البرقع ُالحجابُ الكاذب

هذا المجلس للحوار حول القضايا العامة والتي لا تندرج تحت التقسيمات الأخرى.
أضف رد جديد

هل البرقع محرم

لا
2
22%
نعم
1
11%
لااعرف
6
67%
 
إجمالي الأصوات: 9

الرضي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 30
اشترك في: الجمعة يناير 20, 2006 8:14 pm

البرقع ُالحجابُ الكاذب

مشاركة بواسطة الرضي »

"أتحداك تلحقني".. "فك لي شاطير".. "إتبعني".. أسماء لبالطوهات تعرضها محلات الخياطة النسائية في مدينة تعز ).. هذا ما أورده تحقيق لصحيفة البلاغ في عددها الصادر في شهر رمضان المبارك الفائت بتأريخ 25/10/2005م وحمل عنوان (لماذا يتحول شهر رمضان إلى معاكسات؟!) ومما تضمنه التحقيقُ أن من أسباب هذه الظاهرة ما يرجع إلى الفتاة؛ لأنها ترتدي تلك الملابسَ المغريةَ وتقومُ بالاستعراض أمام الشباب في الشوارع. ذلك ما استوقفني لتتبع ظاهرة الموضة في حجاب الفتاة اليمنية التي وجدتها دخيلة على مجتمعنا اليمني ولكنها للأسف أصبحن منتشرة وتنساق إليها الغالبية من الفتيات.

فإذا كان الإسلامُ حدد أوصافَ وأهدافَ حجاب المرأة المسلمة فهل المرأةُ اليمنيةُ (في الوقت الحاضر) تراعي ذلك في حجابها؟!، وهل يعتبَر "البرقع والبالطوه" اللذان انتشر لبسهما بدلاً عن الشرشف حجاباً شرعياً؟!

{ سماح أحمد علي محمد

المبرقعاتُ كاسياتٌ عارياتُ

} قال صلى اللهُ عليه وآله وسلم في وصف أهل النار: صنفان من أهل النار لم أرهما، قومٌ معهم سياطٌ كأذناب البقر يضربون بها الناسَ، ونساءٌ كاسيات عاريات مائلات مميلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحَها وإن ريحَها ليوجدُ من مسيرة كذا وكذا.. رواه مسلم.
وعن أسامة بن زيد قال: كساني رسول الله قبطية كثيفة مما أهداها إليه دحية الكلبي، فكسوتها امرأتي، فقال لي رسول الله : [مُرها فلتجعلْ تحتـَها غلالةً إني أخافُ أن تصفَ حجمَ عظامها]. رواه أحمد بسند حسن.
وروى عن عمر رضي الله تعالى عنه أنه قال: لا تلبسوا نساءَكم الكتانَ ولا القباطي فإنها تصفُ ولا تشفُ، وكذلك إن كانت ثيابُها رقيقةً لما روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: لعن الله الكاسيات العاريات.. يعني الكاسيات الثياب الرقاق اللاتي كأنهن عاريات. (المبسوط للسرخسي ج10/ص155).
ولقد تحققت نبوة رسول الله فقد وصفهن وصف المشاهد لهن، فمعنى (كاسيات عاريات): يلبس ثياباً رقيقة تصف لون الجسد أو قصيرة، فهي كاسية في الاسم عارية في الحقيقة. ومعنى (مائلات): أي زائغات عن طاعة الله، وما يلزمهن من الحياء والتستر مائلات في مشيتهن. (مميلات): أي مميلات لقلوب الرجال لفعلهن، ومعنى (رؤوسهن كأسنمة البخت): أي يعملن شعورَهن بلفها وتكويرها إلى أعلى كأسنمة الإبل المائلة. والواقعُ أن البرقعَ يضطرُ المرأةَ لأن تلفَ رأسَها كالكعكة ويصف جسم المرأة حتى النحيلة (الرشيقة) منهن. كما يتبين لنا من خلال مقارنة أوصاف البرقع بشروط الحجاب.
شروطُ الحجاب الشرعي

