بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
هذا سؤال طرح على اية الله العظمى السيدمحمد حسين فضل الله دام ظله وقد اجابه في هذه الاسطر
الإمام علي (ع) وحقه في الخلافة:
س: إذا كانت ولاية علي (ع) بأمر من اللّه، فلماذا لم يحارب الإمام علي (ع) لأخذ حقه بالخلافة إذا كان ذلك أمر اللّه ولا يجب مخالفته؟
ج: كما نعرف جميعاً أن الله أراد من رسوله أن يبلِّغ ما نزل من ربه في تنصيب الإمام علي(ع) ]يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ[[المائدة/67]، ووقف الرسول (ص) وخطب الخطبة المعروفة بخطبة (الوداع) قائلاً: ((ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟!)) فقالوا: ((اللهم بلى)) فقال: ((اللهم اشهد)) ثم قال: ((فمن كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه، اللهمَّ والِ من والاه وعادِ من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحق معه حيثما دار)). وهكذا نصب الإمام علياً (ع) خليفة للمسلمين بأمر من اللّه سبحانه وتعالى، وهذه حقيقة، ولكن عندما دارت الدائرة، أبعد الإمام علي (ع) عن حقه نتيجة الأوضاع القلقة التي عاشها المسلمون بعد النبي (ص)، وقد كان الإمام علي (ع) مشغولاً بتجهيز الرسول (ص). ويتحدث الإمام علي (ع) عن حاله في الخيار بين أن يطالب في حقه بالخلافة أو يقيم حرباً في داخل الواقع الإسلامي أو يصبر ليحفظ الإسلام، ونعرف أن أبا سفيان قد جاء إلى الإمام علي (ع) وقد كانت في نفسه أفكار - وهو يتظاهر بالإسلام - أن يعيد سيطرته على الواقع الإسلامي في ذلك الوقت، فأراد أن يستغلَّ الإمام علي (ع)، وأراد منه أن يكون ورقة رابحة له يلعب بها في دوره المعين، فطلب من العباس بن عبد المطلب عمّ النبي (ص) قائلاً له: أن امضِ لابن أخيك عليّ لنبايعه واللّه لأملأن عليهم خيلاً ورجلاً، فجاء العباس للإمام علي (ع) وحدّثه بمقالة أبي سفيان، فكان الرد بأن أبا سفيان لم يكن يوماً مخلصاً للإسلام، والإمام علي(ع) عاش للّه وللإسلام، وكانت قضية الإسلام عنده (ع) أعظم من فوت الخلافة، ولذلك قال في كتابه لأهل مصر كما هو في (نهج البلاغة): ((فما راعني إلا انثيال الناس على أبي بكر يبايعونه، فأمسكت يدي، حتى إذا رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام يريدون محق دين محمد (ص)، فخشيت إن أنا لم أنصر الإسلام وأهله أن أرى فيه ثلماً أو هدماً تكون المصيبة به عليّ أعظم من فوت ولايتكم هذه التي إنما هي متاع أيام قلائل يزول منها ما زال كما يزول السراب أو كما ينقشع السحاب، فنهضت حتى زاح الباطل وزهق واطمأن الدين وتنهنه)) وكانت كلمته (ع) المشهورة: ((لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين ولم يكن بها جور إلا عليّ خاصة)).
علي (ع) يرتفع حيث يتّضع الناس، وهو يكبر حيث يصغر الناس، وعلي (ع) في الأعالي، هو الذي كان يشعر أنه خليفة الرسول (ص) في الواقع الشعبي وإن كان بعيداً عن الواقع السياسي والرسمي، لذلك كان (ع) وهو صاحب الحق، يعاون الذين تقدَّموه في الخلافة، لا من خلال شخصياتهم، ولكن من خلال موقعهم ودورهم ومركزهم، فكان (ع) يعطيهم العلم والمشورة، وذلك في قوله تعالى(ع): ((وهو يعلم أن محلي فيها محل القطب من الرحى، ينحدر عني السيل ولا يرقى إليّ الطير)) ويقول: ((لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر وما أخذ اللّه على العلماء أن لا يقاروا على كظّة ظالم ولا سغب مظلوم، لألقيت حبلها على غاربها ولسقيت آخرها بكأس أولها ولألفيتم دنياكم هذه أهون عندي من عفطة عنـز)). فافهموا علياً (ع) جيداً تفهموا الحياة جيداً، وتفهموا الوحدة الإسلامية جيداً، وتفهموا كيف يمكن أن نجمد كل ما يوحي بالفتنة وكل ما يعصف بنا من خلافات، لأن المخابرات الدولية ومنها الأمريكية تحاول أن تنفذ حتى إلى مواقعنا الدينية لزرع الفتنة هنا وهناك، وعلي (ع) هو الذي فقأ عين الفتنة، وانطلق من أجل حماية الإسلام وحفظه، وهو الذي نصَّبه رسول اللّه، ولكنه - مع ذلك - حفظ وصية الرسول (ص) كما حفظ وصية اللّه في أن يحفظ الإسلام في صبره كما حفظ الإسلام في سيفه. تلك هي المسألة، لأن الإمام علي (ع) كان رجلاً يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله.
س: إذا كانت ولاية علي (ع) بأمر من اللّه، فلماذا لم يحارب الإ
س: إذا كانت ولاية علي (ع) بأمر من اللّه، فلماذا لم يحارب الإ
فل تكن ماتشـــــاء وانظر ماذا يخفي لك الدهر