من دعاء زين العابدين علي بن الحسين(ع) إذا نظر إلى الهلال :
أيُّهَا الْخَلْقُ الْمُطِيعُ، الدَّائِبُ السَّرِيعُ، الْمُتَرَدِّدُ فِي مَنَازِلِ التَّقْدِيْرِ، الْمُتَصَرِّفُ فِي فَلَكِ التَّدْبِيرِ آمَنْتُ بِمَنْ نَوَّرَ بِكَ الظُّلَمَ، وَأَوْضَحَ بِـكَ الْبُهَمَ؛ وَجَعَلَكَ آيَةً مِنْ آياتِ مُلْكِهِ، وَعَلاَمَةً مِنْ عَلاَمَاتِ سُلْطَانِهِ؛ وَامْتَهَنَكَ بِالزِّيادَةِ وَالنُّقْصَانِ، وَالطُّلُوعِ وَالأُفُولِ، وَالإِنارَةِ وَالْكُسُوفِ، فِي كُلِّ ذَلِكَ أَنْتَ لَهُ مُطِيعٌ، وَإلى إرَادَتِهِ سَرِيعٌ.
سُبْحَانَهُ مَا أَعْجَبَ مَا دَبَّرَ فِيْ أَمْرِكَ! وَأَلْطَفَ مَا صَنَعَ فِي شَأْنِكَ! جَعَلَكَ مِفْتَاحَ شَهْرٍ حَادِثٍ لأَِمْرٍ حادِثٍ.
فَأَسْأَلُ اللهَ رَبِّي وَرَبَّكَ، وَخَالِقِي، وَخَالِقَكَ، وَمُقَدِّرِي وَمُقَدِّرَكَ، وَمُصَوِّرِي، وَمُصَوِّرَكَ: أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَنْ يَجْعَلَكَ هِلاَلَ بَرَكَةٍ لاَ تَمْحَقُهَا الأَيَّامُ، وَطَهَارَةٍ لاَ تُدِّنِّسُهَا الآثامُ؛ هِلاَلَ أَمْنٍ مِنَ الآفاتِ، وَسَلاَمَةٍ مِنَ السَّيِّئاتِ، هِلاَلَ سَعْدٍ لاَ نَحْسَ فِيْهِ، وَيُمْنٍ لاَ نَكَدَ مَعَهُ، وَيُسْرٍ لاَ يُمَازِجُهُ عُسْرٌ، وَخَيْرٍ لاَ يَشُوبُهُ شَرٌّ؛ هِلاَلَ أَمْنٍ وَإيمَانٍ، وَنِعْمَةٍ وَإحْسَانٍ، وَسَلاَمَةٍ وَإسْلاَمٍ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاجْعَلْنَا مِنْ أَرْضَى مَنْ طَلَعَ عَلَيْهِ، وَأَزْكَى مَنْ نَظَرَ إليْهِ، وَأَسْعَدَ مَنْ تَعَبَّدَ لَكَ فِيهِ، وَوَفِّقْنَا فِيهِ لِلتَّوْبَةِ، وَاعْصِمْنَـا فِيْهِ مِنَ الْحَـوْبَةِ، وَاحْفَظْنَا فِيهِ مِنْ مُبَاشَرَةِ مَعْصِيَتِكَ، وَأَوْزِعْنَا فِيهِ شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وَأَلْبِسْنَا فِيهِ جُنَنَ الْعَافِيَةِ، وَأَتْمِمْ عَلَيْنَا بِاسْتِكْمَالِ طَاعَتِكَ فِيهِ الْمِنَّةَ.
إنَّكَ الْمَنَّانُ الْحَمِيدُ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ.
رمضانيات
رمضانيات
لك الحمد من حزب الوصي جعلتني .... ومن تابعي آل الرسول لك الحمد
لك الحمد إذ دليتني وهديتني .... إلى مذهب الآل الشريف لك الحمد
لك الحمد لم أختر سواهم ولم أقل .... بغير مقال جاء عنهم لك الحمد
لك الحمد إذ جنبتني وحميتني .... عن الميل عن آل النبي لك الحمد
لك الحمد إذ دليتني وهديتني .... إلى مذهب الآل الشريف لك الحمد
لك الحمد لم أختر سواهم ولم أقل .... بغير مقال جاء عنهم لك الحمد
لك الحمد إذ جنبتني وحميتني .... عن الميل عن آل النبي لك الحمد
دعاء زين العابدين عند دخول شهر رمضان :
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَانَا لِحَمْدِهِ، وَجَعَلَنَا مِنْ أَهْلِهِ، لِنَكُونَ لإِحْسَانِهِ مِنَ الشَّاكِرِينَ، وَلِيَجْزِيَنَا عَلَى ذَلِكَ جَزَاءَ الْمُحْسِنِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي حَبَانَا بِدِينِهِ، وَاخْتَصَّنَا بِمِلَّتِهِ، وَسَبَّلَنَا فِي سُبُلِ إحْسَانِهِ، لِنَسْلُكَهَا بِمَنِّهِ إلَى رِضْوَانِهِ حَمْدَاً يَتَقَبَّلُهُ مِنَّا، وَيَرْضَى بِهِ عَنَّا. وَالْحَمْدُ لِلّه الَّذِي جَعَلَ مِنْ تِلْكَ السُّبُلِ شَهْرَهُ شَهْرَ رَمَضَانَ شَهْرَ الصِّيَامِ، وَشَهْرَ الإِسْلاَم، وَشَهْرَ الطَّهُورِ، وَشَهْرَ التَّمْحِيْصِ، وَشَهْرَ الْقِيَامِ ﴿الَّذِي أُنْزِلَ فِيْهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقَانِ﴾.
فَأَبَانَ فَضِيْلَتَهُ عَلَى سَائِرِ الشُّهُورِ بِمَا جَعَلَ لَهُ مِنَ الْحُرُمَاتِ الْمَوْفُورَةِ، وَالْفَضَائِلِ الْمَشْهُورَةِ؛ فَحَرَّمَ فِيْهِ ما أَحَلَّ فِي غَيْرِهِ إعْظَاماً؛ وَحَجَرَ فِيْهِ الْمَطَاعِمَ وَالْمَشَارِبَ إكْرَاماً؛ وَجَعَلَ لَهُ وَقْتاً بَيِّناً، لاَ يُجِيزُ-جَلَّ وَعَزَّ- أَنْ يُقَدَّمَ قَبْلَهُ، وَلاَ يَقْبَـلُ أَنْ يُؤَخَّرَ عَنْهُ.
ثُمَّ فَضَّلَ لَيْلَةً وَاحِدَةً مِنْ لَيَالِيهِ عَلَى لَيَالِيْ أَلْفِ شَهْرٍ، وَسَمَّاهَا لَيْلَةَ الْقَدْرِ، تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ؛ سَلاَمٌ دَائِمُ الْبَرَكَةِ إلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ، عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ بِمَا أَحْكَمَ مِنْ قَضَائِهِ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَلْهِمْنَا مَعْرِفَةَ فَضْلِهِ، وَإِجْلاَلَ حُرْمَتِهِ، وَالتَّحَفُّظَ مِمَّا حَظَرْتَ فِيهِ، وَأَعِنَّـا عَلَى صِيَـامِـهِ بِكَفِّ الْجَـوَارِحِ عَنْ مَعَاصِيْكَ، وَاسْتِعْمَالِهَا فِيهِ بِمَا يُرْضِيْكَ حَتَّى لاَ نُصْغِيَ بِأَسْمَاعِنَا إلَى لَغْوٍ، وَلاَ نُسْرِعُ بِأَبْصَارِنَا إلَى لَهْوٍ، وَحَتَّى لاَ نَبْسُطَ أَيْدِيَنَا إلَى مَحْظُورٍ، وَلاَ نَخْطُوَ بِأَقْدَامِنَا إلَى مَحْجُورٍ، وَحَتَّى لاَ تَعِيَ بُطُونُنَا إلاَّ مَا أَحْلَلْتَ، وَلاَ تَنْطِقَ أَلْسِنَتُنَا إلاَّ بِمَا قُلْتَ، وَلاَ نَتَكَلَّفَ إلاَّ ما يُدْنِي مِنْ ثَوَابِكَ، وَلاَ نَتَعَاطَى إلاَّ الَّذِي يَقِيْ مِنْ عِقَابِكَ؛ ثُمَّ خَلِّصْ ذَلِكَ كُلَّهُ مِنْ رِئاءِ الْمُرَائِينَ وَسُمْعَةِ الْمُسْمِعِينَ، لاَ نُشْرِكُ فِيهِ أَحَداً دُونَكَ، وَلاَ نَبْتَغِيْ فِيهِ مُرَاداً سِوَاكَ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَقِفْنَـا فِيْـهِ عَلَى مَـوَاقِيْتِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْس بِحُدُودِهَا الَّتِي حَدَّدْتَ، وَفُرُوضِهَا الَّتِي فَرَضْتَ وَوَظَائِفِهَا الَّتِي وَظَّفْتَ، وَأَوْقَاتِهَا الَّتِي وَقَّتَّ، وَأَنْزِلْنَا فِيهَا مَنْزِلَةَ الْمُصِيْبينَ لِمَنَازِلِهَا الْحَافِظِينَ لأَرْكَانِهَا، الْمُؤَدِّينَ لَهَـا فِي أَوْقَاتِهَـا، عَلَى مَا سَنَّـهُ عَبْدُكَ وَرَسُـولُكَ صَلَوَاتُـكَ عَلَيْهِ وَآلِـهِ، فِي رُكُوعِهَا وَسُجُودِهَا وَجَمِيْعِ فَوَاضِلِهَا عَلَى أَتَمِّ الطَّهُورِ وَأَسْبَغِهِ وَأَبْيَنِ الْخُشُوعِ وَأَبْلَغِهِ.
وَوَفِّقْنَا فِيهِ لأَنْ نَصِلَ أَرْحَامَنَا بِالبِرِّ وَالصِّلَةِ، وَأَنْ نَتَعَاهَدَ جِيرَانَنَا بِالإِفْضَالِ وَالْعَطِيَّةِ؛ وَأَنْ نُخَلِّصَ أَمْوَالَنَا مِنَ التَّبِعَاتِ، وَأَنْ نُطَهِّرَهَا بِإخْرَاجِ الزَّكَوَاتِ.
وَأَنْ نُرَاجِعَ مَنْ هَاجَرَنَـا، وَأَنْ نُنْصِفَ مَنْ ظَلَمَنَا، وَأَنْ نُسَـالِمَ مَنْ عَادَانَا، حَاشَا مَنْ عُودِيَ فِيْكَ وَلَكَ فَإنَّهُ الْعَدُوُّ الَّذِي لاَ نُوالِيهِ، وَالْحِزْبُ الَّذِي لاَ نُصَافِيهِ.
وَأَنْ نَتَقَرَّبَ إلَيْكَ فِيْهِ مِنَ الأَعْمَالِ الزَّاكِيَةِ بِمَا تُطَهِّرُنا بِهِ مِنَ الذُّنُوبِ، وَتَعْصِمُنَا فِيهِ مِمَّا نَسْتَأْنِفُ مِنَ الْعُيُوبِ، حَتَّى لا يُورِدَ عَلَيْكَ أَحَدٌ مِنْ مَلاَئِكَتِكَ إلاَّ دُونَ مَا نُورِدُ مِنْ أَبْوابِ الطَّاعَةِ لَكَ، وَ[أَنْوَاعِ] القُرْبَةِ إلَيْكَ.
اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هَذَا الشَّهْرِ، وَبِحَقِّ مَنْ تَعَبَّدَ لَكَ فِيهِ مِنِ ابْتِدَائِهِ إلَى وَقْتِ فَنَائِهِ: مِنْ مَلَكٍ قَرَّبْتَهُ أَوْ نَبِيٍّ أَرْسَلْتَهُ أَوْ عَبْدٍ صَالِحٍ اخْتَصَصْتَهُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَهِّلْنَا فِيهِ لِمَا وَعَدْتَ أَوْلِياءَكَ مِنْ كَرَامَتِكَ، وَأَوْجِبْ لَنَا فِيهِ مَا أَوْجَبْتَ لأَهْلِ الْمُبَالَغَةِ فِي طَاعَتِكَ، وَاجْعَلْنَا فِي نَظْمِ مَنِ اسْتَحَقَّ الرَّفِيْعَ الأَعْلَى بِرَحْمَتِكَ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَجَنِّبْنَا الإِلْحَادَ فِي تَوْحِيدِكَ وَالتَّقْصِيرَ فِي تَمْجِيدِكَ، وَالشَّكَّ فِي دِينِـكَ وَالْعَمَى عَنْ سَبِيْلِكَ، وَالإِغْفَالَ لِحُرْمَتِكَ، وَالانْخِدَاعَ لِعَدُوِّكَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَإذَا كَانَ لَكَ فِيْ كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِيْ شَهْرِنَا هَذَا رِقَابٌ يُعْتِقُهَا عَفْوُكَ، أَوْ يَهَبُهَا صَفْحُكَ فَاجْعَلْ رِقَابَنَا مِنْ تِلْكَ الرِّقَابِ، وَاجْعَلْنَا لِشَهْرِنَا مِنْ خَيْرِ أَهْلٍ وَأَصْحَاب.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَامْحَقْ ذُنُوبَنَا مَعَ امِّحاقِ هِلاَلِهِ، وَاسْلَخْ عَنَّا تَبِعَاتِنَا مَعَ انْسِلاَخِ أَيَّامِهِ، حَتَّى يَنْقَضِيَ عَنَّا وَقَدْ صَفَّيْتَنَا فِيهِ مِنَ الْخَطِيئاتِ، وَأَخْلَصْتَنَا فِيهِ مِنَ السَّيِّئاتِ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَإنْ مِلْنَا فِيهِ فَعَدِّلْنَا، وَإنْ زِغْنَا فِيهِ فَقَوِّمْنَا، وَإنِ اشْتَمَلَ عَلَيْنَا عَدُوُّكَ الشَّيطَانُ فَاسْتَنْقِذْنَا مِنْهُ.
