
كلمة الناشر
رغم تطوّر العلوم في مختلف الحقول و الاختصاصات فإنّ علم الملل و الفرق الإسلاميّة لم يجد مكانته المرموقة و التي كان تحظى بها في سالف الزمان في الأوساط الإسلاميّة و المعاهد الدينيّة. ربما كانت للحدود الجغرافيّة و التقسيمات السياسيّة و القوميّة تأثيراتها في هذا التراجع العلمي إلاّ أنّ أهمّ ما قد عاق هذا التقدم هي العقليّة التي سادت المجتمع الإسلامي و خضع لها المسلمون بما فيهم علماؤهم و مفكّروهم، العقليّة التي تلقّنهم أنّهم لا يحتاجون إلى معرفة الآخرين و لا يهمّهم ما يهتمّ به الآخرون.
في زماننا هذا الذي واكبه التقدم العلمي و التقني و تطوّر وسائل الإعلام و أساليب الدعوة و استبدال الخطابات القديمة بالخطابات الحديثة و تحطّم الجدران الحائلة و الحدود المصطنعة و التغييرات التي طرأت على الرؤى و الاتجاهات و النزعات القديمة للمذاهب الإسلاميّة فإنّ إعادة صياغة المعلومات السابقة و الرؤى السالفة التي ملأت كتبنا و شكّلت أذهاننا و وجّهت مواقفنا تجاه إخواننا المسلمين ممن ينقاد للمذاهب الإسلاميّة الأخرى، صار أمراً ملحّاً يدعوا إليه النصوص الشرعيّة و الضرورات العصريّة.
هذا و لا شك أنّ من ضمن المذاهب الإسلاميّة بعضها أقرب منّا - الشيعة الإماميّة الاثنى عشريَّة - و هي المذاهب التي يجمعنا و إيّاهم - علاوة على القواسم الإسلاميّة المشتركة - تفضيل أهل البيت عليهم السلام على من سواهم و هي المذاهب الشيعيّة التي من أهمّها و أشهرها الإسماعيليّة و الزيديّة.
و قد سبق أنّ معهد دراسات الأديان و المذاهب الإسلاميّة الذي يتخذ من إيران الإسلاميّة و قم المقدسة مركزاً له أن نشر كتاباً ضخماً قيّماً حول الإسماعيليّة و ها هو اليوم قرّر أن يواصل سيره على نفس الدرب و يؤدي ما عليه تجاه إخوانه الزيديّة فقام بنشر هذا الكتاب الذي هو من انتاج أحدالأعضاء في الهيئة التعليميّة للمعهد و هو السيد علي الموسوي نجاد الذي استنفد جميع طاقاته منذ سنوات للتعرف على الزيديّة و لتعريفهم من خلال المقالات التي نشرها في هذه أو تلك الفصليّة و اللقائات المشتركة التي مهدّ لها. نحن إذ نشكر هذا الأخ الكريم على مجهوده هذا، نقدّم هذا الكتاب التراثي إلى إخواننا الزيديّة و إلى جميع الباحثين ممن يولي إلى هذا الموضوع عنايته و الحمد للَّه رب العالمين.
معهد دراسات الأديان و المذاهب الإسلاميّة
المحتويات
التمهيد 9
تقريظ الأستاذ عبدالسلام الوجيه 21
القرن الأوّل 25
القرن الثاني 29
القرن الثالث 43
القرن الرابع 65
القرن الخامس 83
القرن السادس 101
القرن السابع 111
القرن الثامن 133
القرن التاسع 143
القرن العاشر 161
القرن الحادي عشر 171
القرن الثاني عشر 193
القرن الثالث عشر 219
القرن الرابع عشر 263
القرن الخامس عشر 289
الفهارس 351 فهرس المؤلفين 353
فهرس المحققين 367
فهرس كتب المطبوعة 381
فهرس كتب تحت الطبع و التحقيق 439
فهرس سائر الكتب 447
فهرس دور النشر 451
فهرس أماكن النشر 465
التمهيد
في العصر الذي نعيشه و قد دخل مرحلة جديدة جعلت العالم كقرية واحدة أكثر ما نحتاج إليه هو تزويد معلومات تمكّننا من الاحتفاظ بالقيم و التعايش مع الآخرين بسلام و احترام. الأمر الذي لايتيسر إلا بالتعارف و من ثمّ الالتقاء و الحوار مع الآخرين.
للأسف الشديد نواجه في هذا الجانب ضعفاً و تخلفاً لايبرّر في العالم الإسلامي حيث نرى أن المسلمين و أصحاب الفرق و المذاهب المختلفة لايزالون يعيشون حالة النزاع و الصراع و التركيز على نقاط الاختلاف و التنافر و ينفقون الأموال و يجتهدون في سبيل دعايات و محاولات لإبطال ما يعتقده الآخر و التنقيب عن سلبيّاته و نقاط ضعفه و من ثَمّ الأخذ عليه و سوقه إلى ترك ما يعتقده و كلّ هذا في غياب محاولات لمعرفة الآخر كما هو عليه و احترام قناعاته و المشاركة في تعزيز روح الإيمان و المودة فيما بينهم.
و من أهمّ الخطوات التي بقيت في هذا المجال ضمن النطاق الإسلامي هي معرفة آراء و اتجاهات المذاهب الإسلاميّة و التي نحن مشتركون معها في الدين الإسلامي و في نطاق أوسع نحتاج إلى معرفة الأديان و المعتقدات الأخرى.
