عاشوراء الامام الحسين عليه السلام

[موالي آل بيت النبي (ص)]

اللهم صل على محمد و آل محمد

السلام عليكم

كبد رسول الله و فلذته يتلظى عطشا , بينما مياه الفرات تلعب و تعبث بها الكلاب و الخنازير .
جسد رسول الله تقطعه سيوف بني امية و الظلام
عمامة و عبائة رسول الله تختلط بدماء حفيده و رمال كربلاء
بنات رسول الله توجعهم سياط الكفرة .


تطل علينا اليوم ذكرى عظيمة و مؤلمة, عظيمة بشخصياتها و تفاصيلها , و مؤلمة بالاحداث التي جرت فيها .
انها عاشوراء ... و ليست اية عاشوراء , انها عاشوراء الامام الحسين عليه السلام , انها عاشوراء التي حولت مجرى التاريخ و صوبته بعد ان حاول العتاة و الظلام و المجرمين تحريف هذا الدين العظيم و خطه الاصيل, و تحولت بذلك ايضا الارض التي كانت عاشوراء ترسم التاريخ عليها الا و هي كربلاء المقدسة , التي تقدست بتضحيات الحسين و آل بيته العظام و اصحابه الاخيار خير الاصحاب , الى ارض طاهرة و مقدسة برفات و اجساد اهل العصمة و الطهارة , و انصارهم و احبابهم, فكتب لها الخلود و العزّة.

الامام الحسين عليه السلام الذي رفض بيعة الطاغية الكافر يزيد , و خرج للاصلاح في امة جده ما استطاع ,و الحق كل الحق ان الحسين و بتضحياته و آل بيته و اصحابه قوّموا هذا الدين الحنيف الذي لواه بني امية و حلفائهم و استطاع الامام الحسين عليه السلام ان يعيد الاسلام الى الخط الذي رسمه و سنه و وضعه جده رسول الله صل الله عليه و آله و سلم , خط الاسلام المحمدي الاصيل.

عشوراء التي تعلّم منها الكثيرين , تعلّموا منطق التضحية و الوفاء و نصرة الحق , حتى قالوا فيه
لقد كان عطاء الإمام الحسين عالميا وإنسانيا, يتصل بنهر الإسلام العظيم وينطلق من روح القرآن, ولهذا كُتب له الخلود والبقاء.

و ها هي عاشوراء التي تحمل في طياتها ذكرايات مؤلمة و حزينة تدمي القلوب قبل العيون , فلنتعلم منها ما علمنا اياه سيدنا و حبيب قلوبنا سبط رسول الله صل الله عليه و آله و سلم الامام الحسين عليه السلام



فهل نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام ,يأبي الله لنا ذلك و رسوله و يابي الحسين لنا ذلك ايضا ,فنقول لامامنا و قدوتنا ياليتنا كنا معك سيدي لنفوز فوزاُ عظيما , لبيك يا حسين لبيك يا حسين لبيك يا حسين.

يزيد ليس من اهل السنة ... يزيد من اهل الكفر و النفاق , و السنة منه براء ,هذا ما اسمعه و هذا ما اؤمن به , فلتكون هذه المناسبة مناسبة لتوحيد الصفوف ضد الظلام و المنافقين النواصب ممن يريد للاسلام ان ينحرف عن خطه الاصيل .

فقدوتنا الحسين صلوات الله و سلامه عليه و قدوتهم يزيد لعنه الله...فهيهات هيهات منا الذلة.

السلام عليك يا سيدي يا ابى عبد الله يا سبط و فلذة رسول الله (ص),
السلام على الحسين و على علي ابن الحسين و على اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين و على الدموع التي تنهمر حب بالحسين .

