صعدة... أمل في عصر جديد.. ودعوة للمشاركة(مقال)

أضف رد جديد
Nader
مشرفين مجالس آل محمد (ع)
مشاركات: 1060
اشترك في: السبت إبريل 09, 2005 6:22 pm

صعدة... أمل في عصر جديد.. ودعوة للمشاركة(مقال)

مشاركة بواسطة Nader »

"الجمعة, 03-مارس-2006" - زيد عبدالوهاب المؤيد


العفو الذي أصدره فخامة الأخ رئيس الجمهورية عن المتمردين في محافظة صعدة في سبتمبر الماضي وأكده فخامته في أكثر من مناسبة حرصاً على حقن الدماء وتهدئة الأوضاع وحل المشاكل التي لا يستفيد منها سوى أعداء اليمن الذي لا يمكن أن نواجههم إلا بالتوحد والتماسك والوقوف صفاً واحداً لدرء الأخطار ومعالجة الأخطاء وتصحيح مسارنا والتناصح بالحق والحوار المؤدي الى البناء وعلى قاعدة «واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية» وفي الفترة الأخيرة لمس الجميع أن حدة التمرد هدأت أكثر وقدمت القيادة الكثير من الحلول الهادفة الى معالجة الوضع واحتواء القضية، كما أكد فخامة الرئيس بالعديد من الإجراءات السياسية والأمنية حتى أصبحت شبه منتهية، وقريباً بإذن الله تعالى وإخلاص الجميع سيرفرف الأمن والاستقرار ويجتمع الجميع لمناقشة العوامل والأسباب التي أدت الى ما حدث خاصة وأن الجميع أبناء الوطن الواحد ودماء الجميع غالية على الوطن، ولا يعني هذا ألا يتحمل المخطئ والجاني جزاء خيانته.
وفي ظل قيادة المحافظة الجديدة التي أشار الرئيس اليها في الحوار الذي أجرته صحيفة «الحياة» ونشرته صحيفة «الثورة» يوم الاثنين 72 فبراير الماضي وارتياح المواطنين لها، وفي أجواء الزيارة التي يقوم بها حالياً أكثر من سبعين عضواً من أعضاء مجلس النواب للاطلاع على الأوضاع عن كثب ودراسة مشاكل المحافظة والتعاون مع الجهات المعنية على حلها، في هذه الأجواء ولأني من أبناء هذه المحافظة الغنية بثرواتها الزراعية المختلفة والتي تمثل في جغرافيتها نموذجاً مصغراً لجغرافية اليمن، فهي تمتد من كثبان الربع الخالي في الشمال الشرقي الى مرتفعات جبال السروات شمالاً الى سواحل البحر الأحمر غرباً، وتتمتع بأهم ثروة بشرية تعتبر إجمالاً من خيرة أبناء اليمن وطنية وشجاعة وإخلاصاً للوطن والتزاماً بالدستور والقانون، وإن شذ بعض من شرائح الشباب واحتوتهم الأفكار المتطرفة شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً فلأسباب يجب مناقشتها ودراستها ووضع الحلول المناسبة لها منعاً لتكرار ماحدث من انحراف أدى الى ما أدى من دمار.
وإنني هنا لا أدعي القيام بهذا الواجب كاملاً ولكنني أحب أن افتتح المجال للجميع وأدلي فيه بدلوي من خلال معرفتي بالمحافظة وخبرتي العملية فيها وخاصة في مجال الشباب منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي وأركز مساهمتي هذه في أن أبرز مشكلة يعاني منها شباب محافظة صعدة هي البطالة والفراغ الذي تسببت فيه عدة عوامل وأدت الى عدة مشاكل ومن أبرز هذه العوامل:
- إن معظم شباب محافظة صعدة استفادوا كثيراً من اغترابهم في دول الخليج وخاصة السعودية مادياً وثقافياً لفترة طويلة امتدت حتى تم إخراجهم منها قسراً كنتيجة لحرب الخليج الثانية.
- نتيجة عدم الوعي الاقتصادي الكافي لم يستطع الكثير منهم استثمار دخل هذه الغربة في عمل استثماري يدر دخلاً مستمراً عليه أو يوفر له ولأقاربه فرصة عمل، فاقتصرت معظم هذه الاستثمارات- وهي قليلة- على بناء منزل للسكن ومزرعة صغيرة.
- النقص الكبير في المدارس وعدم توفر المدارس الثانوية إلا في مراكز قليلة جداً مما أدى الى خروج الطلبة من الفصول الأساسية الى الشارع .. فلا هم الذين تحصنوا بالتعليم ولا هم الأميون الذين يصعب قيادهم.