و أول ما يتحدّانا في هذا السبيل هو عدم المعرفة بالمصادر و المؤلفات التي تعطينا المعرفة الدقيقة و المستندة إلى أصحاب المذهب و العقيدة أنفسهم.
و يجب أن نعترف هنا بأن أغلب الدراسات القليلة التي عملناه نحن في العالم الإسلامي في الأديان و المذاهب الإسلاميّة، تعاني من مشكلة عدم الاستناد إلى المصادر الرئيسية و المقبولة لدى أصحاب الفرق و الديانات أنفسهم.
فقد أصبح من عادة الباحثين مراجعة بعض الكتب القديمة المعروفة مع أن هذه الكتب و التي كتبها مؤلفوها قبل قرون لا قيمة لها قبال المصادر الرئيسية المعتمدة لدى أصحاب العقيدة. و لكن نرى أن المسألة أخذت صورة معاكسة عند التقليديّين من الباحثين و الدارسين. فمثلاً ما يقوله الشهرستاني و الأشعري و البغدادي و أمثالهم هو المرجع دون ما قاله و كتبه نفس أرباب الفرق و المعتقدات! و هذا أمر غريب جداً.
إذ يجب على المفكّر الباحث أن يعرف أولاً و قبل كلّ شيء مراجعة المصادر الأوليّة و الرئيسيّة إذ ربما يكتب البعض عن معتقد الآخرين و يصفهم بما لا يرضى أصحابه و ينسب إليهم ما ينفونه و ينكرونه و الأغراض المذهبيّة و التأثّرات العقائديّة لمؤلفي كتب الفرق و المللو النحل أمر غير خفيّ على الباحث الخبير.
ثم يجب عليه أيضاً أن لايكتفي بمراجعة المصادر القديمة بل يجب مراجعة المصادر الحديثة أيضاً إذ ربما وقع هناك تغييرات و تعديلات في بعض المعتقدات التقليديّة لا يمكن إسنادها اليوم إلى المذاهب و الأديان و هم لا يعتقدون به اليوم و إن كانوا يعتقدونها في فترة معيّنة مضى تاريخها.
و بعد هذا كلّه يمكن بل يجب مراجعة سائر المصادر لغير المنتمين إلى المذهب لتكميل فراغات محتملة و لاستيعاب كلّ الجوانب و الاطلاع على مختلف وجهات النظر في الموضوع.
ففي خصوص المذاهب الإسلاميّة بالضبط هناك بعض صعوبات ربما يرجع إلى تاريخ و عقائد بعض المذاهب فمثلاً حينما نجد أن الفرق الباطنيّة أخذوا في معتقدهم الكتمان و نوعاً من الحركة السريّة و لذلك صعب على الآخرين معرفة مصادرهم و حقيقة مذاهبهم، هناك واقع تاريخي في مذاهب أخرى جعلهم في معزل من تناول الأيدي.
فالمذهب الزيديّ و الذي يجب أن نعتبره أكثر انفتاحاً أمام الآخرين قياساً بالمذاهب الإسلاميّة الأخرى، قد حالت بين أتباعه و بين الآخرين ظروف تاريخيّة و جغرافيّة.
فمن جهة بات أصحاب المذهب في القرون الأخيرة محصورين في جنوب الجزيرة العربيّة و قد حبست مصادرهم هناك في مكتبات شخصيّة في مناطق أكثرها جبليّة، و من جهة أخرى فرض عليهم في القرن الماضي ظروف سياسيّة و اجتماعيّة لم يتمكنوا بسببها القيام بطباعة تراثهم الضخم و بقيت مخطوطاتهم حبيسة المكتبات و عرضة للنهب و الضياع.
و هذه الظروف قد ترجع بعضها إلى واقع النظريّة السياسيّة لدى الزيديّة و التي لم يتيسّر استمرارها و قد انقلب عليها في اليمن قبل أكثر من أربعين عام، سنة 1962 ميلاديّة و صار المذهب كمعارض للسلطات و الحكومة و من ثَمّ تعومل معه و لا يزال كمعارض يجب منعه من كلّ الحقوق. كما استتبع ما ذكرناه حالة ضعف اقتصادي شديد مَنَع أصحاب المذهب من استغلال الطرق في نشر تراث الزيديّة و سنرجع فيما يلي و نشير إلى تاريخ المذهب الزيديّة أكثر من هذا.
في طوال خمس عشرة سنة ماضية و من بدايات لقاءات وفّقت بها مع مفكري مختلف المذاهب الإسلاميّة وجدت فراغاً كبيراً و خللاً عظيماً في هذا الجانب فيما يتوفّر لنا في مؤسّساتنا العلميّة بما فيها الحوزة العلميّة و التي هي أجدر مكان لأن تكون المصادر و إمكانيّات الدراسة و البحث متوفّرة فيها.
كما لفت انتباهي إلى المذهب الزيديّ بالذات و ما فيه من الإيجابيات و المشتركات مع الإماميّة و سائر المذاهب الإسلاميّة و رغم ذلك فإنه لم تعرف حقّ المعرفة في خارج اليمن كما هو كذلك -و على الأسف الشديد- في داخل اليمن أيضاً، فإن أبناء اليمن و المذهب الزيديّ أيضاً لا يعرفون من معتقداتهم و تاريخهم و تراثهم الضخم القيّم ما يستحقه.
