ننقل لك في هذه الأسطر محاورة بين عالمين من علماء الحديث المعاصرين وهما الشيخ معتصم سيد أحمد من السودان والعالم الدمشقي العلامة المحدث عبد القادر الأرنؤوطي حول هذين الحديثين وأيهما أصح سندا ومتنا...
وليس هدفنا من هذه الأسطر أن ندعوك لاتباع رأي معين دون تبصر بل ندعوك لان تبحث وتتأكد بنفسك من مدى صحة ومتن هذين الحديثين وأيهما أصح وأيهما يجب علينا اتباعه
نسأل الله لنا ولك الهداية الى ما يحب ويرضى..
ننقل الحديث على لسان الشيخ معتصم سيد أحمد حيث يقول:
قلت للعلامة المحدث:سماحة الشيخ،نحن باحثون عن حق وقد اختلط علينا الأمر وجئنا كي نستفيد منك عندما عرفنا أنك عالم جليل ومحدث وحافظ.
قال : نعم.
قلت : من البديهيات التي لا يتغافل عنها الا اعمى ان المسلمين قد اقتسموا الى طوائف ومذاهب وكل فرقة تدعي انها على حق وغيرها باطل..
فكيف يتسنى لي وانا مكلف بشرع الله ان اعرف الحق من بين هذه الخطوط المتناقضة ؟!
هل أراد الله لنا ان نكون متفرقين أم ارادنا ان نكون على ملة واحدة ندين بتشريع واحد...؟
وإذا كان جوابكم نعم...،
ما الضمانة التي تركها الله ورسوله لنا لكي تحصن الأمة من الضلالة؟؟
مع العلم ان اول ما وقع من الخلاف بين المسلمين كان بعد وفاة الرسول_صلى الله عليه وآله وسلم_ مباشرة، فليس جائز في حق الرسول _صلى الله عليه وآله وسلم _أن يترك امته من غير هدى يسترشدون به من بعده.
قال الشيخ: إن الضمانة التي تركها الرسول _صلى الله عليه وآله وسلم_ لتمنع الامة من الاختلاف قوله_صلى الله عليه وآله وسلم_((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وسنتي)).
قلت له: هذا الحديث لا أصل له في الصحاح الستة فكيف تقول به وانت رجل محدث؟.
***(هنا شبت ناره، وأخذ يصرخ) قائلا: ماذا تقصد هل تريد ان تضعف هذا الحديث...؟***
فقلت: مهلا ..،إن سؤالي واحد محدد، هل يوجد هذا الحديث في الصحاح الستة؟.
فقال: الصحاح ليست ستة، وكتب الحديث كثيرة، وإن هذا الحديث موجود في كتاب الموطأ للامام مالك.
قلت (متوجها الى الحضور) : حسنا لقد اعترف الشيخ ان هذا الحديث لا وجود له في الصحاح الستة ويوجد في موطأ مالك..
***(فقاطعني بلهجة شديدة )قائلا : شو..، الموطأ مو كتاب حديث..؟
قلت : الموطأ كتاب حديث..، لكن الحديث: ""كتاب الله وسنتي.."" مرفوع في الموطأ من غير سند
_مع العلم أن كل الاحاديث في الموطأ مسندة !!!_
***هنا صرخ الشيخ بعدما سقطت حجته ،وأخذ يضربني بيده ***ويقول : أنت تريد أن تضعف الحديث .. وأنت من حتى تضعفه...........؟***حتى خرج عن الحد المعقول وأخذ الجميع يندهش من حركته وتصرفه هذا..***
قلت : يا شيخ!!
هذا مقام مناقشة ودليل ..وهذا الاسلوب الغريب لا يجدي..وقد قال الله تعالى((ولو كنت فضا غليظ القلب لنفضوا من حولك)).
***وبعد هذا هدأ قليلا من ثورته***.
قلت : أسألك يا شيخ : هل رواية مالك لحديث ""كتاب الله وسنتي"" في الموطأ، ضعيفة أم صحيحة..؟!
قال (بتحسر) : ضعيفة..!
قلت : فلماذا إذن ، قلت ان الحديث في الموطأ وأنت تعلم انه ضعيف..؟
قال(رافعا صوته) : إن للحديث طرقا اخرى..
قلت للحضور : قد تنازل الشيخ عن رواية الموطأ، وقال ان للحديث طرقا اخرى ، فلنسمع منه تلك الطرق..
***هنا احس الشيخ بالهزيمة والخجل،لانه ليس للحديث طرقا صحيحة ، وتهرب من الاجابة.. ولكنني أصررت وقلت : أسمعنا يا شيخ الطرق الاخرى للحديث؟؟***
***فقال بلهجة منكسرة*** : لا أحفظها وسوف أكتبها لك..
قلت : سبحان الله!!!
أنت تحفظ كل هذه الاحاديث ، في فضل البلدان والمناطق ، ولا تحفظ طريق أهم الاحاديث..الذي يعصم الامة من الضلالة كما قلت في البداية...
***فظل ساكتا***
وعندما أحس الحضور بخجله، قال لي أحدهم: ماذا تريد من الشيخ و قد وعدك ان يكتبها لك.
قلت : أنا اقرب لك الطريق، ان هذا الحديث يوجد ايضا في سيرة ابن هشام من غير سند....!!!
فقال الشيخ : ان كتاب " سيرة ابن هشام" كتاب سيرة وليس كتاب حديث...
فقلت : إذاً انت تضعف هذه الرواية..
قال : نعم.
قلت: كفيتني مؤونة النقاش فيها..
وواصلت كلامي قائلا: ويوجد ايضا في كتاب " الالماع " للقاضي عياض، وفي كتاب " الفقيه المتفقه " للخطيب البغدادي.... هل تأخذ بهذه الروايات...؟
قال : لا .
قلت : إذاً حديث كتاب الله وسنتي ضعيف بشهادة الشيخ،
ولم يبق امامنا الا ضمانة واحدة تمنع الامة من الاختلاف وهي حديث متواتر عن الرسول الاكرم محمد _صلى الله عليه واله وسلم_ وقد روته كتب الحديث السنية وكذلك الصحاح الستة ما عدا البخاري.....
وهو قول رسول الله _صلى الله عليه واله وسلم_ : ((( إني تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي : كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والارض ، وعترتي أهل بيتي فان العليم الخبير أنبأني انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض))).
كما ورد في رواية أحمد بن حنبل..
ولا مناص لمؤمن يريد الاسلام الذي امر الله به ورسوله غير هذا الطريق وهو طريق آل البيت المطهرين كما وصفهم القرآن الكريم من الرجس والمعاصي..وذكرت مجموعة من فضائل آل البيت (عليهم سلام الله تعالى) ..***والشيخ ساكت لم يتفوه بكلمة طوال هذه المدة.***
انتهى..
سأحاول في المرة المقبلة ان شاء الله ان اذكر معظم مصادر حديث ""كتاب الله وعترتي"" من كتب الحديث... فانا الان لا استطيع..عفوا

كما اعتذر ان كانت هناك اخطاء نحوية او املائية و اغلب الكلمات التي كتبتها في هذه الاسطر قد عدمت الهمزات فالعفو منك اخي القارىء...
الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا و سبحان الله بكرة واصيلا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته