أميريكا اللاتينية البوليفارية .. تشهر العصيان بوجه أميريكا !

[الهاشمي اليماني]

أميريكا اللاتينية البوليفارية ... تشهر عصا العصيان بوجه أميريكا العم سام ...
البوليفارية نسبة لمحرر أميريكا الجنوبية ، الذي أمضى جل حياته متنقلا بأميريكا الجنوبية ومحررا شعوبها من سيطرة الإستعمار الإسباني ... كان سيمون دي بوليفار وهو إسمه الكامل يحلم بقيام كولومبيا الكبرى التي تظم أميريكا الجنوبية كاملة للتوحد كدولة أسوة بالولايات المتحدة الأميريكية بالشمال .. ولكن الحلم تبخر ولم يبقى منه سوى إسم دولة وحيدة هي كولومبيا ولكن الصغرى .. ورغم أن أميريكا اللاتينية قد كرمته بإطلاق إسم دولة تحمل إسمه هي بوليفيا ..
العم سام بالشمال أو الرمز المعروف ... وللإسم حكاية طريفة فهو لم يكن محررا ولامحبطا بل كان تاجر لحوم .. حينها كانت اللحوم المجففة تحفظ ببراميل الخشب ... وخلال الحرب الأهلية الأميريكة سئم الجنود تلك اللحوم المحنطة ... كان البرميل يكتب عليه U.S أي الولايات المتحدة ... لكن الجنود حرفوا الكلمة Uncle Sam أي العم سام تاجر اللحوم التي سئموا منها ..
وحاليا بأميريكا الجنوبية يبدو أنهم سئموا أيضا من العم سام ومن تجاوزاته وسياسة الأخ الأكبر ... الذي غالبا ما يتنكر لمكانه ... فحين إحتدمت الأمور كالبحر المتلاطم وعلا صوت نفير الحرب على جزر الماليفيناس ( الفوكلاند) بين الأرجنتين وبريطانيا ... تذكر أبناء العم سام جذورهم الإنكلوساكسونية .. وتجاهلوا جارهم القريب ... وبمثل هذا التجاهل وصل الأمر للسماح للشركات الأميريكية بخلخلة الأمن والسكينة العامة بجمهوريات الموز بأميريكا الوسطى وهي لاتينية الإنتماء .. وكأنه لايكفي الإستخبارات الأميريكية التي تدبر إنقلابات وتطيح بحكومات مثل ما فعلت بتشيلي وقلبت نظامها الديموقراطي المنتخب بقيادة سيلفادور اللندي ..
اللاتين سئموا وبداء حنقهم يطفو للسطح ... فبالأمس خلال مؤتمر الأرجنتين قاد شافيز الزعيم الفينزويلي مظاهرة ضد الهيمنة الإميريكة وشاركه بها الزعيم فيديل كاسترو والرياضي الأرجنتيني المعروف مارادونا ... وكان ذلك خلال تجمع دول الأميريكيتين ..
والمظاهرة ليست نهاية المطاف فهناك زعماء منتخبين كان سبب فوزهم هو جهارهم بالتمرد على العم سام ومنهم الرئيس البوليفي المنتخب ... ثم تململ رئيس كولومبيا الذي كان يحسب بصف أميريكا ... أما الذين جهروا بالدعوة لردع الهيمنة الأميريكة بالطبع أولهم بل وعميدهم هو الدكتور فيديل كاسترو ، زعيم كوبا .. وقد وجد له سندا قويا يتجسد بالزعيم الثوري البوليفاري هيقو شافيز .. رئيس فينزويلا ...
ومع بزوغ يوم آخر سنشهد المزيد من التململ والتذمر إزاء سياسة الولايات المتحدة التي تسيرها الشركات التي تطمح لبيع أسهمها بربحية عالية وحسب ... وبالطبع هذه الشركات هي سر النكبات للأمم الظعيفة ... فاللمعلومية أن أوروبا وهي تحتل البلدان وتقهر أهلها وتطوعهم ... كان بسبب طموح وأطماع الشركات ... فشركة الهند البريطانية .. كانت عماد الإستعمار البريطاني لإحتلال الشرق الأدنى والأقصى .. وشركة الهند الشرقية الفرنسية ، ثم شركة الهند الشرقية الهولندية ...
وحاليا نرى مظاهرات ضد العولمة ... ومظاهر أخرى تعكس تنامي الوعي العالمي ضد هذه الشركات التي لاتأبه بإنسان ولاببيئة ... لكنها من القوة بمكان بحيث نخاف مستقبلا أن تتحكم حتى بالأمم المتحدة إن لم تكن قد وصلت بالفعل عبر أكثر من وسيلة ..

[الهاشمي اليماني]

هذا الموضوع كان تحت المجهر ببرنامج " ماوراء الخبر" الذي تنشره قناة الجزيرة بيومنا هذا الخميس 22-12.... بالطبع صرخات الرئيس المنتخب لبوليفيا ،، السنيور إيفو موراليس ..الذي ينتمي لطبقة الهنود الحمر وهم السكان الأصليين ... كانت صرخاته واضحة ضد ظلم الشركات الأميريكية وتسلطها ... والمنطقة شهدت قبل هذا ثورة جيفارا .. وربما ستشهد أكثر من موراليس ..