دروس وعبر

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
محمدمفتاح
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 21
اشترك في: الأربعاء ديسمبر 07, 2005 9:53 am

دروس وعبر

مشاركة بواسطة محمدمفتاح »

بسم الله الرحمن الرحيم
(د روس وعبر)

استمر النظام في السودان طيلة خمس وعشرين سنة يد ير أزمة الجنوب باعتبارها قضية تمرد لا تحسم إلابا لقوة وعندما جاءت حكومة البشير ازداد لهيب المعارك وتمت التعبئة الجهادية ودفع بعشرات الآلاف من الشباب والشابات من المتطوعين إلى ميادين التدريب ثم إلى ميادين القتال إلى جانب الجيش ضد المتمردين الجنوبيين (الكفرة) وقامت حكومة البشير بمنع الحزبية وتجريمها واعتقال ومحاكمة المئات من قيادات العمل السياسي المعارض خلال ذلك كانت الحكومة تتكبد خسائر كبيرة في معارك الجنوب وتلقى الجنوبيون وحلفائهم دعماً خارجياً سخياً وتكونت جبهة سياسية كبيرة من معارضة الشمال ومحاربي الجنوب مما اضطر حكومة الخرطوم للانخراط في حوار مع المعارضة وتفاوض مع المتمردين ولكن بعد تكبيد البلاد خسائر هائلة من الأرواح والأموال وتعطيل عجلة التنمية وإنهاك الاقتصاد الضعيف أصلاً ، وعندما بدأت الأمور تتجه نحو الحل السلمي في الجنوب والانفتاح السياسي في الشمال كان غرب السودان على موعد مع ثورة وتمرد جديد وكانت الحكومة في البداية تقلل من أهميته وتصغر من شأنه وترفض رفضاً قاطعاً أي تفاوض مع المتمردين باعتبارهم مجرمين وقتلة ولصوص وقطاع طرق وبعد أن تشرد مئات الآلاف وقتل الآلاف ومئات الآلاف جوعاً وعطشاً وضج العالم من هذه الكارثة الدموية قبلت الحكومة بالدخول في تفاوض مع متمردي دارفور .
في لبنان كانت سوريا صاحبة الكلمة العليا وكانت لدى النظام السوري فرصة فريدة لترتيب الأوضاع في لبنان لخدمة المصالح السورية على المدى البعيد وكان بإمكانهم عمل مصالحة لبنانية ثم الانسحاب من لبنان مودعين بالتقدير والاحترام والوفاء ولكنهم أصروا على حشر أنوفهم في كل صغيرة وكبيرة مما أفضى بهم أخيراً إلى الانسحاب الإجباري ومغادرة لبنان تحت سياط الضغط الغربي والسخط اللبناني ورجع الميشيل عون رغماً عنهم وخرج سمير جعجع من السجن بعد أحد عشر عاما وانتعش التيار المعادي للنظام السوري وحقق نصراً مدوياً كل ذلك ردة فعل لسوء إدارة الأنظمة إذ أن كل متابع يعلم بأن نظام دمشق كان باستطاعته التفاهم مع ميشيل عون وكان سيقنع بأيسر مما حصل عليه من بعد وكانت سوريا ستضمن ولائه وكان بإمكان نظام دمشق استماع صوت المتحفظين على سياسته من اللبنانيين وتقديم تنازلات سخية لهم على مستوى إدارة الأمور الداخلية للدولة اللبنانية وسيضمن ولائهم أيضاً ولكنه داء المكابرة الذي تعاني منه الأنظمة العربية ، والعجيب أن هذه الأنظمة لم تستفد من أخطائها والأعجب منه أن نظيراتها لا تعتبر بحالها ولا تنتفع من تجاربها ، والذي يثير قلقنا على مستقبل أوطاننا وشعوبنا هو تراكم الأزمات والاختناقات وتراكم أخطاء الحكام وحالة الاحتقان الشديد التي تولدها هذه الأخطاء وقوف سياساتهم الخاطئة حائلاً دون جهود الخيرين لإصلاح الأمور ، إن في ذلك لعبرة فهل من معتبر ؟!!

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“