بسم الله الرحمن الرحيم
الزيدية أم الفرق الفكرية الاسلامية !
يذهب البعض الى أن الزيدية من الفرق الاسلامية التى ظهرت في زمن الدولة الاموية وتنسب الى الامام الاعظم زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.
بينما يذهب البعض الاخر الى أن الزيدية تنسب في الاصل الى أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب !
أهم المرتكزات الفكرية التى تقوم عليها هذه الحركة الفكرية السياسية الاسلامية هي القول :بالعدل والتوحيد والإمامة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والخروج على أئمة الجور والظلم " الاصول الخمسة ".
يذهب الامام عبد الله بن حمزة الى أن فرقة الزيدية في الاصل تنتسب الى الامام علي بن أبي طالب باعتبار أن افكار هذه الفرقة مأخوذة جملة وتفصيلا منه فأمير المؤمنين علي كما يعرف الجميع باب مدينة علم رسور الله وهو افقه الصحابة وله العديد من الارآء الفقية المتميزة عن بقية الصحابة بسبب قربه من رسول الله نسباً وصهارةً وملازمةً قال الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة عليه السلام: واختصت الفرقة من هذه العترة وشيعتهم بالزيدية وإلا فالأصل علي عليه السلام والتشيع له وخروج الإمام زيد بن علي على أئمة الظلم وقتالهم في الدين فمن صوبهم من الشيعة وصوبه وحذا حذوه فهو زيدي بغير خلاف بين أهل الإسلام.
كما يذهب الى مثل هذا القول أبن أبي الرجال في مطلع البدور فيقول : "إن الزيدية على التحقيق منتسبون الى الامام علي بن أبي طالب وإنما انتسبوا الى زيد بن علي فما ذاك لأنه وقعت فترة بعد مقتل الحسين كادت تنسى أشهر صفات اهل البيت وهي الجهاد فقام زيد بسنة آبائه فانتسب من ورائه الية لهذه الخصوصية "
كما أن الامام الكامل عبد الله بن الحسن ذهب الى أن الامام علي وحفيده زيد مفترق طرق ومحك وعلامة لمعرفة المنتسب الى هذه الطائفة الفكرية قال الإمام عبد الله بن الحسن الكامل: العلم بيننا وبين الناس علي بن أبي طالب، والعلم بيننا وبين الشيعة زيد بن علي.
و يفسر علماء المذهب الزيدي لفظ الشيعة على أصل وضع هذا اللفظ في اللغة، فهو مستعمل في مقابل لفظ العدو عندهم ولهم دليل على ذلك من كتاب الله قوله تعالى: ﴿هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ ﴾ فهو اسم مدح وتعظيم عندهم ومن لم يرتض أن يكون من شيعة الامام علي عليه السلام وذريته الطاهرين فهو من عدوهم.
ومما سبق يظهر أن الامام علي بن أبي طالب هو المؤسس الاول للفكر الزيدي وللمدرسة الزيدية التي تميزت عن بقية المدارس الفكرية داخل البيت الاسلامي بكونها مذهب فكري يهتم بالقضايا العقلية والدينية والسياسية في عين الوقت .
و نتيجة لما تقدم يبدو أن دور الامام زيد بن علي داخل هذه المدرسة كان محصورا في قضية التجديد لهذا الفكر فهو مجدد لهذا المنهج و لهذا الفكر وليس مؤسسا كما يذهب اليه البعض.
هذا الفكر الذي كاد أن يندثر ويختفي لولا ثوره التى اعطت لهذا الفكر روحا جديدة ودفعة قوية اخرجته من الكمون الى الظهور ليخرج في ثوب قشيب اخر ليمتد بعده عبر الاجيال والحقب الزمنية المتلاحقة .
ومن تسميات الامام زيد بن علي التى اشتهر بها داخل البيت الزيدي " فاتح باب الجهاد " من خلال هذه التسمية نستشعر ايضا بأن الامام زيد ما هو الا مجرد مجدد داخل هذا البيت وأن الفرقة الزيدية هم في الحقيقة اتباع الامام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه كبير المجاهدين !
