هل من مصلحة الطرفين انضمام اليمن الى مجلس التعاون الخليجي؟
يسعى الرئيس علي عبد الله في الظاهر لضم اليمن الى عضوية ملجس التعاون الخليجي، وبصورة أحرج فيها اليمنين وأخجلهم.
ومن جهتها دول هذا المجلس تموه حينا، وتعرض عن ابداء رفضهاهذا الطلب حيناآخر، فلا هي اقنعت الرئيس برفضها ولاهي التي وافقت،غير انه لا بد لها من ذكر بعض العلل لتستمر في تمويهها، ولكنها لاتعني الموافقة لولم تكن تلك العلل موجودة، مع ان الرئيس قد يتعامل معها بجدية ـ فحبك للشيئ يعمي ويصم ـ ولا يزال الغموض مخيما على هذه المحادثات الطويلة الى حد أثار الارتياب والشك لدى بعض المراقبين، مع أن الموضوع عادي جدا لايتحمل كل هذه الغمغمة، فإن كانت دول هذا المجلس تقبل عضوية اليمن من حيث المبدأ، ولكن لها ملا حظات، أوشروط، كتبت ذلك واطلعت الرئيس عليها، ونشرتها في الصحافة،ومن جهته يقوم الرئيس باطلاع الناس على ذلك ليعمل الجميع على توفير المطالب والشروط ان اقتنعوا بالفكرة، وتقبلوا الشوط، خاصة وان النظام الجمهوري لا يسمح للرئيس، أن يستمر في محادثات مطولة وإلى هذا الحد من الغمغمة، التي أثارة مخاوف البعض.
وإن كانت دول المجلس الخليجي غير متقبلة لهذا المطلب القومي، صرحت بالرفض ولا حرج من ذلك.
هذا ويرى بعض المراقبين أن اليمن ليست موهلة لانضمامها لعضوية مجلس التعاون الخليجي،وليس من مصلحة الدول الخليجية انضمام اليمن اليها، لأن التباين السياسي، والإقتصادي، والخدمي، والتعليمي، والأداري، والأمني، وغير ذلك لايسمح بقيام هذه الشراكة ، فالطرفين في هذه الحالة أشبه بفريق يريد أن يلعب كرة قدم، وجيئ إليهم برجل مريض، هزيل، جائع،وخائف،ويقال لهم ضموا هذا الرجل اليكم ليلعب معكم فهل يمكنهم تقبله ؟ إن اليمن وللأسف تشبه هذه الأيام هذا الرجل التعبان.
نعم لو أن اليمن كما كان عليه زمن الرئيس الحمدي لحسن الإنضمام، لأنه كان هناك أمن، وسكينة، واستقرار، وسعادة بالغة، وأموال كثيرة جدا،وخير وفير، يمكن لليمن مشاركة زملائها في أي أمر.
مع أن الطرفين يعلمون بهذه الفوارق، وانعدام الأهلية، ولكن خلف الأكمة شيئ.
هذا وقد غلط بعض من يرى إن التباين المذهبي أحد العلل التي تطرحها دول المجلس،والتي تشكل عقبة في طريق هذا الهدف،ذلك لأن هذه الدول متعددة المذاهب، السنية، والشيعية، والأباضية، لأن الوطن للجميع، والدين لله تعالى.
وعليه فما نسمع من تعاون تربوي بين الطرفين ، لايعد تجربة جادة، بل نراه نوعا من التغطية على عملية دعم الجماعات الوهابية والسلفية في اليمن، اضطرهم إلى خلق هذه التغطية منع دول التحالف للحرب على الإرهاب، تقديم أي دعم لهذه المجموعات المتشددة، التي تفرخ الإرهابيين في كل مكان، ذلك لأن هذه الجماعات التي تلقت الدعم السخي من معظم هذه الدول من جهة، والرعاية من جهة الرئيس طوال ثلاثين عاما، قد تدنى نشاطها وخفت حركتها،
مع انه نشاط آذى اليمنيين طوال هذه المدة، وأثار الفتن فيما بينهم، وأساء إلى سمعة اليمن في الخارج، وصنف على أنه مأوى للإرهاب، خاصة وأنهم قاموا بأعما إجرامية، كقتل الأطباء في " جبلة " والممرضات في" الحديدة " كما قاموا بتفجير الباخرة " كول " والباخرة الفرنسية، وخطفوا سواحا عدة، ألحق ذلك باليمن أضرارا بالغة،وأحرجها أمام الرأي العالمي، فنحن في اليمن نرجوا أن تتوقف هذه المحادثات وهذه التجارب، ونعتبر ذلك خدمة طيبة تسديها لنا دول مجلس التعاون الخليجي، ولتحتفظ بأرزها ودجاجها لنفسها، خاصة تلك التي تصر على المضي في هذا الطريق المؤذي، بل ونعتبر مواصلت هذه الأعمال نوع من التآمر على اليمن،ونعوذ بالله من جار يؤذي.
يحيى الحوثي
2006/1/7
انضمام اليمن الى الخليج
-
- مشرفين مجالس آل محمد (ع)
- مشاركات: 1642
- اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 6:14 am
- مكان: هُنــــاك