لجمعة 16 ديسمبر 2005
رغم ايماني بان المحلل السياسي ينبغي ان يقرأ اكثر مما يكتب وان يلتزم منهج الإقلال إلاَّ انني وجدت نفسي خلال الفترة الماضية انساق الى الكتابة بافراط كما لو ان مقالاتي يمكن ان تنقذ العالم مما هو فيه او تغير مجرى التاريخ. وقد نسيت في الزحمة انني اكاديمي ولست صحفياً.. كما وجدت نفسي ادمن على سماع ليس فقط عبارات الإطراء بل وعلى سماع عبارات النقد ايضا.
د. عبد الله الفقيه*
ووجدتني اردد في اعماق نفسي «ما دام الناس يقرأون ما اكتب فأنا اذا مازلت حيا».. ومن الغريب جدا بالنسبة لي ان أسوأ المقالات التي كتبتها خلال الفترة الماضية قد كانت الأكثر قبولا لدى القراء والأكثر إثارة للانتباه و«للناس فيما يعشقون مذاهب». فمقالي «اربعة عقود من الصراع على عرش اليمن» تم نشره في اكثر من ستة مواقع على الانترنت بعد نشره في صحيفة الوسط. وقد اتصل القائمون على موقع يمن نيوز بالمنزل يطلبون سيرتي الذاتية لنشرها مع الخبر حول المقال وهو امر لم يسبق ان حدث معي من قبل. ومن سوء حظي انني لم اكن موجودا. كما ان مقالي «رسالة الى السيد روبرت بيروز» حظي بتغطية خبرية على موقع الشورى نت واستحق اتصالا من الصديق والأخ العزيز علي الجرادي (غير المقرب من حزب الإصلاح حتى لا يزعل اخي العزيز حميد شحرة). وبعد نشر مقالي «هل خسر النظام معركة السياسة الخارجية؟» حظيت ببعض الثناء من اثنين من السياسيين المخضرمين الذين وجدوا فيما كتبت ما يستحق القراءة. وفي عدد من المرات سعدت بعبارة «قرأت مقالك!» لا ني دائما افترض ان على الكاتب وخصوصا في اليمن ان يبحث لنفسه عن قراء قبل ان يفكر في الكتابة، وان عليه ان يشتري لهم القات ويقيم لهم الولائم ويدفع لهم ايضا مقابل ان يقرأوا ما يكتب.
وزاد من سعادتي انني سمعت عبارة «قرأت مقالك» من اشخاص (في السلطة وفي المعارضة) انظر اليهم بنفس الطريقة التي انظر بها الى جبل نقم او من اشخاص لم اكن اتوقع ان اسمعها منهم كمباشر في مطعم او حارس في مبنى او طالب يدرس المحاسبة او الطب.
وفي مقابل «قرات مقالتك» التي اسعدتني دائما، هناك عبارة مزعجة جدا لا اتوقف عن سماعها من اصدقائي هي «اوبه لنفسك... لا تزيد... انا خائف عليك». وقد زاد من قلق اصحاب البلاد، ومن سماعي لتلك العبارة، قيام الأمن السياسي في بداية رمضان بالاتصال باصحاب البلاد لجمع معلومات عن انتمائي الحزبي والقروي والأسري وعن ممتلكات اسرتي الثابتة والمنقولة وعن علاقاتها مع الآخرين، وغير ذلك من المعلومات. وقد اذكت اتصالات الأمن السياسي باصحابنا في البلاد بعض الأشجان. فقد مضت عشرة اعوام وانا هارب من البلاد ولم ازرها قط لأنني غير قادر على وضع عيني في عيون اصحاب البلاد الذين يئنون تحت وطأة الفقر المدقع ولا يجدون ما يسد رمقهم.
ومع انني شخصيا لا اجد في مقالاتي ما يمكن ان يزعج السلطة إلاَّ ان عبارات المشفقين علي من الأصحاب والزملاء واهل البلاد قد جعلت الخوف يدب في مفاصلي كلما انطفأت الكهرباء او مرت سيارة بجوار البيت او لمحت طقما يقترب او قامت الحرب في الحي الذي اسكنه بسبب قطعة ارض (وما اكثر ما تقوم)، او ابلغني احدهم بانه يحتفظ لي برسالة، او زار الرئيس معسكرا وبدأ بتحريض الجيش ضد الصحف والصحفيين والإماميين واعداء الثورة.