كما أن اتباع المذهب الزيدي هم ايضا من فتح باب الاجتهاد داخل البيت الاسلامي وذهبوا الى تحريم التقليد على من يقدر على الاجتهاد فليست نسبتهم الى الامام زيد نسبة فقهية بحتة على النحو المعروف، والمتبع في المذاهب الأخرى كالانتساب مثلاً إلى المذهب الحنفي أو الشافعي أو المالكي أو الحنبلي، لأن المذهب الزيدي يحرم التقليد على كل مجتهد قادر على الوقوف على الأدلة واستنباط الأحكام الشرعية من الكتاب والسنة.
وبسبب هذا الانفتاح الفكري حصلت طفرة فكرية داخل البيت الزيدي واتسع منهجه بشكل تجديدي يصلح لكل العصور والازمنة .
لقد تتلمذ الامام زيد على مجموعة من المشائخ والعلماء والاتقياء أبرزهم أبوه زين العابدين وأخوه الأكبر محمد الباقر والصحابي الجليل عامر بن واثلة المعروف بأبي الطفيل وعبيد بن أبي رافع وعروة بن الزبير وجابر بن عبدالله الأنصاري ومحمد بن أسامة بن زيد.كما تنقله لنا اغلب المراجع !
فعن ابيه وأخيه أخذ اصول العقيدة أو ما يسمى باساس "اصول الدين" " الثلاثين المسألة وفروعها ".
تلك الاصول الدينية التى تناقلوها عن آبائهم عن الامام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه الذي تعلم على يد رسول الله وعلم ولديه وريحانتي رسول الله الحسن والحسين وبقية اولاده كمحمد بن الحنفية وغيره.."منهج العدلية"
كما أن الامام علي قام ببث هذا المنهج الى بقية اعيان الامة من صحابة وتابعين !
والحسن والحسين ومحمد بن الحنفية ايضا نقوا هذا المنهج بحذافيره تاما غير منقوص الى ذراريهم والى بقية المؤمنين من اتباع واشياع ومسترشدين ومقلدين و متعلمين .
ايضا اخذ الامام زيد عن أبيه زين العابدين وعن أخيه محمد الباقر علوم القرآن و السنة فسمي في المدينة بحليف القرآن كما أن الامام زيد أخذ من بقية من ذكرنا علوم السنة "مرويات الحديث" والبلاغة والفصاحة واشعار العرب وامثلتهم!
فكان معلما ومرجعا متميزا لكل الاطياف الفكرية داخل البيت الاسلامي قال عن نفسه ذات يوم :" (أيها الناس والله ما قمت فيكم حتى عرفت التأويل والتنزيل، والمحكم والمتشابه، والناسخ والمنسوخ، وإني لأعلم أهل بيتي بما تحتاج إليه هذه الأمة، ولقد علمت علم أبي علي بن الحسين، وعلم أبي الحسين بن علي، وعلم أبي علي بن أبي طالب، وعلم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم).
لقد كان بالفعل مرجعا متميزا لعلماء الامة وعقلائها لذا كانوا يرجعون اليه في ما اشكل عليهم في المسائل الاصولية وغيرها من المسائل الشرعية !
فواصل بن عطاء رأس المعتزلة ومجدد فكرها والذي تتلمذ على يد ابراهيم بن محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب .
واصل بن عطاء الذي كان يصغر الامام زيد بن علي وبينهما فارق في السن فالامام زيد يكبر واصل بن عطاء لذا جعلت المعتزلة الإمام زيد بن علي في الطبقة الثالثة وجعلت واصلا في الطبقة الرابعة كان يسأل الامام زيد ويستفيد من علومه و من ذلك استفساره عن مسألة الخلافة فيمن تكون وهي ضمن مجموع رسائل الإمام زيد عليه السلام وفتاويه ونصها كما يلي :
سأل واصلُ بن عطاء الإمامَ زيد أبا الحسين زيد بن علي عليهما السلام، هل الإمامة بالإختيار كانت فتكون، أو التَّعيين والنَّص؟
فقال عليه السلام: إن الإمامة أمانةُ اللّه عند أئمة الهدى، إن أدوها إليه سلموا من التَّبِعة فيها، واستحقوا الرعِّاية.
