أخوتي في الله ادعوكم هنا جميعا لصناعة سفينة ادبية - كما صنع الاباء العلماء من قبل وغيرهم من رجال العلم والفكر - هذه السفينة تحتوي على اجمل ما وقف عليه المطالع منكم من ابيات شعرية وحكم ومواعظ وغيرها من المواضيع في اطار الشعر لا في اطار النثر ..! اتمنى أن يروق لكم مقترحي هذا ....!
سوف ابدأ بطرح هذه القصيدة الرائعة التى عثرت عليها في كتاب مقامات الحريري - تأليف أبو محمد القاسم بن علي بن محمد بن عثمان الحريري البصري- عثرت عليها في المقامة السّاويّة .!
قال فيها :
• أيا مَن يدّعي الفَـهْـمْ • • الى كمْ يا أخا الوَهْـمْ
• تُعبّي الـذّنْـبَ والـذمّ • • وتُخْطي الخَطأ الجَـمّ
• أمَا بانَ لـكَ الـعـيْبْ • • أمَا أنْـذرَكَ الـشّـيبْ
• وما في نُصحِـهِ ريْبْ • • ولا سمْعُكَ قـدْ صـمّ
• أمَا نادَى بكَ الـمـوتْ • • أمَا أسْمَعَك الصّـوْتْ
• أما تخشَى من الفَـوْتْ • • فتَحْـتـاطَ وتـهـتـمْ
• فكمْ تسدَرُ في السهْـوْ • • وتختالُ من الـزهْـوْ
• وتنْصَبُّ الى الـلّـهـوْ • • كأنّ الموتَ مـا عَـمّ
• وحَـتّـام تَـجـافـيكْ • • وإبْـطـاءُ تـلافـيكْ
• طِباعاً جمْعـتْ فـيكْ • • عُيوباً شمْلُها انْـضَـمّ
• إذا أسخَطْـتَ مـوْلاكْ • • فَما تقْلَـقُ مـنْ ذاكْ
• وإنْ أخفَقَ مسـعـاكْ • • تلظّيتَ مـنَ الـهـمّ
• وإنْ لاحَ لكَ النّـقـشْ • • منَ الأصفَرِ تهـتَـشّ
• وإن مرّ بك النّـعـشْ • • تغامَـمْـتَ ولا غـمّ
• تُعاصي النّاصِحَ البَـرّ • • وتعْـتـاصُ وتَـزْوَرّ
• وتنْقـادُ لـمَـنْ غَـرّ • • ومنْ مانَ ومـنْ نَـمّ
• وتسعى في هَوى النّفسْ • • وتحْتالُ على الفَـلْـسْ
• وتنسَى ظُلمةَ الرّمـسْ • • ولا تَـذكُـرُ مـا ثَـمّ
• ولوْ لاحظَـكَ الـحـظّ • • لما طاحَ بكَ اللّـحْـظْ
• ولا كُنتَ إذا الـوَعـظْ • • جَلا الأحزانَ تغْـتَـمّ
• ستُذْري الدّمَ لا الدّمْـعْ • • إذا عايَنْتَ لا جـمْـعْ
• يَقي في عَرصَةِ الجمعْ • • ولا خـالَ ولا عــمّ
• كأني بـكَ تـنـحـطّ • • الى اللحْدِ وتـنْـغـطّ
• وقد أسلمَك الـرّهـطْ • • الى أضيَقَ مـنْ سـمّ
• هُناك الجسمُ مـمـدودْ • • ليستـأكِـلَـهُ الـدّودْ
• الى أن ينخَرَ الـعـودْ • • ويُمسي العظمُ قـد رمّ
• ومنْ بـعْـدُ فـلا بُـدّ • • منَ العرْضِ إذا اعتُـدّ
• صِراطٌ جَـسْـرُهُ مُـدّ • • على النارِ لـمَـنْ أمّ
• فكمْ من مُرشـدٍ ضـلّ • • ومـنْ ذي عِـزةٍ ذَلّ
• وكم مـن عـالِـمٍ زلّ • • وقال الخطْبُ قد طـمّ
• فبادِرْ أيّها الـغُـمْـرْ • • لِما يحْلو بـهِ الـمُـرّ
• فقد كادَ يهي العُـمـرْ • • وما أقلعْـتَ عـن ذمّ
• ولا ترْكَنْ الى الدهـرْ • • وإنْ لانَ وإن ســرّ