وقد ازداد الأمر سوءا في الأونة الأخيرة بسبب تصريحاتي بشأن مبادرة المعارضة. فاحدهم اضاع يوما كاملا من عمره في الإتصال بمنزل احد اقاربي لإبلاغهم بان هواتفي ومنزلي مراقبة. وهناك من يتواصل مع اصدقائي بشكل مستمر لإبلاغهم بان الأمن السياسي قد رسم كاروكي لمنزلي.
وتنتابني مشاعر متناقضة ازاء الوضع. فاذا كان الأمن السياسي قد قضى اياما في البحث عن منزل محمد قحطان لتسليمه رسالة ولم يجده الا بعد جهد جعل الأخ محمد الغباري يقترح ان يصدر المجتمع المدني بيانا يتضامن فيه مع الأمن السياسي ضد قحطان بسبب التعب الذي تكبده ضباط الأمن فان رسم كاروكي لمنزلي يعني انني احظى باهتمام افضل من محمد قحطان مع انني لم احارب في صف الرئيس مرتين الأولى في بداية الثمانينيات من القرن الماضي والثانية في عام 1994م، ولإنني استاذ في الجامعة فانني لا افهم لماذا قد يهتم الأمن السياسي بي الى هذه الدرجة؟ ومع انني اميل الى التفاؤل الا انني لا اتخيل ان الأمن السياسي يريد اكمال بناء حوش البيت او مطالبة امين العاصمة برفع المخلفات التي تم دفع تكاليف رفعها مسبقا لكنها لم ترفع حتى الآن. ولا اعتقد ايضا ان الأمن السياسي يريد ان يعطيني جائزة لإنني رفضت ان اسرق الكهرباء مقابل رشوة بسيطة آخر كل شهر للمفتشين وهو العرف الجاري في الحي الذي اسكنه!
ومع اني اطمئن نفسي بشكل مستمر بالتأكيد لها انني لست «صحافيا»، ولست «اماميا» بدليل معارضتي لتعويض آل حميد الدين، إلا ان الوساوس سرعان ما تعاودني. فقانون «من كتب لبج» الذي كان الشيخ الأحمر، اطال الله في عمره وقصف عمر «اللبج»، اول من افصح عنه لا يفرق بين صحفي واستاذ في الجامعة. والدليل على ذلك ان القانون تم تطبيقه على الدكتور عبد العزيز السقاف طيب الله ثراه وعلى الدكتور ابو بكر السقاف اطال الله في عمره. وعندما اقول لنفسي ان الوقت تغير وان قانون «من كتب لبج» يتم تنفيذه على الصحافيين فقط يداهمني وسواس آخر يقول: «اذا كنت تعرف انك لست صحافياً فما ادراك ان الآخرين يعرفون ماتعرف؟».
الكتابة عن الرئيس
عاتبني البعض على التركيز في بعض كتاباتي على الرئيس دون غيره من المسئولين وعلى اصلاح اوضاع البلاد بشكل عام بدلا من التركيز على اصلاح عدادات الكهرباء واجهزة التلفون. واقترح البعض انه بدلا من التركيز على الحريات السياسية يتم التركيز على تحرير التلفونات من مزاج وزير المواصلات. وقد نصحني البعض من الزملاء والأصدقاء ان «ابتعد عن الشر واغني له!!» واكتب عن موضوعات أخرى. والحقيقة اني فكرت كثيرا في نوع المقالات التي ينبغي ان اكتبها وفي الأبطال الذين ينبغي ان اتحدث عنهم. وقد وجدت ان الرئيس هذه الأيام هو الوحيد الذي يمكن ان اتناول سياساته (وليس شخصه بالطبع) بالنقد والتحليل دون خوف. ثم من عساي ان انقد اذا لم انقد الرئيس؟ وحده اليائس من حياته يمكن ان ينقد واحدا ممن يمكن ان يطلق عليهم «رجال حول الرئيس!».