} إن الحجابَ له أوصاف معلومة لا تتجدد بتجدد الموضة والأزياء، بل هي ثابتة ثبات الجبال وباقية بقاء الكتاب والسنة! وشروطـُه كالآتي: 1- أن يكون ساتراً لجميع البدن، لقول الله تعالى: يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان اللهُ غفوراً رحيماً[ الأحزاب:59
2- ألا يكونَ الحجابُ زينةً في نفسه، لقوله تعالى: »ولا يبدين زينتهن« فهي شاملةٌ لكل أنواع الزينة، ومن هنا كاد تزيينـُه بأي شكل من أشكال الزينة من التبرج، وقد انطلى هذا على كثير من المسلمات فجرين وراء موضة العباءات حتى سقطن في فخ التبرج المقصود!، واللهُ جل وعلا يقولُ: »وقَرْنَ في بيوتكن ولا تبرجنَ تبرجَ الجاهلية الأولى« الأحزاب:33 . قال مجاهد: كانت المرأةُ تخرج تمشي بين يدي الرجال، فذلك تبرج الجاهلية. وقال مقاتل بن حيان: التبرُّجُ أن تلقيَ الخمارَ على رأسها ولا تشده فيواري قلائدَها وقرطـَها وعنقـَها، ويبدو ذلك كله منها وذلك التبرج.
3- ألا يكونَ مبخراً ولا مطيباً بأنواع العطورات، لقول الرسول: »أيما امرأةُ استعطرت، ثم خرجت فمرت على قوم ليجدوا ريحَها فهي زانية«. رواه أحمد وسنده حسن. وعن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله: »أيما امرأة أصابت بخوراً فلا تشهد معنا العشاء الآخرة« رواه مسلم.
4- ألا يكونَ ضيقاً حتى لا يصفَ الجسدَ، فعن أسامة بن زيد قال: كساني رسولُ الله قبطيةً كثيفةً مما أهداها إليه دحية الكلبي، فكسوتها امرأتي، فقال لي رسول الله : »مُرْها فلتجعلْ تحتها غلالةً إني أخافُ أن تصفَ حجمَ عظامها« رواه أحمد بسند حسن.
5- أن يكون ثقيلاً لا يشفَ ما تحته، قال: »صنفان من أهل النار...إلخ« رواه مسلم.
6- ألا يشبه لباسَ الرجال، وذلك سواء داخل البيت أو خارجه، فعن ابن عباس قال: »لعن رسولُ الله المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال. رواه البخاري.
7- ألا يكونَ لباسَ شهرة: لقوله : »مَن لبس ثوبَ شهرة ألبسه اللهُ يومَ القيامة ثوباً مثله، ثم يلهب في النار«. رواه أبو داوود بسند حسن. ومن ذلك من تلبس اللباس الذي يكلف المبالغ الباهضة تلبسه تفاخراً وتطاولاً!.
8- ألا يشبه الكافرات: قال تعالى: »لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءَهم أو أبناءَهم أو إخوانَهم أو عشيرتَهم« المجادلة:22 . كما أن التشبهَ بالكفار تنكـُّرٌ للإسلام واستبدالٌ لتعاليمه بغيرها وكفى به إثماً عظيماً.
أختي المسلمة ليس بالضرورة أن تلبس المرأة حجاباً معيناً فالمهم أن يكونَ وفق الشروط الشرعية الذي يسترُ مفاتنها فهناك بعض الفتيات يرتدين غطاءً علوياً ينسدلُ حتى نصف قدميها، و(البالطوه) الذي لا يكون غير شفاف ويكون فضفاضاً ويرتدينه فوق ثيابهن ولا يوجد به ما يلفت النظر من خرز ونقشات وتطريزات، كما أن انقسامَه إلى قسمين يمنع انشدادَ طرفه السلفي وبالتالي لا يلتصق بالجسم وكذلك لكونه يغطي الرأس وكامل الجزء العلوي للجسم مع الأطراف فأن تفاصيلَ جسم المرأة العلوي لا يظهر وهذا يحقق شرط من شروط الحجاب.
هل البرقعُ حجابٌ شرعيٌّ

