اعضاء اللجنة بعيدا عن مواقع الكارثة . وضع العلامة المجدد حسين بدر الدين الحوثي أمام وفد الوساطة و التفاوض مجموعة مطالب لا شروط كما يروج البعض .. وهي :
عودة الجيش إلى ثكناته وتعويض الأهالي عن الأرواح والأضرار والممتلكات .
الإفراج عن المعتقلين في سجون السلطة منذ عام ونصف وزملائهم الجدد الذين بلغوا بعد المواجهات حوالي 3000 شخص في سجون صعدة ، حجة ، عمران ، صنعاء .
السماح للعلامة بتدريس القران الكريم .
حق ترديد هتافات ( الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل .. العزة للإسلام ).
أما لجنة الوساطة التي رأسها الاستاذ عبد الوهاب الآنسي الأمين العام المساعد لتجمع الاصلاح فقد رغبت في حقن دماء الأبرياء من الأطفال والنساء و الجنود والمقاتلين الآخرين من الطرفين ولو في مدة الوساطة فقط ، واعتبرت السلطة طلب اللجنة تعيين ممثلين لها لمراقبة وقف اطلاق النار من باب التجاوز، فاللجنة أشبه ما تكون بساعي بريد لا يحق له قراءة ما بداخل المظروف أو فتحه على الأقل. مرة أخرى نجح الرئيس إعلامياً أكثر من عشرة أيام في إسكات أصوات أحزاب المعارضة والمستقلين وخلخلة مواقفهم القوية التي أدانت قبل شهر ونصف عدوان السلطة علناً وفي وقت مبكر قبل أن تضطر بعض الأحزاب إلى تخفيف لهجتها فيما بعد مثلما فعل ذلك حزب الاصلاح الذي رضخ لضغوط السلطة وبعض النافذين بداخله الذين وقعوا تحت تأثير إعلام المؤتمر الحاكم وتصويره للخلاف مع الحوثي على أنه عقائدي لا سياسي شرعي! لعل تواجد هؤلاء الـ33 في ملتقيات ومقايل صنعاء كان أكثر جدوى من تسفيرهم إلى صعدة تحت مسمى (لجنة وساطة)، فالسلطة الحاكمة حزمت أمرها دون اعتبار لا لعلماء ولا لسياسيين أو وجاهات اجتماعية ولا لصوت الحق والعدل والضمير، وسوف نقرأ أو نسمع بعد أيام من إعلام السلطة نفسها أن لجنة الوساطة هي حجر عثرة تقف وراء تأزيم الأوضاع وتأجيج الاقتتال. تبدو مطالب العلامة حسين الحوثي منطقية وتخلو من شروط التعجيز أو التعالي على السلطة أو عدم الاعتراف بها. بل إن هذه المطالب الإنسانية تدحض ادعاء السلطة بأن الرجل ظل ينتقص من شرعية الرئيس أو يحرض ضد حكمه. لكن السلطة اختارت لنفسها الوقوف في مربع الشيطان والكبر الذي نهى عنه الله تعالى ورسوله، ومن الكبر مثلما يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم (كراهة الحق.. وغمط الناس حقهم).. والكبر من صفات الشيطان كما هو في القرآن الكريم (وإذا قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا ابليس أبى واستكبر وكان من الكافرين (البقرة 34). ولم يمتنع العلامة حسين الحوثي عن تسليم نفسه للقضاء العادل أو للجنة الوساطة للنظر بالمسألة من بدايتها وتحديد مَن الطرف الذي بدأ اطلاق النار، لكن السلطة اعتقدت أن الافضل لها تجريد لجنة المساعي من أي صلاحيات أدبية أو سياسية لتضع الحوثي من جديد بعد الوساطة الخامسة أمام أمر واقع (خلوه يسلم نفسه) وأن اللجنة أشبه برسالة ملغومة استفاد الرئيس من مظاهرها الخارجية الشكلية لايهام الرأي العام، مع التنكر مقدماً لكل نية حسنة من أصحابها من شأنها وقف الدمار والقتل والتشريد سلمياً. وهم التنافس قال الرئيس بمناسبة مرور 26 عاماً على توليه السلطة يوم 17 يوليو الماضي (هو مش منافس لي) يقصد (الحوثي) وذلك في معرض حديثه للمهنئين عن مبدأ تداول السلطة سلمياً الذي لم يحدث حتى الآن.. ونحن نقول لا ينبغي اعتبار مطالب العلامة حسين بدرالدين أمام لجنة التفاوض على أنها تأتي من طرف منافس أو ند للرئيس علي عبدالله صالح نفسه، والاختلاف في وجهات النظر مع الرئيس بشأن تركيبة الحكم القائمة وسياسة الفساد لا تعني التقليل من شعبية الرجل ولا يزال صاحب هذه السطور يراهن على دور الرئيس نفسه في إصلاح اختلالات مؤسسة الحكم وتركيبتها العائلية الصارخة، وبيده مفاتيح التغيير لو أراد ذلك، ومعه سوف يقف الخيرون في اليمن. في صعدة فضَّل الرئيس الحل العسكري على خيار حقن الدماء (السلمي) في قضية فكرية سياسية من بدايتها، وكان بمقدوره قطع الطريق على المتربصين وقبول المطالب لا باعتبار الحوثي طرفاً في معادلة المعركة بل لإبراء ذمة الرئيس أمام الله والناس الذين اختاروه في صعدة وغيرها قائداً لهم ومستأمناً على حرمة دمائهم وأموالهم. في المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس هيئة أركان الجيش (محمد علي القاسمي). يوم الجمعة الماضي أعلن عن نهاية العمليات العسكرية الرئيسية، وفي ذلك رسالة سياسية تقطع الطريق على أي تدخل خارجي بشئون اليمن أكثر من أن الأمور قد هدأت بالفعل على الجبهات أو الاحتمالات الكارثية لرد الفعل على الدمار الفظيع الذي لحق بالأنفس والممتلكات، والأمل معقود بعد الله على الرئيس في حقن ما تبقى من دماء الجنود والمواطنين، ووضع نهاية انسانية للإبادة الجماعية التي تجاوزت 1800 قتيل وشهيد و 5500 جريح وتدمير أكثر من 10آلاف منزل وتشريد 15 ألف أسرة وترويع الآمنين، عدا ما جرته الحرب من قلاقل على البلاد بوجه عام وتدهور مداخيل السياحة واهتزاز ثقة العالم بالموانئ والمطارات والاستثمار في اليمن.
ملاحظة هامة: ترجح مصادر عليمة أن العلامة حسين بدر الدين الحوثي قد انسحب طوعاً من المواقع والتحصينات في حيدان حفاظاً على الأنفس والممتلكات، فيما قام الجيش بنشر قواته على مواقع الحوثي السابقة.. لاظهار أنه قد حقق نصراً ما على طريقته، ورفع علم الجمهورية اليمنية على بعض المواقع وكأنها كانت محتلة من قوى أجنبية!!
عبد الفتاح الحكيمي
الشورى : العدد 495 الأربعاء 11 أغسطس 2004 م
بينما كان العلامة محمد المنصور يتأهب مع وفد الوساطة للإنتقال من منطقة حيدان إلى جبال مران على متن طائرة هيليو كوبتر (عمودية) ظهيرة يوم الاربعاء 2004/8/4م فجأة تغير الموقف كما يقول أرباب السياسة، فقد تلقى العلامة وزملاؤه العشرة إشارة بالتوقف عن المساعي الحميدة، ومنعت طائرة الوفد من التحرك. في الوقت نفسه كانت ثلاث طائرات حربية نوع ( Aكا) روسية شبيهة بالأباتشي تقصف موقع لجنة الوساطة المصغرة في مكان اللجنة المصغرة الموجودة في ضيافة الزعيم الديني حسين بدر الدين الحوثي في جبال مران.
قصف الوساطة بدأت لجنة الوساطة الموسعة (33) عضواً مساعيها يوم 2004/7/26م بعد أن أصدر الرئيس علي عبدالله صالح بعد يوم واحد توجيهاته الخاصة بإضافة أسماء جديدة إلى قوام اللجنة السابقة، لتتمثل مختلف ألوان الطيف السياسي والاجتماعي في اليمن، وهذا التشكيل يقارب في مجموعه عدد أعضاء الحكومة. وصلت القوات اليمنية إلى مرحلة الانسداد وفقدان الأمل في إحراز أي تقدم عسكري على الارض بعد 50 يوماً من القتال بمواجهة أتباع العلامة حسين الحوثي المتحصنين في مناطق آل شافعة، ساقين، مران، الرازمي وغيرها. والواضح أن لجنة الوساطة التي شكلها ووسعها الرئيس جاءت مجرد غطاء تكتيكي من السلطة لكسب الوقت وتعزيز الامتدادات والحشود العسكرية داخل مناطق محافظة صعدة كلها والتظاهر أمام الرأي العام داخلياً وخارجياً بحسن النوايا. لم يدم وقف إطلاق النار بين الطرفين أكثر من 24 ساعة بين يومي الاربعاء والخميس 2004/7/29-28م فيما تواصل زحف القوات العسكرية نحو مواقع الحوثي وأتباعه بأسلحة جديدة ومتطورة هذه المرة، من بينها 12 طائرة (Aكا) الروسية التي تعاقدت اليمن على شرائها من روسيا قبل ثلاثة أشهر ضمن صفقة طائرات أخرى (سوخوي) بـ250 مليون دولار، وأكثر من 30 ألف جندي جرى تحشيدهم خلال فترة التفاوض، يمثلون مختلف وحدات المشاة والدبابات والصواريخ والطيران. لا تملك لجنة الوساطة أي صلاحيات، بما في ذلك حق طلب وقف إطلاق النار بين الطرفين أو مراقبته على الأقل، لجنة أشبه بجوقة في فرقة موسيقية عهد إليها توصيل رسالة واحدة مقتضبة من الرئيس هي (المطلوب منك تسليم نفسك يا حسين بدرالدين).. مطالب الحوثي نجح الرئيس بدرجة كبيرة في تحويل اللجنة إلى ناطق شخصي باسمه في الموضوع من جهة، وشاهدة على نفسها من جهة ثانية.. واللجنة أيضاً ممنوعة من الكلام أو التصريح منذ وصولها إلى صعدة بعشرة أيام بحجة تأثير أي لغو على المساعي الحميدة. وبعد أن فقدت اللجنة حتى نعمة الكلام لم يسمح لها بالحركة أيضاً لمعرفة الطرف الذي خرق وقف إطلاق النار، بل تعمدت السلطة إخفاء حجم الدمار والخراب الذي لحق بالمنطقة وأهلها فوضعت ذلك في حسابها أثناء تنظيم تنقل اعضاء اللجنة بعيدا عن مواقع الكارثة . وضع العلامة المجدد حسين بدر الدين الحوثي أمام وفد الوساطة و التفاوض مجموعة مطالب لا شروط كما يروج البعض .. وهي :
عودة الجيش إلى ثكناته وتعويض الأهالي عن الأرواح والأضرار والممتلكات .
الإفراج عن المعتقلين في سجون السلطة منذ عام ونصف وزملائهم الجدد الذين بلغوا بعد المواجهات حوالي 3000 شخص في سجون صعدة ، حجة ، عمران ، صنعاء .
السماح للعلامة بتدريس القران الكريم .
حق ترديد هتافات ( الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل .. العزة للإسلام ).
أما لجنة الوساطة التي رأسها الاستاذ عبد الوهاب الآنسي الأمين العام المساعد لتجمع الاصلاح فقد رغبت في حقن دماء الأبرياء من الأطفال والنساء و الجنود والمقاتلين الآخرين من الطرفين ولو في مدة الوساطة فقط ، واعتبرت السلطة طلب اللجنة تعيين ممثلين لها لمراقبة وقف اطلاق النار من باب التجاوز، فاللجنة أشبه ما تكون بساعي بريد لا يحق له قراءة ما بداخل المظروف أو فتحه على الأقل. مرة أخرى نجح الرئيس إعلامياً أكثر من عشرة أيام في إسكات أصوات أحزاب المعارضة والمستقلين وخلخلة مواقفهم القوية التي أدانت قبل شهر ونصف عدوان السلطة علناً وفي وقت مبكر قبل أن تضطر بعض الأحزاب إلى تخفيف لهجتها فيما بعد مثلما فعل ذلك حزب الاصلاح الذي رضخ لضغوط السلطة وبعض النافذين بداخله الذين وقعوا تحت تأثير إعلام المؤتمر الحاكم وتصويره للخلاف مع الحوثي على أنه عقائدي لا سياسي شرعي! لعل تواجد هؤلاء الـ33 في ملتقيات ومقايل صنعاء كان أكثر جدوى من تسفيرهم إلى صعدة تحت مسمى (لجنة وساطة)، فالسلطة الحاكمة حزمت أمرها دون اعتبار لا لعلماء ولا لسياسيين أو وجاهات اجتماعية ولا لصوت الحق والعدل والضمير، وسوف نقرأ أو نسمع بعد أيام من إعلام السلطة نفسها أن لجنة الوساطة هي حجر عثرة تقف وراء تأزيم الأوضاع وتأجيج الاقتتال. تبدو مطالب العلامة حسين الحوثي منطقية وتخلو من شروط التعجيز أو التعالي على السلطة أو عدم الاعتراف بها. بل إن هذه المطالب الإنسانية تدحض ادعاء السلطة بأن الرجل ظل ينتقص من شرعية الرئيس أو يحرض ضد حكمه. لكن السلطة اختارت لنفسها الوقوف في مربع الشيطان والكبر الذي نهى عنه الله تعالى ورسوله، ومن الكبر مثلما يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم (كراهة الحق.. وغمط الناس حقهم).. والكبر من صفات الشيطان كما هو في القرآن الكريم (وإذا قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا ابليس أبى واستكبر وكان من الكافرين (البقرة 34). ولم يمتنع العلامة حسين الحوثي عن تسليم نفسه للقضاء العادل أو للجنة الوساطة للنظر بالمسألة من بدايتها وتحديد مَن الطرف الذي بدأ اطلاق النار، لكن السلطة اعتقدت أن الافضل لها تجريد لجنة المساعي من أي صلاحيات أدبية أو سياسية لتضع الحوثي من جديد بعد الوساطة الخامسة أمام أمر واقع (خلوه يسلم نفسه) وأن اللجنة أشبه برسالة ملغومة استفاد الرئيس من مظاهرها الخارجية الشكلية لايهام الرأي العام، مع التنكر مقدماً لكل نية حسنة من أصحابها من شأنها وقف الدمار والقتل والتشريد سلمياً. وهم التنافس قال الرئيس بمناسبة مرور 26 عاماً على توليه السلطة يوم 17 يوليو الماضي (هو مش منافس لي) يقصد (الحوثي) وذلك في معرض حديثه للمهنئين عن مبدأ تداول السلطة سلمياً الذي لم يحدث حتى الآن.. ونحن نقول لا ينبغي اعتبار مطالب العلامة حسين بدرالدين أمام لجنة التفاوض على أنها تأتي من طرف منافس أو ند للرئيس علي عبدالله صالح نفسه، والاختلاف في وجهات النظر مع الرئيس بشأن تركيبة الحكم القائمة وسياسة الفساد لا تعني التقليل من شعبية الرجل ولا يزال صاحب هذه السطور يراهن على دور الرئيس نفسه في إصلاح اختلالات مؤسسة الحكم وتركيبتها العائلية الصارخة، وبيده مفاتيح التغيير لو أراد ذلك، ومعه سوف يقف الخيرون في اليمن. في صعدة فضَّل الرئيس الحل العسكري على خيار حقن الدماء (السلمي) في قضية فكرية سياسية من بدايتها، وكان بمقدوره قطع الطريق على المتربصين وقبول المطالب لا باعتبار الحوثي طرفاً في معادلة المعركة بل لإبراء ذمة الرئيس أمام الله والناس الذين اختاروه في صعدة وغيرها قائداً لهم ومستأمناً على حرمة دمائهم وأموالهم. في المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس هيئة أركان الجيش (محمد علي القاسمي). يوم الجمعة الماضي أعلن عن نهاية العمليات العسكرية الرئيسية، وفي ذلك رسالة سياسية تقطع الطريق على أي تدخل خارجي بشئون اليمن أكثر من أن الأمور قد هدأت بالفعل على الجبهات أو الاحتمالات الكارثية لرد الفعل على الدمار الفظيع الذي لحق بالأنفس والممتلكات، والأمل معقود بعد الله على الرئيس في حقن ما تبقى من دماء الجنود والمواطنين، ووضع نهاية انسانية للإبادة الجماعية التي تجاوزت 1800 قتيل وشهيد و 5500 جريح وتدمير أكثر من 10آلاف منزل وتشريد 15 ألف أسرة وترويع الآمنين، عدا ما جرته الحرب من قلاقل على البلاد بوجه عام وتدهور مداخيل السياحة واهتزاز ثقة العالم بالموانئ والمطارات والاستثمار في اليمن.
ملاحظة هامة: ترجح مصادر عليمة أن العلامة حسين بدر الدين الحوثي قد انسحب طوعاً من المواقع والتحصينات في حيدان حفاظاً على الأنفس والممتلكات، فيما قام الجيش بنشر قواته على مواقع الحوثي السابقة.. لاظهار أنه قد حقق نصراً ما على طريقته، ورفع علم الجمهورية اليمنية على بعض المواقع وكأنها كانت محتلة من قوى أجنبية!!
عندما نصل إلى مرحلة الفناء على المنهج القويم ، أعتقد أنا قد وصلنا إلى خير عظيم .


-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 1041
- اشترك في: السبت مارس 19, 2005 9:03 pm
أخي الرئيس.. في صعدة.. تقولون ما لا تفعلون!
