( يا محمد .. إنّه ما من أحدٍ جاء بمثل ما جئتَ به إلا أوذي )
ورقة بن نوفل .
تصدير : إلى الحارث بن حلّزه ..
خاتلتني بأرضنا العبراتُ = ربما شاكٍ تفزّ منه الشكاةُ .
ربّ عُمْرٍ إذا انقضى يتمادى = كالبلايا .. تشي به الوجناتُ !
مروان الغفوري ..
- أمام رسول الله .. نيابة عن الوجود :
سيدي ، أنتَ ، أيها المتناهي = في كمال الوجودِ : جاعَ الأباةُ
سيدي ، أنتَ ، أيها المترامي = في ضياء القلوبِ : عادت مَناةُ !
سيدي ، أنتَ ، أيها اللانهائي = في هوى الأرضِ : كذّبتنا الجهاتُ
سيدي ، أنتَ ، أيها اللاعذابي = في شفا الحربِ : حارتِ الدعواتُ
سيدي ، أنتَ ، أيها المتشظّي = مثل زرعٍ : توجّعَ الميقاتُ .. !
سيدي ، أنتَ ، يا كِنانِيّ قومي : = زارَنا الريحُ .. شاعتِ الكاهناتُ !
كلّنا أنتَ .. هكذا يتنامى = باسمك القومُ .. تُزرعُ الملهاةُ .
كلّنا الماءُ ، إن عطشتَ وحيداً = فإذا جئتَ شاهتِ المقِـْراةُ !
بأبي أنت ، هل أقول : ظلالي = ساكنٌ فيكَ ؟ هل يجورُ الحداةُ ؟
بدمي ، أنتَ ، دلّني لضيائي = أطفأته العيونُ و الظلُمات ..
بأبي ، أنتَ ، بالبلادِ جميعاً = بهوانا، يفيضُ منه المواتُ
بأبي أنتَ .. يا أبانا بعينٍ = فجّرتها بدمعها العاشقاتُ !
بأبي ، أنتَ ، بالحياةِ ، بشجوٍ = ألثغ الكفّ خُنّهُ المرضعاتُ
لا تسلني عن البلادِ ، فإنّي = مثل غيري .. بلادُنا قُبّعاتُ
ضاعَ رسمُ الضياء في كل بيتٍ = واستبدت بدائها الكلماتُ !
كيف آتيكَ مسلماً وصلاتي = ما أقامت بجوفها الصلواتُ !
وطريقي إليك يستاءُ منّي = أنت تدري .. ذنوبُنا الطرقاتُ .
يطلع البدرُ .. والمدائنُ بردٌ = سكنتها الهزائمُ السنبلاتُ ..
يأفلُ البدرُ ، و المدائنُ قوسٌ = من ظلالٍ تقيّأتهُ الحياةُ
كيف تأتي مكللاً بهوانا = و هوانا يئنّ فيه الفتاتُ .
( طلعُ البدرُ ) يا بلادي فقومي = هل نسيتِ الهوى؟ ( يقولُ الثقاتُ )
من ثنيّات شوقِنا يتهادى = فاستحمّت بنورِه الكلِماتُ
.. و أنا الذنبُ ، مطرقٌ لا أواري = خيبة القومِ ، أو تغورُ السماتُ !
أعزل القلبِ ، لا أرى في بلادي = من طريق تمرّ منه الحياةُ
طلع القلبُ ، واحداً يتهادى = وأنا الدربُ أرهقتهُ الفلاةُ .
فإلى أينَ ، و العيونٌ جذوعٌ = جدّلتها بأرضنا الفاجعاتُ ..
وإلى أين و الطريقُ هواءٌ = أوحلتهُ الجيوش والغدراتُ !
هل بكتهُ النخيلُ ؟ هل قيل يوماً : = إن بكاه النخيلُ هلّ السّراةُ؟
هل تدلّى فؤادُه في اليتامى .. = حاسرَ الدمعِ ، واليتامى جهاتُ ؟
هل ..! يمرّ السؤالُ ، ينقضّ حرفٌ = غارقاً في الجوابِ ، تدميهُ ذاتُ :
من هنا ، كالضبابِ ، مرّ خفيفاً = فاستقامَ الظلالُ .. زمّ الهداةُ
أذرعاً للنجاةِ ، قامت سماءٌ = تتمشّى، تجرّها المرسلاتُ ..
من هنا مرّ ضوءٌ نبـــيٌّ = كالعذارى ، تخونُه الخطواتُ ..
وهُنا باعَ إيوانُ كسرى = مولدَ النارِ .. برّت التوراةُ
بالنبوءاتِ ، شفّ وجهُ الصحارى = للمساكينِ .. نامَتِ السعلاةُ !
لم يكُن في حَرائِه يتهجّى = جرحَه الفردَ ، و البلادُ شَكاةُ !
كان يسمو ، وخلفه تتمادى = قصةُ الغيمِ تذنبُ الــمرآةُ .
.. يا بلادي تزيّني إن حظّي = في رفاتي، وكل حظٍّ رفاتُ .
وكِلِيني لأي يومٍ غريبٍ = فادح القلبِ،إنّ قلبي شتاتُ .
لا تلومي المساءَ إن حطّ جنبي = بيننا، يا بلادُ ، تغفو الصفاتُ .
لا تلومي النهارَ إن طار خلفي = أصدقاء النهارِ ضلوا فماتوا
قلّبي جرحَنا العريضَ ، وخلّي = ظلّنا المستعارَ يغويه قاتُ ..
يا بلادي تمدّدي في بلادي = واكنسي الكونَ كي تمرّ الصلاةُ .
لا تقولي : تضوّعوا من عذابي = وردةَ اللهِ ، هل يموتُ السقاةُ ؟!
خدّك الخلدُ ، فانشري في البرايا = قصّة الجندِ . شاهت الثكناتُ !
يا بلادي ، تحسسي من ضيائي = في ترابِ القُرى طوتهُ البناتُ .
جرّدي العشب عن ظلال التمنّي = عن حديثٍ تفزّ منه الشفاةُ .
هل أتاكِ الضياءُ،هل نزّ ليلٌ = بالمصابيحِ، هل مرّت السانحاتُ .
لا تقولي : تضوعوا من عذابي = يا اْبنةَ الغيثِ، ملّ وجهي الغزاةُ !
يا بلادي ، توزّعي في بلادي = واجمعي الماء .. ( قال السراةُ ) .
وانشري من ضفائر الحزن فجراً = للنخيل الجريحِ .. ( قال الفراتُ ).
جاع قلبي .. فلا تكوني كمثلي = يا بلادي ، إذا الزمانُ هباتُ.
فـاذهبي الآن .. للنخيلِ سحابٌ = أعزبُ القلبِ .. وجهه الفلواتُ .
و دَعيني .. فكل يومٍ جديدٍ = يحملُ الماء للنبيِّ .. حياةُ .
خاتلتني بأرضنا العبراتُ .. = ربّ موتٍ تعافه الثكناتُ !
مروان الغفوري
اليمن ..
15/2/2006 م ..
.
http://ye22.com/vb/showthread.php?p=1569578#post1569578
نيابة عن الفقراء ، أمام رسول الله ..
-
- مشرفين مجالس آل محمد (ع)
- مشاركات: 1642
- اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 6:14 am
- مكان: هُنــــاك