بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى اللهم و سلم على سيدنا محمد و على آله الطيبين الطاهرين
هذه مقتطفات من كتاب الإمام يحيى بن حمزة العلوي عليه السلام الدعوة العامة.........
الفصل الأول:-
غير خاف على خواطرهم الكريمة ما أوجب الله علينا من القيام في نصرة الدين و شدد بقوارع الوعيد عن التخاذل فيه و أوجب التبيين فقال تعالى{وَ إِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاس ِ وَ لَا تَكْتُمُونَهُ} و في الحديث ((إِذا ظهرت البدع فلم يُظهر العالم علمه فعليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفاً و لا عدلاً)) برزت أحكام المنكرات الظاهرة , و اشتهرت الأحكام المزورة, و فشا الظلم و التظالم, و ظهرت الفواحش و المآثم .
ألا ترون إِلى معالم الإِسلام كيف تنكرت , و إِلى رسوم الدين كيف تحولت و تغيرت ,و إِلى قواعده و مناراته كيف تهدمت , و فشا الفسوق و العصيان , و عُصِيَ الرحمن ,و استولى على حربه الشيطان :{ كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ{79}تَرَى كَثِيراً مِّنْهُم يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللهُ عَلَيْهِِم وَ فِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ}فلا غاضبٌ لله بقلبه و لسانه , و لا منكِر لما يرى من منكَر , فيغيره بسيفه و سنانه :{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا و لَا تَحْزَنُوا و أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ} .
فنعوذ بالله من الوقوع في معاصيه,ونلوذ برحمته الواسعة من التعرض لمساخطه و مناهيه { و اتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَآصَّةً}.
فاز ,و الله بهذه الخصلة,من الأولين من فاز, و ظفر برضوان الله من دعا إِلى هذه الطريقة و حاز:{وَ مَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَ مَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}.
أين المجاهدون في سبيل الله و البائعون نفوسهم من الله ,لقد نعموا في دار الخلد و القرار ,و جاوروا الملك الغفار , مع النبيين و المصطفين الأخيار{ يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَ رِضْوَانٍ وَ جَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌٌ(21)خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً إِنَّ اللهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} فإياكم و التخاذل عن نصرة الإسلام , و السكون على التغاضي على ما ترون من المنكرات و عظائم الآثام, فما بعد ذلك إلا الانتقام و التعرض للسخط من جهة الملك العلام:{اَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثَاً وَ أَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ}.
الدعــــوة العامــــــــة
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 418
- اشترك في: الخميس يناير 12, 2006 10:21 pm
- اتصال:
الدعــــوة العامــــــــة

من أجبر على تنفيذ الأوامر كان عبداً لمن أمره...
من رضي بغير الواقع كان عرضةً لحدوث الوقائع...
من سجــــد لله فليعلم أن ما ســواه التــــــراب.......
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 418
- اشترك في: الخميس يناير 12, 2006 10:21 pm
- اتصال:
تابع الدعوة العامة
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى اللهم و سلم على سيدنا محمد و على آله الطيبين الطاهرين
الفصل الثاني في فضل الجهاد:-
و اعلموا أن الجهاد ركن من أركان الدين و الإسلام, و العروة الوثيقة التي لا لها حل و لا انفصام ,فمن تمسك به أمن أن يهضم جانبه بظلم أو نقصٍ أو انثلام:{وَ الَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَ إِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنَينَ} ألا و إن الجهاد سنام الدين و ركن من أركانه , و حصن من حصون الله المنيعة,و أعظم جنوده و أعوانه.
ألا و إن الجهاد باب من أبواب الجنة ,و هو العدة الحصينة , من عذاب الله و الجُنَّة ,فتحه الله لخاصة أوليائه ,و جعله سوطاً و عذاباً و نقمة من النقمات على من خالف أمره من أعدائه:{لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَ الْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيل ِ اللهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَ أَنـْـفـُـسِهِمْ فَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَ أَنـْفُـسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَ كُلاًّ وَعَدَ اللهُ الْحُسْنَى وَ فَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً}.
فازوا من الشهادة بالحظ الأوفر,و ظفروا من رضوان الله و كراماته ,بالقِدْح الأقمر ,فهم أحياء بالذكر الجميل , و إن كانوا أمواتاً , و أوصافهم المحمودة متجددة , و لو صاروا رفاتاً.
{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيل ِ اللهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبَّهِمْ يُرْزَقُونَ(169)فَرِحِينَ بِمَا ءَاتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ يَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لَا هُمْ يَحْزَنُونَ}.
