مساوئُُ العُظماء تبقى في الذاكرة
Tuesday, 13 December 2005
بقلم/ د. إسماعيل إبراهيم الوزير
> لقد حكَمَ عبدُالناصر مصرَ سنينَ طويلةً، ولقد استطاع أن يكسبَ شعبيةً عارمةً من أقصى الخليج العربي شرقاً إلى أقصى المحيط غرباً، ومع ذلك فإن الناسَ لا تنسى أنه أعدم ثلةً من أبناء مصر ظُلماً وجَوراً، ولم يشفعْ له رفْعُه رايةََ القومية العربية، ومواجهةُُُُُُُُ إسرائيل في أن يغفرَ له الناسُ ذلك.
وفي التأريخ اليمني القديم كان للإمام/ عبدالله بن حمزة مواقفُ جدُّ رائعة في مناهضة الغزو الأيوبي لليمن وحرصُه على أن ينالَ اليمنُ استقلالـَه إلا أن وقوفـَه ضد "المطرفية" من الزيدية وملاحقتـُه لهم في كل مكان هو الذي بقي في الذاكرة، وصار ذلك هو المشهورُ عنه، وانمحى عند الناس قديماً وحديثاً كلُّ ما قام به وخاضَه من معارك ضد الغزو الأيوبي لليمن.
واليومَ أظهر الناسُ ارتياحَهم وتقديرَهم لما كان قد أصدره الأخُ رئيسُ الجمهورية من عفو بحق السجناء على ذمة أحداث صعدة، إذ أعاد إلى الأذهان ما كان الناسُ قد عرفوه عنه من سعة الصدر، ولـَئم الجراح، وتضميدها، فكان ذلك بلسماً أدركه أبناءُ الوطن بمختلف مشاربهم.
غيرَ أن الوقائعَ عملياً جرتْ بعكس ما تم الإعلانُ عنه، والكثيرُ من الناس اليومَ وبعدَ اليوم لا يستطيعون أن يفهموا سببَ التراجُع عن العفو الذي أعلنه الأخُ رئيسُ الجمهورية، واستمرارَ محاكمة العلامة/ يحيى الديلمي والعلامة/ محمد مفتاح، وصدورَ حُكم الاستئناف بتأييد حُكم الإعدام على العلامة / يحيى الديلمي.
لا شك في أن الأخَ رئيس الجمهورية يستطيعُ بحُكم موقعه وامتلاكه لقوة الدولة أن يوقعَ حُكمَ الإعدام على أيٍّ كان سواءً كان بحُكم محكمة أم بدون ذلك، وهو كذلك يملكُ حقَّ العفو عملياً عن أيٍّ كان أيضاً، والذي يبقى داعياً للإكبار هو اللينُ والرفقُ، وإنما المحْمَدَةُ والثناءُ على ما ينالُ الناس من خير وعافية وسلامة.
والحمدُ لله ربِّ العالمين.
http://www.al-balagh.net/index.php?opti ... 9&Itemid=0
مساوئ العظماء تبقى في الذاكرة
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 1041
- اشترك في: السبت مارس 19, 2005 9:03 pm
مساوئ العظماء تبقى في الذاكرة
عندما نصل إلى مرحلة الفناء على المنهج القويم ، أعتقد أنا قد وصلنا إلى خير عظيم .