[لــؤي]

سـَهـّدوا لـَيـْلـي فـَعـَيـْـني لا تـَنـام

وَصـَباحـي بـات َ يـَكـْسوه ُ الظـّلام

مـُذ ْ أناخوا ألرَّحـْل َ ساداتي الكـِرام

فـَآبـْـتـدا حـُزْ ني عـَلى الطـُهـْر ِ الـْعـِظـام

يـاقــَتـيلا ً أذ ْهـَل َالـْبـَيـْت َ الـْحـَرام

جـَدّدوا أ لآحـْزان َ فـي أرض ِ الـطـُـفـوف

وار ْفـَعـوا ألرايات َ ثـآراَ والسيوف

وَاذ ْكـُروا المـَولـَى تجـَلـْى للحـتـوف

أين أنتم شيعتي بين الصفوف

يالثارات الامام إن عيني لا تنام

يـاقــَتـيلا ً أذ ْهـَل َالـْبـَيـْت َ الـْحـَرام

مر على قلبي وخذ منه الجراح

فجراح الطف في قلبي وشاح

وأحمل الآفكار دوما والسلاح

فحسين ألسبط تعلوه الصفاح

أين ثار ألله يغزو بالصباح


كيف يعلو السيف هامات الامام

يـاقــَتـيلا ً أذ ْهـَل َالـْبـَيـْت َ الـْحـَرام

مر على قلبي وخذ منه الآنين

طالما في الطف ّ صوت للحسين

كم ينادي شيعتي حينا لحين

قتلوني ظامئا هل من معين

ويظل الدين طعنا لللئام

يـاقــَتـيلا ً أذ ْهـَل َالـْبـَيـْت َ الـْحـَرام

ياوحيدا بين انياب الطغام

ونحور الآل مرمى للسهام

خسفت في الطف كالبدر التمام

يعتليه الآمس أولاد ألحرام

وغـدت روحي تئـن ّ ُ بالسقام

يـاقــَتـيلا ً أذ ْهـَل َالـْبـَيـْت َ الـْحـَرام

إن ّ في قلبي هوى آل الرسول

إن في عيني دموع وسيول

إن في روحي َ شوقا لايزول


إن في اعناقنا ثار البتول

ياقتيلا أذهل البيت الحرام

[محمد النفس الزكية]

و بسعيكم رمي الحسين وأهله *** بكتائبٍ غصت بها الآفاقُ
فغدت تنوشهم هناك ذوابلٌ *** سُمرٌ ومرهفة المتون رقاقُ
و كذاك زيدٌ أحرقته معاشرٌ *** ما إن لهم يوم الحساب خلاقُ
من ذلك الحطب الذي جمعتموا ** يوم السقيفة ذلك الإحراقُ

فليثبت الموضوع !

[لــؤي]

نرجوا من الادارة تثبيت الموضوع للاهمية

[موالي آل بيت النبي (ص)]

الامام الحسين عليه السلام الهام لكل الاحرار و الادباء و اصحاب الضمير الحي من كل الطوائف و الاديان حتى قال الشاعر ادونيس يصف الامام الحسين عليه السلام في العاشر من محرم و هو شهيد على ارض الطفوف:


وحينما استقرّت الرماح في

حشاشة الحسين

وإزّينّتْ بجسد الحسين

وداست الخيول كل نقطة

في جسد الحسين

رأيت كل حجر يحنو على الحسين

رأيت كل زهرة تنام على كتف الحسين

رأيت كل نهر يمشي في جنازة الحسين....

[لــؤي]

أفديك يا حسين
كلمات خلدت في أعماق قلوب المؤمنين .. وحروف أنارت أيام السنين .. وأضاءت برونقها حياة المحسنين .. انتشرت وعلت على ألسنة الأحبة للإمام الشهيد نجل سيد المرسلين .. بعمق حب وصراخ وعويل ..
( أفديك إمامي بروحي ودمي وكل ماأملك فداءك يا إمام العارفين )
في صحو الظلام وتحت سماء حزينة تجليت بكساء السواد وعلا الألم على رونق نجومها .. ظهر ورسم هلال هذا الشهر الحزين .. المؤلم للقلوب .. الصارخ بالعويل تحت ظلال أصوات حسينية تعلن التضحية والفداء .. أمطرت الدموع .. تفجرت دماء القلوب وانتشرت في كل مكان .. حزينة لأجلك إمامي ولأجل عترتك الطاهرة