عبد الفتاح الحكيمي
الشورى : العدد 496 الأربعاء 18 أغسطس 2004 م
يتساءل الناس لماذا فشلت لجنة الوساطة في مساعيها بين الرئيس علي عبدالله صالح وبين العلامة حسين بدر الدين الحوثي؟.. والأصل أن نسأل لماذا لجأت السلطة بدءاً إلى خيار المواجهة العسكرية.. عندها سوف ندرك أن الطرف الذي بدأ الحرب هو الذي قضى على الوساطة واعتبرها مجرد مظلة لكسب الوقت وتلميع صورة النظام أمام الآخرين في الداخل والخارج. ويمكن تمييز حقيقة أن الرئيس قد خضع في موضوع الوساطة لإرادة القيادة العسكرية من أقاربه، وفي مقدمتهم علي محسن الاحمر الذي وضع على عاتقه ضمانات شخصية لنجاح خطة اجتياح مران والرزامات وآل شافعة ونشور وغيرها خلال 72 ساعة. هزيمة الجنرالات وبعد مرور 62 يوماً على تلك الاحداث التي يصادف اندلاعها مثل هذا اليوم بتاريخ 18/ يونيو الماضي لم يسألوا أنفسهم أو يحاسبوها عن جريمة الزج بالقوات المسلحة والأمن في محرقة قادها الجنرالات وخسر فيها من أبناء صعدة والجنود والوطن كله.. فالأخلاق طارئة على السياسة في اليمن، وأقصى ما يمكن لهواة القتل والتعذيب أن يسألوه في هذه المحرقة، هو لماذا هُزمنا وكأنهم يخوضون معركة شرف وليس ممارسة الخراب على حساب الوطن وابنائه. لا الرئيس اقتنع بالوساطة والوسطاء بدءاً من لجنة أحزاب اللقاء المشترك في 26 يونيو 2004م ثم العلماء يوم 3 يوليو 2004م ولا الجنرالات الذين ركبوا رؤوسهم للقضاء على آخر وساطة (الخامسة) بين أطراف النزاع يوم 2004/8/4م. فالمرجح أن خيوط المشكلة خرجت من يد الرئيس بعد أن تعلقت النتائج بما يعتبره الجنرالات هزيمة للجيش اليمني على يد شخص ومجموعة من أتباعه، ولم يتبق من خيار سوى تصفية العلامة المجدد حسين بدرالدين الحوثي دموياً أو إلقاء القبض عليه ذليلاً خانعاً بين أيدي العسكر الذين ارادوا الثأر منه لهزيمتهم. خيار التصفية! وضعت خطة السلطة قبل بدء المواجهات في 18 يونيو الماضي على رأسها اختطاف الزعيم الديني، لتيار الشباب المؤمن وتسليمه حياً لرئيس الجمهورية، وبعد 62 يوماً تقضي الخطة الجديدة بتصفيته والانتقام من الرجل لسمعة القادة العسكريين. وبعد أن كانت التهمة الموجهة إلى الحوثي هي الاعداد للخروج على الحاكم والانتقاص من شرعيته تطورت لائحة الاتهام إلى هزيمة السلطة وأركانها في معركة أختاروا هم بأنفسهم زمانها ومكانها وطريقة الانتحار فيها. مؤامرة على الوساطة كان نجاح الوساطة الاخيرة يعني أكثر من هزيمة من منظور العسكر.. الاولى، أنهم لم يفوا بالوعود التي قطعوها للرئيس بالحسم الخاطف والسريع، والثانية، أنهم ينسفون مبررات الحملة العسكرية على العلامة حسين الحوثي باسم القضاء على التمرد والخروج على الشرعية. أما الهزيمة الثالثة في حساب الجنرالات فهي فيما لو لم يسلم الرجل نفسه للسلطة. رأي العسكر أن نجاح الوساطة سيكون في النهاية على حسابهم، وربما فطنوا بطريقتهم الخاصة لوجود صفقة ما قد تدور من خلف ظهورهم بين الرئيس وكبار اعضاء لجنة الوساطة. وقد لوحظ من قراءة وتحليل محاضر اللجنة المصغرة ولقائها بالحوثي انه عندما ابدى الرجل مرونة كبيرة في تذليل مهمة الوسطاء والتهيئة لاستقبالهم في أعلى قمة بجبال مرَّان امطر الجنرالات مواقع الحوثي بالصواريخ (كان ملحوظاً من لدينا بسماع إطلاق نار مكثف بالأسلحة الثقيلة).. (هاجمت مران ثلاث طائرات مروحية حربية وكنا نراها من حيدان -وبذلك التصرف احبطت مساعي اللجنة(1). والغرض من ذلك دفع الرجل إلى التراجع عن قبول الوساطة وعرقلتها بأي ثمن. وتعتبر صحيفة الصحوة من أوائل صحف المشترك التي كشفت عن نوايا الطرف المتضرر من الوساطة والسعي إلى احباطها عندما ذكرت الاسبوع الماضي (وقال المصدر للصحوة أن الحديث عن دور اللجنة بعد التدخل العسكري حديث عن الماضي ولا جدوى منه(2). من المسؤول؟ ولا نعلم من هو الشخص الذي تحكم بمجريات الوساطة إلى هذا المنزلق هل هو القائد الميداني الاخ (علي محسن الاحمر) أم هو تنسيق مواقف بين الرئيس علي عبدالله صالح وأخيه نفسه أم أن المسألة قد تتطور بين الاثنين إلى تراشق بالاتهامات في المستقبل القريب هروباً من المسؤولية عن حجم الضحايا والخراب. وأكثر ما تخشاه السلطة هو أن الحوثي وأتباعه مثل أي جماعة عقائدية فكرية يستطيعون إعادة تنظيم أنفسهم بوجود زعيم الجماعة أو في ظل غيابه عن الساحة تحت أي ظرف، أكان بالقبض عليه أو تمكنهم من قتله (لا سمح الله) أو في حال تمكنه من التسلل، إلى مكان ما، وهي أمور لا تقل في دلالتها عن دلالة الصمود الطويل للشباب المؤمن في وجه الزاحفين أكثر من شهرين. جريمة الحكم عندما طلب العلامة حسين الحوثي تحكيم لجنة الوساطة الأخيرة في النظر بأسباب اندلاع المواجهات من بدايتها أدركت السلطة أن ذلك في غير صالحها لأكثر من سبب:
أولاً: ان السلطة بقبولها لذلك تتخلى طوعاً عن ادعاءاتها ومزاعمها الاعلامية بوجود تمرد على النظام قاده الحوثي وأتباعه..
وثانياً: إن قبول السلطة بالتحكيم سوف يكشف لاعضاء اللجنة أنها هي التي افتعلت تنظيم الحملة العسكرية وذلك بمحاولة اختطافه الفاشلة يوم 18 يونيو 2004م عندما أصطدمت 3 أطقم عسكرية من قوات الأمن فجأة بمجموعة من مهربي السلاح على ظن منها انهم من اتباع الحوثي(3). عدا أن السلطة تتفادى قدر الامكان تعريض نفسها للمساءلة الجنائية أمام أي نظام قادم عن الضحايا الذين سقطوا بين صفوف الجيش والمواطنين وخسارة الممتلكات والدمار الذي طال مديريات حيدان وضحيان في معركة ما كان لها أن تندلع منذ البداية. والوجه الآخر للوساطة الذي أرادته السلطة أن يعترف الشيخ حسين الحوثي جزافاً بمسؤوليته عن الكارثة ونتائجها لتسقط السلطة الحاكمة عن نفسها المسؤولية التاريخية عن الجريمة. غير أنه في حال كُتبت الشهادة للعلامة المجدد حسين الحوثي في المواجهات التي لا تزال مشتعلة فإن السلطة لا تستطيع ضمان إخفاء أدلة الإثبات الأخرى ضدها ولا إخفاء أدوات الجريمة، فالتداعيات الظالمة للكارثة تجاوزت ثنائية (الرئيس والحوثي) إلى آلاف العائلات التي فقدت ذويها وممتلكاتها وكذلك القبائل التي دخلت ثأراتها خط المواجهة مع السلطة ومع بعضها البعض بفعل توظيف قائد الحملة العسكرية لقبيلته في المعركة(4).
هروب السلطة أغلق الرئيس أبواب المساعي الحميدة في وجه الوسطاء الذين اكتفوا بتقديم تقرير مكتوب لسيادته بتاريخ 2004/8/8م وكأنهم ذهبوا في رحلة استجمام صيفية خرافية ولم يكونوا شهوداً أمام الله والناس على مأساة آلاف الأبرياء من الأرامل والأيتام والمعوقين والمشردين من بيوتهم وآلاف القتلى من أبناء صعدة والجنود الذين قضوا بسبب نزوة السلطة وشهوة التسلط. ومن باب براءة الذمة وقول الله تعالى (ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه) (ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما تعملون) لذلك فإن التاريخ سوف يسجل على لجنة الوساطة تواطؤها مع الحاكم في تبرير الكارثة إذا لم يسارع أعضاء اللجنة إلى بيان الحقائق للناس وتحديد الطرف المتعدي.. أما إذا كان تعهدهم للرئيس بعدم إصدار بيان أو تصريح أكبر من مراعاة عهد الله في قول الحق وفضح الباطل وأهله، فإن الله كفيل بهؤلاء وهؤلاء. وإذا كانت واقعة نطح بقرة لبقرة أخرى قبل 14 عاماً في اليمن أدت إلى اشعال الثأرات بين قبيلتين حتى اليوم، فما بالنا عندما تتجاوز الكارثة نطح الرؤؤس إلى قتل النفوس. والسلطة التي لا تريد الاعتراف بحقيقة المعارك الطاحنة في صعدة حتى هذه اللحظة تنسى حكم الله في تحريم قتل النفس البريئة (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق) (من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعاً). ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقاً منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان وإن يأتوكم اسارى تفادوهم وهو محرم عليكم اخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون (البقرة 85). يستوي عند الله في الخزي المؤمن والكافر، وما بنو إسرائيل في القرآن الكريم إلا مثال للبغي والعدوان والتعدي على حدود الله وقتل النفوس البريئة، والعبرة بعموم اللفظ كما جاء عن الرسول الكريم.. أما مداراة السلطة باسم طاعة أولي الأمر، فلا طاعة في معصية الله.. والله أحق أن تخشوه. هوامش: (1) صحفة «الشورى» 2004/8/11 العدد (495) من محضر لجنة الوساطة ص5. (2) صحيفة «الصحوة» 2004/8/12 العدد (436) ص(4-1). (3) صحفة «الشورى» 2004/8/4 العدد (494) ص8. مقالة (عبدالفتاح الحكيمي). (4) صحيفة «الوحدوي» العدد (621) ص1.
عبد الفتاح الحكيمي
الشورى : العدد 496 الأربعاء 18 أغسطس 2004 م
يتساءل الناس لماذا فشلت لجنة الوساطة في مساعيها بين الرئيس علي عبدالله صالح وبين العلامة حسين بدر الدين الحوثي؟.. والأصل أن نسأل لماذا لجأت السلطة بدءاً إلى خيار المواجهة العسكرية.. عندها سوف ندرك أن الطرف الذي بدأ الحرب هو الذي قضى على الوساطة واعتبرها مجرد مظلة لكسب الوقت وتلميع صورة النظام أمام الآخرين في الداخل والخارج. ويمكن تمييز حقيقة أن الرئيس قد خضع في موضوع الوساطة لإرادة القيادة العسكرية من أقاربه، وفي مقدمتهم علي محسن الاحمر الذي وضع على عاتقه ضمانات شخصية لنجاح خطة اجتياح مران والرزامات وآل شافعة ونشور وغيرها خلال 72 ساعة. هزيمة الجنرالات وبعد مرور 62 يوماً على تلك الاحداث التي يصادف اندلاعها مثل هذا اليوم بتاريخ 18/ يونيو الماضي لم يسألوا أنفسهم أو يحاسبوها عن جريمة الزج بالقوات المسلحة والأمن في محرقة قادها الجنرالات وخسر فيها من أبناء صعدة والجنود والوطن كله.. فالأخلاق طارئة على السياسة في اليمن، وأقصى ما يمكن لهواة القتل والتعذيب أن يسألوه في هذه المحرقة، هو لماذا هُزمنا وكأنهم يخوضون معركة شرف وليس ممارسة الخراب على حساب الوطن وابنائه. لا الرئيس اقتنع بالوساطة والوسطاء بدءاً من لجنة أحزاب اللقاء المشترك في 26 يونيو 2004م ثم العلماء يوم 3 يوليو 2004م ولا الجنرالات الذين ركبوا رؤوسهم للقضاء على آخر وساطة (الخامسة) بين أطراف النزاع يوم 2004/8/4م. فالمرجح أن خيوط المشكلة خرجت من يد الرئيس بعد أن تعلقت النتائج بما يعتبره الجنرالات هزيمة للجيش اليمني على يد شخص ومجموعة من أتباعه، ولم يتبق من خيار سوى تصفية العلامة المجدد حسين بدرالدين الحوثي دموياً أو إلقاء القبض عليه ذليلاً خانعاً بين أيدي العسكر الذين ارادوا الثأر منه لهزيمتهم. خيار التصفية! وضعت خطة السلطة قبل بدء المواجهات في 18 يونيو الماضي على رأسها اختطاف الزعيم الديني، لتيار الشباب المؤمن وتسليمه حياً لرئيس الجمهورية، وبعد 62 يوماً تقضي الخطة الجديدة بتصفيته والانتقام من الرجل لسمعة القادة العسكريين. وبعد أن كانت التهمة الموجهة إلى الحوثي هي الاعداد للخروج على الحاكم والانتقاص من شرعيته تطورت لائحة الاتهام إلى هزيمة السلطة وأركانها في معركة أختاروا هم بأنفسهم زمانها ومكانها وطريقة الانتحار فيها. مؤامرة على الوساطة كان نجاح الوساطة الاخيرة يعني أكثر من هزيمة من منظور العسكر.. الاولى، أنهم لم يفوا بالوعود التي قطعوها للرئيس بالحسم الخاطف والسريع، والثانية، أنهم ينسفون مبررات الحملة العسكرية على العلامة حسين الحوثي باسم القضاء على التمرد والخروج على الشرعية. أما الهزيمة الثالثة في حساب الجنرالات فهي فيما لو لم يسلم الرجل نفسه للسلطة. رأي العسكر أن نجاح الوساطة سيكون في النهاية على حسابهم، وربما فطنوا بطريقتهم الخاصة لوجود صفقة ما قد تدور من خلف ظهورهم بين الرئيس وكبار اعضاء لجنة الوساطة. وقد لوحظ من قراءة وتحليل محاضر اللجنة المصغرة ولقائها بالحوثي انه عندما ابدى الرجل مرونة كبيرة في تذليل مهمة الوسطاء والتهيئة لاستقبالهم في أعلى قمة بجبال مرَّان امطر الجنرالات مواقع الحوثي بالصواريخ (كان ملحوظاً من لدينا بسماع إطلاق نار مكثف بالأسلحة الثقيلة).. (هاجمت مران ثلاث طائرات مروحية حربية وكنا نراها من حيدان -وبذلك التصرف احبطت مساعي اللجنة(1). والغرض من ذلك دفع الرجل إلى التراجع عن قبول الوساطة وعرقلتها بأي ثمن. وتعتبر صحيفة الصحوة من أوائل صحف المشترك التي كشفت عن نوايا الطرف المتضرر من الوساطة والسعي إلى احباطها عندما ذكرت الاسبوع الماضي (وقال المصدر للصحوة أن الحديث عن دور اللجنة بعد التدخل العسكري حديث عن الماضي ولا جدوى منه(2). من المسؤول؟ ولا نعلم من هو الشخص الذي تحكم بمجريات الوساطة إلى هذا المنزلق هل هو القائد الميداني الاخ (علي محسن الاحمر) أم هو تنسيق مواقف بين الرئيس علي عبدالله صالح وأخيه نفسه أم أن المسألة قد تتطور بين الاثنين إلى تراشق بالاتهامات في المستقبل القريب هروباً من المسؤولية عن حجم الضحايا والخراب. وأكثر ما تخشاه السلطة هو أن الحوثي وأتباعه مثل أي جماعة عقائدية فكرية يستطيعون إعادة تنظيم أنفسهم بوجود زعيم الجماعة أو في ظل غيابه عن الساحة تحت أي ظرف، أكان بالقبض عليه أو تمكنهم من قتله (لا سمح الله) أو في حال تمكنه من التسلل، إلى مكان ما، وهي أمور لا تقل في دلالتها عن دلالة الصمود الطويل للشباب المؤمن في وجه الزاحفين أكثر من شهرين. جريمة الحكم عندما طلب العلامة حسين الحوثي تحكيم لجنة الوساطة الأخيرة في النظر بأسباب اندلاع المواجهات من بدايتها أدركت السلطة أن ذلك في غير صالحها لأكثر من سبب:
أولاً: ان السلطة بقبولها لذلك تتخلى طوعاً عن ادعاءاتها ومزاعمها الاعلامية بوجود تمرد على النظام قاده الحوثي وأتباعه..
وثانياً: إن قبول السلطة بالتحكيم سوف يكشف لاعضاء اللجنة أنها هي التي افتعلت تنظيم الحملة العسكرية وذلك بمحاولة اختطافه الفاشلة يوم 18 يونيو 2004م عندما أصطدمت 3 أطقم عسكرية من قوات الأمن فجأة بمجموعة من مهربي السلاح على ظن منها انهم من اتباع الحوثي(3). عدا أن السلطة تتفادى قدر الامكان تعريض نفسها للمساءلة الجنائية أمام أي نظام قادم عن الضحايا الذين سقطوا بين صفوف الجيش والمواطنين وخسارة الممتلكات والدمار الذي طال مديريات حيدان وضحيان في معركة ما كان لها أن تندلع منذ البداية. والوجه الآخر للوساطة الذي أرادته السلطة أن يعترف الشيخ حسين الحوثي جزافاً بمسؤوليته عن الكارثة ونتائجها لتسقط السلطة الحاكمة عن نفسها المسؤولية التاريخية عن الجريمة. غير أنه في حال كُتبت الشهادة للعلامة المجدد حسين الحوثي في المواجهات التي لا تزال مشتعلة فإن السلطة لا تستطيع ضمان إخفاء أدلة الإثبات الأخرى ضدها ولا إخفاء أدوات الجريمة، فالتداعيات الظالمة للكارثة تجاوزت ثنائية (الرئيس والحوثي) إلى آلاف العائلات التي فقدت ذويها وممتلكاتها وكذلك القبائل التي دخلت ثأراتها خط المواجهة مع السلطة ومع بعضها البعض بفعل توظيف قائد الحملة العسكرية لقبيلته في المعركة(4).
هروب السلطة أغلق الرئيس أبواب المساعي الحميدة في وجه الوسطاء الذين اكتفوا بتقديم تقرير مكتوب لسيادته بتاريخ 2004/8/8م وكأنهم ذهبوا في رحلة استجمام صيفية خرافية ولم يكونوا شهوداً أمام الله والناس على مأساة آلاف الأبرياء من الأرامل والأيتام والمعوقين والمشردين من بيوتهم وآلاف القتلى من أبناء صعدة والجنود الذين قضوا بسبب نزوة السلطة وشهوة التسلط. ومن باب براءة الذمة وقول الله تعالى (ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه) (ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما تعملون) لذلك فإن التاريخ سوف يسجل على لجنة الوساطة تواطؤها مع الحاكم في تبرير الكارثة إذا لم يسارع أعضاء اللجنة إلى بيان الحقائق للناس وتحديد الطرف المتعدي.. أما إذا كان تعهدهم للرئيس بعدم إصدار بيان أو تصريح أكبر من مراعاة عهد الله في قول الحق وفضح الباطل وأهله، فإن الله كفيل بهؤلاء وهؤلاء. وإذا كانت واقعة نطح بقرة لبقرة أخرى قبل 14 عاماً في اليمن أدت إلى اشعال الثأرات بين قبيلتين حتى اليوم، فما بالنا عندما تتجاوز الكارثة نطح الرؤؤس إلى قتل النفوس. والسلطة التي لا تريد الاعتراف بحقيقة المعارك الطاحنة في صعدة حتى هذه اللحظة تنسى حكم الله في تحريم قتل النفس البريئة (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق) (من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعاً). ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقاً منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان وإن يأتوكم اسارى تفادوهم وهو محرم عليكم اخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون (البقرة 85). يستوي عند الله في الخزي المؤمن والكافر، وما بنو إسرائيل في القرآن الكريم إلا مثال للبغي والعدوان والتعدي على حدود الله وقتل النفوس البريئة، والعبرة بعموم اللفظ كما جاء عن الرسول الكريم.. أما مداراة السلطة باسم طاعة أولي الأمر، فلا طاعة في معصية الله.. والله أحق أن تخشوه. هوامش: (1) صحفة «الشورى» 2004/8/11 العدد (495) من محضر لجنة الوساطة ص5. (2) صحيفة «الصحوة» 2004/8/12 العدد (436) ص(4-1). (3) صحفة «الشورى» 2004/8/4 العدد (494) ص8. مقالة (عبدالفتاح الحكيمي). (4) صحيفة «الوحدوي» العدد (621) ص1.
عندما نصل إلى مرحلة الفناء على المنهج القويم ، أعتقد أنا قد وصلنا إلى خير عظيم .