} البرقعُ - وما نتحدثُ عنه البرقع العادي جداً - فإنه يتكوَّنُ من غطاء الرأس و(البالطوه) الذي يشبهُ ثوبَ الرجل، وغطاء الرأس عبارة (طرحه) قطعة قماش تلف بها المرأة رأسَها دون الوجه والقطعة الأخرى تغطي وجهَ المرأة عدا العينين فأمامهما مفتوحٌ في نفس القطعة وترتبطُ بالرأس بطرفها العلوي الذي يكون مبطناً وتلف به الجبهة وجزء صغير شفاف يُرَدُّ إلى أعلى، فتظهر المرأة كالتالي تضع على رأسها تاجاً أسوداً - وهو يشبه ما تضعه المرأة في جبهتها في المناسبات الاجتماعية - وتظهر تحته عينا المرأة كنجمتين في سواد الليل، و بينما يتمايل جزءه الصغير الشفاف مع السير فتسقط على العين فتضطر المرأة لرفعها لترى بوضوح، كذلك يرتفع بين الحين والأخر الجزء الذي تحت العينين بفعل أنه مرتبط بجزئه العلوي ولطبيعة شكل الأنف فينسحب للداخل مما يغطي جزء من العنينين فتضطر المرأة لشده إلى أسفل؛ كي تستطيع الرؤية، وإذا بالمرأة في سيرها وجلوسها مشغولة بتسوية برقعها بشكل ملفت للآخرين.
وإذا كان البرقعُ يظهر جمالَ العينين فإن (البالطوه) الذي يشبه ثوب الرجل وقد تريديه المرأة فوق ثوبها ينكمش على ثوبها فيظهر جسمها بشكل بارز وخاصةً مقدمة صدرها وكذلك مؤخرتها بينما يتجوف إلى الدخل من أمامها فيظهر تقاسيم الفخذين؛ ولأنه كالثوب فقسمات منكبَي المرأة تظهَرُ، وبالتالي أصبح البرقعُ مع توابعه حجاباً جسمياً كالشراب الجسمية؛ لأنه يلتصق بجسم المرأة.
من خلال وصف البرقع و (البالطوه) يتبين انعدامُ الشروط الشرعية للحجاب فهو كما بينا يظهر تفاصيلَ جسم المرأة بل وبشكل مثير لمفاتنها، وهذا يتنافى مع الهدف الشرعي من الحجاب.
إذا كان هذا الوصفُ للبرقع العادي وعلى افتراض أن المرأةَ تلبسُه فوق ثيابها، فكيف الحالُ إذا كان يتم لبسُه مباشرةً فوق الملابس الخفيفة الداخلية، أو كان هذا البرقعُ يخاط بأشكال تتخذ طابعَ الموضة ويتسابقُ مصمموها لأن تكونَ أكثرَ إثارة لتلبية رغبات الغالبية من النساء والفتيات. المصيبةُ الأعظمُ من ذلك أن المرأةَ تظنُّ بأنها متحجبةً، وهي فعلاً متحجبةٌ ولكن عن الخير والعفة والحياء وصدق الله (أَفَمَن زُيّنَ لَهُ سُوء عَمَلِهِ فَرَءاهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء) فاطر: 8 .
والأسوأُ من ذلك كله أن أنصارَ التبرج يحاولون الآن أن يجعلوا من الحجاب موضةً وزياً من الأزياء حتى يجعلوه عرضةً للتغيير والتنويع كلما أرادوا.
ومن أمثلة ذلك حجابُ (البرقع) مصطنع يغطي جميع أجزاء جسم المرأة بما في ذلك الوجه، ولكنه ضيِّقٌ يبدي تفاصيلَ جسم المرأة ويجعلها أكثرَ إثارة مما لوكانت سافرةً، فبالله أهكذا يكونُ الحجابُ؟، أم هو التبرج بعينه؟.
موضةُ البراقع