فقال واصل: أجبني، وإن أحببت إعفائي أعفيتك.
فقال (ع): سأكتب إليك برأيي في ذلك، وبما أعتقده في الإمامة.
فقال واصل: حسبي حسبي أنا منتظر رسالتك.
فقال الإمام الأعظم أبو الحسين زيد بن علي عليهما السلام:
بسم اللّه الرحمن الرحيم
حاطَك اللّه أبا خذيفة، وعَصَمَك، وَوَفَّقَك، وسَدَّدَك، سألت عن الإمامة، فقلت: عن خَيرة كانت فتكون، أو عن نصوص؟ فإحْبَبْتُ أن أطرح خلاف الناس في ذلك، وما قاله كلُ فريقٍ، منهم إذْ قد عَنَيْتَنِي بمسألتك، وقَصَدْتَ تَحَرِّي قولي في ذلك. فأقول: الحمدلله على ما خَصَّ وَعَمّ من نِعَمٍ وإحسان، وتوفيق وامتنان، وصلى اللّه على خِيْرةِ اللّه من جميع خلقه، وبارك اللّه لنا ولك في المنقلب وفي المثوى.
إن الإمامة أولُ خلافٍ وقع في الأمة بعد مُضِيِّ النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم ووفاته، انْتَهَبَهَا قومٌ كما يُنتهب تراث الدنيا، فكل يقول إنه أحق - برأيه وبزعمه -، وإنه أخَصَّ وأولى.
فَحَاجَّ أبوبكرٍ الأنصارَ بحجج عامة لسائر قريش، ثم أخْتَصَّ بها دونهم من غير مُشَاوَرَةٍ من جميعهم، ولا أخذ إقرارهم أنه أوْلاَهم بها، ثم قام بها أيام حياته، وتَضَمَّنها بعد وفاته بما جعل لعمر بن الخطاب منها، وما خصه بها من تسليمها له دون غيره، نصاً وتسمية وتعييناً، فقام عمرٌ ينحو نحوه، ولا يتغير عن طريقته، حتى كان من أمر عَبدِ المغيرة بن شعبة ما كان، فجعلها في سِتَّةٍ ليختاروا أحدَهم، وكان من عبدالرحمن بن عوف الذي كان، فَسَلَّمَهَا إلى عثمان...... فيما خيروه، وعاتبوه، واستتابوه، فلم يَتُبْ، فهجموا على داره فقتلوه.
فأتى قومٌ من المهاجرين أميرَ المؤمنين علياً وهو لا يشعر فنعوا إليه عثمان بن عفان، وقالوا: قتله المِصْرِيُّون وإنا لا نجد عنك غنى ولا ملجأ ولا معاذاً، فكان منه الجواب الذي أخفيه عنك، فلا يضرك إن أخفيته، ولا ينفعك إن رسمته في كتابي هذا، فبايعوه على كتاب اللّه تعالى، والعمل بما فيه، فأقام لهم العدل وعمل فيهم بالقرآن. أ هــ
يقول الإمام أبو طالب عليه السلام في كتابه (الدعامة) في الاستدلال على إمامة الإمام زيد عليه السلام ما لفظه:
((فمنها "أي من خصال الإمامة فيه عليه السلام" اختصاصه عليه السلام بعلم الكلام، الذي هو أجلّ العلوم وطريق النجاة، والعلم الذي لا ينتفع بسائر العلوم إلا معه، والتقدم فيه والاشتهار عند الخاص والعام. هذا أبو عثمان الجاحظ يصفه في صنعة الكلام ويفتخر به، ويشهد له بنهاية التقدم فيه، وجعفر بن حرب يصفه في كتاب الديانة، وكثير من معتزلة بغداد كمحمد بن عبدالله الإسكافي، وغيره ينتسبون إليه في كتبهم ويقولون: نحن زيدية، وحسبك في هذا الباب انتساب المعتزلة إليه مع أنها تنظر إلى سائر الناس بالعين التي تنظر بها ملائكة السماء إلى أهل الأرض مثلاً، فلولا ظهور علمه وبراعته وتقدمه عليه السلام كل أحد في فضيلته لما انقادت المعتزلة له، وإذا أردت تحقيق ما قلناه فَسُمْ بعض تلامذتهم أو متوسطيهم أن ينسب إلى غيره من أهل البيت عليهم السلام ممن بعد، ممن لا تحصيل له في رتبة زيد عليه السلام، لتسمع منه العجائب.)) انتهى.
