المسائل التي خالف فيها الوهابية مذهب السادة الحنابلة
هذه سلْسِلةٌ لمَسَائلَ خالفَ الوَهابيّةُ فيْها مذْهبَ السَّادَةِ الحَنَابلة ، مع إدّعائهم زوراً الإنْتسابَ إليْهِ .
وسوف أذكرُ أقوالَ أئمّةِ المَذْهب المُعتَمَديْن في المَسْألة ، حتى يسْتيْقنَ القارئ أنّهم قد خالفوا المَذْهبَ ؛ ولن أذكرَ أقوالهم _أي الوهابية_ لشهرتِها إلاّ ما ندرَ .
المسْألة الأولى : آيَاتُ الصفَاتِ مِن المُتَشَابِهِ عِنْدَ الحَنَابِلَةِ خِلافاً للوَهّابيّةِ !؟
يَقولُ صَاحِبُ كتاب " فتح المَجيْد في شرح كتاب التوحيد" 395" :{ وليْسَ في هذهِ الآثارُ ونحْوُها مَا يُشْعِرُ بأنّ أسْمَاءَ اللهِ تعالى وصفاتِهِ مِن المُتَشابهِ ، ومَا قالهُ النُفَاةُ من أنّها مِن المُتَشَابِهِ دَعْوى بلا برهان } .
هذا هو مذْهبُهم ؛ أمّا مَذْهَبُ السَّادَةِ الحنَابِلةِ فهو كالتالي :-
قال الإمَامُ ابنُ قدامة _ يرْحمُهُ اللهُ _ في "رَوْضَةِ النَّاظِر " مَعَ حَاشيَةِ ابن بَدْرَان (1/186) : { والصحيْحُ أنّ المُتَشابِه : مَا وَرَدَ فِي صِفَاتِ اللهِ سُبْحَانَهُ } .
قال الإمامُ ابن مفلح في "الأصول" (1/316) : { والمُحْكَم مَا اتَّضَحَ مَعْنَاهُ ، فلم يَحْتَجْ إلى بَيَان ، والمُتشابه : عَكسُهُ ؛ لاشْتراكٍ أو إجمَال ، قال جماعةٌ من أصْحابنا وغيْرُهم : وما ظاهرُهُ التشْبيْه ، كصِفاتِ اللهِ } .
قال الإمامُ المرْداوي _ يَرْحمُهُ اللهُ _ في "التحْبيْر شَرْح التحْريْر" (3/1395) :{ والأصح : أنّ المُحْكم : ما اتضح مَعْنَاهُ ، والمُتَشابَه عَكسُهُ، لاشتراكٍ أو إجمالٍ ، أو ظهورِ التشبيْه ، كصفات الله تعالى } .
المَسألةُ الثانية : حُكمُ التوسُّلِ بالصَّالحيْن ؟
قال الإمَامُ السَّامُري _ يَرْحَمُهُ اللهُ_ في "المُسْتوعِب" (3/88) : { ولا بَأسَ بالتوسُّل إلى اللهِ تعالى في الإستسقاء بالشيوخ والزهَّاد وأهلِ العلم والفضل والدين من المسلمين } .
قال الإمَامُ تقيُّ الدين الأدَمي _ يرْحمُهُ اللهُ _ في "المُنوّر" (ص/190) : { ويُبَاحُ التوسُّلُ بالصُلَحَاء } .
ُ
قال الإمامُ ابنُ مُفْلح _ يرحمه الله _ في "الفروع" (3/229) : { ويَجُوزُ التوسُّلُ بصالحٍ ، وقيْلَ يُسْتحبُّ } .
قال الإمَامُ المرْدَاوي _يَرْحَمُهُ اللهُ_ في "الإنْصاف" (2/456) : { يَجُوز التوسُّل بالرجل الصالح ، على الصحيح من المَذْهَب . وقيل يُسْتَحب }.
قال الإمامُ الحجّاوي _ يرحمه الله _ في "الإقناع" مع شرحِهِ للإمام البُهوتي (1/546) : { و لابأس بالتوسل بالصالحين } .
وقال الإمامُ ابنُ النجّار _ يرحمه اللهُ _ في "منتهى الإرادات" مع شَرْحِهِ للإمَام الُهوتي (2/58) : { وأُبيْحَ التوسُّلُ بالصَالحيْن } .
قال الإمُامُ مرْعيُّ الكرْمي _ يرْحمُهُ اللهُ _ في "غاية المُنْتَهى" مع شرْحه للإمَام الرحيْبَاني (2/316) : {وكذا أبيْحَ توسلٌ بصالحيْن } .
تنبيه : حاولَ كثيرٌ من المُحققين _ كالدكتور التركي ، ومحمد حامد الفقي ، وغيرهما ممّن شانتْ كتُبَ المذْهب تحْقيْقاتُهم وخصوصاً الثاني _ أنْ يُفسِّروا هذه الأقوال بأنّ المقصودَ فيها طلبُ الدُّعاء من الصالحين فحسب ! لكن هيهات هيهات .
المسألةُ الثالثة : حُكمُ إسْبَال الثياب أسْفلَ الكعبين لغير حاجةٍ ولا خُيلاء ?
إذ إنّ المشْهورَ عنْد (الوهابية ) حُرْمةُ ذلك مُطلقاً ؛ وهم بذلك قد خالفوا المذْهبَ ، بل حتّى إمامهم ابنَ تيْميّة !!.
قال الإمامُ ابن مُفْلح المقدسي _ رحمه الله_ في "الفروع" (2/60) : ( ويُكره على الأصح تحت كعْبيه بلاحاجة).
قال الإمامُ المرْداوي _ يرحمه الله _ في الإنْصَاف (1/472) : ( يكْره زيادته إلى تحت كعبيْه بلا حاجة على الصحيْح من الروايتين ) .
قال الإمامُ برهان الدين بن مفلح _ يرْحمه الله _ في " المُبدع " ( 1/332) : (ويكره على الأصح : تحت كعبه بلا حاجة) .
قال الإمَامُ الحَجّاوي _ يرْحمُه اللهُ _ في الإقناع (1/259) : { ويُكْرهُ أنْ يَكونَ ثوبُ الرجل إلى فوق نصف ساقه وتحت كعبه بلا حاجة}.
قال الإمامُ مرعي الكرْمي_ يرحمه الله_ في "غاية المُنْتهى" (1/346) ( وكره كون ثيابه فوق نصف ساقه أو تحت كعبه بلا حاجة ) .
واختار تقيُ الدين ابن تيمية _ يرْحمه الله_ عدم التحريم ، وسكتَ عنْ الكراهة ، قال ابن مفلح المقدسي في "الآداب الشرعية" (4/171) : (واختار الشيخ تقي الدين _ رحمه الله_ عدم تحريمه ، ولم يتعرض لكراهة ولاعدمها).
المَسْألة الرابعة : حُكْمُ التشبّهِ بالكُفَّار ؟
اشتهـرعنْدَ الوهابيّة حُرمة التشبّه بالكفَّار ، بل جَعَلَهُ بعضُهُم كفراً ، مُحْتجّين بظاهر الحديث الذي أخرجه الإمَامُ أحمدُ وأبوداود : (( من تشبّه بقومٍ فهو منهم )).
قال ابن تيمية : ( أقلُّ أحواله _ أي الحَديْث_ أنّهُ يدلُّ على التحريم ، وإنْ كان ظاهرُهُ الكفر ) .
وأمّا المذْهبُ ، فعندهم أنّ التشبّه بالكفَّار مُطلقاً مكْروهٌ ، وليْس مُحرّماً ، فضلاً عن أنْ يَكونَ كفْراً .
قال الإمَامُ المرْدَاوي _ يَرْحمُهُ اللهُ _ في "الإنصاف" ( 1/471) : { ويُكره التشبّه بالنصارى في كلِّ وقتٍ}.
وقال الإمامُ ابنُ النجار في " مُنتهى الإرادات" مع شرحِهِ للإمام البُهوتي (1/355) : { وكُره تشبهٌ بالكفار مُطلَقاً } .
قال الإمامُ مرْعي الكرمي _ يرْحمُهُ اللهُ _ في "دليل الطالب لنيل المطالب" (ص/ 240) :{ ويُكره لنا التشبّهُ بهم } أي الكفار .
المسألة الخامسة : حُكمُ الحَلِفِ بغيْر اللهِ ؟
عَقَدَ الإمامُ مُحَمّد بن عبدالوهّاب _ رَحِمَهُ اللهُ_ باباً في كتابه (التوحيد!!!) ، ينصُّ فيه على أنّ الحَلِفَ بغيْر اللهِ شِرْكٌ ، دون تقييده بوصفٍ !!
فالمشهور عن ( الوهّابيّة) أنّ من حلف بغير الله من دون نيّة تعظيم المحلوف كتعظيم الله من الشرك الأصغر .
أمّا المذْهبُ ، ففيه قولان ، قولٌ بالكراهةِ ، وهو قولٌ قويٌ ، ونصَرَهُ كثيْرٌ من الأصْحاب ، كالإمام ابن قدامة في ( المُقْنع ) ، والإمام أبو الخطّاب الكلوذاني في ( الهداية ) ، والإمام السامري في ( المُستوعب) ، بل قال ابنُ المُنجا : هذا هو المذهب.
وأمّا المُعْتمد في المذْهب ، فهو التحريْم ، وليس شركاً :
قال ابنُ مُفْلح المقدسي _ يرْحمه اللهُ_ في " الفروع" (10/437) : {ويَحْرُمُ الحَلِفُ بغيْرِ اللهِ }.
قال الإمَامُ المَرْدَاوي _ يَرْحَمُهُ اللهُ _ في " الإنصاف" (11/12) :
{ ويُحتمل أنْ يكونَ مُحرّماً : وهو المذهب } .
قال الإمامُ ابن النجّار _ يرحمه الله _ في "منتهى الإرادات" مع شرحِهِ للإمام البُهوتي (6/375) : { ويحرمُ الحلِفُ بذاتِ غير الله تعالى وصفتِهِ} .
قال الإمَامُ الحجّاوي_ يرْحمه اللهُ_ في " الإقناع " مع شرحِهِ للإمام البُهوتي (5/204) :{ ويحرم الحلف بغير الله وصفاته ولو بنبي } .
SIZE]. ]
المَسْألةُ السادسة : التبرُّك بالصَّالحيْن مُسْتحبٌ عند السَّادة الحَنَابلة ، خلافاً للوهَّابية فيَحْرم ، وعنْدَ بعْضهم شرْكاً .!!
قال الإمَامُ ابنُ قُدامَةَ _يَرْحمُهُ اللهُ _ في " المُغني" (1/20) :
( وكان إمامنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل , رضي الله عنه , من أوفاهم فضيلة , وأقربهم إلى الله وسيلة , وأتبعهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلمهم به , وأزهدهم في الدنيا وأطوعهم لربه , فلذلك وقع اختيارنا على مذهبه . وقد أحببت أن أشرح مذهبه واختياره , ليعلم ذلك من اقتفى آثاره , وأبين في كثير من المسائل ما اختلف فيه مما أجمع عليه , وأذكر لكل إمام ما ذهب إليه , تبركا بهم , وتعريفا لمذاهبهم )
قال الإمامُ المرْدَاوي _ يَرْحمُهُ اللهُ_ في " الإنْصاف " ( 8/324 ) :
( ويُسْتَحبُّ للضيْفِ أنْ يُفضِلَ شيئا ، ولا سيّما إنْ كانَ ممّن يُتبرك بفضْلتِه ) .
قال الإمَامُ الحَجَّاوي _ يَرْحمُهُ اللهُ _ في " كشاف القناع " ( 5/181) :
(ويُسْتحبُّ للضيْفِ أنْ يُفضِلَ شيئا ) مِنْ الطعَام ( لا سيَّمَا إنْ كانَ ممّن يُتبركُ بِفضْلتِهِ أو كان ثم حاجة ) إلى إبقاء شيء منه )
قال الإمامُ ابنُ النجّار _ يَرحمهُ اللهُ_ كما في "منتهى الارادات" مع شرحِهِ للبُهوتي (2/152) : { ويَجوزُ نبْشهُ _ أي الميّت_ لنقلِهِ لبُقعةٍ شريْفةٍ ، ومُجاورةِ صالحٍ} .
قال الإمَامُ الرُحيْبَاني _ يرْحمُهُ اللهُ_ في " مَطالِبُ أوْلي النُّهى " (1/906) :
( وَيُسْتحبُّ الدفنُ في ( البقاع الشريفة ) , لحديث أبي هريرة مرفوعا { أن موسى - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - لما حضره الموت سأل ربه أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية حجر , قال النبي صلى الله عليه وسلم : لو كنت ثم لأريتكم قبره عند الكثيب الأحمر } وقال عمر : " اللهم ارزقني شهادة في سبيلك , واجعل موتي في بلد رسولك " متفق عليهما . ( ومجاورة الصالحين ) لتناله بركتهم ).
قال الإمَامُ مَرْعيُّ الكرْمي _ يَرْحمُهُ اللهُ_ في " دليل الطالب " (248) :
( فصل : وسن أن يحمد الله إذا فرغ ويقول الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقينه من غير حول مني ولا قوة ويدعو لصاحب الطعام ويفضل منه شيئا لا سِيَّمَا إنْ كانَ ممَّن يُتبركُ بِفضْلتِهِ وَيُسَنُّ إعْلانُ النكاح )
المَسْألة السابعة : الطَّوافُ بالقبُورِ مُحرَّمٌ وليْس شرْكاً عنْدَ السَّادة الحَنابلة _ وقيْل يُكره_ خلافاً للوهّابيّة ، فيُعْتبرُ كفْراً مُخْرجاً من الملّةِ .
قال الإمامُ البُهوتي _ يَرحمهُ اللهُ في "شرح المُنتهى" (2/581) : { (وَيَحْرُمُ الطوافُ بها ) أي : الحُجْرةَ النبويّة ، بل بغير البيتِ العتيق اتفاقاً } .
قال الإمَامُ مرْعيُّ الكرْمي _ يَرْحمُهُ اللهُ_ في "غاية المُنتهى" (2/412) : { وَحرُمَ
إسراج القبور وكذا يحرم طواف بها } .
