العدو الحقيقي للرئيس

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
هاشمي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 256
اشترك في: السبت إبريل 16, 2005 6:33 pm

العدو الحقيقي للرئيس

مشاركة بواسطة هاشمي »

العدو الحقيقي للرئيس
منير الماوري*‏

منذ أن تولى الرئيس علي عبدالله صالح حكم اليمن عام 1978
وهو يواجه ‏أعداء وخصوما يتغيرون من فترة إلى أخرى. فقد
بدأ حكمه بمواجهة ‏خصومه الناصريين الذين حاولوا
الإنقلاب عليه في بداية عهده، ولكنه أجهز ‏عليهم بالقتل
والتنكيل.‏
ثم تفرغ صالح بعد ذلك لمواجهة متمردي الجبهة الوطنية في
المناطق ‏الوسطى المدعومة من شطر اليمن الجنوبي ولم ينجح
في إسكات التمرد إلا ‏عن طريق الاستعانه ميدانيا بحلفائه
الإسلاميين، وسياسيا بصديقه الجنوبي ‏الرئيس علي ناصر
محمد.‏
وبعد الوحدة واجه نظام الرئيس صالح خصما وعدوا لدودا هو
نائبه علي ‏سالم البيض الذي قاد تمردا سياسيا عليه انتهى
بحرب الإنفصال التي انهزم ‏فيها البيض بسبب خياراته
الخاطئة.‏
وبعد البيض جاء النائب البرلماني حسين الحوثي الذي قاد
تمردا شرسا كاد ‏أن يجعل الأمور تفلت من أيدي الرئيس
لولا بطش حامي حمى الحكم علي ‏محسن الأحمر وقوته
الضاربة. ‏
وبعد انتهاء تمرد الحوثي استقرت أوضاع الحكم للرئيس ولكن
سرعان ما ‏ظهر له عدو جديد وخصم قوي لا يبدو في الأفق أن
علي عبدالله صالح لديه ‏القدرة والعزيمة على مواجهته.‏
هذا الخصم اللدود لم يكن الكاتب الخيواني، ولا الصحفية
رحمة حجيرة، ولا ‏زملائهما فكري قاسم أو نائف حسان أو
خالد سلمان أو جمال أو عزت .‏
وليس الأصنج أو الحسني أو السفير الأميركي، ولا اللجنة
الخاصة في ‏السعودية، أو الإمبريالية الأميركية، أو تاج
بريطانيا العظمى.‏
إن العدو الذي يواجه الرئيس علي عبدالله صالح هو أقوى من
كل هولاء ‏مجتمعين، ويتألف هذا العدو من ثلاثة أحرف فقط
هي الفاء والقاف والراء.‏
إن الفقر الذي يعاني منه اليمنيون أصبح من الخطورة إلى
درجة أن نسبة ‏كبيرة منهم يمكن أن ترحب بحكم طالبان في
اليمن، والبعض الآخر سوف ‏يرحب بالاستعمار الخارجي بل
يتمنى قدومه لإنقاذه مما هو فيه.‏
المشكلة في اليمن هي مشكلة اقتصادية بحتة ناجمة عن تراكم
الفساد وسوء ‏السياسات الاقتصادية وغياب الإرادة
لمواجهتهما.‏
مؤسسة الألفية تقول إن اليمن تتراجع إلى الخلف وتعتمد في
ذلك على ‏مؤشرات اقتصادية بحتة، ولا دخل لها بمن يحكم
اليمن ولا مصلحة لها مع ‏المعارضة اليمنية المدجنة في
الداخل أو المشتتة في الخارج.‏
الفقر في اليمن لا يمكن مواجهته بالتسول من الخارج أو
انتقاد دول الجوار ‏على عدم الوقوف مع النظام الذي لا
يقف مع نفسه ولا مع شعبه.‏
لا أحد يستطيع أن يفهم لماذا يحجم الرئيس عن مواجهة عدوه
الخطير ‏وينشغل بقضايا جانبية لا تشكل خطورة على حكمه.‏
اليمنيون لن تفيدهم الديمقراطية المزيفة ولا الإشادة
الأميركية ولا الرضاء ‏الأوروبي ولا المعونة اليابانية.‏
اليمنيون يريدون أن يتخلصوا من الفقر، والفقر لن نقضي
عليه ببناء ‏المساجد التي تكلف ملايين الدولارات لصنع
إرث تاريخي مزور. لسنا ‏بحاجة إلى مساجد وجمعيات خيرية
جديدة فلدينا ما يكفي من المساجد، ‏ويمكننا أن نصلى في
أي ساحة عامة، وإنما نحن بحاجة إلى مصانع ‏ومشاريع
إنتاجية يستفيد من العمل بها ملايين العاطلين.‏
الخطة اليمنية الخمسية الوحيدة الناجحة بدأها عبدالعزيز
عبدالغني عام ‏‏1975 وتوقف التخطيط بنهاية تلك الخطة،
وصرفت ميزانيات طائلة على ‏التسليح وكسب الولاءات بلا
تخطيط في حين ضاع الولاء الأهم وهو ولاء ‏الشعب اليمني
الفقير.‏
ولن يؤدي تفاقم الفقر والعوز إلا إلى الإنهيار الشامل
ولن تنفع حينها ‏مواجهة الفقر بمدرعات علي محسن، ولا
بصواريخ أحمد علي عبدالله ‏صالح، ولا بحرس طارق، أو
مخابرات عمار. ولن يدافع الجنود عن قصور ‏المسؤولين
وبطونهم جائعة. فهل يدرك الرئيس ذلك؟ ‏
وهل يدرك أن أميركا لن توزع سندويتشات الديمقراطية في
المخابز ‏والأفران اليمنية، فالديمقراطية ترف ما بعده
ترف في ظل الجوع والعوز. ‏
وصدق القائل " إني عجبتُ لإمرئ جائع كيف لا يخرج على
الناس شاهراً سيفه». ‏
‎*‎صحفي يمني أميركي _ واشنطن
وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“