بيان صادر عن علماء الزيدية ، حول الاعتداء على الرسول (ص)
بيان صادر عن علماء الزيدية ، حول الاعتداء على الرسول (ص)
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان استنكار
بيان صادر عن علماء الزيدية ، عنهُم السيّد قاسم بن أحمد المهدي الحسيني:
الحمدلله الذي لا يُحمد على مكروهٍ سواه ، والصلاة والسلام على من شرّفه الله وكرّمه واصطفاه ، وقال فيه : { وما أرسلناك إلاّ رحمةً للعالمين } ، { وإنّك لعلى خلق عظيم } ، وعلى آله الهُداة الميامين ، ورضوانه على صحابته الراشدين ، والتابعين لهم إلى يوم الدّين .
وبعد :
فَليسْمَع العَالم بكل مِلَله ونِحَلِه وحكوماته الإسلامية وغير الإسلامية ، وكل فئاته وأحزابه وعشائره في شرقه وغربه وشماله وجنوبه ، استنكارنا الشديد وشجبنا الغاضب الأكيد لما زوّرته الصّحف الدنماركية والنرويجية الجاهلة في جناب المقام العالي المنيف ، مُنقذ البشريّة وروح العدالة الإنسانيّة ، محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، إنّنا غاضبون لذلك التصوير الشنيع الحقير الذي سخرت منه العقول الزاكية ، وسخَّفتْهُ الأفكار السامية إنّنا غاضبون ومُستنكرون وندعو جميع المسلمين والعُقلاء والمُفكرين ، من جميع المِلل والنحل في جميع أنحاء المعمورة مغمورها ومعمورها ، وبراريها ومدنها ، وبدوها وحضرها ، ومذاهبها وجالياتها ، وأحزابها ومؤتمراتها الإسلامية ، ومُنتدياتها ، وفقرائها وأغنيائها ، ومدارسها وجامعاتها ، وجماعاتها وأفرادها ، إلى شجب ذلك الفعل الشنيع لهذه الصحف الحقيرة المَهينة ، التي أهانت نفسَها وأذلّت أمّتها ، وحقّرت قيمَها وبُلدانها ، إنّنا نَدعو إلى إغلاقها وإعلانها صحفاً حقيرةً وقبيحةً ومُتخلفّةً وعاريةً عن الأخلاق وعن الحقيقة ، كما ندعو مُوظّفيها إلى إحراقها ، ورميها في مزبلة التاريخ المنتن ، هيَ وكلّ مَن تُسوّل له نَفسُهُ المَساس من الجناب المقدّس ، الرفيع المنيع ، فيا أيّها العقلاء في جميع أنحاء العالم استنكروا واشجُبوا وأعلنوا غضَبَكُم وتَضامنكَم مع مَن أرواحنا وأنفسنا وأولادنا وأهلنا وأموالنا له الفداء ، أعلنوها مُدويّة للعالم كلّه ، قاطعوا مُنتجاتها وتجاراتها ومصانعها والسّفر إليها ، وحتّى التحدّث معها . انصروا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، { إلاّ تَنصروهُ فقد نصرَهُ الله إذ أخرَجَهُ الذين كفروا ثاني اثنين إذ هُما في الغار إذ يقول لصاحبهِ لا تحزن إنّ الله مَعَنا فأنزلَ الله سكينته عليه وأيّده بجنودٍ لم تَرَوها وجعلَ كلمة الذين كفروا السّفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم } ، و {حسبنا الله ونعم الوكيل} .
فَبَادروا بَادِروا إلى الشّجب والمقاطعة والاستنكار بأقسى العبارات والشارات ، واعلموا أنّ هذا من الجهاد في سبيل الله تعالى ، وهُو جهاد التغيير بالقلب واللسان .
واعلموا أن كلام هذا النرويجي الحقير ، قد عارَضه فيه كثير من مفكّري وعقلاء الدّول الأوروبيّة وغيرها ، والتي منها :
* ما قاله المفكر مسيمر الفرنسي : أنّ مَن تسافهَ على محمّد حمّلَ ضميرَه مسؤليّة المُكابرَة ، ورمى بنفسه إلى نهايةٍ سيئة ، إذ ليسَ من وَحي الضمير الحر ، ما يُقارفُه المُغرضون على محمّد ، الذي اتّصفَ بكلّ صفات الكمال .