و في السنوات الأخيرة - و للَّه الحمد - فإن معهد دراسات الأديان و المذاهب الإسلاميّة في قم المقدّسة قام بمهمّة كبيرة في مجال توفير الخدمات للباحثين و الدارسين في الأديان و المذاهب الإسلاميّة و بدأت أنا فيه بدراسات و تزويد المعلومات عن المذهب الزيديّ. فأول ما واجهته هو قلّة المصادر و الكتب!
فنظرت في كتاب مؤلفات الزيديّة، لمؤلفه الأستاذ أحمد الحسيني الأشكوري(1) و لكن ازدادت حسرتى حيث لم تكن الكتب المذكورة فيه إلا المخطوطات الغير مطبوعة و إذا طبع منها شيء -و هي كانت نادرة في تلك السنوات- لم تكن المعلومات عن طبعها كاملة ترشدنا إلى الوصول اليه.
إلى أن سافر إلى قم المقدّسة وفد من علماء اليمن في سنة 1997 ميلاديّة. التقينا بهم و سألناهم عن المصادر الزيديّة فأخبرونا بأنّ الكتب المطبوعة من تراث الزيديّة ليست إلا كتباً معدودة و لكن بشّرونا بنهضة بدأت مؤشراتها لطباعة التراث كما وعدونا بتزويد ما توفّر عندهم من الكتب المطبوعة و كان هذا اللقاء فاتحة خير لوصول كميّات لا بأس بها من الكتب كان في ضمنها كتاب أعلام المؤلفين الزيديّة(2) لمؤلفه الأستاذ عبدالسلام بن عباس الوجيه و الذي أقرّ أعيننا حيث كان الكتاب مصدراً مهمّاً يصدر لأول مرة عن الزيديّة و منهم. و فيه تعريف للكتب و أعلام المذهب. إلا أن الكتاب أيضاً لم يرو الظمأ في معرفة الكتب المطبوعة و ما يمكن الوصول إليها و مراجعتها بسهولة. كما أن الكتاب بشّرنا أيضاً بتأسيس و نشاطات مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافيّة(3) و قيامها بتحقيق و إعداد كثير من الكتب الزيديّة للطبع و النشر.
و حتى الآن (سنة 2004 ميلاديّة) قد طبعت المؤسسة ما يزيد على مائة عنوان كتاب و عندهم أكثر من سبعين عنوان تحت الطبع و التحقيق و التي تعتبر أكثرها مصادر قديمة و تراث الزيديّة من بدايات تأسيسها.
كما يجب أن أذكر نشاطات أخرى تمّت في العقد الأخير في هذا المجال تتمثّل في عدّة مؤسّسات أذكر أسماءها تقديراً لجهودها في هذا السبيل:
- مركز أهلالبيت(ع) للدراسات الإسلاميّة في صعدة، و مديره إبراهيم بن مجدالدين بن محمّد المؤيدي. - مركز بدر العلمي و الثقافي في صنعاء، أسّسه الدكتور المرتضى بن زيد المحطوري.
- مكتبة التراث الإسلامي في صعدة، و مديرها الأخ محمد قاسم الهاشمي.
- دار الحكمة اليمانية و يشرف عليها الأستاذ إبراهيم بن محمد الوزير و أولاده و هي من أقدم المطابع.
- مركز التراث و البحوث اليمني الذي بدأت نشاطاته أخيراً في اليمن و يشرف عليه الأستاذ إبراهيم بن زيد الوزير.
و قد طبع في هذه المراكز حتى الآن ما يقارب مائتي عنوان كتاب، تشكل هذه المجموعة مع ما صدرت عن مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافيّة مجموعة من أهمّ الكتب و المصادر المنشورة من تراث الزيديّة في خلال السنوات الأخيرة.
كما طبعت خصوصاً في خلال هذه السنوات الأخيرة عدّة كتب في مؤسّسات و دور النشر المختلفة في اليمن و في كلّ من لبنان و مصر و العراق و الأردن و إيران إضافة إلى ما نشره بعض المستشرقين في أروبا.
هذا و قد قمت أنا بدوري بجمع المعلومات عن تراث الزيديّة المطبوعة في جانب دراساتي الأخرى عن المذهب و كنت أسجّل كلّ ما أجده مطبوعاً منها و كلّما مرّ الزمان عرفت صعوبة العمل و أهمّيته أكثر من قبل.
حتى سافرت إلى اليمن في سنة 2002 ميلاديّة بعد ما سمعت بخروج كثير من كتب الزيديّة و لأول مرّة إلى النور. و خلال السفر جمعت كثيراً من المعلومات و شجّعني على العمل علماء الزيديّة و الأستاذ عبدالسلام الوجيه بصفة خاصة و أخبرني متواضعاً بعدم غنى المكتبة الزيديّة عن هذا المجهود أى سرد عامّ بالكتب المطبوعة عن الزيديّة و بأنهم سيقومون بتزويدي بالمعلومات و مساعدتي في إكمال العمل.
و ما ترونه الآن هو نتيجة جهد أتمنى أن تكون خطوة في سبيل التعريف بهذا التراث القيّم و أملي أن تكون بادرة لتقارب أكثر فيما بين المذاهب الإسلاميّة و لا سيّما الإماميّة و الزيديّة.