} بالرغم من وضوح أمر البرقع وحكم لبسه بأشكاله المختلفة التي تفننت في صناعتها أيد لا يهمها إلاّ الربحُ، أو متاجرةٌ جاهلةٌ ما أرادت بنسائنا الخير ولا لهن الستر، كما تفننت في لبسها نساءٌ لا يخفى عليهن ما في لباسها من فتنة للرجال وتعرض للإيذاء وفتح باب شر على المجتمع، إلا أن ذلك كله لم يمنع كثيراً من النساء من متابعة هذه الموضة أو الإصرار عليها؛ لأن مَن لبسن البرقع لم يسألن أصلاً عن حكم لبسه بتلك الأشكال ولم يفكرن جيداً في فساده وأضراره على لابسته وعلى الرجال أيضاً، بل اعتبرن وجودًه في الأسواق ولبسَ الجاهلات له فرصةً لا تعوَّضُ للتخلص من الحجاب الكامل.
وكان الواجبُ على المسلمة أن تسألَ عن حكم ما يستجد من أمور لم تكن معروفةً في مجتمعها سواء ما يتعلق بالعقائد أو المعاملات أو العبادات ومنها (الحجاب) وأن تستدل (تطلب الدليل) على لباسها هذا قبل أن تقتنعَ بأنه حقٌّ للمرأة، وقبل أن تعتبرَ تواجدَه وانتشارَه مبرراً كافياً ودليلاً شرعياً على جواز لبسه بتلك الأشكال المختلفة.
لذا أصبح ذلك البرقعُ ينتشرُ بين الصالحات العاقلات فضلاً عن الغافلات السفيهات، وبين نساء العقلاء المحافظين على نسائهم فضلاً عن نساء الجهال المفرّطين في ولايتهم، وبين بعض من يُسمين (بنات الحمايل) فضلاً عَمّن دونهن. وللعلم فلم يعد الناس عموماً ولا النساء خصوصاً يحسبون حساباً لكون أحدهم من آل فلان أو هذه بنت فلان، فالنساء إما مسلمة محتشمة معتزة بحجابها، أو أخرى ساذجة مقلّدة مستجيبة لكل موضة جديدة، لقد ولّى زمن الإنقياد لأوامر الشرع والوقوف عند حدود الله، وسؤال أهل العلم (العلماء) عن شروط الحجاب وحكم البرقع العصري فضلاً عن الإلتزام بفتاواهم فنحن في زمن الموضة التي خفّفت عنا كثيراً من الأوامر الربانية والتكاليف الشرعية.
إن الصالحين في هذه الأمة يتألمون كثيراً كلما شاهدوا فتاة تحمل في قلبها الخير، وتسعى لما فيه عز أمتها وصلاح أخواتها ويتألمون كلما رأوها وقد انساقت وراء موضة البرقع، فأصبحت ترتديه كغيرها دون أدنى تفكير منها بعواقبه أو محاذيره المستقبلية. قد تقولين: إنني ما ارتديت البرقعَ إلا لغرض بريء، ويعلم الله أنني لم أسرف ولم أتجاوز. وقد ترتاحين أنت فعلا مع البرقع لرقته، وتحتاطين في بعض أموره بألا يكون ضيقاً لكن ماذا لو تحول لبس البرقع بصورة المختلفة إلى ظاهرة؟، أتستطيعين بعدها إيقاف موج فتنته الهادر؟!، ألم تستمعي- وأنت الملتزمة- إلى القاعدة الفقهية التي تنص على أن (درء المفاسد مقدم على جلب المصالح)؟، ربما ترددت زميلتك في لبس البرقع، وحينما رأتك تلبسينه هان عليها أمرُه، بل ربما قلدتك جارتـُك ولم تكن نيتـُها حسنةً كنواياك. ألا تتحملين ذنبَها؟!، ألا تعلمين أن من سن سنة سيئة في الناس فعليه وزرُها؟! أيرضيك أن تكوني ممن سن سنة لبس البرقع في مجتمعنا الذي التزمت نساؤه تغطيةَ وجوههن كاملة؟.