وهكذا تسير القافلة وهكذا سارت ائمة الزيدية هم من يرشد علماء الامة ومن جملتهم علماء المعتزلة ويعلمونهم فنون العلم وراجع رسالة الامام زيد الى علماء الامة إن رغبتَ
روى السيد أبو طالب في كتاب الإفادة عن أبي العباس الحسني بسنده إلى جعفر بن حرب، أنه دخل على القاسم بن إبراهيم فجاراه في دقائق علم الكلام فلمَّا خرج من عنده، قال لأصحابه: أين كنا عن هذا الرجل، فو الله ما رأيت مثله،
ومما يجب الاشارة اليه أن المدرسة الزيدية قد تتوافق مع المدرسة المعتزلية في بعض من المسائل الاصولية المشار اليها سابقا لكنهما وإن توافقا في بعض مسائل الأصول، فقد يختلفان في البعض الآخر فكتاب (مجموع السيد حميدان) و كتاب (اللآلئ الدرية) يوضحان جوهر الخلاف بين المدرستين وتميز الفكر الزيدي عن الفكر المعتزلي فهناك مسائل اعتقادية ذهبت اليها فرقة المعتزلة قادتها الى الغلو والخروج عن الجادة والطريق السوية!
لذا نجد أن الامام ا الهادي الى الحق يحيى بن الحسين في كتاب المجموعة الفاخرة في رسالة له خاطب فيها اهل صنعاء مبينا لهم عقيدته ومحذرا لهم من بعض الفرق المغالية أو الشاذة قائلا:
"فهذا وفقكم الله دين المؤمنين وديني وما عليه اعتقادي، لست بزنديق ولا دهري، ولا ممن يقول بالطبع، ولا ثنوي، ولا مجبر قدري، ولا حشوي، ولا خارجي. وإلى الله أبرأ من كل رافضي غوي، ومن كل حروري ناصبي، ومن كل معتزلي غال، ومن جميع الفرق الشاذة، ونعوذ بالله من كل مقالة غالية، ولابد من فرقه ناجية عالية، وهذه الفرق كلها عندي حجتهم داحضة."
في الحقيقة هناك العديد من نماذج الغلو التى صارت كثقافة ثابتة داخل البيت المعتزلي التى اشار اليها الامام الهادي عليه السلام نورد نموذجا بسيطا منها فحسب تأمل !!!!
"نقل ابن أبي الحديد في رواية جمع عمر حزم الحطب إلى باب دار الزهراء عليها السلام ليحرقها إن لم يخرج علي عليه السلام ومن معه للبيعة، فقال قاضي القضاة: فيما يحكيه عن شيخه أبي علي أن حديث الإحراق لم يصح ولو صح لساغ لعمر مثل ذلك."
لقد جوز اذاً قاضي القاضاة و شيخه ابو علي غفر الله لهما إحراق بيت الزهراء وفيه علي بن أبي طالب وحرمه وفيه ذرية رسول الله وبقية خلفه وفيه صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم !!!!
نعوذ بالله من ثقافة الغلو في الدين ومن نفثات الشيطان الرجيم !!
وهنا نختم هذه العجالة بما يروى عن المفضل الضبي، قال: جعلت الزيدية تحمل بين يدي إبراهيم بن عبد الله بن الحسن صلوات الله عليه ويقولون:نحن الزيدية وأبناء الزيدية.
قال: فسمعت إبراهيم عليه السلام «يقول لهم»: رحمكم الله اسم هو أحسن من اسم الإسلام؟! ألا فقولوا نحن المسلمون وأبناء المسلمين .
تحياتي !
الزيدية أم الفرق الفكرية الاسلامية !
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 2745
- اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
- اتصال:
الزيدية أم الفرق الفكرية الاسلامية !

يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون

-
- مشرف مجلس الفتوى
- مشاركات: 416
- اشترك في: السبت مارس 20, 2004 9:41 am
http://www.al-majalis.com/forum/viewtop ... 9981#19981صقر اليمن كتب: الفرق المنسوبة إلى الزيدية
نسبت إلى الزيدية فرق رئيسية هي الجاردوية والسليمانية والصالحية والبترية .
- ( الجارودية )-
وخلاصة القول في الجارودية عند الشهرستاني أن( أصحاب أبي الجارود زعموا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نص على علي بالوصف دون التسمية والإمام بعده علي والناس قصروا حيث لم يتعرفوا الوصف ولم يطلبوا الموصوف وإنما نصبوا أبا بكر بإختيارهم فكفروا بذلك وقد خالف أبو الجارود في هذه المقالة إمامه زيد بن علي فإنه لم يعتقد بهذا الإعتقاد وأختلفت الجارودية في التوقف فساق بعضهم الإمامة من علي إلى الحسن إلى آخر كلامه .)
وعنه نقل الكثيرون وذكروا أن الجارودية خرجت عن الإمام زيد حين رفض الطعن في الشيخين أما الإمامية فقد أطلقوا عليه سرحوب وقالوا سماه بذلك الباقر وسرحوب شيطان أعمى يسكن البحر وهنا ينبغي القول أن :
1-أبو الجارود زياد بن المنذر المتوفى بين 150-160 هـ هو أحد أصحاب الإمام زيد الخلص وتلاميذه والرواة عنه والمبايعين له والقائمين بنصرتة والجهاد معه رغم كونه كفيفا ولم يترك ذلك إلى وفاته مواليا لأهل البيت مشايعا لهم مباينا للظالمين وهذه هي صورته الحقيقة عند الزيدية .
أما غيرهم فقد حطو منه وجرحوه تشويها للفكرة التي كان أحد المخلصين لها
2-سيرة أبي الجارود لاتوحي بشئ مما نسب إليه وأتهم به ورواياتهم التي جعلوا فيها السبب في إطلاق لقب الرافضة الموقف من أبي بكر وعمر تبين إن صحت أن الزيدي غير الرافضي فكيف نوفق بين هذه الرواية وبين المتفق عليه أن أبي الجارود ممن خرج مع الإمام زيد إلى أن قتل فمتى خرج عليه حين رفض الطعن على الشيخين والقول في إسانيد هذه الرواية أنها موضوعة وهي مما رواه عوانة بن الحكم وهذا الرجل مشكوك في نسبه وكان عثمانيا وكان يضع أخبارا لبني أمية أما عن الجاردوية المنسوبة ألى أبي الجارود فمن إستعراض خلاصة أقوالهم فيها تظهر النقاط التالية
أ- أنها أثبتت النص على إمامة علي بالوصف الذي لم يوجد إلا فيه ودون التسمية الصريحة بإسمه وأثبتوا الإمامة في ولده من فاطمة بعد الحسن والحسين بالدعوة مع العلم والفضل وبعض الشروط وهذا هو قول العترة جميعا والإمام زيد خاصة لاقول أبي الجارود .
ب-أن الجارودية كفرت من خالف النص السابق من الصحابة بتركهم بيعة علي بعد وفاة الرسول وها الإطلاق بالتكفير هو إفتراء لامستند له ولادليل ولارواية صحيحة .
ج-نسب إلى الجارودية القول بالغيبة وقسمت على هذا الأساس إلى ثلاث فرق في رواية أنتقدها الإمام المهدي عليه السلام قائلا (إنها عن أبي عيسى الوراق وليس بعدل) ونقل عن الحاكم قوله فيه( هو ثنوي لاشك فيه .)
-المقام يطول لو أردنا سرد كل مانسب إلى الجارودية من كتب الفرق والملل والنحل وروايات عملاء السلطة الأموية فأغلب ماقيل فيهم هو من إختراع مخيلات هؤلاء ولاطريق صحيحة في ذلك عن أئمة العترة فالرويات مقدوح فيها ومعارضة بروايات صحيحة تخالفها وماجاء عن نشوان ونقل عنه الإمام أحمد بن يحى المرتضى مصدره الشهرستاني ورواية عوانه بن الحكم .