قَالَ الإمَامُ البَعْلي _ يَرْحمُهُ اللهُ_ في " كشْفُ المُخَدَّرَات" (1/330) : { وَيَحرُمُ الطَّوافُ بغيْر البيْتِ اتفاقاً} .
المَسْألة الثامنة : شدُّ الرحال إلى قبْر النبيِّ صَلّى اللهُ عليْهِ وسلّم مُسْتحبٌ عندَ السَّادَة الحَنَابِلةِ ، خلافاً للوهّابية ، فيَحْرُمُ .
أجْمَعَ فُقهاءُ الحَنَابِلةِ قَاطبَةً ، على أنّ من فرَغَ من الحَجِّ اسْتُحبَّ له زيَارةُ قبْر الحَبيْب عليْهِ أفْضَلُ صلاةٍ وسَلامٍ ، أي : يَشدُّ رحَالَهُ منْ مَكة إلى المَديْنةِ _ وهي مَسَافة قصْرٍ_ قاصداً زيَارة قبْر الحبيب صلّى اللهُ عليْهِ وسلّم .
قالَ الإمَامُ ابنُ قدَامةَ _ يَرْحمُهُ اللهُ _ في "المُقنع" (ص/35) : { فإذا فرغ من الحج استحب له زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبر صاحبيه رضي الله عنهما } .
قال الإمَامُ المرْدَاوي _ يَرْحَمُهُ اللهُ_ مُعَلِّقاً على هذه العِبَارة ، كما في "الإنْصاف" (4/53) : { هذا المذهب ؛ وعليْه الأصْحابُ قاطبة ، متقدّمهم ومُتأخرهم}.
وقال في "الكافي" (1/499) : { ويُسْتحبُّ زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، وصاحبيه رضي الله عنهما ، لما روي أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من زارني أو زار قبري كنتُ له شفيْعاً أو شهيْداً ) رواه أبوداود الطيالسي } .
قال الإمامُ الدُّجيْلي _ يَرْحمُهُ اللهُ_ كمَا في " الوَجيْز" (3/535) : { وتُسَنُّ زيَارةُ قبر النبيِّ مُحمّدٍ وقبري صاحبيه رضي الله عنهما } .
قال الإمامُ البُهوتي _ يرْحمُهُ اللهُ_ في "شرح المُنتهى" (2/580) : { ويُستحبُّ لهُ زيارة قبر النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم ، وقبر صاحبيه رضي الله عنهما ، لحديث الدارقطني ، عن ابن عمر مرفوعاً ( من حجَّ فزار قبري بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي) } .
قال الإمَامُ البعْلي _ يَرْحمُهُ اللهُ_ في " كَشفُ المُخدَّرات" (1/330) : { وسُنَّ زيَارةُ قبْر النبيِّ صَلى اللهُ عليْهِ وسَلّم ، زَادَهُ شَرَفاً وَكَرَماً ، وَسُنَّ زيَارةُ قبر صَاحبيْهِ رَضيَ اللهُ عَنْهُما } .
تنبيْه : قال ابنُ نصر الله : لازم استحباب زيارة قبره صلى الله عليه وسلّم اسْتحبَاب شدّ الرحال إليْها ، لأنّ زيَارتَه للحاجِّ بَعْد حجّهِ لا تُمْكن بدون شدِّ الرحل ، فهذا كالتصريح باستحباب شدِّ الرجل لزيارته صلى اللهُ عليْهِ وسَلم .
المَسْألة التاسعة : التمسح بقبر النبيِّ صَلى اللهُ عليْهِ وسَلم وتقبيْلُهُ مَكْروهٌ عنْدَ السَّادَةِ الحَنَابلَةِ ، خلافاً للوهَّابيّةِ ، فَهو شرْكٌ ، حتّى قال ابنُ تيْميّة : ( اتَّفقوا عَلى أنَّهُ لا يُقبّلَهُ ولا يَتمسَّحُ بهِ فإنّهُ مِن الشِّرك ، والشركُ لا يغفره اللهُ ولو كان أصغرَ} .
قال الإمَامُ السَّامُري _ يَرْحَمُهُ اللهُ_ في "المُسْتوعِب" (4/274) : { (سئل أحْمَدُ _ رَحمَهُ اللهُ_ عَمّن يَتمسَّحُ بقبر النبي صلى اللهُ عليْهِ وسَلم ؟ فقال : ما أعرف هذا ، أهل العلم كانوا لا يَمسُّونه ويقومون ناحية فيُسلمون وكذا كان ابنُ عُمَر يَفْعل ) فدلَّ على أنّه غيْرُ مُسْتحبٍ بل مَكرُوه } .
قال ابنُ مُفْلح _ يَرْحمُهُ اللهُ_ في "الفروع" (6/66) : { ولا يُسْتحبُّ تمسُّحُهُ بهِ ، قال في المُستوعِب : بل يُكره} .
قال الإمامُ الحَجَّاوي _ يَرْحمُهُ اللهُ_ في " الإقناع" (2/320) مَعَ شرْحِهِ للبُهوتي : { وَلا يَتمسَّحُ ولا يَمسُّ قبرَ النبي صلى اللهُ عليْهِ وسَلم ولا حائطه ، ولا يُلصق به صَدرَهُ ، ولا يُقبِّلهُ أي : يُكره ذلك } .
قَالَ الإمَامُ البَعْلي _ يَرْحَمُهُ اللهُ _ في "كَشْفُ المُخَدَّرات" (1/330) : { وَلا يَتمسَّح ، ولا يَمسُّ قبْرَ النَبيِّ صلى اللهُ عليْهِ وَسلّم ، ولا حائطَهُ ، ولا يُلْصق صَدْرَهُ ، وَلا يُقبَّلَه ، أي يُكرَهُ } .
المسائل التي خالف فيها الوهابية مذهب السادة الحنابلة ( جديد)
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 310
- اشترك في: الخميس إبريل 21, 2005 12:54 pm
- مكان: جزر القمر
- اتصال:
المسائل التي خالف فيها الوهابية مذهب السادة الحنابلة ( جديد)
قال عليه السلام: وَمَنِ اسْتَبَدَّ بِرَأْيِهِ هَلَكَ، وَمَنْ شَاوَرَ الرِّجَالَ شَارَكَهَا فِي عُقُولِهَا.
سلامي للجميع الرسي الهاشمي
سلامي للجميع الرسي الهاشمي
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 424
- اشترك في: الثلاثاء يوليو 20, 2004 7:35 pm
..................................................
آخر تعديل بواسطة الشريف العلوي في الثلاثاء سبتمبر 11, 2007 7:17 am، تم التعديل مرة واحدة.
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 310
- اشترك في: الخميس إبريل 21, 2005 12:54 pm
- مكان: جزر القمر
- اتصال:
كلام مردود عليه يا شاطر
[
بخلاف المتشيعة من الزيدية والرافضة الذين يزعمون متابعة أهل البيت وهم منهم براء!
يكفي انك تضع الزيدية المتشيعة في ان أل البيت منهم راء ياخي انت مو هاشمي للأسف انت هامشي وتدافع عن الوهابية دفاع مستميت الحمد لله آل البيت والزيدية واحد وعلى فكرة انتم تكفرون الناس دائما في كل شي يعني الاحتفال بمولد الرسول عليه السلام بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وتؤلوه على كلامك انك من أهل النار في فهمكم المتحجر يعني كيف تريد الناس الاقتناع في منهجكم وانتم وابن تيمية حقك مشبهين مجسمين حتى انه يقلل من شأن ألمام علي بن ابي طالب عندما قال انه يريد الحكم للسلطة وليس للدين وكلام كثير قاله وتسموه قدس الله روحة ياخي انا عايش عندكم وعارف كل شي عنكم تحاولو تلجوء لطريق الفلسفة في الدين عشان اقناع الناس بنهجهكم الحمد لله كشفكم على حقيقتكم يا منهج الاراهاب والقتل ياخي العلاقة بين الزيدية والصوفية صح حصل فيها توتر ولكن فترات قليلة واغلبها سياسي بين الحكام انفسهم والحمد لله الزيدية لم تكفر صوفيا ولا صوفي كفر زيديا فيه اختلافات ولكن ليس بمعنى اني اكفر الطرف الاخر انتم الذين تطبعو الكتب والكتيبات في كل مكان لتكفير الناس حتى في الحج توزعها تكفرون الناس بالحج ايضا يكفي مسحكم لاثار بيوت النبوة والصحابة باسم الاعتقاد بانه قد يعبد حتى سكة حديد مع الشام المدينة المنورة هدمت بفضل فتوايكم ما اقول الا لعنة الله على كل هاشمي يحب الوهابية لانه اول عدو لبني هاشم لنفسه ولاهلة ، اتقو الله في انفسكم الله يهديكم انتم اول شي حرفتو منهج الحق وادعيتم زروا انكم ماشين على منهج الرسول والرسول منكم براء الحمد لله الاسلام جاء من ارض الحجاز وليس من قرن لشياطين لو الاسلام جاء من ارض قرن الشيطان لكان انقرض مع الدينصورات هربتم الناس من الدين بفتواكيم ياخي شوفو انفسكم في منتديات الساحة اصبحتم مهزلة بين الأمم تكفير وتبديع في الناس بالجملة يكفي فاضحكم حسن المالكي بس اول رد على حسن المالكي بعدين رد علي يا متفلسف بس ورد على منصور النقيدان على تركي الدخليل وتركي الحمد الي هم اساسا وهابية وخرجوا من وهابيتكم لساكم لكم عين تتكلمو بعد الي تسوه في خلق الله من قتل وتفجير وترويع للناس في السعودية والعراق ياخي المفروض عليكم اخر ناس تتكلمو انتم انت عار على كل الأمم انتم الاسلام منكم براء والف مبروك امس كنتم تحرمو اليوم الوطني للسعودية واليوم حللتوه مبارك لكم ان العقل بداء يعمل لديكم او انكم مضغوطين من الي يعطيكم رابت عشان تفتو على حسب الرصيد المدخل في حسابكم ، بعدين لاتقولو انكم حنابلة وانتم مختلفين معهم في اختلافت كثيرة قولو حنبالة معدلين من ابن تيمية وبن عبد الوهاب والفوزان واللحيدان وغيره
بخلاف المتشيعة من الزيدية والرافضة الذين يزعمون متابعة أهل البيت وهم منهم براء!
يكفي انك تضع الزيدية المتشيعة في ان أل البيت منهم راء ياخي انت مو هاشمي للأسف انت هامشي وتدافع عن الوهابية دفاع مستميت الحمد لله آل البيت والزيدية واحد وعلى فكرة انتم تكفرون الناس دائما في كل شي يعني الاحتفال بمولد الرسول عليه السلام بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وتؤلوه على كلامك انك من أهل النار في فهمكم المتحجر يعني كيف تريد الناس الاقتناع في منهجكم وانتم وابن تيمية حقك مشبهين مجسمين حتى انه يقلل من شأن ألمام علي بن ابي طالب عندما قال انه يريد الحكم للسلطة وليس للدين وكلام كثير قاله وتسموه قدس الله روحة ياخي انا عايش عندكم وعارف كل شي عنكم تحاولو تلجوء لطريق الفلسفة في الدين عشان اقناع الناس بنهجهكم الحمد لله كشفكم على حقيقتكم يا منهج الاراهاب والقتل ياخي العلاقة بين الزيدية والصوفية صح حصل فيها توتر ولكن فترات قليلة واغلبها سياسي بين الحكام انفسهم والحمد لله الزيدية لم تكفر صوفيا ولا صوفي كفر زيديا فيه اختلافات ولكن ليس بمعنى اني اكفر الطرف الاخر انتم الذين تطبعو الكتب والكتيبات في كل مكان لتكفير الناس حتى في الحج توزعها تكفرون الناس بالحج ايضا يكفي مسحكم لاثار بيوت النبوة والصحابة باسم الاعتقاد بانه قد يعبد حتى سكة حديد مع الشام المدينة المنورة هدمت بفضل فتوايكم ما اقول الا لعنة الله على كل هاشمي يحب الوهابية لانه اول عدو لبني هاشم لنفسه ولاهلة ، اتقو الله في انفسكم الله يهديكم انتم اول شي حرفتو منهج الحق وادعيتم زروا انكم ماشين على منهج الرسول والرسول منكم براء الحمد لله الاسلام جاء من ارض الحجاز وليس من قرن لشياطين لو الاسلام جاء من ارض قرن الشيطان لكان انقرض مع الدينصورات هربتم الناس من الدين بفتواكيم ياخي شوفو انفسكم في منتديات الساحة اصبحتم مهزلة بين الأمم تكفير وتبديع في الناس بالجملة يكفي فاضحكم حسن المالكي بس اول رد على حسن المالكي بعدين رد علي يا متفلسف بس ورد على منصور النقيدان على تركي الدخليل وتركي الحمد الي هم اساسا وهابية وخرجوا من وهابيتكم لساكم لكم عين تتكلمو بعد الي تسوه في خلق الله من قتل وتفجير وترويع للناس في السعودية والعراق ياخي المفروض عليكم اخر ناس تتكلمو انتم انت عار على كل الأمم انتم الاسلام منكم براء والف مبروك امس كنتم تحرمو اليوم الوطني للسعودية واليوم حللتوه مبارك لكم ان العقل بداء يعمل لديكم او انكم مضغوطين من الي يعطيكم رابت عشان تفتو على حسب الرصيد المدخل في حسابكم ، بعدين لاتقولو انكم حنابلة وانتم مختلفين معهم في اختلافت كثيرة قولو حنبالة معدلين من ابن تيمية وبن عبد الوهاب والفوزان واللحيدان وغيره
قال عليه السلام: وَمَنِ اسْتَبَدَّ بِرَأْيِهِ هَلَكَ، وَمَنْ شَاوَرَ الرِّجَالَ شَارَكَهَا فِي عُقُولِهَا.
سلامي للجميع الرسي الهاشمي
سلامي للجميع الرسي الهاشمي
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 1
- اشترك في: الخميس فبراير 09, 2006 11:13 am
السَّلامُ عليْكم ورحمة اللهِ وبرَكاتُهُ .