نكات هامّة حول هذا المجهود
1. جمعت في هذا الفهرس كلّ كتاب صدر و نشر من المؤلفين الزيديّة من دون ملاحظة موضوع الكتاب.
2. هذه المعلومات تشمل كلّ كتاب طبع حتى نهاية سنة 2003 ميلاديّة 1424 هجريّة قمريّة و على حسب ما اطلعت عليها. و طبعاً هناك ما يجب أن نستدركها فيما بعد، كما يمكن تكميلها بما يطبع فيمابعد.
3. في هذا العمل راجعت كثيراً من المكتبات و طالعت عشرات من الكتب التي ترتبط بهذا الجانب و فتحت مواقع كثيرة على شبكة الإنترنت و مررت على كثير من قوائم إصدارات دور نشر مختلفة و التي من أهمّها:
كتاب مؤلفات الزيديّة، السيد أحمد الحسيني، منشورات مكتبة آيةاللَّه العظمى المرعشي النجفي، قم، الطبعة الأولى، 1413 ق، ثلاث مجلدات.
كتاب أعلام المؤلفين الزيديّة، عبدالسلام بن عباس الوجيه، مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافيّة، عَمّان، الطبعة الأولى، 1420 ق/1999 م.
كتاب فهرس المطبوعات الزيديّة، عبدالسلام بن عباس الوجيه، مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافيّة، صنعاء، تحت الطبع، نسخة خاصة.
كتاب هجر العلم و معاقله في اليمن، القاضي إسماعيل بن علي بن الحسين الأكوع، دار الفكر، دمشق، دار الفكر المعاصر، بيروت، الطبعة الأولى، 1417 ق/1996 م، خمس مجلدات.
كتيب إصدارات مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافيّة، مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافيّة، صنعاء، الطبعة الأولى، 1424 ق/2003 م.
و مواقع على الإنترنت أهمها:
موقع مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافيّة؛ www.izbacf.org
موقع مرجع الزيديّة السيد مجدالدين المؤيدي؛ www.azzaidiah.com
موقع مركز بدر العلمي و الثقافي؛ www.al-zaidyah.org
موقع مركز التراث و البحوث اليمني؛ www.ymnhrc.org
4. جعلت قبل كلّ عنوان رأيت نسخة منه شخصيّاً، علامة « » و في نفس الوقت من أجل التسهيل و حفظ النسق لم أذكر المصادر و المراجع إلا إذا تطلّب ذلك على حسب المورد.
5. حيث بقي و لا يزال المؤلفون الزيديّة و تأليفاتهم غير معروفة، رأيت أن ترتيب الكتب على حسب الحروف -كما في مؤلفات الزيديّة- أو ترتيب المؤلفين على حسب الحروف -كما في أعلام المؤلفين الزيديّة-، قليل الجدوى. فلذلك جعلت الترتيب على حسب حياة المؤلفين حتى يستطيع الباحث على متابعة تاريخ و جذور الفكر الزيديّ.
كما أضفت في الأخير قوائم لكلّ من المؤلفين و الكتب و دور النشر على ترتيب الحروف.
6. يشمل هذا الفهرس تأليفات الأئمة و علماء الزيديّة و كلّ مؤلف زيديّ صحّ عليه إطلاق الاسم. و بقي خارجاً من الفهرس من كان مشكوكاً نسبته إلى المذهب مراعاة للاحتياط. و في نفس الوقت لم أخذ بعين الاعتبار النزعات و التعصّبات الداخليّة التي تخرج هذا أو ذاك من دائرة المذهب مادام يصدق على الشخص الاسم و قد نبّهت على بعض هؤلاء في محلّه.
7. و أما من ناحية ترتيب الفهرس فقد ذكرت في البداية اسم المؤلف و نسبه و لقبه المشهور. ثمّ تاريخ المولد و الوفاة بالسنة الهجريّة القمريّة (و رمزت لها حرف: ق) و في حال عدم العلم بتاريخ الولادة اكتفيت بتاريخ الوفاة و مع عدم العلم به -أيضاً- ذكرته تقريبيّاً و أحياناً اكتفيت بالقرن الذي كان يعيش فيه. كما ذكرت تاريخ ولادة المعاصرين مع العلم به و اكتفيت بذكر كونه معاصراً مع عدمه. و في تعيين تواريخ الولادة و الوفاة مع كلّ خلافات، حاولت أن أتأكد و أستند الى المصادر الزيديّة و لم أذكر هذه الخلافات رعاية للاختصار.
8. ذكرت لكلّ مؤلف كتابه أو كتبه على حسب ترتيب الحروف و أشرت إلى سائر أسماء الكتاب إذا كان للكتاب أكثر من اسم. كما أشرت إلى ملاحظات أخرى في الهامش إن وُجِدَت.
9. ثمّ ذكرت معلومات الطبع مبتدئاً باسم المحقّق -إذا كان محقَّقاً- و قد اطلقت لفظ المحقّق على خلاف العادة على كلّ من حاول في طريق تصحيح و إخراج الكتاب مطبوعاً. ثمّ ذكرت اسم الناشر و مكان النشر و رقم الطبعة و سنتها مبتدئاً بالسنة الهجريّة القمريّة ثمّ الميلاديّة (و رمزت لها حرف: م) مضيفاً في خصوص بعض الكتب المطبوعة في إيران السنة الهجريّة الشمسيّة (و رمزت لها حرف: ش) أيضاً و بالأخير عدد المجلدات.