-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 1041
- اشترك في: السبت مارس 19, 2005 9:03 pm
صعدة بين ادعاء التمرد وأوهام الرئاسة
عبد الفتاح الحكيمي
الشورى عدد 498 الأربعاء 01 سبتمبر 2004 م
تساءل بعض الذين قرأوا المقابلة التي نشرتها صحيفة السفير اللبنانية مع الرئيس علي عبدالله صالح بتاريخ 2004/8/19م، إذا كان الرئيس لن يرشح نفسه للانتخابات الرئاسية القادمة ولن يهيىء ابنه لشغل الموقع بدلاً عنه بحسب ماجاء في السفير فلماذا يواصل الحرب على العلامة حسين بدر الدين الحوثي وأبناء محافظة صعدة وغيرهم من الهاشميين والقبائل الأخرى؟ يقول الرئيس على لسانه في الصحيفة: (وأنا بعد نهاية الفترة الرئاسية يمكن أترك الرئاسة) (أترك الرئاسة للمؤسسات والهيئات والأحزاب السياسية).. وعن ترشيح الابن أحمد علي للرئاسة يقول: (لست مرشحاً له ولا هو سيرشح نفسه وهذا رأيي القاطع) (نرفض التوريث في اطار نظامنا الجمهوري)... لكن الأساس الذي قامت عليه حرب الرئيس والحملة العسكرية على الحوثي بالاضافة إلى ملابسات أخرى هو ماتنامى إلى علم الرئيس قبل أكثر من عام من مصادر استخبارية مضللة عن احتمال ترشيح زعيم الشباب المؤمن لنفسه في الانتخابات الرئاسية التي كان من المقرر اجراؤها في سبتمبر 2004م هذا العام، ثم جرى تأجيلها إلى عام 2006م بسبب التلاعب الرسمي بنتائج الاستفتاء على التعديلات الدستورية في 20 فبراير 2001م والتمديد لفترة رئيس الجمهورية الثانية والأخيرة لمدة عامين. مخاوف السلطة قبل بضعة أشهر كان الرئيس يقول لوسائل الاعلام عن تجديد ترشيحه أن هذه هي الفترة الأولى له في الرئاسة (26 سنة) ومن حقه الترشح لفترة جديدة رغم أن نصوصاً دستورية 1994م و 2001م لاتجيز للرئيس ترشيح نفسه لولاية قادمة على الاطلاق. ظهر الرئيس في صحيفة السفير وكأنه يقدم تضحية كبيرة في عدم ترشيح نفسه وعدم تأهيل ابنه للرئاسة وكأنها حقوق خالصة له يتنازل عنها، وكان من الصدق أن يقول للصحيفة إن الدستور لا يسمح له بترشيح نفسه أكثر مما حصل عليه خارج القانون، فالتلاعب بنصوص الدستور والتحايل بتمرير دستور 2001م لا يُلغي حقيقة أنه قد شغل فعلا فترتين رئاسيتين جديدتين، الفترة الاولى بحسب دستور 1994م والفترةالثانية بحسب دستور 2001م، عدا (17) عاماً غير محسوبة من يوليو 1978م - سبتمبر 1994م. ولا احد يعلم حقيقة أن العلامة المجدد حسين بدر الدين الحوثي سوف يرشح نفسه لمنصب رئاسة الجمهورية الا من خلال ادعاء الاعلام الرسمي أنه ادعى لنفسه بالإمامة، وكذلك ردود الحوثي التي استنكر فيها سعيه إلى الإمامة حتى آخر لحظة من فشل لجنة الوساطة قبل ثلاثة أسابيع عندما سأله الشيخ محمد ثوابة لتوضيح إعلانه الإمامة أجاب (أما دعوى الإمامة فأجاب بوضوح إنه من السهل عليه ادعاء الرئاسة لأنها أخف شروطاً من شروط الإمامة التي أولها ان يكون عالماً مجتهداً وقال (أنا لست مجتهداً) (الشورى 2004/8/25م ص6 لكن مجرد المقارنة بين الإمامة والرئآسة يوحي للبعض وكأن الحوثي قد عزم على ترشيح نفسه للرئاسة لعل الموضوع مجرد مقارنة اعتيادية بين الرئاسة والامامة يلجأ اليها العلامة الحوثي لاقناع الوسطاء وغيرهم انه لايسعى للسلطة، رئاسة أو امامة كما يزعم مخبرو الرئيس، وقد يضيف انه يؤمن بالتغيير السلمي عبر الانتخابات والبرلمان وأن الإمام زيد (عليه السلام) لو عاش بيننا لن يرشح نفسه إلا عبر الانتخابات وليس بادعاء الحكم في البطنين (صحيفة الشورى العدد (494). إذا كان الرئيس يفترض أنه على العلامة حسين الحوثي تقديم تعهد مكتوب للجنة الوساطة بعدم ترشيح نفسه للرئاسة مقابل وقف السلطة للحرب على أهل صعدة فإن الانتخابات لم تبدأ بعد حتى يحصل على مايريد.. وإذا كان هذا الإعلان سوف يرضي غرور السلطة وغطرستها فإننا نناشد العلامة حسين بدر الدين تقديم توضيح أكثر للرئيس الذي أعلن في صحيفة السفير أنه لن يرشح نفسه ولا ابنه للرئاسة القادمة، ويكون الالتزام من الطرفين بعدم الترشيح وتقديم ذلك رسميا إلى مجلس النواب وإعلانه للشعب، وبالتالي نحقن دماء ماتبقى من أهل صعدة وأبناء القوات المسلحة. يدرك الرئيس أن شعبيته قد تراجعت مؤخراً بسبب ماحدث في صعدة وامتد بآثاره إلى حجة والجوف وعمران عدا أن الادارة بالفساد وغياب العدالة والتمييز العنصري في المواطنة بين فئة الحكم وبقية أفراد المجتمع وتحول الرئيس إلى متفرج فاقد للقدرة على التغيير تقلل من امكانية حصوله حتى على نصف أصوات الناخبين، عدا أن الدستور لايجيز له ترشيح نفسه لولاية اخرى. تؤكد الوقائع أن الرئيس لم يتحمس حتى الآن لتصحيح اختلالات إدارة الحكم التي تراكمت طوال عهده مقارنة بجاهزيته المستميتة للدفاع عن سلطته الشخصية من المنافسين حتى اولئك الوهميين الذين تصنعهم تقارير المخابرات كما حدث في صعدة من تهويل للحوثي وأتباعه. ولا تعطي التخمينات وحدها للرئيس وأقاربه في قيادة الجيش حق استخدام القوة ضد أفراد أوجماعات بمجرد شكوك تساور رموز السلطة من احتمال منافسة هؤلاء لهم في انتخابات الرئاسة أو غيرها. قضية الحوثي قبل اندلاع الأحداث الدامية في صعدة بنحوعام ونصف لم تخرج قضية العلامة حسين بدر الدين الحوثي عن مطالبته الشرعية المستمرة للسلطة بالافراج عن المعتقلين من أتباعه الذين قدمت لهم السطة الدعم والرعاية كما جاء في اعترافات الرئيس أثناء لقائه بالعلماء في 3 يوليو 2004م باعتبارهم (شباب مؤمن)، ومن ذلك اكتسب هذا التيار شرعيته الرسمية من السلطة مثل أي جماعة سياسية أو اجتماعية تحت التأسيس. وقد بدأت ملاحقة السلطة للشباب مع الغزو الامريكي للعراق في أبريل 2003م عندما أقدم مخبرو الأمن السياسي بصنعاء على اعتقال مجموعة من المصلين في الجامع الكبير كانوا يرددون هتاف (الموت لامريكا.. الموت لاسرائيل... العزة للاسلام)، وتكررت ملاحقة الشباب في صعدة وحجة وعمران وصنعاء للسبب نفسه منذ ذلك الوقت بعد كل صلاة جمعة، وبلغ عدد المعتقلين في مايو 2004م (800 ) شخص توفي 3 منهم تحت التعذيب بحسب مانشرته الصحف. ورفضت السطات طوال أكثر من عام ونصف الإفراج عن المعتقلين بحجة أن الأمريكان طلبوا من الحكومة اليمنية القضاء على ثقافة الكراهية لأمريكا وإسرائيل وتجفيفها من المناهج والشعارات ضمن مشروع مايسمى بـ(مكافحة الارهاب) ما اعتبرته السلطة وسيلة للحصول على المساعدات الامريكية، ومن ضمنها القمح الفاسد!. فالسلطة في قضية الشباب المؤمن قامت بدور مزدوج الأول لحساب الامريكان والثاني لحساب السلطة نفسها بدافع خشية نظام الحكم من المنافسين له على كرسي الرئاسة بعد أن تحول الشباب إلى تيار عريض له شعبيته ويستمد مشروعيته السياسية من مصداقية الشعارات التي رفعوها وأدانوا بها ضمنا نظام الحكم وسياسته الوطنية بما يعتبرونه بنظرهم أنه تواطؤ مع الامريكان وتراجع عن السيادة الوطنية وشعار استقلال القرار اليمني. وبعودة الرئيس علي عبدالله صالح من ولاية جورجيا في 15 يونيو الماضي بعد حضوره قمة الثماني، ولقائه بقيادة (السي، آي، إيه) والـ(اف. بي. آي) أخذ خيار المواجهة العسكرية مع زعيم الشباب المؤمن وأتباعه بدلاً عن خيار الحوار والوساطة القديم الذي مهد له العلامة محمد محمد المنصور وآخرون، منهم العلامة غالب المؤيدي ويحيى بدر الدين الحوثي وصالح الوجمان بموافقة الرئيس الذي رفض بعد ذلك حتى استقبال مكالمة هاتفية من العلامة حسين الحوثي. في 18 يونيو 2004م بعد فشل وساطتين اثنتين حاولت السلطة اختطاف زعيم الشباب المؤمن عبر ثلاثة أطقم عسكرية في ضحيان لكنها فشلت عندما اصطدمت الأطقم، بمهربي الاسلحة. وفي 19 يونيو جهزت السلطة حملة عسكرية ضخمة تابعة لقيادة المنطقة الشمالية الغربية (علي محسن الأحمر) ولم تستطع حسم المعركة التي دخلت شهرها الثالث رغم قيام الجيش النظامي بتدمير القرى وقتل أكثر من 2000 شخص من الطرفين مواطنين وجنوداً وتشريد النساء والأطفال والعجزة في أكبر كارثة لا إنسانية تشهدها اليمن في فترة حكم الرئيس صالح بل لم تعرف اليمن مثلها منذ قرون.
مغالطات السلطة
لايكف إعلام السلطة منذ اندلاع الاشتباكات المسلحة وحتى زيارة الرئيس لبريطانيا الخميس والجمعة الماضيين وفي لقائه بإذاعة الـ(بي. بي. سي) عن تصوير مايجري بأنه محاولة تمرد وعصيان مسلح ومحاولة لقلب نظام الحكم بالقوة والعودة، إلى حكم الأئمة قبل 42 عاماً، وكأن الحكم القائم يمثل تيار الحداثة والديمقراطية وهو الذي بدأ العدوان على مناطق صعدة، فالسلطة تحاول استغلال التعبئة العنصرية الخاطئة للناس ضد نظام حكم الأئمة لمجرد رابطة النسب العائلي بين العلامة حسين بدر الدين الحوثي وأئمة آل البيت الذين حكم بعضهم اليمن، في محاولة من السلطة لتبرير انتهاكاتها في صعدة.. وعندما فشلت في استمالة الرأي العام الداخلي إلى صفها لجأت السلطة ورموز الحكم مرة أخرى إلى تصوير ما يجري ودوافعها على أنها مواجهة فكرية ضد قيم دينية مذهبية تخوضها السطة بالإنابة عن التيارات السلفية ضد شيعة آل البيت الزيدية والاثني عشرية والإسماعيلية. وبالفعل استطاعت السلطة استقطاب ثلاثة أفواه من خطباء المساجد، أحدهم من مارب وآخر من معبر ذمار والثالث من محافظة إب، لكن ذلك لم يغير حقيقة عزلة السلطة سياسيا وإعلامياً عن الشارع والتيارات والأحزاب والقبائل الفاعلة وكذلك العلماء والمثقفين الحقيقيين بعد إدانتهم في وقت مبكر لتورط السلطة في استخدام القوة خارج القانون في الأحداث، عدا أن السلطة قلبت على نفسها طاولة المذهبية والمناطقية والجهوية مع غياب أي مشروعية وطنية لتصرفاتها إلا في استغلال إمكانيات السلطة والقوة لتصفية حسابات شخصية بين رجل يتربع على كرسي الحكم أكثر من 26 عاماً وتيار وطني اجتماعي جديد يدافع عن نفسه من قهر السلطة التي ترى فيه منافساً محتملاً. تلك الأوهام يخوض الحاكم وأقاربه على ضوئها حربهم ضد العلامة المجدد حسين بدر الدين الحوثي وأتباعه، تارة باسم القضاء على تمرد مزعوم وأخرى بزعم عودة الإمامة وثالثة باسم الدفاع عن دولة النظام والقانون التي أفرغت من محتواها وبقيت شعاراتها شاهداً على الإنفصام بين النظرية والتطبيق في عهد الرئيس علي عبدالله صالح.
عبد الفتاح الحكيمي
الشورى عدد 498 الأربعاء 01 سبتمبر 2004 م
تساءل بعض الذين قرأوا المقابلة التي نشرتها صحيفة السفير اللبنانية مع الرئيس علي عبدالله صالح بتاريخ 2004/8/19م، إذا كان الرئيس لن يرشح نفسه للانتخابات الرئاسية القادمة ولن يهيىء ابنه لشغل الموقع بدلاً عنه بحسب ماجاء في السفير فلماذا يواصل الحرب على العلامة حسين بدر الدين الحوثي وأبناء محافظة صعدة وغيرهم من الهاشميين والقبائل الأخرى؟ يقول الرئيس على لسانه في الصحيفة: (وأنا بعد نهاية الفترة الرئاسية يمكن أترك الرئاسة) (أترك الرئاسة للمؤسسات والهيئات والأحزاب السياسية).. وعن ترشيح الابن أحمد علي للرئاسة يقول: (لست مرشحاً له ولا هو سيرشح نفسه وهذا رأيي القاطع) (نرفض التوريث في اطار نظامنا الجمهوري)... لكن الأساس الذي قامت عليه حرب الرئيس والحملة العسكرية على الحوثي بالاضافة إلى ملابسات أخرى هو ماتنامى إلى علم الرئيس قبل أكثر من عام من مصادر استخبارية مضللة عن احتمال ترشيح زعيم الشباب المؤمن لنفسه في الانتخابات الرئاسية التي كان من المقرر اجراؤها في سبتمبر 2004م هذا العام، ثم جرى تأجيلها إلى عام 2006م بسبب التلاعب الرسمي بنتائج الاستفتاء على التعديلات الدستورية في 20 فبراير 2001م والتمديد لفترة رئيس الجمهورية الثانية والأخيرة لمدة عامين. مخاوف السلطة قبل بضعة أشهر كان الرئيس يقول لوسائل الاعلام عن تجديد ترشيحه أن هذه هي الفترة الأولى له في الرئاسة (26 سنة) ومن حقه الترشح لفترة جديدة رغم أن نصوصاً دستورية 1994م و 2001م لاتجيز للرئيس ترشيح نفسه لولاية قادمة على الاطلاق. ظهر الرئيس في صحيفة السفير وكأنه يقدم تضحية كبيرة في عدم ترشيح نفسه وعدم تأهيل ابنه للرئاسة وكأنها حقوق خالصة له يتنازل عنها، وكان من الصدق أن يقول للصحيفة إن الدستور لا يسمح له بترشيح نفسه أكثر مما حصل عليه خارج القانون، فالتلاعب بنصوص الدستور والتحايل بتمرير دستور 2001م لا يُلغي حقيقة أنه قد شغل فعلا فترتين رئاسيتين جديدتين، الفترة الاولى بحسب دستور 1994م والفترةالثانية بحسب دستور 2001م، عدا (17) عاماً غير محسوبة من يوليو 1978م - سبتمبر 1994م. ولا احد يعلم حقيقة أن العلامة المجدد حسين بدر الدين الحوثي سوف يرشح نفسه لمنصب رئاسة الجمهورية الا من خلال ادعاء الاعلام الرسمي أنه ادعى لنفسه بالإمامة، وكذلك ردود الحوثي التي استنكر فيها سعيه إلى الإمامة حتى آخر لحظة من فشل لجنة الوساطة قبل ثلاثة أسابيع عندما سأله الشيخ محمد ثوابة لتوضيح إعلانه الإمامة أجاب (أما دعوى الإمامة فأجاب بوضوح إنه من السهل عليه ادعاء الرئاسة لأنها أخف شروطاً من شروط الإمامة التي أولها ان يكون عالماً مجتهداً وقال (أنا لست مجتهداً) (الشورى 2004/8/25م ص6 لكن مجرد المقارنة بين الإمامة والرئآسة يوحي للبعض وكأن الحوثي قد عزم على ترشيح نفسه للرئاسة لعل الموضوع مجرد مقارنة اعتيادية بين الرئاسة والامامة يلجأ اليها العلامة الحوثي لاقناع الوسطاء وغيرهم انه لايسعى للسلطة، رئاسة أو امامة كما يزعم مخبرو الرئيس، وقد يضيف انه يؤمن بالتغيير السلمي عبر الانتخابات والبرلمان وأن الإمام زيد (عليه السلام) لو عاش بيننا لن يرشح نفسه إلا عبر الانتخابات وليس بادعاء الحكم في البطنين (صحيفة الشورى العدد (494). إذا كان الرئيس يفترض أنه على العلامة حسين الحوثي تقديم تعهد مكتوب للجنة الوساطة بعدم ترشيح نفسه للرئاسة مقابل وقف السلطة للحرب على أهل صعدة فإن الانتخابات لم تبدأ بعد حتى يحصل على مايريد.. وإذا كان هذا الإعلان سوف يرضي غرور السلطة وغطرستها فإننا نناشد العلامة حسين بدر الدين تقديم توضيح أكثر للرئيس الذي أعلن في صحيفة السفير أنه لن يرشح نفسه ولا ابنه للرئاسة القادمة، ويكون الالتزام من الطرفين بعدم الترشيح وتقديم ذلك رسميا إلى مجلس النواب وإعلانه للشعب، وبالتالي نحقن دماء ماتبقى من أهل صعدة وأبناء القوات المسلحة. يدرك الرئيس أن شعبيته قد تراجعت مؤخراً بسبب ماحدث في صعدة وامتد بآثاره إلى حجة والجوف وعمران عدا أن الادارة بالفساد وغياب العدالة والتمييز العنصري في المواطنة بين فئة الحكم وبقية أفراد المجتمع وتحول الرئيس إلى متفرج فاقد للقدرة على التغيير تقلل من امكانية حصوله حتى على نصف أصوات الناخبين، عدا أن الدستور لايجيز له ترشيح نفسه لولاية اخرى. تؤكد الوقائع أن الرئيس لم يتحمس حتى الآن لتصحيح اختلالات إدارة الحكم التي تراكمت طوال عهده مقارنة بجاهزيته المستميتة للدفاع عن سلطته الشخصية من المنافسين حتى اولئك الوهميين الذين تصنعهم تقارير المخابرات كما حدث في صعدة من تهويل للحوثي وأتباعه. ولا تعطي التخمينات وحدها للرئيس وأقاربه في قيادة الجيش حق استخدام القوة ضد أفراد أوجماعات بمجرد شكوك تساور رموز السلطة من احتمال منافسة هؤلاء لهم في انتخابات الرئاسة أو غيرها. قضية الحوثي قبل اندلاع الأحداث الدامية في صعدة بنحوعام ونصف لم تخرج قضية العلامة حسين بدر الدين الحوثي عن مطالبته الشرعية المستمرة للسلطة بالافراج عن المعتقلين من أتباعه الذين قدمت لهم السطة الدعم والرعاية كما جاء في اعترافات الرئيس أثناء لقائه بالعلماء في 3 يوليو 2004م باعتبارهم (شباب مؤمن)، ومن ذلك اكتسب هذا التيار شرعيته الرسمية من السلطة مثل أي جماعة سياسية أو اجتماعية تحت التأسيس. وقد بدأت ملاحقة السلطة للشباب مع الغزو الامريكي للعراق في أبريل 2003م عندما أقدم مخبرو الأمن السياسي بصنعاء على اعتقال مجموعة من المصلين في الجامع الكبير كانوا يرددون هتاف (الموت لامريكا.. الموت لاسرائيل... العزة للاسلام)، وتكررت ملاحقة الشباب في صعدة وحجة وعمران وصنعاء للسبب نفسه منذ ذلك الوقت بعد كل صلاة جمعة، وبلغ عدد المعتقلين في مايو 2004م (800 ) شخص توفي 3 منهم تحت التعذيب بحسب مانشرته الصحف. ورفضت السطات طوال أكثر من عام ونصف الإفراج عن المعتقلين بحجة أن الأمريكان طلبوا من الحكومة اليمنية القضاء على ثقافة الكراهية لأمريكا وإسرائيل وتجفيفها من المناهج والشعارات ضمن مشروع مايسمى بـ(مكافحة الارهاب) ما اعتبرته السلطة وسيلة للحصول على المساعدات الامريكية، ومن ضمنها القمح الفاسد!. فالسلطة في قضية الشباب المؤمن قامت بدور مزدوج الأول لحساب الامريكان والثاني لحساب السلطة نفسها بدافع خشية نظام الحكم من المنافسين له على كرسي الرئاسة بعد أن تحول الشباب إلى تيار عريض له شعبيته ويستمد مشروعيته السياسية من مصداقية الشعارات التي رفعوها وأدانوا بها ضمنا نظام الحكم وسياسته الوطنية بما يعتبرونه بنظرهم أنه تواطؤ مع الامريكان وتراجع عن السيادة الوطنية وشعار استقلال القرار اليمني. وبعودة الرئيس علي عبدالله صالح من ولاية جورجيا في 15 يونيو الماضي بعد حضوره قمة الثماني، ولقائه بقيادة (السي، آي، إيه) والـ(اف. بي. آي) أخذ خيار المواجهة العسكرية مع زعيم الشباب المؤمن وأتباعه بدلاً عن خيار الحوار والوساطة القديم الذي مهد له العلامة محمد محمد المنصور وآخرون، منهم العلامة غالب المؤيدي ويحيى بدر الدين الحوثي وصالح الوجمان بموافقة الرئيس الذي رفض بعد ذلك حتى استقبال مكالمة هاتفية من العلامة حسين الحوثي. في 18 يونيو 2004م بعد فشل وساطتين اثنتين حاولت السلطة اختطاف زعيم الشباب المؤمن عبر ثلاثة أطقم عسكرية في ضحيان لكنها فشلت عندما اصطدمت الأطقم، بمهربي الاسلحة. وفي 19 يونيو جهزت السلطة حملة عسكرية ضخمة تابعة لقيادة المنطقة الشمالية الغربية (علي محسن الأحمر) ولم تستطع حسم المعركة التي دخلت شهرها الثالث رغم قيام الجيش النظامي بتدمير القرى وقتل أكثر من 2000 شخص من الطرفين مواطنين وجنوداً وتشريد النساء والأطفال والعجزة في أكبر كارثة لا إنسانية تشهدها اليمن في فترة حكم الرئيس صالح بل لم تعرف اليمن مثلها منذ قرون.