الحمْدُ للهِ ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رَسولِ اللهِ ، أمَّا بَعْدُ :
فحريٌّ بي أنْ أقدِّمَ مُقدِّمة بيْن يَدي مَا كتبْتُهُ في الرَّد على الأخ السيِّد الشَّريْف العلَوي ، ذاكَ الذي أفرَحنِي ردُّهُ بداءةً ولم ألبْثْ كثيْراً في التَّجوالِ بيْن ثنايا أسْطر كلامِهِ حتَّى عادَ الفرَحُ حزنَاً وهمَّاً .
منْ أكرمَ مُقلتيْهِ بقليْلٍ مِن النظر والتأمُّلِ وَجدَ أنَّ كلامَ الأخ السيِّد أكثرُهُ يَعودُ إلى قليِلِهِ ، وكلُّهُ يَعودُ إلى جزءهِ ، وإنَّ أكثرَ نقولاتِهِ ذاتُ احتماليْن ، ومَا كانَ كذلك فإنَّهُ لا يُصَارُ إلى أحدِهما بلا قريْنَة ، وديْدنُ صاحبِنَا الشريْف هو الإتيَانُ بها مُجرَّدة ، بل إنَّ مَا يزيدُ في غيْظكَ أنَّهُ يَعملُ دائماً على الترجيْحِ بلا مُرجِّح ، والتخصيْص بلا مُخصِّص ، وهذا مُعابٌ عنْد أربَابِ العقول ، ولا عجبَ ولا غرو إنْ قلتُ بأنني أوْلى مِنْهُ بالإحتجَاج بِكثيْرٍ مِنْ نقولاتِهِ ، وسترى ذلِكَ في مَواطنِهِ .
هذا وإنَّي لم أتحدَّث بعد عن افتراءاته عليِّ فيْمَا هو أمام ناظريْه ، وسقم فهمِ الكلام ، وكلُّ ذلِكَ سيُرى في مُوطنِهِ .
أمَّا عنْ جهلِهِ بالمَذهبِ الحنبليِّ وقوَاعدِهِ ، فهذا ممَّا لا طاقة لقلمي بكتابتِهِ ، وإنَّهُ ممَّا يُشعرُ حقيقة بالوضع المُزري للوضع العلمي الحالي ، ولكن أتركُ ذلِكَ لنظرِ أدنى طالب علم حنبلي .
ولا أريدُ الإطالَة في الكلام في غيْر مَحلِّ النقاش ، ولنتركَ الحُكمَ للقارئ العاقل .
قالَ سيِّدي الشريْف العلوي حفظهُ اللهُ : { ما تسميه الوهـابية هي: فرقة أو منهج أو مذهب (عـقدي) .. فهي في مقابل الأشعـرية والمعـتزلة والجـهمية ونحوها من المذاهب العقدية لا الفقهية.
أما الحـنابلة فهم: أتباع مذهب (فقهي) .. في مقابل المذهب الشافعي والحنفي والمالكي والظاهري ونحوها من المذاهب الفقهية لا العقدية.
إذا أدركت هذا .. علمت أن لا معنى لجمعك بعض مخالفات الوهـابية لبعض الحـنابلة أبداً!!, فليس كل وهـابي حنبلي؛ ولا كل حنبلي وهابي!. } .
قال خالد : مُصطلحُ الحنابلة يُعْنَى بهِ أمران :
أولهما : الفروعُ والقواعدُ والأصولُ الفقهيَّة ، وهذا أمرٌ واضحٌ بيِّنٌ .
ثانيْهمَا : المَذهبُ العقديُّ المَشهوْرُ عنْ أربابِ وأصْحَابِهِ ، وهو التمسُّكُ بظاهر الآيات والأخبَار ، وغيْرُها مِن مَسائلَ مَعْلومَة .
وهذا الثاني ؛ أمرٌ مَشهورٌ فعلُهُ عنْدَ أهل العلم عامَّة ، والعقائديين خاصَّة ؛ فتجدُ إمَامَ الحرَميْن مَثلاً يَقولُ _ كثيراً _ قالتْ الحنابلة كذا ، والأشعريّة كذا ، وكذا الإمامُ فخر الرَّازي في كتبِهِ كالأربعيْن وغيْرها ، وكذا اسْتعملَها الإمَامُ السيوطي في كتابِهِ ( تاريخُ الخُلفَاء) عندما تحدَّث عن مَسألة تفسير المَقام المَحمُود .
وغيْرُهم مِنَ العُلمَاء كثيْرٌ ، فإنْ كنتَ جاهلاً بهذا الشيء فهو مُصيْبَة ، وإنْ كنتَ تتجاهلَهُ فالمُصيْبَةُ أعظمُ .
فعَلى هذا قد يُقابَل مُصطلحُ الحنابلة بالوهَّابيّة .
والأمرُ الذي دَفعني لكتابَةِ هذا المَقال ، هو أنَّ كثيْراً مِنَ الفُضلاء يَظنَّون أنَّ هؤلاء الوهابيَّة هم حنابلَة، وأنَّ المَذهبَ الحنبلي إنّما هو مَا يُفتي بهِ هؤلاء ، خاصّة مشايخ المملكة العربية السعودية ، علاوةً على وجودِ كثيْرَ مِنَهم مَنْ يَدَّعي ذلِكَ .
فأردتُ أنْ أبيَّن أنَّ الوهَّابيَّة _ وخاصة اليوم_ لا يُمثلونَ المَذهب الحنبلي ، بل هم فرقة مُغايرَة ، لا أصولاً ولا فروعَاً ولا سلوكاً ، فلا شأنَ للمَذهبِ بهم .
قالَ سيِّدي الشريف حفظهُ اللهُ : { أما ثانياً / إن كـان مقصدك بجمعك هذا أن تشنع على من أسميتهم الوهابية بمخالفتهم السادة الحنابلة .. فإن هـذا التشنيع لا يلحقهم أصلاً ! ولو سُلم لك بأن الوهابية برمتهم حنابلة ، لأن الوهـابية مصرحون بأنهم متبعون للكتاب والسنة بفهم السلف الصالح من القرون المفضلة, لا يبالون بمن خالفهم في ذلك كائناً من كان..! } .
قال خالد : ليْسَ الأمرُ تشنيْعَاً عليْهم ، بقدر مَا هو تبيَانٌ للحقائق ، ثمَّ مَعَ هذا فقد نصَّ كثيرٌ مِنهم على أنَّهم حنابلة ، ومنهم الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله كمَا في بعض رسائلِهِ لعُلمَاءِ نَجْد ، حتى قالَ عنْهُ الشيخُ الألباني : حنبلي مُتعصب !
وقد سمعتُ _ بأذني رأسي _ كثيراً منهم ، وهو يَقولُ : مذهبُنا هو مَذهبُ الإمَام أحمَد بن حنبل !
خلاصَة قولي إنّي أريدُ أنْ أقولَ : إنَّ الوهَّابية ليْسُوا حنابلَة مُطلقاً ، فلا تقولوا نحنُ حنَابلة ، بل قولوا نحنُ مَذهبٌ مُغايِر لمَا عليْهِ المَذاهبُ الأربَعة ، فأنتم لسْتم حنابلة ولا أحناف ولا شافعية ولا مالكية ، أنتم مذهبٌ خامس لا اعتدادَ بِهِ ، وهذهِ هي حقيْقة مَذهبكم ، فلا تدَّعوا وصلاً بليلى ، فليلى لا تقرُّ لكم بذاكَ .
قال سيدي الشريْف حفظهُ اللهُ { الأمر الثالث / لو كان لديك شيئاً من الإنصـاف وإرادة الحق لمنعت نفسك من عـيبة التزوير والتلبيس, وشينة بتر الحقيقة والتدليس ؛ فإن مريد الحـق لا يغش في المقول, ولا يبتر النصـوص من النقول, أو يجتزئ من القـول ما يريد وفي تتمتـه ما ينقض غـزله ويصك قـوله؛ وإنما ينقل بأمانة ويؤدي بإخـلاص ثم ينقـد إن شاء.}
قال خالد : هذِهِ يا سيّدي مِنْكَ دعوى ، والدعاوي بلا بُراهين لا عبرة بِها ولا اعتدَاد ، فأنا أطالبُكَ بتبيان التزوير والبتر والغش الذي ادَّعيْته ، وسأتراجعُ عنْهُ مُبَاشرة وأكن لكَ حيْنها منَ الشاكرين .
قالَ سيّدي الشريف حفظه الله : { الأمر الرابع / أنك قد جعلت حكم التحريم مخالفاً للشرك, وهذا غير صحيح, فإن كون الشيء حراماً لا ينقض كونه كفراً أو شركاً , إذ أنه قد يطلق على الشـرك لفظ: الحرام, أو المعصية, أو البدعة, أو الكبيرة, ولا ينفي هذا أنه شـرك} .
قالَ خالد : وهذه منْك أعتبرها كذبة صارخة عليَّ أيُّها الشريف ، فهذا كلامي أمامُكَ ، أيْن قلتُ إنَّ قولهم : يحرم ، يَنفي كونَهُ شركاً !!!؟؟
ولستُ بجاهلٍ أنَّ بينهما عُمُوم وخصوص مُطلق ، فلا تتفيهق بالمَعلوم ولا توضح الواضحات ، فإذا كانَ هناك لفظٌ يحتملُ مَعنيَين فإنَّهُ لا يُصارُ إلى أحدِهما إلاَّ بقرينة .
وأنا هنا أملكُ القرينَة بل القرائن التي صيَّرت قولهم بالتحريم في هذِهِ المسألة لا يَعني شركاً ، ولكن أخبرني أنتَ ما هي قرينتُك ؟؟؟
إنْ كانت قرينتك هي نصِّ الإمَام الحجَّاوي رحمه الله في الكشاف فقط ، فهذا يدلُّ على أنَّك جاهلٌ بمَذهبِ الحنابلة ، ولا تعرفُهُ ولاتدريه ، وهذا سيأتي مُفصَّ حينما أتكلم عن مسألة الحلف بغير الله .
قال السيّد الشريف حفظه الله : { أيضاً فالكراهة قد يراد بها كراهة التحريم, وهذا منصوص في مذهب الإمام أحمد, وأنت جعلت الكراهة مخالفة للتحريم مطلقاً وهذا غير صحيح.} .
قال خالد : يا أخي الكريم إن لم تكن أهلاً للكتابة في مثل هذهِ المباحث فلا تتعبني ، ولا تضيع وقتي ؛ فأنا لا أعلم أين جعلتُ الكراهة مُخالفة للتحريم مُطلقاً ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل تقوّلني مَا لم أقل أم ماذا ؟
ومسألة مَدلول لفظ الكراهة عند الإمام أحمَدَ رضي اللهُ عنه قد قتلها علماؤنا بحثاً ، وانظر كتابَ ابن حمدان ومُقدمة الفروع لابن مفلح مع تصحيحِهِ للمَرداوي ستجدُ ما يروي غليلك .
قال السيّد الشريف حفظهُ الله : {الأمر الخامس/ مع أن المقارنة بين الوهابية والحنابلة لا تصح، إذ أنها مقارنة مذهب عقدي بمذهب فقهي! كما سبق بيانه} .
قال خالد : وقد سبَقَ أن قلتُ لكَ إنَّ مصطلحَ الحنابلة قد يُطلق ويُقصد به المُعتقد الذي أنفرَدوا به ، او اشتهروا بالإنفراد به ، ولم أكن بدعاً من الناس حينما ذكرتُ ذلك ، فقد سبقني علماؤنا ، كالجويني والسبكي والرازي والسيوطي وغيرهم .
قال السيّد الشريف حفظهُ اللهُ : { لأبين أن حنابلة الوهابية أو حنابلة نجد لم يخالفوا المذهب الحنبلي } .
قال خالد : هذه العبارة تذكرها جيَّداً ، واجعلها في ذهنِكَ دائماً ، فإنّي سأستصحبها في أكثر حواري مَعَكَ ، وستدفع ثمنها غالياً .
قالَ السيِّد الشريف حفظهُ اللهُ : { وآيات الصفات من المتشابه باعتبار اشتباه الحقيقة وخفاءها, لأنه لا يعلم حقيقتها وكيفيتها إلا الله تعالى. (خلافاً للمشبهة)
وليست من المتشابه باعتبار اشتباه المعنى وخفاءه, لأنها ظاهره المعنى. ( خلافاً للمعطلة والمفوضة) } .
قالَ خالد : الآن علمتُ أنَّك ليْسَ جاهلاً بالمَذهب فحسب ، بل حتى بمَا تقرأه عيْناك !!
أنتَ الآن تدَّعي أنَّ قصدَ علمَاء المَذهب من قولهم إنَّ الصفات من المتشابه هو التشابه بالحقيقة ، وليس اشتباه المَعنَى وخفاءه ، وهذا يردُّهُ عليْك عيْنُ النقولات التي ذكرتها أنا بمَقالي ، فقد نقلتُ لكَ عن ابن مفلح قولَهُ : { والمُحْكَم مَا اتَّضَحَ مَعْنَاهُ ، فلم يَحْتَجْ إلى بَيَان ، والمُتشابه : عَكسُهُ }.
فنجدُ هنا أنَّ الإمَامَ ابنَ مفلح يقولُ إنَّ المُحكم ما اتضح معناه ، والمتشابه : عكسه ، أي مَا خفي مَعناه ، لأنَّ عكسَ الواضح الخفيُّ ، فهو ليْسَ بظاهر .
وبنفس القول قالَ الإمامُ المَرْدَاويُّ في كتابِهِ التحبير : { والأصح : أنّ المُحْكم : ما اتضح مَعْنَاهُ ، والمُتَشابَه عَكسُهُ}
فالإمام المرداويُّ يَنصُّ على أنَّ الأصح في المذهب الحنبلي هو أنَّ المُتشابه مَا لا يَتضحُ معناه ، وبعد ذلكَ تأتي أنتَ بكلِّ برودٍ وتفيهق وتقول : { وليست من المتشابه باعتبار اشتباه المعنى وخفاءه, لأنها ظاهره المعنى } .
فهل نأخذُ المَذهبَ الآنَ من الإمام ابن مُفلح أم نأخذهُ مِن سيَادتكم ؟؟
وبعد هذا نريد أن نعرفَ مَنْ يَستحق فينا قولك { والذي يظهر لي – والله أعلم- أنك أردت التلبيس بأن عقيدة الحنابلة الذين نقلت عنهم في الصفات تُخالف الوهابية, ولذا أوردت هذه المسألة} .