* ويقول جان ميكائيليس الروسي : ليسَ محمّد مُشعوذاً ، ولا ساحراً ، كما زعمَ السّفهاء في عهده ، ولم نعرِف عن دينه إلاّ ما يتلائم مع العصور مهما تطوّرَت ، ومَن يتّهم محمّداً ودينَه بخلاف هذا فإنّه ضال عن الطريقة المُثلى ، وحريٌّ بكلّ الشعوب أن تأخذ بتعاليم محمّد .
* ويقول سينرستن الأسوجي : إنّنا لم نُنصِف محمّداً إذا أنكرنا ما هُو عليه من عظيم الصّفات ، وحميد المزايا، فلقد خاض محمّدٌ معركة الحياة الصحيحة في وجه الجهل والهمجيّة ، مُصرّاً على مبدأه ، وما زال يُحارب الطّغاة حتّى انتهى إلى النصر المبين ، فأصبَحَت شريعته أكمَلَ الشرائع وهُوَ فوق عُظماء التاريخ .
* ويقول سنكس الأمريكي : رقّى محمّد عقول البشر بإشرابها أصول الأخلاق الفاضلة ، وإرجاعها إلى الوحدانية والإيمان باليوم الآخر ، إنّ الفكرة الإسلاميّة أحدَثت رُقيّاً كبيراً جدّاً في العالم وخلّصَت العقل الإنساني من قيوده الثقيلة التي كانت تأسرهُ حول الهياكل بين يديّ الكهّان ، ولقد توصّل محمّد بمحوهِ كلّ صورة في المعابد ، وإبطاله كل تمثيل لذات الخالق المطلق ، إلى تخليص الفكر الإنساني من عقيدة التجسيد الغليظة.
* ويقول برنارد تشو البريطاني : ما أحوجَ العالَم إلى محمّد ، ... ، وما أحقّه أن يُدعى مُنقذ البشريّة .
وصلِّى الله وسلّم على سيّدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم .
بيان استنكار
بيان صادر عن علماء الزيدية ، عنهُم السيّد قاسم بن أحمد المهدي الحسيني:
الحمدلله الذي لا يُحمد على مكروهٍ سواه ، والصلاة والسلام على من شرّفه الله وكرّمه واصطفاه ، وقال فيه : { وما أرسلناك إلاّ رحمةً للعالمين } ، { وإنّك لعلى خلق عظيم } ، وعلى آله الهُداة الميامين ، ورضوانه على صحابته الراشدين ، والتابعين لهم إلى يوم الدّين .
وبعد :
فَليسْمَع العَالم بكل مِلَله ونِحَلِه وحكوماته الإسلامية وغير الإسلامية ، وكل فئاته وأحزابه وعشائره في شرقه وغربه وشماله وجنوبه ، استنكارنا الشديد وشجبنا الغاضب الأكيد لما زوّرته الصّحف الدنماركية والنرويجية الجاهلة في جناب المقام العالي المنيف ، مُنقذ البشريّة وروح العدالة الإنسانيّة ، محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، إنّنا غاضبون لذلك التصوير الشنيع الحقير الذي سخرت منه العقول الزاكية ، وسخَّفتْهُ الأفكار السامية إنّنا غاضبون ومُستنكرون وندعو جميع المسلمين والعُقلاء والمُفكرين ، من جميع المِلل والنحل في جميع أنحاء المعمورة مغمورها ومعمورها ، وبراريها ومدنها ، وبدوها وحضرها ، ومذاهبها وجالياتها ، وأحزابها ومؤتمراتها الإسلامية ، ومُنتدياتها ، وفقرائها وأغنيائها ، ومدارسها وجامعاتها ، وجماعاتها وأفرادها ، إلى شجب ذلك الفعل الشنيع لهذه الصحف الحقيرة المَهينة ، التي أهانت نفسَها وأذلّت أمّتها ، وحقّرت قيمَها وبُلدانها ، إنّنا نَدعو إلى إغلاقها وإعلانها صحفاً حقيرةً وقبيحةً ومُتخلفّةً وعاريةً عن الأخلاق وعن الحقيقة ، كما ندعو مُوظّفيها إلى إحراقها ، ورميها في مزبلة التاريخ المنتن ، هيَ وكلّ مَن تُسوّل له نَفسُهُ المَساس من الجناب المقدّس ، الرفيع المنيع ، فيا أيّها العقلاء في جميع أنحاء العالم استنكروا واشجُبوا وأعلنوا غضَبَكُم وتَضامنكَم مع مَن أرواحنا وأنفسنا وأولادنا وأهلنا وأموالنا له الفداء ، أعلنوها مُدويّة للعالم كلّه ، قاطعوا مُنتجاتها وتجاراتها ومصانعها والسّفر إليها ، وحتّى التحدّث معها . انصروا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، { إلاّ تَنصروهُ فقد نصرَهُ الله إذ أخرَجَهُ الذين كفروا ثاني اثنين إذ هُما في الغار إذ يقول لصاحبهِ لا تحزن إنّ الله مَعَنا فأنزلَ الله سكينته عليه وأيّده بجنودٍ لم تَرَوها وجعلَ كلمة الذين كفروا السّفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم } ، و {حسبنا الله ونعم الوكيل} .