مغالطات السلطة
لايكف إعلام السلطة منذ اندلاع الاشتباكات المسلحة وحتى زيارة الرئيس لبريطانيا الخميس والجمعة الماضيين وفي لقائه بإذاعة الـ(بي. بي. سي) عن تصوير مايجري بأنه محاولة تمرد وعصيان مسلح ومحاولة لقلب نظام الحكم بالقوة والعودة، إلى حكم الأئمة قبل 42 عاماً، وكأن الحكم القائم يمثل تيار الحداثة والديمقراطية وهو الذي بدأ العدوان على مناطق صعدة، فالسلطة تحاول استغلال التعبئة العنصرية الخاطئة للناس ضد نظام حكم الأئمة لمجرد رابطة النسب العائلي بين العلامة حسين بدر الدين الحوثي وأئمة آل البيت الذين حكم بعضهم اليمن، في محاولة من السلطة لتبرير انتهاكاتها في صعدة.. وعندما فشلت في استمالة الرأي العام الداخلي إلى صفها لجأت السلطة ورموز الحكم مرة أخرى إلى تصوير ما يجري ودوافعها على أنها مواجهة فكرية ضد قيم دينية مذهبية تخوضها السطة بالإنابة عن التيارات السلفية ضد شيعة آل البيت الزيدية والاثني عشرية والإسماعيلية. وبالفعل استطاعت السلطة استقطاب ثلاثة أفواه من خطباء المساجد، أحدهم من مارب وآخر من معبر ذمار والثالث من محافظة إب، لكن ذلك لم يغير حقيقة عزلة السلطة سياسيا وإعلامياً عن الشارع والتيارات والأحزاب والقبائل الفاعلة وكذلك العلماء والمثقفين الحقيقيين بعد إدانتهم في وقت مبكر لتورط السلطة في استخدام القوة خارج القانون في الأحداث، عدا أن السلطة قلبت على نفسها طاولة المذهبية والمناطقية والجهوية مع غياب أي مشروعية وطنية لتصرفاتها إلا في استغلال إمكانيات السلطة والقوة لتصفية حسابات شخصية بين رجل يتربع على كرسي الحكم أكثر من 26 عاماً وتيار وطني اجتماعي جديد يدافع عن نفسه من قهر السلطة التي ترى فيه منافساً محتملاً. تلك الأوهام يخوض الحاكم وأقاربه على ضوئها حربهم ضد العلامة المجدد حسين بدر الدين الحوثي وأتباعه، تارة باسم القضاء على تمرد مزعوم وأخرى بزعم عودة الإمامة وثالثة باسم الدفاع عن دولة النظام والقانون التي أفرغت من محتواها وبقيت شعاراتها شاهداً على الإنفصام بين النظرية والتطبيق في عهد الرئيس علي عبدالله صالح.
عندما نصل إلى مرحلة الفناء على المنهج القويم ، أعتقد أنا قد وصلنا إلى خير عظيم .


-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 1041
- اشترك في: السبت مارس 19, 2005 9:03 pm
صـعـــدة .. ثأر قبلي لاعقائدي!
عبد الفتاح الحكيمي :
الشورى العدد 499 الأربعاء 06 إبريل 2005 م
قال لنا: احتسبوا مالحق بكم من الاذى في سبيل الله، ولا تحزنوا لما اصابكم فهوكله بعين الله، وماحصل قد حصل، الا لأننا قلنا كلمة حق عند سلطان جائر. هذه هي الكلمات الاخيرةالتي قالها الشهيد حسين بدر الدين الحوثي بعد صلاة فجر يوم الجمعة 10 سبتمبر 2004م اثر اصابته البليغة جراء قصف جوي قامت به الليلة السابقة طائرة مجهولة على الكهف الذي تحصن فيه مجموعة من اتباعه واسرته واصدقائه. لم يعترف العلامة بدر الدين الحوثي حتى هذه اللحظة بمقتل ابنه زعيم الشباب المؤمن، الذي كان يتفاوض صبيحة ذلك اليوم مع ضباط في الجيش عن طريقة وصوله إلى صنعاء ومقابلة الرئيس. المرجح ان زعيم الشباب المؤمن لم يقتل في حادثه (الكهف) كما يروج لذلك الاعلام الموالي للسلطة مثل صحيفة (الشموع)، المؤتمر (نت)، و26 سبتمبر، وإن كان من المحتمل مغادرته خارج البلاد بطريقة ما للعلاج من اصابته البليغة. مع حلول هذا الصيف وجهت السلطة اصابع الاتهام للعلامة بدر الدين الحوثي، بزعم وقوفه وراءعمليات مسلحة جديدة، تعرضت لها مناطق ومواقع مختلفة تتواجد فيها القوات الحكومية بمحافظة صعدة الاسبوع قبل الماضي، خصوصاً بعد عودته المفاجئة من صنعاء إلى منطقة (نشور)، حيث فضَّل المرجعية الزيدية قبل ذلك في اجواء المعركة الحقيقية، باللجوء اليها، والتزام الصمت الطويل رغم فقدانه 3 من ابنائه قضوا على يد عساكر السلطة في اليوم الاخير من حرب صيف 2004م. السلطة بادئة التسلسل المنطقي للوقائع والاحداث لايؤكد وجود أي رابط بين عودة الحوثي (الاب) إلى صعدة في 14 مارس الماضي وبين مايحدث من مواجهات مسلحة جديدة بين مجاميع قبلية لاعلاقة لها بـ(الشباب المؤمن) وقوات حكومية، فالسلطة اعترفت انها بدأت بقتل 4 اشخاص كانوا قريبين من سوق (الطلح) وزعمت انهم قضوا حينما اصطدمت سيارتهم باحد الاطقم العسكرية الا ان السلطة ارادت تبرير تصفياتها الجسدية لاتباع حسين الحوثي وبعض المجاميع القبلية الاخرى وملاحقتها لهم بحجة محاولتهم شراء صفقة سلاح. الواضح ان السلطة جعلت من السوق مصيدة فقط لاستدراج من ترغب بتصفيتهم او ملاحقتهم، أكانوا من رجال القبائل الذين رفضوا مناصرة السلطة في الحرب او غيرهم، بزعم الانتماء إلى (الشباب المؤمن)، والا ماحرصت السلطة على استمرار تجارة السلاح وتداوله في سوق (الطلح) ثم تدعي بعد ذلك بحسب تصريح مصدر امني يوم 19 مارس 2005م (ان تبادل اطلاق النار جاء بعد ماحاول رجال الامن ايقاف تلك العناصر، بعد ان فشلت في ابرام صفقة شراء اسلحة كانت تريد الحصول عليها من احد الاشخاص في المنطقة (صحيفة الايام 20 مارس 2005م). وبرر البيان الرسمي القتل بأنهم كانوا (من المطلوبين) وانهم يتبعون جماعة الشباب المؤمن وحسين الحوثي.. ومن حق السلطة ملاحقة من ثبت تلبسهم بأفعال حقيقية، اما تصريح المصدر فهو من باب التغطية على أن السلطة اقدمت على القتل خارج القانون ودون أدلة وتحاول تبرير قتل الـ4 اشخاص بانقلاب سيارتهم أثناء الملاحقات!.
هذا وجهي!
غادر العلامة بدر الدين الحوثي صنعاء إلى صعدة (تعبيراً عن الغضب من عدم استقبال الرئيس له وحل القضايا المتعلقة بحرب صعدة والشباب المؤمن بحسب وعد الرئيس (الوسط 16 مارس 2005م) لكن السبب الآخر لمغادرة الحوثي الأب إلى صعدة هو حضوره حفل تزويج احدى بنات ولده حسين على شاب يدعى (يوسف المداني)، لكن السلطة وجدت في الاشتباكات الجديدة بين بعض المجاميع المسلحة والقوات الحكومية في صعدة يوم 28 مارس 2005م ذريعة للتنصل من التزاماتها الاخلاقية والانسانية التي قطعها الرئيس علي عبدالله صالح واخوه علي محسن الاحمر للعلامة الحوثي، المتمثلة بالإفراج عن المعتقلين المحسوبين على الشباب المؤمن، مقابل قدوم العلامة إلى صنعاء وبقائه فيها حتى لايتجمع الناس حوله في صعدة، وذلك ما يؤكده الوالد بدرالدين الحوثي في مقابلته لصحيفة الوسط قبل وقوع الاشتباكات الاخيرة (لقد طلب الرئيس منا الخروج إلى صنعاءحتى لايتجمع الناس حولنا، وقال ان السلطة مستعدة لتنفيذ جميع الطلبات، ووعد بذلك الرئيس وعلي محسن الاحمر والتزموا وقالوا لصالح الوجمان (التزم وهذا وجهي!) وقد حضرنا منذ شهرين ولم يوفوا بالتزامهم، ونحن ما زلنا نطالب (صحيفة الوسط 16 مارس 2005م). اقام الحوثي (الأب) في صنعاء أكثر من شهرين نزولاً عند دعوة الرئيس له لتسوية المشكلة، لكن الرئيس تجاهل بعد ذلك قضية بهذه الخطورة، وكأن وجود الرجل في صنعاء أو تعليق أزمة صعدة لا يعني الرئيس أو أخاه، دون اعتبار لحسن النوايا. ورغم أن الحوثي (83) عاماً احتسب أمره إلى الله بعد مقتل 3 من أبنائه في حرب الصيف الماضي إلا أن السلطة تعمد إلى إذلاله وإهانته بتصريح مصدر أمني يوم 28 مارس 2005م مع المواجهات الجديدة. تبين أن السلطة لم تكن جادة أو صادقة في إزالة آثار ونتائج حرب صعدة سلميا وبالحوار، بل ذهبت أبعد من ذلك إلى كل التعهدات التي قدمها للدولة وانتقل إلى وادي نشور حيث قام بتجميع عناصر تخريبية وتحريضهم للاعتداء على أقسام الشرطة والنقاط الأمنية في محافظة صعدة في محاولة لإشعال فتنة جديدة في المنطقة .
(صحيفة الثوري 29 مارس 2005م)
(عرس لا تمرد)
هكذا تتحول مشاركة الحوثي (الأب) في حفل زواج حفيدته عند السلطة إلى تهمة (اشعال فتنة جديدة في المنطقة). لم تمنح ماتسمى بـ(الدولة) الأمان للحوثي بل أرادت إبقاءه تحت الإقامة الجبرية في صنعاء والانتقام المعنوي منه جراء ماالحقه بها ابنه حسين الذي صمد ثلاثة أشهر بثمانين مقاوماً فقط في مواجهة جحافل السلطة وعتادها. تجاهلت السلطة بقاء العلامة الحوثي كل هذه المدة في صنعاء لتطفيشه، ودفعه إلى مغادرتها قسراً إلى صعدة لإظهار عدم وفائه بالوعود أمام الرأي العام الداخلي والخارجي، وتبرير تصفيته الجسدية بعد ذلك بتهمة التحريض على تمرد جديد. وبالفعل أرسلت السلطة قوة كوماندوز خاصة من الحرس الجمهوري إلى صعدة (نشور) لاقتحام مكان اقامة السيد بدر الدين الحوثي، لكنها فشلت وعادت خائبة، بعد مقتل معظم افراد القوة على يد خمسة من حرس العلامة يوم 27 مارس 2005م. دوافع الموقف الشخصي للرئيس قد تعود إلى تصريح العلامة بدر الدين الحوثي لصحيفة الوسط التي سألته عن قناعته بوجود الرئيس في الحكم فقال (لاتحرجوني)
(الوسط 2005/3/9م).
(ثأر قبلي فقط)
تتخذ المواجهات المسلحة بين السلطة وبعض قبائل صعدة هذه المرة طابع الثأر القبلي المحض وليس لها اي علاقة بتنظيم الشباب المؤمن او شعارات (الموت لامريكا.. الموت لاسرائيل.. العزة للاسلام) فالقبائل تطالب السلطة باطلاق ابنائها واقاربها المعتقلين (4000 شخص) منذ عامين، وتعويض المنكوبين (11 ألف اسرة) عن بيوتهم المنكوبة وما اصابهم في حرب صيف 2004م الماضي. يستحيل على السلطة استعداء الامريكان وتضليل المجتمع الدولي والانساني هذه المرة، كونهم يعلمون ان القضية عبارةعن ثأر قبلي وليس عداءً فكرياً او عقائدياً ضد الامريكان او الشيطان. وتحاول السلطة استخدام شعار (الشباب المؤمن) للخداع والبحث عن شرعية وغطاء سياسي لسفك الدماء بزعم الحرب على الارهاب وليس ثأراً من القبائل، التي تطالب السلطة بدماء أبنائها، واعادة توطين اللاجئين وتعويضهم العادل عن الأرواح والممتلكات في حرب الصيف الماضي. والآن من الواضح جداً كيف أن السلطة في اليمن لم تصادق على مواثيق المحكمة الجنائية الدولية رغبة منها في المضي بالقتل على النهج ذاته في حرب العام الماضي بصعدة، واذا عرف السبب بطل العجب!.
عبد الفتاح الحكيمي :
الشورى العدد 499 الأربعاء 06 إبريل 2005 م
قال لنا: احتسبوا مالحق بكم من الاذى في سبيل الله، ولا تحزنوا لما اصابكم فهوكله بعين الله، وماحصل قد حصل، الا لأننا قلنا كلمة حق عند سلطان جائر. هذه هي الكلمات الاخيرةالتي قالها الشهيد حسين بدر الدين الحوثي بعد صلاة فجر يوم الجمعة 10 سبتمبر 2004م اثر اصابته البليغة جراء قصف جوي قامت به الليلة السابقة طائرة مجهولة على الكهف الذي تحصن فيه مجموعة من اتباعه واسرته واصدقائه. لم يعترف العلامة بدر الدين الحوثي حتى هذه اللحظة بمقتل ابنه زعيم الشباب المؤمن، الذي كان يتفاوض صبيحة ذلك اليوم مع ضباط في الجيش عن طريقة وصوله إلى صنعاء ومقابلة الرئيس. المرجح ان زعيم الشباب المؤمن لم يقتل في حادثه (الكهف) كما يروج لذلك الاعلام الموالي للسلطة مثل صحيفة (الشموع)، المؤتمر (نت)، و26 سبتمبر، وإن كان من المحتمل مغادرته خارج البلاد بطريقة ما للعلاج من اصابته البليغة. مع حلول هذا الصيف وجهت السلطة اصابع الاتهام للعلامة بدر الدين الحوثي، بزعم وقوفه وراءعمليات مسلحة جديدة، تعرضت لها مناطق ومواقع مختلفة تتواجد فيها القوات الحكومية بمحافظة صعدة الاسبوع قبل الماضي، خصوصاً بعد عودته المفاجئة من صنعاء إلى منطقة (نشور)، حيث فضَّل المرجعية الزيدية قبل ذلك في اجواء المعركة الحقيقية، باللجوء اليها، والتزام الصمت الطويل رغم فقدانه 3 من ابنائه قضوا على يد عساكر السلطة في اليوم الاخير من حرب صيف 2004م. السلطة بادئة التسلسل المنطقي للوقائع والاحداث لايؤكد وجود أي رابط بين عودة الحوثي (الاب) إلى صعدة في 14 مارس الماضي وبين مايحدث من مواجهات مسلحة جديدة بين مجاميع قبلية لاعلاقة لها بـ(الشباب المؤمن) وقوات حكومية، فالسلطة اعترفت انها بدأت بقتل 4 اشخاص كانوا قريبين من سوق (الطلح) وزعمت انهم قضوا حينما اصطدمت سيارتهم باحد الاطقم العسكرية الا ان السلطة ارادت تبرير تصفياتها الجسدية لاتباع حسين الحوثي وبعض المجاميع القبلية الاخرى وملاحقتها لهم بحجة محاولتهم شراء صفقة سلاح. الواضح ان السلطة جعلت من السوق مصيدة فقط لاستدراج من ترغب بتصفيتهم او ملاحقتهم، أكانوا من رجال القبائل الذين رفضوا مناصرة السلطة في الحرب او غيرهم، بزعم الانتماء إلى (الشباب المؤمن)، والا ماحرصت السلطة على استمرار تجارة السلاح وتداوله في سوق (الطلح) ثم تدعي بعد ذلك بحسب تصريح مصدر امني يوم 19 مارس 2005م (ان تبادل اطلاق النار جاء بعد ماحاول رجال الامن ايقاف تلك العناصر، بعد ان فشلت في ابرام صفقة شراء اسلحة كانت تريد الحصول عليها من احد الاشخاص في المنطقة (صحيفة الايام 20 مارس 2005م). وبرر البيان الرسمي القتل بأنهم كانوا (من المطلوبين) وانهم يتبعون جماعة الشباب المؤمن وحسين الحوثي.. ومن حق السلطة ملاحقة من ثبت تلبسهم بأفعال حقيقية، اما تصريح المصدر فهو من باب التغطية على أن السلطة اقدمت على القتل خارج القانون ودون أدلة وتحاول تبرير قتل الـ4 اشخاص بانقلاب سيارتهم أثناء الملاحقات!.
هذا وجهي!
غادر العلامة بدر الدين الحوثي صنعاء إلى صعدة (تعبيراً عن الغضب من عدم استقبال الرئيس له وحل القضايا المتعلقة بحرب صعدة والشباب المؤمن بحسب وعد الرئيس (الوسط 16 مارس 2005م) لكن السبب الآخر لمغادرة الحوثي الأب إلى صعدة هو حضوره حفل تزويج احدى بنات ولده حسين على شاب يدعى (يوسف المداني)، لكن السلطة وجدت في الاشتباكات الجديدة بين بعض المجاميع المسلحة والقوات الحكومية في صعدة يوم 28 مارس 2005م ذريعة للتنصل من التزاماتها الاخلاقية والانسانية التي قطعها الرئيس علي عبدالله صالح واخوه علي محسن الاحمر للعلامة الحوثي، المتمثلة بالإفراج عن المعتقلين المحسوبين على الشباب المؤمن، مقابل قدوم العلامة إلى صنعاء وبقائه فيها حتى لايتجمع الناس حوله في صعدة، وذلك ما يؤكده الوالد بدرالدين الحوثي في مقابلته لصحيفة الوسط قبل وقوع الاشتباكات الاخيرة (لقد طلب الرئيس منا الخروج إلى صنعاءحتى لايتجمع الناس حولنا، وقال ان السلطة مستعدة لتنفيذ جميع الطلبات، ووعد بذلك الرئيس وعلي محسن الاحمر والتزموا وقالوا لصالح الوجمان (التزم وهذا وجهي!) وقد حضرنا منذ شهرين ولم يوفوا بالتزامهم، ونحن ما زلنا نطالب (صحيفة الوسط 16 مارس 2005م). اقام الحوثي (الأب) في صنعاء أكثر من شهرين نزولاً عند دعوة الرئيس له لتسوية المشكلة، لكن الرئيس تجاهل بعد ذلك قضية بهذه الخطورة، وكأن وجود الرجل في صنعاء أو تعليق أزمة صعدة لا يعني الرئيس أو أخاه، دون اعتبار لحسن النوايا. ورغم أن الحوثي (83) عاماً احتسب أمره إلى الله بعد مقتل 3 من أبنائه في حرب الصيف الماضي إلا أن السلطة تعمد إلى إذلاله وإهانته بتصريح مصدر أمني يوم 28 مارس 2005م مع المواجهات الجديدة. تبين أن السلطة لم تكن جادة أو صادقة في إزالة آثار ونتائج حرب صعدة سلميا وبالحوار، بل ذهبت أبعد من ذلك إلى كل التعهدات التي قدمها للدولة وانتقل إلى وادي نشور حيث قام بتجميع عناصر تخريبية وتحريضهم للاعتداء على أقسام الشرطة والنقاط الأمنية في محافظة صعدة في محاولة لإشعال فتنة جديدة في المنطقة .