(السليمانية )
نسبت إلى سليمان بن جرير وهو المتهم بقتل أدريس بن عبدالله حيث قام بدس السم إليه وقتله بأمر هارون الرشيد والمقريزي ينسب هذه الفرقة إلى سليم بن جرير وبعضهم ينسبها إلى ابن التمار وبعضهم يجعلها فرقة من البترية وقد خلطوا بينها وبين البترية وخلطوا في الأقوال المنسوبة إليها ويكفينا هنا نسبتها إلى شخصية متقلبة ومعادية أقدمت على سم الإمام أدريس بن عبدالله والإختلاف في كلام المترجم الواحد على هذه الفرقة أو الشخصية بينما هي تقول بالشورى في الإمامة من غير منصب وهذا مبدأ خارجي إذا بها تارة تتحول
الى القول أن الإمامة تنعقد بعقد رجلين من خيار المسلمين وتصح في المفضول مع وجود الأفضل وتثبت إمامة أبي بكر بإختيار الأمة ثم تارة تقول أن الأمة أخطات في البيعة لهما مع وجود علي خطا لايبلغ درجة الفسق ثم ينسب إلى سليمان أنه طعن في عثمان بالأحداث الذي أحدثها وكفره وكفر عائشة وطلحة والزبير بإقدامهم على قتال علي إلى آخره فإن صحت نسبة هذه الأقوال إلى سليمان بن جرير فقد وافقت الخوارج في قول والصالحية كما زعم في قول والإمامية في قول وغيرها من الفرق في أقوال وهو يوم خارجي على السلطان ويوم عميل له ويوم تلميذ لجعفر ويوم خارج عنه ولهذا لايصح أن ينسب إليه إعتقاد ولايصح أن ينسب إلى الزيدية ولكنها مخيلة أصحاب الفرق
(الصالحية والبترية )
أما الصالحية أصحاب الحسن بن صالح والبترية أصحاب كثير النوى الأبتر فحدث ولاحرج عن سبب تسمية البترية وعن الأقول المنسوبة إليها وعن الخلط بينها وعن الإختلاف في أشخاص أصحابها في كتبهم مع أن كثير والحسن بن صالح من خلص أصحاب الإمام زيد والرواة عنه والمبايعين له والملتزمين بمبادئه ومانسب إليهما من أقوال تخالفه لايستند إلى دليل ولايقوم على أساس إتخذتهم الإمامية هدفا للتشنيع على الزيدية والإيحاء بخروجها على التشيع وأتخذههم أهل السنة هدفا للتشنيع على الزيدية بسبب إلتزامهم بمبدأ الخروج عن الظالم .
فرق آخرى,
وهنالك فرق آخرى نسبت إلى الزيدية وتفرد بها بعض كتب الفرق مثل النعيمية أصحاب نعيم بن اليمان ونسبت أيضا إلى محمد بن اليمان وسميت باليمانية ونسب إليها العجب العجاب .
واليعقوبية نسبة إلى رجل أسمه يعقوب والصباحية ونسبت تارة إلى الصباح المزني وتارة إلى محمد بن صباح المزني وتارة إلى هارون بن سعيد العجلي ثم العقبية ونسبت إلى عبدالله بن محمد العقبي بدون تفصيل والعمرية والإبراقية والأبراهيمية والدكينية والسرخابية وغيرها وكلها أو أغلبها لم يذكر لها رأيا .
خلاصة القول .
ليس هنالك فرقة مما سبق يصح نسبتها إلى الزيدية الذين يتبعون أهل بيت النبوة ولايحيدون عنهم وعن جماعتهم التي تمثل الخط النبوي والإمتداد الأصيل للدعوة المحمدية وخط الوسطية بين جميع المذاهب الإسلامية وكتاباتهم وآرائهم الكلامية واضحة كل الوضوح في كتبهم ورسائلهم المخطوطة والمطبوعة والتي أصبح أغلبها اليوم ولله الحمد في متناول اليد للباحث المنصف المتجرد للحقيقة .



لا تضق ذرعاً بحالٍ *** فالذي سواك حاضرْ *** وهو بي أرحم مني *** كلما دارت دوائرْ *** لا تخف لا تخشَ مهما *** كنتَ للرحمانِ ذاكرْ