مشـــــــــــــــــــــكلة الثأر

[يحيى الفقيه]

بسم الله الرحمن الرحيم الإخوة الاعزء احببت ان اطرح عليكم مشكلة اجتماعية لا يذكر اليمن الا وذكرت معه ، أو لا تذكر هي إلا وذكر معها اليمن .فمجتمعنا أصبح على كل بسيطته يعاني منها الويلات ، فكم من أطفال يتموا وكم من زوجات ترملن ، وكم من أسر ابيدت بسببه ، وكم من ضحية ذهب جراء ذلك الشبح المخيم علينا ، قد لا يشعر به البعض منكم لانه قد يكون بمنأى عنه ، لكنه عندما يخرج إلى مناطق الثأر سيشعر بذلك ويتألم له ..إخوتي إذا كان إصلاح ذات البين أفضل درجة من عامة الصلاة والصيام والصدقة ( كما بين ذلك الحبيب المصطفي ( صـ وآله ـ) ) فمن تكون مهة الإصلاح عليه ؟ هل على هؤلاء الذين تسلطوا علينا وعاثوا في الأرض فسادا؟ام على العلماء الحفظة لهذا الدين الذين قال عنهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم " العلماء ورثة الأنبياء" ؟أم على ألئك المتقاتلون على حفنة من التراب لا هم لهم إلا ألا يلحق العار بهم وكأن عهد الجاهلية الأولى قد عاد؟
أيها الإخوة : علينا أن نلتفت إلى مثل هذه الماضيع ، وأن نطرقها ، فهي أولى بالحديث من غيرها.
إذا قلنا أن المسؤولية على الحاكم ، فمتى نصحوا لنا حتى نوليهم أمورنا ، بل هم الموقدون لذلك حتى يبقى أفراد الشعب في غفلة عما يجري من مآسي في البلاد .صحيح أنها مسؤوليته ، لكن إذا كان الحاكم هو بنفسه لديه مشكلة ثأر مع المجاورين له، فهل ننتظر منهم الفرج ، لا أظن ذلك ( ففاقد الشيء لا يعطيه ) .
أما ألئك المتقاتلون _ وأنا معايش لهم _ فهم يتمنون ذلك الشخص الذي يأتي لينقذهم منه ، فقد أفسد الثأر عليهم حياتهم ، وغرس الخوف في نفوسهم ، حتى انك إذا رأيت الشخص منهم يعبئ له ذخيرة وتسأله من هو عدوك ؟ وعلى من تعد نفسك ؟ يجيب وبكل بساطة على بني فلان فهم أعدائي!!!!!!!!!! حتى أنك تجد الطفل فيهم يأخذ له حديدا او عودا ويقول : سأقتل بني فلان .
أيها الإخوة ليس هذا الكلام عن عصور ماضية قد اندرست ، لا لا ، وإنما هو عن واقع معاش يجني ثماره المسمومة إخواننا في يمننا الحبيب.
أظن ان واجبنا اتجاه هذه المشكلة هو جماعي فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ، أن نسخر اقلامنا في الحديث عنها ، ان نعطيها أكثر من أن نسمع عنها .والقرآن مليء بكل ما يصلح شأن الأمة ويوحدها . والسلام

[الهاشمي اليماني]

أخي الكريم .... الثأر كان سابقا لايشكل مشكلة بمعناها الحقيقي ... حيث كانت هناك المثل اليمنية والتقاليد التي تحد منه بل وتتجنب أسبابه ..... ولكن خلال الثورة ... قام الثوار بتدمير كل المثل اليمنية ، مثلا الملابس ... والهندام ، يليه التقاليد والثقافة وكل صفات الشخصية الإعتبارية اليمنية أصيبت بأفدح الأضرار ..
لوتمعنت فيمن سموا أنفسم ثوارا ... لرأيت عجبا ... هؤلاء لم يكن لهم برامج لتنمية إقتصادية إجتماعية علمية ..... ولا حتى وردت بقواميسهم ... كانوا يحثون الناس على التأفف من العادات والتقاليد اليمنية ويلبسونهم البنطلونات والتالة ... فقط ...
أما الخطوات العملية التي قاموا بها فهي إحلال مخزنين مكان مخزن واحد ... يعني عوضا عن شخص كان يكتفي بربطة قات أصبح هناك مئات بل ألاف المخزنين .... ومئات العربات الحكومية تذهب صباحا للبحث عن القات من بني مطر وهمدان وغيرها لحضرات الفندم ..
إذا كانت الثورة هي نكسة لليمن بكل المقاييس حيث محت كل حسن باليمن وجلبت له كل سئ ،، وما الثأر وتناميه إلا أحد هذه المشاكل المستوردة ..
نعم سنحتاج وقت طويل لنتغلب على الأثر السلبي الذي أحدثه الهمج بمجتمعنا وعلى الشروخ الذي وضعوها بنفسياتنا .... هذا عندما نتمكن من تحديد نقطة البداية للإصلاح .