هل يجوز مخالفة حكم الإمام علي عليه السلام

[شيعي معتدل]

بسم الله الرحمن الرحيم
سؤال أرجو من إخواني الأفاضل من الزيدية أن يجيبوا عليه، وأرجو عدم الإجابة من خلال النسخ اللصق، فالاختصار مطلوب، ولو رأيتني محتاجًا إلى الاستدلال بما في كتب الزيدية فإنني سأطلب ذلك من الإخوان ليسعفوا هذا الفقير به
السؤال:
إن مسألة جواز أو عدم جواز مخالفة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام هي بالاعتقاد ألصق منها بالفقه، والسؤال يبدأ من الاستفهام عما إذا كان عليٌّ عليه السلام مجتهدًا يمكن أن يصيب حكم الله الواقعي أو لا يصيبه، أم أنه ليس مجتهدًا بهذا المعنى بل هو المؤدي لحكم الله كما اؤتمن عليه من قبل أخيه وابن عمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. فبناءً على الأول يكون أي واحد من العلماء ليس ملزمًا بمتابعة عليٍّ إذا انتهى رأي العالم إلى أن عليًّا قد أخطأ إصابة حكم الله، وبناءً على الثاني يكون المخالف لقول علي عليه السلام مخالفًا متجاسرًا على حريم الشريعة المقدسة..
كما أن افتراض كون عليٍّ عليه السلام مجرد مجتهد قد يخطئ ويصيب يجعل معنى التشيع له مجرد تشيع اعتزاء لا تشيع انتماء من حيث الفكر، وبهذا لا يكون هناك فرق بين شيعي وغير شيعي إلا من حيث الاعتزاء وعدم الاعتزاء، وهو فارق اعتباري لا يمكن عده موجبًا للتفريق بين الناجي وغير الناجي من فرق الإسلام
كانت تلك فذلكة للكلام وتعميق للسؤال.. وأعيد السؤال ملخصا:
هل علي عليه السلام مجتهد أم هو يعبر عن حكم الله تبارك وتعالى بما لا يحتمل معه الخطأ؟... وبعد الإجابة يأتي أوان الحوار إن كان لحه محل
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[نشوان الحميري]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.


من قراءتي لنهج البلاغة رأيت أن الإمام يعترف بأنه يخطئ أحيانا مثل أي بشر.
مثل اعترافه بخطأ تولية محمد ابن أبي بكر على مصر وعزل قيس بن سعد. ومثل ما رواه الإمام زيد في مسنده أنه اختلف مع عمر حول صحة صلاة المؤتمين مع فساد صلاة الإمام فرأى الإمام بطلانها ورأى الخليفة صحتها فأخذ قوم بقول علي وأخذ قوم بقول عمر ولم يصدر من أي طرف تخطيء للطرف الآخر.

فلو كان الإمام يعبر عن حكم الله في كل شيء لما ندم على أمر ولاحتج على مخالفيه بذلك.

تحياتي

[محمد الغيل]

بسم الله الرحمن الرحيم

أحسن الله اليكم أخي في الله / شعي معتدل على مثل هذا السؤال :-

حسنا أخي من خلال فهمنا للنصوص الواردة في حق هذا الامام عليه السلام -

مثل قوله تعالى: ﴿إنما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾ [المائدة:55] وقوله تعالى ﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ﴾[الواقعة:10-12] وقوله تعالى : ﴿أَفَمَنْ يَهْدِي إلى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إلا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾[يونس: 35]،
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (( أيها الناس، ألست أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا: بلى يا رسول الله. فقال: اللهم اشهد، ثم قال: اللهم اشهد، فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله.)) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم ((علي مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي))، وقوله : ((علي مع الحق، والحق معه.)) ، وقوله : (( أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها.)) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ((علي أقضى الخلق وأعلمهم.)) وقوله ((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض)).
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوى)). وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (( ياعمار لو سلك الناس واديا وسلك علي واديا فاسلك وادي علي )) - والتى تفيد أن له مكانة خاصة في قلب هذه الامة ...!

نرى أنه من الواجب علينا اتباع الامام علي فيما صح عنه أ وفيما ثبت لنا عنه أوفيما كان لنا طريق اليه سواء في مسائل الاعتقادات أو العبادات أو المعاملات وتحرم عندنا مخالفته البته !