• فتُلْفى كمـنْ اغـتَـرّ • • بأفعى تنفُـثُ الـسـمّ
• وخفّضْ منْ تـراقـيكْ • • فإنّ المـوتَ لاقِـيكْ
• وسارٍ فـي تـراقـيكْ • • وما ينـكُـلُ إنْ هـمّ
• وجانِبْ صعَرَ الـخـدّ • • إذا ساعـدَكَ الـجـدّ
• وزُمّ اللـفْـظَ إنْ نـدّ • • فَما أسـعَـدَ مَـنْ زمّ
• ونفِّسْ عن أخي البـثّ • • وصـدّقْـهُ إذا نــثّ
• ورُمّ العـمَـلَ الـرثّ • • فقد أفـلـحَ مَـنْ رمّ
• ورِشْ مَن ريشُهُ انحصّ • • بما عمّ ومـا خـصّ
• ولا تأسَ على النّقـصْ • • ولا تحرِصْ على اللَّمّ
• وعادِ الخُلُـقَ الـرّذْلْ • • وعوّدْ كفّـكَ الـبـذْلْ
• ولا تستمِـعِ الـعـذلْ • • ونزّهْها عنِ الـضـمّ
• وزوّدْ نفسَكَ الـخـيرْ • • ودعْ ما يُعقِبُ الضّـيرْ
• وهيّئ مركبَ الـسّـيرْ • • وخَفْ منْ لُـجّةِ الـيمّ
• بِذا أُوصـيتُ يا صـاحْ • • وقد بُحتُ كمَـن بـاحْ
• فطوبى لـفـتًـى راحْ • • بآدابـــيَ يأتَـــمّ
بسم الله الرحمن الرحيم من كتاب : نهاية الأرب في فنون الأدب تأليف الشيخ العالم أحمد بن عبد الوهاب بن محمد بن عبد الدائم القرشي التيمي البكري شهاب الدين النويري 677-733هـ / 1278-1333م
عثرت في الباب الثالث من القسم الأوّل من الفن الثاني على موضوع بعنوان :
الفرق بين المحبة والعشق قال فيه :
قد أكثر الشعراء في وصف ما يحدثه النظر من البلايا، فمن ذلك، قول الفرزدق:
• تزوّدَ منها نظرةً لم تدع له *** فؤاداً، ولم يشعر بما قد تزوّدا.
• فلم أر مقتولاً ولم أر قاتلاً *** بغير سلاح مثلها حين أقصدا.
وقال إبراهيم بن العباس بن صول الكاتب:
• فمن كان يُؤتى من عدوٍّ وحاسدٍ، *** فإنِّي من عيني أُتيتُ ومن قلبي!
• هما اعتوراني نظرةً ثم فكرةً، *** فما أبقيا لي من رقاد ولا لُبِّ!
وقال إسمعيل بن عمار الأعرابيّ:
• عينان مشؤمتان، ويحهما! *** والقلب حيرانُ مُبتلىً بهما.
• عرَّفتاه الهوى لظلمهما، *** يا ليتني قبله عدمتهما!
وقال أبو عبد الله المارستانيّ:
• رماني بها طرفي فلم يُخطِ مقتلي، *** وما كُلُّ من يُرمى تُصاب مقاتله!
• إذا مُتُّ، فابكوني قتيلاً لطرفه *** قتيل عدُوٍّ حاضر ما يُزايله!
وقال ابن المعتزّ:
• متيَّمٌ يرعى نجوم الدُّجى *** يبكي عليه رحمةً عاذلُه!
• عيني أشاطت بدمي في الهوى، *** فابكوا قتيلاً بعضه قاتله!
وقال المتنبي:
• وأناالَّذي اجتلبَ المنيَّة طرفُه *** فمن المطالبُ؟ والقتيل القاتلُ!
وقال ابن المعتز:
• وما أدري، إذا ما جنّ ليلٌ،*** أشوقاً في فؤادي أم حريقاً؟
• ألا يا مقلتيّ، دهيتماني *** بلحظكما فذوقا! ثم ذُوقا!
وقال أبو عبد الله بن الحجاج:
• يا من رأى سُقمي يزي *** دُ وعلَّتي تُعيي طبيبي.
• لا تعجبنَّ فهكذا *** تجني العيون على القلوبِ!
