أخي الأستاذ محمد عزان!
ألم يكن ما كتبتموه بأصعب من أن تجيبوا بما طلبت منكم بذكر خمسة من الشخصيات الزيدية المشهورين باسم عمر أو بكنية أبي بكر؟!
و أما الكتب, فاذا تقصدون كتاب أعلام المولفين الزيدية فلم أر في حرف العين الا ثلاث من سمى بعمر, (مشكوك في زيدية بعضهم!) و لا يتجاوز مواليدهم من القرن السادس. و أما كتاب الجداول فلم يتعرض الا للصحابة و التابعين و قد أعجبني حيث يبدو من المغالطة أن كل من ذكر في كتاب الجداول فهو زيدي!؟! فقد ذكر في الكتاب أمثال معاوية بن أبي سفيان! و مروان بن الحكم! أيضا...
هذا مضافا الى أن الكلام لم يكن في التسمية بهذه الأسماء في الأوائل و حبذا لو نري في مثل كتاب الطبقات الزيدية الكبرى (القسم الثالث) المسمي بهذه الأسماء! و لم أجد فيه الا عمر واحد و أبي بكر واحد من مجموع أكثر من ثمان مائة من رجال الزيدية في ما بعد القرن الخامس!
و اذا كان هذه الاجابة و ذكر من سمي بالأسماء في القرون الأولى صحيحا, فقد تجد في روات و شخصيات الامامية أيضا هذه الأسماء.
فأرجو من الأخ محمد أن يدعنا من الكلام بما لا يعني بالموضوع و تتفضل بتسمية خمسة من الشخصيات الزيدية (المعروفين و الأرجح من المعاصرين) باسم عمر و عائشة أو بكنية أبي بكر! (كما أضاف الأخ أخيرا: مروان و معاوية!!!)
و اذا لا يمكنه الاجابة فلماذا هذه الاطالة في موضوع لا يليق بها الا أن نكتشف من خلالها أسلوبه الخاطيء للحوار و الاجابات المشحونة بالمغالطات و محاولته من أن يصنع من الزيدية ما يريد و عرضهم على ما ليسوا عليه؟!
لله عليك هل لا يوجد مشكلة لديكم (كزيدية لا كمحمد عزان
) في الأسماء؟!
و أما في خصوص كتاب الغارات و مولفه فأقول: حاشا و كلا أن أصنع فيه مثل ما صنعتم بكتاب تثبيت الامامة للامام يحيى الهادي!

فان ما صنعتم بالكتاب هناك لا أعتبره الا...
و لم يكن موضوعنا الدراسة عن كتاب الغارات. بل كان الموضوع استشهادكم بالكتاب و رأي صاحبه كامامي اثناعشري و نبهتكم على التأكيد من مذهب الرجل و أن ما كتبه هل كان عند ما اعتنق المذهب؟! (لو صح انتقاله من الزيدية الى الاثنىعشرية).
و الرجل (ابراهيم بن محمد الثقفي) قد ترجمه في
أعلام المولفين الزيدية ص 65 كزيدي, و ما نصه:
ذكره في معجم الادباء عن فهرست الطوسي و قال: و كان زيديا و انتقل الى الامامية!!!!
و علامات التعجب الأربعة ليس الا من مولف أعلام المولفين!
و أما أنا فقد شككت في امامية الرجل لضعف ما استدلوا به على اماميته أو انتقاله الى المذهب الامامي مع الاطمئنان بكونه زيديا في البداية و يدل على ذلك أدلة:
منها ما يذكر في عداد عناوين كتبه و هو: كتاب زيد و أخباره، كتاب محمد و ابراهيم ابنا عبدالله بن الحسن و من قتل معهما من آل محمد.
و منها ما يحكى من أن الرجل لم يرو رواية واحدة عن الائمة الاثني عشر و قد توفي في سنة 283 في عصر الغيبة الصغرى.
ومنها ما تقدم من التصريح بكونه زيديا في أول أمره و...
كما استظهر محققو كتاب الغارات, (و بعد قبولهم الانتقال المذهبي للمولف تبعا للكشي و الطوسي), استظهروا أن الكتاب كتبه المولف و هو زيدي! لاختلاف آراءه مع آراء الامامية في أكثر من موضوع!
و أما قولكم في خصوص نقل المجلسي و صاحب الوسائل و مستدركه من الكتاب, و جعله دليلا على مذهب الرجل, فبعيد منكم كل البعد!!! فهل يجب أن يكون الرجل اماميا حتي ينقل عنه المجلسي و..؟!
ألا تجدون عشرات و مئات و آلاف من الرجال و الروايات و الكتب لغير الاثني عشرية يوجد في كتبهم؟! و لاينقضي تعجبي منكم و أنتم من رجال المعرفة!!!
و قد أشرت قبل هذا و أكرر اذا تقبلون من المجلسي و الحر العاملي و المحدث النوري و أمثالهم, امامية مثل ابراهيم بن محمد الثقفي و يكون قولهم ملاكا عندكم فيجب أن تقبلوا منهم أيضا امامية غيرهم من الأئمة و الشخصيات الزيدية... و على الأسف لم أر جوابا منطقيا منكم.
و أما النكتة الأخيرة في قولكم و هو كلنا امامية و كلكم زيدية!
اذا يقال هذا و يراد به التقارب و وحدة المذهبين الى حد بعيد (و لا أقل في الصدر الأول) فأهلا وسهلا و أنا ارحب بهذه الفكرة.
و أما اذا يقال هذا و فيه شيء من الاستهزاء (و لا يليق بكم) فيمكن الرد عليه بأنه اذا كان الامام جعفر بن محمد الصادق و موسى بن جعفر الكاظم و علي بن موسىالرضا, زيديا( كما يذكر في بعض كتب الزيدية), فكلنا زيدية و كلكم امامية! :lol:
و لكن ليس هذا الا فرارا عن الاجابة الصحيحة و الاعتراف بالخطأ عند ما تنقلون من شخص كان زيديا و تحسبون قوله (الغير الملائم مع المذهب الامامي) علي الامامية!
و أنا أرى أن نجعل كل شيء في محله. فالامام زيد بن علي و الامام الناصر الأطروش و صاحب بن عباد و ابراهيم الثقفي و... كانوا شخصيات زيدية لهم آراءهم و نحترمهم و لا نحتاج من محاولة أن نصنع واحد زيدي اماميا أو واحد امامي زيديا.
مع تأكيدي مرة أخرى على عدم وجود فوارق كبيرة بين المذهبين و هذا ما أوقع البعض في اشتباه نسبة أئمة أحد المذهبين أو أتباعهم الى الآخر.
لن تنالوا خيراً لا يناله أهلُ بيتِ نبيكم ولا أصبتم فضلاً إلا أصابوه (الامام زيد بن علي)