إلى روح المرحوم / أحمد الشامي ..

مجلس للمشاركات الأدبية بمختلف أقسامها...
أضف رد جديد
محمد النفس الزكية
مشرفين مجالس آل محمد (ع)
مشاركات: 1642
اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 6:14 am
مكان: هُنــــاك

إلى روح المرحوم / أحمد الشامي ..

مشاركة بواسطة محمد النفس الزكية »

إلى روح المرحوم / أحمد الشامي

صورة


يجادل فيه الموت معنى حدوثه وفيك رأي ومعنى الخلود المصاحب


قاسم بن علي الوزير


حزين؟ نعم. والحزن إحدى مواهبي *** فلا تسألي عني سلي عـن مصائبي


تجرعتـها طفـلا صغيرا ويـافعـا *** وكهلاً, لقـد اتعبـت حتى متـاعبي!


ولـكن دهاني اليوم ما لسـت قادرا *** عليه و لا عنه محيـدٌ لـهـارب


افقنا على صبح من الخطب صاعق *** وملنا الى ليل من الحـزن راعـب


وأنى اتجهنا لم نجـد غير دامـع *** وأنى ذهبنا لم نـجـد غـير نـادب


تساوى المعَزى والمعزي, كلاهمـا *** سواء بخطب وحد الناس, حـاصـب!


و«بنيان قوم» قد تهدم, فانظـروا *** الى القـوم كالايتام بين الـخـرائب


ليصنع بعد اليـوم من شاء صنعه *** فما في الحمى غير القطا والثعـالب


خلى بعده الميدان.. أصبـح ملعباً *** لكـل دعـي في الـفـوارس كـاذب


فيـا فـارس الأنوار! نورت امة *** بفعل على هدي من الفكـر صـائـب


وبشـرت بالدستـور حتى جعلته *** شعاراً كشعب في البطـولات ضـارب


نزلت السجون المظلمات فامطرت *** شـآبيب شعـر عبقـري الـذوائـب


وابـدعت فكـراً للحياة مظفـراً *** وأنت على مرمى السيوف الضـوارب


وكـنت الشهيد الحي, شاهــد *** عصـره بـريشة فنان وابداع كـاتب


وظنك-من لم يعرف الامر- واحدا *** من الضـاربين الدف بين المضـارب


وهيهات: لا كانت, ولا كان إنـما *** بصـرت بمـا لم يبصروا من عواقب


عملت- ولم تحجم- بما أنت مؤمن *** وفـاء لعهـد.. او قيامـا بـواجـب


وخالفت ام وافقت في كل حـالـة *** تسيـر على هـدي الضمير المراقب


فلا تأس مِن مَن لا يرى غير نفسه *** فمـا يبتغـي إلا اقتناص المثـالب!


*****


أيخلـو الندي الفخم من عبقـرية؟ *** ويخلي العرين الضخم ليث الكتائب؟


تساءلت.. لا أبغي جواباً.. وانمـا *** اعبـر عن حـال على النفس غالب


وهل من جديد؟.. والرواية ذاتهـا *** تعاد.. على مجرى الدموع السواكب؟


نجىء الى الدنيا ونمضي فهل تـرى *** منـوعاً لآت أو معـيدا لـذاهـب؟


على غيـر رأي في ذهـاب وجيئة *** مضى كـل قـال للحيـاة وراغـب!


رضـينا وسلـمنا بحكـمة آخـذٍ *** اذا ماقضى أمـراً.. وحكمة واهـب!


*****


أبـا فيصل! هل سامـع فتجيبني؟ *** لنا الله! هذا الصمت اقسى المصائب

أمـن رنـح الدنيا بعـذب هديله *** وزينـهـا من فكـره بالكـواكـب


وشرق في الدنيا فلملم شمسـها *** وأطلعهـا مجلـوة في الـمغـارب


ومن ترك الدنيا فراغا وقد خلت *** من المالئس الدنيـا بشتى المواهب


يسير سراة الليل في ضوء هديها *** ويجني من اثمـارها كـل ساغـب


ويرتـع في جنـاتها كل وافـد *** ويكـرع من صهبائهـا كـل شارب


يقين كشك يركض الناس حـوله *** وشك.. ولكـن كاليقين المصاقـب


ولم ار شخصا غائبا مثل حاضـر *** ولا حاضـرا ملئ الزمـان كغـائب


يجادل فيك الموت معنى حدوثـه *** وفيك رأى معنى الخلـود المصاحب


*****


سلاما نجي الخلد! شعرك لم يزل *** عنـاءً لسـار او حـداء لسـارب


تراتيل محـراب, وإلهام مبـدع *** وألحـان مشتاق وسيف محـارب


يروع كما راع الجمـال وينتشي *** به كـل من يهـوى جلال المناقب


أفـانين شتى من بيان وحكـمة *** تضيء بفكـر ساطـع النـور ثاقب


يلـوذ بها التاريخ من زيف مدع *** دخيل عـليه.. او جنـايات لاعـب


ويأوي إليه الشعـر من كل ناعق *** وكـل صدى من جـانب البوم ناعب


الى أيـن؟ أن الليل مازال حالكـاً *** ومازال وعـد الفجـر خلف الغياهب


ومازال عـرض الحق, وهو مقدس *** على كـل حـال, مستباح الجوانب؟


*****


وداعاً نجي الروح لا الشوق ناقد *** اليك.. ولا الحـزن الملـح بذاهـب


يقيم لـك القـلب المـولـه مأتما *** مقيماً.. على كر السنين الـذواهـب


وحقك لم ابرح على الحب والوفاء *** كعهدك بي.. تمضي رخاء مـراكبي


اذا صـار «ود الناس خباً» فإنني *** أصون ودادي عـن تصنـع كـاذب


بكيت الـرفاق الذاهبين فـلم أدع *** دموعـا لعـين أو وجيبـا لنـادب


تفتـح أبـواب السمـاء مواجعي *** وتغسـل أدران الحياة سـحـائبـي


ولـن ينقضي حزني عليـك وإنما *** أداري شجوني بالـظنـون الكـواذب


تمـرست بالأحـزان حتى جعلتها *** نشيد الحزانى.. أو حداء الـركائـب



http://www.al-shoura.net/sh_details.asp?det=2204

لــؤي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 3099
اشترك في: الخميس نوفمبر 17, 2005 4:22 pm
مكان: قلب المجالس

مشاركة بواسطة لــؤي »

:cheers2:
جميلة
رب إنى مغلوب فانتصر

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الأدب“