بل إن التساهُلَ في أمر الحجاب أدى إلى تطور لبس البرقع من خلال ربط ارتدائه بملابس خليعة أساسية كالسراويل (الجينز، أو الحرير، أو الضيقة و التي غالباً ما تكون ملفتةً بألوانها وفتحاتها) والأحذية المفتوحة من أعلى والملفتة للنظر بتشكيلاتها وبزهنقتها وكأن الفتاة في صالة أعراس، والحقائب الملونة بألوان متناسقة مع حذائها أو لون (بنطلونها) والتي توضع على الكتف وتمسكها المرأة بيدها فتظهر بارزة بما عليها من خواتم جذابة وغيرها من الملابس المظهرة لمواضع الإثارة في المرأة، وهناك براقع وبالطوهات أوصافها تقشعر منها الأبدان فنكتفي بالإشارة إلى بعضها كالفرنسي أو المخصر الذي يظهر الخصر والمزيد بأجنحة والألمس اللماع والمطرز بالنقشات والعبارات والخرزات المتلألئة بأشعة الشمس وأضواء المصابيح وكأن المرأة مهر جميل يتم تزيينه للفت الأنظار، والمصيبة في أن النساء والفتيات أو أغلبهن يرتدين ذلك بحجة المماثلة دون وعي منهن بأنهن ينتهكن قدسية وأهداف الحجاب الإسلامي.
موضةُ البراقع.. الأسبابُ والدلالاتُ والآثارُ
} ترى ما هي أسبابُ انتشار موضة البراقع (التبرج الخفي)؟، الجواب: إن لذلك أسباباً كثيرة من أهمها الجهل بالله، وضعف الوازع الديني الذي تسبب في تمرد كثير من النساء على شرع الله وجعلهن يقلدن ويمشين وراء كل ناعق.
أما السبب الثاني والثالث والعاشر أيضاً فنحن الرجال، نعم الرجال إن الله سبحانه يقول: (الرّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوالِهِمْ) النساء: 34. ومعنى أن الرجلَ قيِّمٌ على المرأة أي هو رئيسُها وكبيرُها والحاكمُ عليها ومؤدبُها إذا اعوجت، بدون تسلط أو استبداد. هذه هي الرجولة.
أما الذين يظنون أنفسَهم رجالاً وهم يساعدون نساءَهم على أن يكن كاسيات عاريات فهم أبعدُ الناس عن صفة الرجولة. إنك تتعجبُ من أحوال هؤلاء فعندما تخرج نساؤهم ألا ينظرون إليهن؟!، ألا يرون كيف يلبسن؟!، ألا يرون كيف يخرجن؟!، وبعضهم من أهل المساجد وقد تراه ذا صورة وذا هيبة، ثم تفاجأ بأنه يمشي مع زوجته المبرقعة كالقط الأليف.
وقد يُظن أن الحجاب هو بتغطية الوجه فقط، وهذا غير صحيح فبالإضافة إلى تغطية الوجه وحتى لا تكون المرأة متبرجة فيجب أن يكون الحجاب مغطياً لجميع جسد المرأة وألا يكونَ فيه نوعٌ من الزينة أو الزخرفة، وألا يكون شفافاً بل سميكاً، وألا يكون ضيقاً بل واسعاً، وألا يصدر عنه رائحة طيبة وألا يكونَ شبيهاً بملابس الكافرات وألا يكون ثوب شهرة.
فهل هناك من الرجال من يلاحظ هذه الأمور المهمة الآن، يوجد، ولكن قليل ما هم.
ومما يساعد على انتشار موضة البراقع كثرة خروج النساء لأقل سبب، والسبب في ذلك أيضاً الرجال.
فهذه بنت فلان (المعروف بغيرته) بجواره أو خلفه وقد أظهرت عينيها من خلال برقعها الفاتن لتنهشها العيون الجائعة التي لم تكن تحلم.
وهذه زوجة فلان (المعروف بحيائه ومحافظة أهله على الستر) تجلس بجواره في السيارة أو تمشي معه في السوق لابسة البرقع (شباباً وشيباً) تحدّق بها وهو ينظر ويرى العيون متّجهةً صوب زوجته فلا يحرّك ساكناً ولا يمنع ناظراً!، وهنا أشك في رضاه بذلك؛ لأن الغيرة مما فُطر عليها الرجل.. ويبقى الاحتمال الثاني وهو مجاملته لها أو عجزه عن منعها، أو جهله بمعنى القوامة وانفلات زمامها من يده ولو أراد عدم إيذائها بنظرات الذئاب البشرية والكلاب الإنسية لألزمها بقول الله تعالى: (يَأَيّهَا النّبِيُ قُل لأزواجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ المُؤمِنينَ يُدنِينَ عَلَيهِنَ مِن جَلابِيبِهِنَ ذَلِكَ أدنَى أن يُعرَفنَ فَلايُؤذَينَ وَكَانَ اللّه غَفُوراً رَحِيماً) [الأحزاب:59"
