[قال:- (أيّ واصل بن عطاء) وقد ثبت من مناقبه أنّه سبق إلى الإسلام ، وبايع الرسول وواساه بماله ونفسه، ثم كان ثاني النبي في الغار ، وصاحبه في الهجرة وأنيسه في العرش (كذا بالأصل وأظنها العريش) يوم بدر ، ووزير النبي صلى الله عليه، والمستشار في أموره ، وأميره في الموسم على الصلاة حين افتتحت مكة ، والمقدم في الصلاة أيام مرضه ، والمخصوص بتسمية الصديق ، والمشبّه من الملائكة بميكائيل ، ومن الأنبياء بإبراهيم ، ثمّ هو وعمر بشّرا بأنهما سيدا كهول أهل الجنّة ، ولهما قال :- (هما منّي بمنزلة يميني من شمالي)].
ملحوظة بخصوص خبر (سيدا كهول أهل الجنّة) حيث سمعت في محاضرة من محاضرات محرم هذا العام للسيد محمد حسين فضل الله استنكارا للحديث على أساس أنه ليس في الجنة كهول وأن أهل الجنة جميعا سيعودون شبابا ، ولا أدري كيف يقول الشيد فضل الله وهو من هو ذلك ، فالكهل وإن كان معروفا عند العوام بأنه الشخص الذي بلغ في الكبر عتيّا فهو في معاجم اللغة كالقاموس المحيط (الكَهْلُ: مَنْ وخَطَهُ الشَّيْبُ ورأيتَ له بَجالَةً، أو من جاوَزَ الثلاثينَ أَو أربعاً وثلاثين إلى إحْدَى وخمسينَ)
وهذا ما جاء به القرآن الكريم حيث قال في نبي الله عيسى (ع) الذي مات في الثلاثينيات من عمره (ويكلم الناس في المهد وكهلا)
هذا عند المعتزلة وعند الإباضية رويت كذلك أخبار في فضائل الشيخين أذكر منها استخلاف النبي لأبي بكر في الصلاة أيام مرضه فقد جاء في مسند الربيع بن حبيب (ويطلق عليه الإباضية اسم الجامع الصحيح)الباب الخامس والثلاثين في الإمامة والخلافة حديث رقم
211[أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : قال رسول الله : (( مروا أبا بكر يصلي بالناس )) قالت : فقلت يا رسول الله إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فأمر عمر فيصل بالناس ، قالت : فقال : (( مروا أبا بكر ليصلي بالناس )) ]
وبخصوص ما ذكره بعض الأخوة ، فأعجب من قول أخي المتوكل أن مصاحبة أبي بكر للنبي في رحلته الشاقة للهجرة لا تعتبر فضيلة له ، نعم خاطب القرآن من كفر بالأنبياء من قومه (وما صاحبكم بمجنون) ولكن الوضع مختلف تماما ، فالآيات تتحدث عن شخص ترك قومه وماله وبيته وأهل بيته ليصاحب النبي في رحلة ربما لا يعود منها ، فما الذي يدفعه لذلك ؟؟؟
والعجب أن هناك من يعرض بحزن أبي بكر ويسميه خوفا ، فما الذي يجعله يعرض نفسه لمثل هذه المخاطرة ، ثم هل خاف أبو بكر على نفسه أم على أحب الناس إليه ؟؟ فطمأنه النبي الكريم (لا تحزن إن الله معنا ) وكما جاء في الحديث (ما ظنك باثنين الله ثالثهما ) .
أمّا استنكار الكثير من الصحابة الذين بايعوا النبي بيعة الرضوان ، بايعوه أن يقاتلوا أهلهم وذويهم ، استنكارهم لصلح الحديبية كان ظنّا منهم أنه ليس أمرا إلهيا وإنما هو أمر خاضع للمشورة ، كما كان الحال في موضوع أول معركة بين المؤمنين والكفار في بدر ، ولذلك عندما نفذ النبي مشورة السيدة أم سلمة فحلق ونحر عرفوا أنه أمر نهائي لا رجعة فيه فقاموا فنحروا وحلقوا .
أما التخلف عن جيش أسامة فقد تخلف الجيش كلّه ، حيث روي أن قائد الجيش توقف وغرز الراية على باب المسجد منتظرا لمن يخلف رسول الله ، وبعد مبايعة أبي بكر استأذن أبو بكر قائد الجيش أن يترك له عمرا .
هذا مع التسليم بأنهما كانا في جيش أسامة وقد ذكر شيخ المعتزلة القاضي عبد الجبار (أن أبا بكر لم يكن في جيش أسامة وبذلك تتعلق الأخبار وهو مذكور في كتب المغازي) ويؤكد كلام القاضي أيضا حديث استخلافه في الصلاة .
أما خرافة رزية يوم الخميس وخرافة حرق بيت السيدة فاطمة ، فهي خرافات لا تعقل بالمرة (مع الاعتذار للأخ والصديق العزيز موسوي

وأرجو أن يعذرني جميع الأخوة خاصة الأخ الكرار لأني بالفعل كما يقول الأستاذ الموسوي من فتح باب الخروج عن الموضوع ، ولذلك إن أحب الأخوة ذكر ما يروى من أشياء تعيب الشيخين فيجب أن يتم ذلك في موضوع منفصل .