[ميتم الاشبال]

_ محاظرة للعلامة يحيى حسين الديلمي عن مقتل الإمام الحسين عليه السلام
http://www.freewebs.com/alhassan/dilmy2.MP3

[المتوكل]

((لقد طالعت بدقة حياة الإمام الحسين، شهيد الإسلام الكبير، ودققت النظر في صفحات كر بلاء وإتضح لي أن الهند إذا أرادت إحراز النصر، فلابد لها من اقتفاء سيرة الإمام الحسين)).
*غاندي، محرر الهند

وبكربلاء عرّج فإن بكربلاء *** رمماً منعن عيوننا طعم الكرى
حيث الذي حزنت لمصرعه السما *** وبكت لمقتله نجيعاً أحمرا
* أمير شعراء اليمن / الحسن بن علي بن جابر الهبل رحمه الله

السلام عليك يا سيدي ومولاي الحسين
السلام عليك سيد شباب أهل الجنه
السلام عليك يا سبط الرسول
السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين
السلام عليك يا ابن سيدة نساء العالمين
السلام عليك يا سيد الشهداء
السلام عليك يا منبر الأحرار
السلام عليك يا منبع الثوّار
السلام عليك أيها المغوار
السلام عليك يا أبا عبدالله
السلام عليك وعلى كل من جاهد بين يديك


قصيدة في رثاء الإمام الحسين (ع)
http://www.al-majalis.com/forum/viewtopic.php?t=2139

( في رحاب سيد الشهادء ) لسيدي الأستاذ / عبدالسلام الوجيه
http://www.al-majalis.com/forum/viewtopic.php?t=108

( بكتك أملاك السماء يا حسين )
http://www.al-majalis.com/forum/viewtopic.php?t=1015

( زينب قومي ودعي الحسين )
http://www.al-majalis.com/forum/viewtopic.php?t=1012

( سيدي الحسين .. أنشودة حرف ) للأستاذ العياني
http://www.al-majalis.com/forum/viewtopic.php?t=986

( يوم عاشوراء وأرض كربلاء )
http://www.al-majalis.com/forum/viewtopic.php?t=997

( دعوة للتبرع بالدم يوم عاشوراء )
http://www.al-majalis.com/forum/viewtopic.php?t=998


ماهي الرساله التي أراد الإمام الحسين (ع) أن يوصلها للأجيال من بعده يا ترى ؟

هل أراد منا أن نلطم أنفسنا ونشق جيوبنا ونضرب أنفسنا حتى تسيل دمائنا ، كما يفعلون في العراق ؟؟

كلا والله ،،،، لم يرد ذلك .

بل أراد منا أن نقوم ونخرج على كل ظلم وإستبداد ، ونضحي من أجل ذلك بما نستطيع .

الإمام الحسين(ع) ضحى بنفسه وأولاده وأخوانه وأهله .

فهل يستطيع أحد منا أن يضحي بنفسه على الأقل ؟؟؟

لا تخافوا من أي مصيبةٍ قد تصيبكم ،،،،، لأنه مهما جرى لنا ، فلن يوازي ذلك عشر معشار ما أصاب الحسين (ع).

مهما أصابكم من مصيبه ، تذكروا مصيبة الحسين (ع) ، وقولوا : يا نفسُ بعد الحسين هونـــي .