10. اذا تكررت طباعة الكتاب استأنفت ذكر معلومات كلّ طبعة مستقلة مع رعاية التاريخ إلا إذا كان الكتاب مشهوراً تكرّر طبعه كثيراً فقد أشرت إلى كثرة طبعه مع الإشارة إلى بعض الطبعات.
11. علماً بأن بعض الكتب لم تكن في متناول الأيدي بقي معلومات بعضها ناقصة كما أن معلومات بعض مما كان في متناول الأيدي أيضاً ناقصة. إلا أنه مراعاة للاختصار غمضت العين عن ذكر مصطلحات متداولة في هذا الخصوص (مثل دون تاريخ و دون الاسم و غيرهما).
12. شمل هذا الفهرس بعض الرسائل و المقالات المهمّة أيضاً.
13. لزيادة الفائدة أضفت أيضاً الكتب التي علمت من مصادر موثقة أنها قيد التحقيق أو تحت الطبع بحيث خرجت الآن أو ستخرج قريباً إن شاءاللَّه تعالى.
14. أشرت في هذا الفهرس إلى الكتب و الرسائل التي طبعت في ضمن مجموعات و ذكرتها مستقلة إذا طبعت مستقلة أيضاً.
نبذة عن تاريخ المذهب الزيدي
المذهب الزيدي يجعله من جملة المذاهب الشيعيّة القول بأفضليّة و أحقيّة علي بن أبيطالب بالخلافة بعد رسولاللَّه(ص) و ذلك عند أكثرهم بالنص الخفيّ كما يعتقدون بالعدل و التوحيد و نفي التشبيه و التجسيم و بذلك هم من العدليّة ينتسب المذهب الزيدي إلى الإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبيطالب عليهم السلام. و قد ولد سنة 75 للهجرة على أرجح الأقوال في المدينة المنورة و استشهد في ثورته التي فجّرها على الحكم الأمويّ الغاشم في سنة 122 للهجرة في الكوفة.
و كان من مبادي هذا الإمام و ثورته لزوم الخروج و ترك التقية تنفيذاً لفريضة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و من ثمّ التصدي لمنصب الإمامة و زعامة الأمّة. و تبعه جماعة من الشيعة في عصره.
و رغم عدم نجاح الثورة على حسب الظاهر استمرّت الحركة مستندة إليه و خرج عشرات من العلويّين ضدّ الحكم الأمويّ و العباسيّ و بذلك شكّل جماعة أطلق عليهم اسم الزيديّة في النصف الأول من القرن الثاني للهجرة و إن كان تأسيس الفكرة كمذهب متكامل في العقيدة و الفقه و سائر العلوم قد تأخر إلى القرن الثالث حيث قام بهذه المهّة كلّ من الإمام القاسم بن إبراهيم الرسّي و الإمام يحيى بن الحسين الهادي و ابناه الإمامان محمّد المرتضى و أحمد الناصر و الإمام الحسن بن علي الناصر الأطروش.
الزيديّة الطائفة و المذهب(4)
تجدر الإشارة إلى أن النسبة إلى الإمام زيد رحمه اللَّه لم تكن نسبة مذهبيّة كما يعتقد البعض من أن الزيديّة مقلّدين للإمام زيد رحمه اللَّه كتقليد الشافعيّة للإمام الشافعي أو المالكيّة للإمام مالك.
الحقيقة أن النسبة للإمام زيد إنما هي نسبة اعتزاء لا مذهبيّة و ذلك لما يلي:
1. لأنّ المذهب الزيدي يُحرّم التقليد على كل متمكن من أخذ الحكم من كتاب اللَّه و سنة رسوله، و لا يبيحه إلا لغير المتمكن من الاجتهاد.
2. لأنّ هذه النسبة لم يطلقها الإمام زيد على نفسه و لا على أتباعه و لا أطلقها أتباعه على أنفسهم في البداية، و إنما أطلقها عليهم حكّام بنيأمية، ثمّ بنيالعباس على أي ثائرٍ عليهم من بعد الإمام زيد من أهلالبيت النبوي الشريف. فالتسمية إذاً تسمية سياسية فيأصل و لكن الزيديّة الطائفة رضيت بهذه التسمية.(5)
3. لأن الزيديّة لا تعتقد بأن الإمام زيد أولى بالتقليد من غيره كالإمام جعفر الصادق مثلاً، و لا أنهما أولى بالتقليد من الإمام القاسم الرسّي، و لا أنهم جميعاً أولى بالتقليد من آبائهم و أجدادهم. و لذلك فإنهم يتمسكون بما أجمع عليه أهلالبيت النبوي الشريف للأحديث الواردة في ذلك كحديث التمسك بالثقلين المروي في صحيح مسلم و غيره من الأحاديث الدالة على أن إجماع أهلالبيت حجة.
طبقات رجال المذهب الزيدي
1. طبقة المؤسّسين، وتساوي هذه الطبقة إمام المذهب في نظر المذاهب الأخرى، و من هؤلاء:
الإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبيطالب المتوفى شهيداً سنة 122 ق. الإمام القاسم بن ابراهيم الرسّي المتوفى سنة 245 ق.
الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم الرسّي المتوفى سنة 298 ق؛ و هو المؤسس للمذهب و للدولة الزيديّة في اليمن.