جازوا بالشهادة الطريقة الحسنى و ظفروا من أجلها , من الثواب الجزيل بالنصيب الأوفر الأسنى:{إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيل ِ اللهِ فَـيَقـْتـُلُونَ وَ يـُقْـتـَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ فِي التَّورَاةِ وَ الإَّنجِيل ِ وَ الْقُرْآن ِ وَ مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}
و لعلو شأنه , و ارتفاع قدره و مكانه , اختاره الله لأصفيائه و أهل محبته و أوليائه, من الأنبياء المرسلين و الأئمة السابقين ,فهؤلاء ما عَظُمَ حالهم إلا بالدعاء إلى الجهاد,و لا ارتفعت درجاتهم ,عند الله ,إلا ببذل مهجهم و إهراق دمائهم بالطوع لأمره و الإنقياد :{فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَ أ ُُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأ ُوذُوا فِي سَبِيلِي وَ قَاتَلُوا وَ قُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيَّئَاتِهِمْ وَ لَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِنْ عِندِ اللهِ وَ اللهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ}
فهيَّأَ لهم تلك المصارع الشريفة ,لقد حازوا بها أعظم المراتب عند الله, وأفضل المناقب المنيفة :{وَ لَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيل ِ اللهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مَّنَ اللهِ وَ رَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}
و في الحديث ((لغدوة أو روحة في سبيل الله خير من الدنيا و ما فيها))
و من ترك الجهاد مع المكناء منه,رماه الله بالبلاء و رُيَّثَ بالمذلة و الصغار و القماء , و في الحديث:
((من لم يغزوا و يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من شعب النفاق ))
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اصْبِرُوا وَ صَابِرُوا وَ رَابِطُوا وَ اتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
و صلى اللهم و سلم على سيدنا محمد و على آله الطيبين الطاهرين
الفصل الثاني في فضل الجهاد:-
و اعلموا أن الجهاد ركن من أركان الدين و الإسلام, و العروة الوثيقة التي لا لها حل و لا انفصام ,فمن تمسك به أمن أن يهضم جانبه بظلم أو نقصٍ أو انثلام:{وَ الَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَ إِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنَينَ} ألا و إن الجهاد سنام الدين و ركن من أركانه , و حصن من حصون الله المنيعة,و أعظم جنوده و أعوانه.
ألا و إن الجهاد باب من أبواب الجنة ,و هو العدة الحصينة , من عذاب الله و الجُنَّة ,فتحه الله لخاصة أوليائه ,و جعله سوطاً و عذاباً و نقمة من النقمات على من خالف أمره من أعدائه:{لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَ الْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيل ِ اللهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَ أَنـْـفـُـسِهِمْ فَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَ أَنـْفُـسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَ كُلاًّ وَعَدَ اللهُ الْحُسْنَى وَ فَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً}.
فازوا من الشهادة بالحظ الأوفر,و ظفروا من رضوان الله و كراماته ,بالقِدْح الأقمر ,فهم أحياء بالذكر الجميل , و إن كانوا أمواتاً , و أوصافهم المحمودة متجددة , و لو صاروا رفاتاً.
{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيل ِ اللهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبَّهِمْ يُرْزَقُونَ(169)فَرِحِينَ بِمَا ءَاتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ يَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لَا هُمْ يَحْزَنُونَ}.
جازوا بالشهادة الطريقة الحسنى و ظفروا من أجلها , من الثواب الجزيل بالنصيب الأوفر الأسنى:{إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيل ِ اللهِ فَـيَقـْتـُلُونَ وَ يـُقْـتـَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ فِي التَّورَاةِ وَ الإَّنجِيل ِ وَ الْقُرْآن ِ وَ مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}
و لعلو شأنه , و ارتفاع قدره و مكانه , اختاره الله لأصفيائه و أهل محبته و أوليائه, من الأنبياء المرسلين و الأئمة السابقين ,فهؤلاء ما عَظُمَ حالهم إلا بالدعاء إلى الجهاد,و لا ارتفعت درجاتهم ,عند الله ,إلا ببذل مهجهم و إهراق دمائهم بالطوع لأمره و الإنقياد :{فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَ أ ُُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأ ُوذُوا فِي سَبِيلِي وَ قَاتَلُوا وَ قُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيَّئَاتِهِمْ وَ لَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِنْ عِندِ اللهِ وَ اللهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ}
فهيَّأَ لهم تلك المصارع الشريفة ,لقد حازوا بها أعظم المراتب عند الله, وأفضل المناقب المنيفة :{وَ لَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيل ِ اللهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مَّنَ اللهِ وَ رَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}
و في الحديث ((لغدوة أو روحة في سبيل الله خير من الدنيا و ما فيها))
و من ترك الجهاد مع المكناء منه,رماه الله بالبلاء و رُيَّثَ بالمذلة و الصغار و القماء , و في الحديث:
((من لم يغزوا و يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من شعب النفاق ))
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اصْبِرُوا وَ صَابِرُوا وَ رَابِطُوا وَ اتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}

من أجبر على تنفيذ الأوامر كان عبداً لمن أمره...
من رضي بغير الواقع كان عرضةً لحدوث الوقائع...
من سجــــد لله فليعلم أن ما ســواه التــــــراب.......
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 418
- اشترك في: الخميس يناير 12, 2006 10:21 pm
- اتصال:
تابع الدعوة العامة
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى اللهم و سلم على سيدنا محمد و على آله الطيبين الطاهرين ...........