ثم انني اكتب عن الرئيس لأنني اعتقد بصدق انه الوحيد القادر على إخراج اليمن من النفق المظلم الذي تعيش فيه وعلى قطع دابر الفساد والإفساد وتجنيب اليمن الأخطار التي تحيط بها. وعلى افتراض ان معارضي الرئيس كانوا على حق في اتهامهم له بان سياساته التي يتبعها هي سبب الفساد، فما المشكلة في ان نختبر حكمة ابي نواس التي عبر عنها بقوله «وداوني بالتي كانت هي الداء» وخصوصا وان خيارات شعبنا في هذه المرحلة هي جد محدودة.
وبالمناسبة فقد ذهب احد طلابي الى القول جازما بان الرئيس يمكنه القضاء على الفساد لو اراد ودون اي جهد يذكر. ولما سألته متشوقا: كيف؟ قال: بطريقتين: اولا، يتوقف الرئيس عن تعيين الفاسدين في المناصب العامة. وثانيا، يتصل الرئيس بكل مسئول فاسد ويقول له «كفاية.» وقد فكرت كثيرا فيما قاله الطالب فوجدت انه لا يخلو من حكمة. من جهة، فان الرئيس برصيده الطويل في السلطة وبفضله على الفاسدين يستطيع ان يحقق بذلك المنهج مالن يستطيع اي رئيس جديد تحقيقه! من جهة ثانية، لن يكون هناك خطر على الرئيس من الفاسدين عندما يقول لهم «كفاية» لأن ما قد جمعوه سوف يكفيهم ولأن خطوات الرئيس ستبعد عنهم وعن البلاد احتمال خروج الناس الى الشوارع كما حدث بعد انتفاضة الديزل. واتمنى على الرئيس ان يجرب تلك الوصفة في محاربة الفساد فربما اغنت البلاد عن الحاجة الى جهاز جديد لمحاربة الفساد وعن انتظار رئيس جديد.
ثم انني - ولعل هذا يشفع لي لدى الرئيس- عندما اكتب عن سياساته احاول جاهدا ان لا اغضبه. فمثلا في مقالي «هل خسر النظام معركة السياسة الخارجية؟» كان العنوان في البداية «هل خسر الرئيس معركة السياسة الخارجية؟» على اعتبار ان الرئيس هو الذي يدير السياسة الخارجية. وقد وضعت كلمة"النظام» في آخر لحظة بدل كلمة «الرئيس» لثقتي بان كلمة نظام يمكن ان تعني كل شيء او لا شيء في نفس الوقت. ولم اكتف بذلك بل استبدلت تعبير «فشل الرئيس» اينما ورد بتعبير «فشلت اليمن» لثقتي التامة ان لا احد سيدافع عن اليمن، أما الرئيس فله جيش يحميه. وفي المرات القليلة التي لم اجد فيها بدا من استخدام تعبير «فشل الرئيس» قمت بتغييره الى تعبير «لم يوفق الرئيس» وهو بالتأكيد اخف وقعا على الأذن. ومن شدة حرصي على عدم جرح مشاعر الرئيس او أي شخص من المنتمين الى فئة «رجال حول الرئيس» اجدني كلما فكرت بكتابة مقال اعيد كتابته عدة مرات.