فَبَادروا بَادِروا إلى الشّجب والمقاطعة والاستنكار بأقسى العبارات والشارات ، واعلموا أنّ هذا من الجهاد في سبيل الله تعالى ، وهُو جهاد التغيير بالقلب واللسان .
واعلموا أن كلام هذا النرويجي الحقير ، قد عارَضه فيه كثير من مفكّري وعقلاء الدّول الأوروبيّة وغيرها ، والتي منها :
* ما قاله المفكر مسيمر الفرنسي : أنّ مَن تسافهَ على محمّد حمّلَ ضميرَه مسؤليّة المُكابرَة ، ورمى بنفسه إلى نهايةٍ سيئة ، إذ ليسَ من وَحي الضمير الحر ، ما يُقارفُه المُغرضون على محمّد ، الذي اتّصفَ بكلّ صفات الكمال .
* ويقول جان ميكائيليس الروسي : ليسَ محمّد مُشعوذاً ، ولا ساحراً ، كما زعمَ السّفهاء في عهده ، ولم نعرِف عن دينه إلاّ ما يتلائم مع العصور مهما تطوّرَت ، ومَن يتّهم محمّداً ودينَه بخلاف هذا فإنّه ضال عن الطريقة المُثلى ، وحريٌّ بكلّ الشعوب أن تأخذ بتعاليم محمّد .
* ويقول سينرستن الأسوجي : إنّنا لم نُنصِف محمّداً إذا أنكرنا ما هُو عليه من عظيم الصّفات ، وحميد المزايا، فلقد خاض محمّدٌ معركة الحياة الصحيحة في وجه الجهل والهمجيّة ، مُصرّاً على مبدأه ، وما زال يُحارب الطّغاة حتّى انتهى إلى النصر المبين ، فأصبَحَت شريعته أكمَلَ الشرائع وهُوَ فوق عُظماء التاريخ .
* ويقول سنكس الأمريكي : رقّى محمّد عقول البشر بإشرابها أصول الأخلاق الفاضلة ، وإرجاعها إلى الوحدانية والإيمان باليوم الآخر ، إنّ الفكرة الإسلاميّة أحدَثت رُقيّاً كبيراً جدّاً في العالم وخلّصَت العقل الإنساني من قيوده الثقيلة التي كانت تأسرهُ حول الهياكل بين يديّ الكهّان ، ولقد توصّل محمّد بمحوهِ كلّ صورة في المعابد ، وإبطاله كل تمثيل لذات الخالق المطلق ، إلى تخليص الفكر الإنساني من عقيدة التجسيد الغليظة.
* ويقول برنارد تشو البريطاني : ما أحوجَ العالَم إلى محمّد ، ... ، وما أحقّه أن يُدعى مُنقذ البشريّة .
وصلِّى الله وسلّم على سيّدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم .
آخر تعديل بواسطة الكاظم في الاثنين يناير 30, 2006 12:26 am، تم التعديل مرتين في المجمل.

الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي

-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 9
- اشترك في: الخميس يناير 26, 2006 8:45 am
- مكان: اليمن
اين العرب
لقد شاهدنا التشويه الذي جرى لشخصية الرسول صلوات الله عليه واله فلا يوجد من يدافع عن ما قيل في الرسول والاسلام والزعماء العرب كل واحد منهم يهتم بكرسيه لو تحدث احد عن امريكا او الكفار لقامت الدنيا عليه ولم تقعد بل سيسجن او يعدم اويتهم بتهم لا تساس لها من الصحه يا رسول الله لو رايت امة السلام لبكيت
محمد السياني
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 1041
- اشترك في: السبت مارس 19, 2005 9:03 pm
لمزيد من المعلومات عن الزيدية وعلمائها عليكم بالرابط السابق لهذا البيان :
http://www.al-majalis.com/forum/viewtopic.php?t=3195
http://www.al-majalis.com/forum/viewtopic.php?t=3195
عندما نصل إلى مرحلة الفناء على المنهج القويم ، أعتقد أنا قد وصلنا إلى خير عظيم .


-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 3099
- اشترك في: الخميس نوفمبر 17, 2005 4:22 pm
- مكان: قلب المجالس
ولمزيد من المعلومات حول الصحيفة الدنماركية جرب الرابط التالي :
http://www.al-majalis.com/forum/viewtopic.php?t=3195
http://www.al-majalis.com/forum/viewtopic.php?t=3195
رب إنى مغلوب فانتصر
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 619
- اشترك في: الثلاثاء فبراير 01, 2005 11:50 pm
- مكان: اليمن
اقرأوا هذا المقال وتأملوا ..... وأتمنى أن لا تطغى الحمية والغضب على قدرتكم على التأمل..!!!!
الدنمارك تعيش صدفة حزينة. هذا البلد الاسكندنافي الذي بنى قيمه على أساس التعايش بين الشعوب والأديان والاهتمام بالتسامح وقيم الحرية والليبرالية، وهو الذي استضاف آلاف المهاجرين العرب والمسلمين من العراق والصومال وإريتريا وأفغانستان وغيرها، وأعطاهم حق المواطنة، حتى أنك ترى النساء المسلمات وقد لبسن النقاب أو الحجاب والرجال يلبسون الأثواب ويتجولون في شوارع كوبنهاجن وغيرها من المدن، هذا البلد نفسه يواجه اليوم أزمة مع العالم الإسلامي بسبب خطأ لا يغتفر من قبل صحيفة دنماركية نشرت صورا كاريكاتورية مهينة للرسول، صلى الله عليه وسلم.
الصدفة تأتي لأن عام 2006 قد خصصته الدنمارك للتفاهم مع العالم العربي والتعريف به، وقد خططت لذلك منذ أربع سنوات، ورصدت ميزانية ضخمة لمجموعة من الفعاليات التي تضم مهرجانا عربيا على امتداد آب (أغسطس)، وبرنامجا للتبادل الطلابي بين الجامعات العربية والدنماركية، وبرنامجا آخر للتبادل الإعلامي، وعددا من الفعاليات الثقافية على امتداد السنة.
بدأت أولى الفعاليات في كانون الأول ( ديسمبر) الماضي في أيام عيد الفطر المبارك، حيث تم عقد مؤتمر ضخم عن "الإعلام الجديد في الشرق الأوسط" برعاية جامعة جنوب الدنمارك. كنت أحد المشاركين في المؤتمر، وفوجئت حينها بالحضور المكثف لطلاب أربعة أقسام جامعية دنماركية في الدراسات العربية والإسلامية، إضافة لأكاديميين من مختلف الدول الاسنكندنافية، وأكاديميين آخرين من دول أوروبا ومن أمريكا. كان واضحا من لغة الحضور في المؤتمر أن الجهة المنظمة للمؤتمر لديها انحياز للعالم العربي، حتى أن أكثر الأكاديميين الحاضرين تحول خطابهم من أوراقهم العلمية إلى حديث يعارض حرب العراق ويتحدث بتعاطف عن القضية الفلسطينية ويطالب بفهم أفضل للعالم العربي وبعدالة أكبر مع المسلمين ويشيد بالتسامح الإسلامي، وشمل هذا الأكاديميين الغربيين الحاضرين، وهذا على ما يبدو شجع بعض الأكاديميين العرب المدعوين على إلقاء خطابات عاطفية تشتكي بمرارة من الوضع القائم وتدعو لحل مشكلات العالم العربي.