الفصل الثالث في الدعاء إلى الجهاد:-
و نعلمكم أن الجهاد الذي جاء به الشرع نوعان:-
فالنوع الأول:الجهاد بالحجة و إظهار العلم , و الدعاء بالبراهين الباهرة و الأدلة القاهرة,و الحجج الظاهرة بالإفحامات المتناصرة,التي لا دفع لها إلى بالمجاحدة و المكابرة لتوحيد الله و حكمته , و تصديق ما جاءت به الرسل ,صلوات الله عليهم, من البعث و النشور, وكليات الأحكام الأخروية,و تقرير قاعدة الشريعة ,و إظهار أحكامها , و إبانة رسومها,و نشر ألويتها و أعلامها.
النوع الثاني:الجهاد بالسيف, و هو تلو الدرجة الأولى , ولهذا فإن الرسول ,صلى الله عليه و آله, ما عدل إلى السيف إلا بعد إظهار الحجة , وإقامة البراهين,وإيضاح الحجة ,وقد أكمل الله ,سبحانه,لنا بلطفه و رحمته ,بعض ما نريد من النوع الأول,من تقرير قواعده ,و إبانة أحكامه و مراشده, حتى عاد أنور من فلق الصباح, و أوضح من نور الشمس إذا انتشر و لاح.
و لا علم من العلوم الإسلامية , والمباحث الدينية ,إلا و قد طرتُ في أرجائه و تنفست بالنظر الثاقب في جوانبه و أنحائه:
{فَضْلاً مِّنَ اللهِ وَ نِعْمَةً وَ اللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} و الرجاء في الله ,سبحانه و عز سلطانه,أن يظفرنا بالدعاء,إلى إعزاز دينه بالسيف,كما أظفرنا بالحجة,فيحوز لنا بلطفه جميع الأمرين,و يحوز لنا برحمته كلاء الآخرين:{أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(42)وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِل ٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَ قَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِِنَهْتَدِيَ لَوْ لَا أَنْ هَدَانَا اللهُ}, و في الحديث ((إن لله عند كل بدعة يكد بها الإسلام و أهله رجلاً من أهل بيتي يذب عنها فاغتنموا تلك المجالس و توكلوا على الله و كفى بالله وكيلاً))
و في حديث آخر(( إن لله عند كل بدعة يكاد بها الإسلام ولياً من أهل بيتي يُعلن الحق و ينوره فاعتبروا يا أولي الأبصار))
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللهم صل على سيدنا محمد و على آله الطيبين الطاهرين
و صلى اللهم و سلم على سيدنا محمد و على آله الطيبين الطاهرين ...........
الفصل الثالث في الدعاء إلى الجهاد:-
و نعلمكم أن الجهاد الذي جاء به الشرع نوعان:-
فالنوع الأول:الجهاد بالحجة و إظهار العلم , و الدعاء بالبراهين الباهرة و الأدلة القاهرة,و الحجج الظاهرة بالإفحامات المتناصرة,التي لا دفع لها إلى بالمجاحدة و المكابرة لتوحيد الله و حكمته , و تصديق ما جاءت به الرسل ,صلوات الله عليهم, من البعث و النشور, وكليات الأحكام الأخروية,و تقرير قاعدة الشريعة ,و إظهار أحكامها , و إبانة رسومها,و نشر ألويتها و أعلامها.
النوع الثاني:الجهاد بالسيف, و هو تلو الدرجة الأولى , ولهذا فإن الرسول ,صلى الله عليه و آله, ما عدل إلى السيف إلا بعد إظهار الحجة , وإقامة البراهين,وإيضاح الحجة ,وقد أكمل الله ,سبحانه,لنا بلطفه و رحمته ,بعض ما نريد من النوع الأول,من تقرير قواعده ,و إبانة أحكامه و مراشده, حتى عاد أنور من فلق الصباح, و أوضح من نور الشمس إذا انتشر و لاح.
و لا علم من العلوم الإسلامية , والمباحث الدينية ,إلا و قد طرتُ في أرجائه و تنفست بالنظر الثاقب في جوانبه و أنحائه:
{فَضْلاً مِّنَ اللهِ وَ نِعْمَةً وَ اللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} و الرجاء في الله ,سبحانه و عز سلطانه,أن يظفرنا بالدعاء,إلى إعزاز دينه بالسيف,كما أظفرنا بالحجة,فيحوز لنا بلطفه جميع الأمرين,و يحوز لنا برحمته كلاء الآخرين:{أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(42)وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِل ٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَ قَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِِنَهْتَدِيَ لَوْ لَا أَنْ هَدَانَا اللهُ}, و في الحديث ((إن لله عند كل بدعة يكد بها الإسلام و أهله رجلاً من أهل بيتي يذب عنها فاغتنموا تلك المجالس و توكلوا على الله و كفى بالله وكيلاً))
و في حديث آخر(( إن لله عند كل بدعة يكاد بها الإسلام ولياً من أهل بيتي يُعلن الحق و ينوره فاعتبروا يا أولي الأبصار))
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللهم صل على سيدنا محمد و على آله الطيبين الطاهرين

من أجبر على تنفيذ الأوامر كان عبداً لمن أمره...
من رضي بغير الواقع كان عرضةً لحدوث الوقائع...
من سجــــد لله فليعلم أن ما ســواه التــــــراب.......