(صحيفة الثوري 29 مارس 2005م)
(عرس لا تمرد)
هكذا تتحول مشاركة الحوثي (الأب) في حفل زواج حفيدته عند السلطة إلى تهمة (اشعال فتنة جديدة في المنطقة). لم تمنح ماتسمى بـ(الدولة) الأمان للحوثي بل أرادت إبقاءه تحت الإقامة الجبرية في صنعاء والانتقام المعنوي منه جراء ماالحقه بها ابنه حسين الذي صمد ثلاثة أشهر بثمانين مقاوماً فقط في مواجهة جحافل السلطة وعتادها. تجاهلت السلطة بقاء العلامة الحوثي كل هذه المدة في صنعاء لتطفيشه، ودفعه إلى مغادرتها قسراً إلى صعدة لإظهار عدم وفائه بالوعود أمام الرأي العام الداخلي والخارجي، وتبرير تصفيته الجسدية بعد ذلك بتهمة التحريض على تمرد جديد. وبالفعل أرسلت السلطة قوة كوماندوز خاصة من الحرس الجمهوري إلى صعدة (نشور) لاقتحام مكان اقامة السيد بدر الدين الحوثي، لكنها فشلت وعادت خائبة، بعد مقتل معظم افراد القوة على يد خمسة من حرس العلامة يوم 27 مارس 2005م. دوافع الموقف الشخصي للرئيس قد تعود إلى تصريح العلامة بدر الدين الحوثي لصحيفة الوسط التي سألته عن قناعته بوجود الرئيس في الحكم فقال (لاتحرجوني)
(الوسط 2005/3/9م).
(ثأر قبلي فقط)
تتخذ المواجهات المسلحة بين السلطة وبعض قبائل صعدة هذه المرة طابع الثأر القبلي المحض وليس لها اي علاقة بتنظيم الشباب المؤمن او شعارات (الموت لامريكا.. الموت لاسرائيل.. العزة للاسلام) فالقبائل تطالب السلطة باطلاق ابنائها واقاربها المعتقلين (4000 شخص) منذ عامين، وتعويض المنكوبين (11 ألف اسرة) عن بيوتهم المنكوبة وما اصابهم في حرب صيف 2004م الماضي. يستحيل على السلطة استعداء الامريكان وتضليل المجتمع الدولي والانساني هذه المرة، كونهم يعلمون ان القضية عبارةعن ثأر قبلي وليس عداءً فكرياً او عقائدياً ضد الامريكان او الشيطان. وتحاول السلطة استخدام شعار (الشباب المؤمن) للخداع والبحث عن شرعية وغطاء سياسي لسفك الدماء بزعم الحرب على الارهاب وليس ثأراً من القبائل، التي تطالب السلطة بدماء أبنائها، واعادة توطين اللاجئين وتعويضهم العادل عن الأرواح والممتلكات في حرب الصيف الماضي. والآن من الواضح جداً كيف أن السلطة في اليمن لم تصادق على مواثيق المحكمة الجنائية الدولية رغبة منها في المضي بالقتل على النهج ذاته في حرب العام الماضي بصعدة، واذا عرف السبب بطل العجب!.
عندما نصل إلى مرحلة الفناء على المنهج القويم ، أعتقد أنا قد وصلنا إلى خير عظيم .


-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 1041
- اشترك في: السبت مارس 19, 2005 9:03 pm
في صعدة.. السلطة.. حضور القتل.. غياب العقل
عبدالفتاح الحكيمي
الشورى : العدد 500 الأربعاء 13 إبريل2005م
العنصر الجديد الذي يطيل أمد المواجهات والقتل في صعدة هو أن ابن الرئيس أحمد علي عبدالله صالح يبحث لنفسه عن نصر شخصي في المعركة بعد فشل وحدة عسكرية تتبع القوات التي يقودها في اختطاف العلامة بدر الدين الحوثي أو تصفيته، بما يعتبره القائد الشاب هزيمة شخصية له. فمن جهة تعتبر السلطة حرب هذا الصيف بمثابة امتحان لكفاءة القوات والوحدات العسكرية التي يتولى قيادتها اشخاص من الأسرة الحاكمة، خصوصاً ابن الرئيس وابن أخيه، والأخير صدر قرار الرئيس بمنحه وسام الوحدة من الدرجة الاولى في الاسبوع الاول للمواجهات. لدوره فيما اسماه التصدي لقوى الانفصال والردة، الامر الذي له دلالته في تحشيد السلطة لكل طاقاتها أمام خيار الحسم السريع الموجع والباهظ. بالمقابل يظهر تراجع الدور العسكري في المعركة لقائد المنطقة الشمالية الغربية (علي محسن الاحمر) عدا من تواجد رمزي محدود لبعض وحدات الفرقة الاولى مدرع التي تتبعه إما لعدم قناعته أو لعدم رضى الرئيس عن ادائه في الحرب السابقة. اذن الحسابات الخاصة للسلطة انحصرت في تحويل ساحة القتل في صعدة إلى تنافس للزهو بين العسكريين الشباب واستعراض تفوقهم باعتبارهم حالياً اليد اليمنى الضاربة للنظام.. بعد تلقي قوات (الابن) الخاصة التدريب على يد خبراء امريكان العامين الماضيين. لعبة القتل رواية السلطة الميلودرامية بأنها لا ترغب في اراقة الدماء وقتل النفوس، يكذبها انزلاقها المحموم منذ 18 مارس الماضي لفتح معركة لا انسانية غير متكافئة ضد أناس أبرياء من أبناء قبائل صعدة حاولوا رد الظلم عن أنفسهم بالتحصن في الجبال أو إطلاق رصاصة هنا أو هناك في مواجهة راجمات الصواريخ والطائرات والدبابات التي تدل على انها حرب من طرف واحد. لعل تماهي السلطة مع لعبة قتل المدنيين الابرياء (عمداً) باعتبارهم ينتمون إلى قبائل الخصوم وتصفية أصحاب المعتقدات الفكرية والسياسية المخالفة لها دشنه الرئيس نفسه في يناير الماضي أمام ملتقى خطباء المساجد والمرشدين بصنعاء حين دعاهم للتصدي لما يسميه الافكار الجعفرية والاثنى عشرية، والمقصود بها اصحاب الفكر الزيدي، أمثال العلامة بدرالدين الحوثي وأخيراً خطاب الرجل التحريضي أمام خطباء مساجد المؤسسة العسكرية بتاريخ 23 مارس 2005م الذي وجهه بالمفتوح ضد أحد تيارات الزيدية بزعم أخذها بفكرة (الولاية في البطنين)، ما يعزز سعي السلطة إلى اشاعة ثقافة الكراهية الاجتماعية، وتوظيف القوة العسكرية وامكانيات الدولة باعتبارها ادوات الدولة المتاحة في الرد على الافكار والمعتقدات السياسية والدينية، وهو ما يطلق عليه منظرو صحيفة 26 سبتمبر فكرة (الاقتلاع)، ويقصد بها اقتلاع العلامة بدرالدين الحوثي، بسبب افكاره التي لا تروق للحكم. قال الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر لصحيفة الوسط (انه لن يقبل مبدأ التوسط بين السلطة والقبائل إلا بعد الاتصال بالرئيس لمعرفة وجهة نظره)، الوسط 6 ابريل 2005م. قناعة الشيخ الاحمر منذ بدايتها مهزوزة باستجابة الرئيس الصادقة لدعوة وقف العدوان والقتل.. والاحمر يتحدث بوعي عن توفر ضمانة نجاح الوساطة مقدماً لشخص بدا غريباً عليه في تصرفاته، لا مجرد الذهاب بوفد إلى دار الرئاسة للدردشة واستغلال السلطة الحاكمة لفكرة الوساطة غطاء لتماديها في القتل الحرام بذريعة كاذبة ان الطرف الآخر (الاعزل) المعتدى عليه خرق بنود التهدئة. ذلك ما حدث فعلاً في جبال مران الصيف الماضي بعد توصل لجنة الوساطة يوم 2004/8/9م إلى صيغة قبل بموجبها العلامة المجدد حسين بدرالدين الحوثي بتسليم نفسه للقضاء والوصول إلى صنعاء، لكن السلطة رأت في ذلك ادانة لها، والحل في مواصلة الحرب لاخفاء معالم الجريمة والادلة بما فيها قتل الرجل ذاته بعد تسليم نفسه يوم 10 سبتمبر 2004م. لا يتمنى الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر اراقة ماء الوجه أو يبحث له عن دور قد يحسب ضده إذا ما هدى الله الرئيس واقاربه إلى وقف فتنة القتل، حينها سوف يحسب النجاح للأحمر وتثبت ادانة السلطة، أو هكذا حسبها الشيخ.. والتردد في وساطة غير مضمونة يكشف سوء نية السلطة مقدماً.. والاجدى من الوساطة هو تركها، فالرئيس قد حزم أمره ويرى ان خطر الحوثي (الاب) 83 عاماً أقوى من ابنه، أو هكذا زينت له نفسه.. وحين لم يجد ما يقنع به الجيش ودفعه إلى المهلكة حاول تعبئة الجنود بأنهم يقاتلون المذهبية والعنصرية والدعوة إلى الامامة وهي التهمة التي انكرها الرئيس نفسه في وقت سابق!! ثم استخدمها الاعلام الرسمي لتعبئة الجيش وتبرير العدوان. الصورة الحقيقية لم يتبق من جماعة (الشباب المؤمن) سوى التسمية فقط أو استغلال اسم (الحوثي) في الاعلام الرسمي ليقال ان عدوان السلطة الآن هو استمرار لمعركة صيف 2004م ضد جماعة من المحتمل تهديدها لمصالح الامريكان.. والصورة الحقيقية هي مجاميع قبلية تدافع عن نفسها من سلطة وسياسة القتل الجماعي للمدنيين والاطفال.. ودفاع القبائل عن العلامة بدرالدين الحوثي (حفظه الله) تفرضه الاعراف بين القبائل العربية الاصيلة وليس لاعتبارات أخرى. الهدف المعلن لعدوان السلطة على قبائل صعدة، هو تسليم السيد بدرالدين الحوثي نفسه للسلطة (الخصم والحكم)، وفي اليمن لا توجد دولة يأمن فيها ومنها الشخص في الحصول على محاكمة عادلة، وإلا ما استغل الرئيس وأقاربه في قيادة الجيش تجريد كل هذه الحملة العسكرية لملاحقة رجل شائب على مشارف التسعين. اختلطت الاوراق على السلطة، فهي تسعى إلى الثأر المعنوي لجنرالات الجيش من الحوثي (الابن) وتلقين شيوخ قبائل صعدة درساً قاسياً لرفض اغلبهم الوقوف معها في حرب الصيف الماضي.. والرهان على غفلة المجتمع الانساني في اليمن وخارجها، والتعتيم على كارثة الابادة الجماعية للسكان دون تمييز بين المدنيين والمدافعين عن أنفسهم، انها نسخة قذرة من حرب الصيف الماضي. كل ذلك يدور ربما على خلفية رسوخ علاقة السلطة بالامريكان وتوفير شرعية وحماية تجيز لها قتل المدنيين وأبناء القبائل وأصحاب المعتقدات والافكار الدينية المخالفة بذريعة غير معلنة هي (مكافحة الارهاب). موقف الامريكان صحيح ان الامريكان لم يصادقوا على قانون المحكمة الجنائية الدولية لكنهم لن يتحملوا وزر الجرائم التي ترتكب ضد الانسانية في صعدة. لمصلحة الامريكان ان يكونوا شاهداً نزيهاً في حرب صعدة الثانية، لكن ليس في مصلحتهم ان تقوم السلطة بالمذابح الجماعية وكأنها ترضي السفارة الامريكية التي اعلن نائب السفير في صنعاء عن الرغبة للحلول السلمية في صعدة (اننا ندعو إلى الهدوء والحوار والابتعاد عن التحديات واللجوء إلى العنف -صحيفة الأيام 9 ابريل 2005م.) في حالة واحدة فقط يمكن للامريكان أن يتفرجوا على جنون السلطة في صعدة، إذا فكروا جدياً بالتخلي عنها أو تعديل سيناريو الادوار والزعامات.. وهو أمر لا يبدو على المدى القصير. قد لا تنجح وساطة الشيخ الاحمر وعلماء اليمن والوجاهات في وقف العدوان والعودة إلى مربع العقل.. لكن الامريكان يستطيعون نصيحة السلطة ولو من باب المصالح المشتركة باعتبار انهم لم يوقعوا جميعاً على المحكمة الجنائية!! ربما لا يكترث الرئيس للأرواح والدماء حتى لا يقال ان السلطة قبلت الوساطة عن ضعف وليس عن حكمة منها، لكننا نذكره بأن مخافة الله بيت الحكمة وان أبناء البلد ليسوا حقل تجارب أو تنافس لاثباب قوة وجدارة الابن أو ابن الاخ. من حق العقيد أحمد علي اظهار تفوقه وعرفانه للامريكان الذين تولوا تدريب قواته الخاصة لكن عليه أن يتذكر انه لا يواجه جيشاً أو عدواً حقيقياً في صعدة بل يحصد أرواح أبناء شعبه من القبائل، ومنهم أرامل وايتام ضحايا حرب الصيف الماضي.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.. (وإذا قيل له اتقِ الله أخذته العزة بالاثم...)
عبدالفتاح الحكيمي
الشورى : العدد 500 الأربعاء 13 إبريل2005م
العنصر الجديد الذي يطيل أمد المواجهات والقتل في صعدة هو أن ابن الرئيس أحمد علي عبدالله صالح يبحث لنفسه عن نصر شخصي في المعركة بعد فشل وحدة عسكرية تتبع القوات التي يقودها في اختطاف العلامة بدر الدين الحوثي أو تصفيته، بما يعتبره القائد الشاب هزيمة شخصية له. فمن جهة تعتبر السلطة حرب هذا الصيف بمثابة امتحان لكفاءة القوات والوحدات العسكرية التي يتولى قيادتها اشخاص من الأسرة الحاكمة، خصوصاً ابن الرئيس وابن أخيه، والأخير صدر قرار الرئيس بمنحه وسام الوحدة من الدرجة الاولى في الاسبوع الاول للمواجهات. لدوره فيما اسماه التصدي لقوى الانفصال والردة، الامر الذي له دلالته في تحشيد السلطة لكل طاقاتها أمام خيار الحسم السريع الموجع والباهظ. بالمقابل يظهر تراجع الدور العسكري في المعركة لقائد المنطقة الشمالية الغربية (علي محسن الاحمر) عدا من تواجد رمزي محدود لبعض وحدات الفرقة الاولى مدرع التي تتبعه إما لعدم قناعته أو لعدم رضى الرئيس عن ادائه في الحرب السابقة. اذن الحسابات الخاصة للسلطة انحصرت في تحويل ساحة القتل في صعدة إلى تنافس للزهو بين العسكريين الشباب واستعراض تفوقهم باعتبارهم حالياً اليد اليمنى الضاربة للنظام.. بعد تلقي قوات (الابن) الخاصة التدريب على يد خبراء امريكان العامين الماضيين. لعبة القتل رواية السلطة الميلودرامية بأنها لا ترغب في اراقة الدماء وقتل النفوس، يكذبها انزلاقها المحموم منذ 18 مارس الماضي لفتح معركة لا انسانية غير متكافئة ضد أناس أبرياء من أبناء قبائل صعدة حاولوا رد الظلم عن أنفسهم بالتحصن في الجبال أو إطلاق رصاصة هنا أو هناك في مواجهة راجمات الصواريخ والطائرات والدبابات التي تدل على انها حرب من طرف واحد. لعل تماهي السلطة مع لعبة قتل المدنيين الابرياء (عمداً) باعتبارهم ينتمون إلى قبائل الخصوم وتصفية أصحاب المعتقدات الفكرية والسياسية المخالفة لها دشنه الرئيس نفسه في يناير الماضي أمام ملتقى خطباء المساجد والمرشدين بصنعاء حين دعاهم للتصدي لما يسميه الافكار الجعفرية والاثنى عشرية، والمقصود بها اصحاب الفكر الزيدي، أمثال العلامة بدرالدين الحوثي وأخيراً خطاب الرجل التحريضي أمام خطباء مساجد المؤسسة العسكرية بتاريخ 23 مارس 2005م الذي وجهه بالمفتوح ضد أحد تيارات الزيدية بزعم أخذها بفكرة (الولاية في البطنين)، ما يعزز سعي السلطة إلى اشاعة ثقافة الكراهية الاجتماعية، وتوظيف القوة العسكرية وامكانيات الدولة باعتبارها ادوات الدولة المتاحة في الرد على الافكار والمعتقدات السياسية والدينية، وهو ما يطلق عليه منظرو صحيفة 26 سبتمبر فكرة (الاقتلاع)، ويقصد بها اقتلاع العلامة بدرالدين الحوثي، بسبب افكاره التي لا تروق للحكم. قال الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر لصحيفة الوسط (انه لن يقبل مبدأ التوسط بين السلطة والقبائل إلا بعد الاتصال بالرئيس لمعرفة وجهة نظره)، الوسط 6 ابريل 2005م. قناعة الشيخ الاحمر منذ بدايتها مهزوزة باستجابة الرئيس الصادقة لدعوة وقف العدوان والقتل.. والاحمر يتحدث بوعي عن توفر ضمانة نجاح الوساطة مقدماً لشخص بدا غريباً عليه في تصرفاته، لا مجرد الذهاب بوفد إلى دار الرئاسة للدردشة واستغلال السلطة الحاكمة لفكرة الوساطة غطاء لتماديها في القتل الحرام بذريعة كاذبة ان الطرف الآخر (الاعزل) المعتدى عليه خرق بنود التهدئة. ذلك ما حدث فعلاً في جبال مران الصيف الماضي بعد توصل لجنة الوساطة يوم 2004/8/9م إلى صيغة قبل بموجبها العلامة المجدد حسين بدرالدين الحوثي بتسليم نفسه للقضاء والوصول إلى صنعاء، لكن السلطة رأت في ذلك ادانة لها، والحل في مواصلة الحرب لاخفاء معالم الجريمة والادلة بما فيها قتل الرجل ذاته بعد تسليم نفسه يوم 10 سبتمبر 2004م. لا يتمنى الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر اراقة ماء الوجه أو يبحث له عن دور قد يحسب ضده إذا ما هدى الله الرئيس واقاربه إلى وقف فتنة القتل، حينها سوف يحسب النجاح للأحمر وتثبت ادانة السلطة، أو هكذا حسبها الشيخ.. والتردد في وساطة غير مضمونة يكشف سوء نية السلطة مقدماً.. والاجدى من الوساطة هو تركها، فالرئيس قد حزم أمره ويرى ان خطر الحوثي (الاب) 83 عاماً أقوى من ابنه، أو هكذا زينت له نفسه.. وحين لم يجد ما يقنع به الجيش ودفعه إلى المهلكة حاول تعبئة الجنود بأنهم يقاتلون المذهبية والعنصرية والدعوة إلى الامامة وهي التهمة التي انكرها الرئيس نفسه في وقت سابق!! ثم استخدمها الاعلام الرسمي لتعبئة الجيش وتبرير العدوان. الصورة الحقيقية لم يتبق من جماعة (الشباب المؤمن) سوى التسمية فقط أو استغلال اسم (الحوثي) في الاعلام الرسمي ليقال ان عدوان السلطة الآن هو استمرار لمعركة صيف 2004م ضد جماعة من المحتمل تهديدها لمصالح الامريكان.. والصورة الحقيقية هي مجاميع قبلية تدافع عن نفسها من سلطة وسياسة القتل الجماعي للمدنيين والاطفال.. ودفاع القبائل عن العلامة بدرالدين الحوثي (حفظه الله) تفرضه الاعراف بين القبائل العربية الاصيلة وليس لاعتبارات أخرى. الهدف المعلن لعدوان السلطة على قبائل صعدة، هو تسليم السيد بدرالدين الحوثي نفسه للسلطة (الخصم والحكم)، وفي اليمن لا توجد دولة يأمن فيها ومنها الشخص في الحصول على محاكمة عادلة، وإلا ما استغل الرئيس وأقاربه في قيادة الجيش تجريد كل هذه الحملة العسكرية لملاحقة رجل شائب على مشارف التسعين. اختلطت الاوراق على السلطة، فهي تسعى إلى الثأر المعنوي لجنرالات الجيش من الحوثي (الابن) وتلقين شيوخ قبائل صعدة درساً قاسياً لرفض اغلبهم الوقوف معها في حرب الصيف الماضي.. والرهان على غفلة المجتمع الانساني في اليمن وخارجها، والتعتيم على كارثة الابادة الجماعية للسكان دون تمييز بين المدنيين والمدافعين عن أنفسهم، انها نسخة قذرة من حرب الصيف الماضي. كل ذلك يدور ربما على خلفية رسوخ علاقة السلطة بالامريكان وتوفير شرعية وحماية تجيز لها قتل المدنيين وأبناء القبائل وأصحاب المعتقدات والافكار الدينية المخالفة بذريعة غير معلنة هي (مكافحة الارهاب). موقف الامريكان صحيح ان الامريكان لم يصادقوا على قانون المحكمة الجنائية الدولية لكنهم لن يتحملوا وزر الجرائم التي ترتكب ضد الانسانية في صعدة. لمصلحة الامريكان ان يكونوا شاهداً نزيهاً في حرب صعدة الثانية، لكن ليس في مصلحتهم ان تقوم السلطة بالمذابح الجماعية وكأنها ترضي السفارة الامريكية التي اعلن نائب السفير في صنعاء عن الرغبة للحلول السلمية في صعدة (اننا ندعو إلى الهدوء والحوار والابتعاد عن التحديات واللجوء إلى العنف -صحيفة الأيام 9 ابريل 2005م.) في حالة واحدة فقط يمكن للامريكان أن يتفرجوا على جنون السلطة في صعدة، إذا فكروا جدياً بالتخلي عنها أو تعديل سيناريو الادوار والزعامات.. وهو أمر لا يبدو على المدى القصير. قد لا تنجح وساطة الشيخ الاحمر وعلماء اليمن والوجاهات في وقف العدوان والعودة إلى مربع العقل.. لكن الامريكان يستطيعون نصيحة السلطة ولو من باب المصالح المشتركة باعتبار انهم لم يوقعوا جميعاً على المحكمة الجنائية!! ربما لا يكترث الرئيس للأرواح والدماء حتى لا يقال ان السلطة قبلت الوساطة عن ضعف وليس عن حكمة منها، لكننا نذكره بأن مخافة الله بيت الحكمة وان أبناء البلد ليسوا حقل تجارب أو تنافس لاثباب قوة وجدارة الابن أو ابن الاخ. من حق العقيد أحمد علي اظهار تفوقه وعرفانه للامريكان الذين تولوا تدريب قواته الخاصة لكن عليه أن يتذكر انه لا يواجه جيشاً أو عدواً حقيقياً في صعدة بل يحصد أرواح أبناء شعبه من القبائل، ومنهم أرامل وايتام ضحايا حرب الصيف الماضي.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.. (وإذا قيل له اتقِ الله أخذته العزة بالاثم...)
