حلمنا

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
محمدمفتاح
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 21
اشترك في: الأربعاء ديسمبر 07, 2005 9:53 am

حلمنا

مشاركة بواسطة محمدمفتاح »

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وبعد آبائي أمهاتي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
حلمي أنا وأخي وأختي الذي حرمونا منه من يُسمون أنفسهم حماة الدستور والقانون ، الذين اعتقلوا والدنا ظلماً وعدواناً واستبداد وحاكموه دون إعطائه حتى القليل من العدالة، حرموه من كل شئ، هل تعلمون لماذا كل هذا العذاب ؟ لأنه ببساطة قال كلمة حق في حرب صعده ، قال يحكَموا العقل ولا يلجأوا إلى استخدام السلاح لحل الأزمة ، أحس أن هذه الكلمة كانت واجبة عليه ، كان يظن أنها ستصل إلى أناس يعقلونها ويكفوا عن سفك دماء البشر، وهدم منازلهم، ويكفوا عن الخراب والدمار ، ولكن يا للأسف ، وصلت هذه الكلمة التي ألقاها في يوم الجمعة 10/6/2004م وكانت النتيجة أنه بعد أسبوع واحد فقط أتت إلى منزلنا قوة مسلحه مرعبه مدججة بالأسلحة، وكأنهم على وشك البدء بمعركة ، جاءوا في ليل مظلم يوم الخميس 16/9/2004م الساعة العاشرة مساءً بينما كنت أنا وأخي أمير الدين نائمين في السيارة من الإرهاق والتعب، فقد كنا في الحيمة الخارجية مع والدنا ذلك اليوم لأنه كان يشرف على عمل هناك، هذا العمل هو عبارة عن مشروع بناء سد لحجز مياه الأمطار ( سد ماء) كلفه بهذا العمل السيد العلامة:- حمود بن عباس المؤيد ، وكانت هذه تهمه لوالدي أتهمه بها أبطال الأمن السياسي الأشاوس ، أتوا أولئك المتوحشين واخذوا والدي ولم يتركوا له حتى فرصه لإخبار أحد أنهم سيأخذ وه ، تلك الليلة المشئومة القاسية كاد الحزن والقهر والألم أن يمزق قلوبنا أنا وأخوتي ، لم نستطع النوم، وإذا حاولنا النوم هاجمتنا الكوابيس والأحلام المرعبة والأرق ، خاصة أخي الصغير أمير الدين فقد عانى مرتين ، المرة الأولى في الاعتقال الأول ، والمرة الثانية في الاعتقال الثاني ، أولئك البشر ( مجازاً) لا يراعون ديناً ولا عرفاً ولا تقاليد ولا أخلاق ولا حرمه ولا حتى طفولة ، يخطفون الناس بدون أوامر قضائية، ودون أن يعلم أحد، ويأخذونهم إلى أماكن مجهولة، وينكرون وجودهم ، وهذا ما حصل لوالدي ولكثير من المعتقلين ، أنكروا وجود والدي لديهم وهذا ما أفزعنا كثيراً، وأخافنا جداً، لا تصدقوا كم كانت المعاناة شديدة عليَ وعلى أخوتي ووالدتي وجميع أهلنا ، كانت المعاناة شديدة جداً، وكاد الخوف والرعب على حياة والدي يصيبني أنا وأخواتي بالانهيار ، لم نكن نعرف أين والدنا الحبيب ؟ هل كان حيَ أو لا ؟ هل هو في الأمن السياسي أو لا ؟ هل هو في صنعاء أو لا ؟ هل هو في اليمن أو لا ؟ لم نكن نعرف إلى أين أخذوه ؟ إلى أي جهة أخذوه ؟ لم نكن نعلم ماذا فعلوا به ، أخفوه تماماً ، بقينا حوالي شهرين على هذا الحال المريع ، شهرين على أعصابنا ، شهرين في حاله من عدم الاستيعاب لما يجري ، شهرين من البحث عن والدنا الغالي ذهبنا إلى جميع فروع الأمن السياسي في صنعاء ، لكن متحجري القلوب كانوا ينكرون وجوده إنكار قاطع ، إستمرينا بالبحث حتى قرأنا خبر كان وقعه علينا كالصاعقة، فقد كنا نتصفح جريدة في شهر رمضان المبارك و إذا بعنوان بالبند العريض يتحدث عن والدنا انه في المستشفي ( في احد مستشفيات صنعاء ) وانه يعاني من إصابات بالغة من جراء التعذيب في الأمن السياسي ، لا تتصوروا ذلك اليوم كيف كان وقع هذا الخبر علينا كان كالطامة على رؤؤسنا ، فعلاً لقد أصبنا بحاله انهيار كامل فقد كان وقع الخبر قاسي جداً جداً ، ذهبنا إلى المستشفي المشار إليه في تلك الجريدة فلم نجده هناك ، قالوا إذا لم تصدقونا ابحثوا في كل أرجاء المستشفي ، ومن هنا بدأت رحله البحث من جديد ، ذهبنا أكثر من 100مره إلى الأمن السياسي واعتصمنا هناك حتى اعترفوا أخيرا بوجود والدنا عندهم ( الإعتراف فقط ) ثم بدأت رحلة أخرى وهي رحلة السماح بالزيارة ، فقد منعنا من زيارة والدنا 75 يوم ، حتى كدنا أن ننسى شكل والدنا لولا وجود بعض الصور الفوتغرافيه التي تذكرنا