[لــؤي]

[أم نور]

قصيدة أم كلثوم بنت الحسين بعد رجوعها من كربلاء:



مدينة جــدنـا لا تقـبلينـا *** فبالحسرات والأحزان جينا
ألا فاخبر رســول الله عنـا *** بأنّــا قد فجعنا في أخينا
وأن رجالنا في الطف صرعى *** بلا روس وقد ذبحوا البنينا
واخـبر جدنـــا أنّا أسرنا *** وبعد الأسر يا جدّ سبينــا
ورهطك يا رسول الله أضحوا *** عرايا بالطفوف مسلّبينـا
وقد ذبحوا الحسين ولم يراعوا *** جنابك يا رسول الله فينـا
فلو نظـرت عيونك للأُسارى *** على أقتاب الجمال محملينا
رسول الله بعد الصون صارت *** عيون الناس ناظرة إلينـا
وكنت تحــوطنا حتى تولّت *** عيونك ثارت الأعدا علينـا
أفاطم لو نظـرت إلى السبايا *** بناتك في البلاد مشتتينــا
أفاطم لو نظرت إلى الحيارى *** ولو أبصرت زين العابدينا
أفاطم لو رأيتينـا سُــهارى *** ومن سهر الليالي قد عمينا
أفاطم ما لقيــت مـن عداكِ *** ولا قيراط مما لقينــــا
فلو دامــت حياتك لم تزالي *** إلى يوم القيامة تندبينـــا
وعرّج بالبقيع وقف ونــادِ *** أأين حبيب رب العالمينــا
وقل يا عم يا الحسن المزكى *** عيال أخيك أضحوا ضائعينا
أيـا عماه إن أخاك أضحى *** بعيداً عنك بالرمضا رهينا
بلا رأس تنوح عليه جـهراً *** طيورُ والوحوش الموحشينا
ولو عاينت يـا مولاي ساقوا *** حريماً لا يجدن لهم معينا
على متـن النياق بلا وطاء *** وشاهدت العيال مكشفينـا

[محمد الغيل]

كل يوم عشوراء وكل ارض كربلاء

عشوراء رحلة إنسان مؤمن بالله اليه !!

لك الله يا ابا عبد الله الحسين طبت حيا وميتا بل طبت حيا ثم طبت حيا فأنت سيد الشهداء وأنى وكيف يموت الشهيد !!!

أنت حياة للقلوب الميتة وأنت روح للاجساد البالية وأنت بلسم للاشلاء المبعثرة

لقد دفنت نفسك في صدورنا وعقولنا وقلوبنا!!!

فوالذي يحلف به إنك محرابُ طهرٍ ..للوافدين والقانتين والخاشعين لا يصلح إيمان عبد مؤمن بالله الا أن يقوم فيه قانتا لله وخاشعا تنفيذا لمراد الله الذي خلقك وانشاء صورتك ونفخ فيك من روحه في رحم قد طهرت من ارجاس الوثنية وعبد الطاغوت فكنت أنت أنت فسبحان من صورك وشق سمعك وبصرك واعاذك من دنس الشيطان ورجسه وخبث شائبة الشوائب !!

بأبي أنت وأمي وما املك يا خلاصة الخلاصة ويابقية الذرية المطهرة الرضية المرضية

ولعنة الله على يد غدر ازهقت روحك ومزقت جسدك وبعثرت اشلائك وقتلت رضيعك عطشانا ضامئا وسفكت دماء زكية لها طيب المسك و العنبر ولون الزعفران في تلك الفلاة المهم وفي تلك الارض المغبرة الموات !!
ابا عبد الله الحسين لك الله ويشهد الله أني ابرأ الى الله من اعدائكم اينما كانوا واينما حلوا وفي اي ظرف ظهروا !!

تجديدا للعهد وتوثيقا للمولاة وحبا في الله وله..!

والله يدعو ويشتري وقد بعتُ فطب بهذا سيدي وقر عينا ...! وسلام الله عليكم سيدي وعلى تلك الارواح التى حلت بجواركم !

[الجنيدي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كلمة الوكيل الشرعي العام للإمام الخامنئي دام ظلّه سماحة حجة الإسلام و المسلمين السيد حسن نصر الله حفظه الله التي القاها في الليلة السابعة من شهر محرم الحرام في مجمع سيّد الشهداء (ع) في الضاحية الجنوبية.