اللَّهُمَّ اشْحَنْهُ بِعِبَادَتِنَا إيَّاكَ، وَزَيِّنْ أَوْقَاتَهُ بِطَاعَتِنَا لَكَ، وَأَعِنَّا فِي نَهَـارِهِ عَلَى صِيَـامِـهِ، وَفِي لَيْلِهِ عَلَى الصَّـلاَةِ وَالتَّضَرُّعِ إلَيْكَ وَالْخُشُوعِ لَكَ، وَالذِّلَّةِ بَيْنَ يَدَيْكَ، حَتَّى لاَ يَشْهَدَ نَهَارُهُ عَلَيْنَا بِغَفْلَةٍ، وَلاَ لَيْلُهُ بِتَفْرِيطٍ.
اللَّهُمَّ وَاجْعَلْنَا فِي سَائِرِ الشُّهُورِ وَالأَيَّامِ كَذَلِكَ مَا عَمَّرْتَنَا، وَاجْعَلْنَا مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ﴿الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُـون﴾َ، وَمِنَ الَّذِينَ ﴿يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ﴾.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، فِي كُلِّ وَقْتٍ وَكُلِّ أَوَانٍ وَعَلَى كُلِّ حَالٍ عَـدَدَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى مَنْ صَلَّيْتَ عَلَيْهِ، وَأَضْعَافَ ذَلِكَ كُلِّهِ بِالأَضْعافِ الَّتِي لاَ يُحْصِيهَا غَيْرُكَ؛ إنَّكَ فَعَّالٌ لِمَا تُرِيدُ.
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَانَا لِحَمْدِهِ، وَجَعَلَنَا مِنْ أَهْلِهِ، لِنَكُونَ لإِحْسَانِهِ مِنَ الشَّاكِرِينَ، وَلِيَجْزِيَنَا عَلَى ذَلِكَ جَزَاءَ الْمُحْسِنِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي حَبَانَا بِدِينِهِ، وَاخْتَصَّنَا بِمِلَّتِهِ، وَسَبَّلَنَا فِي سُبُلِ إحْسَانِهِ، لِنَسْلُكَهَا بِمَنِّهِ إلَى رِضْوَانِهِ حَمْدَاً يَتَقَبَّلُهُ مِنَّا، وَيَرْضَى بِهِ عَنَّا. وَالْحَمْدُ لِلّه الَّذِي جَعَلَ مِنْ تِلْكَ السُّبُلِ شَهْرَهُ شَهْرَ رَمَضَانَ شَهْرَ الصِّيَامِ، وَشَهْرَ الإِسْلاَم، وَشَهْرَ الطَّهُورِ، وَشَهْرَ التَّمْحِيْصِ، وَشَهْرَ الْقِيَامِ ﴿الَّذِي أُنْزِلَ فِيْهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقَانِ﴾.
فَأَبَانَ فَضِيْلَتَهُ عَلَى سَائِرِ الشُّهُورِ بِمَا جَعَلَ لَهُ مِنَ الْحُرُمَاتِ الْمَوْفُورَةِ، وَالْفَضَائِلِ الْمَشْهُورَةِ؛ فَحَرَّمَ فِيْهِ ما أَحَلَّ فِي غَيْرِهِ إعْظَاماً؛ وَحَجَرَ فِيْهِ الْمَطَاعِمَ وَالْمَشَارِبَ إكْرَاماً؛ وَجَعَلَ لَهُ وَقْتاً بَيِّناً، لاَ يُجِيزُ-جَلَّ وَعَزَّ- أَنْ يُقَدَّمَ قَبْلَهُ، وَلاَ يَقْبَـلُ أَنْ يُؤَخَّرَ عَنْهُ.
ثُمَّ فَضَّلَ لَيْلَةً وَاحِدَةً مِنْ لَيَالِيهِ عَلَى لَيَالِيْ أَلْفِ شَهْرٍ، وَسَمَّاهَا لَيْلَةَ الْقَدْرِ، تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ؛ سَلاَمٌ دَائِمُ الْبَرَكَةِ إلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ، عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ بِمَا أَحْكَمَ مِنْ قَضَائِهِ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَلْهِمْنَا مَعْرِفَةَ فَضْلِهِ، وَإِجْلاَلَ حُرْمَتِهِ، وَالتَّحَفُّظَ مِمَّا حَظَرْتَ فِيهِ، وَأَعِنَّـا عَلَى صِيَـامِـهِ بِكَفِّ الْجَـوَارِحِ عَنْ مَعَاصِيْكَ، وَاسْتِعْمَالِهَا فِيهِ بِمَا يُرْضِيْكَ حَتَّى لاَ نُصْغِيَ بِأَسْمَاعِنَا إلَى لَغْوٍ، وَلاَ نُسْرِعُ بِأَبْصَارِنَا إلَى لَهْوٍ، وَحَتَّى لاَ نَبْسُطَ أَيْدِيَنَا إلَى مَحْظُورٍ، وَلاَ نَخْطُوَ بِأَقْدَامِنَا إلَى مَحْجُورٍ، وَحَتَّى لاَ تَعِيَ بُطُونُنَا إلاَّ مَا أَحْلَلْتَ، وَلاَ تَنْطِقَ أَلْسِنَتُنَا إلاَّ بِمَا قُلْتَ، وَلاَ نَتَكَلَّفَ إلاَّ ما يُدْنِي مِنْ ثَوَابِكَ، وَلاَ نَتَعَاطَى إلاَّ الَّذِي يَقِيْ مِنْ عِقَابِكَ؛ ثُمَّ خَلِّصْ ذَلِكَ كُلَّهُ مِنْ رِئاءِ الْمُرَائِينَ وَسُمْعَةِ الْمُسْمِعِينَ، لاَ نُشْرِكُ فِيهِ أَحَداً دُونَكَ، وَلاَ نَبْتَغِيْ فِيهِ مُرَاداً سِوَاكَ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَقِفْنَـا فِيْـهِ عَلَى مَـوَاقِيْتِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْس بِحُدُودِهَا الَّتِي حَدَّدْتَ، وَفُرُوضِهَا الَّتِي فَرَضْتَ وَوَظَائِفِهَا الَّتِي وَظَّفْتَ، وَأَوْقَاتِهَا الَّتِي وَقَّتَّ، وَأَنْزِلْنَا فِيهَا مَنْزِلَةَ الْمُصِيْبينَ لِمَنَازِلِهَا الْحَافِظِينَ لأَرْكَانِهَا، الْمُؤَدِّينَ لَهَـا فِي أَوْقَاتِهَـا، عَلَى مَا سَنَّـهُ عَبْدُكَ وَرَسُـولُكَ صَلَوَاتُـكَ عَلَيْهِ وَآلِـهِ، فِي رُكُوعِهَا وَسُجُودِهَا وَجَمِيْعِ فَوَاضِلِهَا عَلَى أَتَمِّ الطَّهُورِ وَأَسْبَغِهِ وَأَبْيَنِ الْخُشُوعِ وَأَبْلَغِهِ.
وَوَفِّقْنَا فِيهِ لأَنْ نَصِلَ أَرْحَامَنَا بِالبِرِّ وَالصِّلَةِ، وَأَنْ نَتَعَاهَدَ جِيرَانَنَا بِالإِفْضَالِ وَالْعَطِيَّةِ؛ وَأَنْ نُخَلِّصَ أَمْوَالَنَا مِنَ التَّبِعَاتِ، وَأَنْ نُطَهِّرَهَا بِإخْرَاجِ الزَّكَوَاتِ.
وَأَنْ نُرَاجِعَ مَنْ هَاجَرَنَـا، وَأَنْ نُنْصِفَ مَنْ ظَلَمَنَا، وَأَنْ نُسَـالِمَ مَنْ عَادَانَا، حَاشَا مَنْ عُودِيَ فِيْكَ وَلَكَ فَإنَّهُ الْعَدُوُّ الَّذِي لاَ نُوالِيهِ، وَالْحِزْبُ الَّذِي لاَ نُصَافِيهِ.
وَأَنْ نَتَقَرَّبَ إلَيْكَ فِيْهِ مِنَ الأَعْمَالِ الزَّاكِيَةِ بِمَا تُطَهِّرُنا بِهِ مِنَ الذُّنُوبِ، وَتَعْصِمُنَا فِيهِ مِمَّا نَسْتَأْنِفُ مِنَ الْعُيُوبِ، حَتَّى لا يُورِدَ عَلَيْكَ أَحَدٌ مِنْ مَلاَئِكَتِكَ إلاَّ دُونَ مَا نُورِدُ مِنْ أَبْوابِ الطَّاعَةِ لَكَ، وَ[أَنْوَاعِ] القُرْبَةِ إلَيْكَ.
اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هَذَا الشَّهْرِ، وَبِحَقِّ مَنْ تَعَبَّدَ لَكَ فِيهِ مِنِ ابْتِدَائِهِ إلَى وَقْتِ فَنَائِهِ: مِنْ مَلَكٍ قَرَّبْتَهُ أَوْ نَبِيٍّ أَرْسَلْتَهُ أَوْ عَبْدٍ صَالِحٍ اخْتَصَصْتَهُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَهِّلْنَا فِيهِ لِمَا وَعَدْتَ أَوْلِياءَكَ مِنْ كَرَامَتِكَ، وَأَوْجِبْ لَنَا فِيهِ مَا أَوْجَبْتَ لأَهْلِ الْمُبَالَغَةِ فِي طَاعَتِكَ، وَاجْعَلْنَا فِي نَظْمِ مَنِ اسْتَحَقَّ الرَّفِيْعَ الأَعْلَى بِرَحْمَتِكَ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَجَنِّبْنَا الإِلْحَادَ فِي تَوْحِيدِكَ وَالتَّقْصِيرَ فِي تَمْجِيدِكَ، وَالشَّكَّ فِي دِينِـكَ وَالْعَمَى عَنْ سَبِيْلِكَ، وَالإِغْفَالَ لِحُرْمَتِكَ، وَالانْخِدَاعَ لِعَدُوِّكَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَإذَا كَانَ لَكَ فِيْ كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِيْ شَهْرِنَا هَذَا رِقَابٌ يُعْتِقُهَا عَفْوُكَ، أَوْ يَهَبُهَا صَفْحُكَ فَاجْعَلْ رِقَابَنَا مِنْ تِلْكَ الرِّقَابِ، وَاجْعَلْنَا لِشَهْرِنَا مِنْ خَيْرِ أَهْلٍ وَأَصْحَاب.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَامْحَقْ ذُنُوبَنَا مَعَ امِّحاقِ هِلاَلِهِ، وَاسْلَخْ عَنَّا تَبِعَاتِنَا مَعَ انْسِلاَخِ أَيَّامِهِ، حَتَّى يَنْقَضِيَ عَنَّا وَقَدْ صَفَّيْتَنَا فِيهِ مِنَ الْخَطِيئاتِ، وَأَخْلَصْتَنَا فِيهِ مِنَ السَّيِّئاتِ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَإنْ مِلْنَا فِيهِ فَعَدِّلْنَا، وَإنْ زِغْنَا فِيهِ فَقَوِّمْنَا، وَإنِ اشْتَمَلَ عَلَيْنَا عَدُوُّكَ الشَّيطَانُ فَاسْتَنْقِذْنَا مِنْهُ.
اللَّهُمَّ اشْحَنْهُ بِعِبَادَتِنَا إيَّاكَ، وَزَيِّنْ أَوْقَاتَهُ بِطَاعَتِنَا لَكَ، وَأَعِنَّا فِي نَهَـارِهِ عَلَى صِيَـامِـهِ، وَفِي لَيْلِهِ عَلَى الصَّـلاَةِ وَالتَّضَرُّعِ إلَيْكَ وَالْخُشُوعِ لَكَ، وَالذِّلَّةِ بَيْنَ يَدَيْكَ، حَتَّى لاَ يَشْهَدَ نَهَارُهُ عَلَيْنَا بِغَفْلَةٍ، وَلاَ لَيْلُهُ بِتَفْرِيطٍ.
اللَّهُمَّ وَاجْعَلْنَا فِي سَائِرِ الشُّهُورِ وَالأَيَّامِ كَذَلِكَ مَا عَمَّرْتَنَا، وَاجْعَلْنَا مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ﴿الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُـون﴾َ، وَمِنَ الَّذِينَ ﴿يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ﴾.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، فِي كُلِّ وَقْتٍ وَكُلِّ أَوَانٍ وَعَلَى كُلِّ حَالٍ عَـدَدَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى مَنْ صَلَّيْتَ عَلَيْهِ، وَأَضْعَافَ ذَلِكَ كُلِّهِ بِالأَضْعافِ الَّتِي لاَ يُحْصِيهَا غَيْرُكَ؛ إنَّكَ فَعَّالٌ لِمَا تُرِيدُ.
