أ / محمد المقالح يكتب عن: التحريض العنصري على الجريمة

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
ابن المطهر
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1041
اشترك في: السبت مارس 19, 2005 9:03 pm

أ / محمد المقالح يكتب عن: التحريض العنصري على الجريمة

مشاركة بواسطة ابن المطهر »

محمد المقالح يكتب عن: التحريض العنصري على الجريمة
26/01/2006 نيوزيمن- خاص:

كنت قد قررت أن اكتب في هذه الزاوية حول انطباعاتي عن العيد في القرية وعن تلك السعادة المحدودة التي غمرتني أنا وأطفالي حين التقينا مع بقية الأهل والأصدقاء بعد انقطاع أو غياب طويل دام أكثر من أربع سنوات متتالية, وعن أشياء كثيرة حدثت وتحدث في الريف اليمني باتجاه الفقر والسلفية الجهادية وهدم قبور الأولياء الصالحين مقابل ضمور أو تلاشي العمل الخيري والتعاوني وانتعاش محدود للسياسة والحزبية بعد نزول وثيقة الإصلاح السياسي والوطني, والقول للقراء بان معظم الأسئلة والتساؤلات التي واجهتني في القرى التي زرتها كانت تتمحور حول هذا الموضوع..., وما إذا كان هنالك جدية في إمكانية إحداث تغيير حقيقي عبر اللقاء المشترك والإصلاحات التي أعلنها..!ّ؟, وعن موقف الشيخ عبد الله وتجمع الإصلاح وجماعة إصلاح مسار الوحدة من ترشيح الأخ الرئيس ووثيقة الإصلاحات, وعن,, وعن,, وعن اشياء أخرى تتعلق بمشاهداتي في إجازة العيد غير أن هذا قد تغير, وتغير معه مزاجي كله بعد سماعي لخبر الحادث الإجرامي الذي تعرض له الصديق يحي موسى يوم الثلاثاء الماضي وكاد لولا رعاية الله وحفظه أن يودي بحياته.
لقد وقع خبر محاولة اغتيال موسى علي كالصاعقة, وبقدر ما شعرت بالحزن والألم بقدر ما شعرت بالخطر وبإمكانية أن تسير اليمن إلى المجهول في ضل أعمال الإجرام والبلطجة التي تقوم بها هذه الأيام السلطة أو أطراف محسوبة عليها على خلفية حرب صعدة العنصرية والمذهبية وخطابها التحريضي ضد فئات وشرائح معينة من أبناء المجتمع اليمني.
ولمن لا يعرف المجني عليه الصديق يحي موسى ولا طبيعة الاعتداء الإجرامي الذي تعرض له والذي قد يكون له نتائج وخيمة على وحدة النسيج الاجتماعي اليمني, أقول له بان يحي محمد موسى مواطن يمني من مدينة ذمار وفي نهاية العقد الرابع من عمره (ولا باس هنا أن تضعوا ثلاثة خطوط حمراء على كلمة (يمني) حيث لا يزال هناك من يرون بان موسى والشريحة التي ينتمي إليها (وافدين) على اليمن القحطانية ومن هولاء –للأسف– بعض من يحكموننا اليوم ويتحكمون بمصائرنا ومصائر البلد برمتها!!
وبالإضافة إلى أن موسى يعمل مستشارا لوزير الاعدل منذ 1985م وعضوا في المؤتمر الشعبي العام منذ تأسيسه (عضو لجنة دائمة محلية) هو أيضا شخصية اجتماعية ووطنية معروفة لدى الوسطين الاجتماعي والسياسي في كل من ذمار وصنعاء وغيرهما, والمعروف عنه انه شخصية مسالمة ووفاقية ويقيم علاقات صداقة مع طيف واسع من الناس على اختلاف انتماءاتهم السياسية والمذهبية,