هذه الظاهرة الجديدة على مجتمعنا قد برز معها ظهور جرائم غريبة يتزايد مع مرور الوقت، فكثيراً ما نسمع في محيطنا الاجتماعية عن اختطاف عدد من الفتيات أو هروبهن، وبين الحين والآخر نقرأ في الصحف عن حالات اختطاف واغتصاب وقتل كان آخرها الجريمة النكراء التي تقشعر منها الأبدان والتي حدثت في العاصمة صنعاء وبالتحديد في شارع تعز حيث أقدم شابان إلى اختطاف فتاة واغتصابها ثم قتلها وتقطيعها ورميها في صندوق القمامة.
وتفيد بعض المصادر الأمنية أن نسبة اختفاء واختطاف الفتيات وصلت خلال شهر (نوفمبر 2004م) إلى أكثر من (200) حالة (صحيفة البلاغ العدد 598).
كما بدأنا نسمع عن الزواج العرفي وانتشاره بين طالبات المدارس بعد التأكد من زواج ثلاث طالبات عرفياً بسعودي وعراقي ويمني (صحيفة النداء العدد 32 بتاريخ 23/11/2005م.
بل ويعتبر البعض أن انتشار موضة البراقع بين الفتيات يدلل على سبب من أسباب الزواج السياحي أو ظهور حالات زواج غريبة عن المألوف في مجتمعنا فالبراقع وما يتعلق بها من مظاهر وممارسات ليست مجرد لباس انتشر بين الفتيات هذه الأيام كما يتصور أغلب الناس ولكنه يعبر عن غياب ثقافة وحلول ثقافة أخرى غياب ثقافة القيم والعادات والتقاليد الأخلاقية التي أهمل الآباء غرسها، وغياب الثقافة يعبر عن حلول ثقافة الإثارة والمماثلة وأتباع الشكل هذه الثقافة ـ مجازاً ـ تجعل الفتاة وبالذات البنت المراهقة على استعداد لتقبل كل ما يظهر من أقرانها فتحذو حذوهن دون معرفة لأدنى النتائج السلبية لذلك؛ ولأن دور الرقيب المتمثل بالأسرة غائب وسبق له الإهمال في نقل ثقافة القيم فإن الكابح لهذا الانزلاق معطل عطلته الثقة المطلقة من الآباء بسلامة التربية والانخداع بمظهر الاستمرارية في تقبل البنت لحجاب الوجه لصعوبة تقبل سفور وجهها في هذه المرحلة، وقد أدى ذلك إلى استمرار البنت في تقبل ثقافة الإثارة وولْد عندها حالةً من نرجسية الحياة ساهمت الحكايات الخيالية لمسلسلات الفضائيات والطموحات الفردية لأقرانها في تكوين هذه الحالة، وهذه الحالة تدفع البنتَ لتتمسك بأية فرصة لتحقيقها من خلال فارس الأحلام مهما كانت المخاطر ورفض الآخرين لها لمخالفتها للقيم والعادات؛ لأنها تشعر بأن فرص تحقيقها نادرة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها المجتمع.
ولعل ما يؤكد ذلك هو انتشار المعاكسات للفتيات المبرقعات دون سواهن من الفتيات، بل إن البرقع والعباءات أصبحت من ملابس الإثارة لدى البغايا في فنادق عدن (أوردت ذلك دراسة عن العالم الخفي لتجارة الجنس في اليمن نشرتها صحيفة الراية القطرية في عددها (8596) وبتأريخ 19/11/2005م)
الأولياءُ ومسئوليتـُهم

