مأزق الثقافة اليمنية .... بين الفول واللوز !

هذا المجلس للحوار حول القضايا العامة والتي لا تندرج تحت التقسيمات الأخرى.
أضف رد جديد
الهاشمي اليماني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 668
اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
اتصال:

مأزق الثقافة اليمنية .... بين الفول واللوز !

مشاركة بواسطة الهاشمي اليماني »

لاشك أن المستقرئ لمجريات نشاطات الثقافة اليمنية يستنتج الكثير منها وقوعها بأكثر من عثرة ... بل وأحيانا كبوة وسقوطا مريعا ... ففي حين يصعد الرسم البياني لأي نشاطات ثقافية ببلدان الجوار كأفريقيا ونحوها فيبرزون نموذجا معبرا وصادقا يعكس مجتمعاتهم بكل دقة ويبرز تميز ثقافتهم ،،، نجد أن آلتنا الثقافية متعطلة وليتها كذلك .. لكنها أصبحت أشبه بجهاز الحاكي أو البيك آب ... فحينما يطلب منها صوتا يمنيا تتلكاء فتعطينا صوتا متوسطيا ... والذرائع متوفرة (( القومية العربية )) النضال ... وكلام أجوف ... يصدق عليه المثل العربي القائل :
سألوه عنه أبيه فأجاب ...... خالي شعيب ..!
شهدت فترة العقود الخمسة الأولى من القرن الماضي نشاطا عظيما لإبراز كنوز الثقافة اليمنية وبإمكانيات محدودة وبآليات بدائية ... الكنوز التراثية متوفرة ومبذولة وأمام كل ظامئ له عطش ثقافي .. سيل ... معين لا ينضب .. كنوز ، جواهر عقيق يماني ... درر مكنونة أتت عبر تاريخ طويل من التمدن والعمق الحضاري عز أن تطاولها أمة أخرى أو تضاهيها .. فماذا حدث لكي ياثقافة اليمن الميمون ... يأرض العربية السعيدة .؟؟؟
النشاطات الماضية تميزت بالصبغة الفردية أو ماقام به أفراد حملوا على عواتقهم هم الوطن فأبلوا بلاء حسنا... حيث أنفقوا كل ما جمعوا ... وبعضهم مات مثقلا بالديون لتدفع أسرته ثمن مجهوده نيابة عن أمة اليمن ..
كم هي تسجيلات إبن سعد .... الماس .. المسلمي ... باسويد ،،، أحمد قاسم ، إسكندر ثابت ، طه فارع ،، فيصل علوي .. من جيوبهم وبعرقهم أحرقوا مدخراتهم وجعلوها نار يحترق بها عطر وبخور التراث اليمني فتستطيع الدنيا التعرف إليه عبرعبيره الفواح ..
كانت الدنيا وكما يعبر عن ذلك الوقت ووظعه السياسي ... ظلاما ،،، وكان المثقف والفنان يدفعان لإيقاد مشعل الوطنية والتحرر من براثن الإحتلال الفكري والإقتصادي والسياسي .. فتفجرت الدنيا وتغيرت الأحوال ..
وماذا بعد ؟؟
عوضا عن تناول المشعل الثقافي الوطني ... جآئنا من يستبدله بفانوس مملوكي ...وشمعة متوسطية لم تستطع الصمود أمام رياح الأزيب ... ومن المؤلم أن حامل الفانوس لم يستوعب الدرس بل أصر وألح أن الفوانيس هي الأصل ..
وتعطلت المعاهد ... وتاهت المشاهد ... وترهلت الكروش وتهدلت ... وتحول المثل اليمني القائل :
يادقيقة يارقيقة يالذي خصرش ساعى الطبل
عذبتيني سمسمتيني خليتيني ساعى الثور
تحول إلى واقع ملموس وحي رغم السخرية الصارخة ..
عرفنا المشكلة مبكرا ورصدناها ... وتتلخص بضعف الثقافة الوطنية لدى صانع القرار الجديد .. ثم كبيريائه التي تمنعه من الإصغاء وبالتالي الإستمرار بطريق أعوج ورأي أهوج .... وبأسلوب أهمج ... ومشي أعرج ... ولم يصغي وهو للنصح أحوج ..... حيث كان المنظر الثقافي منبهرا بالمظهر المتوسطي ،، ولخصناه أن الرواد الأول لهذه المتاهة خرجوا من القمقم للتو فأنبهروا بالفول ومشتقاته ... وعادوا ليطعمونا فولا وبالرغم عنا ..
وحيث أن اليمن تشتهر باللوز ...
أه يالوز .... يالوز يا أخضر
أه يالوز ... جميل ومقشر
وفولها أو البقوليات الدارجة بها تسمى بالبرعي والعتر ... والكشري والغسوس ... فلم يكن هناك داعي لإستيراد الفول المتوسطي على الإطلاق ،، لأنه سيفسد علينا تذوق البرعي .. لكن التصميم الأرعن على سلوك الطريق الأعوج أبدل لوزنا ... بالفول ... وعليه سنطلق على مستوردي ومكرسي النهج الثقافي الخاطئ " الفوليين " وعليه فإن فلان اللوزي ... يصبح تلقائيا الفولي ... وبالمقاييس الواقعية الحية ..

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس العام“