وقال أبو منصور بن الفضل:
• لواحظنا، تجني ولا علم عندها *** وأنفسنا مأخوذةٌ بالجرائرِ.
• ولم أر أغبى من نفوسٍ عفائفٍ *** تُصدِّق أخبار العيون الفواجرِ.
• ومن كانت الأجفان حُجَّاب قلبه *** أذنَّ على أحشائه بالفواقر!
وقال أبو محمد بن الخفاجيّ:
• رمت عينُها عيني، وراحت سليمةً! *** فمن حاكمٌ بين الكحيلة والعبرا؟
• فيا طرفُ، قد حذَّرتك النظرةَ التي *** خلست فما راقبت نهياً ولا زجرا!
• ويا قلبُ، قد أرداكَ من قبلُ مرةً! *** فويحك! لم طاوعته مرةً أخرى؟
وقال عبد المحسن بن غالب الصوريّ:
• ما نظرةٌ إلا لها سكرةٌ *** كأنَّما طرفك خمَّارُ.
• هذا هوىً يصدر عنه جوىً *** يتلوه لوعاتٌ وأفكارُ.
• وهذه أفعالها، هذه! *** ما بعد رأى العين إخبارُ.
• ولم يكن أوّل من غرني! *** كلُّ غرير الطَّرف غرَّارُ!
وقال أبو شجاع الوزير:
• لأعذِّبنَّ العين غير مفكِّرٍ *** فيها، جرت بالدمع أم فاضت دما!
• ولأهجرنَّ من الرُّقاد لذيذه *** حتى يصير على الجفون مُحرَّما!
• سفكت دمي، فلأسفكنّ دموعها *** وهي التي بدأت فكانت أظلما!
• هي أوقعتني في حبائل فتنةٍ: *** لو لم تكن نظرات، لكنت مسلَّما!
وقال آخر عفا الله عنه:
• يا عين أنت قتلتني،*** وجعلت ذنبك من ذنوبي!
• وأراك تهوين الدُّمو --- ع كأنَّها وفق الحبيبِ.
• تالله، أحلف صادقاً *** والصِّدق من شيم الأريبِ!
• لو مُيِّزت نوب الزما *** ن من البعيد إلى القريبِ،
• ما كُنَّ إلا دون ما *** جنت العيون على القلوبِ!
وقال آخر، وأجاد:
• أنا ما بين عدوّي --- نِ هما: قلبي وطرفي.
• ينظر الطَّرف ويهوى ال --- قلب، والمقصود حتفي.
وقال ابن الحريريّ: • فتصبَّرْ، ولا تشمْ كلَّ برقٍ! *** رُبَّ برقٍ فيه صواعق حينِ!
• واغضض الطَّرف، تسترح من غرامٍ *** تكتسي فيه ثوب ذُلٍّ وشينِ.
• فقياد الفتى موافقة النف *** سِ، وبدء الهوى طموح العينِ
هذه المره نذهب مع ايليا ابو ماضي
مسكين هذا الشاعر فقد جعلتنا المدارس نكرهه
لانه دائما ما يكون في المنهج الدراسي ..
ايليا ابو ماضي
هو إيليا بن ظاهر أبي ماضي من كبار شعراء المهجر في أمريكا الشمالية ، ولد في المحيدثة بلبنان عام 1889م وهاجر إلى مصر سنة 1900م وسكن الإسكندرية وأولع بالأدب والشعر حفظاً ومطالعة ونظماً ، وفي عام 1911م أصدر ديوانه الأول ( تذكار المضي ) وهاجر في نفس العام إلى أمريكا وأقام بمدينة سنسناتي واحترف التجارة وفي عام 1916م انتقل إلى نيويورك حيث انظم إلى نخبة الأدباء المهجريين الذين أسسوا الرابطة القلمية وفيها طبع ديوانه الثاني الذي قدم له الشاعر جبران خليل جبران وانصرف منذ ذلك الحين إلى الصحافة فعمل في جريدة مرآة الغرب ثم أصدر جريدة السمير أسبوعية ثم يومية عام 1929م في بروكلن إلى أن توفي بها .
أصدر ديوانه الثالث الذي قدم له الشاعر ميخائيل نعيمة عام 1925م
وفي عام 1940م أصدر ديوانه" الخمائل " وقد نظم بعد ذلك شعر كثير نشرها في الصحف والمجلات في الوطن وفي المهجر.