عندما نصل إلى مرحلة الفناء على المنهج القويم ، أعتقد أنا قد وصلنا إلى خير عظيم .


-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 1041
- اشترك في: السبت مارس 19, 2005 9:03 pm
يوميات القتل والعقاب الجماعي في صعدة!
عبد الفتاح الحكيمي
الشورى : العدد 501 الأربعاء 20 إبريل 2005م
(الطغاة يجلبون الغزاة..)
في صباح 11 ابريل الحالي ظهر الرئيس علي عبدالله صالح على شاشة التلفزيون الملون وهو يضع في فم طفل صغير قطرات التحصين من مرض شلل الاطفال. في اللحظة نفسها سقط 75 طفلاً قتلى تحت انقاض منازلهم في الرزامات (صعدة)، التي أغارت عليها طائرات حربية تتبع سلاح الجو الذي يقوده الأخ غير الشقيق للرئيس نفسه. جرعات الموت في اليمن متاحة أكثر من جرعات الدواء.. الدعاية في التلفزيون لا تكفي لتصديق ان في قلب السلطة بقية من رحمة، لا للأطفال ولا لغيرهم من الأبرياء المدنيين الذين قضوا في مذابح جماعية بذريعة إخماد تمرد مزعوم اخترعته السلطة لتصفية المخالفين لها مذهبياً وسياسياً. الصورة الرحيمة للأب العطوف على الصغار مكانها الاعلام فقط، أما الواقع فهو يشهد على بشاعة نفوس أصحابه.. ويقال إن لكل ظالم نهاية، وليس بالضرورة ان تكون النهاية خروجه من السلطة أو اسقاطه من الحكم، الأسوأ من ذلك هو السقوط الأخلاقي للحكم وشماتة الناس به، لأن أي نظام يسقط في الواقع عندما يفقد سمعته، وليس عندما يغادر الحاكم السلطة. إبادة إلى أين؟ الذي حدث في صعدة مؤخراً شيء مهول وبشع أكبر من أن يصدقه عقل إنسان يعيش في الألفية الثالثة.. جندي يرمي بامرأة وطفليها من الطابق الثاني فتفقد وعيها وينكسر عنقها وينزف الصغار حتى الموت، ثم يتبعهم الجندي فيطلق النار على الطفلين وأمهما.. وقيل ان عبدالله عيضة الرزامي كان يختبئ في ذلك المنزل، ولكن ما دخل هؤلاء الأبرياء.
التمثيل بالجثث وربطها إلى مؤخرة السيارات بعد إحراقها وسحبها يومي الجمعة والسبت 2005/4/9 -8م في شوارع صعدة على اعتبار اصحابها من قبائل همدان بن زيد أو الشباب المؤمن.. لقطة تذكرنا بما حدث للمارينز الامريكان في الصومال عام 1992م.
إحراق مجاميع من العجزة والشبان يقدرون بنحو 230 شخصاً احتموا بملاجئ بدائية تحت الارض في الرزامات، ورش غازات محرمة دولياً على المزارع وإحراق الاسرى بعد استسلامهم لقوات الرئيس في منطقة دماج، وهم يصرخون (لا إله الا الله محمد رسول الله).
قتل 150 شخصاً بعد وضعهم في حفرة جماعية وإطلاق النار عليهم وأيديهم مقيدة بحبال.
محاولة الاعتداء والاغتصاب الجنسي لعشر نساء وقتلهن بسبب مقاومتهن دفاعاً عن الشرف. هي إذن تصفية عرقية وإبادة جماعية ضد أبناء قبيلة (همدان بن زيد) والشيعة الزيدية، وليست حرباً نظامية لاخماد ما تزعم السلطة انه تمرد. وتكفي قراءة ما سطرته صحيفة 26 سبتمبر الحكومية عن نظرية (الاقتلاع) العرقي قبل ذلك بأسبوع لنعلم عمق الدوافع الشيطانية لمجازر صعدة الجديدة بعد أقل من 8 أشهر على نهاية المذابح العرقية والسلالية الاولى التي انتهت في 10 سبتمبر 2004م في منطقة مران، محافظة صعدة ضد آل البيت وعلماء الزيدية وأتباعهم.
مذبحة لا وساطة:
لماذا رفض العميد علي محسن الاحمر استقبال وفد الوساطة الذي رأسه الشيخ أحمد ناصر البعران، هل للرفض علاقة بالمجازر التي حصلت في نفس اليوم لوصول الوسطاء الجمعة 8 ابريل 2005م وما تلاها من ابادة وعقاب جماعي للمدنيين صبيحة السبت، والأحد والاثنين والثلاثاء في الرزامات ونشور وآل شافعة. مصدر مسؤول ينفي في صحيفة 26 سبتمبر بتاريخ 14 ابريل 2005م ما نشرته الشورى عن رفض العميد علي محسن تسهيل مهمة وصول وفد الوساطة أو حتى استقباله، وزادت 26 سبتمبر ان العميد (قائد المنطقة الشمالية الغربية استقبل الشيخ البعران ومن معه، ورحب بهم وعرض عليهم المساعدة في تسهيل مهمتهم بتوفير سيارة ومرافقين لحمايتهم وضمان سلامتهم، وان ذلك يأتي بتوجيهات من فخامة الرئيس). اقتصرت مهمة الوسطاء على إبلاغ العلامة بدرالدين الحوثي والشيخ عبدالله عيضه الرزامي برسالة خطية من الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر بمنحهم وجه الأمان مقابل وصولهم إلى صنعاء ووقف القتال بين الطرفين، لكن العميد علي محسن لم يكن يسيطر عملياً على بقية الوحدات العسكرية المشاركة في اقتحام الرزامات، وفي مقدمتها، الحرس الجمهوري، والقوات الخاصة التي يقودها باللاسلكي ابن الرئيس احمد علي عبدالله صالح، وهي القوات الاساسية في معركة الرزامات، نشور التي ليس للعميد وصاية عليها في الميدان، واقتصر دوره على الاشراف العام، دون التدخل في التفاصيل الحربية.. وعندما وصل علي محسن خبر سحل سبعة اشخاص بعد إحراقهم في شوارع صعدة لم يتحرك للتحقيق واستدعاء الجناة في هذه الجريمة واحالتهم للقضاء العسكري، بل تحول الموضوع إلى اتهام بين مدير أمن صعدة وقائد المنطقة الشمالية (راجع الشورى العدد الماضي.. بشأن الواقعة والمختفين). درجة التعبئة العنصرية ضد قبائل همدان بن زيد أفقدت السلطة رشدها، وتعاملت بوحشية بعد ذلك حتى مع المدنيين المحتمين بالملاجئ والأسرى، فالحرب ذات طابع عرقي تصفوي انتقامي وعقاب جماعي شمل النساء والأطفال والشيوخ في الرزامات ونشور وآل شافعة على خلفية فشل قوة من الكوماندوز (الحرس الجمهوري) الذي يقوده ابن الرئيس يوم 28 مارس 2005م في اختطاف أو اغتيال العلامة بدر الدين الحوثي (83) عاماً وعبدالله عيضه الرزامي (47) عاماً. وساطة وهمية لم تربط السلطة في أي من تصريحاتها حتى الآن بين رفضها للوساطة وما حدث في مدينة صعدة في اليوم نفسه الجمعة 2005/4/8م عندما تسلل 30 من أبناء قبيلة (معاذ رحبان) إلى المدينة للانتقام لتدمير بيوتهم وقتل اطفالهم واهلهم على أيدي جيش الرئيس وابنه، فالسلطة تعلم ان العملية ثأر قبلي (عرقي) ضدها لا علاقة له بعرقلة الوساطة من قبل الطرف الآخر، وإلا استغلت (هجوم الجمعة) على المدينة لادانة الحوثي والرزامي باعاقة الحلول السلمية!!. وإذا علمنا ان العمليات العسكرية للسلطة انتهت رسمياً قبل وصول وفد الوساطة إلى صعدة بيومين أي في يوم الاربعاء 2005/4/6م فإن قبول الرئيس للوساطة (المتأخرة) لا تعدو ان تكون مجرد تمثيلية ارادت السلطة من ورائها تحسين صورتها اعلامياً امام الآخرين، وإرضاء الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر باعتباره اعطى وجه الأمان للحوثي والرزامي. فالرئيس علي عبدالله صالح لدى استقباله وزير الخارجية الدانمركي قال يوم الثلاثاء 12 أبريل 2005م: (وقد انتهى التمرد فعلياً يوم الاربعاء الماضي) الأمر الذي يدل على ان الوساطة الوهمية بعد ذلك بتاريخ 2005/4/8م كانت قد شبعت موتاً. وبعد سيطرة الكارثة رسمياً على الاوضاع في الرزامات، نشور، آل شافعة، ساقين، قامت السلطة بالاستخدام المفرط للقوة ضد المدنيين بعد انسحاب المدافعين من المناطق المذكورة إلى مناطق أخرى، مثل دماج، البقعة، ما يدل على شهوة الانتقام الوحشي، وما تبعها من عمليات تدمير للقرى والملاجئ والبيوت على رؤوس النساء والاطفال، والقتل الجماعي، باستخدام غازات ابادة وإحراق الجثث الشبيه بأفران الغاز التي استخدمها النازيون لقتل اليهود في ألمانيا في الحرب العالمية الثانية. الوساطة إذن هي غطاء للمذابح اللاحقة، لكن قبول مبدأ الوساطة يدين السلطة، ولا يبرئها فالوساطة تدل على قناعة السلطة الكاملة بتوافر وسائل أخرى غير دموية للحلول، والحاجة إلى الحل العسكري (الدموي) مبالغ فيها، وحدث خارج القانون والدستور والمؤسسات الشرعية التي عرقل حزب السلطة الحاكم (المؤتمر) عقد جلسات البرلمان لتدارس الأوضاع وإرسال لجنة لتقصي الحقائق، بما يدل على الاستقواء بالاغلبية البرلمانية في التعتيم على المذابح وتمرير الإبادة الجماعية والعقاب الجماعي للسكان. وتعتبر كتل المعارضة في البرلمان الاصلاح، الاشتراكي، الناصري الوحدوي متواطئة فيما حصل، عدا من صوت حر وشجاع للاستاذ عبدالوهاب الآنسي الذي نبه إلى تورط السلطة ومغبة التدخل الخارجي في اليمن بسبب الكارثة اللاإنسانية. أما بيانات اللقاء المشترك (المعارض) فهي أقرب إلى ادانة الضحايا حين تربط ما حدث من استخدام مفرط للقوة خارج القانون وبين نغمة الدعوات المذهبية والسلالية التي وظفتها السلطة لتصفية قبائل همدان والشيعة الزيدية، وربما للهجة البيان الرخوة علاقة بالدعم المالي الفصلي الذي سوف تتلقاه الأحزاب نهاية هذا الشهر بعد مصادقة السلطة عليه! أحسنوا القتل! لم تكن الحرب الأخيرة سوى التعبير الطافح عن ثقافة الكراهية القبلية والدينية والعنصرية ضد الآخر بما يعكس عدم قدرة الرئيس على التكيف مع وضعه القائم في هرم السلطة باعتباره زعيماً وطنياً، لا باعتباره رئيس قبيلة تحكم وتُخضع لوصايتها قبائل ومناطق أخرى، وكأنه يعيش اغتراباً وطنياً. ما حدث في صعدة منذ الصيف الماضي إلى اليوم فتح شهية السلطة لتصفيات عرقية باستخدام غطاء وشعارات الدولة والنظام والقانون لا باعتبار ان ما يحدث في الواقع هو بين قبيلة (السلطة) وقبيلة أخرى أو جماعة دينية.. ويكفي اعتماد سلطة الحكم القبلي في اليمن لمبدأ (الوساطة) مع خصومها للدلالة على انها تعامل مواطني صعدة باعتبارهم مواطني دولة أخرى في أحسن الاحوال، عدا اعتراف تركيبة الحكم القبلي العائلي (لا شعورياً) بأن جيش السلطة هو (جيش قبيلة) يواجه قبيلة أخرى، وان المذابح والإبادة والانتقام الجماعي هي تعبير لطريقة القبيلة التقليدية (المتوحشة) في الانتقام من قبيلة أو جماعة مغايرة لا يعكس أصول وأخلاق الجيش النظامي لدولة يفترض انها تعيش (مجازاً في القرن الحادي والعشرين). لعل حضور مبدأ (الوساطة) في الجرائم المرتكبة ضد الانسانية في اليمن، الذي لجأت اليه أحزاب المعارضة يشجع على تمادي السلطة وبغيها، ويتيح لها التستر امام المجتمع الانساني على نوع الجريمة وحجمها عند لجوء أهالي الضحايا والمتضررين للتقاضي أمام المحكمة الجنائية الدولية أو تقديم شكوى للجامعة العربية. ولكن بحسب تعبير الامريكي (بول فندلي) من يجرؤ على الكلام ويؤطر السلطة على وقف الجريمة، بما في ذلك هيئات ومنظمات الأمم المتحدة الانسانية في اليمن التي يبدو أنها قد بدأت تتكيف مع الوضع.
هوامش: الشيعة الزيدية -توصيف اصطلاحي لتمييز الملتزمين بفكر ونهج المذهب الزيدي، بينما الزيدية منفردة قد تطلق على المحسوبين على المذهب الزيدي بحكم انتمائهم المناطقي فقط لا باعتبار التزامهم العقائدي للمذهب، فليس كل من ينتمي إلى شمال الشمال زيدياً في المذهب، كما انه ليس كل من ينتمي إلى المناطق الوسطى في إب أو تعز شافعياً بالضرورة إلا في التقسيم الجهوي المناطقي، وليس نسبة إلى الالتزام بمذهب الشافعي نفسه. والأحداث الأخيرة قد ميزت من ينتمون إلى الزيدية ويتشيعون عقائدياً ومن هم محسوبون على المذهب مناطقياً، فقط دون التزام بالفكر والمنهج والأصول.
عبد الفتاح الحكيمي
الشورى : العدد 501 الأربعاء 20 إبريل 2005م
(الطغاة يجلبون الغزاة..)
في صباح 11 ابريل الحالي ظهر الرئيس علي عبدالله صالح على شاشة التلفزيون الملون وهو يضع في فم طفل صغير قطرات التحصين من مرض شلل الاطفال. في اللحظة نفسها سقط 75 طفلاً قتلى تحت انقاض منازلهم في الرزامات (صعدة)، التي أغارت عليها طائرات حربية تتبع سلاح الجو الذي يقوده الأخ غير الشقيق للرئيس نفسه. جرعات الموت في اليمن متاحة أكثر من جرعات الدواء.. الدعاية في التلفزيون لا تكفي لتصديق ان في قلب السلطة بقية من رحمة، لا للأطفال ولا لغيرهم من الأبرياء المدنيين الذين قضوا في مذابح جماعية بذريعة إخماد تمرد مزعوم اخترعته السلطة لتصفية المخالفين لها مذهبياً وسياسياً. الصورة الرحيمة للأب العطوف على الصغار مكانها الاعلام فقط، أما الواقع فهو يشهد على بشاعة نفوس أصحابه.. ويقال إن لكل ظالم نهاية، وليس بالضرورة ان تكون النهاية خروجه من السلطة أو اسقاطه من الحكم، الأسوأ من ذلك هو السقوط الأخلاقي للحكم وشماتة الناس به، لأن أي نظام يسقط في الواقع عندما يفقد سمعته، وليس عندما يغادر الحاكم السلطة. إبادة إلى أين؟ الذي حدث في صعدة مؤخراً شيء مهول وبشع أكبر من أن يصدقه عقل إنسان يعيش في الألفية الثالثة.. جندي يرمي بامرأة وطفليها من الطابق الثاني فتفقد وعيها وينكسر عنقها وينزف الصغار حتى الموت، ثم يتبعهم الجندي فيطلق النار على الطفلين وأمهما.. وقيل ان عبدالله عيضة الرزامي كان يختبئ في ذلك المنزل، ولكن ما دخل هؤلاء الأبرياء.
التمثيل بالجثث وربطها إلى مؤخرة السيارات بعد إحراقها وسحبها يومي الجمعة والسبت 2005/4/9 -8م في شوارع صعدة على اعتبار اصحابها من قبائل همدان بن زيد أو الشباب المؤمن.. لقطة تذكرنا بما حدث للمارينز الامريكان في الصومال عام 1992م.
إحراق مجاميع من العجزة والشبان يقدرون بنحو 230 شخصاً احتموا بملاجئ بدائية تحت الارض في الرزامات، ورش غازات محرمة دولياً على المزارع وإحراق الاسرى بعد استسلامهم لقوات الرئيس في منطقة دماج، وهم يصرخون (لا إله الا الله محمد رسول الله).
قتل 150 شخصاً بعد وضعهم في حفرة جماعية وإطلاق النار عليهم وأيديهم مقيدة بحبال.
محاولة الاعتداء والاغتصاب الجنسي لعشر نساء وقتلهن بسبب مقاومتهن دفاعاً عن الشرف. هي إذن تصفية عرقية وإبادة جماعية ضد أبناء قبيلة (همدان بن زيد) والشيعة الزيدية، وليست حرباً نظامية لاخماد ما تزعم السلطة انه تمرد. وتكفي قراءة ما سطرته صحيفة 26 سبتمبر الحكومية عن نظرية (الاقتلاع) العرقي قبل ذلك بأسبوع لنعلم عمق الدوافع الشيطانية لمجازر صعدة الجديدة بعد أقل من 8 أشهر على نهاية المذابح العرقية والسلالية الاولى التي انتهت في 10 سبتمبر 2004م في منطقة مران، محافظة صعدة ضد آل البيت وعلماء الزيدية وأتباعهم.
