خواطر محبوس( أمام الكعبة المشرفة)

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
محمدمفتاح
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 21
اشترك في: الأربعاء ديسمبر 07, 2005 9:53 am

خواطر محبوس( أمام الكعبة المشرفة)

مشاركة بواسطة محمدمفتاح »

بسم الله الرحمن الرحيم

من وراء الأسوار خواطر محبوس ( أمام الكعبة المشرفة)

تستبد بالوافد على البيت الحرام هواجس الشوق المفرطة والرغبة الشديدة في استعجال لحظة الوصول ويتمنى أن تطوى الأرض وتتلاشى المسافات ليجد نفسه في مداخل المسجد الحرام وأمام الكعبة المشرفة وعندما تزحف المركبات ببطء وتمتد إجراءات التسكين وروتين المعاملات إلى عدة ساعات تلتهب لواعج الشوق أكثر ،استشرافاً للحظة المرتقبة خاصة إذا كان الوافد يقدم للمرة الأولى فإنه يشعر وهو على بعد مئات الأمتار من المسجد الحرام بأن نفسه لا تطيق الصبر ولا تحتمل الانتظار وأنه رغم مشقة السفر وحاجة الجسم إلى الراحة فإنه في هذه اللحظات يعيش حالة من التحفز والرهبة والانفعال العاطفي العارم ويريد أن يصل إلى البيت الحرام مهما كان متعباً، وعندما يقترب من المسجد الحرام ويطأ أطراف صوحه الخارجي قد تنسيه روعة المنظر أنه يشق طريقه بين الآلاف المؤلفة من البشر من مختلف جهات الأرض وعلى مختلف الألسنة والألوان والأجناس هنالك يمتلأ الإنسان دهشة لجلال الموقف وبهجته وينغمس في بحر من اللذة الروحية والمتعة النفسية التي لايمكن وصفها والتعبير عنها، وتغمره حالة من السعادة وتتوالى خطواته في أقدس بقاع الأرض حتى يتخطى عتبة أي باب من أبواب الحرم الكثيرة فيجد شعوراً مذهلاً من الرهبة حتى يخيل إليه انه في لحظة حلم وعندما يتلمس طريقه داخل المسجد الحرام متجهاً نحو الكعبة المشرفة التي هي قلب الأرض وحبة عينها وأقدس بقعة فيها وأعظم وأجل بنية على وجهها والتي طالما تهافتت النفوس للثمها واشتاقت العيون للإمتلاء منها والتي لم يحظ مكان في الأرض بما حظيت به من القداسة والحب والعناية والتعظيم والتشريف، كيف ولم ينفق للوصول إلى أي مكان في الأرض مثلما أنفق المؤمنون ليصلوا إليها من الجهد والمشقة والمخاطرة والأموال؟! ، وكم من نفس أزهقت دون الوصول إليها من هائم بها قطع آلاف الأميال ، ولاقى الأهوال ، وركب المخاطر الكبار حتى يصل إليها ، إنها بلا جدال ولا نقاش الوحيدة الفريدة التي زارها أكبر عدد من البشر على الإطلاق ، وإنها الوحيدة الفريدة التي أنفق البشر أكبر وأعظم مبلغ من المال على مر الأجيال ليصلوا إليها ، إنها القبلة التي تتجه إليها ملايين المساجد في مختلف بقاع الأرض ، وتتجه إليها مئات الملايين من الوجوه والهامات على مدار اليوم ولا تمر ثانية واحدة دون توجه مئات الآلاف من البشر بصلاتهم نحوها ، إنها الكعبة المشرفة التي انتشرت صورها بالمليارات في كل بلد على السجاجيد والورق والآنية وفي آلاف المنتجات ،إنها الكعبة المشرفة التي طالما ألهبت الشوق إليها وتغنى بها الشعراء وأسالت مداد الكتاب وسحرت الرسامين ببهائها ورونقها وقدسيتها وعظمتها فرسموها داخل القلوب ، وفي حدقات العيون ، إنها الكعبة المشرفة التي يموت الناس دون تقبيل أقدس مقدساتها ( الحجر الأسود) إنه البيت الحرام الذي ( فيه آيات بينات ) إنها تفيض بالنور والقداسة والعظمة من كل جنباتها من أرضها وسمائها وشرقها وغربها وجنوبها وشمالها ، أنها التي رخص الله لنا أن نكسوها بأغلى كسوة على وجه الأرض إ نها الموضع المهيب العظيم ،إنها بيت الله وقبلة الصلاة ، إنها البيت العتيق الذي جدد بناءه النبي إبراهيم مع ولده إسماعيل وطهره من رجس الوثنية خاتم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين. أمام الكعبة يقف المؤمن مشدوهاً مبهوراً لا يملك إلا أن يقول اللهم زده تشريفاً وتعظيماً وزد من شرفه وعظمه تشريفاً وتعظيماً،وتأخذ الإنسان خطوات آسرة ساحرة نحو ا لإلتصاق بجسم الكعبة المشرفة حتى يقترب من موازاة الحجر الأسود فيستلمه مكبراً ومقبلاً له إن استطاع وهيهات إن يستطيع ،فهناك تزهق النفوس دون لمسه باليد ،فكيف بمباشرته بالشفتين ويمر بعده بباب الكعبة المشرفة أقدس باب عرفته الأرض شرف وعظم بانتسابه إليها هنالك يليق به أن يقول اللهم إن هذا بيتك وحرمك وهذا مقام العائذ بك من النار ،فأعذني ووالدي وما ولدا ومن أحسن إلي ويمر بحجر إسماعيل فيذكر بطل التضحية بالنفس طاعة لأمر الله ويمر بالركن الشامي وبعده الركن اليماني مستلماً للأركان داعياً ذاكراً منصهراً بين تلك الجموع آملاً أن لا يرجع خائباً وقد أتى تائباً وبعد أن ينهي طوافه يأتي مقام إبراهيم الذي يبعد عن باب الكعبة حوالي خمسة عشر متراً فيصلي خلفه ثم يأتي ماء زمزم فيشرب منه ويدعو بما شاء ، وبئر زمزم لا تبعد عن باب الكعبة أكثر من عشرين متراً ،بلغنا الله وكل مسلم وأوصلنا إليه في خير وعافية .
متفرقات
2004_2005_2006
انصرم عنا عام 2004 قابعين في زنازن القمع السياسي واستقبلنا وودعنا 2005 في عنابر المعتقل المركزي ودخل علينا 2006 وحاله كسابقيه ،وقد هطلت علينا فرمانات طائشة تهدر دم احدنا وتئد حياة الآخرين .
ولقد واسينا أهل الضفة وغزة غصبا عنا وأخذنا حظنا من تسو نامي آسيا وزلزال كشمير وستبقى هذه الأعوام محفورة في ذاكرة أطفالنا كما هو حال جميع المنكوبين .

قلبه أبيض لكنه خبيث
الجبل الذي جثم على عدد من بيوت قرية الظفير أدخل علينا فاجعة مؤلمة وكشف هشاشة وضعف استعدادات دولتنا لمواجهة المخاطر لأنها مشغولة بقمع الناس .
تعازينا لمن بقي من أقارب أهل هذه القرية المفجوعة في أهلهم وأحبتهم ونتمنى لو أننا نقدر على مواساتهم والوقوف معهم في محنتهم ولاحول ولا قوة إلا بالله
معايدة

لكل أحبتنا وأصدقائنا الذين حالت بيننا وبينهم قسوة الظلم وحجبتهم عنا سطوة القمع المسعورة أعادكم الله في خير وعافية مسرورين بطاعة الله مستمعين بنعمته وجمعنا الله على خير 0
مهاداة
الكاتب القدير الأستاذ قادري أحمد حيدر شكراً على هديتكم الكريمة وشكرا لكل أخ كريم وقف معنا في وجه الفرمانات الطائشة ومحاكم التفتيش ومعتقلات الرأي والفكر وكل عام وأنتم بخير 0
محمد مفتاح 2/1 /2006 م

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“