فهل أنا مَنْ لبَّس وكذبَ على المذهب أم أنتَ ؟
قال السيَّد الشريف حفظُهُ اللهُ : { ويدل على تلبيسك أيضاً أنك نقلت عن الإمام ابن قدامة قوله ( والصحيْحُ أنّ المُتَشابِه : مَا وَرَدَ فِي صِفَاتِ اللهِ سُبْحَانَهُ).
ولم تتم الكلام الذي يبين معنى قوله ويوضح مقصده, بل بترت النص ليتم لك غرضك ويستقيم لك باطلك.
وتتمة قوله رحمه الله هو التالي: ( والصحيْحُ أنّ المُتَشابِه : مَا وَرَدَ فِي صِفَاتِ اللهِ سُبْحَانَهُ مما يجب الإيمان به ويحرم التعرض لتأويله, كقوله الرحمن على العرش استوى, بل يداه مبسوطتان, لما خلقت بيدي, ويبقى وجه ربك, تجري بأعيننا ونحوه, فهذا اتفق السلف رحمهم الله على الإقرار به وإمراره على وجهه وترك تأويله, فإن الله سبحانه ذم المتبعين لتأويله, وقرنهم في الذم بالذين يبغون الفتنة, وسماهم أهل الزيغ) ا.هـ} .
قالَ خالد : أنا أدعو كلَّ قاريء يَفهم الكلام ويَعيْه ، أنْ يَقرأ عبارة ابن قدامة التي نقلتُها أنا ، ثمَّ يَنظرُ في العبَارة المُكملة لها والتي نقلها السيّد الشريف ، هل تجدونَ تناقضاً بيْنَ العبارتين ، وهل يَنقضُ آخرها أولَّها كمَا ادَّعى السيّد الشريف ؟؟
انظر إلى عبارَة الإمام ابن قدامة بأكملِها هل ترونَ فيْها مَا يُفيْد كونه يَعلمَ مَعنى المُتشابه ؟ وهو عيْن نقيْض مَا قصدتُهُ في نقلي .
أبنْ لي يَا رعاكَ اللهُ عن أي كلمة منِ نقلكَ تنقض عبارتي المَنقولة ، أهي عبارة { يجبُ الإيمَان به} ، أم { يَحرم التعرض لتأويله} ، أم { إمراره على وجهه } ؟؟
كلُّ هذهِ العبَارات لا تسعفُكَ في شيءٍ ، ولا تغني عنكم مِن مُرَادِهم شيئاً ، ولو كان بعضُكم لبعض ظهيراً .
فقولُهُم : { يَجبُ الإيْمَانُ به } . هذهِ عبَارة مُتفق عليْهِ عند أهلِ السُّنة والجمَاعة ، فإنَّ كلاً يُقرُّ بأنَّهُ يَجبُ الإيْمَان بالمُتشابه ، كيْفَ لا يَكونُ كذلكَ وقد نصُّ اللهُ عزَّوجل على ذلكَ فقال جلُّ في علاه : {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ } .
فقد نصَّ القرآن العزيز على وُجودِ آياتٍ متشابهات ، وليْسَ بعد كتاب اللهِ نصٌّ ولا قول ، ولكن بَعْد ذلك تنازعوا : هل يَجوز تفسيْرُهُ أم لا ؟ وغيْر ذلك مِن الخلافات .
هذه العبارة انتهت .
أما العبارة الثانية ، فهي قولُهُ : { يَحرمُ التعرض لتأويلِهِ } . والتأويلُ قد عُلمَ أنَّ لهُ عدَّة مِعانٍ ، فقد يَكونُ معناهُ التفسير ، ومنهُ قولهم : تأويل القرآن ، أي : شرحُهُ وتفسيْرهُ . وقد يَكونُ مَعنْاهُ صرف اللفظ عن ظاهرِهِ ، وقد يَكونُ غيْرَ ذلِكَ مِن المَعاني المذكورَة في كُتبِ أهل العلم .
فأنتَ ترى هُنا أنَّ لفظَ الإمَام ابن قدَامَة يَحتملُ عدَّة مَعانٍ ، فكونُك تحملُ هذا اللفظ على أحدِ المَعنيين لَهوَ ترْجيْحٌ بلا مُرجِّح .
فإذا قلنا إنَّ الإمام ابن قدامة قصد المَعنَى الأول ( وهو التفسير) : فهو مُفوِّض ، لأنَّهُ مَنَعَ مِن تفسيْرِها ، وإن قلنا بإنّه قصَدَ بذلكَ المَعنى الثاني ، فهذا إنّما يَدلُّ على أنّهُ ليْسَ بمؤولٍ ، ولا يَدلُّ على نفي تفويضِهِ ولو بوجهٍ ما .
قالَ سيّدي الشريْف حفظهُ اللهُ : { ويقول العلامة مرعي الكرمي الحنبلي في كتابه (أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمتشابهات ص 55):
( واختلفوا: هل يجوز الخوض في المتشابهة؟ على قولين:
مذهب السلف وإليه ذهب الحنابلة وكثير من المحققين عدم الخوض, خصوصاً مسائل الأسماء والصفات فإنه ظن والظن يخطئ ويصيب فيكون من باب القول على الله بلا علم وهو محظور)ا.هـ
وقال ص 64: ( إن أئمتنا الحنابلة يقولون بمذهب السلف , ويصفون الله بما وصف به نفسه من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل)ا.هـ
والكتاب المذكور مفيد في بابه ويوضح منهج الحنابلة في توحيد الأسماء والصفات, ويبين ما ذكرته لك من المراد بالمتشابهة عندهم. } .
قال خالد : هذان النصَّان المَنقولان عن الإمَام مرعيِّ الكرْمي أنا أولى بالإحتجاج منكَ بهما ، وليْسَ لكَ فيهما مَا ينفعُكَ في إثبَات كون الإمام مرعي الكرمي يَمنعُ التفويض !!
كيْفَ وقدْ نصَّ هذا الإمامُ الذي تحتجّ بهِ على أنَّ التفويض هو مَذهبُ السلف ، فقد قالَ صفحة (61) :
{ ذكرتُ في كتابي " البرهان في تفسير القرآن" عند قولِهِ تعالى { هل يَنظرونَ إلا أن يأتيهم اللهُ في ظلل مِن الغمام } وبعدَ أنْ ذكرتُ مذاهبَ المُتأولين : أنَّ مذهبَ السلف هو عدمُ الخوض في مثل هذا ، والسُّكوتُ عنه ، وتفويضُ علمِهِ إلى الله تعالى } . ا.هـ
وقالَ ناقلاً عن الإمام السيوطيِّ في مَعْرَض الإستشهاد بهِ : { وجمهورُ أهل السُّنة ، منهم السلف وأهل الحديث ، على الإيمان بها، وتفويض معناها المُراد منها إلى الله تعالى ، ولا نفسرها مع تنزيهنا له عن حقيقتها } .
وغيْرُ ذلِكَ الكثيْر .
فالعبَارَة التي نقلتَها أيُّها اللوذعيُّ عن الإمَام مَرْعيِّ الكرمي تحتمِلُ مَعنيين ، ولا يَعوَّلُ عَلى أحدِهمَا إلا بقريْنَة ، وها أنا أبنتُ لكَ عن قرائن ، فأبنْ لي هديتَ للحقِّ عن قرائنكَ !!
قالَ السيّد الشريف حفظهُ اللهُ : { أقول: القول بالتحريم هي رواية عن الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه وقد نقلها ابن مفلح الذي نقلتَ عنه في نفس الكتاب ونفس الصفحة!!, فلماذا التزوير والتعامي ؟؟..}.
قالَ خالد : ألم أقلْ لكَ مِنْ قبلُ أنْ لا شأنَكَ بهِذهِ المَبَاحث ؟؟ فليْسَ هذا عشكِ فادرجي !!
أنا قد ذكرتُ في مُقدمةِ مَقالتي أنَّ الوهَّابيّة خالفوا المَذهبَ الحنبليَّ ، ولم أقل إنهم خالفوا كلَّ الأقوال التي في المذهب !!!
والفرْق بيِّنٌ بيْنهما ، فحيْنَما يٌقالُ هذا هو المَذهبُ ، أي : هو مَا عليْه المُعتمَد .
وعلى هذا درَجَ الأئمة مِن كلِّ مَذهب ، وهو استعمالهم ، فتجدُ الإمَامَ المَرْداويَّ مَثلاً يقول : { وفي المسألة روايتان : المذهبُ : الكراهة } . أو يقول عن إحدى الروايتين : وهي المذهب ، مَعَ أنّ هناك رواية أخرى .
وقد استعملَ هذا الأسلوب ايضاً الإمَام ابن تيميّة ، فقد قالَ في مسألة الإسبال مَعَ الخُيلاء : المَذهب أنّه حرام . مَعَ أنَّ في المسألة وجهين عندَ الأصحاب .
فحينَمَا أقولُ لكَ إنَّ فلاناً مِن الناس خالفَ المذهبَ ، فلا تكون قد ألزمتني بخلافِهِ عند إيرادكَ لرواية أو وجهٍ في المذهبِ غيْر مُعتمديْن .
والمُعتمَدُ في هذِهِ المسألة عندَ الأصْحاب هو الكراهة ، وهو المَذهب الذي عليْه أكثرُ الأصْحاب .
ولو كنتُ قد أردتُ التعامي كمَا وصمتني بذلِك ، أو غيْر مُنصفٍ ، لأوردتُ لكَ روايَة أخرى عن الإمام أحمَدَ تفيد إباحَة الإسبال وليْسَ الكراهة ، وهي مُوجودة في كتاب الآداب الشرعية لابن مُفلح ، وفي نفس الجزء والصفحة التي نقلت عنها مِن قبلُ ؛ ولكن لمَّا لم يَكن لي شأنٌ في غيْر المَذهبِ والمُعتمَد أغفلتُ ذكرهما ، اعني : روايتي الغباحة والتحريم .
هل اتضحَ لكَ الأمرُ ؟
ثمَّ قالَ السيِّد أعلى اللهُ شأنَهُ : { وقال الإمام الكلوذاني الحنبلي في كتابه (الانتصار في المسائل الكبار) : ( من تزيا بزي كفر من لبس غيار وشـد زنار وتعليق صليب بصدره: حرم ولم يكفـر) ا.هـ } .
قالَ خالد : ومَا شأن هذا الكلام في مسألتنا ؟؟؟
مسألتنا التي نتحدث عنها هي الإسبال ، فمَا شأنُ لبس غيار وشد الزنار وتعليق الصليب ؟؟
أمّ أنهُ مُجرّد تكثير النقول !؟ اترك الحكمَ للقارئ .
وقالَ حفظهُ اللهُ : { ثم أليست مخالفة الوهابية للإمام ابن تيمية في هذه المسـألة وغيرها من المسـائل دليلُ صـدقٍ على تجـردهم للحق واتباعهم للدليل سواءً عندهم المخالف والموافق؟؟} .
قالَ خالد : لا يهمنّي إنْ كانوا صادقيْن أو لا ، مَا يهمني هو حقيقة الأمر على ما هو عليه ، ولا شأنَ لنا بالنوايا ، ولكن معَ هذا فإنّي أقول لكَ لا تفرَح بذلكَ يا مولانا ، فإنَّ أكثرَهم لا يَعرفونَ أنّ هذا هو رأيهُ في المسألة ، كمَا صرَّح بذلِكَ كثيْرٌ مِنْهُم ، ولو علموا لتغيَّرت عند كثيْر مِنهم المَوازين ، ولا أريدُ أنْ أطيلَ في تبيين هذا الأمر ، لأنّه لا يَعني أصلَ حوارنا .
ثمّ لمَا رفعتَ ( دليلُ ) في قولِكَ ( دليلُ صدقٍ) ؟
قالَ السيِّدُ الشريْف حفظَهُ اللهُ : { أقول: إن أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية واختياراته معتبرةٌ في مذهب الحنـابلة, بل هو من أعظم أتباع مذهب الإمام أحمد ومحرري أقواله, حتى عُـدّ اختياره قـولا في المذهب, وكل من جاء بعده - ممن نقلت أنت عنهم وغيرهم - نقل عنه واعتمد عليه.} .
قالَ خالد : هذِهِ واللهِ التي تقضُّ مَضجع كلّ حنبلي ، ويَعلَم بعْدَ ذلِكَ أنَّهُ بأمثالِكَ مُبتلي .
أنتَ تدَّعي أنَّ كلَّ مَنْ جاءَ بعدَه نقلَ عنْه واعتمَدَ عليْه ، وهذِهِ كذبَة سوداء ، كافيَة بأنْ لا يُقيْم مَعَكَ أحدٌ نقاشاً ولا جدالاً .
فمِنْ أيْنَ لكَ أنَّ العلاّمة ابنَ مُفلِح نقلَ واعتمَدَ على ابن تيْميَّة ؟؟
يا هذا لقدْ أضحكتَ الثكالى على مَا تخطُّهُ يَميْنُكَ ، فأعطني في أقلِّ أحوالك عشرَ أمثلةٍ نقلَ فيْها ابنُ مفلح رويات الإمام أحمَدَ رضي اللهُ عنْهُ عن الشيْخ ابن تيْميَّة ؟؟
فقد نقلَ ابنُ مفلِح مئات الروايات عن الإمام أحمَدَ ، أفيُعقل أنْ لا يَنقلَ عشرَها عن ابن تيْميّة الذي تقول أنّهم نقلوا عنْه واعتمدوا عليْه !!؟؟
ثمَّ هاتَ لي مسألة واحدةً مِن بيْن آلاف المسائل المذكورة في المذهب قد كانَ فيْها أكثر مِن رواية عن الإمام فعمِدَ ابنُ مُفلح ترجيْحَ أحدهما لإختيار ابن تيمية لها !