مذبحة لا وساطة:
لماذا رفض العميد علي محسن الاحمر استقبال وفد الوساطة الذي رأسه الشيخ أحمد ناصر البعران، هل للرفض علاقة بالمجازر التي حصلت في نفس اليوم لوصول الوسطاء الجمعة 8 ابريل 2005م وما تلاها من ابادة وعقاب جماعي للمدنيين صبيحة السبت، والأحد والاثنين والثلاثاء في الرزامات ونشور وآل شافعة. مصدر مسؤول ينفي في صحيفة 26 سبتمبر بتاريخ 14 ابريل 2005م ما نشرته الشورى عن رفض العميد علي محسن تسهيل مهمة وصول وفد الوساطة أو حتى استقباله، وزادت 26 سبتمبر ان العميد (قائد المنطقة الشمالية الغربية استقبل الشيخ البعران ومن معه، ورحب بهم وعرض عليهم المساعدة في تسهيل مهمتهم بتوفير سيارة ومرافقين لحمايتهم وضمان سلامتهم، وان ذلك يأتي بتوجيهات من فخامة الرئيس). اقتصرت مهمة الوسطاء على إبلاغ العلامة بدرالدين الحوثي والشيخ عبدالله عيضه الرزامي برسالة خطية من الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر بمنحهم وجه الأمان مقابل وصولهم إلى صنعاء ووقف القتال بين الطرفين، لكن العميد علي محسن لم يكن يسيطر عملياً على بقية الوحدات العسكرية المشاركة في اقتحام الرزامات، وفي مقدمتها، الحرس الجمهوري، والقوات الخاصة التي يقودها باللاسلكي ابن الرئيس احمد علي عبدالله صالح، وهي القوات الاساسية في معركة الرزامات، نشور التي ليس للعميد وصاية عليها في الميدان، واقتصر دوره على الاشراف العام، دون التدخل في التفاصيل الحربية.. وعندما وصل علي محسن خبر سحل سبعة اشخاص بعد إحراقهم في شوارع صعدة لم يتحرك للتحقيق واستدعاء الجناة في هذه الجريمة واحالتهم للقضاء العسكري، بل تحول الموضوع إلى اتهام بين مدير أمن صعدة وقائد المنطقة الشمالية (راجع الشورى العدد الماضي.. بشأن الواقعة والمختفين). درجة التعبئة العنصرية ضد قبائل همدان بن زيد أفقدت السلطة رشدها، وتعاملت بوحشية بعد ذلك حتى مع المدنيين المحتمين بالملاجئ والأسرى، فالحرب ذات طابع عرقي تصفوي انتقامي وعقاب جماعي شمل النساء والأطفال والشيوخ في الرزامات ونشور وآل شافعة على خلفية فشل قوة من الكوماندوز (الحرس الجمهوري) الذي يقوده ابن الرئيس يوم 28 مارس 2005م في اختطاف أو اغتيال العلامة بدر الدين الحوثي (83) عاماً وعبدالله عيضه الرزامي (47) عاماً. وساطة وهمية لم تربط السلطة في أي من تصريحاتها حتى الآن بين رفضها للوساطة وما حدث في مدينة صعدة في اليوم نفسه الجمعة 2005/4/8م عندما تسلل 30 من أبناء قبيلة (معاذ رحبان) إلى المدينة للانتقام لتدمير بيوتهم وقتل اطفالهم واهلهم على أيدي جيش الرئيس وابنه، فالسلطة تعلم ان العملية ثأر قبلي (عرقي) ضدها لا علاقة له بعرقلة الوساطة من قبل الطرف الآخر، وإلا استغلت (هجوم الجمعة) على المدينة لادانة الحوثي والرزامي باعاقة الحلول السلمية!!. وإذا علمنا ان العمليات العسكرية للسلطة انتهت رسمياً قبل وصول وفد الوساطة إلى صعدة بيومين أي في يوم الاربعاء 2005/4/6م فإن قبول الرئيس للوساطة (المتأخرة) لا تعدو ان تكون مجرد تمثيلية ارادت السلطة من ورائها تحسين صورتها اعلامياً امام الآخرين، وإرضاء الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر باعتباره اعطى وجه الأمان للحوثي والرزامي. فالرئيس علي عبدالله صالح لدى استقباله وزير الخارجية الدانمركي قال يوم الثلاثاء 12 أبريل 2005م: (وقد انتهى التمرد فعلياً يوم الاربعاء الماضي) الأمر الذي يدل على ان الوساطة الوهمية بعد ذلك بتاريخ 2005/4/8م كانت قد شبعت موتاً. وبعد سيطرة الكارثة رسمياً على الاوضاع في الرزامات، نشور، آل شافعة، ساقين، قامت السلطة بالاستخدام المفرط للقوة ضد المدنيين بعد انسحاب المدافعين من المناطق المذكورة إلى مناطق أخرى، مثل دماج، البقعة، ما يدل على شهوة الانتقام الوحشي، وما تبعها من عمليات تدمير للقرى والملاجئ والبيوت على رؤوس النساء والاطفال، والقتل الجماعي، باستخدام غازات ابادة وإحراق الجثث الشبيه بأفران الغاز التي استخدمها النازيون لقتل اليهود في ألمانيا في الحرب العالمية الثانية. الوساطة إذن هي غطاء للمذابح اللاحقة، لكن قبول مبدأ الوساطة يدين السلطة، ولا يبرئها فالوساطة تدل على قناعة السلطة الكاملة بتوافر وسائل أخرى غير دموية للحلول، والحاجة إلى الحل العسكري (الدموي) مبالغ فيها، وحدث خارج القانون والدستور والمؤسسات الشرعية التي عرقل حزب السلطة الحاكم (المؤتمر) عقد جلسات البرلمان لتدارس الأوضاع وإرسال لجنة لتقصي الحقائق، بما يدل على الاستقواء بالاغلبية البرلمانية في التعتيم على المذابح وتمرير الإبادة الجماعية والعقاب الجماعي للسكان. وتعتبر كتل المعارضة في البرلمان الاصلاح، الاشتراكي، الناصري الوحدوي متواطئة فيما حصل، عدا من صوت حر وشجاع للاستاذ عبدالوهاب الآنسي الذي نبه إلى تورط السلطة ومغبة التدخل الخارجي في اليمن بسبب الكارثة اللاإنسانية. أما بيانات اللقاء المشترك (المعارض) فهي أقرب إلى ادانة الضحايا حين تربط ما حدث من استخدام مفرط للقوة خارج القانون وبين نغمة الدعوات المذهبية والسلالية التي وظفتها السلطة لتصفية قبائل همدان والشيعة الزيدية، وربما للهجة البيان الرخوة علاقة بالدعم المالي الفصلي الذي سوف تتلقاه الأحزاب نهاية هذا الشهر بعد مصادقة السلطة عليه! أحسنوا القتل! لم تكن الحرب الأخيرة سوى التعبير الطافح عن ثقافة الكراهية القبلية والدينية والعنصرية ضد الآخر بما يعكس عدم قدرة الرئيس على التكيف مع وضعه القائم في هرم السلطة باعتباره زعيماً وطنياً، لا باعتباره رئيس قبيلة تحكم وتُخضع لوصايتها قبائل ومناطق أخرى، وكأنه يعيش اغتراباً وطنياً. ما حدث في صعدة منذ الصيف الماضي إلى اليوم فتح شهية السلطة لتصفيات عرقية باستخدام غطاء وشعارات الدولة والنظام والقانون لا باعتبار ان ما يحدث في الواقع هو بين قبيلة (السلطة) وقبيلة أخرى أو جماعة دينية.. ويكفي اعتماد سلطة الحكم القبلي في اليمن لمبدأ (الوساطة) مع خصومها للدلالة على انها تعامل مواطني صعدة باعتبارهم مواطني دولة أخرى في أحسن الاحوال، عدا اعتراف تركيبة الحكم القبلي العائلي (لا شعورياً) بأن جيش السلطة هو (جيش قبيلة) يواجه قبيلة أخرى، وان المذابح والإبادة والانتقام الجماعي هي تعبير لطريقة القبيلة التقليدية (المتوحشة) في الانتقام من قبيلة أو جماعة مغايرة لا يعكس أصول وأخلاق الجيش النظامي لدولة يفترض انها تعيش (مجازاً في القرن الحادي والعشرين). لعل حضور مبدأ (الوساطة) في الجرائم المرتكبة ضد الانسانية في اليمن، الذي لجأت اليه أحزاب المعارضة يشجع على تمادي السلطة وبغيها، ويتيح لها التستر امام المجتمع الانساني على نوع الجريمة وحجمها عند لجوء أهالي الضحايا والمتضررين للتقاضي أمام المحكمة الجنائية الدولية أو تقديم شكوى للجامعة العربية. ولكن بحسب تعبير الامريكي (بول فندلي) من يجرؤ على الكلام ويؤطر السلطة على وقف الجريمة، بما في ذلك هيئات ومنظمات الأمم المتحدة الانسانية في اليمن التي يبدو أنها قد بدأت تتكيف مع الوضع.
هوامش: الشيعة الزيدية -توصيف اصطلاحي لتمييز الملتزمين بفكر ونهج المذهب الزيدي، بينما الزيدية منفردة قد تطلق على المحسوبين على المذهب الزيدي بحكم انتمائهم المناطقي فقط لا باعتبار التزامهم العقائدي للمذهب، فليس كل من ينتمي إلى شمال الشمال زيدياً في المذهب، كما انه ليس كل من ينتمي إلى المناطق الوسطى في إب أو تعز شافعياً بالضرورة إلا في التقسيم الجهوي المناطقي، وليس نسبة إلى الالتزام بمذهب الشافعي نفسه. والأحداث الأخيرة قد ميزت من ينتمون إلى الزيدية ويتشيعون عقائدياً ومن هم محسوبون على المذهب مناطقياً، فقط دون التزام بالفكر والمنهج والأصول.
عندما نصل إلى مرحلة الفناء على المنهج القويم ، أعتقد أنا قد وصلنا إلى خير عظيم .


-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 1041
- اشترك في: السبت مارس 19, 2005 9:03 pm
صعدة.. بوادر الانفراج وصقور الفتنة
عبد الفتاح الحكيمي
الشورى : عدد 505 الأربعاء 18 مايو 2005 م
في مغرب يوم الخميس 9 سبتمبر 2004م ألقت طائرة أجنبية مجهولة قنابل الكهوف على جرف سلمان في منطقة مران -صعدة حيث كان يتواجد بداخل الجرف العلامة المجدد حسين بدر الدين الحوثي وزوجتاه وابناءه وبناته إضافة إلى بعض اخوته وأبناء عمه وعلماء شباب أمثال العلامة زيد مصلح ومحسن الحمزي.. ومجموعة من جرحى المواجهات يتلقون العلاج في الجرف. بحسب إفادة أحد الموجودين في الجرف (الكهف) بعد وقوع الحادث كان كل شيء قد نفد عليهم قبل يومين الماء والطعام والذخيرة، واضطروا لأكل الحبوب النيئة من شدة الجوع.. وفجأة انفجرت كتله هائلة في مدخل الغار الحصين، تبعتها ضربات أخرى من الطائرة المجهولة واضاءة واشتعال في مؤخرة الكهف وحالة اختناق فقد الجميع على اثرها الوعي. والمفارقة ان السيد حسين الحوثي الذي اتخذ مكانه في بوابة الجرف مباشرة تعرض لاصابة شظية في رجله اليمني فقط تبعها اغماء مؤقت بتأثير مواد كيماوية دخانية، سرعان ما عاد إلى وعيه بعد نصف ساعة يتفقد المصابين ويطمئن عليهم وقال للجميع احتسبوا ما أصابكم لله تعالى، وفي صباح الجمعة 10 سبتمبر 2004م بعد أن صلى بهم الفجر صعد العلامة الحوثي أعلى الجرف بصحبة أحد ابنائه وشخص آخر للتفاوض بشأن وصوله إلى صنعاء لمقابلة الرئيس علي عبدالله صالح بحسب طلب الأخير له. وفعلاً اصطحبه مجموعة ضباط إلى مكان غير معروف على متن طائرة هيلوكبتر. أصدر السيد العلامة بدرالدين الحوثي (الأب) بعد ذلك بيومين 12 سبتمبر 2004م بياناً يحمل فيه السلطة المسؤولية عن سلامة ابنه حسين، الذي قيل انه تلقى العلاج من اثر الشظية في رجله بالعاصمة صنعاء، وغادر بعدها إلى مكان غير معلوم وسط حراسة مشددة. وروى البعض ان السيد حسين الحوثي غادر بمساعدة بعض الاشخاص إلى دولة غير محددة. في 20 سبتمبر 2004م وقَّع قائد المنطقة الشمالية الغربية (علي محسن الأحمر) ممثلاً عن السلطة والشيخ عبدالله عيضه الرزامي عن جماعة الشباب المؤمن والشيخ شاجع بن شاجع اتفاق صلح قضى بوقف العمليات والاقتتال بين الطرفين وعودة الوحدات العسكرية إلى مواقعها والافراج عن كل معتقلي الشباب المؤمن القدامى والجدد في عامي 2004-2003م وعددهم 3000 شخص وتعويض المتضررين عن بيوتهم واملاكهم وعودة الموظفين المسرحين إلى اعمالهم والسماح بتحفيظ القرآن الكريم وترديد الشعار الشهير. ومن باب حسن النية أذعن العلامة بدر الدين الحوثي والشيخ عبدالله عيضه الرزامي لمطلب الرئيس بمغادرة صعدة والبقاء في صنعاء مقابل تنفيذ السلطة لحقوق الشباب المؤمن، ولم يحرر الوالد بدرالدين حفظه الله أي وثيقة التزام بخطه بشأن إقامته في صنعاء، أما الوثيقة التي تحدث عنها الرئيس يوم السبت الماضي 14 مايو 2005م وقع عليها الشيخ عبدالله الرزامي والاستاذ عبدالملك الحوثي يحددان فيها التزامهما باتفاقية (الرزامات) يوم 20 سبتمبر 2005م فقط لا غير. في 11 مارس 2005م غادر السيد بدرالدين الحوثي حفظه الله صنعاء إلى صعدة لحضور حفل زواج إحدى بنات نجله السيد حسين على شاب يدعى (يوسف المداني) وبعد ان تجاهل الرئيس مقابلته.. بعد أسبوع فقط في 18 مارس 2005م قتلت قوات الامن الحكومية في صعدة 4 أشخاص داخل سوق الطلح الشهير ينتمون إلى قبائل همدان بن زيد، ادعت انهم كانوا ملاحقين من قبل السلطات وينوون شراء اسلحة من السوق (الرسمي)، وبذلك تكون السلطة هي الطرف الذي بدأ في نقض الصلح والاتفاق رسمياً. في 27 مارس 2005م هاجمت مجاميع قبلية من الرزامات بعض معسكرات الجيش والنقاط العسكرية انتقاماً لابنائها القتلى.. وفي اليوم التالي 28 مارس خططت السلطة لتنفيذ عملية كومندوز لاختطاف السيد بدرالدين الحوثي الذي كان في ضيافة الشيخ عبدالله الرزامي وقبائل همدان بن زيد لكن الخطة فشلت، ثم توسعت دائرة المواجهات بين الجيش والقبائل الموالية لـ(آل البيت). والحقيقة ان الرئيس علي عبدالله صالح كان قد عزم جدياً اطلاق سراح المعتقلين من الشباب المؤمن على اثر مغادرة العلامة بدرالدين الحوثي صنعاء إلى صعدة بما يشبه الاحتجاج وكذلك رغبة الرئيس في احتواء الموقف الخطير بعد حادثة 18 مارس التي قتل فيها الامن الحكومي 4 من أبناء الشيخ الرزامي في سوق (الطلح)، ومهدت لخبر الافراج عن المعتقلين الصحف الحكومية بتاريخ 24 مارس 2005م ومنها صحف الثورة و 14 أكتوبر، الجمهورية، و 26 سبتمبر التي ذكرت ان السلطة سوف تفرج عن معتقلي الشباب المؤمن وأيضاً عن العالمين مفتاح والديلمي بعد أن أصدر الرئيس عفواً متأخراً عن الاستاذ عبدالكريم الخيواني رئيس تحرير صحيفة الشورى الذي صدر ضده حكم كيدي في معمعة حرب صعدة الاولى لارضاء رئيس الجمهورية الذي أزعجته تغطية الشورى لتفاصيل الاحداث الحقيقية في مران وقبل ذلك فتح الصحيفة ملف (توريث الحكم). صقور الفتنة بعض أجنحة آلصقور في الجيش، الحرس الجمهوري والطيران والمدرعات فضلت استمرار اراقة الدماء والحل العسكري على الوساطة السلمية الأمر الذي وسع دائرة الانتقام بين الطرفين وتحولت إلى ثأرات مذهبية وقبلية ضد الشيعة الزيدية والهاشميين وآل البيت بحكم التعبئة الفكرية العقائدية العنصرية للجيش في حربي صعدة الاولى والثانية. في الحرب الاولى لم توقف السلطة عملياتها العسكرية من طرف واحد إلا بعد اعتقال العلامة.. حسين بدرالدين الحوثي.. حتى حين هاجمت القبائل بعض النقاط العسكرية وقتلت بعض الجنود بعد 10 سبتمبر صرفت السلطة النظر عن الامر، وأذعنت لمطالب الشيخ الرزامي الذي وقع معها (الصلح) بالانابة عن الشباب المؤمن واتباع الحوثي.. وفي حرب صعدة الثانية التي بدأت عملياً باعتداء قوات الأمن الحكومية، وخرق الصلح رسمياً بتاريخ 18 مارس 2005م، فإن السلطة مع كل هذه الخروقات ربطت مصير أهل صعدة كلهم بمصير شخصين لم تتمكن من القاء القبض عليهم أو قتلهم، وهما العلامة بدرالدين الحوثي والشيخ عبدالله عيضه الرزامي. ويرجع تشدد السلطة في رفض الوساطات في الحرب الجديدة التي عرضها شيوخ صعدة والعلماء إلى سببين: الأول: الطابع المذهبي للمعركة التي تتبناها قيادات ميدانية في الجيش ضد الشيعة الزيدية. الثاني: أسلوب المقامرة والتحدي الشخصي الذي ظهر إلى السطح بعد فشل قوات كومندوز تتبع (الحرس الجمهوري) الذي يقوده ابن الرئيس في اختطاف العلامة بدرالدين الحوثي أو تصفيته الجسدية مع الشيخ الرزامي. أما الطرف الثاني الذي يمثله الحوثي (الأب) والشيخ الرزامي فقد رفضوا الوساطات بتسليم أنفسهم إلى الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر الذي منحهم وجه الأمان (دون ضمانات) لجملة أسباب أبرزها: أولاً: أن السلطة لم تلتزم باتفاق الصلح السابق بين الطرفين الموقع في 20 سبتمبر 2004م وخرقته بقتل 4 من أبناء الرزامات في سوق الطلح يوم 18 مارس 2005م. ثانياً: إظهار السلطة سوء النية يوم 28 مارس 2005م في محاولة تصفية الحوثي الاب والشيخ الرزامي دموياً، وما لحق ذلك من قتل وتصفية قبائل همدان بن زيد وتدمير بيوتهم واحراق مزارعهم وممتلكاتهم على يد جيش السلطة. ثالثاً: فقدان الثقة بالسلطة التي تكتمت على مصير العلامة حسين الحوثي واخفاء مصيره إلى اليوم وخشية الحوثي الاب والرزامي من الغدر بهم حال وصولهم إلى صنعاء. رابعاً: رفض السلطة مقدماً لمطالبهم المتفق عليها في الصلح السابق والتي تجددت بمضمونها مع وساطة الشيخ أحمد البعران يوم الجمعة 8 أبريل 2005م حين رفض العميد علي محسن استقبال (البعران) بحسب صحيفة الشورى. خامساً: هجوم الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر على العلامة بدرالدين الحوثي عبر الصحافة ووصفه بـ(الشرذمة الشيعية) بعد ان اعطى وجه الأمان للحوثي والرزامي. سادساً: استمرار السلطة بالعمليات العسكرية الجوية والبرية في منطقة (النقعة) صعدة لملاحقة الرموز الدينية والقبلية للطرف الآخر. سابعاً: ترسيخ قناعة بأن استهداف السلطة لهم مذهبي فكري قبل ان يكون شخصياً. بوادر انفراج الاسبوع الماضي بدأ يلوح انفراج جديد في مسار الوساطات تمثل بالرسالة التي وقعها بتاريخ 2005/5/10م كل من العلامة بدرالدين الحوثي والشيخ عبدالله الرزامي واوصلها للرئيس علي عبدالله صالح بتاريخ 2005/5/10م القائم بالوساطة بين الطرفين الشيخ شاجع بن شاجع وتتضمن ترحيب الحوثي (الأب) والرزامي بفكرة الوساطة والوصول إلى صنعاء او من يمثلهم، بعد ان يوقف الجيش العمليات العسكرية ضدهم، عدا ان الرسالة ردت بوضوح على المرجفين والمروجين لاكذوبة ان الحوثي يرفض النظام الجمهوري وسلطة الرئيس وورد فيها (لم يسبق منا في الماضي ولم يحصل في الحاضر ان رفضنا النظام الجمهوري او الرئيس فلا تصدقوا شائعات المنافقين واكاذيب الحاقدين والمغرضين). وبذلك تقطع رسالة الحوثي على الرئيس والجنرالات أية ذريعة لشن الحرب في صعدة باسم الدفاع عن النظام الجمهوري او الطعن في ولاية الرئيس، خصوصاً بعد ما شاع ان السلطة خاضت الحرب بتأثير المقابلة التي نشرتها صحيفة الوسط يوم 16 مارس الماضي مع العلامة بدرالدين الحوثي التي فسرها المرضى على انها دعوة صريحة إلى حصر الولاية في البطنين ورفض ولاية الرئيس علي عبدالله صالح. استغلت السلطة ما نشرته صحيفة الوسط للتضليل الاعلامي فقط وتبرير عدوانها الجديد الذي بدأ بقتل 4 من أبناء الرزامات يوم 18 مارس ثم رد القبائل يوم 27 مارس نفسه بالهجوم على بعض المعسكرات وكان على السلطة باعتبارها الطرف القوي والبادئ ايضاً التحلي بضبط النفس كما فعلت ذلك حينما تغاضى العميد علي محسن بتأثير انتصاره في مران في 12 سبتمبر الماضي عن هجوم قبائل همدان على بعض النقاط وقتل ضابطين وعشرة جنود. عدم انكار الحوثي الاب النظام الجمهوري وعدم رفضه لسلطة الرئيس يضع السلطة في عنق الزجاجة باعتبار ان بيدها مفاتيح الازمة وبيدها خيارات التصعيد ووصول العلامة الحوثي والشيخ الرزامي إلى صنعاء أو من يمثلهم سيعيد الطرفين إلى مربع اتفاق 20 سبتمبر 2004م (وأما إذا استمر الظلم من قتل وتدمير وسجن وتشريد ومصادرة للممتلكات وغير ذلك فإن المشكلة لن تحل وإنما تزداد تعقيداً وتكبر الهوة). الرئيس دون ريب حصل على نصر (معنوي) كبير على ذمة النظام الجمهوري وعدم انكار شرعيته في الحكم رغم ان التشكيك بموقف الوالد بدرالدين الحوثي من هذه المسائل مفتعل من أصله. في الإعلام الرسمي لكن هذا الاعتراف قد يتحول إلى ادانة للرئيس والسلطة معاً حين يتنكرون لالتزامهم بقيم الجمهورية ويتمادون في التصعيد وانتهاك حقوق المواطنة في صعدة، بل قد يكون الثمن هو سحب الاعتراف حال تنصلت السلطة عن تعهداتها باحترام حق هؤلاء المظلومين في حياة كريمة آمنة لا تقتل فيها نفس بريئة ولا يدنس عرض ولا ينهب فيها مال أو تهدم بيوت على رؤوس أهلها بغياً بغير حق. الحقيقة أن الرئيس لا تنقصه الشجاعة في مراجعة النفس ولا تنقصه النخوة حين يأنس إلى نفسه بعيداً عن وسوسة بعض المستشارين الذين ظنوا أن الرئيس فقد نعمة التمييز بين الخير والشر وبين الظلم والحق، أما تكرار الرئيس لكلام أن أحداث صعدة قادها الجناح العسكري في حزب الحق واتحاد القوى الشعبية، فهو لا يخفي حقيقة ان السلطة تتحمل المسؤولية التاريخية عن الكارثة وإن كانت رغبة الرئيس هي محاولة التأثير على سير إجراءات التقاضي في الدعوى التي رفعها اتحاد القوى الشعبية ضد صحيفة 26 سبتمبر والكاتب الذي اقتبس منه الرئيس هذا الاتهام الخطير، وتحول آلى نغمة جديدة ضمن خطاب التخوين والتكفير السياسي.