في لقاءات مع الجالية العربية في الدنمارك، كان الحديث دائما مختلفا عن حديث الجاليات العربية المعتاد في أوروبا عن التسامح وما يلقونه من تقدير واحترام في الدنمارك، ولما تحدثت مع رئيس الجهة المنظمة لفعاليات عام التعريف بالعالم العربي، كان يتحدث بحماس عما يمكن تحقيقه من خلال هذه الفعاليات، وخاصة مع جهل الكثير من الدنماركيين بالمسلمين والعرب.
لكن هذا الحماس يأتي مع حظ سيئ للدنماركيين، لأنهم اختاروا العام الذي يقف فيه الأوروبيون في انزعاج شديد من العالم العربي بعد مقتل فان جوخ في هولندا والتفجيرات في لندن وإسبانيا والأحداث في فرنسا وغيرها من الأحداث التي قام بها فئة متطرفة من العرب والمسلمين في مختلف أنحاء أوروبا، ولأن جهودهم ذهبت هباء مع ما نشرته تلك الجريدة سيئة الذكر التي استفزت العالم الإسلامي بصورها المسيئة للرسول الأكرم، صلى الله عليه وسلم.
لست أدري إذا كانت ردة الفعل الضخمة التي حملها العالم الإسلامي نحو الدنمارك ومعاقبتها على جريرة هذه الجريدة هو التصرف الأمثل، هل هذا فعلا سيؤدب الاسنكندنافيين فيحسبون ألف حساب قبل الإساءة للإسلام والمسلمين، أم أن هذا التصرف سيدفعهم للمزيد من الغضب لأن العالم العربي لا يقبل مبادئ حرية التعبير التي يؤمنون بها ويترك هذا آثاره السلبية على موقفهم من العرب بشكل عام وموقفهم من الجاليات في الدول الاسكندنافية، لكن هناك أمران مهمان نستطيع ملاحظتهما هنا:
الأول: أن العالم الإسلامي والعربي لم يتحرك في السابق للتعريف بالإسلام والعرب وتحسين صورتهم في الدول الاسنكندنافية. لقد حدثني عدد من قادة الجالية العربية في الدنمارك كيف يسيء العرب والمسلمون لأنفسهم هناك من خلال محاولاتهم الدائمة للتهرب من الضرائب والحصول على الضمانات الاجتماعية التي لا يستحقونها ومخالفة القوانين بأنواعها، كما التقيت مدير مهرجان التعريف بالعالم العربي في إحدى العواصم العربية ليشتكي لي من عدم تجاوب المسؤولين العرب مع جهودهم لإقامة المهرجان، وكان هذا طبعا قبل الضجة التي حصلت بسبب الرسوم الكارتونية. بمعنى أصح، نحن نتصرف فقط من خلال ردود الأفعال العاطفية التي تستمر لفترة ثم تموت، كما ماتت ردود أفعالنا الغاضبة في السابق ضد إساءات كثيرة دون أن يكون لها نتائج تذكر. نحن لا نستفيد من الأحداث لتكوين استراتيجيات نقوم على أساسها بنشاط مكثف ومنظم له أهداف محددة ويتم تقييم هذه الأهداف مع مرور الزمن. هل يستفيد العالم الإسلامي مما حصل في الدنمارك والنرويج ويبدأون حملة للتعريف بالإسلام والرسول، صلى الله عليه وسلم في مختلف الدول الأوروبية؟ لا أظن، فنحن لم نفعل ذلك في السابق قط. الأمر الثاني: كان العرب والمسلمون ضحية تعميمات الأوروبيين الذين فهموا المسلمين من خلال المتطرفين والجهلة، والعرب والمسلمون أنفسهم ارتكبوا هذا الخطأ عندما عمموا خطأ جريدة على دولة كاملة لا تملك بحكم القانون أي سيطرة على هذه الجريدة. أظن أن العالم يفهم الآن هذه الطبيعة البشرية، وهذا سيدفع الدول الغربية للنظر في قوانين النشر لديها كما تفعل بريطانيا حاليا والتي بصدد إصدار قانون يجعل الإساءة لأي دين من الأديان عملا عنصريا يعاقب القانون عليه، كما ينبغي أن يدفعنا فهم هذه الطبيعة البشرية لبذل كل الجهود لمحاصرة أولئك الذين يسيئون إلينا من بني جلدتنا، لأن الناس من طبعها أخذ المجموع بجريرة الأفراد. لقد كانت صدفة حزينة للدنمارك، وأرجو بالمقابل أن تكون بداية سعيدة للعرب عندما لا يكتفون برد الفعل السلبي ويفكرون برد الفعل الإيجابي، وهناك فرص كثيرة لذلك لو قررنا يوما فعل شيء ما !!