بشكله ، كلما كنت أنا وأخي أمير وأختي أميرة نتفرج على تلك الصور كانت الدموع تتساقط من عيوننا بدون أراده منا وكانت القبلات تنهال على صور والدي وخاصة من أخي الصغير ، لم يكن يرضى النوم إلا وهو يضمها إلى صدره ، وكأن اللقاء بالوالد ورؤيته من الأحلام البعيدة والمستحيلة و استمرينا على هذا الحال شهرين ونصف ، مر علينا شهر شعبان وكذلك شهر رمضان المبارك ونصف من شوال ، بدون رؤية والدنا ، مر علينا عيد رمضان الماضي بكل قسوة و وحشه وألم، وخاصة بعد الإرهاب الذي حصل لنا من تفتيش لمنزلنا في منتصف شهر رمضان الكريم من قوات الأمن السياسي المسلحة ، كنا نشعر في هذا العيد بالوحدة الشديدة، والغربة في هذا الوطن الكبير، والحنين إلى والدنا الحبيب ، غابت الفرحة بكل معانيها، وانطفأت البسمة من شفاهنا ، وخيم الحزن على بيتنا الصغير الذي كان شعله من الحيوية والنشاط والسعادة ، مر هذا العيد بصعوبة وبطء ، إلى يوم من احد الأيام اتصل بنا عمى اخو والدي وقال:- لنا أنهم سمحوا بالزيارة لوالدي في معتقله في الأمن السياسي ، لم اصدق الخبر ، سألته عدة مرات هل هذا الخبر صحيح ؟ أكد لي عمي أن الخبر صحيح ، أحسست بروحي ترفرف في الفضاء ، غمرتنا السعادة بهذا الخبر، مرت علينا الأيام مثل السنوات حتى أتى موعد أول زيارة بعد 75 يوم من الاعتقال الظالم ، وصلنا إلى هناك ، وقابلتنا عراقيل وصعوبات مفتعله عندما وصلنا إلى هناك
ففي أول زيارة لنا بعد مضي 75يومًا ،ولكن بإصرارنا على الزيارة ،سمحوا لنا بها على مضض ،دخلنا إلى ذالك المبنى المخيف (مبنى الأمن السياسي ) وكان اللقاء بوالدي بعد غياب طويل جدًا ،أول ما التقيت بوالدي أحسست أنى في عالم أخر ، نسيت المكان والزمان ولم أرى سوى والدي ،أسرعت إلية وكأنني أسابق الرياح ،ونسيت أو لم أرى ذلك الحديد الذي يفصل بيننا (الشبك) كانت صدمة فىالبداية لكنني تجرعتها بألم وسكوت ،رأيت والدي من خلف القضبان ، كم كنت أتمنى إن اجلس بقربة أو المس يدية واقبلهما ، كان حلمنا ولا زال إلى اليوم إن نعانق والدنا وان يضمنا إلى صدره ولو للحظة واحدة لنسترد الحنان والعطف الذي حرمونا منه اولئك الحاقدون ،فاين هي العدالة ؟وكيف ستتحقق وابسط حقوقنا ممنوعة ؟أي قانون وشريعة يجيز ان يبقى آبائنا خلف القضبان ممنوعين من ابسط حقوقهم و بتهم ملفقة ؟تمضي الأيام بألم وقهر وبؤس وحزن مادام الظلم والاستبداد جاثم على صدور من لا يقبل بالرأي الآخر ،نحن ندعو الله تعالى ليل نهار لينتهي هذا العذاب والمأساة ،المعاناة التي نعانيها كبيرة لان فيها ظلم واستبداد وتلفيق التهم الكاذبة والباطلة التي والدي بريْ منها براءة الذئب من دم يوسف, مااقسى الحياة بدون أب يحنو على أولاده ويعطف عليهم ويرشدهم وينير لهم طريق الحق والصواب ،سواٍء لأولاده أو لغيرهم ،معاناة مريرة وقاسية نتجرعها ببعد والدنا عنا ، في الأخير أتسائل إذا كنتم أيها الظلمة الحاقدون العابثون بأرواح ومصير الناس ومشاعرهم هذاماتريدونه لنا ؟؟؟ أعني المعاناة والألم والقهر والعذاب بأخذ آباءنا من بيننا ؟
فقد نجحتم و بامتياز ،لكن سؤالي لكم قبل ان اختم رسالتي ’لماذا كل هذا ماذا فعل والدي ليحصل له كل هذا ؟ما هو الذنب أو الجرم الذي فعله حتى يحصل له كل هذا ؟هل كنتم تريدونه أصم أبكم لا يتكلم عن الخطأ ،لا ينصح ،لا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ،وهناك رسالة أخيرة مني ومن أخي وأختي وهي أننا نطالب رئيس الجمهورية بإعدامنا بدلا عن الوالد العلامة المظلوم يحيى الديلمي لثقتنا المطلقة ببراءته ،وحتى لا يضيع الحق والدين بقتل العلماء الصادقين وسجنهم ،والله على ما نقول شهيد في الأخير أرجو أن تتقبلوا اعتذاري لطول رسالتي فهذه قطرة من بحر المعاناة، وغيض من فيض ، والألم والحزن مستمر حتى خروج والدي والعلامة يحيى الديلمي والقاضي لقمان وجميع المظلومين من مقبرة الأحياء السجن المركزي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبنائكم :1- طه محمد أحمد مفتاح
2-أميره محمد أحمد مفتاح
3- أمير الدين محمد أحمد مفتاح
شكرا لكم

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“