إعدام العلامة الديلمي

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
علي محمد
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 3
اشترك في: الاثنين ديسمبر 12, 2005 11:45 pm

إعدام العلامة الديلمي

مشاركة بواسطة علي محمد »

لا غرابة في أن يقدم قاضي المحكمة الابتدائية على إصدار حكمه على العلامة يحي الديلمي بالاعدام ويؤيده قاضي الاستئناف ،فكلاهما عبد المأمور لاذمة لديهما ولا ضمير ، ولا مراقبة لله سبحانه وتعالى ، ولاعلم لديهم بالقضاء ، وكل ما فعلاه نفذا فحسب أوامر الفندم ، مع ايراد بعض الحيثيات التي لاتصلح لان تكون دليلا لتوقيف متهم بجنحة ما ، ناهيك عن استخدامها دليلا في جناية كبرى .
مالفت نظري في هذا الحكم ويمكن أن يستخدم دليلا قاطعا لادانة السلطة إذا تم توظيفه توظيفا جيدا وطرح للنقاش والبحث والدراسة ، من جانب كل المهتمين من صحفيين وقانونيين ، هو أن هذا الحكم يحمل في طياته دليل اغتيال المرحوم العميد يحي المتوكل ، فمن أمر القاضي بإصدار حكم باعدام العلامة الديلمي هو نفسه من أمر بقتل يحي المتوكل غيلة وبدون حكم قضائي ، وبوسائلهم الخاصة والمتطورة ، وللاسف فقد طوي هذا الموضوع دون أدنى بحث أو استقصاء ، غير أن المجرم مهما تفنن في اخفاء معالم جريمته ، ومهما استخدم من وسائل متطورة لتنفيذها ، ( لغم صغير جدا تم تثبيته في منطقة مخفية في إطار السيارة من الداخل يفجره المجرم عن بعد في أي مكان يرد دون أن يصدر صوتا مدويا بل تقتصر قوته على فصل إطار السيارة عنها ) ماطرحته ممكنا وليس بعيد بل أن من الممكن استخدام وسائل اخرىاصغر وادق ، ولعل المختصين ، سيذكرونها إذا ما طرح هذا الموضوع للبحث والنقاش . لكن ما يهم هنا هو لماذا اغتالة السلطة المرحوم يحي المتوكل ؟
الحقيقة أن الحكم بإعدام العلامة يحي الديلمي يؤكد بما لايدع مجالا للشك أن السلطة هي المخطط والمنفذ لاغتياله حتى لوكان قد توفي على الفراش ، وليس في حادث لازال غامضا ، طالما أن وفاته قد تمت قبل البدء بحرب صعده .
فحيثيات الحكم تؤكد أن العلامة يحي الديلمي كانت له اتصالات مع شخصيات داخل اليمن لاقناعها بفكره ، ولعل اهم هذه الشخصيات المرحوم يحي المتوكل ، باعتبار أن الشخصيات الاخرى غير مؤثرة ،أو ان التخلص منها جميعا غيلة سيثير الشبهات ضد السلطة التي قررت أن تتخلص من اكثرها تأثيرا .
والسلطة تدرك تماما من هو يحي المتوكل ، واتساع علاقاته الداخلية والخارجية ، وموقعه في السلطة والحزب الحاكم ، وربما تكون هذه السلطة قد توصلت الى أن المرحوم يحي المتوكل سيكون خطرا عليها اذا وظف علاقاته لما يخدم فكر العلامة يحي الديلمي ، وبالتأكيد كان من العسير عليها أن تخوض حرب صعدة ضد المذهب الزيدي وأتبعاه ، في ظل وجود هذه الشخصية التي لها دورها وتأثيرها ، وكلمتها ليس في المذهب الزيدي فحسب بل بين أبناء اليمن كافة ، وكذلك في الخارج ، فالرجل أخر من بقي من الثوار !
ولذلك فقد كان اغياله المرحلة الاولى من تنفيذ حربها على المذهب الزيدي تلتها المرحلة الثانية وهي إعلان الحرب في صعدة ثم المرحلة الثالثة التي تدور رحاها الان أمام محاكم التفتيش التي اقامتها السلطة لاستئصال علماء المذهب الزيدي خصوصا الشباب وتشريد وقمع وتشتيت الاخرين .
إن اتصال العلامة يحي الديلمي بشخصيات وطنية قدمته السلطة دليل استندت اليه المحكمة المأمورة بأمرها في الحكم بإعدامه ، وهو دليل إدانة للسلطة بإغيتالها لهذه الشخصية الوطنية البارزة فمن سيحاكم السلطة الان؟
إن من أمر بتفجير حرب صعدة وقتل الابريا هو ذاته من أمر بإعدام العلامة الديلمي هو نفسه الذي أمر بإغتيال المرحوم يحي المتوكل هو نفسه من أمر بتشريد وتعذيب الشباب في السجون ومحاكمتهم محاكمة صورية لامثيل لها الا في محاكم المحتل الاجنبي ، فهل من متأمل !؟

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“