د. عمار بكار
الدنمارك تعيش صدفة حزينة. هذا البلد الاسكندنافي الذي بنى قيمه على أساس التعايش بين الشعوب والأديان والاهتمام بالتسامح وقيم الحرية والليبرالية، وهو الذي استضاف آلاف المهاجرين العرب والمسلمين من العراق والصومال وإريتريا وأفغانستان وغيرها، وأعطاهم حق المواطنة، حتى أنك ترى النساء المسلمات وقد لبسن النقاب أو الحجاب والرجال يلبسون الأثواب ويتجولون في شوارع كوبنهاجن وغيرها من المدن، هذا البلد نفسه يواجه اليوم أزمة مع العالم الإسلامي بسبب خطأ لا يغتفر من قبل صحيفة دنماركية نشرت صورا كاريكاتورية مهينة للرسول، صلى الله عليه وسلم.
الصدفة تأتي لأن عام 2006 قد خصصته الدنمارك للتفاهم مع العالم العربي والتعريف به، وقد خططت لذلك منذ أربع سنوات، ورصدت ميزانية ضخمة لمجموعة من الفعاليات التي تضم مهرجانا عربيا على امتداد آب (أغسطس)، وبرنامجا للتبادل الطلابي بين الجامعات العربية والدنماركية، وبرنامجا آخر للتبادل الإعلامي، وعددا من الفعاليات الثقافية على امتداد السنة.
بدأت أولى الفعاليات في كانون الأول ( ديسمبر) الماضي في أيام عيد الفطر المبارك، حيث تم عقد مؤتمر ضخم عن "الإعلام الجديد في الشرق الأوسط" برعاية جامعة جنوب الدنمارك. كنت أحد المشاركين في المؤتمر، وفوجئت حينها بالحضور المكثف لطلاب أربعة أقسام جامعية دنماركية في الدراسات العربية والإسلامية، إضافة لأكاديميين من مختلف الدول الاسنكندنافية، وأكاديميين آخرين من دول أوروبا ومن أمريكا. كان واضحا من لغة الحضور في المؤتمر أن الجهة المنظمة للمؤتمر لديها انحياز للعالم العربي، حتى أن أكثر الأكاديميين الحاضرين تحول خطابهم من أوراقهم العلمية إلى حديث يعارض حرب العراق ويتحدث بتعاطف عن القضية الفلسطينية ويطالب بفهم أفضل للعالم العربي وبعدالة أكبر مع المسلمين ويشيد بالتسامح الإسلامي، وشمل هذا الأكاديميين الغربيين الحاضرين، وهذا على ما يبدو شجع بعض الأكاديميين العرب المدعوين على إلقاء خطابات عاطفية تشتكي بمرارة من الوضع القائم وتدعو لحل مشكلات العالم العربي.
في لقاءات مع الجالية العربية في الدنمارك، كان الحديث دائما مختلفا عن حديث الجاليات العربية المعتاد في أوروبا عن التسامح وما يلقونه من تقدير واحترام في الدنمارك، ولما تحدثت مع رئيس الجهة المنظمة لفعاليات عام التعريف بالعالم العربي، كان يتحدث بحماس عما يمكن تحقيقه من خلال هذه الفعاليات، وخاصة مع جهل الكثير من الدنماركيين بالمسلمين والعرب.
لكن هذا الحماس يأتي مع حظ سيئ للدنماركيين، لأنهم اختاروا العام الذي يقف فيه الأوروبيون في انزعاج شديد من العالم العربي بعد مقتل فان جوخ في هولندا والتفجيرات في لندن وإسبانيا والأحداث في فرنسا وغيرها من الأحداث التي قام بها فئة متطرفة من العرب والمسلمين في مختلف أنحاء أوروبا، ولأن جهودهم ذهبت هباء مع ما نشرته تلك الجريدة سيئة الذكر التي استفزت العالم الإسلامي بصورها المسيئة للرسول الأكرم، صلى الله عليه وسلم.