التينة الحمقاء
وتـيـنة غـضة الأفـنان iiبـاسقةٍ
.........................قـالت لأتـرابها والـصيف iiيحتضر
بئس القضاء الذي في الأرض أوجدني
....................عـندي الجمال وغيري عنده النظر
لأحـبسن عـلى نـفسي عوارفها
..........................فـلا يـبين لـها فـي غـيرها أثر
لـذي الجناح وذي الأظفار بي وطر
..................ولـيس في العيش لي فيما أرى وطر
إنـي مـفصلة ظـلي على جسدي
............................فـلا يـكون بـه طـول ولا قصر
ولـست مـثمرة إلا عـلى ثقةٍ
......................أن لـيس يـطرقني طـير ولا بشر
عـاد الـربيع إلـى الـدنيا بموكبه
..................فازينت واكتست بالسندس الشجر
وظـلت الـتينة الـحمقاء عـاريةً
.........................كـأنها وتـد فـي الأرض أو حجر
ولـم يـطق صاحب البستان رؤيتها
.......................فـاجتثها فـهوت فـي النار تستعر
مـن ليس يسخو بما تسخو الحياةبه
............................فـإنـه أحـمق بـالحرص يـنتحر
مقتطفات من ميمية الشيخ مصطفى البكري ، نقلاً عن كتاب منحة الجواد و تحفة العباد ص ١٥٧ :
إلهي بأهل الذكر و المشهد الأسمى**بمن قد عرفوا فيك المظاهر بالأسما
بنورٍ بدا في غيهب الوهم فانجلــى ** الظلام و ذاك النور ما خلـــفه مرمى
بسر مقامــــات تجل لعظمهـــــا *** عن الوصف إذ في وصفها حيّر الفهما
بكل خليلٍ قد خــلا بشوائــــــبٍ *** و كل جليلٍ قد جلا نوره الظلــــــــما
بأسرارك اللاتي سترت جمالهـا *** فلم يرها إلا فتى في الهوى تمّــــــا
ببدرٍ أتى يهدي الأنـــــام لحبكم *** فكم فاز بالخيرات من ركــبه أمّــــــــا
بأهل الفنا و السكر و الصحو و البقا ** بكل محبٍ في محبتكـــم همّـــــــا
بكــــل مريد طالبٍ لجنابكـــــم *** فلم يعرف الأحـــــــزان فيكم و لا الهما
دعوناك و الأحشاء يبدو زفيرها ** و عيناي جادا في دموعٍ كمــا الدمّـــا
و صبري تقضى و انقضى العمر راحلا * و حُبِّيكَ يا مولاي قلبي قد أصْمى
قصيدة "اهل البيت" من ديوان (يوم الغدير)للشاعر المسيحي " بولس سلامة "
قال طه: تركت فيكم كتاب * الله بعدي وأهل بيتي وسائل
فاحفظوني في عترتي أهل بيتي * يحفظ الكف من أحب الأنامل
جمع الله خمسة في كساء * ليس فيهم إلا الجسوم فواصل
وعلي مني كهارون من * موسى ولكن من النبوة عاطل
إنه الباب في مدينة علمي * وهو أتقى من شرف الأرض ناعل
وإذا حاول النبي سجودا * يمتطيه الحسين نعم الراحل
سوف تجني عليه عصبة بغي * ليس فيها إلا الكذوب المخاتل
إيه عمار سوف يرديك سيف * الظلم فاصبر على القضاء النازل
(أينما كنت كن؟؟! لحزب الله * فالكون غير ربك زائل
(لو مشى الناس واديا وعلي * واديا فأتبع صراط العاقل)
رأيه حكمة السماء ونبع الحق * فانزل على صفي المناهل
(لا تغيظوهما) يقول رسول * الله إني للفرع أصل كافل
وقال الشاعر الموالي لأهل البيت عليهم السلام بولس سلامة
يا إله الأكوان أشفق عليا * لا تمتني غب العذاب شقيا
أنت ألهمتني مديح علي * فهمي غيدق البيان عليا
وتخيرت للأمير وأهل البيت * قلبا آثرته عيسويا
هكذا كان صهر أحمد يضفي * نبله مل ء سرحة الدهر فيا
هو فخر التاريخ لا فخر شعب * يدعيه ويصطفيه وليا
ذكره إن عرى وجوم الليالي * شق من فلقة الصباح نجيا
لا تقل شيعة هواة علي * إن في كل منصف شيعيا