ثمَّ تأمَّل كرَّة أخرى كتبَ الإمام المرْداوي ، وخاصَّة الإنصاف ، هل تجدُ ترجيْحاً واحداً من الإمام المرداوي لروايةٍ على أختها بسبب اختيار ابن تيْميَّة لها ؟؟
هذا ولتعلَمْ أنَّ الإمام ابنَ تيْميَّة مسْبُوقٌ بأئمة كثيريْن في المذهب تعويلاً واعتماداً ، فإذا اختلفَت الروايات عن الإمام فلا يَنظر ماذا قال فيها الإمام ابن تيميّة أولاً ، ولا ثانياً ولا ثالثاً ولا رابعاً ولا خامساً ولا سادساً ولا حتى سابعاً أو ثامناً .
وإنَّما يَذكُرُ بَعْضُ الأصْحَاب اختيَارتهِ في مُصَنَّفاتِهم لأنَّها في رأيْهم أقرب للأدلَّة الشرْعيَّة مِنْ مُعتمَدِ المذهب ، لا أنْ يذكروها على أنَّها المُعتمَد في المذهب ، ولذلِكَ تجدُ الإمَامَ المَرْدَاويَّ يأتي بإختيار الإمام ابن تيْميَّة بَعْدَ أنْ يفرغَ مِنْ تحرير المَذهب وذكرِهِ للمُعتمَدِ وغيْرِهِ.
ولا يَلزمُ مِن كونِ الإمام ابن تيميَّة عالماً مُوسوعياً أنْ يَكونَ عالماً في المذهب ، فقد يأتي إمامٌ بَعد حقبة ابنْ تيميّة ويَفوقُهُ في مَعرفة المذهب وتحرير أقوالِهِ ، وهذا الحاصل مَعَ الإمَام العَلاَّمَة ابن زيْن الدين عبدالرحمن بن رجب الحنبلي ، فهْوَ وإنْ أتى بَعْدَ الإمَام ابنْ تيميَّة إلاَّ أنَّ مِنَ الأصحابِ مِنْ قدَّمَ اعْتمَادَ ابن رجب على ابن تيميّة ، وهذا مَا نصَّ عليْهِ الإمَامُ المَرْدَاويُّ في مَواطن مِن كتبِهِ .
قالَ السيِّدُ الشريْفُ : { ويكفي (الوهابية!) موافقة قـول شيخ الإسلام الذي هو من أئمة المذهب الحنبلي.} .
قال خالد : هذا وَاللهِ كافٍ في إسقاطكَ مِن مِنزلة المُناقش المُنَاظر ، واسأل كلَّ حنبليٍّ : هل يَجوزُ لي أنْ اناقشَكَ بعْدَ هذا القول ؟؟؟
لكنْ هل لكَ أنْ تبيِّن لي مَا هي مرْتبَة ابن تيميَّة في المذهب وفقَ مَا قرَّره الأصحَاب؟ حتى نعرفَ بعْدَ ذلِكَ أيَجوزُ تقليْدُهُ أو لا ؟
قالَ السيِّد الشريْف : { بل قبل هـذا كله موافقتهم للنص الحديث الصحيح (من تشبه بقوم فهو منهم) و (ليس منا من تشبه بغيرنا) وغير ذلك من الأدلة, ومعلوم أن الوعـيد يدل على كون الفعل محرماً, فهو جارٍ على أصول المذهب.} .
قالَ خالد : واللهِ لقد حرتُ جواباً ! أيُّ أصولٍ تتكلَّمُ عنها يا هذا ؟ أنْتَ لا تفقه أبجديَّات المَذهبِ ثمَّ بَعْدَ ذلك تتكلَّم عنْ أصولِهم ؟
يا أخي قد نقلتُ لكَ أنَّ ابن النجار والإمام مرعي الكرمي ، وهما مِنْ عُمَدِ المَذهب قالا بكراهيَّة التشبه بالكفار مُطلقاً ، فهل جريا على خلافِ أصولِ المَذهبِ ؟؟ وأنتَ الذي وافقته ؟
وأيُّ وعيْدٍ تتكلَّم عنْه ؟
اذهب وتفقه مَعْنى الوعيْد وقيْدَهُ ، ثمَّ انظر في الحديثِ ، هل تراهُ حاملاً للوعيْد المَذكور عنْدَهم ؟
قالَ السيِّد الشريْفُ : { قلت: ( أمّا المذْهبُ ، ففيه قولان ، قولٌ بالكراهةِ ، وهو قولٌ قويٌ ، ونصَرَهُ كثيْرٌ من الأصْحاب ، كالإمام ابن قدامة في ( المُقْنع ) ، والإمام أبو الخطّاب الكلوذاني في ( الهداية ) ، والإمام السامري في ( المُستوعب) ، بل قال ابنُ المُنجا : هذا هو المذهب).
أقول : الكراهية هنا كراهية تحريم لا تنزيه, وأنت جعلت الكراهية مخالفة للتحريم مطلقاً وهـذا غير صحيح كما سبق في الأمر الرابع.} .
قال خالد : كيْف يَكونُ قصدُهم كراهة التحريمية ، مَعَ قول الإمام المَرْدَاويِّ بَعْدَ أنْ ذكر قولَ الكراهة ومَنْ قالَ بِه { ويُحتملُ أنْ يكونَ مُحرَّماً : وهو المَذهب . جزمَ به في الوجيْز ، والمُنوَّر ..... الخ } !!.
لاحظ أنَّهُ ذكرَ في البداية قولَ الكراهة ، ثمَّ ذكرَ مِن قالَ بهِ ، ثمَّ عقب بعْدَ ذلِِكَ بذكر قولِ التحريم ، ثمَّ ذكرَ مَنْ قالَ بِهِ ، ولو كانَ قصدُ القائلين بالكراهة كراهة التحريم ، لمَا فرَّق الإمامُ المَرْداويُّ بيْنَ القوليْن ، ولكان تفريْقُهُ بيْنَ القوليْنِ محضُ عبَثٍ وجهل ، مَعَ أنّه قالَ في بداية المسألة أنَّ الكراهة هي أحدُ الوجهين ، وهذا نصٌّ صريح في كون الكراهة المَذكورَة لا يُعنَى بها كراهة التحريم .
قالَ السيِّدُ الشريْف حفظَهُ اللهُ : { أما كون الحـلف بغير الله شركاً , فقد سبق أن نبهتُ في الأمـر الرابع على أن كون الشيء محرم لا يعني أنه ليس بشـرك} .
قالَ خالِد : هذِهِ سفسطة لا تنفعك ، فكلٌّ يَعْلمُ أنَّ كون الشيء مُحرَّماً لا يَلزم منْه أنَّهُ ليْسَ بشرك ، وهذا كلامٌ عام ، أمَّا في مسألتنا هذِهِ ، فأنا أقطعُ بأنَّ قصْدَ الحنابلة مِنها التحريم المُجرَّد ، وإلا ، قل لي هل يَجوزُ أنْ يكونُ الشرْكُ باللهِ حلالاً جائزاً حيْناً مِن الأحيَان ؟؟
إنْ قلتَ : نعم .
قلتُ لكَ : أعدْ إسلامك بَعْد غُسْلٍ .
وإنْ قلتَ : لا ، لا يَجوز ذلك .
قلتُ لك : إذا لم يَكن ذلِكَ كذلِكَ ، فكيْف تجعل الحنابلَة يُصيِّرونَ الحلف بغيْر اللهِ شركاً مَعَ أنَّ هناك روايَة عن الإمام أحمَد بالجواز ؟؟ قد ذكرَها الإمامُ المَرْداويُّ في الإنصاف بَعْدَ ذكره لقول الكراهة التنزيهية والتحريم .
فلو كانَ الحلف بغير الله شركاً ، لمَا وردَ القولُ بالكراهة فضلاً عن الجواز ، لأنَّ الشركَ يبْقَى شركاً حتى يَرثَ اللهُ الأرضَ ومَنْ عليْها .
خلاصَة الكلام أنَّ في المسألة وجهين ورواية ، وجْهٌ بالكراهة التنزيهيّة ، ووجهٌ بالتحريم ، وراويةٌ بالجواز ، وهذا التقسيْم يرفعُ الخلافَ بيني وبيْنكَ لو كنتَ تفهمه ولا أظن .
قالَ السيِّدُ الشريْفُ : { ويـدل على هذا أيضاً أن الإمام ابن قدامة الحنبلي وقد نقلتَ عنه أنه يرى الكراهة, صـرح في كتابه (المغني 13/436) -الذي هو مستوعب فقه الحنابلة- بالتحريم فقال : ( ولا يجوز الحلف بغير الله وصفاته نحو أن يحلف بأبيه أو بالكعبة أو صحابي أو إمام. ) } .
قالَ خالد : لا يصحُّ لكَ أن تعتقد أنَّ الإمام ابنَ قدامة إذا قالَ بالكراهة في الكافي مثلاً وقال بالحرمة في المغني أنْ تجعلَ الثاني تفسيْراً للأوَّل مُطلقاً .
فإنَّ الحنابلة يَعلمونَ أنَّ تعاملَ الإمَام ابن قدامة مَعَ كتابِهِ الكافي ليْسَ كتعاملِهِ مَعَ كتابِ المُغني ، فإنَّهُ قد تعامل مَعَ الكافي على شأن التحرير والتقرير للمذهب ، وأما المغني ، فقد تعاملَ معَهُ على أنهُ مُجتهد مُستقل ، فقد يخالف المذهب فيه ، بل قد خالفَهُ في أكثر من عشرين مسألة .
إذا علمتَ ذلِكَ ، فإنَّهُ مِن الخطأ أن تجعلَ تباين الألفاظ تفسيْراً لبعضهما مَع تباين أسلوب الكتابين .
وهذا أمرٌ بيِّن واضح .
قالَ السيِّدُ الشريف : { أما كون الطواف حول القبور محرم عند الحنابلة , فهو لا يُنافي كونه شركاً عندهم كما سبق أن بينت في الأمر الرابع.} .
قالَ خالد : أنا ألتزمتُ ظاهرَ لفظهم ، لأنَّهُ هوَ الأصل ، فلا أطالب بالدليل على نفي الزيادة ، وأنتَ أضفتَ قيداً زائداً ، فلابدَّ أن تأتي بدليلك على هذا القيد مِن كلام الأصحاب ؛ وإلا بقي دعوى بلا برهان .
قالَ السيِّدُ الشريف : { جميع النقول التي أوردتها فيها إطلاق استحباب زيارة قبر النبي عليه وآله الصلاة والسلام؛ لا شد الرحال إليه ! ولا يعني استحباب الزيارة, استحباب شد الرحال , فهذا ليس بلازم بل هو تزوير وتلبيس منك..} .
قالَ خالد : عفا اللهُ عنكَ سيِّدي ، لمَا تفوَّهتَ بمَا لا تعرف ؟!!
أنا لا أناقشك في فهمي وفهمك للمسالة ، مَعَ أنها واضحة وضوح الشمس ، ولكن سانقلُ لكَ كلام أئمة المذهب لا تعرف بعد ذلِكَ من المزوّر والملبس .
قالَ ابنُ نصر الله كمَا نقلها عنه الإمامُ البهوتي وغيرُهُ : { لازم استحباب زيارة قبره صلى الله عليه وسلم استحباب شد الرحال إليها لأن زيارته للحاج بعد حجه لا تمكن بدون شد الرحال ، فهذا كالتصريح باستحباب شد الرحال لزيارته صلى الله عليه وسلم } .
هل رأيتَ ؟
أم لازلتُ مُصرَّاً على إلقاءِ نفسِك في غياهب الجهل والظلم ؟
ليْسَ أنا ولا أنتَ ، بل الإمام ابن نصر الله رحمه الله هو الذي فهم هذا الفهم !!
مَع نقل كثيرٍ من الأصحاب لهذا القول مِن دون نكير أو رد .
فأنتَ الآن قلتَ : { ولا يعني استحباب الزيارة, استحباب شد الرحال , فهذا ليس بلازم بل هو تزوير وتلبيس منك} .
وقال ابن نصر الله : { لازم استحباب زيارة قبره صلى الله عليه وسلم استحباب شد الرحال} .
فأيُّهما يُقدَّم في المذهب ، فهمُكَ أنتَ أيُّها السيّد ، أم فهمُ الإمام ابن نصر الله ؟؟!!
فلننظر في الأمر ، لعلَّ في ذلك خُلفاً بيْنَ الأصحاب !
قالَ السيّد : { على أنـَّا لو سلمنا لك دلالة النقول على استحباب شد الرحال فإن المسألة خلافية بين الحنابلة أنفسهم} .
قالَ خالد : مرَّة أخرى يَختلف الأصحابُ ، هل يُقدّم كلامُ المرداويِّ أم كلام السيد الشريف ؟؟؟
السيِّد الشريف يَدَّعي أنَّ المسألة خلافية ، والإمام المَرْداوي يَقول في الإنصاف : { هذا المذهب ؛ وعليْه الأصْحابُ قاطبة ، متقدّمهم ومُتأخرهم} .
أمامُنا قول السيّد الشريف حيْن ادَّعى الخلاف بين الأصحاب ، وأمامنا قول الإمام المَرداوي حينما ادَّعى إجماعَ الأصحاب متقدمهم ومتأخرهم ، فمَاذا نقدِّم ؟؟
اترك الحكم لكلِّ ذي عقلٍ رشيد .
قالَ السيّد الشريف : { وموافقة شيخ الإسلام ابن تيمية ومثله ابن القيم للوهـابية يفسـد زعمك بأنهم مخالفون للحنابلة, فإن شيخ الإسلام وتلميذه من أعظم أئمة الحنابلة كما سبق, ولن أتجشم سرد النقول من أئمة الحنابلة في منزلة الإمامين, لأن تتبع الرد على الدعاوى التي لا أصـل لها فيه مشقة وعناء.} .
قال خالد : حقيقة لقد مللتُ من الكتابة وإضاعة الوقت مَعَ مثلِكَ أيُّها الشريْف العلوي ، فإنَّ أحداً يقولُ بمثل قولِكَ هذا حريُّ بأنْ لا يُنظر إليْه ، ولا يُردُّ عليْه .
هذا ردٌّ مُختصر وخفيف ، لسدِّ الحاجة فحسب ، واللهُ أعلم ، وصلّ اللهم وسلم على سيدي مُحمد .
الحمْدُ للهِ ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رَسولِ اللهِ ، أمَّا بَعْدُ :
فحريٌّ بي أنْ أقدِّمَ مُقدِّمة بيْن يَدي مَا كتبْتُهُ في الرَّد على الأخ السيِّد الشَّريْف العلَوي ، ذاكَ الذي أفرَحنِي ردُّهُ بداءةً ولم ألبْثْ كثيْراً في التَّجوالِ بيْن ثنايا أسْطر كلامِهِ حتَّى عادَ الفرَحُ حزنَاً وهمَّاً .
منْ أكرمَ مُقلتيْهِ بقليْلٍ مِن النظر والتأمُّلِ وَجدَ أنَّ كلامَ الأخ السيِّد أكثرُهُ يَعودُ إلى قليِلِهِ ، وكلُّهُ يَعودُ إلى جزءهِ ، وإنَّ أكثرَ نقولاتِهِ ذاتُ احتماليْن ، ومَا كانَ كذلك فإنَّهُ لا يُصَارُ إلى أحدِهما بلا قريْنَة ، وديْدنُ صاحبِنَا الشريْف هو الإتيَانُ بها مُجرَّدة ، بل إنَّ مَا يزيدُ في غيْظكَ أنَّهُ يَعملُ دائماً على الترجيْحِ بلا مُرجِّح ، والتخصيْص بلا مُخصِّص ، وهذا مُعابٌ عنْد أربَابِ العقول ، ولا عجبَ ولا غرو إنْ قلتُ بأنني أوْلى مِنْهُ بالإحتجَاج بِكثيْرٍ مِنْ نقولاتِهِ ، وسترى ذلِكَ في مَواطنِهِ .
هذا وإنَّي لم أتحدَّث بعد عن افتراءاته عليِّ فيْمَا هو أمام ناظريْه ، وسقم فهمِ الكلام ، وكلُّ ذلِكَ سيُرى في مُوطنِهِ .
أمَّا عنْ جهلِهِ بالمَذهبِ الحنبليِّ وقوَاعدِهِ ، فهذا ممَّا لا طاقة لقلمي بكتابتِهِ ، وإنَّهُ ممَّا يُشعرُ حقيقة بالوضع المُزري للوضع العلمي الحالي ، ولكن أتركُ ذلِكَ لنظرِ أدنى طالب علم حنبلي .
ولا أريدُ الإطالَة في الكلام في غيْر مَحلِّ النقاش ، ولنتركَ الحُكمَ للقارئ العاقل .
قالَ سيِّدي الشريْف العلوي حفظهُ اللهُ : { ما تسميه الوهـابية هي: فرقة أو منهج أو مذهب (عـقدي) .. فهي في مقابل الأشعـرية والمعـتزلة والجـهمية ونحوها من المذاهب العقدية لا الفقهية.
أما الحـنابلة فهم: أتباع مذهب (فقهي) .. في مقابل المذهب الشافعي والحنفي والمالكي والظاهري ونحوها من المذاهب الفقهية لا العقدية.
إذا أدركت هذا .. علمت أن لا معنى لجمعك بعض مخالفات الوهـابية لبعض الحـنابلة أبداً!!, فليس كل وهـابي حنبلي؛ ولا كل حنبلي وهابي!. } .
قال خالد : مُصطلحُ الحنابلة يُعْنَى بهِ أمران :
أولهما : الفروعُ والقواعدُ والأصولُ الفقهيَّة ، وهذا أمرٌ واضحٌ بيِّنٌ .
ثانيْهمَا : المَذهبُ العقديُّ المَشهوْرُ عنْ أربابِ وأصْحَابِهِ ، وهو التمسُّكُ بظاهر الآيات والأخبَار ، وغيْرُها مِن مَسائلَ مَعْلومَة .
وهذا الثاني ؛ أمرٌ مَشهورٌ فعلُهُ عنْدَ أهل العلم عامَّة ، والعقائديين خاصَّة ؛ فتجدُ إمَامَ الحرَميْن مَثلاً يَقولُ _ كثيراً _ قالتْ الحنابلة كذا ، والأشعريّة كذا ، وكذا الإمامُ فخر الرَّازي في كتبِهِ كالأربعيْن وغيْرها ، وكذا اسْتعملَها الإمَامُ السيوطي في كتابِهِ ( تاريخُ الخُلفَاء) عندما تحدَّث عن مَسألة تفسير المَقام المَحمُود .
وغيْرُهم مِنَ العُلمَاء كثيْرٌ ، فإنْ كنتَ جاهلاً بهذا الشيء فهو مُصيْبَة ، وإنْ كنتَ تتجاهلَهُ فالمُصيْبَةُ أعظمُ .
فعَلى هذا قد يُقابَل مُصطلحُ الحنابلة بالوهَّابيّة .
والأمرُ الذي دَفعني لكتابَةِ هذا المَقال ، هو أنَّ كثيْراً مِنَ الفُضلاء يَظنَّون أنَّ هؤلاء الوهابيَّة هم حنابلَة، وأنَّ المَذهبَ الحنبلي إنّما هو مَا يُفتي بهِ هؤلاء ، خاصّة مشايخ المملكة العربية السعودية ، علاوةً على وجودِ كثيْرَ مِنَهم مَنْ يَدَّعي ذلِكَ .
فأردتُ أنْ أبيَّن أنَّ الوهَّابيَّة _ وخاصة اليوم_ لا يُمثلونَ المَذهب الحنبلي ، بل هم فرقة مُغايرَة ، لا أصولاً ولا فروعَاً ولا سلوكاً ، فلا شأنَ للمَذهبِ بهم .
قالَ سيِّدي الشريف حفظهُ اللهُ : { أما ثانياً / إن كـان مقصدك بجمعك هذا أن تشنع على من أسميتهم الوهابية بمخالفتهم السادة الحنابلة .. فإن هـذا التشنيع لا يلحقهم أصلاً ! ولو سُلم لك بأن الوهابية برمتهم حنابلة ، لأن الوهـابية مصرحون بأنهم متبعون للكتاب والسنة بفهم السلف الصالح من القرون المفضلة, لا يبالون بمن خالفهم في ذلك كائناً من كان..! } .
قال خالد : ليْسَ الأمرُ تشنيْعَاً عليْهم ، بقدر مَا هو تبيَانٌ للحقائق ، ثمَّ مَعَ هذا فقد نصَّ كثيرٌ مِنهم على أنَّهم حنابلة ، ومنهم الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله كمَا في بعض رسائلِهِ لعُلمَاءِ نَجْد ، حتى قالَ عنْهُ الشيخُ الألباني : حنبلي مُتعصب !
وقد سمعتُ _ بأذني رأسي _ كثيراً منهم ، وهو يَقولُ : مذهبُنا هو مَذهبُ الإمَام أحمَد بن حنبل !
خلاصَة قولي إنّي أريدُ أنْ أقولَ : إنَّ الوهَّابية ليْسُوا حنابلَة مُطلقاً ، فلا تقولوا نحنُ حنَابلة ، بل قولوا نحنُ مَذهبٌ مُغايِر لمَا عليْهِ المَذاهبُ الأربَعة ، فأنتم لسْتم حنابلة ولا أحناف ولا شافعية ولا مالكية ، أنتم مذهبٌ خامس لا اعتدادَ بِهِ ، وهذهِ هي حقيْقة مَذهبكم ، فلا تدَّعوا وصلاً بليلى ، فليلى لا تقرُّ لكم بذاكَ .
قال سيدي الشريْف حفظهُ اللهُ { الأمر الثالث / لو كان لديك شيئاً من الإنصـاف وإرادة الحق لمنعت نفسك من عـيبة التزوير والتلبيس, وشينة بتر الحقيقة والتدليس ؛ فإن مريد الحـق لا يغش في المقول, ولا يبتر النصـوص من النقول, أو يجتزئ من القـول ما يريد وفي تتمتـه ما ينقض غـزله ويصك قـوله؛ وإنما ينقل بأمانة ويؤدي بإخـلاص ثم ينقـد إن شاء.}
قال خالد : هذِهِ يا سيّدي مِنْكَ دعوى ، والدعاوي بلا بُراهين لا عبرة بِها ولا اعتدَاد ، فأنا أطالبُكَ بتبيان التزوير والبتر والغش الذي ادَّعيْته ، وسأتراجعُ عنْهُ مُبَاشرة وأكن لكَ حيْنها منَ الشاكرين .
قالَ سيّدي الشريف حفظه الله : { الأمر الرابع / أنك قد جعلت حكم التحريم مخالفاً للشرك, وهذا غير صحيح, فإن كون الشيء حراماً لا ينقض كونه كفراً أو شركاً , إذ أنه قد يطلق على الشـرك لفظ: الحرام, أو المعصية, أو البدعة, أو الكبيرة, ولا ينفي هذا أنه شـرك} .
قالَ خالد : وهذه منْك أعتبرها كذبة صارخة عليَّ أيُّها الشريف ، فهذا كلامي أمامُكَ ، أيْن قلتُ إنَّ قولهم : يحرم ، يَنفي كونَهُ شركاً !!!؟؟
ولستُ بجاهلٍ أنَّ بينهما عُمُوم وخصوص مُطلق ، فلا تتفيهق بالمَعلوم ولا توضح الواضحات ، فإذا كانَ هناك لفظٌ يحتملُ مَعنيَين فإنَّهُ لا يُصارُ إلى أحدِهما إلاَّ بقرينة .
وأنا هنا أملكُ القرينَة بل القرائن التي صيَّرت قولهم بالتحريم في هذِهِ المسألة لا يَعني شركاً ، ولكن أخبرني أنتَ ما هي قرينتُك ؟؟؟
إنْ كانت قرينتك هي نصِّ الإمَام الحجَّاوي رحمه الله في الكشاف فقط ، فهذا يدلُّ على أنَّك جاهلٌ بمَذهبِ الحنابلة ، ولا تعرفُهُ ولاتدريه ، وهذا سيأتي مُفصَّ حينما أتكلم عن مسألة الحلف بغير الله .
قال السيّد الشريف حفظه الله : { أيضاً فالكراهة قد يراد بها كراهة التحريم, وهذا منصوص في مذهب الإمام أحمد, وأنت جعلت الكراهة مخالفة للتحريم مطلقاً وهذا غير صحيح.} .
قال خالد : يا أخي الكريم إن لم تكن أهلاً للكتابة في مثل هذهِ المباحث فلا تتعبني ، ولا تضيع وقتي ؛ فأنا لا أعلم أين جعلتُ الكراهة مُخالفة للتحريم مُطلقاً ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل تقوّلني مَا لم أقل أم ماذا ؟
ومسألة مَدلول لفظ الكراهة عند الإمام أحمَدَ رضي اللهُ عنه قد قتلها علماؤنا بحثاً ، وانظر كتابَ ابن حمدان ومُقدمة الفروع لابن مفلح مع تصحيحِهِ للمَرداوي ستجدُ ما يروي غليلك .
قال السيّد الشريف حفظهُ الله : {الأمر الخامس/ مع أن المقارنة بين الوهابية والحنابلة لا تصح، إذ أنها مقارنة مذهب عقدي بمذهب فقهي! كما سبق بيانه} .
قال خالد : وقد سبَقَ أن قلتُ لكَ إنَّ مصطلحَ الحنابلة قد يُطلق ويُقصد به المُعتقد الذي أنفرَدوا به ، او اشتهروا بالإنفراد به ، ولم أكن بدعاً من الناس حينما ذكرتُ ذلك ، فقد سبقني علماؤنا ، كالجويني والسبكي والرازي والسيوطي وغيرهم .
قال السيّد الشريف حفظهُ اللهُ : { لأبين أن حنابلة الوهابية أو حنابلة نجد لم يخالفوا المذهب الحنبلي } .
قال خالد : هذه العبارة تذكرها جيَّداً ، واجعلها في ذهنِكَ دائماً ، فإنّي سأستصحبها في أكثر حواري مَعَكَ ، وستدفع ثمنها غالياً .
قالَ السيِّد الشريف حفظهُ اللهُ : { وآيات الصفات من المتشابه باعتبار اشتباه الحقيقة وخفاءها, لأنه لا يعلم حقيقتها وكيفيتها إلا الله تعالى. (خلافاً للمشبهة)
وليست من المتشابه باعتبار اشتباه المعنى وخفاءه, لأنها ظاهره المعنى. ( خلافاً للمعطلة والمفوضة) } .
قالَ خالد : الآن علمتُ أنَّك ليْسَ جاهلاً بالمَذهب فحسب ، بل حتى بمَا تقرأه عيْناك !!
أنتَ الآن تدَّعي أنَّ قصدَ علمَاء المَذهب من قولهم إنَّ الصفات من المتشابه هو التشابه بالحقيقة ، وليس اشتباه المَعنَى وخفاءه ، وهذا يردُّهُ عليْك عيْنُ النقولات التي ذكرتها أنا بمَقالي ، فقد نقلتُ لكَ عن ابن مفلح قولَهُ : { والمُحْكَم مَا اتَّضَحَ مَعْنَاهُ ، فلم يَحْتَجْ إلى بَيَان ، والمُتشابه : عَكسُهُ }.
فنجدُ هنا أنَّ الإمَامَ ابنَ مفلح يقولُ إنَّ المُحكم ما اتضح معناه ، والمتشابه : عكسه ، أي مَا خفي مَعناه ، لأنَّ عكسَ الواضح الخفيُّ ، فهو ليْسَ بظاهر .
وبنفس القول قالَ الإمامُ المَرْدَاويُّ في كتابِهِ التحبير : { والأصح : أنّ المُحْكم : ما اتضح مَعْنَاهُ ، والمُتَشابَه عَكسُهُ}
فالإمام المرداويُّ يَنصُّ على أنَّ الأصح في المذهب الحنبلي هو أنَّ المُتشابه مَا لا يَتضحُ معناه ، وبعد ذلكَ تأتي أنتَ بكلِّ برودٍ وتفيهق وتقول : { وليست من المتشابه باعتبار اشتباه المعنى وخفاءه, لأنها ظاهره المعنى } .