لست أدري إذا كانت ردة الفعل الضخمة التي حملها العالم الإسلامي نحو الدنمارك ومعاقبتها على جريرة هذه الجريدة هو التصرف الأمثل، هل هذا فعلا سيؤدب الاسنكندنافيين فيحسبون ألف حساب قبل الإساءة للإسلام والمسلمين، أم أن هذا التصرف سيدفعهم للمزيد من الغضب لأن العالم العربي لا يقبل مبادئ حرية التعبير التي يؤمنون بها ويترك هذا آثاره السلبية على موقفهم من العرب بشكل عام وموقفهم من الجاليات في الدول الاسكندنافية، لكن هناك أمران مهمان نستطيع ملاحظتهما هنا:
الأول: أن العالم الإسلامي والعربي لم يتحرك في السابق للتعريف بالإسلام والعرب وتحسين صورتهم في الدول الاسنكندنافية. لقد حدثني عدد من قادة الجالية العربية في الدنمارك كيف يسيء العرب والمسلمون لأنفسهم هناك من خلال محاولاتهم الدائمة للتهرب من الضرائب والحصول على الضمانات الاجتماعية التي لا يستحقونها ومخالفة القوانين بأنواعها، كما التقيت مدير مهرجان التعريف بالعالم العربي في إحدى العواصم العربية ليشتكي لي من عدم تجاوب المسؤولين العرب مع جهودهم لإقامة المهرجان، وكان هذا طبعا قبل الضجة التي حصلت بسبب الرسوم الكارتونية. بمعنى أصح، نحن نتصرف فقط من خلال ردود الأفعال العاطفية التي تستمر لفترة ثم تموت، كما ماتت ردود أفعالنا الغاضبة في السابق ضد إساءات كثيرة دون أن يكون لها نتائج تذكر. نحن لا نستفيد من الأحداث لتكوين استراتيجيات نقوم على أساسها بنشاط مكثف ومنظم له أهداف محددة ويتم تقييم هذه الأهداف مع مرور الزمن. هل يستفيد العالم الإسلامي مما حصل في الدنمارك والنرويج ويبدأون حملة للتعريف بالإسلام والرسول، صلى الله عليه وسلم في مختلف الدول الأوروبية؟ لا أظن، فنحن لم نفعل ذلك في السابق قط. الأمر الثاني: كان العرب والمسلمون ضحية تعميمات الأوروبيين الذين فهموا المسلمين من خلال المتطرفين والجهلة، والعرب والمسلمون أنفسهم ارتكبوا هذا الخطأ عندما عمموا خطأ جريدة على دولة كاملة لا تملك بحكم القانون أي سيطرة على هذه الجريدة. أظن أن العالم يفهم الآن هذه الطبيعة البشرية، وهذا سيدفع الدول الغربية للنظر في قوانين النشر لديها كما تفعل بريطانيا حاليا والتي بصدد إصدار قانون يجعل الإساءة لأي دين من الأديان عملا عنصريا يعاقب القانون عليه، كما ينبغي أن يدفعنا فهم هذه الطبيعة البشرية لبذل كل الجهود لمحاصرة أولئك الذين يسيئون إلينا من بني جلدتنا، لأن الناس من طبعها أخذ المجموع بجريرة الأفراد. لقد كانت صدفة حزينة للدنمارك، وأرجو بالمقابل أن تكون بداية سعيدة للعرب عندما لا يكتفون برد الفعل السلبي ويفكرون برد الفعل الإيجابي، وهناك فرص كثيرة لذلك لو قررنا يوما فعل شيء ما !!
د. عمار بكار

-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 619
- اشترك في: الثلاثاء فبراير 01, 2005 11:50 pm
- مكان: اليمن
إن كنت تقصد رأيي انا فهو موجود هنا..تأملت وقرأت ووجدت أن المقال يحمل بعض أشياء صحيحة
علينا التفكير فيها جيدا .. وأن لاندع عواطفنا تتحكم فينا
آخيرا ما هو رايكم أنتم ؟
http://www.al-majalis.com/forum/viewtop ... 7971#17971
