مأساة الجمنة اليمنية والدلة.... ربما الكثير لايعرف ماهي الجمنة ... هي إبريق مصنوع من الفخار يستخدم لإعداد القهوة اليمنية ( العربية ) ... أما الدلة اليمنية فتتميز بكبر الحجم وتصنع من النحاس ولها حجم خاص يشبه حجم الجمنة وشكله .. والدلة تستخدم للقهوة أيضا ولكن عند الإحتياج لكمية كبيرة منها ..
الجمنة والدلة لهما دلالات عدة بثقافتنا اليمنية وبأدبياتنا ومساجلاتنا الشعبية ،، لهما إرتباط وثيق بعاداتنا وتقاليدنا العريقة العتيقة الرشيقة الأنيقة الدقيقة الرقيقة ... والأخيرة ربما عبرت عن الرقة وبالتالي عدم الصمود ...
المادة التي صنعت من أجلها الجمنة والدلة ... أصيبت بكارثة ، وهي زراعة البن ففي البداية وخلال وصول الغربيين لسواحلنا ،، قام الإنجليز بزراعة شجرة البن بجزيرة سانت هيلين الإستوائية .. ونجحت العملية ومن ثم نقلت النبتة لأميريكا الجنوبية والوسطى وبغاباتها المطرية نسجت بكائية عزاء البن اليمني ومعها أكثر من مليون فرصة عمل ...
وخلال متابعتي لما عانته الجمنة وأختها الدلة من إذلال وقهر ... وربما كان قهر ذوو القربى أصعب ... ففي خلال متابعاتي لجلسات مجلس الوزراء اليمني الموقر ... لم أراه يوقر الثقافة اليمنية وإنما يوقرها كما تعني الكلمة الصنعانية (ينقرها) فكانت المائدة لذلك المجلس بها الدلة الفارسية الهندية وهي نحاسية يستخدمها في الغالب عرب الشمال .. وهي لاتماثل الدلة اليمنية ولاتضاهيها ... مع العلم أنني أسجل شكري وتقديري ومحبتي لإخوتنا بعمان حيث إحتفظوا بطريقة تقديم القهوة على الطريقة اليمنية الأصيلة كشأن ملابسهم ،، ثم يقدومنها بالدلة اليمنية التي نعرفها ...
وبعد أن تم تعميم حلق اللحاء وتقبيل الوجه بيمننا الميمون كإحدى ثمار التغيير ... فلاعزاء لنا بدلتنا أو جمنتنا أو هندامنا ... سوى الصبر مع أخذ الحيطة والحذر أن لاتأخذ مكانها الدلة الفارسية .. بحيث يتحتم على اليمني أن يصبر على قطرة للشم بالفنجان وحسب ..
ماذكرني بالجمنة هو مشاهداتي المتتابعة للتلفزة الإريتيرية والتي أستطاعت وبكل إقتدار أن تبرز ثقافة البلاد وهويتها الخاصة رغم أنهم قصيري العمر بالتلفزة .... لذا هي فكرة جيدة ،، يجب علينا أن ننصح جماعتنا باليمن أن يستفيدوا من أولئك ... ويعقدوا ندوات تعريفية كما هي الندوات ببلادي حيث وصلت لمئات الألوف من الندوات والمؤتمرات ولم تثمر عن شئ ولم تسفر عن أي تحسن ... ولم يعد لنا لا الجمنة ولا البرد ولا المقطب ..
رأيت الإريتيريين يرممون مدرجات جبلية ويستحدثونها ... وتذكرت أن جماعنا يخربونها ويقطعون الأشجار ... ومنها شجرة البن ويعرون الأراضي فتكن عرضة للإنجراف ... ولاكن لالوم فلاوعي ولاتوعية ولاقدوة ..
مأســــاة .... الجمنة اليمنية .
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 668
- اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
- اتصال:
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 668
- اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
- اتصال: