أوقفوا النزيف والاستنزاف

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
محمدمفتاح
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 21
اشترك في: الأربعاء ديسمبر 07, 2005 9:53 am

أوقفوا النزيف والاستنزاف

مشاركة بواسطة محمدمفتاح »

بسم الله الرحمن الرحيم

من وراء الأسوار خواطر محبوس( أوقفوا النزيف والاستنزاف)

من يتوهم بأن العنف ويد الحديد وعصا الجلاد ووسائل الخراب والدمار والقمع والكبت والترويع بمختلف أصنافها وأشكالها ستمنحه دوراً بطولياً ومكاسب مادية ومعنوية أخرى وترفع رتبته وشأنه فإنه غارق في الجهل وغير مدرك لحقائق الحياة 0 لقد أغرق المتطرفون الصرب منطقة البلقان في الدماء والمذابح والمقابر الجماعية فماذا استفادوا ؟ وأوغل الروس في قمع الشعب الشيشاني وتشريده وتدميره فماذا جنوا ؟ وتجاوز الصراع في السودان ربع قرن وخلف وراءه ملايين القتلى والمشردين ولا زال يتنقل من جهة إلى جهة فأضعف البلاد ومزقها . ونشبت الفتنة في الصومال في حيز ضيق جداً رداً على قمع واستبداد سياد بري وهاهم بعد ربع قرن من الصراع مشتتون في كل أرض عائمون في كل بحر.والقبضة الحديدية لجنرالات اندونيسيا على حياة شعبهم انفلتت عن اقتصاد منهار ودولة ضعيفة قابلة للتفكك والانقسام رغم ضخامة مواردها وبعد أكثر من ربع قرن من العنف والدماء في إقليم آتشية آمن دعاة العنف بأن الحوار هو الطريق الوحيد والأفضل ولكن بعد ماذا ؟ بعد أن انفصلت تيمور الشرقية 0 والصراع الدموي في الجزائر والمذابح البشعة سببت بؤساً ودماراً للحياة في الجزائر وأنهكت اقتصادها وجعلتها دولة فقيرة رغم ضخامة إمكانياتها 0وغير بعيد ما فعله قادة العراق الذين تصرفوا مع شعبهم وجيرانهم بكبر وعنجهية فإلى أين وصلوا ؟؟ وإلى أين أوصلوا شعبهم وبلادهم والمنطقة برمتها ؟؟ ومنازعات القادة الأفغان وتناحرهم المستمر جر بلادهم إلى الدمار الوبيل وجعل منها مستعمرة دولية 0 أما الصراعات الدامية في أواسط وغرب أفريقيا ففيه عبرة لكل معتبر 0 والثابت لدى كل متتبع بأن أي نظام يتباهى بالعنف ضد مواطنيه أياً كانت المبررات والدوافع التي يتستر خلفها فإنه يتجه نحو السقوط والانهيار ويسير بشعبه وبلاده نحو الفوضى والتفكك 0 وأن منطق الحق والعدل وصوت الحكمة والسلام هو الذي يبني الأوطان ويوفر الاستقرار ويمنح الفرصة للرقي والتقدم ويسهل الطريق لحل المشكلات ومعالجة القضايا مهما كانت مستعصية 0 وأن أي نظام يحظى فيه الانتهازيون والوصوليون0 ومشعلوا الحرائق ومثيروا الفتن والمحرضون على العنف بالصوت المسموع والامتيازات السخية فإنه لن ينعم بالاستقرار ولن يجد له مكاناً بين الأمم الراقية والشعوب المتحضرة 0 والمتتبع لحالة اليمن يجزم بالقطع واليقين بأنها لا تسمح ببقاء أي اختلالات أمنية 0 فالبطالة هي أعلى نسبة في قارة آسيا كاملة التي هي أكبر القارات وفيها أكثر من نصف سكان الأرض ، والبنية التحتية من مياه وكهرباء وطرقات وصرف صحي وتخطيط حضري هو ألأسوأ على مستوى هذه القارة ، وتدهور التعليم بمختلف مراحله والصحة والخدمات الاجتماعية ليس له مثيل في قارتنا الكبيرة ، أما الاقتصاد فيكفينا أن نقارن حالنا بحال جيراننا وشركائنا في الجزيرة العربية 0 فأين نحن وأين هم ؟؟ فدية المرأة مثلاً في بلادنا أقل من ألفي دولار ومرتب المدرسة في بعض بلدانهم قد تصل إلى دية امرأتين في بلادنا وقد تكون قيمة قطة أثيرة لدى أسرة مترفة بدية امرأتين من بلادنا .