فهل نأخذُ المَذهبَ الآنَ من الإمام ابن مُفلح أم نأخذهُ مِن سيَادتكم ؟؟
وبعد هذا نريد أن نعرفَ مَنْ يَستحق فينا قولك { والذي يظهر لي – والله أعلم- أنك أردت التلبيس بأن عقيدة الحنابلة الذين نقلت عنهم في الصفات تُخالف الوهابية, ولذا أوردت هذه المسألة} .
فهل أنا مَنْ لبَّس وكذبَ على المذهب أم أنتَ ؟
قال السيَّد الشريف حفظُهُ اللهُ : { ويدل على تلبيسك أيضاً أنك نقلت عن الإمام ابن قدامة قوله ( والصحيْحُ أنّ المُتَشابِه : مَا وَرَدَ فِي صِفَاتِ اللهِ سُبْحَانَهُ).
ولم تتم الكلام الذي يبين معنى قوله ويوضح مقصده, بل بترت النص ليتم لك غرضك ويستقيم لك باطلك.
وتتمة قوله رحمه الله هو التالي: ( والصحيْحُ أنّ المُتَشابِه : مَا وَرَدَ فِي صِفَاتِ اللهِ سُبْحَانَهُ مما يجب الإيمان به ويحرم التعرض لتأويله, كقوله الرحمن على العرش استوى, بل يداه مبسوطتان, لما خلقت بيدي, ويبقى وجه ربك, تجري بأعيننا ونحوه, فهذا اتفق السلف رحمهم الله على الإقرار به وإمراره على وجهه وترك تأويله, فإن الله سبحانه ذم المتبعين لتأويله, وقرنهم في الذم بالذين يبغون الفتنة, وسماهم أهل الزيغ) ا.هـ} .
قالَ خالد : أنا أدعو كلَّ قاريء يَفهم الكلام ويَعيْه ، أنْ يَقرأ عبارة ابن قدامة التي نقلتُها أنا ، ثمَّ يَنظرُ في العبَارة المُكملة لها والتي نقلها السيّد الشريف ، هل تجدونَ تناقضاً بيْنَ العبارتين ، وهل يَنقضُ آخرها أولَّها كمَا ادَّعى السيّد الشريف ؟؟
انظر إلى عبارَة الإمام ابن قدامة بأكملِها هل ترونَ فيْها مَا يُفيْد كونه يَعلمَ مَعنى المُتشابه ؟ وهو عيْن نقيْض مَا قصدتُهُ في نقلي .
أبنْ لي يَا رعاكَ اللهُ عن أي كلمة منِ نقلكَ تنقض عبارتي المَنقولة ، أهي عبارة { يجبُ الإيمَان به} ، أم { يَحرم التعرض لتأويله} ، أم { إمراره على وجهه } ؟؟
كلُّ هذهِ العبَارات لا تسعفُكَ في شيءٍ ، ولا تغني عنكم مِن مُرَادِهم شيئاً ، ولو كان بعضُكم لبعض ظهيراً .
فقولُهُم : { يَجبُ الإيْمَانُ به } . هذهِ عبَارة مُتفق عليْهِ عند أهلِ السُّنة والجمَاعة ، فإنَّ كلاً يُقرُّ بأنَّهُ يَجبُ الإيْمَان بالمُتشابه ، كيْفَ لا يَكونُ كذلكَ وقد نصُّ اللهُ عزَّوجل على ذلكَ فقال جلُّ في علاه : {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ } .
فقد نصَّ القرآن العزيز على وُجودِ آياتٍ متشابهات ، وليْسَ بعد كتاب اللهِ نصٌّ ولا قول ، ولكن بَعْد ذلك تنازعوا : هل يَجوز تفسيْرُهُ أم لا ؟ وغيْر ذلك مِن الخلافات .
هذه العبارة انتهت .
أما العبارة الثانية ، فهي قولُهُ : { يَحرمُ التعرض لتأويلِهِ } . والتأويلُ قد عُلمَ أنَّ لهُ عدَّة مِعانٍ ، فقد يَكونُ معناهُ التفسير ، ومنهُ قولهم : تأويل القرآن ، أي : شرحُهُ وتفسيْرهُ . وقد يَكونُ مَعنْاهُ صرف اللفظ عن ظاهرِهِ ، وقد يَكونُ غيْرَ ذلِكَ مِن المَعاني المذكورَة في كُتبِ أهل العلم .
فأنتَ ترى هُنا أنَّ لفظَ الإمَام ابن قدَامَة يَحتملُ عدَّة مَعانٍ ، فكونُك تحملُ هذا اللفظ على أحدِ المَعنيين لَهوَ ترْجيْحٌ بلا مُرجِّح .
فإذا قلنا إنَّ الإمام ابن قدامة قصد المَعنَى الأول ( وهو التفسير) : فهو مُفوِّض ، لأنَّهُ مَنَعَ مِن تفسيْرِها ، وإن قلنا بإنّه قصَدَ بذلكَ المَعنى الثاني ، فهذا إنّما يَدلُّ على أنّهُ ليْسَ بمؤولٍ ، ولا يَدلُّ على نفي تفويضِهِ ولو بوجهٍ ما .
قالَ سيّدي الشريْف حفظهُ اللهُ : { ويقول العلامة مرعي الكرمي الحنبلي في كتابه (أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمتشابهات ص 55):
( واختلفوا: هل يجوز الخوض في المتشابهة؟ على قولين:
مذهب السلف وإليه ذهب الحنابلة وكثير من المحققين عدم الخوض, خصوصاً مسائل الأسماء والصفات فإنه ظن والظن يخطئ ويصيب فيكون من باب القول على الله بلا علم وهو محظور)ا.هـ
وقال ص 64: ( إن أئمتنا الحنابلة يقولون بمذهب السلف , ويصفون الله بما وصف به نفسه من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل)ا.هـ
والكتاب المذكور مفيد في بابه ويوضح منهج الحنابلة في توحيد الأسماء والصفات, ويبين ما ذكرته لك من المراد بالمتشابهة عندهم. } .
قال خالد : هذان النصَّان المَنقولان عن الإمَام مرعيِّ الكرْمي أنا أولى بالإحتجاج منكَ بهما ، وليْسَ لكَ فيهما مَا ينفعُكَ في إثبَات كون الإمام مرعي الكرمي يَمنعُ التفويض !!
كيْفَ وقدْ نصَّ هذا الإمامُ الذي تحتجّ بهِ على أنَّ التفويض هو مَذهبُ السلف ، فقد قالَ صفحة (61) :
{ ذكرتُ في كتابي " البرهان في تفسير القرآن" عند قولِهِ تعالى { هل يَنظرونَ إلا أن يأتيهم اللهُ في ظلل مِن الغمام } وبعدَ أنْ ذكرتُ مذاهبَ المُتأولين : أنَّ مذهبَ السلف هو عدمُ الخوض في مثل هذا ، والسُّكوتُ عنه ، وتفويضُ علمِهِ إلى الله تعالى } . ا.هـ
وقالَ ناقلاً عن الإمام السيوطيِّ في مَعْرَض الإستشهاد بهِ : { وجمهورُ أهل السُّنة ، منهم السلف وأهل الحديث ، على الإيمان بها، وتفويض معناها المُراد منها إلى الله تعالى ، ولا نفسرها مع تنزيهنا له عن حقيقتها } .
وغيْرُ ذلِكَ الكثيْر .
فالعبَارَة التي نقلتَها أيُّها اللوذعيُّ عن الإمَام مَرْعيِّ الكرمي تحتمِلُ مَعنيين ، ولا يَعوَّلُ عَلى أحدِهمَا إلا بقريْنَة ، وها أنا أبنتُ لكَ عن قرائن ، فأبنْ لي هديتَ للحقِّ عن قرائنكَ !!
قالَ السيّد الشريف حفظهُ اللهُ : { أقول: القول بالتحريم هي رواية عن الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه وقد نقلها ابن مفلح الذي نقلتَ عنه في نفس الكتاب ونفس الصفحة!!, فلماذا التزوير والتعامي ؟؟..}.
قالَ خالد : ألم أقلْ لكَ مِنْ قبلُ أنْ لا شأنَكَ بهِذهِ المَبَاحث ؟؟ فليْسَ هذا عشكِ فادرجي !!
أنا قد ذكرتُ في مُقدمةِ مَقالتي أنَّ الوهَّابيّة خالفوا المَذهبَ الحنبليَّ ، ولم أقل إنهم خالفوا كلَّ الأقوال التي في المذهب !!!
والفرْق بيِّنٌ بيْنهما ، فحيْنَما يٌقالُ هذا هو المَذهبُ ، أي : هو مَا عليْه المُعتمَد .
وعلى هذا درَجَ الأئمة مِن كلِّ مَذهب ، وهو استعمالهم ، فتجدُ الإمَامَ المَرْداويَّ مَثلاً يقول : { وفي المسألة روايتان : المذهبُ : الكراهة } . أو يقول عن إحدى الروايتين : وهي المذهب ، مَعَ أنّ هناك رواية أخرى .
وقد استعملَ هذا الأسلوب ايضاً الإمَام ابن تيميّة ، فقد قالَ في مسألة الإسبال مَعَ الخُيلاء : المَذهب أنّه حرام . مَعَ أنَّ في المسألة وجهين عندَ الأصحاب .
فحينَمَا أقولُ لكَ إنَّ فلاناً مِن الناس خالفَ المذهبَ ، فلا تكون قد ألزمتني بخلافِهِ عند إيرادكَ لرواية أو وجهٍ في المذهبِ غيْر مُعتمديْن .
والمُعتمَدُ في هذِهِ المسألة عندَ الأصْحاب هو الكراهة ، وهو المَذهب الذي عليْه أكثرُ الأصْحاب .
ولو كنتُ قد أردتُ التعامي كمَا وصمتني بذلِك ، أو غيْر مُنصفٍ ، لأوردتُ لكَ روايَة أخرى عن الإمام أحمَدَ تفيد إباحَة الإسبال وليْسَ الكراهة ، وهي مُوجودة في كتاب الآداب الشرعية لابن مُفلح ، وفي نفس الجزء والصفحة التي نقلت عنها مِن قبلُ ؛ ولكن لمَّا لم يَكن لي شأنٌ في غيْر المَذهبِ والمُعتمَد أغفلتُ ذكرهما ، اعني : روايتي الغباحة والتحريم .
هل اتضحَ لكَ الأمرُ ؟
ثمَّ قالَ السيِّد أعلى اللهُ شأنَهُ : { وقال الإمام الكلوذاني الحنبلي في كتابه (الانتصار في المسائل الكبار) : ( من تزيا بزي كفر من لبس غيار وشـد زنار وتعليق صليب بصدره: حرم ولم يكفـر) ا.هـ } .
قالَ خالد : ومَا شأن هذا الكلام في مسألتنا ؟؟؟
مسألتنا التي نتحدث عنها هي الإسبال ، فمَا شأنُ لبس غيار وشد الزنار وتعليق الصليب ؟؟
أمّ أنهُ مُجرّد تكثير النقول !؟ اترك الحكمَ للقارئ .
وقالَ حفظهُ اللهُ : { ثم أليست مخالفة الوهابية للإمام ابن تيمية في هذه المسـألة وغيرها من المسـائل دليلُ صـدقٍ على تجـردهم للحق واتباعهم للدليل سواءً عندهم المخالف والموافق؟؟} .
قالَ خالد : لا يهمنّي إنْ كانوا صادقيْن أو لا ، مَا يهمني هو حقيقة الأمر على ما هو عليه ، ولا شأنَ لنا بالنوايا ، ولكن معَ هذا فإنّي أقول لكَ لا تفرَح بذلكَ يا مولانا ، فإنَّ أكثرَهم لا يَعرفونَ أنّ هذا هو رأيهُ في المسألة ، كمَا صرَّح بذلِكَ كثيْرٌ مِنْهُم ، ولو علموا لتغيَّرت عند كثيْر مِنهم المَوازين ، ولا أريدُ أنْ أطيلَ في تبيين هذا الأمر ، لأنّه لا يَعني أصلَ حوارنا .
ثمّ لمَا رفعتَ ( دليلُ ) في قولِكَ ( دليلُ صدقٍ) ؟
قالَ السيِّدُ الشريْف حفظَهُ اللهُ : { أقول: إن أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية واختياراته معتبرةٌ في مذهب الحنـابلة, بل هو من أعظم أتباع مذهب الإمام أحمد ومحرري أقواله, حتى عُـدّ اختياره قـولا في المذهب, وكل من جاء بعده - ممن نقلت أنت عنهم وغيرهم - نقل عنه واعتمد عليه.} .
قالَ خالد : هذِهِ واللهِ التي تقضُّ مَضجع كلّ حنبلي ، ويَعلَم بعْدَ ذلِكَ أنَّهُ بأمثالِكَ مُبتلي .
أنتَ تدَّعي أنَّ كلَّ مَنْ جاءَ بعدَه نقلَ عنْه واعتمَدَ عليْه ، وهذِهِ كذبَة سوداء ، كافيَة بأنْ لا يُقيْم مَعَكَ أحدٌ نقاشاً ولا جدالاً .
فمِنْ أيْنَ لكَ أنَّ العلاّمة ابنَ مُفلِح نقلَ واعتمَدَ على ابن تيْميَّة ؟؟
يا هذا لقدْ أضحكتَ الثكالى على مَا تخطُّهُ يَميْنُكَ ، فأعطني في أقلِّ أحوالك عشرَ أمثلةٍ نقلَ فيْها ابنُ مفلح رويات الإمام أحمَدَ رضي اللهُ عنْهُ عن الشيْخ ابن تيْميَّة ؟؟
فقد نقلَ ابنُ مفلِح مئات الروايات عن الإمام أحمَدَ ، أفيُعقل أنْ لا يَنقلَ عشرَها عن ابن تيْميّة الذي تقول أنّهم نقلوا عنْه واعتمدوا عليْه !!؟؟
ثمَّ هاتَ لي مسألة واحدةً مِن بيْن آلاف المسائل المذكورة في المذهب قد كانَ فيْها أكثر مِن رواية عن الإمام فعمِدَ ابنُ مُفلح ترجيْحَ أحدهما لإختيار ابن تيمية لها !