لك الحمد من حزب الوصي جعلتني .... ومن تابعي آل الرسول لك الحمد
لك الحمد إذ دليتني وهديتني .... إلى مذهب الآل الشريف لك الحمد
لك الحمد لم أختر سواهم ولم أقل .... بغير مقال جاء عنهم لك الحمد
لك الحمد إذ جنبتني وحميتني .... عن الميل عن آل النبي لك الحمد
لك الحمد إذ دليتني وهديتني .... إلى مذهب الآل الشريف لك الحمد
لك الحمد لم أختر سواهم ولم أقل .... بغير مقال جاء عنهم لك الحمد
لك الحمد إذ جنبتني وحميتني .... عن الميل عن آل النبي لك الحمد
بسم الله الرحمن الرحيم
من دعاء علمنا إياه الأستاذ الفاضل صبور الشامي حفظه الله ورعاه:
دعاء كل ليلة من ليالي رمضان
اللهم إني أفتتح الثناء بحمدك ، وأنت مسدد للصواب بمنك ، وأيقنت أنك أرحم
الراحمين في موضع العفو والرحمة وأشد المعاقبين في موضع النكال والنقمة وأعظم
المتجبرين في موضع الكبرياء والعظمة .
اللهم أذنت لي في دعائك ومساءلتك فاسمع يا سميع مدحتي ، وأجب يا رحيم دعوتي ،
وأقل يا غفور عثرتي ، فكم يا لهي من كربة قد فرجتها ، وهموم قد كشفتها وعثرة قد
أقلتها ، ورحمة قد نشرتها ، وحلقة بلاء قد فككتها .
الحمد لله الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي
من الذل وكبره تكبيرا.
الحمد لله بجميع محامده على جميع نعمه كلها .
الحمد لله الذي لا مضاد له في ملكه ولا منازع له في أمره .
الحمد لله الذي لا شريك له في خلقه ولا شبيه له في عظمته .
الحمد لله الفاشي في الخلق أمره وحمده الظاهر بالكرم مجده ، الباسط بالجود يده
الذي لا تنقص خزائنه ولا تزيده كثرة العطاء إلا كرما وجودا انه هو العزيز الوهاب .
اللهم إني أسألك قليلا من كثير مع حاجة بي إليه عظيمة وغناك عنه قديم وهو عندي كثير وهو عليك سهل يسير .
اللهم إن عفوك عن ذنبي وتجاوزك عن خطيئتي وصفحك عن ظلمي وسترك على قبيح عملي
وحلمك عن كثير جرمي عندما كان من خطأي وعمدي أطمعني في أن أسألك ما لا أستوجبه منك ، فصرت أدعوك آمنا وأسألك مستأنسا لا خائفا ولا وجلا مدلا عليك فيما قصدت فيه إليك
فان أبطأ عني عتبت بجهلي عليك ، ولعل الذي أبطأ عني هو خير لي لعلمك بعاقبة الأمور
، فلم أر مولا كريما أصبر على عبد لئيم منك علي .
يا رب انك تدعوني فأولي عنك ، وتتحبب إلي فأتبغض إليك ، وتتودد إلي فلا أقبل منك
كأن لي التطول عليك ثم لم يمنعك ذلك من الرحمة بي والإحسان إلي والتفضل علي بجودك ،
فارحم عبدك الجاهل وجد عليه بفضل إحسانك انك جواد كريم .
الحمد لله مالك الملك مجري الفلك مسخر الرياح فالق الإصباح ديان الدين رب العالمين .
· الحمد لله على حلمه بعد علمه .
· والحمد لله على عفوه بعد قدرته .
· والحمد لله على طول أناته في غضبه والقادر على ما يريد .
· الحمد لله خالق الخلق باسط الرزق ذي الجلال والإكرام والفضل والإحسان الذي بعد فلا يرى وقرب فشهد النجوى تبارك وتعالى .
الحمد لله الذي ليس له منازع يعادله ولا شبيه يشاكله ولا ظهير يعاضده قهر بعزته
الأعزاء وتواضع لعظمته العظماء فبلغ بقدرته ما يشاء .
الحمد لله الذي يجيبني حين أناديه ويستر علي :ل عورة وأنا أعصيه ، ويعظم النعمة
لدي فلا أجازيه ، فكم من موهبة هنيئة قد أعطاني وعظيمة مخوفة قد كفاني وبهجة مونقة
قد أراني ، فأثني عليه حامدا وأذكره مسبحا .
الحمد لله الذي لا يهتك حجابه ولا يغلق بابه ولا يرد سائله ولا يخيب آمله .
·الحمد لله الذي يؤمن الخائفين وينجي الصادقين ويرفع المستضعفين ويضع المستكبرين
ويهلك ملوكا ويستخلف آخرين .
الحمد لله قاصم الجبارين مدرك الهاربين نكال الظالمين صريخ المستصرخين موضع حاجات
الطالبين معتمد المؤمنين .
الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها ، وتموج البحار
ومن يسبح في غمراتها .
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله .
الحمد لله الذي يخلق ولم يخلق ويرزق ولا يرزق ، ويطعم ولا يطعم ، ويميت الأحياء
ويحيي الموتى ، وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير .
اللهم صل على محمد عبدك ورسولك وأمينك وصفيك وحبيبك وخيرتك من خلقك وحافظ سرك
ومبلغ رسالاتك أفضل وأحسن وأجمل وأكمل وأزكى وأنمى وأطيب وأطهر وأسنى وأكثر ما
صليت وباركت وترحمت وتحننت وسلمت على أحد من عبادك وأنبيائك ورسلك وصفوتك وأهل
الكرامة عليك من خلقك .
اللهم وصل على أمير المؤمنين ووصي رسول رب العالمين عبدك ووليك وأخي رسولك وحجتك
على خلقك.
وصل على الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين .
وصل على سبطي الرحمة وإمامي الهدى الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة .
وصل على أئمة المسلمين حججك على عبادك وأمنائك في بلادك صلاة كثيرة دائمة.
اللهم برحمتك في الصالحين فأدخلنا وفي عليين فارفعنا وبكأس من معين من عين سلسبيل
فاسقنا، ومن الحور العين فزوجنا ومن الولدان المخلدين كأنهم لؤلؤ مكنون فأخدمنا ،
ومن ثمار الجنة ولحوم الطير فأطعمنا ، ومن ثياب السندس والحرير والاستبرق فاكسنا
وليلة القد وحج بيتك الحرام ، وقتلا في سبيلك فوفق لنا ، وصالح الدعاء والمسألة
فاستجب لنا ، وإذا جمعت الأولين والآخرين يوم القيامة فارحمنا ، وبراءة من النار
فاكتب لنا ، وفي جهنم فلا تغللنا ، وفي عذابك وهوانك فلا تبتلنا ، ومن الزقوم
والضريع فلا تطعمنا ، ومع الشياطين فلا تجعلنا ، وفي النار على وجوهنا فلا تكبنا ،
ومن كل سوء يا لا اله إلا أنت بحق لا اله إلا أنت فنجنا.
من دعاء علمنا إياه الأستاذ الفاضل صبور الشامي حفظه الله ورعاه:
دعاء كل ليلة من ليالي رمضان
اللهم إني أفتتح الثناء بحمدك ، وأنت مسدد للصواب بمنك ، وأيقنت أنك أرحم
الراحمين في موضع العفو والرحمة وأشد المعاقبين في موضع النكال والنقمة وأعظم
المتجبرين في موضع الكبرياء والعظمة .
اللهم أذنت لي في دعائك ومساءلتك فاسمع يا سميع مدحتي ، وأجب يا رحيم دعوتي ،
وأقل يا غفور عثرتي ، فكم يا لهي من كربة قد فرجتها ، وهموم قد كشفتها وعثرة قد
أقلتها ، ورحمة قد نشرتها ، وحلقة بلاء قد فككتها .
الحمد لله الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي
من الذل وكبره تكبيرا.
الحمد لله بجميع محامده على جميع نعمه كلها .
الحمد لله الذي لا مضاد له في ملكه ولا منازع له في أمره .
الحمد لله الذي لا شريك له في خلقه ولا شبيه له في عظمته .
الحمد لله الفاشي في الخلق أمره وحمده الظاهر بالكرم مجده ، الباسط بالجود يده
الذي لا تنقص خزائنه ولا تزيده كثرة العطاء إلا كرما وجودا انه هو العزيز الوهاب .
اللهم إني أسألك قليلا من كثير مع حاجة بي إليه عظيمة وغناك عنه قديم وهو عندي كثير وهو عليك سهل يسير .
اللهم إن عفوك عن ذنبي وتجاوزك عن خطيئتي وصفحك عن ظلمي وسترك على قبيح عملي
وحلمك عن كثير جرمي عندما كان من خطأي وعمدي أطمعني في أن أسألك ما لا أستوجبه منك ، فصرت أدعوك آمنا وأسألك مستأنسا لا خائفا ولا وجلا مدلا عليك فيما قصدت فيه إليك
فان أبطأ عني عتبت بجهلي عليك ، ولعل الذي أبطأ عني هو خير لي لعلمك بعاقبة الأمور
، فلم أر مولا كريما أصبر على عبد لئيم منك علي .
يا رب انك تدعوني فأولي عنك ، وتتحبب إلي فأتبغض إليك ، وتتودد إلي فلا أقبل منك
كأن لي التطول عليك ثم لم يمنعك ذلك من الرحمة بي والإحسان إلي والتفضل علي بجودك ،
فارحم عبدك الجاهل وجد عليه بفضل إحسانك انك جواد كريم .
الحمد لله مالك الملك مجري الفلك مسخر الرياح فالق الإصباح ديان الدين رب العالمين .
· الحمد لله على حلمه بعد علمه .
· والحمد لله على عفوه بعد قدرته .
· والحمد لله على طول أناته في غضبه والقادر على ما يريد .
· الحمد لله خالق الخلق باسط الرزق ذي الجلال والإكرام والفضل والإحسان الذي بعد فلا يرى وقرب فشهد النجوى تبارك وتعالى .
الحمد لله الذي ليس له منازع يعادله ولا شبيه يشاكله ولا ظهير يعاضده قهر بعزته
الأعزاء وتواضع لعظمته العظماء فبلغ بقدرته ما يشاء .
الحمد لله الذي يجيبني حين أناديه ويستر علي :ل عورة وأنا أعصيه ، ويعظم النعمة
لدي فلا أجازيه ، فكم من موهبة هنيئة قد أعطاني وعظيمة مخوفة قد كفاني وبهجة مونقة
قد أراني ، فأثني عليه حامدا وأذكره مسبحا .
الحمد لله الذي لا يهتك حجابه ولا يغلق بابه ولا يرد سائله ولا يخيب آمله .
·الحمد لله الذي يؤمن الخائفين وينجي الصادقين ويرفع المستضعفين ويضع المستكبرين
ويهلك ملوكا ويستخلف آخرين .
الحمد لله قاصم الجبارين مدرك الهاربين نكال الظالمين صريخ المستصرخين موضع حاجات
الطالبين معتمد المؤمنين .
الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها ، وتموج البحار
ومن يسبح في غمراتها .
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله .
الحمد لله الذي يخلق ولم يخلق ويرزق ولا يرزق ، ويطعم ولا يطعم ، ويميت الأحياء
ويحيي الموتى ، وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير .
اللهم صل على محمد عبدك ورسولك وأمينك وصفيك وحبيبك وخيرتك من خلقك وحافظ سرك
ومبلغ رسالاتك أفضل وأحسن وأجمل وأكمل وأزكى وأنمى وأطيب وأطهر وأسنى وأكثر ما
صليت وباركت وترحمت وتحننت وسلمت على أحد من عبادك وأنبيائك ورسلك وصفوتك وأهل
الكرامة عليك من خلقك .
اللهم وصل على أمير المؤمنين ووصي رسول رب العالمين عبدك ووليك وأخي رسولك وحجتك
على خلقك.
وصل على الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين .
وصل على سبطي الرحمة وإمامي الهدى الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة .
وصل على أئمة المسلمين حججك على عبادك وأمنائك في بلادك صلاة كثيرة دائمة.
اللهم برحمتك في الصالحين فأدخلنا وفي عليين فارفعنا وبكأس من معين من عين سلسبيل
فاسقنا، ومن الحور العين فزوجنا ومن الولدان المخلدين كأنهم لؤلؤ مكنون فأخدمنا ،
ومن ثمار الجنة ولحوم الطير فأطعمنا ، ومن ثياب السندس والحرير والاستبرق فاكسنا
وليلة القد وحج بيتك الحرام ، وقتلا في سبيلك فوفق لنا ، وصالح الدعاء والمسألة
فاستجب لنا ، وإذا جمعت الأولين والآخرين يوم القيامة فارحمنا ، وبراءة من النار
فاكتب لنا ، وفي جهنم فلا تغللنا ، وفي عذابك وهوانك فلا تبتلنا ، ومن الزقوم
والضريع فلا تطعمنا ، ومع الشياطين فلا تجعلنا ، وفي النار على وجوهنا فلا تكبنا ،
ومن كل سوء يا لا اله إلا أنت بحق لا اله إلا أنت فنجنا.
لك الحمد من حزب الوصي جعلتني .... ومن تابعي آل الرسول لك الحمد
لك الحمد إذ دليتني وهديتني .... إلى مذهب الآل الشريف لك الحمد
لك الحمد لم أختر سواهم ولم أقل .... بغير مقال جاء عنهم لك الحمد
لك الحمد إذ جنبتني وحميتني .... عن الميل عن آل النبي لك الحمد
لك الحمد إذ دليتني وهديتني .... إلى مذهب الآل الشريف لك الحمد
لك الحمد لم أختر سواهم ولم أقل .... بغير مقال جاء عنهم لك الحمد
لك الحمد إذ جنبتني وحميتني .... عن الميل عن آل النبي لك الحمد
بسم الله الرحمن الرحيم
وكذلك من نصائح للأستاذ صبور الشامي حفظه الله ورعاه:
أعمال مستحبة في شهر رمضان الفضيل :
1- دعاء دخول شهر رمضان ( الصحيفة السجادية ) .