أستمع
http://www.moqawama.org/sound/details.php?linkid=345

الحمد لله رب العالمين

[موالي آل بيت النبي (ص)]

اللهم صل على الحبيب المصطفى و آل بيته الاطهار

السلام عليكم

عظم الله لكم الاجر و الثواب بهذا المصاب الجلل , و جعلنا الله من المستشهدين في سبيله على درب الحسين عليه السلام و اهل بيته و اصحابه النجباء.

هذه الدماء الطاهرة التي تسيل في ارض العراق و اليمن و على الثغور في الجنوب اللبناني هي اعلان الحب و الوفاء و الانتصار لنهج امامنا الحسين عليه السلام , و لبنان غدا على موعد مع مسيرة عاشورائية تحمل رايات الحسين عليه السلام و تنتصر لجده رسول الله صلوات الله عليه و على آله و سلم ,و تنادي لبيك يا رسول الله , لبيك يا حسين

نسأل الله سبحانه و تعالى ان يرزقنا في الدنيا زيارة اوليائه محمد و آل بيته الاطهار , و الاستشهاد على دربهم و نهجهم و في الاخرة شفاعتهم و جوارهم.

عظم الله لكم الاجر...

لبيك يا رسول الله , لبيك يا حسين

[ابراهيم عامر]

جاؤوا برأسك يا ابن بنت محمدٍ * متزملاً بدمائه تزميلا
وكأنهم بك يا ابن بنت محمدٍ * قتلوا جهاراً عامدين رسولا
قتلوك عطشاناً ولم يتدبروا * في قتلك القرآن والتنزيلا
ويكبرون بأن قتلت وإنما * قتلوا بك التكبير والتهليلا

[أم نور]

بسم الله الرحمن الرحيم
كربٌ وبلاء
هناك في تلك الأرض البعيدة سقط في مثل هذا اليوم رجل تسعد العين لرؤيته .. سقط شهيداً وحيداً أمام نسائه وأخواته وبناته بلا ناصر أو معين، الذي قتله لم يكف بقتله بل ونزل أحد الأشقياء واحتز أشرف رأس في ذلك الوجود ... إنه سيد شباب أهل الجنة الذي قال فيه جده (( حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسيناً حسين سبط من الأسباط )) نعم إنه الحسين بن علي .. في مثل هذا اليوم 10 محرم 61هـ وقبل ما يقارب ألف أربعمائة سنة قتل الإمام الحسين أملم أطفاله من دون شفقة أو حتى حياء من جده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، الذي قتله كان همّه المكافأة ولو كان رآه مسلماً أو حتى ذمياً لما حلّ له قتله فكيف وهو سليل النبوة ومعدن الرسالة من كان جبريل يصعد وينزل من أبياتهم...