عبد الفتاح الحكيمي
الشورى : عدد 505 الأربعاء 18 مايو 2005 م
في مغرب يوم الخميس 9 سبتمبر 2004م ألقت طائرة أجنبية مجهولة قنابل الكهوف على جرف سلمان في منطقة مران -صعدة حيث كان يتواجد بداخل الجرف العلامة المجدد حسين بدر الدين الحوثي وزوجتاه وابناءه وبناته إضافة إلى بعض اخوته وأبناء عمه وعلماء شباب أمثال العلامة زيد مصلح ومحسن الحمزي.. ومجموعة من جرحى المواجهات يتلقون العلاج في الجرف. بحسب إفادة أحد الموجودين في الجرف (الكهف) بعد وقوع الحادث كان كل شيء قد نفد عليهم قبل يومين الماء والطعام والذخيرة، واضطروا لأكل الحبوب النيئة من شدة الجوع.. وفجأة انفجرت كتله هائلة في مدخل الغار الحصين، تبعتها ضربات أخرى من الطائرة المجهولة واضاءة واشتعال في مؤخرة الكهف وحالة اختناق فقد الجميع على اثرها الوعي. والمفارقة ان السيد حسين الحوثي الذي اتخذ مكانه في بوابة الجرف مباشرة تعرض لاصابة شظية في رجله اليمني فقط تبعها اغماء مؤقت بتأثير مواد كيماوية دخانية، سرعان ما عاد إلى وعيه بعد نصف ساعة يتفقد المصابين ويطمئن عليهم وقال للجميع احتسبوا ما أصابكم لله تعالى، وفي صباح الجمعة 10 سبتمبر 2004م بعد أن صلى بهم الفجر صعد العلامة الحوثي أعلى الجرف بصحبة أحد ابنائه وشخص آخر للتفاوض بشأن وصوله إلى صنعاء لمقابلة الرئيس علي عبدالله صالح بحسب طلب الأخير له. وفعلاً اصطحبه مجموعة ضباط إلى مكان غير معروف على متن طائرة هيلوكبتر. أصدر السيد العلامة بدرالدين الحوثي (الأب) بعد ذلك بيومين 12 سبتمبر 2004م بياناً يحمل فيه السلطة المسؤولية عن سلامة ابنه حسين، الذي قيل انه تلقى العلاج من اثر الشظية في رجله بالعاصمة صنعاء، وغادر بعدها إلى مكان غير معلوم وسط حراسة مشددة. وروى البعض ان السيد حسين الحوثي غادر بمساعدة بعض الاشخاص إلى دولة غير محددة. في 20 سبتمبر 2004م وقَّع قائد المنطقة الشمالية الغربية (علي محسن الأحمر) ممثلاً عن السلطة والشيخ عبدالله عيضه الرزامي عن جماعة الشباب المؤمن والشيخ شاجع بن شاجع اتفاق صلح قضى بوقف العمليات والاقتتال بين الطرفين وعودة الوحدات العسكرية إلى مواقعها والافراج عن كل معتقلي الشباب المؤمن القدامى والجدد في عامي 2004-2003م وعددهم 3000 شخص وتعويض المتضررين عن بيوتهم واملاكهم وعودة الموظفين المسرحين إلى اعمالهم والسماح بتحفيظ القرآن الكريم وترديد الشعار الشهير. ومن باب حسن النية أذعن العلامة بدر الدين الحوثي والشيخ عبدالله عيضه الرزامي لمطلب الرئيس بمغادرة صعدة والبقاء في صنعاء مقابل تنفيذ السلطة لحقوق الشباب المؤمن، ولم يحرر الوالد بدرالدين حفظه الله أي وثيقة التزام بخطه بشأن إقامته في صنعاء، أما الوثيقة التي تحدث عنها الرئيس يوم السبت الماضي 14 مايو 2005م وقع عليها الشيخ عبدالله الرزامي والاستاذ عبدالملك الحوثي يحددان فيها التزامهما باتفاقية (الرزامات) يوم 20 سبتمبر 2005م فقط لا غير. في 11 مارس 2005م غادر السيد بدرالدين الحوثي حفظه الله صنعاء إلى صعدة لحضور حفل زواج إحدى بنات نجله السيد حسين على شاب يدعى (يوسف المداني) وبعد ان تجاهل الرئيس مقابلته.. بعد أسبوع فقط في 18 مارس 2005م قتلت قوات الامن الحكومية في صعدة 4 أشخاص داخل سوق الطلح الشهير ينتمون إلى قبائل همدان بن زيد، ادعت انهم كانوا ملاحقين من قبل السلطات وينوون شراء اسلحة من السوق (الرسمي)، وبذلك تكون السلطة هي الطرف الذي بدأ في نقض الصلح والاتفاق رسمياً. في 27 مارس 2005م هاجمت مجاميع قبلية من الرزامات بعض معسكرات الجيش والنقاط العسكرية انتقاماً لابنائها القتلى.. وفي اليوم التالي 28 مارس خططت السلطة لتنفيذ عملية كومندوز لاختطاف السيد بدرالدين الحوثي الذي كان في ضيافة الشيخ عبدالله الرزامي وقبائل همدان بن زيد لكن الخطة فشلت، ثم توسعت دائرة المواجهات بين الجيش والقبائل الموالية لـ(آل البيت). والحقيقة ان الرئيس علي عبدالله صالح كان قد عزم جدياً اطلاق سراح المعتقلين من الشباب المؤمن على اثر مغادرة العلامة بدرالدين الحوثي صنعاء إلى صعدة بما يشبه الاحتجاج وكذلك رغبة الرئيس في احتواء الموقف الخطير بعد حادثة 18 مارس التي قتل فيها الامن الحكومي 4 من أبناء الشيخ الرزامي في سوق (الطلح)، ومهدت لخبر الافراج عن المعتقلين الصحف الحكومية بتاريخ 24 مارس 2005م ومنها صحف الثورة و 14 أكتوبر، الجمهورية، و 26 سبتمبر التي ذكرت ان السلطة سوف تفرج عن معتقلي الشباب المؤمن وأيضاً عن العالمين مفتاح والديلمي بعد أن أصدر الرئيس عفواً متأخراً عن الاستاذ عبدالكريم الخيواني رئيس تحرير صحيفة الشورى الذي صدر ضده حكم كيدي في معمعة حرب صعدة الاولى لارضاء رئيس الجمهورية الذي أزعجته تغطية الشورى لتفاصيل الاحداث الحقيقية في مران وقبل ذلك فتح الصحيفة ملف (توريث الحكم). صقور الفتنة بعض أجنحة آلصقور في الجيش، الحرس الجمهوري والطيران والمدرعات فضلت استمرار اراقة الدماء والحل العسكري على الوساطة السلمية الأمر الذي وسع دائرة الانتقام بين الطرفين وتحولت إلى ثأرات مذهبية وقبلية ضد الشيعة الزيدية والهاشميين وآل البيت بحكم التعبئة الفكرية العقائدية العنصرية للجيش في حربي صعدة الاولى والثانية. في الحرب الاولى لم توقف السلطة عملياتها العسكرية من طرف واحد إلا بعد اعتقال العلامة.. حسين بدرالدين الحوثي.. حتى حين هاجمت القبائل بعض النقاط العسكرية وقتلت بعض الجنود بعد 10 سبتمبر صرفت السلطة النظر عن الامر، وأذعنت لمطالب الشيخ الرزامي الذي وقع معها (الصلح) بالانابة عن الشباب المؤمن واتباع الحوثي.. وفي حرب صعدة الثانية التي بدأت عملياً باعتداء قوات الأمن الحكومية، وخرق الصلح رسمياً بتاريخ 18 مارس 2005م، فإن السلطة مع كل هذه الخروقات ربطت مصير أهل صعدة كلهم بمصير شخصين لم تتمكن من القاء القبض عليهم أو قتلهم، وهما العلامة بدرالدين الحوثي والشيخ عبدالله عيضه الرزامي. ويرجع تشدد السلطة في رفض الوساطات في الحرب الجديدة التي عرضها شيوخ صعدة والعلماء إلى سببين: الأول: الطابع المذهبي للمعركة التي تتبناها قيادات ميدانية في الجيش ضد الشيعة الزيدية. الثاني: أسلوب المقامرة والتحدي الشخصي الذي ظهر إلى السطح بعد فشل قوات كومندوز تتبع (الحرس الجمهوري) الذي يقوده ابن الرئيس في اختطاف العلامة بدرالدين الحوثي أو تصفيته الجسدية مع الشيخ الرزامي. أما الطرف الثاني الذي يمثله الحوثي (الأب) والشيخ الرزامي فقد رفضوا الوساطات بتسليم أنفسهم إلى الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر الذي منحهم وجه الأمان (دون ضمانات) لجملة أسباب أبرزها: أولاً: أن السلطة لم تلتزم باتفاق الصلح السابق بين الطرفين الموقع في 20 سبتمبر 2004م وخرقته بقتل 4 من أبناء الرزامات في سوق الطلح يوم 18 مارس 2005م. ثانياً: إظهار السلطة سوء النية يوم 28 مارس 2005م في محاولة تصفية الحوثي الاب والشيخ الرزامي دموياً، وما لحق ذلك من قتل وتصفية قبائل همدان بن زيد وتدمير بيوتهم واحراق مزارعهم وممتلكاتهم على يد جيش السلطة. ثالثاً: فقدان الثقة بالسلطة التي تكتمت على مصير العلامة حسين الحوثي واخفاء مصيره إلى اليوم وخشية الحوثي الاب والرزامي من الغدر بهم حال وصولهم إلى صنعاء. رابعاً: رفض السلطة مقدماً لمطالبهم المتفق عليها في الصلح السابق والتي تجددت بمضمونها مع وساطة الشيخ أحمد البعران يوم الجمعة 8 أبريل 2005م حين رفض العميد علي محسن استقبال (البعران) بحسب صحيفة الشورى. خامساً: هجوم الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر على العلامة بدرالدين الحوثي عبر الصحافة ووصفه بـ(الشرذمة الشيعية) بعد ان اعطى وجه الأمان للحوثي والرزامي. سادساً: استمرار السلطة بالعمليات العسكرية الجوية والبرية في منطقة (النقعة) صعدة لملاحقة الرموز الدينية والقبلية للطرف الآخر. سابعاً: ترسيخ قناعة بأن استهداف السلطة لهم مذهبي فكري قبل ان يكون شخصياً. بوادر انفراج الاسبوع الماضي بدأ يلوح انفراج جديد في مسار الوساطات تمثل بالرسالة التي وقعها بتاريخ 2005/5/10م كل من العلامة بدرالدين الحوثي والشيخ عبدالله الرزامي واوصلها للرئيس علي عبدالله صالح بتاريخ 2005/5/10م القائم بالوساطة بين الطرفين الشيخ شاجع بن شاجع وتتضمن ترحيب الحوثي (الأب) والرزامي بفكرة الوساطة والوصول إلى صنعاء او من يمثلهم، بعد ان يوقف الجيش العمليات العسكرية ضدهم، عدا ان الرسالة ردت بوضوح على المرجفين والمروجين لاكذوبة ان الحوثي يرفض النظام الجمهوري وسلطة الرئيس وورد فيها (لم يسبق منا في الماضي ولم يحصل في الحاضر ان رفضنا النظام الجمهوري او الرئيس فلا تصدقوا شائعات المنافقين واكاذيب الحاقدين والمغرضين). وبذلك تقطع رسالة الحوثي على الرئيس والجنرالات أية ذريعة لشن الحرب في صعدة باسم الدفاع عن النظام الجمهوري او الطعن في ولاية الرئيس، خصوصاً بعد ما شاع ان السلطة خاضت الحرب بتأثير المقابلة التي نشرتها صحيفة الوسط يوم 16 مارس الماضي مع العلامة بدرالدين الحوثي التي فسرها المرضى على انها دعوة صريحة إلى حصر الولاية في البطنين ورفض ولاية الرئيس علي عبدالله صالح. استغلت السلطة ما نشرته صحيفة الوسط للتضليل الاعلامي فقط وتبرير عدوانها الجديد الذي بدأ بقتل 4 من أبناء الرزامات يوم 18 مارس ثم رد القبائل يوم 27 مارس نفسه بالهجوم على بعض المعسكرات وكان على السلطة باعتبارها الطرف القوي والبادئ ايضاً التحلي بضبط النفس كما فعلت ذلك حينما تغاضى العميد علي محسن بتأثير انتصاره في مران في 12 سبتمبر الماضي عن هجوم قبائل همدان على بعض النقاط وقتل ضابطين وعشرة جنود. عدم انكار الحوثي الاب النظام الجمهوري وعدم رفضه لسلطة الرئيس يضع السلطة في عنق الزجاجة باعتبار ان بيدها مفاتيح الازمة وبيدها خيارات التصعيد ووصول العلامة الحوثي والشيخ الرزامي إلى صنعاء أو من يمثلهم سيعيد الطرفين إلى مربع اتفاق 20 سبتمبر 2004م (وأما إذا استمر الظلم من قتل وتدمير وسجن وتشريد ومصادرة للممتلكات وغير ذلك فإن المشكلة لن تحل وإنما تزداد تعقيداً وتكبر الهوة). الرئيس دون ريب حصل على نصر (معنوي) كبير على ذمة النظام الجمهوري وعدم انكار شرعيته في الحكم رغم ان التشكيك بموقف الوالد بدرالدين الحوثي من هذه المسائل مفتعل من أصله. في الإعلام الرسمي لكن هذا الاعتراف قد يتحول إلى ادانة للرئيس والسلطة معاً حين يتنكرون لالتزامهم بقيم الجمهورية ويتمادون في التصعيد وانتهاك حقوق المواطنة في صعدة، بل قد يكون الثمن هو سحب الاعتراف حال تنصلت السلطة عن تعهداتها باحترام حق هؤلاء المظلومين في حياة كريمة آمنة لا تقتل فيها نفس بريئة ولا يدنس عرض ولا ينهب فيها مال أو تهدم بيوت على رؤوس أهلها بغياً بغير حق. الحقيقة أن الرئيس لا تنقصه الشجاعة في مراجعة النفس ولا تنقصه النخوة حين يأنس إلى نفسه بعيداً عن وسوسة بعض المستشارين الذين ظنوا أن الرئيس فقد نعمة التمييز بين الخير والشر وبين الظلم والحق، أما تكرار الرئيس لكلام أن أحداث صعدة قادها الجناح العسكري في حزب الحق واتحاد القوى الشعبية، فهو لا يخفي حقيقة ان السلطة تتحمل المسؤولية التاريخية عن الكارثة وإن كانت رغبة الرئيس هي محاولة التأثير على سير إجراءات التقاضي في الدعوى التي رفعها اتحاد القوى الشعبية ضد صحيفة 26 سبتمبر والكاتب الذي اقتبس منه الرئيس هذا الاتهام الخطير، وتحول آلى نغمة جديدة ضمن خطاب التخوين والتكفير السياسي.
عندما نصل إلى مرحلة الفناء على المنهج القويم ، أعتقد أنا قد وصلنا إلى خير عظيم .


-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 1041
- اشترك في: السبت مارس 19, 2005 9:03 pm
مقالات أخرى :
أصحاب مذهب ( السلطة للسلطة ) !
http://img413.imageshack.us/img413/9027/image0015dh.jpg
الهتار والسلطة .. أحسنوا القتل فقط !
http://img344.imageshack.us/img344/1107/image0033sq.jpg
مواجهة الفكر بالحرب
الخوف من الصحوة الزيدية
http://img412.imageshack.us/img412/3194/image0053vo.jpg
http://img412.imageshack.us/img412/1866/image0072ym.jpg
السلطة والأمريكان .. الخوف المزدوج
http://img449.imageshack.us/img449/5242/image0096bk.jpg
أصحاب مذهب ( السلطة للسلطة ) !
http://img413.imageshack.us/img413/9027/image0015dh.jpg
الهتار والسلطة .. أحسنوا القتل فقط !
http://img344.imageshack.us/img344/1107/image0033sq.jpg
مواجهة الفكر بالحرب
الخوف من الصحوة الزيدية
http://img412.imageshack.us/img412/3194/image0053vo.jpg
http://img412.imageshack.us/img412/1866/image0072ym.jpg
السلطة والأمريكان .. الخوف المزدوج
http://img449.imageshack.us/img449/5242/image0096bk.jpg
عندما نصل إلى مرحلة الفناء على المنهج القويم ، أعتقد أنا قد وصلنا إلى خير عظيم .