ورغم انني اشرح باستفاضة للكثير من الأشخاص انني لست معارضا وإلا لاقتديت بما كانت تقوم به المعارضة من سكوت، وانني لست طالب منصب وإلا لاتبعت الطريق الذي يتبعه طلاب المناصب وهو بحسب التعبير الأجنبي «تلحيس...» إلا ان جهودي تذهب في الغالب سدى. ويبدو انه من الصعب في ظل الوضع السائد اقناع يمني في السلطة او في المعارضة او حتى في المريخ انك تكتب لأنك تحب بلدك وتخاف عليه، وانك لا تفعل ذلك بغباء بل وعن ادراك لحقيقة ان مصلحتك في الأخيرهي جزء من مصلحة بلدك. فما قيمة قصور حدة في وطن يحترق؟ وما قيمة مليارات الدولارات اذا كانت مودعة في بنك يمكن ان ينهار بين عشية وضحاها او اذا كانت معرضة للمصادرة بقرار من العم سام؟
ويخيل الي انه حتى لو ذكرت مائة حسنة للرئيس ثم ذكرت سيئة واحدة فان البعض سيضمني الى صف نقاد الرئيس وبالتالي الى قائمة الخونة للوطن وللمبادىء وللديمقراطية وللثورة ولعيبان ولنقم ولمنجزات الوطن ولرئيس الجامعة ونوابه وربما لسلطنة عمان وكافة الدول المجاورة. واذكر انني دعيت الى نقاش نظمه فرع المؤتمر الشعبي العام في الجامعة حول الانتخابات كآلية من آليات التداول السلمي للسلطة بعد ان تم افهامي بان الغرض من اللقاء هو تشجيع الحوار الديمقراطي في المجتمع والمساهمة في خلق «ثقافة الحوار» بين اليمنيين الذين اصبحوا يتحدثون مع الخارج اكثر من حديثهم مع بعضهم البعض. وقد اخذت ما قيل لي على محمل الجد فقلت في سياق مداخلتي المقتضبة واعتمادا على معطيات الواقع ان انتخابات عام 1999 الرئاسية لم تكن تنافسية. ومع ان المنتدى الذي تم فيه النقاش هو منتدى للاساتذة إلا انني فوجئت بأن الطلبة قد تصدروا القائمة للرد علي. وكاد احدهم ان يبكي وهو يقول لي «هذا تشكيك يادكتور الفقيه.» ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد فاحد القياديين في الجامعة مازال يهدد ويتوعد حتى اليوم!
وبالمناسبة، اشعر بالشفقة على منافسي الرئيس في انتخابات عام 2006 هذا على افتراض انه سيكون هناك بلد، وانتخابات، وباكثر من مرشح. واخشى ما اخشاه هو ان تبلغ الديمقراطية في اليمن حدا يمنع فيه على منافسي الرئيس التعرض للرئيس ولسياساته بالنقد على اعتبار ان الرئيس «رمز» لليمن ولليمنيين وليس «مرشحا» وعلى اعتبار انه صانع «الديمقراطية» ولا تنطبق عليه شروطها وصانع المنجزات التي لا يمكن ان يكون اي نقد موجها نحوها سوى تشكيك بها.
عام من الفجائع
سوف يتذكر اليمنيون عام 2005 كعام للفجائع التي يبدو انها اصبحت السمة الغالبة على الكثير من القرارات التي يصدرها النظام. ولن اعرج هنا على «ام الفجائع» وهي «الجرعة» التي تم تنفيذها عن سبق اصرار وترصد ضد الشعب اليمني على اعتبار ان تلك الجرعة قد كان لها، في نظر البعض، ما يبررها. كما لن اتطرق الى «انتفاضة» الديزل التي كان ابطالها بعض المفجوعين بالجرعة من ابناء الشعب اليمني. وسأخيب ظن الكثيرين فأهمل القرار المفاجئ للرئيس والذي اعلنه يوم الاحتفال بعيد جلوسه والخاص بعدم ترشحه للرئاسة رغم اثره السلبي على الوضع العام. كما سأهمل كذلك قرار الرئيس بتعويض آل حميد الدين عن ممتلكاتهم والذي تم اعلانه في يوم احتفال الشعب اليمني بعيد الثورة. فقرار الرئيس عدم الترشح ربما قصد به الرئيس تنبيه الموالين والمعارضين الى ان عهده مهما طال فمصيره الى زوال وان الباقيات الصالحات..... اما قرار تعويض آل حميد الدين فربما اراد به الرئيس اعادة الاعتبار للزيدية بعد ان تم استهدافها بدون مبرر، اوربما اراد به الرئيس سن سابقة يستفيد منها بعض الناس في المستقبل!
سأركز هنا على بعض الفجائع التي كان يمكن تجنبها دون تحمل اي تكلفة وبالتالي الحفاظ على مصالح البلاد والعباد وحفظ المودة والألفة بين ابناء الشعب اليمني. وأول تلك الفجائع كان الهجوم المقذع ضد الشيخ عبد الله الأحمر من قبل وسائل اعلام المؤتمر وهو هجوم لم يكن له مايبرره اولا. فإذا كان رفض الشيخ للتوريث هو السبب في الهجوم عليه فانه سبب غير مقنع لأن الشعب اليمني كله يرفض التوريث بما في ذلك الرئيس نفسه الذي يبدو من خطابه انه يريد نقل السلطة الى نجله بطريقة ديمقراطية وباتباع النموذج الأمريكي او الهندي وليس النموذج الإمامي.