2- التقرب إلى الله بما تستطيع من أعمال البر فإنها مضاعفة في الشهر وليكن لك ورد من الصلاة الليلية ثمان ركعات مثلا تصلي ركعتين وتسلم وهكذا وتختم بالوتر ثلاث ركعات إن لم تكن قد صليتها بعد العشاء .
3- ولتكن صلاتك بينك وبين الله فهذا الوجه المشروع المسنون .
4- لا تترك الدعاء أبدا في كل ما تستطيعه من الأوقات والله تعالى يقول ( أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون).
5- مثلا مما يمكن أن نحافظ عليه هذا الدعاء بعد الصلوات الخمس :
(اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم أدخل على أهل القبور السرور
اللهم أغن كل فقير
اللهم أشبع كل جائع
اللهم اكس كل عريان
اللهم أعنا على فعل الخير ونبذ الشر
اللهم اقض دين كل مدين
اللهم فرج عن كل مكروب
اللهم رد كل غريب
اللهم فك كل أسير
اللهم أصلح كل فاسد من أمور المسلمين
اللهم اشف كل مريض
اللهم سد فقرنا بغناك
اللهم غير سوء حالنا بحسن حالك
اللهم اقض عنا الدين وأغننا من الفقر انك على كل شيء قدير
ياعلي يا عظيم ، ياغفور يارحيم ، أنت الرب العظيم الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، وهذا شهر شرفته وعظمته وكرمته وفضلته على الشهور ، وهو الشهر الذي فرضت صيامه علي ، وهو شهر رمضان الذي أنزلت فيه القرآن ، هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ، وجعلت فيه ليلة القدر وجعلتها خيرا من ألف شهر ، فياذا المن ولا يمن عليك من علي بفكاك رقبتي من النار قيمن تمن عليه ، وأدخلني الجنة برحمتك يا أرحم الراحمين ).
تدعو بهذا أو بما سواه من الأدعية الكثيرة الواسعة .
6- المحافظة على قراءة تدبرية تفهمية لكتاب الله العزيز يزيد ذلك أم ينقص لا يهم وإنما المهم التمعن والتأمل والفقه لتلك الآيات فانك بذلك تزيد من إيمانك ومعرفتك بربك العزيز القهار .
وفقنا الله لما يحبه ويرضاه وتقبل منا ومنكم صالح الأعمال وجعلنا من أهل طاعته ولا حول ولا قوة إلا بالله وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين الغر الميامين وسلم تسليما كثيرا .
وكذلك من نصائح للأستاذ صبور الشامي حفظه الله ورعاه:
أعمال مستحبة في شهر رمضان الفضيل :
1- دعاء دخول شهر رمضان ( الصحيفة السجادية ) .
2- التقرب إلى الله بما تستطيع من أعمال البر فإنها مضاعفة في الشهر وليكن لك ورد من الصلاة الليلية ثمان ركعات مثلا تصلي ركعتين وتسلم وهكذا وتختم بالوتر ثلاث ركعات إن لم تكن قد صليتها بعد العشاء .
3- ولتكن صلاتك بينك وبين الله فهذا الوجه المشروع المسنون .
4- لا تترك الدعاء أبدا في كل ما تستطيعه من الأوقات والله تعالى يقول ( أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون).
5- مثلا مما يمكن أن نحافظ عليه هذا الدعاء بعد الصلوات الخمس :
(اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم أدخل على أهل القبور السرور
اللهم أغن كل فقير
اللهم أشبع كل جائع
اللهم اكس كل عريان
اللهم أعنا على فعل الخير ونبذ الشر
اللهم اقض دين كل مدين
اللهم فرج عن كل مكروب
اللهم رد كل غريب
اللهم فك كل أسير
اللهم أصلح كل فاسد من أمور المسلمين
اللهم اشف كل مريض
اللهم سد فقرنا بغناك
اللهم غير سوء حالنا بحسن حالك
اللهم اقض عنا الدين وأغننا من الفقر انك على كل شيء قدير
ياعلي يا عظيم ، ياغفور يارحيم ، أنت الرب العظيم الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، وهذا شهر شرفته وعظمته وكرمته وفضلته على الشهور ، وهو الشهر الذي فرضت صيامه علي ، وهو شهر رمضان الذي أنزلت فيه القرآن ، هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ، وجعلت فيه ليلة القدر وجعلتها خيرا من ألف شهر ، فياذا المن ولا يمن عليك من علي بفكاك رقبتي من النار قيمن تمن عليه ، وأدخلني الجنة برحمتك يا أرحم الراحمين ).
تدعو بهذا أو بما سواه من الأدعية الكثيرة الواسعة .
6- المحافظة على قراءة تدبرية تفهمية لكتاب الله العزيز يزيد ذلك أم ينقص لا يهم وإنما المهم التمعن والتأمل والفقه لتلك الآيات فانك بذلك تزيد من إيمانك ومعرفتك بربك العزيز القهار .
وفقنا الله لما يحبه ويرضاه وتقبل منا ومنكم صالح الأعمال وجعلنا من أهل طاعته ولا حول ولا قوة إلا بالله وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين الغر الميامين وسلم تسليما كثيرا .
لك الحمد من حزب الوصي جعلتني .... ومن تابعي آل الرسول لك الحمد
لك الحمد إذ دليتني وهديتني .... إلى مذهب الآل الشريف لك الحمد
لك الحمد لم أختر سواهم ولم أقل .... بغير مقال جاء عنهم لك الحمد
لك الحمد إذ جنبتني وحميتني .... عن الميل عن آل النبي لك الحمد
لك الحمد إذ دليتني وهديتني .... إلى مذهب الآل الشريف لك الحمد
لك الحمد لم أختر سواهم ولم أقل .... بغير مقال جاء عنهم لك الحمد
لك الحمد إذ جنبتني وحميتني .... عن الميل عن آل النبي لك الحمد
دعاء شهر رمضان المبارك
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم هذا شهر رمضان الذي أنزلت فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان وهذا شهر الصيام وهذا شهر القيام وهذا شهر الإنابة وهذا شهر التوبة وهذا شهر المغفرة والرحمة وهذا شهر العتق من النار والفوز بالجنة وهذا شهر فيه ليلة القدر خير من ألف شهر اللهم فصل على محمد وآل محمد وأعني على صيامه وقيامه وسلمه لي وسلمني فيه وأعني عليه بأفضل عونك ووفقني فيه لطاعتك وطاعة رسولك وأوليائك اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وفرغني فيه لعبادتك ودعائك وتلاوة كتابك وأعظم لي فيه البركة وأحسن لي فيه العافية واحرز لي فيه التوبة وأصح بدني وأوسع لي فيه رزقي واكفني فيه ما أهمني واستجب فيه دعائي وبلغني فيه أملي ورجائي اللهم صل على محمد وعلى آل محمد واذهب عني فيه النعاس والكسل والسآمة والفترة والغفلة والقسوة والغفلة والغرة وجنبني فيه العلل والأسقام والهموم والأحزان والأعراض والأمراض والخطايا والذنوب واصرف عني فيه السوء والفحشاء والجهد والبلاء والتعب والعناء إنك سميع الدعاء اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وأعذني فيه من الشيطان الرجيم وهمزه ولمزه ونفثه ونفخه ووسوسته وتثبيطه وبطشه وكيده ومكره وحبائله وخدعه وأمانيه وغروره وفتنته وخيله ورجله وأحزابه وأتباعه وأشياعه وأوليائه وشركائه وجميع مكائده اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وارزقنا قيامه وصيامه وبلوغ الأمل فيه وفي قيامه واستكمال ما يرضيك عني صبراً واحتساباً وإيماناً ويقيناً ثم تقبل مني بالأضعاف الكثيرة والأجر العظيم يا رب العالمين اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وارزقني الحجة والعمرة والجد والاجتهاد والقوة والنشاط والإنابة والتوبة والتوفيق والخير المقبول والقربة والرهبة والرغبة والتضرع والخشوع والرقة والنية الصادقة وصدق اللسان والوجل منك والرجاء لك والتوكل عليك والثقة بك والورع عن محارمك مع صالح القول ومقبول السعي ومرفوع العمل ومستجاب الدعوة ولا تحل بيني وبين شيء من ذلك بعرض ولا مرض ولا هم ولا غم ولا سقم ولا غفلة ولا نسيان بل بالتعاهد والتحفظ لك وفيك والرعاية لحقك والوفاء بعهدك ووعدك برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم صل على محمد وعلى آل محمد واقسم لي فيه أفضل ما تقسمه لعبادك الصالحين واعطني فيه أفضل ما تعطي أوليائك المقربين من الرحمة والمغفرة والعتق من النار والفوز بالجنة وخير الدنيا والآخرة اللهم صل على محمد وعلى آل محمد واجعل دعائي فيه إليك واصلاً ورحمتك وخيرك إلي فيه نازلاً وعملي فيه مقبولاً وسعيي فيه مشكوراً وذنبي فيه مغفوراً حتى يكون نصيبي فيه الأكبر وحظي الأوفر اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ووفقني فيه لليلة القدر على أفضل حال تحب أن يكون عليها أحد من أوليائك وأرضاها لك ثم اجعلها لي خيراً من ألف شهر وارزقني فيها أفضل ما رزقت أحداً ممن بلغته إياها وأكرمته بها واجعلني فيها من عتقائك من جهنم وطلقائك من النار وسعدائي خلفك بمغفرتك ورضوانك يا أرحم الراحمين اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وارزقنا في شهرنا هذا الجد والاجتهاد والقوة والنشاط لما تحب وترضى اللهم رب الفجر وليال عشر والشفع والوتر ورب شهر رمضان وما أنزلت فيه من القرآن ورب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل وجميع الملائكة المقربين ورب ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب ورب موسى وعيسى وجميع النبيين والمرسلين ورب محمد خاتم النبيين صلوات الله عليهم أجمعين وأسألك بحقك عليهم وبحقهم عليك وبحقك العظيم عليهم لما صليت عليه وآله وعليهم أجمعين ونظرت إلي نظرة رحيمة ترضى بها عني رضاً لا تسخط علي بعده أبداً وأعطيتني جميع سؤلي ورغبتي وأمنيتي وإرادتي وصرفت عني ما أكره واحذر وأخاف على نفسي وما لا أخاف وعن أهلي ومالي وأخواني وذريتي وقرابتي والمؤمنين اللهم إليك فرارنا من ذنوبنا فآونا تائبين وتب علينا مستغفرين واغفر لنا متعوذين وأعذنا من الشيطان الرجيم ولا تخذلنا راهبين وأمنّا راغبين وشفعنا سائلين وأعطنا إنك سميع الدعاء قريب مجيب اللهم أنت ربي وأنا عبدك وأحق من سأل العبد ربه ولم يسأل العباد مثلك كرماً وجوداً ويا موضع شكوى السائلين ويا منتهى حاجة الراغبين ويا غياث المستغيثين ويا مجيب دعوة المضطرين ويا ملجأ الهاريبن يا صريخ المستصرخين ويا كاشف كرب المكروبين ويا فارج هم المهمومين ويا كاشف الكرب العظيم يا الله يا رحمن يا رحيم يا أرحم الراحمين صل على محمد وعلى آل محمد واغفر لي ذنوبي وعيوبي وإساءتي وظلمي وجرمي وإسرافي على نفسي وارزقني من فضلك ورحمتك فإنه لا يملكها غيرك واعف عني واغفر لي كل ما سلف من ذنوبي واعصمني فيما بقي من عمري واستر علي وعلى والدي وأولادي وقرابتي وأهل مودتي ومن كان مني بسبيل من المؤمنين والمؤمنات في الدنيا والآخرة فإن ذلك كله بيدك وأنت واسع المغفرة فلا تخيبني يا سيدي ولا ترد دعائي ولا ترد يدي إلى نحري حتى تفعل ذلك بي وتستجب لي ما سألتك وتزيدني من فضلك فإنك على كل شيء قدير نحن إليك راغبون اللهم لك الأسماء الحسنى والأمثال العليا والكبرياء والآلاء أسألك بسمك بسم الله الرحمن الرحيم إنك كنت قضيت في هذه الليلة تنزُّل الملائكة والروح فيها أن تصل على محمد وعلى آل محمد وأن تجعل اسمي من السعداء وروحي من الشهداء وإحساني في عليين وإساءتي مغفورة وأن تهب لي يقيناً تباشر به قلبي وإيماناً لا يشوبه شك ورضا بما قسمت لي وآتني في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقني عذاب النار وإن لم تكن قضيت في هذه الليلة تنزُّل الملائكة والروح فيها فأخرني إلى ذلك وارزقني فيها ذكرك وشكرك وطاعتك وحسن عبادتك و صل على محمد وعلى آل محمد بأفضل صلواتك يا أرحم الراحمين يا أحد يا صمد يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد يا رب محمد وآل محمد اغضب اليوم لمحمد ولأبرار عترته واقتل أعدائهم بددا وأحصهم عددا ولا تدع على ظهر الأرضين منهم أحدا ولا تغفر لهم أبدا يا حسن الصحبة يا خلفة النبيين أنت ارحم الراحمين المبدئ البديع الذي ليس كمثله شيء والدائم غير الغافل الحي الذي لا يموت أنت خليفة محمد وناصر محمد فانصر أوليائك المؤمنين القائمين بالقسط يا إله العالمين صل على محمد وعلى آل محمد وارزقني الحج والعمرة في عامنا هذا وفي كل عام برحمتك يا أرحم الراحمين .
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين...