- الطلبة الذين أكملوا تعليمهم الثانوي لم تفتح لهم فرص للعمل، فالتوظيف الى فترة قريبة كان يتم على الدرجات المخصصة للمحافظة لشباب من خارج المحافظة، وعندما طالبنا باستقلال درجات المحافظة لأبنائها في الثمانينيات اتهمونا بالمناطقية، وكذا لم يستطع معظم هؤلاء دخول الجامعة التي لم تفتح أبوابها في صعدة إلا مؤخراً وظروفهم المادية لا تسمح لهم بالدراسة في صنعاء أو غيرها.
- حرم خريجو محافظة صعدة أو معظمهم من المنح الخارجية كغيرهم من أبناء المحافظات الأخرى ومن الدعم من الرأسمال المحلي لتوفير السكن على الأقل في صنعاء لمواصلة دراستهم الجامعية.
- حرمان هؤلاء الشباب من حقوقهم في ممارسة أنشطتهم الرياضية في المحافظة والمشاركة في محافظات أخرى أو في الخارج منذ فجر الثورة وحتى مطلع القرن الحالي بسبب الفهم الخاطئ للنشاط الرياضي والشبابي لدى المواطن والاهمال المتعمد من الجهات المختصة في الدولة لدرجة عدم تنفيذ توجيهات فخامة الرئيس التي بدأت أثناء زيارته الأولى للمحافظة عام 1982م.
- عدم مساهمة أصحاب الرأسمال المحلي في المحافظة لا في إقامة مشاريع تستوعب الشباب وتشغيلهم في المجالات الممكنة وإقامة مشاريعهم- إن وجدت- ونشاطاتهم التجارية خارج المحافظة.
هذه العوامل وغيرها أدت الى:
- البطالة الواسعة بين صفوف شباب المحافظة.
- الجهل أو كثرة أنصاف المتعلمين لعدم حصولهم على جهات أخرى توسع مداركهم وتوجههم التوجيه الصحيح.
- الفقر .. وهذا أخطر الأعداء لأنه يسهل سيطرة أي جهة على صاحبه.
- استطاعت الجهات المتطرفة منذ سنوات طويلة السيطرة على معظم الشباب باختلاف اتجاهاتها لأن هذه السيطرة فكرية بسبب البطالة والجهل، ومادية بسبب الفقر!
- شعور مرير بالحرمان لدى أبناء المحافظة جميعاً وخاصة الشباب لما عانوه من الاهمال سواءً في المناصب القيادية في المحافظة أو خارجها.
- بهدف الاستفادة الشخصية لبعض ضعاف النفوس أثيرت النعرات الطائفية والعنصرية البغيضة مما فتح الباب أيضاً لدخول أفكار متطرفة خارجية لا تمت بأي صلة الى الموروث الفكري الاسلامي للبلاد البعيد عن التكفير والتطرف والذي تعتبر صعدة من أهم مراكزه في اليمن.
- عدم توفر الدعم المادي والمعنوي للأندية الشبابية والرياضية أدى الى عدم تمكنها من القيام بدورها الكامل في توظيف طاقات الشباب وإبراز مواهبهم واستغلالها لما فيه مصلحتهم ومصلحة منطقتهم.
وللتوصل الى النتائج المطلوبة فإنني أناشد القيادة السياسية لبلادنا ممثلة بفخامة الأخ الرئيس القائد والحكومة وقيادة المحافظة ورجالاتها وأعضاء مجلس النواب وخاصة الوفد الذي يزور المحافظة أن يستمر اهتمامهم بالمحافظة وأبنائها وبالأخص شبابها ومشاكلهم وأن لا تكون هذه الزيارة بداية ونهاية الاهتمام، أناشد الجميع أن يعقدوا مؤتمراً مصغراً يشترك فيه جميع من له علاقة سواءً في صعدة أو خارجها تدرس فيه المشاكل دراسة حقيقية وتوضع فيه الحلول الممكنة لئلا تقع في مشاكل البلاد في غنى عنها- والعياذ بالله- وليس عيباً أن نعترف جميعاً بأخطائنا ونحاول تصويبها ولكن العيب أن نستمر في الخطأ.
إن الفقر والفراغ والبطالة من أهم أسباب الفساد، وأن محافظة صعدة تمتلك من الامكانات والفرص والثروات ما يكفي لا ستيعاب شبابها وتشغيلهم وتوفير لقمة العيش الشريفة لأبنائها بعيداً عن الارتماء في شباك التطرف والمتطرفين.
والله من وراء القصد..

عن صحيفة الثورة
صورة

أضف رد جديد

العودة إلى ”متابعات حرب صعدة“