الإمام الناصر لدين اللَّه الحسن الأطروش بن علي بن الحسن بن علي بن عمر الأشرف بن علي بن الحسين بن علي بن أبيطالب المتوفى سنة 304 ق؛ و هو المؤسس للمذهب و للدولة الزيديّة في شمال ايران.
2. طبقة المخرجين، و هم الذين استخرجوا من كلام الأئمة أو احتجاجاتهم أحكاماً لا تتعارض مع الأدلة الشرعيّة؛ و من هؤلاء:
العلاّمة محمد بن منصور المرادي المتوفى سنة مائتي و نيف و تسعين للهجرة.
العلاّمة أبوالعباس أحمد بن ابراهيم المتوفى سنة 353 ق.
العلاّمة الإمام المؤيدباللَّه أحمد بن الحسين بن هارون الحسني المتوفى سنة 416 ق.
العلاّمة أبوطالب يحيى بن الحسين بن هارون الحسني المتوفى سنة 424 ق.
العلاّمة علي بن بلال الآملي مولى الإمامين المؤيدباللَّه و أبيطالب المتوفى في القرن الخامس.
3. طبقة المحصّلين، و هم الذين اهتموا بتحصيل أقوال الأئمة و ما استخرج منها و نقلوها إلى تلامذتهم بطريق الرواية أو المناولة لمؤلفاتهم؛ و من رجال هذه الطبقة:
القاضي زيد بن محمد الكلاري الجيلي الملقب بحافظ أقوال العترة و هو من أتباع الإمام المؤيدباللَّه السالف الذكر.
العلاّمة علي بن العباس بن ابراهيم الملقب براوي إجماعات أهلالبيت المتوفى سنة 430 ق.
العلاّمة القاضي جعفر بن أحمد بن عبدالسلام البهلولي المتوفى سنة 573 ق.
العلاّمة القاضي الحسن بن محمد الرصاص المتوفى سنة 584 ق.
العلاّمة الإمام عبداللَّه بن حمزة المتوفى سنة 614 ق.
4. طبقة المذاكرين، و هم الذين راجعوا أقوال من تقدمهم و فحصوها سنداً و متناً و عرضوها على أصول المذهب و قواعده المستمدة من كتاب اللَّه و سنة رسوله فأقروا ما توافق معها و اعتبروها المذهب، و ما لم يوافقها في رأيهم لم يعتبروها مذهباً للفرقة الزيدية، و كان في نظرهم رأياً خاصاً بصاحبه غير معاب عليه لاعتبار أن كل مجتهد مصيب؛ و من هؤلاء:
القاضي العلاّمة عبداللَّه بن زيد العنسي المتوفى سنة 667 ق.
القاضي محمد بن سليمان بن أبيالرجال العُمَري نسباً الصعدي موطناً متوفى سنة 730 ق. القاضي العلاّمة محمد بن يحيى حنش المتوفى سنة 717 ق.
العلاّمة الإمام يحيى بن حمزة المتوفى سنة 749 ق.
القاضي العلاّمة يوسف بن أحمد بن عثمان الثلائي المتوفى سنة 832 ق.
العلاّمة الإمام أحمد بن يحيى بن المرتضى المتوفى سنة 840 ق.
قواعد المذهب الزيدي
من المعلوم أن تلك البحوث و الدراسات التي قام بها أئمة الزيدية و من إليهم من المجتهدين في كلّ مجالات الفقه الإسلامي قد اعتمدت على قواعد و أصول استمدها الأئمة و من إليهم من المجتهدين من الأدلة الشرعيّة المبيّنة لمقاصد الشرع الشريف في كلّ أحكامه و قوانينه. و قد قام بجمع هذه القواعد السيد العلاّمة أحمد بن محمد الشرفي المتوفى سنة 1055 ق تلميذ الإمام القاسم بن محمد و شارح كتاب الأساس في أصول الدين، و هي مطبوعة في مقدمة كتاب شرح الأزهار في فقه الأئمة الأطهار. ثمّ بعد ذلك قام القاضي العلاّمة عبداللَّه بن حسين دلامة المتوفى سنة 1179 ق بإتمامها. كما يوجد في متن الأزهار للإمام المهدي أحمد بن يحيى السالف الذكر كثير من تلك القواعد.
الشؤون السياسيّة في المذهب
يرى المذهب الزيدي أن الإسلام دين و دولة، عقيدة و سلوك إذ كان الرسول صلى اللَّه عليه و آله و سلم رسولاً نبياً و رئيس دولة، و مارس خلفاءه السلطة الروحيّة و السياسيّة. و السلطة لم تكن مستندة إلى حقّ إلهي لهم و إنما هي مستندة إلى النصوص الشرعيّة و القضايا العقليّة؛ حيث اتفق المسلمون بأنه لابد من قيام خليفة لرسولاللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم يرعى شؤون المسلمين و مصالحهم، و ينتخب لهذه الرئاسة العظمى بالشورى بين رجال الحلّ و العقد. و اتفقوا على أن قاعدة الحكم و مرتكزاته هي: الشورى و العدالة و المساواة و الحريّة و الاختيار و ما إلى ذلك.
الزيدية تتفق مع كلّ المذاهب الإسلاميّة في الشروط المعتبرة في الإمام، و منها اشتراط النسب إذ يشترطون أن يكون قرشياً و هذا متفق عليه؛ و تزيد الزيدية على كونه قرشياً أن يكون علوياً فاطمياً حسنياً أو حسينياً و قد بالغ الزيدية في الاختيار للشروط الواجب توفّرها في من يصلح للإمامة حتى بلغت أربعة عشر شرطاً و هي: أن يكون مسلماً بالغاً عاقلاً ذكراً حراً علوياً فاطمياً سليم الحواس و الأطراف مجتهداً مطلقاً عدلاً سخياً مدبراً مقداماً لم يتقدّمه من يصلح للإمامة.