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم هذا شهر رمضان الذي أنزلت فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان وهذا شهر الصيام وهذا شهر القيام وهذا شهر الإنابة وهذا شهر التوبة وهذا شهر المغفرة والرحمة وهذا شهر العتق من النار والفوز بالجنة وهذا شهر فيه ليلة القدر خير من ألف شهر اللهم فصل على محمد وآل محمد وأعني على صيامه وقيامه وسلمه لي وسلمني فيه وأعني عليه بأفضل عونك ووفقني فيه لطاعتك وطاعة رسولك وأوليائك اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وفرغني فيه لعبادتك ودعائك وتلاوة كتابك وأعظم لي فيه البركة وأحسن لي فيه العافية واحرز لي فيه التوبة وأصح بدني وأوسع لي فيه رزقي واكفني فيه ما أهمني واستجب فيه دعائي وبلغني فيه أملي ورجائي اللهم صل على محمد وعلى آل محمد واذهب عني فيه النعاس والكسل والسآمة والفترة والغفلة والقسوة والغفلة والغرة وجنبني فيه العلل والأسقام والهموم والأحزان والأعراض والأمراض والخطايا والذنوب واصرف عني فيه السوء والفحشاء والجهد والبلاء والتعب والعناء إنك سميع الدعاء اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وأعذني فيه من الشيطان الرجيم وهمزه ولمزه ونفثه ونفخه ووسوسته وتثبيطه وبطشه وكيده ومكره وحبائله وخدعه وأمانيه وغروره وفتنته وخيله ورجله وأحزابه وأتباعه وأشياعه وأوليائه وشركائه وجميع مكائده اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وارزقنا قيامه وصيامه وبلوغ الأمل فيه وفي قيامه واستكمال ما يرضيك عني صبراً واحتساباً وإيماناً ويقيناً ثم تقبل مني بالأضعاف الكثيرة والأجر العظيم يا رب العالمين اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وارزقني الحجة والعمرة والجد والاجتهاد والقوة والنشاط والإنابة والتوبة والتوفيق والخير المقبول والقربة والرهبة والرغبة والتضرع والخشوع والرقة والنية الصادقة وصدق اللسان والوجل منك والرجاء لك والتوكل عليك والثقة بك والورع عن محارمك مع صالح القول ومقبول السعي ومرفوع العمل ومستجاب الدعوة ولا تحل بيني وبين شيء من ذلك بعرض ولا مرض ولا هم ولا غم ولا سقم ولا غفلة ولا نسيان بل بالتعاهد والتحفظ لك وفيك والرعاية لحقك والوفاء بعهدك ووعدك برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم صل على محمد وعلى آل محمد واقسم لي فيه أفضل ما تقسمه لعبادك الصالحين واعطني فيه أفضل ما تعطي أوليائك المقربين من الرحمة والمغفرة والعتق من النار والفوز بالجنة وخير الدنيا والآخرة اللهم صل على محمد وعلى آل محمد واجعل دعائي فيه إليك واصلاً ورحمتك وخيرك إلي فيه نازلاً وعملي فيه مقبولاً وسعيي فيه مشكوراً وذنبي فيه مغفوراً حتى يكون نصيبي فيه الأكبر وحظي الأوفر اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ووفقني فيه لليلة القدر على أفضل حال تحب أن يكون عليها أحد من أوليائك وأرضاها لك ثم اجعلها لي خيراً من ألف شهر وارزقني فيها أفضل ما رزقت أحداً ممن بلغته إياها وأكرمته بها واجعلني فيها من عتقائك من جهنم وطلقائك من النار وسعدائي خلفك بمغفرتك ورضوانك يا أرحم الراحمين اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وارزقنا في شهرنا هذا الجد والاجتهاد والقوة والنشاط لما تحب وترضى اللهم رب الفجر وليال عشر والشفع والوتر ورب شهر رمضان وما أنزلت فيه من القرآن ورب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل وجميع الملائكة المقربين ورب ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب ورب موسى وعيسى وجميع النبيين والمرسلين ورب محمد خاتم النبيين صلوات الله عليهم أجمعين وأسألك بحقك عليهم وبحقهم عليك وبحقك العظيم عليهم لما صليت عليه وآله وعليهم أجمعين ونظرت إلي نظرة رحيمة ترضى بها عني رضاً لا تسخط علي بعده أبداً وأعطيتني جميع سؤلي ورغبتي وأمنيتي وإرادتي وصرفت عني ما أكره واحذر وأخاف على نفسي وما لا أخاف وعن أهلي ومالي وأخواني وذريتي وقرابتي والمؤمنين اللهم إليك فرارنا من ذنوبنا فآونا تائبين وتب علينا مستغفرين واغفر لنا متعوذين وأعذنا من الشيطان الرجيم ولا تخذلنا راهبين وأمنّا راغبين وشفعنا سائلين وأعطنا إنك سميع الدعاء قريب مجيب اللهم أنت ربي وأنا عبدك وأحق من سأل العبد ربه ولم يسأل العباد مثلك كرماً وجوداً ويا موضع شكوى السائلين ويا منتهى حاجة الراغبين ويا غياث المستغيثين ويا مجيب دعوة المضطرين ويا ملجأ الهاريبن يا صريخ المستصرخين ويا كاشف كرب المكروبين ويا فارج هم المهمومين ويا كاشف الكرب العظيم يا الله يا رحمن يا رحيم يا أرحم الراحمين صل على محمد وعلى آل محمد واغفر لي ذنوبي وعيوبي وإساءتي وظلمي وجرمي وإسرافي على نفسي وارزقني من فضلك ورحمتك فإنه لا يملكها غيرك واعف عني واغفر لي كل ما سلف من ذنوبي واعصمني فيما بقي من عمري واستر علي وعلى والدي وأولادي وقرابتي وأهل مودتي ومن كان مني بسبيل من المؤمنين والمؤمنات في الدنيا والآخرة فإن ذلك كله بيدك وأنت واسع المغفرة فلا تخيبني يا سيدي ولا ترد دعائي ولا ترد يدي إلى نحري حتى تفعل ذلك بي وتستجب لي ما سألتك وتزيدني من فضلك فإنك على كل شيء قدير نحن إليك راغبون اللهم لك الأسماء الحسنى والأمثال العليا والكبرياء والآلاء أسألك بسمك بسم الله الرحمن الرحيم إنك كنت قضيت في هذه الليلة تنزُّل الملائكة والروح فيها أن تصل على محمد وعلى آل محمد وأن تجعل اسمي من السعداء وروحي من الشهداء وإحساني في عليين وإساءتي مغفورة وأن تهب لي يقيناً تباشر به قلبي وإيماناً لا يشوبه شك ورضا بما قسمت لي وآتني في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقني عذاب النار وإن لم تكن قضيت في هذه الليلة تنزُّل الملائكة والروح فيها فأخرني إلى ذلك وارزقني فيها ذكرك وشكرك وطاعتك وحسن عبادتك و صل على محمد وعلى آل محمد بأفضل صلواتك يا أرحم الراحمين يا أحد يا صمد يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد يا رب محمد وآل محمد اغضب اليوم لمحمد ولأبرار عترته واقتل أعدائهم بددا وأحصهم عددا ولا تدع على ظهر الأرضين منهم أحدا ولا تغفر لهم أبدا يا حسن الصحبة يا خلفة النبيين أنت ارحم الراحمين المبدئ البديع الذي ليس كمثله شيء والدائم غير الغافل الحي الذي لا يموت أنت خليفة محمد وناصر محمد فانصر أوليائك المؤمنين القائمين بالقسط يا إله العالمين صل على محمد وعلى آل محمد وارزقني الحج والعمرة في عامنا هذا وفي كل عام برحمتك يا أرحم الراحمين .
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين...
لك الحمد من حزب الوصي جعلتني .... ومن تابعي آل الرسول لك الحمد
لك الحمد إذ دليتني وهديتني .... إلى مذهب الآل الشريف لك الحمد
لك الحمد لم أختر سواهم ولم أقل .... بغير مقال جاء عنهم لك الحمد
لك الحمد إذ جنبتني وحميتني .... عن الميل عن آل النبي لك الحمد
لك الحمد إذ دليتني وهديتني .... إلى مذهب الآل الشريف لك الحمد
لك الحمد لم أختر سواهم ولم أقل .... بغير مقال جاء عنهم لك الحمد
لك الحمد إذ جنبتني وحميتني .... عن الميل عن آل النبي لك الحمد
دعاء السجاد عليه السلام في وداع شهر رمضان:
اللَّهُمَّ يَا مَنْ لاَ يَرْغَبُ فِي الْجَزَاءِ، وَ يَا مَنْ لاَ يَنْدَمُ عَلَى الْعَطَاءِ، وَيَا مَنْ لاَ يُكَافِئُ عَبْدَهُ عَلَى السَّواء مِنَّتُكَ ابْتِدَاءٌ، وَعَفْوُكَ تَفَضُّلٌ، وَعُقُوبَتُكَ عَـدْلٌ، وَقَضَاؤُكَ خِيَرَةٌ؛ إنْ أَعْطَيْتَ لَمْ تَشُبْ عَطَاءَكَ بِمَنٍّ، وَإنْ مَنَعْتَ لَمْ يَكُنْ مَنْعُكَ تَعَدِّياً؛ تَشْكُرُ مَنْ شَكَرَكَ وَأَنْتَ أَلْهَمْتَهُ شُكْرَكَ، وَتُكَافِئُ مَنْ حَمِدَكَ وَأَنْتَ عَلَّمْتَهُ حَمْدَكَ، تَسْتُرُ عَلَى مَنْ لَوْ شِئْتَ فَضَحْتَـهُ وَتَجُودُ عَلَى مَنْ لَوْ شِئْتَ مَنَعْتَهُ، وَكِلاَهُمَا أَهْلٌ مِنْكَ لِلْفَضِيحَةِ وَالْمَنْعِ.
غَيْرَ أَنَّكَ بَنَيْتَ أَفْعَالَكَ عَلَى التَّفَضُّلِ، وَأَجْرَيْتَ قُدْرَتَكَ عَلَى التَّجَاوُزِ، وَتَلَقَّيْتَ مَنْ عَصَاكَ بِالْحِلْمِ، وَأَمْهَلْتَ مَنْ قَصَدَ لِنَفْسِهِ بِالظُّلْمِ.
تَسْتَنْظِرُهُمْ بِأَنَاتِكَ إلى الإِنَابَةِ، وَتَتْرُكُ مُعَاجَلَتَهُمْ إلَى التَّوْبَةِ؛ لِكَيْلاَ يَهْلِكَ عَلَيْكَ هَالِكُهُمْ، وَلا يَشْقَى بِنِعْمَتِكَ شَقِيُّهُمْ إلاَّ عَنْ طُولِ الإِعْذَارِ إلَيْهِ، وَبَعْدَ تَرَادُفِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِ؛ كَرَماً مِنْ عَفْوِكَ يَا كَرِيْمُ، وَعَائِدَةً مِنْ عَطْفِكَ يَا حَلِيمُ.
أَنْتَ الَّذِيْ فَتَحْتَ لِعِبَادِكَ بَاباً إلَى عَفْوِكَ، وَسَمَّيْتَهُ التَّوْبَـةَ، وَجَعَلْتَ عَلَى ذَلِكَ البَابِ دَلِيلاً مِنْ وَحْيِكَ لِئَلاَّ يَضِلُّوا عَنْهُ، فَقُلْتَ تَبَارَكَ اسْمُكَ: ﴿تُوبُوا إلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحـاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِـرَ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَوْمَ لاَ يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾، فَمَا عُذْرُ مَنْ أَغْفَلَ دُخُولَ ذَلِكَ الْمَنْزِلِ بَعْدَ فَتْحِ الْبَابِ وَإقَامَةِ الدَّلِيْلِ.
وَأَنْتَ الَّذِي زِدْتَ فِي السَّوْمِ عَلَى نَفْسِكَ لِعِبَادِكَ، تُرِيدُ رِبْحَهُمْ فِي مُتَاجَرَتِهِمْ لَكَ، وَفَوْزَهُمْ بِالْوِفَادَةِ عَلَيْكَ، وَالزِّيادَةِ مِنْكَ؛ فَقُلْتَ تَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَيْتَ: ﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إلاّ مِثْلَهَا﴾، وَقُلْتَ: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَالله يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ﴾، وَقُلْتَ: ﴿مَنْ ذَا الَّذِيْ يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَنَاً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً﴾ وَمَا أَنْزَلْتَ مِنْ نَظَائِرِهِنَّ فِي الْقُرْآنِ مِنْ تَضَاعِيفِ الْحَسَنَاتِ؛ وَأَنْتَ الَّذِي دَلَلْتَهُمْ بِقَوْلِكَ مِنْ غَيْبِكَ وَتَرْغِيبِكَ الَّذِي فِيهِ حَظُّهُمْ عَلَى مَا لو سَتَرْتَهُ عَنْهُمْ، لَمْ تُدْرِكْهُ أَبْصَارُهُمْ وَلَمْ تَعِـهِ أَسْمَاعُهُمْ وَلَمْ تَلْحَقْـهُ أَوْهَامُهُمْ؛ فَقُلْتَ: ﴿اذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ﴾ وَقُلْتَ: ﴿لِئِنْ شَكَـرْتُمْ لأَزِيدَنَّكمْ وَلَئِنْ كَفَـرْتُمْ إنَّ عَذَابِيْ لَشَدِيدٌ﴾ وَقُلْتَ: ﴿ادْعُونِيْ أَسْتَجِبْ لَكُمْ إنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ فَسَمَّيْتَ دُعَاءَكَ عِبَادَةً، وَتَرْكَهُ اسْتِكْبَاراً؛ وَتَوَعَّدْتَ عَلَى تَرْكِهِ دُخُولَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ؛ فَذَكَرُوكَ بِمَنِّكَ وَشَكَرُوكَ بِفَضْلِكَ، وَدَعَوْكَ بِأَمْرِكَ، وَتَصَدَّقُوا لَكَ طَلَباً لِمَزِيدِكَ، وَفِيهَا كَانَتْ نَجَاتُهُمْ مِنْ غَضَبِكَ، وَفَوْزُهُمْ بِرِضَاكَ.