أما حقوق الإنسان فقد تفردنا على منظومتنا العربية بتهريب الأطفال بأعداد كبيرة والزواج السياحي وارتفاع نسبة العنوسة والعزوبية بقدر مثير للقلق الشديد والحريات العامة تجأر إلى الله . فالسجون متخمة والمعاملة السيئة للمعتقلين وامتداد فترات اعتقالهم بدون إجراءات قضائية قد وصلت حداً لايطاق وما جرى في سجن صعده من قتل للسجناء أوضح شاهد على مستوى التردي الذي وصلت إليه حقوق الإنسان ،وحملة القمع والتنكيل ضد الصحفيين وأصحاب الرأى تنبئ عن قمع واسع النطاق والأدهى والأمر هو استصدار صحف ومطبوعات تمارس الإرهاب الفكري وتثير النعرات العنصرية والمذهبية والطائفية والحزبية بشكل بالغ الفجاجة وكل من تناولته هذه المطبوعات فحياته مهددة ابتداء ممن شارفت أعمارهم مئة سنة مثل العلامة محمد المنصور والعلامة حمود المؤيد وغيرهم ولا حرمة لأحد بعد هؤلاء وقد دشنت حملة الاعتداءات الجسدية بالاعتداء على مستشار وزير العدل القاضي يحيى محمد موسى بعد حملة تحريض مارستها صحيفة تسمي نفسها" الدستور" ومطبوعات تصدرها مؤسسة (( مشا )) والمعلوم لدى المتتبعين لهذه المطبوعات العنفية التحريضية أنها ممولة حكومياً ومن جهات معلومة محددة . إن اليمن التي أصبحت منطقة عبور للمهاجرين غير الشرعيين واللاجئين وتجار الممنوعات بحاجة إلى استقرار وأمان شامل وذلك لن يتحقق مادامت الدولة تستنزف القدرات في معارك هامشية للتظاهر بهيبة الدولة المسيطرة والآمر المسموع الكلمة النافذ الأمر وإلا فأي حل يحقن دماء الناس ويؤدي إلى الاستقرار فالمفترض الإسراع إليه والقبول به ثم يستمر الحوار لمعالجة القضايا المتبقية 0 اليمن بلد لا يحتمل استمرار الوضع الحالي فالثروات مهدرة ومستنزفة وأقرب مثال على ذلك المياه فإنها مستنزفة بشكل شديد رغم شحتها والزراعة متردية جداً بسبب شحة المياه وارتفاع أسعار الوقود وقلة الخبرة لدى المزارعين وهيمنة زراعة القات على الحيز الأكبر من أخصب الأراضي الزراعية واستهلاكها لأعلى نسبة من الماء ولجهد المزارعين والمسوقين والمستهلكين هذا إضافة إلى السموم الملازمة لزراعة القات التي تسبب تسمم التربة وبقية المزروعات وتتسرب إلى المياه والبطون وتقتل النحل 0 والحقيقة أن المزارعين يرزحون تحت ثالوث الفقر والجهل والمرض 0 أما الثروة السمكية فإن شكاوى الصيادين لا تتوقف عما يعانونه من مشاكل ليس أقلها الاعتداءات المستمرة عليهم ونهب قواربهم واختفاء العشرات منهم دون أن يجدوا من يعالج مشاكلهم أو حتى يسأل عنهم ناهيك عن التدمير الذي تتعرض له هذه الثروة في سواحلنا المفتوحة لكل من هب ودب 0 أما الثروة الحيوانية فهي معرضة للانقراض بسبب إهمال الدولة وانتشار الأمراض وقلة وعي المواطنين 0 أما الثروات المعدنية فإن أمرها سر مكتوم لا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم ، أما الفساد المالي والإداري وإهدار الموارد واستنزافها فقد أصبحنا حديث الهيئات الدولية والمؤسسات المتخصصة وقد تميزنا على الدنيا بتفشي حميات وأمراض منقرضة في العالم مثل حمى الوادي المتصدع وحمى الضنك والحمى الشوكية والملا ريا و..و..وأخيراً حمى العنصرية والتكفير والتحريض على العنف 0 ختاماً : الوضع في اليمن إذا استمر على هذه الوتيرة يتجه نحو الانفجار وإذا انفجر فسيكون مأساوياً ومدمراً وسيؤثر على المنطقة كلها ، فأوقفوا النزيف والاستنزاف وأسكتوا دعاة الفرقة والعنف والتحريض وكفوا عن نغمة العنصرية فهي قبيحة جداً وعواقبها ستكون وخيمة ، والله من وراء القصد0

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“