و لكون الإمام في نظر الزيدية غير معصوم فهم يشترطون عليه السير على المنهج الإسلامي و العمل على تحقيق الحق و العدل و الحرية و المساواة و الشورى و على الاستقامة عقيدة و سلوكاً و الحرص على تحقيق سيادة الأمّة و حريتها و حماية حقوقها و صيانة استقلالها و الدفاع عن أراضيها.
و من أجل ذلك فهم يقرّرون وجوب عزل الإمام إن خان أو عَجَزَ. و إن لم يعتزل عزلوه بالقوة و الثورة، و كلّ ذلك لإيمانهم بالحرية في الإرادة و الاختيار و نظرية الثواب و العقاب و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر.
و ختّاماً يجدر بنا القول بأن للزيدية أنظاراً اجتماعية و اقتصادية و سياسية لاتكفي هذه الوجيزة للتنويه بها و الإشارة الكافية إليها.
سيّد علي الموسوي نجاد
قم. 1425 للهجرة
تقريظ الأستاذ عبدالسلام الوجيه(6)
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
الحمد للَّه رب العالمين و الصلاة و السلام على محمد بن عبداللَّه خاتم الأنبياء و المرسلين و على آله الطيّبين الطاهرين الذين أذهب عنهم الرجس و طهّرهم تطهيرا
و بعد،
فإن المكتبة الزيدية تمثل تراثاً فكرياً و حضارياً و ثروة عظيمة على جانب كبير من الأهمية للإنسانية بأجمعها فهي شاهد حىّ على إنجازات و مآثر آلالبيت عليهم السلام الذين جاهدوا في اللَّه حقّ جهاده علماً و عملاً و فكراً و سلوكاً و هي اليوم و الحمداللَّه قد بدأ في الانتشار و رأت النور بجهود مخلصة و نادرة بعد أن كادت أن تضيع في دهاليز المكتبات المخطوطة، و قد طبع منها أقلّ القليل إذا عرفنا أن ما تمّ إحصاءه من مؤلفات الزيدية في كتابنا أعلام المؤلفين الزيدية قرابة ستة آلاف عنوان فما طبع لا يساوي إلا نسبة ضئيلة منها.
و السيد الفاضل الباحث المحقّق علي الموسوي نجاد قد سجّل بجهد فردي أغلب ما طبع من كتب الزيدية في محاولة رائعة و جبّارة لرصد و تسجيل مطبوعات الزيدية و هو بهذا العمل الجليل و الهامّ قد أسهم إسهاماً كبيراً و طرق باباً جديداً في محاولة ا لتعرف على كنوز التراث المطبوع و قد رتّب هذا الفهرس بحسب القرون ابتداءاً بالقرن الثاني الهجري و انتهاءاً بالوقت الحاضر القرن الخامس عشر للهجرة النبويّة على صاحبها و آله أفضل الصلاة و السلام، و أوجز عن كل قرن أهمّ المعلومات المفيدة عن أئمة الزيدية و رجالها و علمائها و حركتها الفكرية و التاريخية بصياغة مفيدة و قلم رشيق و لا يسعني في هذه العجالة إلا أن أشيّد بهذا العمل الكبير و الهامّ الذي سيفيد كلّ باحث عن هذا التراث و سيفيد الدارسين و رغم بعد المسافة بين اليمن حيث استقرّت كنوز هذا التراث و بين إيران الإسلام حيث ولد المؤلف الفاضل، فقد عمل ما لم نستطع عمله نحن.
جعله اللَّه في ميزان حسناته و جزاه عنّا و عن كلّ باحث و طالب علم خير الجزاء.
و يسرّني في هذه العجالة أن أعرّف بهذا السيّد تعريفاً موجزاً فأقول:
هو سيّد علي بن سيّد محمّد الموسوي نجاد، ينتهي نسبه إلى الإمام موسى بن جعفر الصادق عليهماالسلام، ولد في جماديالآخرة 1388 ق بمدينة مشهد الرضوي مركز محافظة خراسان شمال شرقي إيران من أسرة علم و أدب، فإن والده سماحة السيّد محمّد الموسوي نجاد من علماء خراسان من مواليد 1350 ق، عاد إلى مشهد بعد هجرة إلى النجف الأشرف و أسّس مدرسة دينية بأسلوب تعليمي حديث، تخرّج منها العشرات و المئات من الشخصيّات و العلماء البارزين و هي حتى اليوم و بعد قرابة أربعين سنة مستمرّة في مشهد.
أما السيد علي فقد أكمل التعليم الإبتدائي و قامت الثورة الإسلاميّة فدخل في نفس المدرسة، لدراسة العلوم الدينية و في أثناء الحرب حضر في جبهات الحرب حاملاً سلاحه و شجاعته العلوية، ملبياً للسيّد الإمام الخُمَيني (قدّس سرّه) حتى نهاية الحرب التي أصيب فيها بإصابات بالغة.
