كتب بتاريخ 2005 ديسمبر 29
• رأي نيوز-خاص- غمدان اليوسفي :

أمسى ساكنو قرية الظفير في مديرية بني مطر على صوت سيارات الإسعاف وأصبحوا على أصوات عبد الباسط عبدالصمد من على مآذن المساجد. القرية تعرضت لكارثة لم تكن تتخيل حجم خسائرها،، فقد طحن الجبل الصخري الذي يعتلي القرية مايربو على 64 منزلا منها 19 مأهولة بما يقارب 150 ساكنا يعد قرابة المائة وخمسة أشخاص في عداد المفقودين والأخرى مهجورة حيث لم ير أثر لغالبية تلك المنازل بعد أن سحقتها الصخور الهائلة. حتى العاشرة من صباح اليوم انتشل المواطنون بمساعدة قوات الأمن 30 جثة وفقا لحديث الشيخ صالح حمود شيخ المنطقة لـ رأي نيوز آخرها جثة لطفل لايتجاوز عمره السنوات الثلاث، الأمر الذي جعل جيران للطفل يبحثون بجدية عن والده ووالدته اللذين يتوقع أن يتم إيجادهما بالقرب من الطفل.
مازاد من حجم الكارثة أنها وقعت في المساء حيث فرغ الناس من صلاة العشاء وانصرفوا للبحث عن الدفء في منازلهم من شدة برد تلك القرى غير أن دفئا آخر كان بانتظارهم.
(رأي نيوز) نزلت إلى مكان الحادث منذ مساء أمس، لتكتشف أن رجلا فقد عقله بعد أن فقد أسرة تحوي زوجة وعدداً من الأبناء تحت تلك الصخور.
النساء كن أول من غدا صوب كومة الركام، ليتقاطر بعدها مئات من سكان القرى المجاورة حيث يواصلون الآن عملية البحث تحت الأنقاض.
مدارس القرية أغلقت أبوابها لتفتح أبوب المساجد لمن لم يبق لهم نصيب من الحياة في الوقت الذي ربما يتسلل اليأس إلى نفوس الناس في أن يجدوا أحياءا تحت تلك الصخور الصماء التي أخرجت أخشاب المنازل إلى العراء كبقايا عظام ذبيحة.
أحجام تلك الصخور ربما تحول دون الوصول إلى كثير من المدفونين تحت بقايا ذلك الجبل غير أن محاولات تجري حاليا للعمل من خلال محاولة تكسير تلك الصخور لكن تخوفات تسري بين العامة من تزحزح تلك الصخور على بقية منازل القرية.
عشرات المسؤولين والعسكريين وأعضاء البرلمان تواجدوا منذ الصباح الباكر في المكان بعد هدوء شهدته المنطقة مساء أمس لايشوبه سوى تحركات رجال الأمن الذين يقومون بحماية المكان.
رجال الأمن يمنعون الصحفيين من التصوير سواءا في ليلة أمس أو صباح اليوم لكن الصور التي تنشرها رأي نيوز كانت بوساطة عضو مجلس النواب عن المنطقة الذي يستشعر رسالة الصحافة في تقديم حجم الكارثة وأهمية الصورة فيها، غير أن تلك الواسطة لم تتمكن من حماية مراسل موقع المؤتمر نت جميل الجعدبي فقد سلبته قوات الأمن كاميراه بعد ان شاهدته يصور المكان.
وحاول صحفيون التدخل لدى مدير أمن محافظة صنعاء الذي تواجد في المكان غير أنه قال إن منع التصوير جاءت بتوجيهات من محافظ صنعاء ولايستطيع التدخل فيها.
ولم يتضح بعد الأسباب الجيولوجية للحادث غير أن الغالبية يرون أن عوامل الزمن والطبيعة فقط هي المتسببة بذلك.