وَلَوْ دَلَّ مَخْلُوقٌ مَخْلُوقاً مِنْ نَفْسِهِ عَلَى مِثْلِ الَّذِيْ دَلَلْتَ عَلَيْهِ عِبَادَكَ مِنْكَ كَانَ مَوْصُوْفَاً بالإِحْسَانِ، وَمَنْعُوتاً بالإِمْتِنَانِ، ومَحمُوداً بكلِّ لِسَانٍ.
فَلَكَ الْحَمْدُ مَا وُجِدَ فِي حَمْدِكَ مَذْهَبٌ، وَمَا بَقِيَ لِلْحَمْدِ لَفْظٌ تُحْمَدُ بِهِ، وَمَعْنىً يَنْصَرِفُ إلَيْهِ.
يَـا مَنْ تَحَمَّدَ إلَى عِبَـادِهِ بِالإِحْسَـانِ وَالْفَضْلِ، وَغَمَرَهُمْ بِالْمَنِّ وَالطَّوْلِ، مَا أَفْشَى فِيْنَا نِعْمَتَكَ، وَأَسْبَغَ عَلَيْنَا مِنَّتَكَ، وَأَخَصَّنَا بِبِرِّكَ! هَدْيَتَنَا لِدِيْنِكَ الَّـذِي اصْطَفَيْتَ، وَمِلَّتِـكَ الَّتِي ارْتَضَيْتَ، وَسَبِيلِكَ الَّذِي سَهَّلْتَ، وَبَصَّرْتَنَا الزُّلْفَةَ لَدَيْكَ، وَالوُصُولَ إلَى كَـرَامَتِكَ.
اللَّهُمَّ وَأَنْتَ جَعَلْتَ مِنْ صَفَـايَـا تِلْكَ الْوَظَائِفِ وَخَصَائِصِ تِلْكَ الْفُرُوضِ شَهْرَ رَمَضَانَ الَّذِي اخْتَصَصْتَهُ مِنْ سَائِرِ الشُّهُورِ، وَتَخَيَّرْتَهُ مِن جَمِيعِ الأَزْمِنَةِ وَالدُّهُورِ، وَآثَرْتَهُ عَلَى كُلِّ أَوْقَاتِ السَّنَةِ بِمَا أَنْزَلْتَ فِيهِ مِنَ الْقُرْآنِ وَالنُّورِ، وَضَاعَفْتَ فِيهِ مِنَ الإِيْمَانِ، وَفَرَضْتَ فِيْهِ مِنَ الصِّيَامِ، وَرَغَّبْتَ فِيهِ مِنَ القِيَامِ، وَأَجْلَلْتَ فِيهِ مِنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ الَّتِي هِيَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ.
ثُمَّ آثَرْتَنَا بِهِ عَلَى سَائِرِ الأُمَمِ، وَاصْطَفَيْتَنَا بِفَضْلِهِ دُوْنَ أَهْلِ الْمِلَلِ، فَصُمْنَا بِأَمْرِكَ نَهَارَهُ، وَقُمْنَا بِعَوْنِكَ لَيْلَهُ، مُتَعَرِّضِينَ بِصِيَامِهِ وَقِيَامِهِ لِمَا عَرَّضْتَنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِـكَ، وَتَسَبَّبْنَا إلَيْـهِ مِنْ مَثُوبَتِكَ.
وَأَنْتَ الْمَليءُ بِمَا رُغِبَ فِيهِ إلَيْكَ، الْجَوَادُ بِمـا سُئِلْتَ مِنْ فَضْلِكَ، الْقَـرِيبُ إلَى مَنْ حَـاوَلَ قُرْبَكَ.
وَقَدْ أَقَامَ فِينَا هَذَا الشَّهْرُ مَقَامَ حَمْدٍ، وَصَحِبَنَا صُحْبَةَ مَبْرُورٍ، وَأَرْبَحَنَا أَفْضَلَ أَرْبَاحِ الْعَالَمِينَ، ثُمَّ قَدْ فَارَقَنَا عِنْدَ تَمَامِ وَقْتِهِ، وَانْقِطَاعِ مُدَّتِهِ، وَوَفَاءِ عَدَدِهِ.
فَنَحْنُ مُوَدِّعُوهُ وِدَاعَ مَنْ عَزَّ فِرَاقُهُ عَلَيْنَا، وَغَمَّنَا وَأَوْحَشَنَا انْصِرَافُهُ عَنَّا؛ وَلَزِمَنَا لَهُ الذِّمَامُ الْمَحْفُوظُ، وَالْحُرْمَةُ الْمَرْعِيَّةُ، وَالْحَقُّ الْمَقْضِيُّ، فَنَحْنُ قَائِلُونَ:
السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا شَهْرَ اللهِ الأَكْبَرَ، وَيَا عِيْدَ أَوْلِيَائِهِ.
السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَـا أَكْرَمَ مَصْحُـوبٍ مِنَ الأَوْقَاتِ، وَيَا خَيْرَ شَهْرٍ فِي الأَيَّامِ وَالسَّاعَاتِ.
السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ شَهْرٍ قَرُبَتْ فِيهِ الآمالُ، وَنُشِرَتْ فِيهِ الأَعْمَالُ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ قَرِينٍ جَلَّ قَدْرُهُ مَوْجُوداً، وَأَفْجَعَ فَقْدُهُ مَفْقُوداً، وَمَرْجُوٍّ آلَمَ فِرَاقُهُ.
السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ أَلِيفٍ آنَسَ مُقْبِلاً فَسَرَّ، وَأَوْحَشَ مُنْقَضِياً فَمَضَّ.
السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ مُجَاوِرٍ رَقَّتْ فِيهِ الْقُلُوبُ، وَقَلَّتْ فِيهِ الذُّنُوبُ؛ السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ نَاصِرٍ أَعَانَ عَلَى الشَّيْطَانِ، وَصَاحِبٍ سَهَّلَ سُبُلَ الإِحْسَانِ. السَّلاَمُ عَلَيْكَ مَا أكْثَرَ عُتَقَاءَ اللهِِفِيكَ، وَمَا أَسْعَدَ مَنْ رَعَى حُرْمَتَكَ بكَ!؛ السَّلاَمُ عَلَيْكَ مَا كَانَ أَمْحَاكَ لِلذُّنُوبِ، وَأَسْتَرَكَ لأَنْوَاعِ الْعُيُوبِ؛ السَّلاَمُ عَلَيْكَ مَا كَانَ أَطْوَلَكَ عَلَى الْمُجْرِمِينَ، وَأَهْيَبَكَ فِي صُدُورِ الْمُؤْمِنِينَ!
السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ شَهْرٍ لاَ تُنَافِسُهُ الأَيَّامُ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ شَهْرٍ هُوَ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلاَمٌ؛ السَّلاَمُ عَلَيْكَ غَيْرَ كَرِيهِ الْمُصَاحَبَةِ، وَلاَ ذَمِيمِ الْمُلاَبَسَة؛ السَّلاَمُ عَلَيْكَ كَمَا وَفَدْتَ عَلَيْنَا بِالْبَرَكَاتِ، وَغَسَلْتَ عَنَّا دَنَسَ الْخَطِيئاتِ.
السَّلاَمُ عَلَيْكَ غَيْرَ مُوَدَّعٍ بَرَماً، وَلاَ مَتْرُوكٍ صِيَامُهُ سَأَماً؛ السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ مَطْلُوبٍ قَبْلَ وَقْتِهِ، وَمَحْزُونٍ عَلَيْهِ قَبْلَ فَوْتِهِ.
السَّلاَمُ عَلَيْكَ كَمْ مِنْ سُوءٍ صُرِفَ بِكَ عَنَّا، وَكَمْ مِنْ خَيْرٍ أُفِيضَ بِكَ عَلَيْنَا.
السَّلاَمُ عَلَيْـكَ وَعَلَى لَيْلَةِ الْقَدْرِ الَّتِي هِيَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ. السَّلاَمُ عَلَيْكَ ما كَانَ أَحْرَصَنَا بِالأَمْسِ عَلَيْكَ وَأَشَدَّ شَوْقَنَا غَدَاً إلَيْكَ؛ السَلاَمُ عَلَيْكَ وَعَلَى فَضْلِكَ الَّذِي حُرِمْنَاهُ، وَعَلَى مَاضٍ مِنْ بَرَكَاتِكَ سُلِبْنَاهُ.
اللَّهُمَّ إنَّا أَهْلُ هَذَا الشَّهْرِ الَّذِي شَرَّفْتَنَا بِهِ، وَوَفَّقْتَنَا بِمَنِّكَ لَهُ حِينَ جَهِلَ الأَشْقِيَاءُ وَقْتَهُ وَحُرِمُوا لِشَقَائِهِم فَضْلَهُ، أَنْتَ وَلِيُّ مَا آثَرْتَنَا بِهِ مِنْ مَعْرِفَتِهِ، وَهَدَيْتَنَا لَهُ مِنْ سُنَّتِهِ، وَقَدْ تَوَلَّيْنَا بِتَوْفِيقِكَ صِيَامَهُ وَقِيَامَهُ عَلى تَقْصِيرٍ، وَأَدَّيْنَا فِيهِ قَلِيلاً مِنْ كَثِيـرٍ. اللَّهُمَّ فَلَكَ الْحَمْدُ إقْرَاراً بِالإِسَاءَةِ وَاعْتِرَافاً بِالإِضَاعَةِ، وَلَكَ مِنْ قُلُوبِنَا عَقْدُ النَّدَمِ، وَمِنْ أَلْسِنَتِنَا صِدْقُ الاعْتِذَارِ، فَأْجُرْنَا عَلَى مَا أَصَابَنَا فِيهِ مِنَ التَّفْرِيطِ أَجْرَاً نَسْتَدْرِكُ بِهِ الْفَضْلَ الْمَرْغُوبَ فِيهِ، وَنَعْتَاضُ بِهِ مِنْ أَنْوَاعِ الذُّخْرِ الْمَحْرُوصِ عَلَيْهِ، وَأَوْجِبْ لَنَا عُذْرَكَ عَلَى مَا قَصَّرْنَا فِيهِ مِنْ حَقِّكَ، وَابْلُغْ بِأَعْمَارِنَا مَا بَيْنَ أَيْدِيْنَا مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ الْمُقْبِلِ، فَإذَا بَلَّغْتَنَاهُ فَأَعِنَّا عَلَى تَنَاوُلِ مَا أَنْتَ أَهْلُهُ مِنَ الْعِبَادَةِ، وَأَدِّنَا إلَى الْقِيَامِ بِمَا يَسْتَحِقُّهُ مِنَ الطَّاعَةِ، وَأَجْرِ لَنَا مِنْ صَالِحِ العَمَلِ مَا يَكُونُ دَرَكاً لِحَقِّكَ فِي الشَّهْرَيْنِ مِنْ شُهُورِ الدَّهْرِ.
اللَّهُمَّ وَمَا أَلْمَمْنَا بِهِ فِي شَهْرِنَا هَذَا مِنْ لَمَمٍ أَوْ إثْمٍ، أَوْ وَاقَعْنَا فِيهِ مِنْ ذَنْبٍ، وَاكْتَسَبْنَا فِيهِ مِنْ خَطِيئَةٍ عَلَى تَعَمُّدٍ مِنَّا أَوِ انْتَهَكْنَا بِهِ حُرْمَةً مِنْ غَيْرِنَا فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاسْتُرْنَا بِسِتْرِكَ، وَاعْفُ عَنَّا بِعَفْوِكَ، وَلاَ تَنْصِبْنَا فِيهِ لأَعْيُنِ الشَّامِتِينَ، وَلاَ تَبْسُطْ عَلَيْنَا فِيهِ أَلْسُنَ الطَّاغِينَ، وَاسْتَعْمِلْنَا بِمَا يَكُونُ حِطَّةً وَكَفَّارَةً لِمَا أَنْكَرْتَ مِنَّا فِيهِ بِرَأْفَتِكَ الَّتِي لاَ تَنْفَدُ، وَفَضْلِكَ الَّذِي لاَ يَنْقُصُ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاجْبُرْ مُصِيبَتنَا بِشَهْرِنَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي يَوْمِ عِيْدِنَا وَفِطْرِنَا، وَاجْعَلْهُ مِنْ خَيْرِ يَوْمٍ مَرَّ عَلَيْنَا أَجْلَبَهُ لِعَفْوٍ، وَأَمْحَاهُ لِذَنْبٍ، وَاغْفِرْ لَنا ما خَفِيَ مِنْ ذُنُوبِنَا وَمَا عَلَنَ.
اللَّهُمَّ اسْلَخْنَا بِانْسِلاَخِ هَذَا الشَّهْرِ مِنْ خَطَايَانَا، وَأَخْرِجْنَا بِخُرُوجِهِ مِنْ سَيِّئاتِنَا؛ وَاجْعَلْنَا مِنْ أَسْعَدِ أَهْلِهِ بِهِ، وَأَجْزَلِهِمْ قِسْمَاً فِيـهِ، وَأَوْفَـرِهِمْ حَظّاً مِنْـهُ.
اللَّهُمَّ وَمَنْ رَعَى حَقّ هَذَا الشَّهْرِ حَقَّ رِعَايَتِهِ، وَحَفِظَ حُرْمَتَهُ حَقَّ حِفْظِهَا، وَقَامَ بِحُدُودِهِ حَقَّ قِيَامِهَا، وَاتَّقَى ذُنُوبَهُ حَقَّ تُقَاتِهَا؛ أَوْ تَقَرَّبَ إلَيْكَ بِقُرْبَةٍ أَوْجَبَتْ رِضَاكَ لَهُ، وَعَطَفَتْ رَحْمَتَكَ عَلَيْهِ فَهَبْ لَنَا مِثْلَهُ مِنْ وُجْدِكَ، وَأَعْطِنَا أَضْعَافَهُ مِنْ فَضْلِكَ، فَإنَّ فَضْلَكَ لا يَغِيْضُ؛ وَإنَّ خَـزَائِنَكَ لاَ تَنْقُصُ بَـلْ تَفِيضُ، وَإنَّ مَعَـادِنَ إحْسَانِكَ لاَ تَفْنَى، وَإنَّ عَطَاءَكَ لَلْعَطَاءُ الْمُهَنَّا.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاكْتُبْ لَنَا مِثْلَ أُجُورِ مَنْ صَامَهُ أَوْ تَعَبَّدَ لَكَ فِيْهِ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
اللَّهُمَّ إنَّا نَتُوبُ إلَيْكَ فِي يَوْمِ فِطْرِنَا الّذِي جَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنِينَ عِيداً وَسُـرُوراً ولأَهْلِ مِلَّتِكَ مَجْمَعاً وَمُحْتَشَداً مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ أَذْنَبْنَاهُ، أَوْ سُوْءٍ أَسْلَفْنَاهُ، أَوْ خَاطِرِ شَرٍّ أَضْمَرْنَاهُ تَوْبَةَ مَنْ لاَ يَنْطَوِيْ عَلَى رُجُوع إلَى ذَنْبٍ، وَلاَ يَعُودُ بَعْدَهَا فِي خَطِيئَةٍ، تَوْبَةً نَصوحاً خَلَصَتْ مِنَ الشَّكِّ وَالارْتِيَابِ، فَتَقَبَّلْهَا مِنَّا، وَارْضَ عَنَّا، وَثَبِّتْنَا عَلَيْهَا.
اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا خَوْفَ عِقَابِ الْوَعِيدِ، وَشَوْقَ ثَوَابِ الْمَوْعُودِ، حَتّى نَجِدَ لَذَّةَ مَا نَدْعُوكَ بِهِ، وَكَآبَة مَا نَسْتَجِيْرُكَ مِنْهُ، وَاجْعَلْنَا عِنْدَكَ مِنَ التَّوَّابِيْنَ الَّذِينَ أَوْجَبْتَ لَهُمْ مَحَبَّتَكَ، وَقَبِلْتَ مِنْهُمْ مُرَاجَعَةَ طَاعَتِكَ؛ يَا أَعْدَلَ الْعَادِلِينَ. اللَّهُمَّ تَجَاوَزْ عَنْ آبائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا وَأَهْلِ دِيْنِنَا جَمِيعاً مَنْ سَلَفَ مِنْهُمْ وَمَنْ غَبَرَ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ نَبِيِّنَا وَآلِهِ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى مَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ. وَصَلِّ عَلَيْهِ وَآلِهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى أَنْبِيَائِكَ الْمُرْسَلِينَ، وَصَلِّ عَلَيْهِ وَآلِهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ؛ وَأَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، صَلاَةً تَبْلُغُنَا بَرَكَتُهَا، وَيَنَالُنَا نَفْعُهَا، وَيُسْتَجَابُ لَهَا دُعَاؤُنَا؛ إنَّكَ أَكْرَمُ مَنْ رُغِبَ إلَيْهِ، وَأَكْفَى مَنْ تُوُكِّلَ عَلَيْهِ، وَأَعْطَى مَنْ سُئِلَ مِنْ فَضْلِهِ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
اللَّهُمَّ يَا مَنْ لاَ يَرْغَبُ فِي الْجَزَاءِ، وَ يَا مَنْ لاَ يَنْدَمُ عَلَى الْعَطَاءِ، وَيَا مَنْ لاَ يُكَافِئُ عَبْدَهُ عَلَى السَّواء مِنَّتُكَ ابْتِدَاءٌ، وَعَفْوُكَ تَفَضُّلٌ، وَعُقُوبَتُكَ عَـدْلٌ، وَقَضَاؤُكَ خِيَرَةٌ؛ إنْ أَعْطَيْتَ لَمْ تَشُبْ عَطَاءَكَ بِمَنٍّ، وَإنْ مَنَعْتَ لَمْ يَكُنْ مَنْعُكَ تَعَدِّياً؛ تَشْكُرُ مَنْ شَكَرَكَ وَأَنْتَ أَلْهَمْتَهُ شُكْرَكَ، وَتُكَافِئُ مَنْ حَمِدَكَ وَأَنْتَ عَلَّمْتَهُ حَمْدَكَ، تَسْتُرُ عَلَى مَنْ لَوْ شِئْتَ فَضَحْتَـهُ وَتَجُودُ عَلَى مَنْ لَوْ شِئْتَ مَنَعْتَهُ، وَكِلاَهُمَا أَهْلٌ مِنْكَ لِلْفَضِيحَةِ وَالْمَنْعِ.
غَيْرَ أَنَّكَ بَنَيْتَ أَفْعَالَكَ عَلَى التَّفَضُّلِ، وَأَجْرَيْتَ قُدْرَتَكَ عَلَى التَّجَاوُزِ، وَتَلَقَّيْتَ مَنْ عَصَاكَ بِالْحِلْمِ، وَأَمْهَلْتَ مَنْ قَصَدَ لِنَفْسِهِ بِالظُّلْمِ.
تَسْتَنْظِرُهُمْ بِأَنَاتِكَ إلى الإِنَابَةِ، وَتَتْرُكُ مُعَاجَلَتَهُمْ إلَى التَّوْبَةِ؛ لِكَيْلاَ يَهْلِكَ عَلَيْكَ هَالِكُهُمْ، وَلا يَشْقَى بِنِعْمَتِكَ شَقِيُّهُمْ إلاَّ عَنْ طُولِ الإِعْذَارِ إلَيْهِ، وَبَعْدَ تَرَادُفِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِ؛ كَرَماً مِنْ عَفْوِكَ يَا كَرِيْمُ، وَعَائِدَةً مِنْ عَطْفِكَ يَا حَلِيمُ.
أَنْتَ الَّذِيْ فَتَحْتَ لِعِبَادِكَ بَاباً إلَى عَفْوِكَ، وَسَمَّيْتَهُ التَّوْبَـةَ، وَجَعَلْتَ عَلَى ذَلِكَ البَابِ دَلِيلاً مِنْ وَحْيِكَ لِئَلاَّ يَضِلُّوا عَنْهُ، فَقُلْتَ تَبَارَكَ اسْمُكَ: ﴿تُوبُوا إلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحـاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِـرَ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَوْمَ لاَ يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾، فَمَا عُذْرُ مَنْ أَغْفَلَ دُخُولَ ذَلِكَ الْمَنْزِلِ بَعْدَ فَتْحِ الْبَابِ وَإقَامَةِ الدَّلِيْلِ.
وَأَنْتَ الَّذِي زِدْتَ فِي السَّوْمِ عَلَى نَفْسِكَ لِعِبَادِكَ، تُرِيدُ رِبْحَهُمْ فِي مُتَاجَرَتِهِمْ لَكَ، وَفَوْزَهُمْ بِالْوِفَادَةِ عَلَيْكَ، وَالزِّيادَةِ مِنْكَ؛ فَقُلْتَ تَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَيْتَ: ﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إلاّ مِثْلَهَا﴾، وَقُلْتَ: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَالله يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ﴾، وَقُلْتَ: ﴿مَنْ ذَا الَّذِيْ يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَنَاً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً﴾ وَمَا أَنْزَلْتَ مِنْ نَظَائِرِهِنَّ فِي الْقُرْآنِ مِنْ تَضَاعِيفِ الْحَسَنَاتِ؛ وَأَنْتَ الَّذِي دَلَلْتَهُمْ بِقَوْلِكَ مِنْ غَيْبِكَ وَتَرْغِيبِكَ الَّذِي فِيهِ حَظُّهُمْ عَلَى مَا لو سَتَرْتَهُ عَنْهُمْ، لَمْ تُدْرِكْهُ أَبْصَارُهُمْ وَلَمْ تَعِـهِ أَسْمَاعُهُمْ وَلَمْ تَلْحَقْـهُ أَوْهَامُهُمْ؛ فَقُلْتَ: ﴿اذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ﴾ وَقُلْتَ: ﴿لِئِنْ شَكَـرْتُمْ لأَزِيدَنَّكمْ وَلَئِنْ كَفَـرْتُمْ إنَّ عَذَابِيْ لَشَدِيدٌ﴾ وَقُلْتَ: ﴿ادْعُونِيْ أَسْتَجِبْ لَكُمْ إنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ فَسَمَّيْتَ دُعَاءَكَ عِبَادَةً، وَتَرْكَهُ اسْتِكْبَاراً؛ وَتَوَعَّدْتَ عَلَى تَرْكِهِ دُخُولَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ؛ فَذَكَرُوكَ بِمَنِّكَ وَشَكَرُوكَ بِفَضْلِكَ، وَدَعَوْكَ بِأَمْرِكَ، وَتَصَدَّقُوا لَكَ طَلَباً لِمَزِيدِكَ، وَفِيهَا كَانَتْ نَجَاتُهُمْ مِنْ غَضَبِكَ، وَفَوْزُهُمْ بِرِضَاكَ.
وَلَوْ دَلَّ مَخْلُوقٌ مَخْلُوقاً مِنْ نَفْسِهِ عَلَى مِثْلِ الَّذِيْ دَلَلْتَ عَلَيْهِ عِبَادَكَ مِنْكَ كَانَ مَوْصُوْفَاً بالإِحْسَانِ، وَمَنْعُوتاً بالإِمْتِنَانِ، ومَحمُوداً بكلِّ لِسَانٍ.
فَلَكَ الْحَمْدُ مَا وُجِدَ فِي حَمْدِكَ مَذْهَبٌ، وَمَا بَقِيَ لِلْحَمْدِ لَفْظٌ تُحْمَدُ بِهِ، وَمَعْنىً يَنْصَرِفُ إلَيْهِ.
يَـا مَنْ تَحَمَّدَ إلَى عِبَـادِهِ بِالإِحْسَـانِ وَالْفَضْلِ، وَغَمَرَهُمْ بِالْمَنِّ وَالطَّوْلِ، مَا أَفْشَى فِيْنَا نِعْمَتَكَ، وَأَسْبَغَ عَلَيْنَا مِنَّتَكَ، وَأَخَصَّنَا بِبِرِّكَ! هَدْيَتَنَا لِدِيْنِكَ الَّـذِي اصْطَفَيْتَ، وَمِلَّتِـكَ الَّتِي ارْتَضَيْتَ، وَسَبِيلِكَ الَّذِي سَهَّلْتَ، وَبَصَّرْتَنَا الزُّلْفَةَ لَدَيْكَ، وَالوُصُولَ إلَى كَـرَامَتِكَ.
اللَّهُمَّ وَأَنْتَ جَعَلْتَ مِنْ صَفَـايَـا تِلْكَ الْوَظَائِفِ وَخَصَائِصِ تِلْكَ الْفُرُوضِ شَهْرَ رَمَضَانَ الَّذِي اخْتَصَصْتَهُ مِنْ سَائِرِ الشُّهُورِ، وَتَخَيَّرْتَهُ مِن جَمِيعِ الأَزْمِنَةِ وَالدُّهُورِ، وَآثَرْتَهُ عَلَى كُلِّ أَوْقَاتِ السَّنَةِ بِمَا أَنْزَلْتَ فِيهِ مِنَ الْقُرْآنِ وَالنُّورِ، وَضَاعَفْتَ فِيهِ مِنَ الإِيْمَانِ، وَفَرَضْتَ فِيْهِ مِنَ الصِّيَامِ، وَرَغَّبْتَ فِيهِ مِنَ القِيَامِ، وَأَجْلَلْتَ فِيهِ مِنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ الَّتِي هِيَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ.
ثُمَّ آثَرْتَنَا بِهِ عَلَى سَائِرِ الأُمَمِ، وَاصْطَفَيْتَنَا بِفَضْلِهِ دُوْنَ أَهْلِ الْمِلَلِ، فَصُمْنَا بِأَمْرِكَ نَهَارَهُ، وَقُمْنَا بِعَوْنِكَ لَيْلَهُ، مُتَعَرِّضِينَ بِصِيَامِهِ وَقِيَامِهِ لِمَا عَرَّضْتَنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِـكَ، وَتَسَبَّبْنَا إلَيْـهِ مِنْ مَثُوبَتِكَ.
وَأَنْتَ الْمَليءُ بِمَا رُغِبَ فِيهِ إلَيْكَ، الْجَوَادُ بِمـا سُئِلْتَ مِنْ فَضْلِكَ، الْقَـرِيبُ إلَى مَنْ حَـاوَلَ قُرْبَكَ.
وَقَدْ أَقَامَ فِينَا هَذَا الشَّهْرُ مَقَامَ حَمْدٍ، وَصَحِبَنَا صُحْبَةَ مَبْرُورٍ، وَأَرْبَحَنَا أَفْضَلَ أَرْبَاحِ الْعَالَمِينَ، ثُمَّ قَدْ فَارَقَنَا عِنْدَ تَمَامِ وَقْتِهِ، وَانْقِطَاعِ مُدَّتِهِ، وَوَفَاءِ عَدَدِهِ.