و بعد انتهاء الحرب هاجر إلى قم المقدسة فدرس في حوزتها العلمية في مستوى الخارج بعد دراسة استمرت ثمانى سنوات و خلال هذه السنوات أكمل دراسته في مستوى الماجستير في جامعة قم المقدسة في مادة الفلسفة و الكلام الإسلامي كما وفق لأداء فريضة الحجّ و العمرة أكثر من مرّة و كان خلالها يلتقي و يتحاور مع شخصيات من مذاهب و مشارب مختلفة و يتناقش معهم في الشؤون الدينية و السياسية و عوامل الوحدة بين المسلمين و من بين هذه الشخصيات بعض شخصيات الزيدية الذي عرف منهم المذهب الزيدي فرأى فيه الكثير من المشتركات مع المذهب الإمامي في العلوم و المعارف و شعر بأن هناك فراغاً كبيراً و خللاً و تقصيراً في معرفة المذهب الزيدي من خلال كتبه و أصوله لا من خلال تعريف الآخرين الذين يخبطون خبط عشواء و ينسبون إليه ما ليس فيه، فحاول أن يطالع و يطلع على كتب الزيدية و مؤلفات علمائها و اكتسب الكثير من المعرفة و الاطلاع و المعلومات المهمة عن الزيدية و تعرف على شخصيات معاصرة و زار اليمن في خريف 2002 م فكتب بعض الأبحاث و المقالات في محاولة للتعريف بالزيدية كما هي عليه و من خلال كتبها و مؤلفاتها و كلّ هذا قد تمّ له من خلال حضوره في معهد دراسات الأديان و المذاهب الإسلاميّة و الذي أسّس بقم المقدسة قبل سنوات.
و كان هذا الكتاب الذي بين يديك من ثمار بحثه الرائع و محاولته لحصر الكتب الزيدية المخطوطة و المطبوعة و قد اشتمل كما ذكرت على أغلب الكتب التي صدرت عن علماء الزيدية و نشرت حتى اليوم بحسب ما وصل إليه من معلومات و قد تحرّى الدقّة في نسبة المؤلفين إلى الزيدية و التأكد من زيديتهم أو من نشأتهم الزيدية. و حصر مطبوعات و مؤلفات بعض الشخصيات التي نعتبرها قد خرجت عن خطّ الزيدية الأصيل و مالت إلى الاعتماد على كتب السنة كالشوكاني و ابن الوزير و أمثالهما و هي شخصيات لا يمكن إغفالها باعتبار أنها نشأت في بيئة زيدية و درست في هجر العلم و المدارس الزيدية التقليدية.
إن هذا الكتاب إضافة مهمّة و قيمة إلى المكتبة الزيدية و إلى المكتبة الإمامية و المكتبة الإسلاميّة فهو كتاب حافل سجّل و رصدّ جانباً مهماً من جوانب التراث الاسلامي الأصيل نسأل المولى جلّ و علا أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم و أن يجعله في ميزان حسناته و أن يجزية خير الجزاء عن الإسلام و المسلمين. وفق اللَّه الجميع للنهوض بهذه المهمّة و الارتفاع إلى مستوى التحدي الذي نعايشه.
عبدالسلام بن عبّاس الوجيه
25 ربيع الثاني 1425 للهجرة
..................................................................................
1( منشورات مكتبة آيةاللَّه العظمى المرعشى النجفي، قم، الطبعة الأولى، 1413 ق، ثلاث مجلدات.
2 ( مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافية، عَمّان، الطبعة الأولى، 1420 ق/1999 م.
3) تأسست سنة 1994 ميلاديّة في الولايات المتحدة الأمريكيّة كمؤسسة غير ربحيّة و كان المكتب الرسمي لها و الذي ينسّق الأعمال و طباعة الكتب، في عَمّان، عاصمة المملكة الأردنيّة الهاشميّة و كان معظم البحوث و الدراسات على عهدة مكتبها في صنعاء ترسل إليهم من داخل اليمن. و ذلك لأنها لم تحصل على الموافقة الرسميّة من جانب الحكومة اليمنيّة إلا في السنة الماضية. و لذلك نرى أن الكتب الصادرة أخيراً من المؤسسة، يحمل اسم صنعاء بدلاً من عَمّان.
4) اقتباس ممّا كتبه علي بن عبدالكريم الفضيل شرفالدين في الزيديّة، الطائفة و المذهب و الزيديّة نظريّة و تطبيق.5) لم يرتض بعض كبار علماء المذهب الزيدي لما ذكر و منهم السيد مجدالدين المؤيدي؛ انظر ما كتبه في مقدمة كتاب الزيدية نظرية و تطبيق.
6( السيّد العلاّمة المحقّق عبدالسلام بن عبّاس الوجيه المتوكّل مولده بشهارة اليمن 4 رجب 1376 للهجرة، درس على علماء مدينة شهارة و صنعاء و تخرج من الجامعة سنة 1983 للميلاد؛ له إجازات عامّة من كبار المراجع الزيديّة؛ شارك في تأسيس مؤسّسات و نشاطات علميّة متعدّدة و هو مدير قسم التحقيق في مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافيّة في صنعاء. من أهمّ مؤلفاته:
أعلام المؤلفين الزيديّة، مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن.
و من أهمّ تحقيقاته:
الأمالي الصغرى، الاعتبار و سلوة العارفين، طبقات الزيديّة الكبرى، المجموع المنصوري، مآثر الأبرار، المصابيح الساطعة الأنوار و غيرها.