أستغرب من بعض الناس الذين لا يذكرون الحسين لا في عاشوراء ولا في غيره ليس الحسين فحسب بل أهل البيت بشكل عام وكأن هؤلاء خُلقوا للشيعة فقط! فلا يحق لغير الشيعي أن يذكرهم .... لا .. ليس الحسين وأهل البيت لشيعة دون غيرهم بل ليسوا للمسلمين فقط إنما هم للبشرية جمعاء وهذا غاندي نراه يتعلم من أبي عبد الله الحسين فيقول (( تعلمت من الحسين أن عليّ أن أكون مظلوماً لأنتصر)) ، ما ذلك إلا لرقي المبدأ الذي خرج الإمام الحسين من أجله وهو الإصلاح في أمة جده فلا يمكن أن يرى المسلمين في كل بقاع الأرض مظلومين مضطهدين ويبقى ساكناً ولا يمكن أن يبايع ذلك اليزيد السكير الخمير ملاعب القرون ويضع يده في يده وكما قال الإمام عليه السلام (( ومثلي لا يبايع مثله)) فحفيد المصلح الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ليس من أولئك الذين إن أحسن الناس أحسن وإن أساؤوا أساء بل هو القائل: (( ألا إن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلِّة وبين الذلة وهيهات منّا الذلة يأبى الله لنا ذلك ورسوله وجدود طابت وحجور طهُرت وأنوف حمية ونفوس أبية أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام)) لم يكن الحسيـــن ليسكت وهو يرى أمة جده تنهار لأنه يرى العقيد ة أ ساس الحياة وتعطيلها يعني تعطيل الحياة وكما قال العقاد في كتابه (أبو الشهداء) بعد أن ذكر بعض المؤرخين (( وكان خليقاً بهؤلاء أن يذكروا أن العقيدة الدينية في نفس الحسين لم تكن مسألة مزاح أو مساومة وأنه كان رجلاً يؤمن أقوى الإيمان بأحكام الإسلام ويعتقد أشد الاعتقاد أن تعطي حدود الدين هو أكبر بلاء يحيط به وبأهله وبالأمة الإسلامية قاطبة في حاضرها ومصيرها لأنه سبط محمد فمن كان إسلامه هداية نفس فالإسلام عند الحسين هداية نفس وشرف بيت)).
إذاً فهي حركة شريفة لا يقوم بها بحقٍ إلا الشرفاء ولكن في ذلك اليوم لم يفهم أولئك -الذين كانوا قبل أقل من شهر يدعونه للجهاد- لم يفهموا هذا المبدأ العظيم فما أن جاءهم حتى قاتلوه وقتلوه مع أعداءه وأعدائهم وهو في بضعٍ وسبعين رجلاً والنساء والأطفال... ولنقترب قليلاً من الحسين في ذلك اليوم وهو يرى أولاده ...إخوانه... أصحابه... أولاد أخيه ...أولاد ابن عمه وأخته ... كلهم يُقتلون أمامه وكلهم يرون الشهادة شرف وأمام الحسين تكون شرفين !! وبعد ذلك جاء دور الحسين ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقتلوه أمام النساء وقطعوا رأسه وأجروا على جسده الطاهر الخيول حتى تمزّق .. ولم تنتهِ المأساة بل وساقوا حريم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سبايا إلى ابن زياد إلى الكوفة وتدوي كلمة عقيلة بني هاشم زينب بنت علي عليها السلام عندما يسألها ابن زياد : كيف رأيت صُنْع الله بأخيك وأهل بيتك؟ فقالت: ((ما رأيت إلا جميلاً وسيجمع الله بينك وبينهم فتتخاصمون فانظر لمن الفلج يومئذٍ))
ثم تساق بنات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى ابن آكلة الأكباد ابن الطليق ليوضع الرأس الشريف أمامه فينكث بقضيب في يده شفتيه تلك الشفتان التي طالما رأى الناس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقبلهما فتقوم العقيلة لتلقي خطبتها المشهورة التي بحق تعلمنا كيف تكون المرأة في وجه الطغيان ولنستمع إليها وهي تقول: (( فكد كيدك واسع سعيك فوالله لا تمح ذكرنا ولا تميت وحينا ... )) إلى أن تقول: (( والحمد لله الذي ختم لأوليائه بالسعادة والمغفرة وأسأل الله تعالى أن يكمل لهم الثواب ويحسن علينا الخلافة..)) .
هل انتهت ثورة الحسين؟ لا لم تنتهِ فقد صار درب الحسين درب الشرفاء الذين يتنفسون الحرية وصار الحسين قدوة الأحرار في جميع أنحاء الدنيا ... فمن أراد للحق أن يعلو فعليه أن يقدم الدماء الزكية ثمناً لذلك.
عظم الله أجرك يا رسول الله .. عظم الله أجرك يا أمير المؤمنين .. عظم الله أجرك يا زهراء .. عظم الله أجرك أيها الحسن المزكى ... عظم الله أجوركم جميعاً