ثمَّ تأمَّل كرَّة أخرى كتبَ الإمام المرْداوي ، وخاصَّة الإنصاف ، هل تجدُ ترجيْحاً واحداً من الإمام المرداوي لروايةٍ على أختها بسبب اختيار ابن تيْميَّة لها ؟؟
هذا ولتعلَمْ أنَّ الإمام ابنَ تيْميَّة مسْبُوقٌ بأئمة كثيريْن في المذهب تعويلاً واعتماداً ، فإذا اختلفَت الروايات عن الإمام فلا يَنظر ماذا قال فيها الإمام ابن تيميّة أولاً ، ولا ثانياً ولا ثالثاً ولا رابعاً ولا خامساً ولا سادساً ولا حتى سابعاً أو ثامناً .
وإنَّما يَذكُرُ بَعْضُ الأصْحَاب اختيَارتهِ في مُصَنَّفاتِهم لأنَّها في رأيْهم أقرب للأدلَّة الشرْعيَّة مِنْ مُعتمَدِ المذهب ، لا أنْ يذكروها على أنَّها المُعتمَد في المذهب ، ولذلِكَ تجدُ الإمَامَ المَرْدَاويَّ يأتي بإختيار الإمام ابن تيْميَّة بَعْدَ أنْ يفرغَ مِنْ تحرير المَذهب وذكرِهِ للمُعتمَدِ وغيْرِهِ.
ولا يَلزمُ مِن كونِ الإمام ابن تيميَّة عالماً مُوسوعياً أنْ يَكونَ عالماً في المذهب ، فقد يأتي إمامٌ بَعد حقبة ابنْ تيميّة ويَفوقُهُ في مَعرفة المذهب وتحرير أقوالِهِ ، وهذا الحاصل مَعَ الإمَام العَلاَّمَة ابن زيْن الدين عبدالرحمن بن رجب الحنبلي ، فهْوَ وإنْ أتى بَعْدَ الإمَام ابنْ تيميَّة إلاَّ أنَّ مِنَ الأصحابِ مِنْ قدَّمَ اعْتمَادَ ابن رجب على ابن تيميّة ، وهذا مَا نصَّ عليْهِ الإمَامُ المَرْدَاويُّ في مَواطن مِن كتبِهِ .
قالَ السيِّدُ الشريْفُ : { ويكفي (الوهابية!) موافقة قـول شيخ الإسلام الذي هو من أئمة المذهب الحنبلي.} .
قال خالد : هذا وَاللهِ كافٍ في إسقاطكَ مِن مِنزلة المُناقش المُنَاظر ، واسأل كلَّ حنبليٍّ : هل يَجوزُ لي أنْ اناقشَكَ بعْدَ هذا القول ؟؟؟
لكنْ هل لكَ أنْ تبيِّن لي مَا هي مرْتبَة ابن تيميَّة في المذهب وفقَ مَا قرَّره الأصحَاب؟ حتى نعرفَ بعْدَ ذلِكَ أيَجوزُ تقليْدُهُ أو لا ؟
قالَ السيِّد الشريْف : { بل قبل هـذا كله موافقتهم للنص الحديث الصحيح (من تشبه بقوم فهو منهم) و (ليس منا من تشبه بغيرنا) وغير ذلك من الأدلة, ومعلوم أن الوعـيد يدل على كون الفعل محرماً, فهو جارٍ على أصول المذهب.} .
قالَ خالد : واللهِ لقد حرتُ جواباً ! أيُّ أصولٍ تتكلَّمُ عنها يا هذا ؟ أنْتَ لا تفقه أبجديَّات المَذهبِ ثمَّ بَعْدَ ذلك تتكلَّم عنْ أصولِهم ؟
يا أخي قد نقلتُ لكَ أنَّ ابن النجار والإمام مرعي الكرمي ، وهما مِنْ عُمَدِ المَذهب قالا بكراهيَّة التشبه بالكفار مُطلقاً ، فهل جريا على خلافِ أصولِ المَذهبِ ؟؟ وأنتَ الذي وافقته ؟
وأيُّ وعيْدٍ تتكلَّم عنْه ؟
اذهب وتفقه مَعْنى الوعيْد وقيْدَهُ ، ثمَّ انظر في الحديثِ ، هل تراهُ حاملاً للوعيْد المَذكور عنْدَهم ؟
قالَ السيِّد الشريْفُ : { قلت: ( أمّا المذْهبُ ، ففيه قولان ، قولٌ بالكراهةِ ، وهو قولٌ قويٌ ، ونصَرَهُ كثيْرٌ من الأصْحاب ، كالإمام ابن قدامة في ( المُقْنع ) ، والإمام أبو الخطّاب الكلوذاني في ( الهداية ) ، والإمام السامري في ( المُستوعب) ، بل قال ابنُ المُنجا : هذا هو المذهب).
أقول : الكراهية هنا كراهية تحريم لا تنزيه, وأنت جعلت الكراهية مخالفة للتحريم مطلقاً وهـذا غير صحيح كما سبق في الأمر الرابع.} .
قال خالد : كيْف يَكونُ قصدُهم كراهة التحريمية ، مَعَ قول الإمام المَرْدَاويِّ بَعْدَ أنْ ذكر قولَ الكراهة ومَنْ قالَ بِه { ويُحتملُ أنْ يكونَ مُحرَّماً : وهو المَذهب . جزمَ به في الوجيْز ، والمُنوَّر ..... الخ } !!.
لاحظ أنَّهُ ذكرَ في البداية قولَ الكراهة ، ثمَّ ذكرَ مِن قالَ بهِ ، ثمَّ عقب بعْدَ ذلِِكَ بذكر قولِ التحريم ، ثمَّ ذكرَ مَنْ قالَ بِهِ ، ولو كانَ قصدُ القائلين بالكراهة كراهة التحريم ، لمَا فرَّق الإمامُ المَرْداويُّ بيْنَ القوليْن ، ولكان تفريْقُهُ بيْنَ القوليْنِ محضُ عبَثٍ وجهل ، مَعَ أنّه قالَ في بداية المسألة أنَّ الكراهة هي أحدُ الوجهين ، وهذا نصٌّ صريح في كون الكراهة المَذكورَة لا يُعنَى بها كراهة التحريم .
قالَ السيِّدُ الشريْف حفظَهُ اللهُ : { أما كون الحـلف بغير الله شركاً , فقد سبق أن نبهتُ في الأمـر الرابع على أن كون الشيء محرم لا يعني أنه ليس بشـرك} .
قالَ خالِد : هذِهِ سفسطة لا تنفعك ، فكلٌّ يَعْلمُ أنَّ كون الشيء مُحرَّماً لا يَلزم منْه أنَّهُ ليْسَ بشرك ، وهذا كلامٌ عام ، أمَّا في مسألتنا هذِهِ ، فأنا أقطعُ بأنَّ قصْدَ الحنابلة مِنها التحريم المُجرَّد ، وإلا ، قل لي هل يَجوزُ أنْ يكونُ الشرْكُ باللهِ حلالاً جائزاً حيْناً مِن الأحيَان ؟؟
إنْ قلتَ : نعم .
قلتُ لكَ : أعدْ إسلامك بَعْد غُسْلٍ .
وإنْ قلتَ : لا ، لا يَجوز ذلك .
قلتُ لك : إذا لم يَكن ذلِكَ كذلِكَ ، فكيْف تجعل الحنابلَة يُصيِّرونَ الحلف بغيْر اللهِ شركاً مَعَ أنَّ هناك روايَة عن الإمام أحمَد بالجواز ؟؟ قد ذكرَها الإمامُ المَرْداويُّ في الإنصاف بَعْدَ ذكره لقول الكراهة التنزيهية والتحريم .
فلو كانَ الحلف بغير الله شركاً ، لمَا وردَ القولُ بالكراهة فضلاً عن الجواز ، لأنَّ الشركَ يبْقَى شركاً حتى يَرثَ اللهُ الأرضَ ومَنْ عليْها .
خلاصَة الكلام أنَّ في المسألة وجهين ورواية ، وجْهٌ بالكراهة التنزيهيّة ، ووجهٌ بالتحريم ، وراويةٌ بالجواز ، وهذا التقسيْم يرفعُ الخلافَ بيني وبيْنكَ لو كنتَ تفهمه ولا أظن .
قالَ السيِّدُ الشريْفُ : { ويـدل على هذا أيضاً أن الإمام ابن قدامة الحنبلي وقد نقلتَ عنه أنه يرى الكراهة, صـرح في كتابه (المغني 13/436) -الذي هو مستوعب فقه الحنابلة- بالتحريم فقال : ( ولا يجوز الحلف بغير الله وصفاته نحو أن يحلف بأبيه أو بالكعبة أو صحابي أو إمام. ) } .
قالَ خالد : لا يصحُّ لكَ أن تعتقد أنَّ الإمام ابنَ قدامة إذا قالَ بالكراهة في الكافي مثلاً وقال بالحرمة في المغني أنْ تجعلَ الثاني تفسيْراً للأوَّل مُطلقاً .
فإنَّ الحنابلة يَعلمونَ أنَّ تعاملَ الإمَام ابن قدامة مَعَ كتابِهِ الكافي ليْسَ كتعاملِهِ مَعَ كتابِ المُغني ، فإنَّهُ قد تعامل مَعَ الكافي على شأن التحرير والتقرير للمذهب ، وأما المغني ، فقد تعاملَ معَهُ على أنهُ مُجتهد مُستقل ، فقد يخالف المذهب فيه ، بل قد خالفَهُ في أكثر من عشرين مسألة .
إذا علمتَ ذلِكَ ، فإنَّهُ مِن الخطأ أن تجعلَ تباين الألفاظ تفسيْراً لبعضهما مَع تباين أسلوب الكتابين .
وهذا أمرٌ بيِّن واضح .
قالَ السيِّدُ الشريف : { أما كون الطواف حول القبور محرم عند الحنابلة , فهو لا يُنافي كونه شركاً عندهم كما سبق أن بينت في الأمر الرابع.} .
قالَ خالد : أنا ألتزمتُ ظاهرَ لفظهم ، لأنَّهُ هوَ الأصل ، فلا أطالب بالدليل على نفي الزيادة ، وأنتَ أضفتَ قيداً زائداً ، فلابدَّ أن تأتي بدليلك على هذا القيد مِن كلام الأصحاب ؛ وإلا بقي دعوى بلا برهان .
قالَ السيِّدُ الشريف : { جميع النقول التي أوردتها فيها إطلاق استحباب زيارة قبر النبي عليه وآله الصلاة والسلام؛ لا شد الرحال إليه ! ولا يعني استحباب الزيارة, استحباب شد الرحال , فهذا ليس بلازم بل هو تزوير وتلبيس منك..} .
قالَ خالد : عفا اللهُ عنكَ سيِّدي ، لمَا تفوَّهتَ بمَا لا تعرف ؟!!
أنا لا أناقشك في فهمي وفهمك للمسالة ، مَعَ أنها واضحة وضوح الشمس ، ولكن سانقلُ لكَ كلام أئمة المذهب لا تعرف بعد ذلِكَ من المزوّر والملبس .
قالَ ابنُ نصر الله كمَا نقلها عنه الإمامُ البهوتي وغيرُهُ : { لازم استحباب زيارة قبره صلى الله عليه وسلم استحباب شد الرحال إليها لأن زيارته للحاج بعد حجه لا تمكن بدون شد الرحال ، فهذا كالتصريح باستحباب شد الرحال لزيارته صلى الله عليه وسلم } .
هل رأيتَ ؟
أم لازلتُ مُصرَّاً على إلقاءِ نفسِك في غياهب الجهل والظلم ؟
ليْسَ أنا ولا أنتَ ، بل الإمام ابن نصر الله رحمه الله هو الذي فهم هذا الفهم !!
مَع نقل كثيرٍ من الأصحاب لهذا القول مِن دون نكير أو رد .
فأنتَ الآن قلتَ : { ولا يعني استحباب الزيارة, استحباب شد الرحال , فهذا ليس بلازم بل هو تزوير وتلبيس منك} .
وقال ابن نصر الله : { لازم استحباب زيارة قبره صلى الله عليه وسلم استحباب شد الرحال} .
فأيُّهما يُقدَّم في المذهب ، فهمُكَ أنتَ أيُّها السيّد ، أم فهمُ الإمام ابن نصر الله ؟؟!!
فلننظر في الأمر ، لعلَّ في ذلك خُلفاً بيْنَ الأصحاب !
قالَ السيّد : { على أنـَّا لو سلمنا لك دلالة النقول على استحباب شد الرحال فإن المسألة خلافية بين الحنابلة أنفسهم} .
قالَ خالد : مرَّة أخرى يَختلف الأصحابُ ، هل يُقدّم كلامُ المرداويِّ أم كلام السيد الشريف ؟؟؟
السيِّد الشريف يَدَّعي أنَّ المسألة خلافية ، والإمام المَرْداوي يَقول في الإنصاف : { هذا المذهب ؛ وعليْه الأصْحابُ قاطبة ، متقدّمهم ومُتأخرهم} .
أمامُنا قول السيّد الشريف حيْن ادَّعى الخلاف بين الأصحاب ، وأمامنا قول الإمام المَرداوي حينما ادَّعى إجماعَ الأصحاب متقدمهم ومتأخرهم ، فمَاذا نقدِّم ؟؟
اترك الحكم لكلِّ ذي عقلٍ رشيد .
قالَ السيّد الشريف : { وموافقة شيخ الإسلام ابن تيمية ومثله ابن القيم للوهـابية يفسـد زعمك بأنهم مخالفون للحنابلة, فإن شيخ الإسلام وتلميذه من أعظم أئمة الحنابلة كما سبق, ولن أتجشم سرد النقول من أئمة الحنابلة في منزلة الإمامين, لأن تتبع الرد على الدعاوى التي لا أصـل لها فيه مشقة وعناء.} .
قال خالد : حقيقة لقد مللتُ من الكتابة وإضاعة الوقت مَعَ مثلِكَ أيُّها الشريْف العلوي ، فإنَّ أحداً يقولُ بمثل قولِكَ هذا حريُّ بأنْ لا يُنظر إليْه ، ولا يُردُّ عليْه .
هذا ردٌّ مُختصر وخفيف ، لسدِّ الحاجة فحسب ، واللهُ أعلم ، وصلّ اللهم وسلم على سيدي مُحمد .
ألا مَوتٌ يُبَاعُ فأشريه ؟