هذا الرجل الطيب الذي لا يتصل بك تلفونيا إلا ليسألك عن أحوالك أو ليروي لك نكتة جديدة من نكات صديقه احمد الفضلي تعرض في الأسبوع الماضي لمحاولة اغتيال آثمة ارتكبها, ثلاثة ملثمون يلبسون سترات مموهة حيث فوجىء الرجل وبعد خروجه من منزله مباشرة بأحدهم وهو يضربه (بصميل غليض) في مؤخرة جمجمته ليسقط على إثرها مغشيا عليه وقام الأخر بإطلاق ثلاث رصاصات على جسده أصابته احدها في فخذه وتركوه بعد ذلك مضرجا بدمائه وهم يتلفضون بأقذع الشتائم والسباب بما في ذلك تحذير المارة من محاولة إسعاف (الامامي العفن أو المافون..!!) كما يقول احد الشهود.
لقد بقي موسى يصارع الموت قرابة ربع ساعة أو يزيد قبل أن تأتي سيارة الإسعاف لتأخذه إلى المستشفى ليتبين انه قد نزف دما كثيرا احتاج الأطباء من اجل تعويضه إلى أكثر من (تسع قرب دم) من المتبرعين ومن أفراد أسرته!!
جريمة الاعتداء ألاثمة أحدثت حالة من الغضب والسخط العام لدى أبناء مدينة ذمار والقرى ألمجاوره في انس وغيرها, وقد تنادى الناس إلى اجتماع حاشد بعد الحادث مستنكرين الجريمة العنصرية ومطالبين أجهزة السلطة المختصة بسرعة القبض على الجناة وتقديمهم إلى العدالة وفقا للقانون والدستور وقبل أن تحدث الفتنة التي لا يعلم سوى الله إلى أين ستودي باليمن واليمنيين.
المجني عليه لم يتهم أحدا بالوقوف وراء الجريمة سوى انه وبعد أن استفاق من غيبوبته وبداء يتحدث صرح بكلمة واحدة هي (اسألوا الحكومة...!!) والمعنى هنا معروف وهو أن هذه (الحكومة) والصحيح (السلطة) وبعض أطرافها كانت قد وضعت المجني عليه والى جانبه عشرات آخرين في مرمى مدفعية حرب صعدة وخلفياتها القذرة, متهمة إياه وعبر صحفية صفراء تمول من قبل السلطة بأنه راس فتنة مران وكبير ممولي الحرب واحد أعضاء مجلس الإمامة الهاشمية بذمار!!
داعية وبكل وقاحة إلى التخلص منه مثلما حصل –حسب قولها– للصريع حسين الحوثي.
لقد صدرت صحفا عدة (.....) من مطبخ واحد ولمهمة واحدة هي تخريب الحياة السياسية وضرب قيم وأخلاقيات المهنة الصحفية.
إلا أن صحيفة الدستور كانت من الجرأة بحيث لا يستحي أصحابها والقائمين عليها من تزوير الوثائق وفبركة الأخبار ونشر أقذع الشتائم والسباب والتحريض الواضح والصريح على الكراهية وممارسة الجريمة والاغتيالات.
وقد نال العزيز موسى شفاه الله وآخرين نصيبهم الوافر من هذه السباب والتحريضات, غير أن نصيب اليمن ووحدة نسيجه الاجتماعي كان الأوفر حظا لدى هذه الصحيفة.
وسيضل الأمر كذلك وقد يتطور إلى ما هو أسوى منه بكثير طالما وخطاب الكراهية والتحريض يمارسه في بلادنا (كبار القوم) , أو بالأصح أولئك الذين وضعتهم (الأقدار) في موضع (الكبار) بينما هم في الحقيقة لا يختلفون كثيرا عن القائمين على صحيفة الدستور وبقية أخواتها الصغار!!

http://newsyemen.net/show_details.asp?s ... 01_26_7524
عندما نصل إلى مرحلة الفناء على المنهج القويم ، أعتقد أنا قد وصلنا إلى خير عظيم .
صورة

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“