اما الفجيعة الثانية، فقد تمثلت في القذف الذي وجه الى الصحفيين حافظ البكاري ورحمة حجيرة من قبل صحيفة ناطقة باسم المؤتمر الشعبي العام، وهو هجوم خرج على كل القيم التي يعتز بها الشعب اليمني والتي تشكل البعد الحضاري لوجوده واستمراره.
وكان اختطاف رئيس تحرير الوسط الأخ جمال عامر بمثابة الفجيعة الثالثة التي تستحق الذكر. واللافت للنظر في حالة عامر انه مستقل ولا يتبع اي حزب وانه داعية اصلاح وصوت من الأصوات المناهضة للفساد.
اما الفجيعة الرابعة، فقد تمثلت في هدية العيد التي تم ارسالها لمحمد قحطان في العشر الأواخر من رمضان والتي جاءت على شكل رسالة ملؤها البذاءة والتناقض ولا يمكن ان تصدر عن نظام سياسي قادر على التعاطي مع مشاكل اليمن المعقدة.
وقد اخترت الفجائع الأربع السابقة بالتحديد لعدة اسباب. اولا، تشير الدلائل إلى أن تلك الفجائع صدرت عن جهة واحدة يستحي كاتب هذه السطور ان يسميها والدليل على ذلك هو التشابه في الألفاظ واسلوب الكتابة والأفكار. ثانيا، كانت تلك الفجائع بمثابة الضربات التي يوجهها النظام الى ذاته وليس الى نقاده. فالأشخاص الذين تم استهدافهم هم اليوم اكثر صلابة وتصميما مما كانوا عليه. فالهجوم على الشيخ الأحمر زاد الناس التفافا حوله. والطعن في عرض رحمة وحافظ اكسب الزوجين تعاطفا على مستوى الساحة اليمنية بطولها وعرضها وعلى المستوى الدولي. اما اختطاف عامر فقد جعل اسمه يدخل ضمن قائمة صغيرة من المدافعين عن حرية الصحافة على المستوى الدولي في حين وضع النظام نفسه في زاوية صعبة داخليا وخارجيا. ولم يختلف الأمر بالنسبة لقحطان. فقد نقلته الرسالة سيئة الذكر من نصف معارض الى «معارض ونصف».
ثالثا، كان النظام وليس المستهدفون هو اكبر الخاسرين داخليا وخارجيا. واذا كانت تلك الفجائع قد حرمت النظام من الكثير من القروض والمساعدات ومرغت سمعته في الوحل، فانها قد اثرت ايضا على المصالح العليا لليمن وعلى رفاه اليمنيين. ويتحمل النظام مسئولية ما يمكن ان يترتب على ذلك من تدهور على كافة الأصعدة.
واذا كان لليمنيين من عزاء في مواجهة تلك الفجائع فان ذلك العزاء قد تمثل في الاصطفاف الوطني غير المسبوق في مواجهة صناع الفجائع الأربع السابقة. فقد ادان الصحافيون والسياسيون المخضرمون والكتاب المستقلون في كل الأحزاب والمنظمات بما في ذلك الحزب الحاكم تلك البذاءة التي وجهت ضد الشيخ الأحمر ثم ضد حافظ ورحمة. كما ادانوا بنفس الطريقة الإرهاب الذي مورس ضد عامر وقحطان.
اليائس من حياته هو من يتحاشى نقد الرئيس ويتجه بالنقد الى واحد ممن يمكن أن يطلق عليهم «رجال حول الرئيس»
--------------------------------------------------------------------------------
استاذ العلوم السياسية جامعة صنعاء
dralfaqih@yahoo.com
د/عبد الله الفقيه يعلمنا،نقلاً عن الوسط
د/عبد الله الفقيه يعلمنا،نقلاً عن الوسط
إن مع العسر يسرا،إن مع العسر يسرا