} لكن الأغربَ من ذلك كله هو موقفُ الرجال الذين تركوا الحبل على الغارب للنساء حتى أصبحت المرأةُ تلبس ما تشتهي، وتخرج متى تشتهي، وتظهر على الناس كما تشتهي، والرجلُ ليس له حول ولا قوة، إنه لأمرٌ عجيبٌ

ذهب الرجالُ المُقتدى بفعالهم

والمنكرون لكل أمر منكر

وبقيتُ في خَلَف يُزكّي بعضُهم

بعضاً ليدفع معورّ عن معورِ

فطنٌّ لكل مصيبة في ماله

وإذا أُصيب بعرضه لا يشعر

ثم إن الأغربَ من ذلك أنك لو لاحظت ملاحظة على المرأة المبرقعة وهمست في أذن زوجها، أو قريبها كأبيها أو أخيها بأن يلزمَها الحجابَ الشرعي والبُعد عن لباس الكاسيات العاريات، فإنه سيقول لك: ماذا تقصد بذلك؟، زوجتي وابنتي وأختي يخرجن شريفات، ويرجعن شريفات (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَـادِلُ فِى اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَـانٍ مَّرِيدٍ) الحج: 3 . مَن قال لك أيها المسكينُ أنهن لسْنَ شريفات. لكن هل الشرف أن تحتفظَ الفتاة بعذريتها حتى ليلة الزفاف فقط؟!!، أم أن الشرف هو الحجابُ والعفةُ والخجلُ والحياءُ؟. كما قال تعالى (ذلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) الأحزاب: 53 .أو يقول لك أحدهم: أنا أثق بهن. - سبحان الله! - ومن قال لك أيها الذكي جداً أن الحجاب شرِّعَ من أجل نوع الثقة من النساء. إن الحجابَ ليس الهدُف منه تخوينَ المرأة، أو نزع الثقة منها، أو الشك في الأقارب والأصحاب، أبداً.
إن الهدفَ الأساسي من الحجاب هو المحافظةُ على عفة الرجال الذين تقع أبصارُهم على النساء؛ لأن بلاءَ الشباب والرجال والمراهقين ناتجٌ عن ما يرونه من تبرج النساء وفسقهن في كل مكان.والحقيقةُ أن أقسامَ الناس في استيعاب هذا الكلام اليوم لا يخرج عن أقسام ثلاثة:

القسم الأول: فهم واتعظ وأخذ وعداً على نفسه بأن يبدأَ من الآن في معالجة هذه الظواهر السلبية إن كانت موجودة في منزله وبين أهله. ويحرص على أن ينتفع بما سمعه وعلمه، وهو ظنـُّنا بكم إن شاء الله، أنكم من هذا القسم.

أما القسمُ الثاني: قسمٌ يسمعُ الكلامَ ويفهمَ، ولكنه لا يزيد على أن يقولَ: نسألُ اللهَ السلامةَ. ثم يهز رأسه، ويقول: الله لا تبتلينا. ثم لا يزيد على هذا شيئاً، لا يفتش في أحواله لا يتأكد من وضع أبنائه وبناته، وأنا أريدُ أن قولَ شيئاً: إذا كنتَ تقولُ (الله لا يبتلينا) ثم لا تفعل شيئاً، وأنا أقول نفس الكلام ولا أفعل شيئاً، والآخرُ يقولُ نفسَ الشيء ولا يفعل شيئاً، فإذا كان هذا موقفـَنا فما هو الذي يحدُثُ الآن في الأسواق والشوارع؟ من أين أتين هؤلاء النسوة؟ من المريخ أم من القمر؟ ألسن قد خرجن من منازلنا وبيوتنا؟!، فهذا المجتمع يتكون مني ومنك ومن الآخرين فإذا صار الكل يتبرأ ويرمي بالخطأ على غيره، فأين هو المخطئ؟ إذن لهذا من كان منكم من هذا النوع فليراجع حساباته من جديد.
وهناك قسم ثالث أعاذني الله وإياكم أن نكون منهم وهم صنف من الرجال والنساء لا يحلون حلالاً ولا يحرمون حراماً، ويزعمون أنما هي حياتهم الدنيا فقط وينكرون القيم والمبادئ الدينية، بل ويصدون عن سبيل الله ولن يزيدهم كلامي هذا إلا عناداً وفسوقًا.
فهل يتنبه هؤلاء؟، هذا ما نرجوه ونتمناه.! وهل من شهم يغار؟.