على أنا لا ننطلق في هذا الرأي من خلال التقليد الاعمى له عليه السلام بل ننطلق من خلال أن اتباعه أمر تكليفي تعم به البلوى علما وعملا ايضا ننطلق من خلال دراسة هذه النصوص لفظا ومتنا ودلالة ورواية وعرضها على كتاب الله ..! هذا فيما كان نصا شرعيا أو خبرا يرويه هو عليه السلام عن رسول الله ....!
مثلا ولله المثل الاعلى..!

لو أن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس حَبر هذه الامة روى لنا خبرا ثبت عندنا من طريق صحيحة .
هذه الخبر الذي رواه لنا ابن عباس يتعارض أو يتناقض مع خبرٍ صحيحٍ ثبت عندنا من طريق أمير المؤمنين علي...! فإنا نقدم خبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على خبر عبد الله بن عباس حبر هذه الامة مالم يمكن الجمع بينهما عملا بمقتضى الادلة سالفت الذكر والتى صحت عندنا والحمد لله !

وايضا نقدمه لكثرة المعدل فقد ثبت عندنا أن عمر بن الخطاب كان يقول : ( لا ابقاني الله في ارض ليس فيها ابو الحسن ) وقال : ( لولا علي لهلك عمر )

وايضا نقدم اجتهاد أمير المؤمنين على غيره من الصحابة و نعامله نفس معاملة النص الثابت عن رسول الله تماما فقد صح عندنا أنه أعلم الصحابة على الاطلاق معصوم عن الخطاء في قضايا التبليغ والتشريع فهو عليه السلام اقضاهم واعدلهم وافقهم وباب حطة

يروي الامام القاسم في كتابه المجموع الكبير في معرض الاحتجاج على امامته عليه السلام ما نصه قال يرحمه الله وإنما يصلح للإمامة ويخلف النبي صلى الله عليه وآله في أمته، من كان إذا صعد المنبر يقول: (سلوني قبل أن تفقدوني، فعندي علم المنايا والقضايا، والحكمة والوصايا، وفصل الخطاب، والله لأنا أعلم بطرق السماء من العالم منكم بطرق الأرض، وما من آية نزلت في ليلٍ ولا نهارٍ، ولا سهلٍ ولا جبلٍ إلا وأنا أعلم فيمن نزلت وفيما أنزلت، ولقد أسرَّ إليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكنون علمه ألف بابٍ يفتح لي كل بابٍ منها ألف باب، نحن النجباء، وأبناء النجباء، وأنا وصي الأوصياء، وأنا من حزب الله وحزب رسوله، والفئة الباغية من حزب الشيطان والشيطان منهم، وأفراطنا أفراط الأنبياء ولا يقوم أحدٌ يسأل عن شيء إلا أخبرتُه به غير مُتريِّث) والله تعالى يقول: ﴿ أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون ﴾!

هذا فيما يخص النص والاجتهاد منه أخي .

مثلا أخي لو أن ابن عباس اجتهد في مسألة ما هذا الاجتهاد يتعارض مع اجتهاد أمير المؤمنين فإنا نقدم اجتهاد أمير المؤمنين ..! على غيره بلا اشكال

أما مالم يجتهد فيه الامام عليه السلام فلنا أن نجتهد فيه على أن البعض يرى أن مخالفة أمير المؤمنين في اجتهاداته الدينبة أمر مستساغ خصوصا في المسائل التى تقع في اطار جلب المصالح ورد المفاسد وعندنا أن الاحوط المتابعة ..!

وأما ما يخص أمور الدنيا أوالامور التنظيمة التى تمس واقع الحياة لا واقع الغيب والتكاليف الدينية الشرعية فهذا يا اخي يجوز أن يخطئ فيه الامام علي عليه السلام مثله مثل رسول الله فهو عندنا معصوم في قضايا التبليع والتشريع وايضا هو لا يعلم الغيب لذاته أو بذاته وإن علم شيئا من الغيب فهو مما علمه رسول الله الذي علمه جبريل عن الله..

ومن هذا حاله يا اخي في الله شيعي معتدل فلا يسمى علما للعيب بذاته بل مخبر له بالواسطة لا غير .. والله اعلم


أعتذر أخي لي عودة من اجل اصلاح هذه المداخلة