يروى أن أحد رجال الأعمال الناجحين وكان قد حصد من الثروة نصيبا وافرا .. وبرع بتأسيس الكثير من الشركات والمؤسسات والمرافق ... هذا الرجل الناجح جدا عندما سؤل عن الأمنية التي تحققت له خلال مشوار حياته الحافل .... أجاب عن السؤال بالتالي : حينما كنت طفلا وكانت أمي تمشط فروة رأسي كنت أتمنى من كل قلبي أنه لايوجد شعرة واحدة برأسي ... وقد تحققت تلك الأمنية بالفعل .
وبدوري لي تجربة مع فروة الرأس مع العلم أنني لم أتحول لمليونيرا .... ولامديونيرا بالطبع والحالة مستورة والحمد لله لكن يبدو أن لي مشوارا مشابها لرجل الأعمال ... وكنت حينها طفلا كان من التقليدي حلق فروة الرأس بالسكين الحاد هوليس بالموسى المعروف حاليا .. وكانت حدة السكين ولسعاتها برأسي لها وقع مؤلم لاأنساه على الإطلاق وكنت حينها أحاول الإفلات لكن أبى وآخر يساعده يمسكون بي ... كانوا يداعبونني ويغرونني بشئ حلو ... ولكنني وبعد أن تقع السكين برأسي أنسى حلاوته وأستهل صراخي المعهود.
لكن تجربتي مع الصلعة والمنديل ... لها نكهة خاصة ، حيث كان لنا جار شامي ... أبيض الوجه أسمنه له بطن سمينه بارزة ... كنت حينها طفل وتأثرت بشخصية ذلك الجار... كنت أبحث عن السمنة حتى أشبهه .. وكانت منة السماء أن يحكي لي بعضهم أن الأرز مع الودك (الدهن الحيواني) يفضي لنفخ البطن .. وحاولت وفشلت في البداية ... وبآءت جميع محاولاتي لتقليد شخصية جاري الأسطورية بالفشل الذريع ... لكنني أدركت شيئا أستطعت تقليده به ... فبالحي الذي نقطنه كان المسجد صغير المساحة ... وكان المتأخر خلال صلاة الجمعة تحديدا لايجد مكانا بالداخل وعليه الصلاة بحوش المسجد ... تحت أشعة الشمس .. وكان الجار المتميز يتأخر ولكنه كان يغطي رأسه بمنديل ... وإنبهرت بالمنديل وسحرني منظره ... فقمت وخلال أعوام بصرف معظم مدخراتي من مصروف الجيب بشراء أنواع من المناديل مختلفة الألوان ... وكنت أظعها على رأسي طوال النهار وخلال المقيل بل وعند ساعات النوم .. مما جعل أفراد عائلتي يلقبونني بأبو منديل .
ولم أتعرف على سر ضرورة المنديل إلا عندما تقدمت بي السنون وفقدت منطقة هامة من هامتي حيث تصحرت وتجردت عن ردائها ..
كيف تنبهت ... كيف أبصرت طريقي .... لست أدري .
مع الإعتذار لقصيدة إيليا أبى ماضي " الطلاسم "
خلال العمل الخارجي كنت ملزما أن ألبس غطاء رأس (برنيطة) .... وبملابسنا التقليدية اليمنية يجب وضع الكوفية (الطاقية) على الرأس .. وكما أسلفت تصحرت رأسي ... وخلال رحلة مشي في قيض صحراوي .. كانت رأسي به مكشوفة ... ولم تكن هناك سوى برهة فأحسست أن دماغي يغلي غليا ... وهنا هرولت أبحث عن أقرب ظلال حتى أستطيع جلب الماء لإطفاء النار المستعرة برأسي .... ولكنني عقبها وعقب فترة زمنية تعد بالعقود ...... فهمت أن جارنا لم يكن يضع المنديل على رأسه جزافا أو ترفا .
حكايتي مع الصلعة ..... والمنديل .
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 668
- اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
- اتصال:
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 668
- اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
- اتصال: