
شبهت أسرة سعودية، مكونة من 5 أشخاص، ناجية من الموت بعد غرق العبارة «السلام 98» الظروف التي مرت بها بأحداث الفيلم الأميركي الشهير «تايتنك»، حيث تمكنت الفوضى التي عمت أرجاء العبارة بالإضافة إلى أمواج البحر المتلاطمة من بعثرتهم وقذف كل واحد منهم في طرف بعيدا عن الآخر، معتمدا على نفسه في النجاة. وذكر لـ«الشرق الأوسط» رجل الأعمال السعودي طارق محمد نقادي كيف تحولت إجازته التي اصطحب فيها زوجته وأبناءه الثلاثة، ولاء 16 سنة، وسيف 14 سنة، وآلاء 13 سنة، إلى كابوس مزعج. وأضاف أن الشعور بالخوف وسط العتمة التامة والبحر العريض أشبه ما يكون بالموت بعينه، حيث كانت البداية بعد إبحار السفينة بساعة أو أكثر عندما أيقظه ابنه سيف ليخبره بوجود حريق ودخان يتصاعد من أسفل السفينة، ومن ثم سماعه طرقا على الباب يطلب منه الخروج إلى البلكونات الخاصة بالطابق الثامن كي لا يختنقوا بالدخان.
ويتابع النقادي كيف أن الأحداث تسارعت بعد بحثهم عن أطواق النجاة ومن ثم ميلان العبارة تجاه اليمين وغرقها، وتناثرهم في البحر، في ظل غرق بقية الركاب الذين كانوا بالجانب الأيمن للسفينة. ويواصل النقادي وصف معاناته في البحث عن زوجته وابنائه، وكيف عانى كل واحد منهم في البحث عن وسيلة أو جسم عائم يتمكن من التعلق به للنجاة بنفسه. واصفا معاناة زوجته التي لم يحالفها الحظ في العثور على قارب مطاطي كما حصل مع أسرتها، فظلت في عرض البحر فترة 15 ساعة تقريبا، هي ورجل كان ممسكا بابنه الصغير، غير أنه لم يستطع المكوث كثيرا في الماء والبرد والجوع، فمات تاركا لها ابنه الصغير الذي أمسكت به، غير أنه نتيجة ابتلاعه كمية كبيرة من ماء البحر، مات بين يديها، فتركته للبحر، لتتضاعف معاناتها حتى عثر عليها قارب رآها، فانتشلها مساء الجمعة الماضي.