فَنَحْنُ مُوَدِّعُوهُ وِدَاعَ مَنْ عَزَّ فِرَاقُهُ عَلَيْنَا، وَغَمَّنَا وَأَوْحَشَنَا انْصِرَافُهُ عَنَّا؛ وَلَزِمَنَا لَهُ الذِّمَامُ الْمَحْفُوظُ، وَالْحُرْمَةُ الْمَرْعِيَّةُ، وَالْحَقُّ الْمَقْضِيُّ، فَنَحْنُ قَائِلُونَ:
السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا شَهْرَ اللهِ الأَكْبَرَ، وَيَا عِيْدَ أَوْلِيَائِهِ.
السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَـا أَكْرَمَ مَصْحُـوبٍ مِنَ الأَوْقَاتِ، وَيَا خَيْرَ شَهْرٍ فِي الأَيَّامِ وَالسَّاعَاتِ.
السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ شَهْرٍ قَرُبَتْ فِيهِ الآمالُ، وَنُشِرَتْ فِيهِ الأَعْمَالُ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ قَرِينٍ جَلَّ قَدْرُهُ مَوْجُوداً، وَأَفْجَعَ فَقْدُهُ مَفْقُوداً، وَمَرْجُوٍّ آلَمَ فِرَاقُهُ.
السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ أَلِيفٍ آنَسَ مُقْبِلاً فَسَرَّ، وَأَوْحَشَ مُنْقَضِياً فَمَضَّ.
السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ مُجَاوِرٍ رَقَّتْ فِيهِ الْقُلُوبُ، وَقَلَّتْ فِيهِ الذُّنُوبُ؛ السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ نَاصِرٍ أَعَانَ عَلَى الشَّيْطَانِ، وَصَاحِبٍ سَهَّلَ سُبُلَ الإِحْسَانِ. السَّلاَمُ عَلَيْكَ مَا أكْثَرَ عُتَقَاءَ اللهِِفِيكَ، وَمَا أَسْعَدَ مَنْ رَعَى حُرْمَتَكَ بكَ!؛ السَّلاَمُ عَلَيْكَ مَا كَانَ أَمْحَاكَ لِلذُّنُوبِ، وَأَسْتَرَكَ لأَنْوَاعِ الْعُيُوبِ؛ السَّلاَمُ عَلَيْكَ مَا كَانَ أَطْوَلَكَ عَلَى الْمُجْرِمِينَ، وَأَهْيَبَكَ فِي صُدُورِ الْمُؤْمِنِينَ!
السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ شَهْرٍ لاَ تُنَافِسُهُ الأَيَّامُ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ شَهْرٍ هُوَ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلاَمٌ؛ السَّلاَمُ عَلَيْكَ غَيْرَ كَرِيهِ الْمُصَاحَبَةِ، وَلاَ ذَمِيمِ الْمُلاَبَسَة؛ السَّلاَمُ عَلَيْكَ كَمَا وَفَدْتَ عَلَيْنَا بِالْبَرَكَاتِ، وَغَسَلْتَ عَنَّا دَنَسَ الْخَطِيئاتِ.
السَّلاَمُ عَلَيْكَ غَيْرَ مُوَدَّعٍ بَرَماً، وَلاَ مَتْرُوكٍ صِيَامُهُ سَأَماً؛ السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ مَطْلُوبٍ قَبْلَ وَقْتِهِ، وَمَحْزُونٍ عَلَيْهِ قَبْلَ فَوْتِهِ.
السَّلاَمُ عَلَيْكَ كَمْ مِنْ سُوءٍ صُرِفَ بِكَ عَنَّا، وَكَمْ مِنْ خَيْرٍ أُفِيضَ بِكَ عَلَيْنَا.
السَّلاَمُ عَلَيْـكَ وَعَلَى لَيْلَةِ الْقَدْرِ الَّتِي هِيَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ. السَّلاَمُ عَلَيْكَ ما كَانَ أَحْرَصَنَا بِالأَمْسِ عَلَيْكَ وَأَشَدَّ شَوْقَنَا غَدَاً إلَيْكَ؛ السَلاَمُ عَلَيْكَ وَعَلَى فَضْلِكَ الَّذِي حُرِمْنَاهُ، وَعَلَى مَاضٍ مِنْ بَرَكَاتِكَ سُلِبْنَاهُ.
اللَّهُمَّ إنَّا أَهْلُ هَذَا الشَّهْرِ الَّذِي شَرَّفْتَنَا بِهِ، وَوَفَّقْتَنَا بِمَنِّكَ لَهُ حِينَ جَهِلَ الأَشْقِيَاءُ وَقْتَهُ وَحُرِمُوا لِشَقَائِهِم فَضْلَهُ، أَنْتَ وَلِيُّ مَا آثَرْتَنَا بِهِ مِنْ مَعْرِفَتِهِ، وَهَدَيْتَنَا لَهُ مِنْ سُنَّتِهِ، وَقَدْ تَوَلَّيْنَا بِتَوْفِيقِكَ صِيَامَهُ وَقِيَامَهُ عَلى تَقْصِيرٍ، وَأَدَّيْنَا فِيهِ قَلِيلاً مِنْ كَثِيـرٍ. اللَّهُمَّ فَلَكَ الْحَمْدُ إقْرَاراً بِالإِسَاءَةِ وَاعْتِرَافاً بِالإِضَاعَةِ، وَلَكَ مِنْ قُلُوبِنَا عَقْدُ النَّدَمِ، وَمِنْ أَلْسِنَتِنَا صِدْقُ الاعْتِذَارِ، فَأْجُرْنَا عَلَى مَا أَصَابَنَا فِيهِ مِنَ التَّفْرِيطِ أَجْرَاً نَسْتَدْرِكُ بِهِ الْفَضْلَ الْمَرْغُوبَ فِيهِ، وَنَعْتَاضُ بِهِ مِنْ أَنْوَاعِ الذُّخْرِ الْمَحْرُوصِ عَلَيْهِ، وَأَوْجِبْ لَنَا عُذْرَكَ عَلَى مَا قَصَّرْنَا فِيهِ مِنْ حَقِّكَ، وَابْلُغْ بِأَعْمَارِنَا مَا بَيْنَ أَيْدِيْنَا مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ الْمُقْبِلِ، فَإذَا بَلَّغْتَنَاهُ فَأَعِنَّا عَلَى تَنَاوُلِ مَا أَنْتَ أَهْلُهُ مِنَ الْعِبَادَةِ، وَأَدِّنَا إلَى الْقِيَامِ بِمَا يَسْتَحِقُّهُ مِنَ الطَّاعَةِ، وَأَجْرِ لَنَا مِنْ صَالِحِ العَمَلِ مَا يَكُونُ دَرَكاً لِحَقِّكَ فِي الشَّهْرَيْنِ مِنْ شُهُورِ الدَّهْرِ.
اللَّهُمَّ وَمَا أَلْمَمْنَا بِهِ فِي شَهْرِنَا هَذَا مِنْ لَمَمٍ أَوْ إثْمٍ، أَوْ وَاقَعْنَا فِيهِ مِنْ ذَنْبٍ، وَاكْتَسَبْنَا فِيهِ مِنْ خَطِيئَةٍ عَلَى تَعَمُّدٍ مِنَّا أَوِ انْتَهَكْنَا بِهِ حُرْمَةً مِنْ غَيْرِنَا فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاسْتُرْنَا بِسِتْرِكَ، وَاعْفُ عَنَّا بِعَفْوِكَ، وَلاَ تَنْصِبْنَا فِيهِ لأَعْيُنِ الشَّامِتِينَ، وَلاَ تَبْسُطْ عَلَيْنَا فِيهِ أَلْسُنَ الطَّاغِينَ، وَاسْتَعْمِلْنَا بِمَا يَكُونُ حِطَّةً وَكَفَّارَةً لِمَا أَنْكَرْتَ مِنَّا فِيهِ بِرَأْفَتِكَ الَّتِي لاَ تَنْفَدُ، وَفَضْلِكَ الَّذِي لاَ يَنْقُصُ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاجْبُرْ مُصِيبَتنَا بِشَهْرِنَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي يَوْمِ عِيْدِنَا وَفِطْرِنَا، وَاجْعَلْهُ مِنْ خَيْرِ يَوْمٍ مَرَّ عَلَيْنَا أَجْلَبَهُ لِعَفْوٍ، وَأَمْحَاهُ لِذَنْبٍ، وَاغْفِرْ لَنا ما خَفِيَ مِنْ ذُنُوبِنَا وَمَا عَلَنَ.
اللَّهُمَّ اسْلَخْنَا بِانْسِلاَخِ هَذَا الشَّهْرِ مِنْ خَطَايَانَا، وَأَخْرِجْنَا بِخُرُوجِهِ مِنْ سَيِّئاتِنَا؛ وَاجْعَلْنَا مِنْ أَسْعَدِ أَهْلِهِ بِهِ، وَأَجْزَلِهِمْ قِسْمَاً فِيـهِ، وَأَوْفَـرِهِمْ حَظّاً مِنْـهُ.
اللَّهُمَّ وَمَنْ رَعَى حَقّ هَذَا الشَّهْرِ حَقَّ رِعَايَتِهِ، وَحَفِظَ حُرْمَتَهُ حَقَّ حِفْظِهَا، وَقَامَ بِحُدُودِهِ حَقَّ قِيَامِهَا، وَاتَّقَى ذُنُوبَهُ حَقَّ تُقَاتِهَا؛ أَوْ تَقَرَّبَ إلَيْكَ بِقُرْبَةٍ أَوْجَبَتْ رِضَاكَ لَهُ، وَعَطَفَتْ رَحْمَتَكَ عَلَيْهِ فَهَبْ لَنَا مِثْلَهُ مِنْ وُجْدِكَ، وَأَعْطِنَا أَضْعَافَهُ مِنْ فَضْلِكَ، فَإنَّ فَضْلَكَ لا يَغِيْضُ؛ وَإنَّ خَـزَائِنَكَ لاَ تَنْقُصُ بَـلْ تَفِيضُ، وَإنَّ مَعَـادِنَ إحْسَانِكَ لاَ تَفْنَى، وَإنَّ عَطَاءَكَ لَلْعَطَاءُ الْمُهَنَّا.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاكْتُبْ لَنَا مِثْلَ أُجُورِ مَنْ صَامَهُ أَوْ تَعَبَّدَ لَكَ فِيْهِ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
اللَّهُمَّ إنَّا نَتُوبُ إلَيْكَ فِي يَوْمِ فِطْرِنَا الّذِي جَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنِينَ عِيداً وَسُـرُوراً ولأَهْلِ مِلَّتِكَ مَجْمَعاً وَمُحْتَشَداً مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ أَذْنَبْنَاهُ، أَوْ سُوْءٍ أَسْلَفْنَاهُ، أَوْ خَاطِرِ شَرٍّ أَضْمَرْنَاهُ تَوْبَةَ مَنْ لاَ يَنْطَوِيْ عَلَى رُجُوع إلَى ذَنْبٍ، وَلاَ يَعُودُ بَعْدَهَا فِي خَطِيئَةٍ، تَوْبَةً نَصوحاً خَلَصَتْ مِنَ الشَّكِّ وَالارْتِيَابِ، فَتَقَبَّلْهَا مِنَّا، وَارْضَ عَنَّا، وَثَبِّتْنَا عَلَيْهَا.
اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا خَوْفَ عِقَابِ الْوَعِيدِ، وَشَوْقَ ثَوَابِ الْمَوْعُودِ، حَتّى نَجِدَ لَذَّةَ مَا نَدْعُوكَ بِهِ، وَكَآبَة مَا نَسْتَجِيْرُكَ مِنْهُ، وَاجْعَلْنَا عِنْدَكَ مِنَ التَّوَّابِيْنَ الَّذِينَ أَوْجَبْتَ لَهُمْ مَحَبَّتَكَ، وَقَبِلْتَ مِنْهُمْ مُرَاجَعَةَ طَاعَتِكَ؛ يَا أَعْدَلَ الْعَادِلِينَ. اللَّهُمَّ تَجَاوَزْ عَنْ آبائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا وَأَهْلِ دِيْنِنَا جَمِيعاً مَنْ سَلَفَ مِنْهُمْ وَمَنْ غَبَرَ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ نَبِيِّنَا وَآلِهِ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى مَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ. وَصَلِّ عَلَيْهِ وَآلِهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى أَنْبِيَائِكَ الْمُرْسَلِينَ، وَصَلِّ عَلَيْهِ وَآلِهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ؛ وَأَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، صَلاَةً تَبْلُغُنَا بَرَكَتُهَا، وَيَنَالُنَا نَفْعُهَا، وَيُسْتَجَابُ لَهَا دُعَاؤُنَا؛ إنَّكَ أَكْرَمُ مَنْ رُغِبَ إلَيْهِ، وَأَكْفَى مَنْ تُوُكِّلَ عَلَيْهِ، وَأَعْطَى مَنْ سُئِلَ مِنْ فَضْلِهِ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
لك الحمد من حزب الوصي جعلتني .... ومن تابعي آل الرسول لك الحمد
لك الحمد إذ دليتني وهديتني .... إلى مذهب الآل الشريف لك الحمد
لك الحمد لم أختر سواهم ولم أقل .... بغير مقال جاء عنهم لك الحمد
لك الحمد إذ جنبتني وحميتني .... عن الميل عن آل النبي لك الحمد
لك الحمد إذ دليتني وهديتني .... إلى مذهب الآل الشريف لك الحمد
لك الحمد لم أختر سواهم ولم أقل .... بغير مقال جاء عنهم لك الحمد
لك الحمد إذ جنبتني وحميتني .... عن الميل عن آل النبي لك الحمد