اسامه اسماعيل محمد الفقيه
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 16
اشترك في: الجمعة أغسطس 27, 2004 8:06 pm
مكان: اليمن
اتصال:

مشاركة بواسطة اسامه اسماعيل محمد الفقيه »

بسم الله الرحمن الرحيم
في الحقيقة انا من رأيي ان تكون الفتاة محجبة بدون تبرج لأني ارى في البرقع وسيلة إغراء اكثر من كونه وسيلة للإحتشام.
والسلام عليكم :)

الهاشمي اليماني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 668
اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
اتصال:

مشاركة بواسطة الهاشمي اليماني »

البرقع وافد غير مرحب به ... يعني متطفل ،،، هناك الغربة العشوائية ،،، وهناك الإستيراد المتعمد لثقافة المجتمعات المتشددة التي كانت تئد المرأة ،،، قام الساسة عنوة وعن سابق ترصد بإستيراد ثقافة الغلو والتشدد لمحاولة موازنة ما يعتقدونه نوعا من السياسة ، والواقع أنه كان بعيدا عن الكياسة والسياسة .... وكان هدفه الإحتفاظ بكرسي الرئاسة ،،، والتظحية بكل المثل اليمنية والتقاليد العريقة .... ونظرا لتلك النظرة الظيقة الغير مستنيرة بالطبع أصيبت الثقافة اليمنية بأفدح الأظرار خلال الأربعة العقود الماضية بل وأضحملت الكثير من المثاليات اليمنية والتقاليد الحميدة وأستبدلت بالغوغاء والفوضى ... ومن الملبس اليمني الذي كان مفخرة التاريخ وكان هندام المصطفى صلوات ربي عليه وحتى الغذاء حيث تمت تعميم الفول والكبسة ... حتى أصيبت أكثرية المجتمع صحيا بالنكسة ..
هندام المرأة اليمنية لم ينج من ثقافة الطمس والتصحر .... أصيبت المرأة بأكبر نكسة فبعدما كانت المرأة تشارك الرجل بالحقل والسوق والمجلس ... وكانت تلبس اللباس النسائي اليمني الفضفاض الخالي من الإغراءات المحرمة وتكشف الوجه والكفين ... تغطت بالسواد الحالك ... ولكونها أنثى ولها غريزيا ميلها فقد عبرت عنه بلباسها الشفاف الذي يصف مكان النظرة الغريزية للإنسان ... يصفها بطريقة التمثيل الصامت فيكن الوقع أشد من التمثيل الحقيقي ... وهكذا عمت وستعم كافة المصائب والأمراض الإجتماعية بالمجتمع اليمني ... والمستقبل سيكون أسواء من الحاضر ..
بالماضي لم يكن أحد يسمع عن التحرش الجنسي رغم أن المرأة كانت تكشف وجهها .... ولكن حاليا أنظروا لما رفدنا به أهل محاربة البدع ..؟!؟!؟!؟ ... رفدونا بأمور غير منطقة ولاتتفق مع ميل الإنسان الفطري ولامع التقاليد اليمنية المتجذرة ...
كما أسلفت البرقع يعتبر رمز لمأساتنا الثقافية ولتدهور مثلنا وتقاليدنا اليمنية .... يعني رمزا لإنهيارنا حضاريا ...
الشرشف ليس يمانيا بل مستورد أيضا وإن كان أقل حدة من البالطو ..

المصلوب بالكناسه
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 96
اشترك في: الأحد يناير 01, 2006 10:40 am
اتصال:

مشاركة بواسطة المصلوب بالكناسه »

بسم الله الرحمن الرحيم
في الحقيقة انا من رأيي ان تكون الفتاة محجبة بدون تبرج لأني ارى في البرقع وسيلة إغراء اكثر
من كونه وسيلة للإحتشام.




والسلام عليكم
صورة

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس العام“